المحاضرات

كيف تتحول الشهادة إلى المدرسة

23

يناير | 2024
137

كيف تتحول الشهادة إلى المدرسة

مؤتمر تكريم الشهداء

23 جمادى الآخر 1445

6 يناير 2024

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

محاضرة معرفية

 

المحاضر: الشيخ عبد الله الدقاق

العنوان: كيف تتحول الشهادة إلى مدرسة؟

قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم وخطابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم ﴿موَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أحياء عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ آمنا بالله صدق الله العلي العظيم.

نعزيكم جميعاً ونبارك لكم جميعاً ذكرى استشهاد قادة النصر القرآن يشير إلى أن الشهداء أحياء وهم يرزقون عند الله تبارك وتعالى ومن هنا ينبثق هذا السؤال: كيف نحي ذكرى الشهداء؟ وبعبارة أخرى: الشهيد قبل استشهاده كان فرداً لكنه بعد استشهاده يتحول إلى مدرسة.

الشهيد القائد قاسم سليماني كان فرداً وكان شخصاً وبعد استشهاده تحول إلى مدرسة للشهادة في إيران والعالم.

الشهيد القائد أبو مهدي المهندس كان فرداً في العراق وبعد استشهاده تحول إلى مدرسة للشهادة والعطاء في العراق والعالم.

الشهيد القائد الشيخ نمر باقر النمر كان عالماً في القطيف والحجاز، وبعد استشهاده تحول إلى أيقونة للشهادة والعطاء في سبيل الله.

الشهيد القائد السيد عارف حسين الحسيني كان عالماً في باكستان وبعد استشهاده تحول إلى مدرسة للعلم العطاء والشهادة في سبيل الله.

الشهيد القائد السيد عباس الموسوي ـ رحمه الله ـ كان عالماً في لبنان وكان فرداً وبعد استشهاده تحول للعطاء في لبنان والعالم.

الشهيد القائد الشيخ أحمد ياسين كان عالماً في فلسطين المحتلة وبعد استشهاده تحول إلى ما درسه للعطاء والشهادة في سبيل الله.

عنوان محاضرة هذه الليلة "كيف تتحول الشهادة إلى مدرسة؟" ما هي الخطوات التي ينبغي أن نقوم بها لكي نحول الشهيد من فرد وشخص إلى مدرسة تحتذي بها الأجيال وتشكل نموذجاً للعطاء في سبيل الله على مرّ السنين ومرّ الأجيال.

الشهيد القائد السيد عارف الحسيني استشهد في الثمانينات كان فرداً وشخصاً وعالماً ومجاهداً في باكستان، هل استطعنا أن نحول الشهيد عارف الحسيني إلى مدرسة تغذي جميع على مر السنين أو لا؟

ما هي الخطوات التي ينبغي أن نقوم بها لكي نحول الشهيد من فرد وشخص إلى مدرس وشخصية تملأ الدنيا بعطاءاتها.

إذاً عنوان بحثنا: كيف تتحول الشهادة إلى مدرسة؟ ما هي الخطوات التي ينبغي أن نقوم بها لكي نحول الشهيد من فرد إلى مدرسة؟ لابد أن نقوم بعدة خطوات أهمها خمس خطوات.

البلدان التي تحتفي بشهدائها إذا قامت بهذه الخطوات المترتبة تباعاً ستنجح في تحويل الشهيد إلى مدرسة وفكر عام، فما هي هذه الخطوات؟

الخطوة الأولى نشر فكر الشهداء والقادة.

الإنسان يتحرك بوجوده العلمي والفكري لا بوجوده الواقع، فمثلاً: لو كنت استشعر أن خلفي أسد وهدأتموني وقلتم لي قف مكانك ولا تتحرك فإنني سافر لأنني أعتقد أن خلفي أسد مفترس، والعكس بالعكس لو كان خلفي أسد مفترس وكنت أعتقد أن خلفي جدار فإنني لن أتحرك.

