المحاضرات

المسجد الأقصى بين الماضي والحاضر والمستقبل

09

يناير | 2024
52

المسجد الأقصى بين الماضي والحاضر والمستقبل

المهرجان الخطابي ليوم القدس العالمي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

كلمة المهرجان

 

المحاضر: الشيخ عبد الله الدقاق

العنوان: المسجد الأقصى بين الماضي والحاضر والمستقبل

قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم وخطابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم ﴿سُبْحانَ الَّذي أَسْري‏ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَي الَّذي بارَکْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ الْبَصيرُ آمنا بالله صدق الله العلي العظيم.

المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومن المساجد الثلاثة التي تشد إليها الريحال وأول مسجد بني في العالم هو الكعبة الشريفة بيت الله الحرام في مكة قال تعالى: ﴿إِنَّ أول بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ.

وقد بني المسجد الأقصى بعد البيت الحرام بأربعين عام، وقد اختلف في أول من بنى المسجد الأقصى توجد خمسة أقوال:

القول الأول أول من بناه الملائكة.

القول الثاني أول من بناه آدم ـ عليه السلام ـ .

القول الثالث أول من بناه شيث بن آدم ـ عليه السلام ـ .

القول الرابع أول من بناه سام بن نوح ـ عليه السلام ـ .

القول الخامس أول من بناه أبو الأنبياء إبراهيم خليل الرحمن ـ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ـ .

سؤال يطرح نفسه لما سمي المسجد الأقصى بالمسجد الأقصى؟

الجواب: كان المسلمون يتعبدون في بيت الله الحرام بمكة، وفي ذلك الوقت كان أقصى وأبعد مسجد هو المسجد الأقصى بفلسطين فلفظ الأقصى (افعل) تفضيل المسجد الأقصى أي المسجد الأبعد، ولذلك كان يكتب بالهمزة الممدودة بألف ولا يكتب بالهمزة المقصورة ثم حصل إعلالٌ كما في النحو العربي قصى يقصي أو يقسو فالياء أو الواو أبدلت إلى همزة ثم بعد ذلك انتقلت الكلمة من وصف و(افعل) تفضيل أقصى بمعنى أبعد إلى علم من الأعلام، فقيل: المسجد الأقصى.

ولا يراد بالمسجد الأقصى خصوص مسجد قبة الصخرة الذي نراه في الصور والتلفزيون أن حدود المسجد الأقصى عبارة عن مئة وأربعة وأربعين ألف متر يعني مئة وأربعة وأربعين دونم.

وهذا إلى اليوم موجود منذ الزمان القديم وإلى يومنا هذا وفيه قرابة مئتا معلم والمسقف منه ثلاثة أبنية وهي مسجد قبة الصخرة والجامع القبلي أو المسجد القبلي والمصلى المرواني، والمشهور والمعروف بين الناس وما ترونه من مصلى هو المسجد القبلي ولكن المسجد الأقصى مئة وأربعة وأربعين ألف متر فهذه الباحات والساحات كلها ضمن المسجد الأقصى.

ويتميز المسجد الأقصى الحالي بأنه لم تجدد مساحته فالمسجد الحرام والمسجد النبوي حصلت لهما توسعة ولكن المسجد الأقصى هكذا كان.

هذا بالنسبة إلى تاريخ بدء المسجد الأقصى.

رسول الله أبو القاسم محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ أسري وأعرج به إلى السماء ﴿سُبْحانَ الَّذي أَسْري‏ بِعَبْدِه السري هو المشي ليلاً ﴿سُبْحانَ الَّذي أَسْري‏ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى.

رسول الله حلق مع جبرائيل عبر دابة البراق من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى حينما وصل إلى المسجد الأقصى ربط البراق بحلقة باب المسجد إلى اليوم يسمى حائط البراق أي ذلك الحائط الذي ربط فيه رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ دابته البراق ثم عرج به إلى السماء.

إذا هذا المسجد مسجد مقدس جداً يعود بناؤه إلى أربعين سنة بعد بناء الكعبة المشرفة لكن التاريخ ينقطع عنه بعد ذلك ولا يحدثنا عن المسجد الأقصى إلا حوالي ثلاثة آلاف سنة قبل ميلاد المسيح ـ عليه السلام ـ .

