بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

عنوان المحاضرة: شهر رمضان وآفاق الدعاء

قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم هو خطابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أنزل فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ آمنا بالله صدق الله العلي العظيم.

أبارك لكم جميعاً حلول شهر رمضان المبارك ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا لصيامه وقيامه في لياليه وأيامه، الآية الكريمة التي صدرنا بها الكلمة ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أنزل فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ لفظة القرآن على وزن فعلان وهذه الصيغة في الصرف العربي واللغة العربية من صيغ المبالغة تقول: <زعلان> أي كثير الزعل، <فلان جوعان> يعني كثير الجوع. قرآن أصلها قرءان والمراد بالقرآن كثير القراء أي الكتاب الذي تكثر قراءته.

الله عز وجل أنزل القرآن الكريم في شهر رمضان وتحديداً في ليلة القدر هكذا دلت بعض الآيات والروايات من هذه الآيات الآية التي صدرنا بها الكلمة ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أنزل فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ أي أن جميع القرآن قد أنزل في شهر رمضان، في سورة القدر بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ آية أخرى ﴿إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ فكيف نجمع بين هذه الآيات التي دلت على أن القرآن الكريم قد نزل جملة واحدة ودفعة واحدة في ليلة مباركة وهي ليلة القدر من شهر رمضان وبين الآيات والروايات وواقع التاريخ الذي دلّ على أن القرآن الكريم نزل منجماً ومجزءً خلال ثلاثة وعشرين سنة؟

ثلاثة عشر سنة في مكة أول ثلاث سنوات كانت الدعوة سرية ثم عشر سنوات كانت الدعوة علنية ثم عشر سنوات في المدينة المنورة مجموع تبليغ النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وبعثة النبي ثلاثة وعشرين سنة، النبي بعث في سن الأربعين وعاش ثلاثة وستين سنة وبلغ الإسلام ثلاثة وعشرين سنة والقرآن نزل منجماً وأول آية نزلت على النبي بسم الله الرحمن ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ وآخر آية نزلت على قلب النبي ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ وقد جعلت في سورة المائدة فالقرآن نزل مفرقاً ومنجماً خلال ثلاثة وعشرين سنة ونفس القرآن يدل على ذلك قال تعالى: ﴿وَ قُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى‌ مُكْثٍ وَ نَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا﴾ فكيف نجمع بين الإنزال والتنزيل؟

الإنزال يدل على نزول القرآن دفعة واحدة وجملة واحدة، والتنزيل يدل على نزول القرآن مفرقاً ومنجماً مجزءً فكيف نجمع بين ايات الانزال والتنزيل؟ هل القرآن نزل دفعة واحدة أو القرآن نزل على دفعات؟ هل القرآن الكريم نزل جملة واحدة أو القرآن الكريم نزل نجوماً وعلى دفعات؟

الجواب القرآن نزل مرتين، أول مرة نزل القرآن جملة واحدة ودفعة واحدة على قلب النبي محمد وذلك في ليلة القدر من شهر رمضان ولكن المراد النزول الإجمالي يعني مضامين القرآن معارف القرآن كلها نزلت على قلب النبي الله عليه وآله دفعة واحدة وجملة واحدة في ليلة مباركة وهي ليلة القدر من شهر رمضان حينما بعث النبي صلى الله عليه وآله.

إلى هذا الإنزال الذي هو دفعة وجملة واحدة وفي ليلة القدر وفي شهر رمضان أشارت آيات الإنزال كقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ وقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ وقوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أنزل فِيهِ الْقُرْآنُ﴾.

ولكن هناك نزول آخر للقرآن الكريم نزول تدريجي وعلى دفعات نزل منجماً نزول تفصيلي أي القرآن بألفاظه نزل مفصلاً ومنجماً خلال ثلاثة وعشرين سنة، وهناك حكمة في هذا التقسيط وهذا التفصيل وهذا التنزيل وهو تقبل الناس لهذه المعارف، وهذا ما أشارت له الآية الكريمة ﴿وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى‌ مُكْثٍ وَ نَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا﴾.

