المحاضرات

أسباب خروج الإمام الحسين(ع)

17

يوليو | 2024
228

أسباب خروج الإمام الحسين(ع)

مشاركة سماحة الشيخ عبد الله الدقاق (حفظه الله) في مراسم محرم الحرام والذي أقامه اتحاد الطلبة الأفارقة، وذلك من خلال كلمة ألقاها تحت عنوان: أسباب خروج الإمام الحسين ـ عليه السلام

4 محرم 1445

10 تموز 2024

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

 أسباب خروج الحسين ع

جاء في رسالة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ إلى أخيه محمد بن الحنفية:

«أما بعد إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ، أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليّ ذلك اصبر حتى يحكم الله لي، وهو خير الحاكمين» صدق سيدنا ومولانا سيد شباب أهل الجنة سيد الشهداء الحسين بن علي ـ عليهما السلام ـ .

عظم الله أجورنا وأجوركم بشهادة الإمام الحسين بن علي ـ عليه السلام ـ .

خروج الحسين ـ عليه السلام ـ الأسباب والآفاق.

اختلف المؤرخون في سبب خروج الحسين بن علي ـ عليه السلام ـ على يزيد بن معاوية، وذكروا عدة أسباب نقتصر على بعضها:

السبب الأول إنه سبب عائلي فهناك خلاف بين بني هاشم وبني أمية، الحسين أبوه علي بن أبي طالب ويزيد أبوه معاوية بن أبي سفيان، الحسين أمه فاطمة ويزيد أمه هند آكلة الأكباد، وهناك نزاع وصراع بين البيت العلوي الهاشمي وبين البيت الأموي، وتكلل هذا النزاع بخروج الحسين ـ عليه السلام ـ و قتاله لجيش يزيد، وانتهت بالمأساة المذكورة في التاريخ.

هذا السبب وغيره من الأسباب لا يمكن قبوله إلا إذا درسنا كلمات الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ ودرسنا سيرة الحسين لنرى أنها توافق هذا السبب أو لا؟!

فلنرجع إلى التاريخ لنرى أن الحسين بن علي كيف أجاب والي المدينة؟ والي المدينة دعا الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ ودعاه إلى بيعة يزيد، فقال له الإمام الحسين: «مثلي لا يبايع سراً»، فلما أراد الإمام الحسين الخروج مروان بن الحكم الوزغ بن الوزغ، قال لوالي المدينة: «إن فاتك الثعلب فلن تجد إلا غبارا، ادعه إلى البيعة فإن أبى فاضرب عنقه».

فالتفت الحسين ـ عليه السلام ـ أبي الضيم إلى مروان بن الحكم، قال: «يا ابن الزرقاء أمثلك يهددني بالقتل؟! أنت تهددني بالقتل أم هو؟! اعلم إنا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، بنا فتح الله وبنا يختم، ويزيد رجلٌ فاسق، شاربٌ للخمر، قاتل للنفس المحترمة، ومثلي لا يبايع مثله».

الشاهد: نجد أن الإمام الحسين لم يقل أنا لا أبايع يزيد، قال: «مثلي لا يبايع مثله» أي مثلي الذي هو من أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، لا يبايع مثل: الفاسق، شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة.

إذاً القضية ليست قضية شخصية، والقضية ليست قضية عائلية، القضية قضية مبدئية، القضية قضية رسالية ودينية.

إذاً ليس السبب في خروج الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ القضية العائلية، وإلا عمر الأطرف أخ الإمام الحسين لم يلحق بركب الحسين ولم ينصر الحسين وأخوه أبو الفضل العباس وإخوته الإخوة الأربعة أبناء أم البنين نصروا الحسين ـ عليه السلام ـ .

السبب الثاني الذي يذكر خروج الحسين ـ عليه السلام ـ هو تغرير أهل الكوفة له، وأنه بكتب أهل الكوفة ظن أنه سينتصر وسيقيم الدولة الإسلامية، ولكن حينما خرج تفاجأ أن أهل الكوفة قد خانوه وخذلوه.

