المحاضرات

المؤتمر الثالث للقدس الشريف

25

سبتمبر | 2023
127

المؤتمر الثالث للقدس الشريف

محاضرة الشيخ عبدالله الدقاق

┈┈┈••❁✿❁◆●••┈┈┈

السلام عليكم أيها الأحبة في الله ورحمة الله وبركاته.

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم وخطابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا)، آمنا بالله صدق الله العلي العظيم.

الإخوة الكرام في مؤتمر القدس الشريف الدولي سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته، نلتقي جميعاً لإحياء يوم القدس العالمي والذي سيمر علينا بعد يومين في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك لهذا العام عام ألف وأربعمائة وثلاثة وأربعين هجرية قمرية.

يوم القدس العالمي في هذا العام له عدة خصوصيات وإحياؤه في هذا العام يحتل أهمية ومكانه كبيرة لثلاث خصوصيات أركز عليها وهي خصوصية دولية وإقليمية ومحلية داخلية، أبدأ بالخصوصية الدولية فنحن اليوم نشهد سقوط النظام المتعدد القطبية وقيام نظام متعدد القطبية، فالنظام الأوحدي أو النظام ثنائي القطبية قد زال وفي معرض الزوال، إن العالم قد شهد النظام ثنائي القطبية حينما كان الاتحاد السوفيتي السابق يتقاسم العالم مع الولايات المتحدة الأمريكية وبعد سقوط جدار برلين أعلن الرئيس جورش بوش الأول عن قيام نظام أحادى القطبية وأن العالم بات يسيطر عليه قوى عظمى واحدة وأن الاتحاد السوفيتي قد زال.

ولكن نحن نشهد اليوم ونعيش الحرب الروسية الأوكرانية زوال النظام الأحادي والثنائي وقد تجلى هذا في تصريح قادة سياسيين عالميين أبرزهم تصريح سماحة الإمام القائد الخامنئي بالأمس حينما قال (إننا نشهد قيام نظام متعدد الأقطاب) كما صرح بالأمس أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة بوتيرش بعد لقائه بالرئيس الروسي فلادمير بوتين بأن العالم قد تغير ونحن نشهد قيام نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب وقد صرح قبلهما الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون أن العالم لا تتحكم فيه قوة واحدة بل إننا نشهد نظام متعدد الأقطاب.

هذا النظام العالمي الجديد سيلقي بظلاله على القدس وأهلنا في القدس فقد صرحت إسرائيل بأنها ستصدر الخوذ وبعض المعدات العسكرية لأوكرانيا وقد قابلتها روسيا العظمى بالتهديد ومن المعلوم أن أغلب الصهاينة الذين ذهبوا إلى فلسطين المحتلة وشكلوا دولة إسرائيل اللقيطة هم من أوروبا الشرقية من روسيا وأوكرانيا وبولند.

إذاً هذا الوضع العالمي الجديد وهذا النظام المتعدد القطبية ووجود مشادات بين دولة إسرائيل اللقيطة وبين روسيا العظمى التي تقول إنها قد دخلت أوكرانيا لمنع تمدد أمريكا وفرض سيطرتها على العالم فإن هذه المتغيرات الجديدة تبعث على التفاؤل والأمل بأن التغيير قريبٌ بإذن الله تبارك وتعالى.

النقطة الثانية والمتغير الثاني المتغيرات الإقليمية فبعد أن جاءت الكوندليزا رايز عام ألفين وستة في حرب تموز وأعلنت قيام نظام عالمي جديد وتقصد أن تكون دولة إسرائيل اللقيطة وهذه الغدة السرطانية والصهيونية هي محور الشرق الأوسط بحيث ترتبط اقتصاديات المنطقة وسياسات دول المنطقة وجميع أمور دول المنطقة يجب أن ترتبط بإسرائيل هكذا بشرتنا الكوندليزا رايز بقيام شرق أوسط جديد ترتبط جميع دولة بسياسية واقتصاد وأمن إسرائيل في المنطقة.