إذاً الإنسان لا يتحرك بوجوده الواقعي يتحرك بإدراكه للواقعيات، وهنا يأتي دور العلماء ودور المبلغين في تعريف الناس بالمعارف والأفكار.

قال الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ : «عرفوا الناس محاسن كلامنا فإن الناس لو عرفوا محاسن كلامنا لاتبعونا».

مشكلتنا أحياناً أننا لا نقوم بتعريف فكر الشهيد القائد السيد عارف الحسيني، لا نقوم بنشر فكر الشهيد القائد قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وغيرهما من الشهداء، إن نجحنا في بيان معالم فكر هؤلاء الشهداء فإن الأمة ستحتذي بهم.

من أهم أفكار ومعالم هؤلاء الشهداء:

أولاً الإيمان بالله تبارك وتعالى.

ثانياً التحلي بروح خدمة الناس.

ثالثاً روح الحسين وحب الشهادة في سبيل الله والسير على نهج أبي عبد الله الحسين.

رابعاً عشق الولاية أي الإتباع المطلق لولاية الفقيه.

في يوم من الأيام كان الشهيد القائد قاسم سليماني ـ رحمه الله ـ قائداً عسكرياً في منطقته كرمان وكان يواجه تجار المخدرات، وكان هناك زعيم عصابة تتاجر بالمخدرات استطاع الشهيد القائد قاسم سليماني أن يعتقله ويودعه السجن.

وجاء إلى الإمام القائد الخامنئي، قال: سيدنا لقد ألقينا القبض على فلان تاجر المخدرات وزعيم العصابة.

فقال له الإمام السيد علي الخامنئي: كيف استطعتم اعتقاله؟

فقال الشهيد قاسم سليماني: أعطيناه الأمان، وقلنا له: لنذهب للمباحثات والمذاكرات واعتقلناه.

فقال له الإمام الخامنئي: إذا من الآن اطلقوا سراحه لأنكم أعطيتموه الأمان والمؤمن لا ينبغي أن يخلف الوعد.

فجاء الشهيد القائد قاسم سليماني قال: سمعاً وطاعة.

فتح الزنزانة قال لزعيم العصابة: تفضل أنت مفرج عنك.

قال: ولماذا؟

قال: لأن قائدي الإمام الخامنئي أمر بإخراجك.

قال: ولماذا؟

قال: لأننا قد أعطيناك الأمان، وقال: لا ينبغي أن نخون العهد، ولا ينبغي أن ننقض العهد.

قال: قائدك يقول هكذا؟!

قال: نعم.

قال: أنا من اليوم فصاعداً جندي صغير لقائدك.

هكذا هكذا يؤثر عشق الولاية وإتباع الولاية، نحن بحاجة إلى نشر فكر الشهيد قاسم سليماني، نشر فكر الشهيد أبي مهدي المهندس، الذي يسأل من أنت؟ قال: أنا جندي صغير عند قاسم سليمان.

قال: أنت قائد الحشد الشعبي في العراق، تقول: أنت جندي صغير قاسم سليماني؟!!

قال: نعم وأفتخر، أنا جندي صغير لقاسم سليماني.

هؤلاء علمونا عشق الولاية علمونا إتباع وإطاعة الولي الفقيه الجامع للشرائط سماحة آية الله العظمى ولي أمر المسلمين السيد علي الحسيني الخامنئي ـ دام ظله العالي ـ .

إذاً الخطوة الأولى نشر فكر الشهداء القادة.

الخطوة الثانية قوة البرمجة والتخطيط.

أحياناً يكون النشر عشوائي ومن دون دراسة، الملفت في الغرب والولايات المتحدة الأمريكية كثرت مراكز الأبحاث والدراسات دائماً هناك خطط دائماً هناك برامج، أكثر ما يجري في باكستان وفي الخليج وفي غرب آسيا أو ما يسمى بالشرق الأوسط هذا قد دبر بليل، هذا عمل له برنامج وخطة، وما احوجنا إلى قوة التخطيط والبرمجة.

