المقالات

07

مايو | 2023
179

حرية المرأة وحقوقها في الاسلام

حرية المرأة

حرية المرأة وحقوقها في الاسلام

حرية المرأة

قبل أن أتحدث عن حرية المرأة وحقوقها في الإسلام، أحببت أن أتطرق إلى سؤالين مهمين يرتبطان بالموضوع؛ وهما:

  1. ما الفارق بين الحرية في الإسلام والحرية في مفهوم الغرب؟
  2. ما الفارق بين العدالة والمساواة؟

والإجابة عنهما تستدعي بحثا طويلا ليس هنا محله، فيمكنكم مراجعة كتاب (المدرسة الإسلامية) للشهيد الصدر للإجابة على السؤال الأول، كما يمكنكم مراجعة كتاب (نظام حقوق المرأة في الإسلام) للإجابة على السؤال الثاني، لكنني أجيب باختصار شديد هنا وأقول:

 

1. الفرق بين الحرية في الإسلام والحرية في مفهوم الغرب

أما بالنسبة للسؤال الأول؛ فإن الإسلام يدعو إلى عبودية الله تبارك وتعالى، وبالتالي فإن المالك المطلق - وهو الله عز وجل - هو الذي منح الإنسان الحرية وهو الذي حدد له حدود حريته وسقفها، بخلاف الحرية في المفهوم الغربي، فإنها تبدأ بإطلاق العنان للإنسان وجعله حرا مختارا منذ بداية الأمر، فقالوا بالحرية السلوكية والحرية الفكرية العقائدية والحرية الاقتصادية والحرية السياسية، وبالتالي قادته حريته إلى أن يكون أسيرا لشهواته ورغباته السياسية والاقتصادية والفردية والسلوكية ولو على حساب الآخرين.

والخلاصة: انطلقت الحرية في الإسلام من العبودية، بينما في المفهوم الغربي انطلقت العبودية من الحرية، وفارق كبير بين العبوديتين؛ ففي الإسلام عبودية الحق والعدل المطلق - وهو الله - قد قادت إلى الحرية التي حددها العادل المطلق، بينما في الغرب قد قادت الحرية الإنسان إلى عبودية النفس والشهوات مما أسفر عن الإباحية والتهتك والانفلات ورفض القيود حتى لو كانت في صالح الإنسان.

 

2. الفرق بين العدالة والمساواة

أما بالنسبة إلى السؤال الثاني؛ ففارق كبير بين العدالة والمساواة، فالمساواة معناها التسوية بين جميع الأطراف، بينما العدالة معناها وضع الشيء في موضعه بإعطاء كل من يستحق حقه ومستحقه، وبالتالي نجد الاسلام ينادي بالعدالة دائما، لكنه ينادي بالمساواة في بعض الحالات لا في جميع الحالات، فالإسلام ينادي بالمساواة متى ما تطلبتها العدالة، فلو ساويت بين العالم والجاهل، والكريم والبخيل، والمحسن والمسيء، في كافة الأمور، فهذا ظلم للعالم والكريم والمحسن.

 

حقوق المرأة في الإسلام

بعد اتضاح الجواب على السؤالين، نشرع في بحث حقوق المرأة وحريتها لنقول: إن الإسلام قد أعطى المرأة حقوقها بالكامل؛ لأن خالقها تبارك وتعالى أدرى بشؤون مخلوقاته، فلذلك أعطاها من الحقوق ما تتطلبه العدالة، وبالتالي فإن الموارد التي يشكل فيها على الإسلام بأنه ظلَم المرأة؛ اذ جعل شهادتها نصف شهادة الرجل كما أنها ترث نصف سهم الرجل... الخ، نقول في هذه الموارد إن الله تبارك وتعالى باطّلاعه على واقع طبيعة مخلوقاته قد قرر تلك الأمور بمقتضى العدالة، والعدالة لاتتطلب المساواة دائما؛ بل أحيانا المساواة قد تمثل ظلما كما إذا ساويت بين الطالب المجد والكسول في الدرجات، فإن هذا ظلم للطالب المجد.

  وأما ما يريده الغرب والمتغربون للمرأة، فهو العبودية للشهوات الناشئة من إطلاق العنان لحرية الإنسان المفضي إلى الإباحية وفقد الحدود، ودونك الاثار السيئة التي خلفتها تلك الصيحات من عرض المرأة كسلعة تجارية يتاجر بها المتقامرون، وما أجمل تلك المقولة التي قالها أحد المتدينين لأحد المتهتكين حينما استنكر عليه حجاب زوجته وخمارها؛ إذ أجابه بأن الإسلام يعتبر المرأة جوهرة يودعها المرء في صندوق ثمين، فكذلك المرأة نحجبها للحفاظ على هذه الجوهرة الثمينة، كما أن أحدهم أجاب خصمه قائلا إن السفور بمثابة سيارة الأجرة ( التاكسي) يصعدها من يشاء، فكذلك السافرة ينظر إلى مفاتنها من يشاء، بخلاف المحجبة؛ فهي كالسيارة الشخصية لا ينظر إلى مفاتنها إلا زوجها الحريص عليها.