لكن شاء الله أن ينقلب السحر على الساحر وأن نشهد قيام محور المقاومة بانتصار أمة حزب الله لبنان عام ألفين وستة ومقاومة غزة في حرب الثلاثة وثلاثين وما توالتها من حركات في غزة والضفة الغربية بحيث أخذ محور المقاومة يمتد عمودياً وأفقياً.

محور المقاومة اليوم يمتد أفقياً بدأً بقلب محور المقاومة فلسطين المحتلة مروراً بسوريا ولبنان والعراق واليمن وهذا المحور المقاوم وهذا المحور المقاوم أخذ يستع أفقياً في الدول العربية والإسلامية ومن جهة أخرى أخذ هذا المحور يتسع عمودياً بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة والهجمات السيبرانية فإن التقدم التقني والتكنولوجي أخذ يخدم محور المقاومة بحيث بتنا نسمع اليوم بأن حزب الله لبنان قد سير طائرة مسيرة ودخل إلى العمق الصهيوني ورجعت بسلام والجيش الإسرائيلي صح النوم خبر خير.

وهكذا رأينا المقاومة الإسلامية في غزة هذه الأيام في شهر رمضان وقد استهدفت الطيران الإسرائيلي بسلاح أرض جو وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها المقاومة الإسلامية عن وجود أسلحة صاروخية مضادة للطائرات وهذا يهدد سلاح الطيران الإسرائيلي كما هدد حزب الله ضرب البارجة الإسرائيلية سلاح البحر الإسرائيلي.

إذاً محور المقاومة في استاع دائم عامودياً وافقياً هناك أنصار الله في اليمن، هناك الحشد الشعبي في العراق، هناك قوات الدفاع الوطني في سوريا، وهناك قوات حزب الله في لبنان، هناك حركة حماس والجهاد الإسلامي في غزة وفلسطين المحتلة إذاً تطور وتعاظم محور المقاومة وامتداده عامودياً وأفقياً يبعث على زعزعة أمن دولة إسرائيل اللقيطة ويؤرق الساسة الصهاينة ومن يدعمهم الأمريكان.

النقطة الثالثة والخصوصية الثالثة داخلية ومحلية إذا أردنا أن نلقي الضوء على الداخل الفلسطيني والمجتمع الإسلامي والمسيحي في فلسطين المحتلة والمجتمع الداخلي للصهاينة والمحتلين في إسرائيل اللقيطة والمحتلة فهذا يدعونا إلى تسليط الضوء على ثلاثة أمور تبشر بزوال دولة إسرائيل عاجلاً إن شاء الله لا آجلاً وسريعاً.

المبشر الأول التفكك الداخلي للمجتمع الإسرائيلي هذا التفكك تجلى بين نفس الإسرائيليين والصهاينة العاديين وتجلى أيضاً بين الساسة، فقط تعطل تشكيل الوزارة عدة مرات وحينما تشكلت رئاسة الوزراء في إسرائيل المحتلة بعد اللتيا والتي وإذا برئيسة هذا التشكيل تستقيل.

إذاً  يوجد خلاف حاد وكبير بين الساسة لدرجة أن بن يامين نتنياهو رئيس الوزراء السابق يريد أن يقود مظاهرات ضد رئيس الوزراء الحالي نفتالي والصراع دائم ومستمر والتفكك الداخلي الذي ينذر بوجود تأكل بين الساسة الصهاينة بحيث أن رئيس الوزراء نفتالي يخاطب من يراه بأنه شعب إسرائيل بضرورة حمل السلاح معهم وهذا يشير إلى افتقاد الأمن الداخلي في دولة إسرائيل اللقيطة. فهذه النقطة الأولى تفكك وتأكل المجتمع الداخلي للصهاينة والمحتلين.