إذا القرآن الكريم نزل مرتين: نزل دفعة واحدة بشكل إجمالي على قلب النبي في ليلة القدر ونزل منجماً ومفرقاً خلال ثلاثة وعشرين سنة بشكل مفصل وبألفاظه التي موجودة اليوم في هذا المصحف المشهور، هذا المصحف المشهور هو عبارة عن النسخة المدنية برواية عاصم، عاصم الكوفة، هذه النسخة لعاصم والمطبوعة الآن في مكة المكرمة وغيرها النسخة الكوفية برواية عاصم هذه الرواية الآن المتداولة في الشرق، وفي الغرب هناك قراءة ورش.

قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أنزل فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ يعني الكتاب الذي تكثر قراءته ﴿هُدًى لِلنَّاسِ﴾ يعني من أجل هداية الناس وبينات من الهدى والفرقان.

عنوان المحاضرة شهر رمضان وآفاق الدعاء إلى هنا تكلمنا عن شهر رمضان والقرآن الله عز وجل اختار من الأماكن بقاعاً وجعلها مباركة كمكة المكرمة والمدينة المنورة، واختار من الأيام أياماً محددة وجعلها مباركة كيوم عرفة، واختار من الليالي ليالي مباركة وجعلها محوراً وأساساً ومبدأ للسنة وهي ليلة القدر، وبعد ليلة القدر في الفاضل ليلة النصف من شعبان، واختار من الشهور شهراً خاصاً وهو شهر رمضان.

إذا شهر رمضان شهرٌ مبارك لذلك نزل القرآن في شهر رمضان، وأيضاً لمباركة شهر رمضان فإن الدعاء يستجاب ويتضاعف في شهر رمضان أكثر من غيره، فما هو الدعاء؟

الدعاء هو عبارة عن الطلب من الداني إلى العالي، فالطلب على أنحاء ثلاثة:

إما الطلب من المساوي إلى المساوي، ويقال له: التماس.

وإما الطلب من العالي إلى الداني، فيقال له: أمر.

وإما الطلب من الداني إلى العالي، فيقال له: دعاء.

إذا الدعاء هو عبارة عن طلب الداني من العالي، الدعاء في شهر رمضان له خصوصية لأن الدعاء له شروط وله آداب وله مواطن استجابة، الدعاء له مواطن تهبط فيها رحمة الله عز وجل من أهم هذه المواطن نذكر لكم خمسة نصّت عليها الروايات وغيرها أيضاً.

الموطن الأول من مواطن استجابة الدعاء الدعاء عند قراءة القرآن.

إذا رأيت شخصاً يقرأ القرآن أو حضرت مجلس القرآن في شهر رمضان فارفع كفيك بالدعاء ولا تحرك لسانك بالسوالف فإنها توالف.

للآسف الشديد إذا تحضر أحياناً مجلس القرآن في شهر رمضان تقول: أنا حاضر مجلس لو عش بلابيل لو صندقة حمام، هذا أهم موطن من مواطن استجابة الدعاء إذا حضرت مجلس القرآن فإنه عند قراءة القرآن تستجاب الدعوة هذا الموطن الأول.

الموطن الثاني عند الأذان الأذان يأذن أو المؤمن يقيم لصلاة الجماعة وعش البلابيل شغال هذا من أهم مواطن استجابة الدعاء عند الأذان إذا رفع الأذان فارفع كفيك بالدعاء هذا من مواطن استجابة الدعاء.

المواطن الثالث من مواطن استجابة الدعاء عند نزول الغيث ولا تقل عند نزول المطر فإن مفردة المطر وردت في القرآن الكريم في العذاب بينما مفردة الغيث وردت في الرحمة، لذلك تجد في دعاء الصحيفة السجادية ومن دعائه عند نزول الغيث وليس عند نزول المطار، إذا سقط المطر فارفع كفيك بالدعاء إذا سقط الغيث ارفع كفيك بالدعاء إلهي اغثنا واقض حوائجنا واستر علينا بسترك يا كريم.