وأول من قطن بجوار المسجد الأقصى هم اليبوسيون وهم قليلة من كنعان أي الكنعانيون أسرة نبي الله وقبيلة نبي الله يعقوب ويوسف ـ عليهما أفضل الصلاة والسلام ـ .

اليبوسيون أو الكنعانيون عمروا المسجد الأقصى وبنوا مدينة القدس واسموها <اورشليم> أي مدينة السلام ثم بعد الكنعانيين جاء البابليون وأصلهم من العراق ثم البابليين هجم الفرس وسبوا وطبعاً البابليون سبوا بني إسرائيل إلى العراق وإلى بغداد ثم جاء ذلك الفرس وحرروا القدس بالتواطؤ مع اليهود وطردوا البابليين من المسجد الأقصى.

ويحدثنا التاريخ أن نبي الله داود قد انطلق مع بني إسرائيل عبر سيناء ودخل منطقة القوم الجبارين فلسطين وحررها وكان عمدة جيش داوود نبي الله ثلاث مئة وثلاثة عشر وهذا الرقم ثلاث مئة وثلاثة عشر مهم جداً عند اليهود والمسلمين والماسونية العالمية، فثلاثمئة وثلاثة عشر هم عدد جيش داوود نبي الله الذين حرر بهم القدس، وعدد ثلاثمئة وثلاثة عشر هم عدد جيش النبي محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ في غزوة بدر الكبر، وعدد ثلاثمئة وثلاثة عشر هم عدد أنصار الإمام المهدي ـ روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفدا ـ وعدد ثلاثمئة وثلاثة عشر هو عدد الماسونية في العالم الذين يحتفلون ويجتمعون في المحفل الماسوني وهذا بحث آخر.

وبعد نبي الله سليمان الذي أقام المعبد وهذا مساحة مئة وأربعة وأربعين دونم أو مئة وأربعة وأربعين ألف متر مكعب هذه منطقة الهيكل أي معبد سليمان.

إذاً المسجد الأقصى مقدس عند المسلمين ومقدس أيضاً عند اليهود.

ثم بعد ذلك جاءت الدولة الرومانية طبعاً نبي الله داود بعده جاء ابنه نبي الله سليمان وحكم ثمانين سنة، وبعد الثمانين سنة انقسم اليهود ومنذ ذلك اليوم وإلى يومنا هذا هم منقسمون وعندهم عقدة الثمانين وأنهم لن تقوم لهم دولة لمدة ثمانين سنة.

في ذلك الوقت انقسمت دولة بني إسرائيل إلى قسمين:

قسم في الشمال وقسم في الجنوب.

وكان البيت المُقدَس أو بيت المَقدِس ويقرأ على قراءتين وأكثر الروايات الشريفة على لسان النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ تذكر هذا اللفظ بعنوان بيت المقدِس ويقرأ أيضاً البيت المقدَس ثم بعد نبي الله داود وسليمان انقسم اليهود إلى قسمين: دولة شمالية ودولة جنوبية وكان بيت المقدس نظر الدولة الجنوبية.

ثم بعد ذلك جاءت الدولة الرومانية التي حكمت العالم وأكثر دولة حكمت العالم هي الدولة الرومانية والبيزنطية ثم انقسمت أيضاً الدولة الرومانية إلى قسمين:

دولة رومانية غربية، ودولة بيزنطية شرقية.

وكان القدس الشريف تحت سيطرة الدولة البيزنطية الشرقية، وفي ذلك الوقت بنيت كنيسة القيامة فصارت القدس مقدسة عند المسلمين واليهود والمسيحيين.

وقد ولد المسيح ـ عليه السلام ـ في مدينة بيت لحم ثم جاءت بعد ذلك الدولة البيزنطية وسيطرت إلى أن نصل إلى مولد سيدنا ونبينا أبا القاسم محمد ثم بعث النبي البعثة الشريفة وفي ذلك الوقت كانت القدس تحت نظر الدولة البيزنطية الرومانية المسيحية.

لكن كوروش الكبير ملك الفرس تواطأ مع اليهود ودخلوا إلى فلسطين، طبعاً كوروشق الكبير قبل هذه المدة.