النقطة الثانية تعاظم حركة الشعب الفلسطيني الأبي فنحن شهدنا خلال عدة أيام متعددة العديد من حركات الطعن والدهس التي قام بها أبطال فدائيين من أبناء شعبنا الفلسطيني المظلوم، واستاع هذه الحركة أخذت تأرق الصهاينة بحيث دعا هذه الموضوع رئيس الوزراء نفتالي بأن يخاطب الشعب الإسرائيلي بضرورة حمل السلاح، والآن هناك كلام في المجتمع الإسرائيلي عن ضرورة بيع السلاح في إسرائيل المحتلة لتوفير الأمن للصهاينة والمحتلين.

النقطة الثالثة فيما يخص الشأن الداخلي هو تعاظم قوة المقاومة الفلسطينية تعاظم هذه القوة من جهة وجود صواريخ يمكن أن تدك العمق الإسرائيلي في تل أبيب وهذا ما شهدناه في العام الماضي في أواخر شهر رمضان حينما دكت حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي القدس بصواريخ دفاعاً عن أهلنا في القدس الشريف بالإضافة عن الإعلان مؤخراً عن وجود صواريخ مضادة للطيران.

إذاً المقاومة في الفلسطينية قد تعاظمت تقنياً واجتماعياً من جهة والشعب الفلسطيني أخذ بالنهوض مرة بعد أخرى من جهة أخرى والمجتمع الصهيوني في تأكل من جهة ثالثة هذا ما يذكرنا بوعد الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم حينما وعدنا بأنه (لتدخلن المسجد كما دخلتموه أول مرة) .

الله عزّ وجل في سورة الإسراء نصّ على أن المسجد الأقصى قد بارك حوله والقرآن الكريم نصّ على أن أرض فلسطين أرض مقدسة (يا قومي ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) فالقرآن الكريم ينصّ على أن أرض فلسطين مقدسة وأن المسجد الأقصى قد بارك الله تبارك وتعالى حوله.

ولكن للآسف الشديد نجد أن الأنظمة العربية العملية أخذت بالتطبيع مع إسرائيل ومنها نظام آل خليفة في البحرين.

إنني هذا اليوم وهذه اللحظة من مكان تواجدي في وكر الجاسوسية الأمريكي المقر السابق لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية في طهران أؤكد على كلام وخطاب سماحة آية الله المجاهد الشيخ عيسى أحمد قاسم أيده الله بالأمس في المنبر الموحد الذي أقيم لقادة محور المقاومة تحت عنوان القدس هي المحور إذ قال آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم ما نصّه مخاطباً شعب البحرين (عليكم أن تغسلوا عار التطبيع ولن ترضوا إلا أن تكونوا في مقدمة الشعوب التي تحيي يوم القدس ولا توقف حتى تكتسح هذا الوجود الشيطاني وتطيح بهذا التطبيع الخبيث) شعبنا الوفي والغيور في البحرين تلبيةً لنداء سماحة آية الله المجاهد الشيخ عيسى أحمد قاسم أدعوكم جميعاً لإحياء يوم القدس العالمي في الجمعة القادمة في البحرين بتظاهرات كبيرة تعلنون لنظام آل خليفة المطبع مع إسرائيل لتعلنوا للعالم إن شعب البحرين الوفي والغيور يرفض دولة إسرائيل الغدة السرطانية اللقيطة ويسعى إلى اجتثاثها من الوجود ويرفض التطبيع الذي قام بها نظام آل خليفة في البحرين.

وفي الختام أقول النصر للإسلام وللأمة الإسلامية وللقدس الشريف وأحيي شعبنا الغيور في فلسطين المحتلة في القدس الشريف في الضفة الغربية وغزة وجميع أجزاء فلسطين، أحيي شعب فلسطين المقاوم والنصر لفلسطين وللإسلام العزيز ، وإسرائيل سوف تذهب إلى مزابل التاريخ السياسي وكل من يطبع معها من الأنظمة العميلة فهو مع إسرائيل في مزابل التاريخ السياسي.

أقول قولي هذا وأستميحكم عذراً وأستغفر الله لي ولكم إنه غفور رحيم وتواب حليم والحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.