مثلاً لنشر فكر الشهيد القائد قاسم سليماني نعمل زيارة مليونية لقبر الشهيد قاسم سليماني، نعمل على برنامج ثقافي تحت عنوان مكتب شهيد حاج قاسم، وهذا ولله الحمد قد رتب له.

البلدان التي احتفت بشهدائها واستطاعت أن تضع برامج وخطط هذه الخطة خطة استراتيجية على بعد خمس سنوات ثم خطة تكتيكية على بعد سنتين ثم خطة تشغيلية على بعد سنة واحدة ثم خطة يومية للوصول إلى تلك الخطة التشغيلية البلدان التي تمتلك قيادات تمتلك قدرة على التخطيط والبرمجة فإنها ستوصل أمتها إلى بر الأمان.

إذا الخطوة الثانية هي قوة التخطيط والبرمجة.

الخطوة الثالثة بناء الكوادر البشرية النوعية.

الشهيد قاسم سليماني هو صاحب فكرة حفر الأنفاق في غزة هو والشهيد عماد مغنية، والشهيد قاسم سليماني ذهب بنفسه إلى غزة وأشرف على حفر الأنفاق والتقى بقادة حماس والجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة في غزة.

اليوم مكان الشهيد قاسم سليمان خالٍ ولكن أثر واسم وفكر وخطط وعمل الشهيد قاسم سليماني نحن نلمسها باليد.

اليوم غزة أكثر من ثمانين يوم في صمود ببركات خطط الشهيد القائم قاسم سليماني وببركة أبناء الشهيد القائد قاسم سليماني.

الشهيد القائد قاسم سليماني استطاع أن يدرب الكوادر الفصائل فصائل المقاومة في لبنان والعراق وإيران ولبنان وفلسطين وفي كل مكان هكذا يبقى فكر الشهيد القائد قاسم سليمان.

الشهيد القائد أبو مهدي المهندس ربى أفواجاً وألوية، أسس جنوداً للإسلام لتمهيد الظهور لصاحب العصر والزمان المهدي بن الحسن ـ عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ .

إذاً إن أردنا أن نحول الشهادة إلى مدرسة، إن أردنا أن نحول الشهيد من شخص وفرد إلى مدرسة لا بد من صناعة وبناء كوادر تدريب تخطيط تعليم هذا مهم جداً.

يذهب البدن ويبقى الفكر بل بالشهادة يتعمق الفكر وتقوى الأفراد التي تسير على ذلك الفكر.

إلى هنا كم خطوة أخذنا؟ ثلاث:

الخطوة الأولى نشر فكر القادة الشهداء.

الخطوة الثانية قوة التخطيط والبرمجة.

الخطوة الثالثة بناء الكوادر البشرية خصوصاً برنامج صناعة القادة، هناك برنامج خاص كيف تبني القائد؟

يا إخوة يا أحبة الحوزة العلمية ماذا تخرج؟ والجامعة ماذا تخرج؟

هل الحوزة العلمية والجامعة تخرج القادة أو لا؟

يعني هل المنهج الدراسي والبرنامج العلمي في الحوزة العلمية وفي من شأنه أن يخرج قائداً أو لا؟

الجواب: كلا وألف كلا، نعم تخرج القادة من الحوزة كالإمام الخميني والشهيد الصدر، نعم تخرج القادة من الجامعة، لكن هذا لا يعني أن منهج الحوزة ومنهج الجامعة كفيل بتخريج القادة، لقد تخرجوا بتنمية مهاراتهم الشخصية، المنهج الدراسي في الحوزة العلمية يخرج فقيه أو مبلغ، والمنهج الدراسي بالجامعة يخرج متخصصاً في حقل من حقول الحياة كالهندسة أو الطب.