هذا الذي تشير إليه الآية الكريمة: ﴿الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* فِي بِضْعِ سِنِينَفعلاً الفرس سيطروا على بيت المقدس لمدة عشر سنوات ثم بعد ذلك جاء الرومان وسيطروا مرة أخرى على بيت المقدس بقي بيت المقدس تحت سيطرة الرومان في أواخر أيام النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: <جهزوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عن جيش أسامة>.

لكن أمر النبي لم ينفذ وكان المراد غزو الشام ثم جاء عهد ابو بكر ولم يستطع أن يجهز الجيش إلى أن مات فجاء عمر جيش الجيوش إلى الشام وكان أبو بكر قد ارسل خالد بن الوليد فلما جاء عمر بن الخطاب استبدل خالد بن الوليد بأبي عبيدة بن الجراح وحاصرهم، واضطروا إلى معاهدة السلام والاستسلام، واشترطوا أن يأتي حاكم المسلمين لكي يدخل مدينة القدس، وفعلاً انطلق عمر بن الخطاب من المدينة المنورة إلى القدس وفتح القدس.

إذاً هذه المدينة لها تاريخ حافل للمسلمين والمسيحيين واليهود فالمسلمون يعتقدون أن هذا البيت بني بعد أربعين عام بعد بيت الله الحرام وهو أولى القبلتين ﴿قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الآن مسجد القبلتين موجود في المدينة المنورة في فريضة واحدة النبي صلى متوجهاً إلى بيت المقدس فنزل عليه الوحي فتوجه إلى البيت الحرام والكعبة المشرفة.

هذه القدس أو بيت المقدِس أو بيت المقدَس أو المسجد الأقصى بلحاظ الماضي وأما بلحاظ الحاضر أو التاريخ المعاصر فقد نشأت الحركة الصهيونية على يد تيودور هرتزل وأرادوا أن يؤسسوا وطناً قومياً لليهود في العالم واقترحوا عدة بلدان قبل أن يقترحوا فلسطين المحتلة.

في البداية اقترحوا الأرجنتين وهي في أمريكا اللاتينية، واقترحوا أيضاً دولة في إفريقيا، ويقال إن من المقترحات كانت أيضاً البحرين، وذهب تيودور هرتزل إلى الخلافة العثمانية وفي ذلك الوقت كان السلطان عبد الحميد، وطلب من السلطة عبد الحميد أن يعطيهم فلسطين كوطن قومي لليهود فطرده السلطان عبد الحميد، فتآمر تيودور هرتزل والحركة الصهيونية العالمية مع بريطانيا العظمى آنذاك فرنسا، وأعطى وزير الخارجية البريطانية آنذاك بلفور وعداً لتيودور هرتزل وسمي بوعد بلفور الذي صدر سنة ألف وتسعمئة وسبعة عشر.

وعمل اليهود والبريطانيون والفرنسيون على تفكيك الدولة العثمانية التي كانت رقعتها ومساحتها الجغرافية أكبر من مساحة الدولة الأموية والدولة العباسية، وبختام وبتفكك الدولة العثمانية انتهى مشروع الخلافة الإسلامية الظاهرية، وكان ذلك سنة ألف وتسعمئة وعشرين ميلادية يعني بعد ثلاث سنوات من وعد بلفور سنة ألف وتسعمئة وسبعة عشر.

ثم أعلن انتهاء الدولة العثمانية بشكل نهائي سنة ألف وتسعمئة واثنين وعشرين وقيام دولة تركيا الحديثة سنة ألف وتسعمئة وثلاثة وعشرين، وعمل اليهود من سنة ألف وتسعمئة وثلاثة وعشرين إلى سنة ألف وتسعمئة وخمسة وأربعين يعني كم سنة؟ أحسب وياي من ثلاثة وعشرين إلى ثمانية وأربعين كم سنة؟ خمسة وعشرين سنة.

عملوا على شراء الذمم في الداخل والخارج وحينما أعلن قيام دولة إسرائيل اللقيطة سنة ألف وتسعمائة وأربعين كانت أغلب الدول العربية والإسلامية المحيطة بفلسطين المحتلة يحكمها عملاء للماسونية العالمية لذلك وقفوا بوجه شعوبهم حتى لا تتحرر فلسطين المحتلة.