الموطن الرابع من مواطن استجابة الدعاء إذا التقى الصفان وسقط أول شهيد إذا التقى جيش الكفر وجيش الإسلام فعند مصارع الشهداء يستجاب الدعاء، إذا تحصل معركة بين جيش حقّ وجيش باطل فارفع كفيك بالدعاء فإن هذا من مواطن استجابة.

الموطن الخامس من مواطن استجابة الدعاء الدعاء عند دعوة المظلوم شخص مظلوم ورفع كفيه بالدعاء، في الرواية أنا عند المنكسرة قلوبهم هذا اللي قلبه مكسور الله يجبره، وقت اللي يدعي هذا المظلوم أم مسكينة ولدها معتقل ولدها مبعد وتدعو بحرقة قلب أنت استثمر هذه الفرصة وادعو الله عز وجل.

ومن مواطن الدعاء الدعاء في الأسحار ﴿فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ﴾ تقول الروايات زكريا دعا فأعطي يحيى في أسحار شهر رمضان في في أسحار الليل الثلث الأخير من الليل وخصوصاً في أسحار شهر رمضان.

لا بأس بهذه الخاطرة الله يرحمها سماحة آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي مؤسس مكتبة المرعشي النجفي كان يلقي يدرس بحث الخارج مقابل ضريح السيدة المعصومة صلوات الله وسلامه عليها وعنده علاقة خاصة بالسيدة المعصومة الشيخ شافها كان كثير المزاح أيضاً.

أوصى أنه يؤتى بجنازته عند ضريح المعصوم وتفل عمامته ويجعل طرف منها في الجنازة وطرف منها في ضريح السيدة المعصومة كان يدرس يلقي بحث فجاء مجنون حاملاً سكين يريد أن يقتل المرجع النجفي انقض على السيد شهاب الدين المرعشي النجفي.

الله يرحمه أبو حبّ الله ما عليه كان يدرس كتاب الوسائل يلبس عمامة بحنكين قبض هذا المجنون خله على الأرض وقعد عليه وأخذ السكين ثم جاء حرس الحرم وأخذوا هذا المجنون.

فقال أبو حب الله للسيد شهاب الدين المرعشي النجفي سيدنا أني أنقذتك يكون تدعي لي.

فقال السيد المرعشي مو هسه بالليل بالليل.

إذاً عليكم بالأسحار.

وصية الإمام القائد الخامنئي ـ أيده الله ـ قبيل شهر رمضان قال: <ليس لنا إلا الأسحار> الأسحار يختلي المؤمن بربه من دون ضوضاء وضجيج الحياة اليومية إذاً نحن في نعمة شهر رمضان الله عزّ وجل أنعم علينا بقدوم شهر رمضان وليلة القدر مقبلة والعرفاء يرون أن مبدأ السنة هو ليلة القدر لأنها تقدر فيها الأعمال، ويقول العرفاء: إن التعبد والتهجد في شهر رجب شهر أمير المؤمنين مقدمة لنيل الفيوضات والبركات في شهر شعبان كما أن التعبد والتهجد في شهر شعبان شهر رسول الله مقدمة لنيل الفيوضات والبركات في شهر رمضان كما أن التعبد والتهجد في بداية شهر رمضان مقدمة لنيل الفيوضات والبركات في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر.

هذه الليلة التي تقدر فيها الآجال والأعمار ونسألكم الدعاء كثيراً إن شاء الله نجد ونجتهد في هذه الأيام من شهر رمضان حتى ندرك أجر ليلة القدر.

سؤال: قال الله تبارك: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ وإذا تحقق الشرط تحقق المشروط فما لنا ندعو ولا يستجاب لنا؟! كثيراً ما ندعو وما يستجاب لنا حتى البعض ييأس يقول: أنا يأست من الدعاء خلاص ما راح ادعو، فما هو السرّ والسبب في عدم استجابة الدعوة؟

هذا ما يقودنا إلى بحث طويل في شروط وآداب الدعاء، ذكر للدعاء ما يزيد على عشرين شرطاً وآدباً نذكر منها ما يسع المجال:

الشرط الأول معرفة الله تبارك وتعالى.