وأما الذي يخرج هو برنامج الكشافة، لذلك إسرائيل بعد حرب ألفين وستة حرب تموز مع حزب الله لبنان بعد انتهاء الحرب في ألفين وستة بينما يسمى إسرائيل وحزب الله لبنان أول مؤسسة من مؤسسات حزب الله لبنان أدرجتها إسرائيل على لائحة الإرهاب هي مؤسسة كشافة الإمام المهدي، لماذا؟

لأنها كشفت أن تسعين في المئة من قادة حزب الله لبنان قد تخرجوا من برنامج الكشافة، أنتم في باكستان تريدون أن تخرجوا القادة منهج الحوزة العلمية لا يخرج قادة، منهج الجامعة لا يخرج قادة، منهج الكشافة هو الذي يخرج القادة لأن الكشافة تعمل على تنمية المهارات القيادية لدى الشاب لذلك يؤخذ الشاب سن المراهقة في برنامج الكشافة.

إذاً الخطوة الثالثة بناء الكوادر البشرية.

الآن في الاقتصاد وفي الشركات وفي الإدارة أثمن شيء ما هو؟ يعني حينما يأتون ويقيمون بنك من البنوك أو مؤسسة اقتصادية أو مؤسسة علمية أو مؤسسة اجتماعية ما هو أغلى شيء في المؤسسة؟ هل هو المبنى؟ هل هو الأثاث؟ هل هو الإمكانات؟ هذا معروف في الإدارة أقوى وأغلى شيء في أي مؤسسة هو الكادر البشري.

يعني هذا البنك من هم الأفراد الذين يديرون البنك؟ هذه الحوزة العلمية من هم الذين يديرونها؟ المكان بالمكين، قوة المؤسسة بقوة القائم عليها، لذلك حينما افتقدنا الشهيد القائد السيد عارف الحسيني وجدتم أثر فقده في باكستان وإلى الآن لم يسد الفراغ بعد استشهاده هذا يشير إلى خلل، ما هو هذا الخلل؟ لم نعمل على برنامج كشافة ينمي المهارات القيادية للأمة لكي يخرج قادة.

الخطوة الرابعة بناء المؤسسات النوعية.

نحن نطير بجناحين الطائر لا يطير بجناح واحد:

الجناح الأول الكوادر البشرية المتخصصة.

الجناح الثاني المؤسسات النوعية المقتدرة.

أحياناً شخص وفرد عنده مؤهلات قيادية لكن لا توجد مؤسسة ترعاه فقير مسكين، ولنضرب لكم قصة من التاريخ:

في يوم من الأيام ابن سينا مر على منطقةٍ فجاءه صبي قال: إن أمي ارسلتني إليك وقالت أعطني جمراً لكي نستضيء به.

فقال ابن سينا: تريد الجمر ولم تأتي بالإناء أين الماعون؟

فقال: لحظة يا أبا علي ثم الولد والصبي وضع كفيه في التراب ووضع التراب على كفيه، ثم قال: يا أبا علي سيناء ضع الجمرة على هذا التراب الذي على يديه، فقال أبو علي ابن سينا: ما شاء الله أنت ولد ذكي أنت إذا تبقى في هذه القرية يموت عقلك يموت ذهنك ينبغي أن نأخذك ونعتني بك وندرسك ونعلمك، فماذا قال الولد؟

قال: يا ابن سينا لو كل ولد ذكي ومؤهل وصاحب مواهب وجد من يعتني به لما تميزت علينا ولما اشتهرت، لكن المشكلة أن القابليات تموت في باكستان وغيرها من البلدان، ولا توجد مؤسسة ترعى ولا توجد خطط وبرامج للرعاية.

إذاً الخطوة الرابعة هي ماذا؟ المؤسسات الحاضنة مؤسسة من دون كوادر لا فائدة فيها لأن المكانة بالمكين كوادر من دون مؤسس يمكن أن تنتج لكن هذا الانتاج سيكون ضعيفاً لأن هذا العنصر البشري يحتاج إلى قوة إسناد.