وبقي هذا الجرح النازف وقامت الثورات الفلسطينية الداخلية ثورة عزّ الدين القسام والشهداء والعلماء والوطنيون إلى أن جاء أبو الفتوح السيد روح الله الموسوي الخميني وأعلن أن الجمعة الأخيرة من شهر رمضان هي يوم للقدس العالمي، وقال: <نحن مليار مسلم لو أن كل مسلم أخذ سطلاً فيه ماء وسكبه على إسرائيل لغرقت وزالت من الوجود> وأسس فيلق القدس جيش يتشكل من عشرين مليون لتحرير القدس المحتلة ولا زال ولا يزال نداء الإمام الخميني ـ أعلى الله مقامه الشريف ـ ساري المفعول.

في ذلك الواقع حينما الإمام ـ رضوان الله عليه ـ أطلق صرخته لعل البعض كان يتصور أنه من المستحيل تحرير القدس. نعم، يؤمن بتحرير القدس من باب وعد الله تبارك وتعالى ﴿وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ولكن بحسب المعطيات في الواقع المعاصر فإن إسرائيل تشهد تفككاً داخلياً لم يمر وقت على إسرائيل كيومنا هذا وهم عندهم عقدة الثمانين سنة.

إسرائيل تأسست سنة ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين ميلادية أعلن قيامها واليوم نحن عام ألفين وثلاثة وعشرين ميلادية كم سنة؟ في الرياضيات وينكم؟! لو الإفطار مأثر عليكم؟!

خمسة وأربعين سنة خمسة وسبعين سنة يعني كم بقي من الثمانين؟ خمس سنوات يقول إسحاق باراك وزير الدفاع الأسبق ورئيس وزراء إسرائيل الأسبق: <نحن نعيش عقدة الثمانين> الآن بقي خمس سنوات.

لذلك نشهد التفكك الآن الهجرة من إسرائيل المحتلة والغاصبة لفلسطين كثير يفرون الآن كثير منهم يفرون.

هذا بالنسبة إلى المسجد الأقصى بلحاظ الماضي والحاضر.

وأما بلحاظ المستقبل يحدثنا التاريخ بأن الإمام المهدي ـ عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ ينطلق بجيشه للقضاء على السفياني ويلتقي بجيش السفياني عند بحيرة طبرية بفلسطين المحتلة فيرميه الإمام برمية قاضية فيقضي عليه فيهلك فينتصر جيش الإمام المهدي ـ عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ ويهلك السفياني وهو عثمان ابن عمبسة من بني أمية ويكون حمله ومدة حكمه حمل امرأة يعني تسعة شهور.

إذا لنا تاريخ عريق مع القدس وفلسطين والمسجد الأقصى هذا يمتد بامتداد بدء البشرية وبدء الخليقة هذا مسجد مقدس عند الديانات عند المسلمين والمسيحيين واليهود وحتى كانت أيضاً الدولة البيزنطية الشرقية تعتني به كثيراً.

في الزمن الماضي حينما كنا نتكلم عن فلسطين وتحريرها ربما يقال: <هذا من الأمل>.

أتذكر قبل كم سنة تغذيت في مطعم في جنوب لبنان مطل على بحيرة طبرية وعلى الجليل فخاطبت أحد الزملاء قلت له: انظر إلى فلسطين المحتلة ونحن نرى عساكر بني إسرائيل تجوب بالإضافة إلى قوات اليونيفل تمشي على الحدود، قلت له: نحن نأمل إن شاء الله أن نتغدى في فلسطين المحتلة.

في ذلك الوقت ربما كان هذا مجرد أمنية ـ أمنية شائق يتمنى ـ ولكن في هذا الزمان بالإضافة إلى الوعد الإلهي فإن المعطيات المادية تؤكد ذلك.

اليوم من الناحية الاستراتيجية الجمهور الإسلامية في إيران ومحور المقاومة قد طوق إسرائيل اللقطة من جميع الجهات فمن ناحية الحدود البرية يوجد حزب الله من جهة الجنوب اللبناني، ومن جهة سوريا عند هضبة الجولان رجال الله موجودون، ومن جهة سيناء توجد غزة الباسلة إذا ثلاثة حدود برية.

