المحاضرات

صفات المبلغ الاسلامي في القرآن الكريم

20

نوفمبر | 2023
133

صفات المبلغ الاسلامي في القرآن الكريم

محاضرة سماحة الشيخ عبدالله الدقاق

┈┈┈••●❁✿❁◆●••┈┈┈

السلام عليكم أيها الأحبة في الله ورحمة الله وبركاته.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا ارحم الراحمين، وصلّ اللهم على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم وخطابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم <الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيبا> آمنا بالله صدق الله العلي العظيم.

أرحب بهذه الوجوه الطيبة والخيرة التي قصدت عشّ آل محمد، ومَن عليها بطلب العلم والتفرغ لنيل المعارف والحكم وتهذيب النفس، ونسأل الله عز وجل أن يوفقكم جميعاً لخدمة الإسلام والمسلمين وأن نعمل جميعاً لتهيئة الظهور وإيجاد الأرضية لخروج وظهور إمام زماننا محمد بن الحسن القائم المهدي.

الحديث عن صفات المبلغ الإسلامي في القرآن الكريم، فما هي أهم صفات المبلغ في الإسلام؟ وكيف تطرق القرآن الكريم إلى مبلغ الدين والإسلام وأهم الصفات المعتبرة فيه؟.

الصفة الأولى قال تعالى: <الذين يبلغون رسالات الله>.

سؤال: الذي لا علم له بالرسالة هل يمكنه أن يبلغ الرسالة؟!

<فاقد الشيء لا يعطي> إذا أول صفات من صفات المبلغ الرسالي والنموذجي العلم بالرسالة، وصفة العلم صفة محورية ومن أهم الصفات الذاتية الإلهية وصفات الأنبياء والمرسلين والأئمة الطاهرين ـ عليهم أفضل صلوات المصلين ـ .

ندرس في علم الكلام أن الصفات الإلهية ذاتية وفعلية، وأن الصفات الذاتية أربع أو سابع، منها: العلم والحياة والقدرة، وبعضهم أضاف إليها السميع البصير، ولكن ينصّ علماء الكلام على أن أهم صفة في الذات الإلهية هي صفة العلم وأن بعض الصفات حتى الذاتية تتفرع على صفة العلم، فمثلاً صفة القدرة لو لم يكن الله عالماً لما كان قادراً، فمرجع صفة القدرة في الذات الإلهية إلى صفة العلم.

إذا أهم صفة في الصفات الإلهية صفة العلم، وهكذا أهم صفة في جميع الأنبياء والمرسلين ـ عليهم أفضل صلوات المصلين ـ هي صفة العلم، لماذا؟

لأن النبي هو الذي يوحى إليه يعني يعلم بالوحي، لو لم يعلم النبي بالوحي والرسالة لما كان رسولاً مرسلاً ولما كان نبياً مبتعثاً.

إذا أهم صفة من صفات الأنبياء والمرسلين ـ عليهم أفضل صلوات المصلين ـ صفة العلم، بعد أهم صفة في جميع الأئمة صفة العلم أمير المؤمنين قيل في حقه: جمعت في صفاتك أضداد.. قوة شجاعة حلم كرم لكن أهم صفة تميز بها الإمام علي على جميع الصحابة العلم اعلمكم علي بن أبي طالب.

وهكذا في جميع الأئمة صفة العلم هي الصفة البارزة، ولما أراد المأمون العباسي أن يذل ويهين الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ أعطاه ولاية العهد، وجاء بالنصارى واليهود والصابئة وزعماء الأديان والمذاهب وعمل مناظرة علنية بين الإمام الرضا وبين عمران الصابئي، ومعروف حديث الجاثليق فهزمهم جميعهم الرضا من آل محمد.

وشاعت هذه المناظرات في الأمصار فلقب الإمام الرضا بلقب <عالم آل محمد>.

واشتهر جميع أبنائه بلقب ابن الرضا، الإمام الجواد يقال: ابن الرضا، الإمام الهادي يقال: ابن الرضا، الإمام العسكري يقال: ابن الرضا، تعرف ماذا تقصد ابن الرضا؟ يعني هذا الشبل من ذاك الأسد هذا ابن عالم آل محمد التفت إليه هذا ابن ابن عالم آل محمد.

