07

مايو | 2023
217

سوء الظن

سوء الظن

سوء الظن

سوء الظن

باسمه تعالى
عجيب حال الإنسان الذي هو عبارة عن كتلة من العيوب، فكيف يبصر عيوب غيره ولا تقع عينه على عيوبه فيتلافاها...؟! وما ذلك إلا لحبه لنفسه... فلو صدر منه ذنب لَاستصغره، لكنه لو رأى نفس ذلك الذنب في غيره لَاستكبره واستعظمه! وما ذلك إلا لسيطرة النفس الأمّارة بالسوء واستحكامها على قلب الإنسان أعاذنا الله وإياكم.
أما المؤمنون والمتقون، فهم لأنفسهم متهمون، ويستقلون كثير أعمالهم، لكنهم يستكثرون قليل أعمال غيرهم لحسن الظن بهم.
بعض الناس ينظر إلى الآخرين وكأنه قد لبس نظارة سوداء لا يرى النور والضياء فيها... هذا هو حال سيّئ الظن ...
يقال: مر المسيح (عليه السلام) وجماعة من الحواريين على جيفة ميتة... فقال أحدهم: ما أقبح منظره...! وقال الآخر: ما أكره رائحته...! وقال الآخر...! فقال المسيح (عليه السلام): ما أبيض أسنانه...! هلا مدحتموه...؟ ما لكم أكثرتم من ذمه؟! (بحار الأنوار، 14: 327/47).
واقعا؛ بعض الناس قد تربّوا على هذه النظرة السوداء للآخرين، بينما الدين أراد لنا ان نطهر قلوبنا وجوارحنا لكي تأتي آمنة عند الله يوم الفزع الأكبر.

سوء الظن / 20رمضان 1425