هذا السبب أيضاً غير صحيح، هذا السبب يتنافى مع الروايات الكثيرة والشواهد التاريخية الكثيرة التي دلت على أن الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ كان يعلم بمصيره، فحينما نصحه أخوه محمد بن الحنفية، وكذلك عبد الله بن جعفر، قال له: «لا تخرج إلى الكوفة فإنهم أهل غدر ونفاق أخرج إلى اليمن فإنهم أنصار أبيك».

فقال الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ : «لو كنت في جحر هامة أو دابة لاستخرجوني وقتلوني» وهذا يتنافى مع خطبته العصماء في مكة المكرمة حينما قال: «خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرعٌ أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأن مني أجربة سغبا».

إلى أن يقول: «لا محيص عن يوم خط بالقلم رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه فيوفينا أجور الصابرين».

إذا الإمام الحسين لم يخرج بسبب كتب أهل الكوفة هذه كان حجة حينما التقى عسكر الحر بن يزيد الرياحي، وأخرج له عدة خراجات فيها كتب أهل الكوفة، وقال: هذه كتبكم، فقال الحر بن يزيد الرياحي: لست ممن كاتبك.

هذا في مقام إلقاء الحجة في مقام الاحتجاج لا أن كتب أهل الكوفة هي التي أخرجت الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ ، بل حينما استشهد الإمام الحسن ـ عليه السلام ـ معاوية حكم عشرين سنة يعني بعد شهادة أمير المؤمنين حكم معاوية عشرين، سنة عشر سنوات في زمن الإمام الحسن، حينما استشهد امير المؤمنين ـ عليه السلام ـ وجاء البعض إلى الإمام الحسين لكي يقوم بعد أن صالح الإمام الحسن، الإمام الحسين نهاهم عن القيام ونهاهم عن الثورة، وقال: الأمر إلى أخي الحسن، وصبر عشر سنوات.

وبعد استشهاد الحسن ـ عليه السلام ـ حكم معاوية عشر سنوات، وبعد أن آلت الإمامة إلى الإمام الحسين صبر أيضاً عشر سنوات عشرين سنة إلى أن هلك معاوية وجاء ابنه يزيد بن معاوية، والفارق بين الاثنين أن معاوية كان يرعى الحرمة الظاهرية كان فاسقاً متهتكاً لكن لا يتجاهر بالفسق وشرب الخمر والفجور ومقارعة القردة والخنازير بينما يزيد بن معاوية كان يتجاهر حتى قال الشاعر:

لم أدري أين رجال المسلمين مضوا؟!

وكيف صار يزيد بينهم ملكا

الشارب الخمر من لؤم بعنصره

ومن خساسة طبعه يحصر الودكا

كم قد أصبح الدين منه يشتكي سقماً

وما إلى أحد غير الحسين شكى

وما رأينا عليلاً لا علاج له إلا بنفس مداويه إذا هلكا

إذاً السبب الثاني في خروج الحسين تغرير كتب أهل الكوفة، وأنه كان يظن أنه سيوفق لإقامة الدولة الإسلامية والانتصار هذا غير صحيح.

السبب الثالث والأخير أداء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح في الأمة وكان يعلم أنه سيستشهد هذا هو السبب الصحيح لخروج الحسين وهذا ما جاء في رسالته إلى محمد بن الحنفية: «إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن ردّ عليّ ذلك اصبر حتى يحكم الله لي وهو خير الحاكمين» وكان يعلم بمصيره.

في بعض كلماته «أما بعد فإنه من لحق بنا استشهد، ومن لم يلحق بنا لم يدرك الفتح».

وقد شكى حاله إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ من خذلان الأمة فغفت عينه على قبر رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ فرأى جده النبي محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ ، فقال له: «يا حسين أخرج إلى العراق فإن لك عند الله درجة لا تنالها إلا بالشهادة».

إذاً الإمام الحسين كان على بصيرة من دينه، حينما وصل إلى كربلاء مسح على أعين أصحابه فرأوا منازلهم في الجنة، كان يعلم باستشهاده ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ .

والدرس الذي نتعلمه من سيد الشهداء أداء التكليف مهما كانت النتائج، وهذه النظرية سار عليها حفيده وتلميذه الوفي أبو الفتوح السيد روح الله الموسوي الخميني، كان الإمام الخميني ـ رضوان الله عليه ـ يقول: «نحن مكلفون بالتكليف، يجب علينا أداء التكليف، وغير مكلفين بالنتيجة».

حينما قام ضد الشاه، قالوا له: أنتم الإسلاميون وعلماء الدين تقومون بالثورة ويجني ثمار الثورة غيركم من العلمانيين، أنتم المعممون والملالي وعلماء الدين تقومون بالثورة، ثم يأتي العسكريون والغربيون ويقطفون ثمار الثورة ويسرقون الثورة.

فما كان من الإمام الخميني إلا أن قال: تكليفي الشرعي الآن أن أسقط الشاة وليأتي مكانه يزيد بن معاوية حينئذ يتغير تكليفي يصير تكليف أن أواجه يزيد بن معاوية.

كان شديداً في ذات الله، قيل له: أنتم المعممون ليست لديكم خبرة في العمل الإسلامي، وإدارة الدولة، ليست لديكم خبرة في المجال السياسي وإدارة الدولة سياسياً واقتصادياً.

فقال الإمام الخميني: «والعسكريون الذين يقومون بانقلابات عسكرية، هل عندهم تجربة سياسية في الاقتصاد والسياسة؟! أنتم جربتم العسكر في دول عديدة، فلتجربوا علماء الدين في دولة واحدة، لا مانع أن تجربوا جربتم العسكريين جربوا أيضاً علماء الدين».

كان صاحب بصيرة فولاذية، سار على درب جده الحسين ـ عليه السلام ـ .

لذلك أيها الأفارقة أيها الاتحاد الافريقي إن أردتم النجاح عليكم بالسير على درب الحسين بن علي ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ السير على درب الحسين فيه نجاة دنيا وآخرة، أن تخرج لطلب الإصلاح، الإصلاح الاجتماعي، الإصلاح النفسي، الإصلاح الاقتصادي، الإصلاح السياسي، الإصلاح الديني أن تؤدي وظيفتك الشرعية.

أهم رسالة أرسلها لنا الحسين بن علي ـ عليه السلام ـ هي رسالة التكليف وأداء الوظيفة الشرعية مهما كانت الظروف وأدلهمت الخطوب هذه رسالة مهمة، وكل من يوفق لأداء الوظيفة الشرعية الله عزّ وجل يبارك له.

في الرواية «واعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقطع رزقاً ولا يقرب أجلاً» الإنسان لكونه حسي ويأنس بالحياة المادية يظن أنه رزقه ينقطع إذا أمر بالمعروف، يظن أن أجله ينفذ وينقطع إذا أمر بالمعروف، بالعكس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يزيد البركة وله آثار في الدنيا قبل الآخرة.

الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ لقيامه بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الله عزّ وجل أعطاه بركات وأعطاه آثار:

الأثر الأول جعل الأئمة من ذريته.

كم عدد الأئمة؟

اثنا عشر.

كم عدد المعصومين؟

أربعة عشر.

أولنا محمد، أوسطنا محمد، آخرنا محمد، صلوا على محمد، المعصومين الأربعة عشر أربعة اسمهم محمد، وأربعة اسمهم علي، واثنان اسمهم حسن، هذا المجموع عشرة، وأربعة متفرقين أسماؤهم موحدة، وهم: فاطمة الزهراء، والحسين بن علي، وموسى بن جعفر، وجعفر الصادق، أربعة أسماء متوحد غير مكررة: «فاطمة وحسين وجعفر وموسى» الباقي مكررة.

المحمدون الأربعة: «محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وآله ـ، ثم محمد بن علي الباقر، ثم محمد بن علي الرضا محمد الجواد، ثم محمد بن الحسن القائم المهدي» هؤلاء المحمدون الأربعة.