وهكذا أهم صفة في من ينوب عن الإمام المهدي والإمام الحجة هي صفة الفقاهة صفة العلم، وأهم صفة في الإمام المهدي أيضاً العلم تقول الروايات العلم سبعة وعشرين حرفاً والموجود منه عند الناس حرفان، فإذا ظهر قائم آل محمد أخرج خمسة وعشرين حرفاً، ويضع يدّه على رؤوس الناس فترتفع أذهانهم، إذا من أهم الصفات صفة العلم، وهكذا من ينوب عن المهدي في غيبته لابد أن يكون عالماً لا بدّ أن يكون فقيهاً.

إذا أهم صفة من صفات المبلغ في القرآن الكريم العلم، فاهتموا بدروسكم أيها الإخوة والأحبة، أحياناً طالب العلم يصاب بفتور، يقول: العلم ليس كل شيء، بلعم بن باعورة كان عنده حرف من الاسم الأعظم <واضرب لهم مثل الذي أتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين> إلى أن يقول: <فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث>.

بلعم بن باعورة كان عنده حرفين من الاسم الأعظم كان يشفي المرضى لكن ابتلي بالحسد، كيف ابتلي بالحسد؟! قال موسى بن عمران راعي الغنم يصير نبي وأنا ما أصير نبي؟! أنا عندي حرفين من الاسم الأعظم ما أصير نبي ولا رسول وموسى بن عمران راعي الغنم يصير رسول؟!

ماذا دعاه الحسد؟! يقول المؤرخون: لما جاء موسى ـ عليه السلام ـ صحراء سينا أرادوا يدخلون فلسطين إن فيها قوماً جبارين.

يقول المؤرخون: فخرج بلعم بن باعورة على أتانٍ الأوتان أنثى الحمار، فالتفتت إليه الأوتان، قالت: إلى أين يا بلعم باعورة ألقتال ولي الله موسى بن عمران؟!

تقول الرواية: فضربها حتى ماتت، ثم ماذا قال؟ قال: يا بني إسرائيل زينوا نساءكم حتى إذا نظر إليها قوم موسى افتتنوا بنساءكم وانشغلوا عن قتالكم، لاحظ الحسد أوجب ضعف غيرته كانت عاقبته سيئة.

بعض الطلبة يفتر في دراسته يقول: شيفيد العلم المهم هو العمل، المهم هو التعبد والتهجد وتهذيب النفس هذا صحيح، ولكن أنت كيف تتعبد من دون علم؟!

ولا بأس بهذه القصة، يقال:

إخوان اثنان أحدهما قال: أنا أصعد إلى سفح الجبل أعبد الله، الثاني قال: أنا أدرس، افترقا عشرين سنة، بعد عشرين سنة اشتاق الأخ إلى أخيه العابد الزاهد اشتاق إلى العالم نزل من على قمة الجبل إلى السفح.

التفت إلى أخيه رآه كريم العين عند عين وحدة، عفواً أخي أين العين؟!

قال: أنا تأملت وجدت إسراف عينين أنا يكفي عين واحدة اعبد الله فوضعت طيناً على عيني.

قال: أخي عندي سؤال أنت إذا تتوضأ تزيل هذا الطين أو لا؟!

قال: لا أنا ما أزيل هذا الطين.

قال: إذاً الوضوء باطل والوضوء شرطٌ واقعي وليس شرطاً ذكرياً وببطلان الوضوء تبطل جميع الصلوات، إذا أعد صلوات عشرين سنة.

لاحظ العالم نسف عبادة عشرين سنة في لحظة واحدة، العلم مهم.

بعض الطلبة يقصر في دراسته المهم قلبك يصير صافي، لا لا هذا غير صحيح، أنت من أين تعلم أن صفاء القلب هذا صحيح وأنه نفحة رحمن وليس وسوسة شيطان؟! من العلم، إذا جدوا واجتهدوا في دراستكم.

ليس من الصحيح فصل العلم عن التهذيب، العلم مطلوب والرياضة أيضاً مطلوبة رياضة النفس مطلوبة.

إذا أول صفة من صفات المبلغ الرسالي والنموذجي العلم.