الخطوة الخامسة والأخيرة وهي إيجاد الحاضنة الشعبية بعض الأحزاب والتيارات أولاً عندها فكر، ثانياً عندها مركز للتخطيط والدراسة، ثالثاً عندها مؤسسات، رابعاً بنت كوادر بشرية لكنها انغلقت في أفق الحزبية وابتعدت عن الشعبية.

الشهيد ليس للحزب فقط الشهيد للأمة كن للأمة إن استطعنا أن نحول شهادة الشهيد إلى ثقافة عامة شعبية، وهذا ما نجحت فيه الجمهورية الإسلامية في إيران إذ استثمرت شهادة القائد قاسم سليماني وشهادة القائد أبي مهدي المهندس وحولته من ذهاب شخص وفرد إلى قيام مدرسة وقيام فكر، فأسست مكتب الشهيد قاسم قامت بالبرامج قامت بعمل زيارة إلى مرقده الشريف، عملت مؤتمرات، ربت قادة على نهج الشهيد القائم قاسم سليماني فانبثق محور المقاومة الذي أخذ بالإتساع أفقياً وعرضياً.

أما عرضياً فانبثق من فلسطين وانتقل إلى لبنان ثم سوريا ثم العراق لبنان اليمن وهو أخذ في الإتساع أفقياً، كما امتد وتطور أفقياً بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والهجمات السيبرانية والأنفاق وغير ذلك.

إذا نحن نشهد قيام محور عظيم إنه محور المقاومة بقيادة الحكيم يوسف هذا العصر ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني الخامنئي.

الحمد لله بقيادة الجمهورية الإسلامية والإمام القائد الخامنئي نحن شهدنا وجود قادة لمحور المقاومة سماحة السيد عبدالملك الحوثي في اليمن حيث أنصار الله، سماحة السيد حسن نصر الله حيث حزب الله في لبنان، الحشد الشعبي في العراق هذه نعمة ينبغي أن نشكر الله عليها.

هذا لم يرح الأعداء حينما تحول الشهيد قاسم سليماني من شخص إلى مدرسة وهذه كلمة قالها أوائل استشهاد الشهيد القائد قاسم سليماني الإمام القائد الخامني قالها قال: قاسم قبل الشهادة شخص وفرد وبعد الشهادة مدرسة.

لذلك حينما وجدوا أن هذه المدرسة تمتد شعبياً عمدوا إلى تفجير كرمان بالأمس، أكثر من مئة شهيد من زوار قبر الشهيد قاسم سليماني قد استشهدوا بالأمس في ولادة الزهراء ـ عليها السلام ـ والذكرى السنوية الرابعة لشهادة الشهيد القائد قاسم سليماني أكثر من مئتين.

ولكنهم غفلوا عن الشهيد قاسم سليماني هو فرد صغير قد سار على مدرسة أبي عبد الله الحسين ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ .

في واقعة الطف في اليوم العاشر من محرم سنة واحد وستين استطاع جيش عمر ابن سعد وجيش يزيد بن معاوية أن يقتل الإمام الحسين بن علي فمن ناحية مادية قتل الحسين ومثل بجثته وخرجت عشرة من الخيول الأعوجية وداست صدر الحسين ـ عليه السلام ـ .

كذلك في الثالث من يناير استطاعت المسيرة الأمريكية أن تغتال الشهيد القائد قاسم سليماني والشهيد القائد أبو مهدي المهندس بحيث لم يعثر على بدن الشهيد قاسم سليماني إلا على كفه اليسرى التي فيها عقيق يماني.

وسبحان الله هذه الكف هي التي لامست ضريح الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ وكان في تلك الإصبع ذلك الخاتم الذي عانق ضريح الرضا من آل محمد.