وعندنا علي أربعة:

أولهم علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ .

الثاني علي بن الحسين السجاد زين العابدين.

الثالث علي بن موسى الرضا ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ .

الرابع علي بن محمد الهادي.

أربعة: وأولهم الحسن وآخرهم الحسن، الحسن المجتبى بن الإمام علي بن أبي طالب، والحسن بن علي العسكري والد الإمام ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ .

هؤلاء المعصومون الأربعة عشر، كرامة للحسين جعلت الأئمة من ذريته، ولذلك هناك قاعدة: «لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين» الإمامة من صلب الإمام الحسين ليست من صلب الإمام الحسن، وإن كان الأئمة بعد ذلك جاؤوا من نسل الحسن والحسين لأنه الإمام الحسين أنجب الإمام علي السجاد الإمام علي بن الحسين زين العابدين تزوج من فاطمة بنت الإمام الحسن وأولد الإمام الباقر فالإمام الباقر هو أول علوي من علويين يعني الإمام الباقر يتصل بالإمام علي بن أبي طالب من جهة الأم ومن جهة الأب فكل الأئمة من الإمام الباقر إلى الإمام المهدي ـ عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ هم من نسل الحسن والحسين من صلب الحسين من جهة الأب ومن نسل الحسن من جهة الأم من جهة فاطمة بنت الإمام الحسن ـ عليه السلام ـ .

الله عزّ وجل أكرم الإمام الحسين بأن جعل الأئمة من ذريته.

بعد والشفاء في تربته إذا الإنسان مريض يأخذ قدر حمص من تراب قبر الحسين ـ عليه السلام ـ التراب الأصلي، لا يجوز أكل التراب في الفقه لا يجوز أكل التراب إلا لضرورة ومنها الاستشفاء بقبر الحسين ـ عليه السلام ـ .

أنا اعرف كثير من المرضى من الله عليهم بالشفاء لما تناولوا شيء بسيط من تربة الإمام الحسين الأصلية القريبة من القبر الشريف.

بعد الأثر الثالث استجابة الدعاء تحت قبته، تحت القبة إذا تزور الحائر الحسيني المكان الذي احتار المال حول قبر الحسين لأن المتوكل العباسي هدم قبر الحسين وأجرى عليه الماء فاحتار الماء حول قبر الحسين فسمي بالحائر الحسيني، وهذا المكان مضمون الدعاء ومضمون الاستجابة، تعرف يعني ماذا مضمون الاستجابة؟

الإمام علي بن محمد الهادي كان مريضاً في سامراء ارسل أحد أصحابه قال: اذهب إلى كربلاء وادعو لي بالشفاء تحت قبة جدي الحسين.

أنا هذا جربته قضايا معضلة قضايا معضلة يأست لم يجد لها حلاً قطعت تذكرة وذهبت إلى قبر الحسين ـ عليه السلام ـ رزقنا الله وإياكم الوصول، امسكت الضريح لاحظت القبة الشريفة بحيث أكون تحت القبة الشريفة، ودعوت عند منحر الحسين عند رأس الحسين ـ عليه السلام ـ فجاءتني الإجابة وأنا في مطار النجف قبل أن ارجع إلى مطار طهران وقم المقدسة.

بعد من الآثار شفاعة الحسين ـ عليه السلام ـ وعليكم بزيارة الحسين، ولو بعد كل صلاة، زيارة الحسين غير موقوفة على زيارة القبر الشريف، ما تستطيع توصل إلى القبر اصعد إلى أعلى السطح أو اتجه إلى كربلاء وقل: «صلى الله عليك يا أبا عبد الله، صلى الله عليك يا أبا عبد الله، صلى الله عليك يا أبا عبدالله» هذا يكفي.

أو قل: «السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، وأناخت برحلك واستشهدت بين يديك، عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين، ورحمة الله وبركاته».

آثار عجيبة غريبة لزيارة الحسين.

في الرواية «لا تدع زيارة الحسين فإنه يدخلك من الحسرة والندامة يوم القيامة ما يدخلك لما ترى من الحظوة التي يحظى بها زوار أبي عبد الله الحسين».