ومن الناحية الجوية فإن الصواريخ والطائرات المسيرة تصل من العراق واليمن فضلاً عن الجمهورية الإسلامية التي لديها صواريخ عابرة للقارات. <>

منذ متى نشهد أن إسرائيل إذا أطلق عليها صواريخ من جنوب لبنان تقول: <هذا من حماس وليس من حزب الله> كانت إسرائيل متعنتة إذا ذهبتم إلى لبنان اقتحمت الجنوب اللبناني ووصلت إلى بيروت ولكن ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ.

تسعة نذروا أنفسهم لله تسعة واحد منهم السيد حسن نصر الله، واحد منهم الشهيد راغب حرب، واحد منهم الشهيد السيد عباس الموسوي، تسعة لما رأوا أن إسرائيل وصلت إلى حدود بيروت انطلقوا إلى طهران جاؤوا بين يدي الإمام السيد روح الله الموسوي الخميني ـ أعلى الله مقامه الشريف ـ قالوا له: نحن نريد تكليفنا الشرعي. قال: تدربوا وارجعوا وحولوا جنوب لبنان إلى محرقة للإسرائيليين. فأطاعوا الأمر.

تدور الأيام والأزمنة يقول السيد حسن نصر الله: في حرب تموز ألفين وستة أنا جالس والعمارات تنهار عن يميني وشمالي جاءتني رسالة من الإمام القائد الخامنئي <إن صبرتم وصمتم فان حزب الله سيصبح قوة اقليمية في المنطقة>.

يقول السيد حسن: كيف نصبح قوة اقليمية ونحن تحت هذا الدمار وضرب الطائرات الإسرائيلية والصواريخ وهجوم الدبابات؟!

ولكن ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا  * مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلً.

هكذا رجال الله في كل بقعة في بحريننا الحبيبة وفي غيرها إن وجد رجال الله الذين يحملون أرواحهم على أكفهم فإنهم سيغيرون المنطقة وسيغيرون المعادلة وسيخلقون المعاجز.

ولكن وما نيل الأماني بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

النصر لا يأتي يطرق بيوت النائمين يوقظهم النصر يحتاج إلى إعداد، النصر يحتاج إلى رجال الله، وهكذا ولي الله الأعظم الإمام الحجة بن الحسن المهدي ـ عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ يحتاج أشاوس ينصر بهم دين الله تبارك وتعالى.

إن شاء الله جميعاً نكون من جنود المهدي بن الحسن إن شاء الله يجري الله على أيديكم الخير ونكون شركاء في تحرير القدس لا أننا نتفرج ونستمع في المذياع أو في التلفزيون هل تحررت القدس أو لا؟ فليكن كل واحد منا شريكاً في تحرير القدس.

هكذا الإنسان القيادي الإنسان القيادي فعلي لا انفعالي، الإنسان القيادي يصنع الحدث لا أنه ينفعل بالحدث، أكثر الناس انفعاليين يسيرون، ولكن القيادي الذي يمتلك عقلاً استراتيجياً من جهة وإرادة فولاذية من جهة لا ينكفئ ولن ينكفئ حتى تحرير الأرض ويقطع أيدي الظالمين والمارقين، يعمل على التغيير وخلق الواقع، وخلق الحدث لا أنه ينفعل بالأحداث وينشغل بالتفاهات والأمور الصغيرة والقشرية من هنا وهناك.

نسأل الله عزّ وجل أن يوفقنا جميعاً وأن يعيننا على أنفسنا بما يعين به الصالحين على أنفسهم.

نشكر الله عزّ وجل مظاهرات هذا العام في إيران باكستان البحرين مختلف أصقاع العالم مظاهرات يوم القدس العالمي أكبر وأشد من السنوات السابقة ولم يكن لها سابقة.

هذا في قم صلاة الجمعة في يوم القدس العالمي امتد الصلاة إلى الخارج من مصلى قدس إلى تمام شارع صفائية إلى چهار راه بيمارستان الأعداد كبيرة جداً في إيران.

في باكستان لا سابقة ولا نظير لهذه المظاهرات إن شاء الله كل ذلك يهيئ الأرضية لظهور قائم آل محمد الإمام محمد بن الحسن المهدي ـ عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ .

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم إنه غفورٌ رحيم وتواب حليم والحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.