ثم بعد ذلك منع زوار الحسين ـ عليه السلام ـ من زيارته وأخذ المتوكل يقتل زوار الحسين بل عمد إلى حفر قبر الحسين وأجرى الماء على قبر الحسين لمحوه فاحتار الماء حول قبر الحسين فسمي بالحائر الحسين.

ولكن أيضا تلميذه الوفي الحاج قاسم سليماني اليوم يقتلون زواره، ولكنهم غفلوا أن هذه الخطوات تسهم في نشر ثقافة قاسم سليمان، بقتل الحسين ـ عليه السلام ـ امتد اسم الحسين في أوساط الأمة وباستهداف زوار الحسين امتد ذكر الحسين في أوساط الأمة.

كذلك تلميذه الوفي الشهيد قاسم سليماني حينما قتل الشهيد قاسم سليماني خرج الرئيس الأمريكي وأعلنها صراحة أمام العالم الرئيس دونالد ترامب نحن اليوم قتلنا قاسم سليمان، كل العالم كان على علم بمقتله، وبالأمس حينما قتل زوار الشهيد قاسم سليماني كل العالم، واليوم في غزة حينما تقصف إسرائيل غزة وتنكل بالفلسطينيين كل العالم مئتين وسبعة وخمسين دولة في العالم سمعت بالشهيد قاسم سليماني وسمعت بأحداث غزة هذا يعمق البعد الشعبي والبعد الجماهيري.

نحن في هذا العنصر عظيمة ينبغي أن نشكر الله عليها نحن لو أردنا أن نصرف ملايين الدولارات لنشر ثقافة الشهيد قاسم سليماني واسم الشهيد قاسم سليماني لما استطعنا أن نفعل كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية حينما استهدفت الشهيد قاسم سليماني وحينما استهدفت إسرائيل الشهيد السيد عباس الحسيني وحينما استهدف الشهيد القائد السيد عارف الحسيني.

هذه خطوات أسهمت في ماذا؟ في نشر فكرها، تبقى مسؤوليتنا خمس خطوات:

أولاً نشر فكرهم.

ثانياً التخطيط والبرمجة لنشر فكرهم.

ثالثاً بناء الكوادر البشرية التي تسير على فكرهم.

رابعاً بناء المؤسسات والمراكز التي تربي هذه الأجيال وتحتضن هذه الأفكار.

خامسا أن تعيش هذه الأفكار وهذه المؤسسات وهذه البرامج في أوساط الأمة ولا يحتكرها حزب من الأحزاب.

إن تمكنا من هذا إن شاء الله سنستطيع أن نعجل في ظهور إمام زماننا المهدي بن الحسن ـ عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ .

أقول قولي هذا واستميحكم وأستغفر الله لي ولكم إنه غفور رحيم وتواب حليم.

ويا إخوة ويا أحبة لو واحد منكم فقط يستطيع أن يحقق هذه الأهداف فإنه سيستطيع أن يصنع مدرسة الشهادة، يكفي واحد منكم واحد منكم يا علماء باكستان يا طلاب باكستان يستطيع أن يقوم بهذا الجهد بعد التوكل على الله والإخلاص.

يقول علي ـ عليه السلام ـ : «فلما رأى الله صدقنا أنزل علينا النصر وأنزل على عدونا الكبت» يعني الله عزّ وجل يمتحن عباده في الميدان، هل أنا مخلص أو غير مخلص؟

الإمام علي يقول الله عزّ وجل: «لما رأى الله الصدق في قلوبنا أنزل علينا النصر وأنزل على عدونا الكبت» كان علي ـ عليه السلام ـ يقول: «ومنذ متى كنا نعول في انتصارنا على كثرتنا؟! كنا نعول في زمن رسول على قوة إيماننا نحن عقائديين مؤمنين».

نسأل الله عزّ وجل أن يزيد في إيماننا وأن يمكننا.

أقول قولي هذا وأستميحكم عذراً كثيراً على الإطالة والاستطالة، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.