عظم الله اجورنا واجوركم جميعا بشهادة الحسين ـ عليه السلام ـ .

في الختام نختم بهذه الرواية وهذه النكتة الفقهية المعروف عند الفقهاء أن الأحكام الأولية تسقط بقاعدة: «لا ضرر»، مثلاً: الوضوء وجوب الوضوء، ولكن إذا خشيت الضرر بحيث أنه إذا أجريت الماء تتضرر يسقط وجوب الوضوء، وتنتقل إلى التيمم.

وهكذا الأحكام الأولية، مثل: الآن الصيام وجوب الصيام عند الضرر يسقط وجوب الصيام، فالمعروف أن الواجبات من صلاة وصوم وغير ذلك يسقط بحكمٍ ثانوي وهو حكومة قاعدة: «لا ضرر ولا ضرار على أدلة الأحكام الأولية».

ولكن ذهب السيد أبو القاسم الخوئي ـ رحمه الله ـ إلى أن خصوص زيارة الحسين وهي مستحبة لا تسقط عند الضرر، فمثلاً: إن أردت أن تزور الحسين وخفت من خشيت من ظالم، يقول السيد الخوئي: استحباب زيارة الحسين ما يسقط حتى مع وجود الضرر.

والسر في ذلك:

الروايات الكثيرة التي دلت على رجحان زيارة الحسين وأنها لا تسقط عند الخوف.

في الرواية «لا تدع زيارة الحسين لخوفٍ أما تحب أن تكون فيمن يرى الله سوادك وممن يدعو له فاطمة وعلي والحسن والحسين».

لذلك زيارة الحسين ـ عليه السلام ـ من المستحبات المؤكدة، رزقنا الله وإياكم زيارة الحسين وشفاعة الحسين.

ونذكر لكم هذه الخاطرة لأن الإنسان على نيته:

أيام الانتفاضة الشعبانية في العراق، خرج بعض الشيعة والمحبين فاعتقلهم صدام كامل وحسين كامل صهر الرئيس صدام حسين في منطقة بين النجف وكربلاء.

فقال حسين كامل: الذي مع الحسين يأتي لهنا والذي مع صدام حسين هنا، من منكم مع الحسين؟

فقال أحدهم: أنا مع الحسين.

قال: تعالوا إلى هنا ما إن تحرك اطلقوا الرصاص حتى استشهد مضرج بدمائه.

ثم التفت مرة ثانية حسين كامل: أنتم من منكم أيضاً مع الحسين يأتي إلى مكان هذا القتيل؟

فقال الرجل الثاني: أنا أيضاً مع الحسين أتتحرك وقبل أن يصل إلى الشهيد الأول اطلقوا عليه الرصاص وضرج بدمائه، واستشهد.

بعد ذلك خاف حسين كامل أنه كل الشيعة يقولون: نحن مع الحسين، أخذ في سبهم وأطلق سراحهم.

يقول أحدهم: نمت رأيت رؤيا رأيت الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ جاء على فرس، وقال: احملوا الشهيد الثاني على سرج فرسي سأدفنه معي في قبري، وأما الشهيد الأول فأدفنوه مع أنصاري.

قيل له: يا أبا عبد الله الشهيد الأول شهيد الفتح هو الذي فتح خط الشهادة لما لم تدفن الشهيد الأول معاك ودفنت الشهيد الثاني معك.

قال: الشهيد الأول حينما تحرك لم يكن قاطعاً بشهادته كان يحتمل يقتلونه ويستشهد ويحتمل يبقى على قيد الحياة، ولكن الثاني حينما تحرك كان على يقين من أنه سيقتل كالشهيد الأول فهذا لما قال: أنا مع الحسين من كل قلبه مئة في المئة كان متيقن بالشهادة في سبيل الحسين.

رزقنا الله وإياكم الشهادة بين يدي أبي عبد الله الحسين ومن سار على درب الحسين.

رزقنا الله وإياكم زيارة الحسين وشفاعة الحسين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.