سئل الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ <يا ابن رسول الله ما لنا ندعوا فلا يستجاب لنا؟ قال ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ : لأنكم تدعون من لا تعرفون وتسألون ما لا تفهمون> أنت ما تفتهم كيف تطلب؟! ومن من تطلب؟! كيف تريد الإجابة تكون حاضرة؟!!

إذا الشرط الأول من شروط استجابة الدعاء معرفة الله تبارك وتعالى.

الشرط الثاني حسن الظن بالله.

البعض يدعو يقول: أنا أدعوك يا ربي وما ظنتي تجاوبني أدعوك يا ربي وما أظن تستجيب لي وتغفر لي هذا خطير أكبر الكبائر الشرك بالله وثاني أكبر الكبائر اليأس من روح الله وبعد وثالث أكبر الكبائر الأمن من مكر الله الثاني والثالث على طرفي نقيد في واحد عنده تفاؤل زيادة عن اللزوم يعصي ويذنب ويزني ويشرب الخمر ويفعل الموبقات شيقول؟ تقول له: ما تخاف تروح النار؟ يقول: حبّ علي حسن لا تضر معه سيئة هذا يصاب بالأمن من مكر الله، عنده ثقة بنفسه زايدة النبي يدخل الجنة وبعدين في النار رويسي على وجهه هذا اليأس هذا الأمن من مكر الله هذا ثالث أكبر الكبائر وعلى طرفي نقيض ما عنده ثقة بعمله ولا بنفسه ولا بالشفاعة ولا بشيء يأس هذا اليأس من روح الله ورحمته.

في الرواية ادعو الله وظنّ أن حاجتك بالباب الله يحبك ويحب يسمع دعاؤك ويحب يقضي حاجتك لذلك الآدب الثاني والشرط الثاني مطلوب وهو حسن الظن بالله.

الشرط الثالث الاضطرار إلى الله.

في واحد يدعو الله وهو مستمل يدعو الله وكأنه مستغني بخلاف الجائع الذي لا يجد لقمة يأكلها فإذا وجد الطعام يجلس متأدباً أم يهجم على الطعام هجوم المضطر؟! هكذا العبد والمذنب يدعو الله دعاء المضطر المستكين، لذلك أمرنا أن نرفع اكفنا بالسؤال وبالدعاء إلى السماء وإلى الله.

سؤال: الله عز وجل موجود في خصوص السماء أم في كل مكان؟

الجواب: في كل مكان.

سؤال: إذا الله عز وجل في كل مكان لماذا نرفع أيدينا بالدعاء إلى السماء لماذا لا نرفعها وننزلها إلى الأرض؟ هذا موديل جديد أو إلى الجانبين.

الجواب: يا اخي، يا أخي يا اخي، أنت ترفع كفيك إلى السماء، لا لأن الله في السماء وإنما مبالغة في التذلل والاضطرار إلى الله وهذا ما أشارت إليه الروايات عن كشاف الحقائق جعفر بن محمد الصادق ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ : <إنك ترفع كفيك إلى السماء إشارة إلى الذلة والاضطرار والتمسكن>.

لذلك إذا تدعو الله لا ترفع يديك رفعاً خجولاً ارفعها هكذا حتى لو تطلع بياض الأبطين خل تشهد الملائكة أنك في حالة انقطاع واضطرار إلى الله أنك في حالة لجأ إلى تبارك وتعالى.

إذاً الأدب الأول معرفة الله، الأدب الثاني حسن الظن بالله، الأدب الثالث الاضطراب إلى الله.

الأدب الرابع بث الحاجات بين يدي الله.

البعض إذا أصابته مشكلة أو مرّ بمحنة وأزمة تقول له: هل دعوت الله؟ يقول: لا، معاينة حالي تغني عن سؤالي.

الله عز وجل يحب أن تبث شكواك إليه لذلك من آداب الدعاء الإلحاح على الله وقد ورد في الدعاء <يَا مَنْ لاَ يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ يَا مَنْ لاَ يُغَلِّطُهُ اَلسَّائِلُونَ وَ يَا مَنْ لاَ يُبْرِمُهُ إِلْحَاحُ اَلْمُلِحِّينَ أَذِقْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وَ حَلاَوَةَ رَحْمَتِكَ وَ مَغْفِرَتِكَ>.