يا أخي! إذا واحد مجاهد ومروض نفسه لكن ما عنده علم، هذا يقال له: مؤمن، ولا يقال له: عالم، والعالم في مدرسة أهل البيت ليس هو الشخص الذي عنده مجموعة معلومات الهارد ديسك والكمبيوتر عنده معلوم أكثر مني ومنك.

العالم في فكر مدرسة أهل البيت هو الذي تتجسد المعلومات في شخصيته، لذلك أفضل عالم واعلم عالم في كل العالم هو أبو القاسم محمد لأنه لم تتجسد المعارف والعلوم في شخصيه كما تجسدت في محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ـ .

إذا أول صفة صفة العلم. أطلنا فيها لأهميتها ولأن هذه حوزة علمية لابد من الاهتمام بالدراسة والجدّ والاجتهاد، وفي التحصيل العلمي المطلوب الجدّ والاجتهاد والاستمرار.

يوم من الأيام بعد درس الخارج كنت برفقة أحد أساتذتي، قلت له: شيخنا أنصحني نصيحة واحدة ولا تطل عليّ هذه النصيحة أنا أريدها طول عمري وتفيدني في حياتي العلمية والعملية.

التفت إلي في الشارع، قال: الاستمرار.

قال: أنا درست العرب، ودرست العجم. أدرسي العربي لأن المادة باللغة العربية بلغته يفهمها بسرعة، أدرس الأعجمي المادة بغير لغته يجد صعوبة لكن العربي يتعب ويرجع بسرعة إلى بلاده، الإيراني يصبر ويستمر فيصل.

إذاً لا بدّ من الاستمرار العلم وحشي إن ترك يمشي، الفقه فرار يقول صاحب العروة الوثقى الفقه فرار فاستعينوا عليه بالمدارسة، العلمٌ حرفٌ وتكراره ألفٌ.

إذا أول صفة من صفات المبلغ الرسالي صفة العلم.

الصفة الثانية التقوى الورع والتقوى، الآن لو جاء يهودي ودخل الحوزة العلمية ووصل إلى درجة الاجتهاد واستنباط الحكم الشرعي، وصار أعلم الأحياء، سؤال هل تقلدونه؟ الجوا:ب لا يجوز تقليده لأن من شروط مرجع التقليد الإسلام.

إذا العلم مهمٌ لكن لوحده لا يكفي لا بدّ أن يضم إليه الورع والتقوى، العدالة.

إذا نراجع سيرة علمائنا عندهم توأمة بين العلم وبين العبادة والتعبد والتهجد، يقول سماحة آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي نقلاً عن أستاذه سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت، وهو ينقل عن أستاذه سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد حسين الأصفهاني الكمپاني أحد الأعلام الثلاثة، يقول الشيخ بهجت في حقّ الأصفهاني:

لو نظرنا إلى برنامجه اليومي والى تحصيله العلمي لقلنا لا شغل له من أول اليوم إلى آخر اليوم إلا الدرس والتحصيل العلمي، ولو نظرنا إلى عبادته وتهجد في اليوم لقلنا: لا شغل له في اليوم من أول الصبح إلى آخر الليل إلا التعبد والتهجد، إذا لابدّ من التوأمة بين الدراسة وبين التعبد والتهجد.

إذاً الصفة الثانية من صفات المبلغ النموذجي العدالة والورع والتقوى، شخص ما عنده علم أو عنده علم لكن ما عنده عدالة ولا ورع ولا تقوى هذا غير مؤهل لحمل الرسالة غير مؤهل لتبليغ الرسالة.

قال تعالى: <الذين يبلغون رسالات الله> أول صفة من صفات مبلغ الرسالة العلم، ثاني صفة من صفات مبلغ الرسالة الورع والتقوى والعدالة، ثالث صفة مزاولة التبليغ يمكن واحد عنده علم وعنده ورع وتقوى لكن لا يبلغ والتبليغ مأخوذ من البلوغ والبلوغ هو عبارة عن الانتهاء.

اعرف بعض المعممين عنده إجازة اجتهاد من الميرزا النائيني خطيه وورعٌ تقي لكنه لم يبلغ الدين حتى لأولاده إلى أن مات ـ رحمه الله ـ ما أحد يدري عنه، فضل العالم في تعليمه في الرواية <وزكاة العلم تعليمه>.

إذا الصفة الثالثة من صفات المبلغ النموذجي تبليغ الرسالة القيام بعملية التبليغ يتعلم مهارات التبليغ، النبي كان أبرز مثال ونموذج للمبلغ.

سئل علي ـ عليه السلام ـ <كيف كان رسول الله؟ قال: طبيب دوارٌ بطبه قد احكم مراهمه وأحمى مياسمه>.

الصفة الرابعة <ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله> الخشية من الله فقط وعدم الخشية من الآخرين يعني الصفة الرابعة أن لا تأخذ المبلغ في الله لومة لائم الشجاعة الشدة في ذات الل.ه

يقول أستاذنا المرحوم سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد فاضل اللنكراني ـ رحمه الله ـ في يوم من الأيام كنت أقرأ القرآن فتحت القرآن الكريم قرأت هذه الآية <الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله>، يقول: فتأملت في نفسي منو من علماء الحوزة العلمية اليوم مصداق ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله، يقول: لم أجد أحداً إلا السيد الإمام روح الله الموسوي الخميني، فإنه قام في وجه الشاة ولم تأخذه في الله لومة لائم.

الإمام الخميني يقول: أنا لم أذق طعم الخوف.

الإمام الخميني في انتفاضة خمسة عشر خرداد لما جاء أزلام السافاك جهاز استخبارات الشاه واعتقلوا الإمام الخميني، يقول: أخذوني بالسيارة من قم إلى طهران في أثناء الطريق انحرفت السيارة وأحسست أنهم سينهون أمري يريدون يقتلوني يغتالوني، يقول: فنظرت إلى قلبي فلم يتغير أبداً!.

هل أنت تمتلك هذه المشاعر ما يدق قلبك، حتى هذا المتكلم عجيب السيد الإمام!!، يقول: أنا لم أذق طعم الخوف!!.

أنا مرة كنت بخدمة أستاذنا المرحوم آية الله العظمى جواد التبريزي ـ رحمه الله ـ ، قال الإمام الخميني عجيب!! يقول: أنا لم أذق طعم الخوف عجيب!!

هذا لأن مفهوم التوحيد عند العرفاء توحد فيه لا يؤثر في الوجود إلا الله لا وجود إلا لله والباقي عدم، له كلمات الإمام الخميني يقول: منشأ الخوف هو ماذا؟ أنت تعتقد بتأثير الآخرين منشأ الخوف أن تعتقد بتأثير نفسك وتأثير غيرك عليك، أما إذا لم تعتقد أن أحد يأثر عليك إلا الله ولا يؤثر في الوجود إلا الله حينئذ يتيقن يقول: <أمريكا! هيچ غلطى نميتواند بكند> أمريكا لا تستطيع أن ترتكب أي حماقة، أمريكا كالبقرة كبير قرنها ولا عقل لها.

عجيب! السيد الإمام! ويعلق عليهم تعليقات حوزوية مرة كان في مجلسه محاضرته وكان موجود أتذكر هم أستاذنا الشيخ الفاضل اللنكراني ومجموعة من المراجع أيضاً.

قال: أنا أتعجب هؤلاء الأمريكان يعلقون على أي شيء، أنا لا أدري متى سيطبعون حاشيتهم على العروة الوثقى؟! كان شديداً في ذات الله، المبلغ الرسالي ينبغي أن يركز على صفة الشجاع.

إلى هنا ذكرنا كم صفة أربعة:

الأولى العلم.

الثانية العدالة.

الثالثة القيام بالتبليغ.

الرابعة الشجاعة والبسالة في ذات الله.

الخامسة والأخيرة ونختم بأهل الكساء الخمسة <وكفى بالله حسيباً> طالب العلم يحتسب أمره عند الله، إذا الصفة الخامسة التوكل على الله.

وهذه نظرية التكليف عند الإمام الخميني نحن مكلفون بالوظيفة وغير مكلفين بالنتائج، عجيب السيد الإمام!!

قالوا له: سيدنا أنتم المعمون تقومون بالثورة والانقلاب وبعد ذلك يأتي غيركم ويسرق منكم الثورة، يأتي العسكر ويسرق الثورة.

قال: تكليفي أن أسقط الشاه، فليأتي بعد ذلك يزيد بن معاوية آنذاك يختلف تكليفي.