بعض الروايات إن العبد ليدعو فيستجيب الله دعاءه فيوحي الله إلى ملائكته، ويقول: <يا ملائكتي اخروا الإجابة فإني أحب أن اسمع صوت عبدي المؤمن> لذلك لا بد من الاضطرار والإلحاح على الله تبارك وتعالى.

الأدب الخامس مداومة الدعاء في الشدة والرخاء.

صلى المصلي لأمرٍ كان يطلبه لما انقضى الأمر لا صلى ولا صام

البعض في المحنة وفي الشدة وفي الاضطرار تربة حسينية مؤمن لكن إذا أنعم الله عليه ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى﴾ واللإنسان المؤمن والإنسان الدعاء دعاء على وزن فعال صيغة مبالغة قتال كثير القتل قوال كثير القول دعاء يعني كثير الدعاء في الرواية <إني أحب أن يكون العبد دعاء> يعني كثير الدعاء مو كثير الدعاوى على الناس إن شاء الله تدعون إلينا كثير الدعاء له وللمؤمنين.

الذي يكثر من الدعاء في الشدة والرخاء الرواية تقول هكذا: <إذا دعا المؤمن وكان ممن يديم الدعاء في الشدة والرخاء، قالت الملائكة: صوت معروف أجيبوا دعوته، وإذا كان لا يدعو في الرخاء ولم يدعو إلا في الشدة، قالت الملائكة: صوت غير معروف ردوا دعوته>.

إن شاء الله في أسحار شهر رمضان وفي هذه الليالي المباركة للملائكة بعد تعرف صوتنا! تعرف تهجدنا! تعرف دعائنا!

إلى هنا ذكرنا كم أدب وكم شرط من شروط استجابة الدعاء؟

خمسة بعدد أهل الكساء الخمسة.

وانتهى الوقت فذكرنا خمسة مواطن لهطول رحمة الله، وخمسة مواطن لاستجابة الدعاء، وذكرنا خمسة شروط من شروط استجابة الدعاء تلك عشرةٌ كاملة.

أقول قولي هذا ولا أطيل عليكم بارك الله فيك وأعتذر على الإطالة والاستطالة وكلي طمعٌ في دعائكم في هذه الليالي المباركة فاغتنموا الفرص فإنها تمر مرّ السحاب ومن آداب الدعاء العشرين الدعاء للآخرين وطلب الدعاء من الآخرين في الحديث القدسي: <يا موسى ادعني بلسان لم تعصني به. فقال: وكيف يا مولاي؟ فقال: الدعاء على لسان الآخرين فإن لسان الآخرين لم تعصني به>.

نسألكم الدعاء جميعاً أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم إنه غفور رحيم وتوابٌ حليم ونسأل الله حسن العاقبة والخاتمة للجميع.

اللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَى أَهْلِ الْقُبُورِ السُّرُورَ.

اللَّهُمَّ أَغْنِ كُلَّ فَقِيرٍ اللَّهُمَّ أَشْبِعْ كُلَّ جَائِعٍ‏.

اللَّهُمَّ اكْسُ كُلَّ عُرْيَانٍ اللَّهُمَّ اقْضِ دَيْنَ كُلِّ مَدِينٍ‏.

اللَّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ كُلِّ مَكْرُوبٍ اللَّهُمَّ رُدَّ كُلَّ غَرِيبٍ اللَّهُمَّ فُكَّ كُلَّ أَسِيرٍ.

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ كُلَّ فَاسِدٍ مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ‏.

اللَّهُمَّ اشْفِ كُلَّ مَرِيضٍ اللَّهُمَّ سُدَّ فَقْرَنَا بِغِنَاكَ اللَّهُمَّ غَيِّرْ سُوءَ حَالِنَا بِحُسْنِ حَالِكَ‏.

اللَّهُمَّ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَ أَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

وبالاجابة حقيق جدير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.