قالوا له: أنتم المعممون لم نجربكم في الحكم بخلاف السياسيين؟!.

فقال الإمام الخميني: والعسكريون أيضاً يسقطون النظام ويأتون وتجربون العسكريين، فإذا جربتم العسكريين أيضاً جربوا المعممين لا بأس بذلك.

كان صاحب بصيرة، صاحب إرادة فولاذية، جاء بهذه الثقافة وبهذه النظرية <التوكل على الله> على المرء أن يسعى بمقدار جهده وليس عليه أن يكون موفقاً التوفيق بيدّ رب العالمين.

هناك كلمة للإمام القائد آية الله العظمى السيد علي الحسيني الخامنئي ـ حفظه الله ـ يقول:

حينما نهض الإمام الخميني بالثورة، هل كان جميع الأنصار عنده؟! وهل جميع الأسباب التي تحقق النصر كانت موجودة عنده؟!

فأجاب الإمام الخامنئي يقول: لا أستطيع أن أجزم أن جميع الأنصار كانت موجودة عنده الإمام الخميني نهض بتكليفه وفي الأثناء توفرت الأنصار.

وهذا موجود في كلام الإمام الخميني، الإمام الخميني لما اعتقله جلاوزة الشاه ونفوه إلى تركيا، على الحدود التركية جاءه الصحفيون، قالوا له: أين أنصارك يا خميني وأنت تريد أن تسقط الشاة؟!

فقال: أنصاري لا يزالون في المهد يرضعون الحليب.

ويرجع الإمام الخميني بعد أربعة عشر سنة مظفراً منتصراً، ويحكم عشر سنوات، كم المجموع؟ أربعة وعشرين سنة، يحصل له تشييع مهيب قرابة عشرة مليون إنسان يشيعون الإمام الخميني، تقول: صحيفة الواشنطن بوست واليوم شيع الخميني من كان آنذاك يرضع الحليب!! لاحظ بعد النظر وعمق البصيرة عند أبي الفتوح السيد روح الله الموسوي الخميني.

اختم بهذا المطلب:

إذا رأيت شخص موفق في حياته، موفق في دراسته، موفق في عمله، في أمور خيرية، فاعلم أنه حاز أمرين:

الأمر الأول التوكل على الله.

الأمر الثاني الأخذ بالأسباب.

تتوكل على الله من دون الأخذ بالأسباب، أنا متوكل على الله أريد أصير عالم لكن ما أدرس ما تصير عالم، متوكل على الله أريد أصير تاجر وقاعد في البيت ما تصير تاجر، هذا تواكل وليس توكل.

الأمر الأول التوكل على الله، والأمر الثاني الأخذ بالأسباب.

كل من توفر عنده هذان الشرطان: الأول التوكل على الله، ما يتوكل على النفس يعتمد على ذكائه إنما أوتيته على علم عندي، يعتمد على أمواله. لا لا لا يعتمد بالكلية على الله على الله في كل الأمور توكلي.

والأمر الثاني يأخذ بالأسباب.

هذا يكون إنسان ناجح.

إذا أردتم أن تكونوا مبلغين ناجحين ناشطين في حياتكم عليكم بالأخذ بالأمرين:

الأمر الأول التوكل على الله في جميع شؤونك في دراستك، شؤون معيشك عبادتك.

والأمر الثاني الأخذ بالأسباب.

نختم بقول أمير المؤمنين ـ عليه أفضل صلوات المصلين ـ يقول: فلما رأى الله صدقنا، أنزل علينا النصر، وأنزل على عدونا الكبت، يعني الله يمتحنك يختبرك يريد أن يراك في الميدان، هل أنت صادق أم لا؟!

الإمام علي يقول: الله عز وجل لم ينزل علينا النصر بمجرد دعوانا الله عز وجل، يقول: <إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم> الله عزّ وجل حينما رأى الصدق من علي ـ عليه السلام ـ في ميدان المعركة أنزل عليه النصر وأنزل على عدوه الكبت.

لذلك يقول علي ـ عليه السلام ـ : ما كنت أقلع باب خيبر بقدرتي وإنما قلعته بقدرة الله تبارك وتعالى.

وفقنا الله وإياكم للعلم والعمل الصالح واستميحكم عذراً على الإطالة والاستطاعة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.