بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

موجبات التوفيق في الدنيا والآخرة

جاء في الدعاء المنسوب إلى الإمام المهدي _{عجل الله تعالى فرجه الشريف} : «اللهم ارزقنا توفيق الطاعة، وبعد المعصية، وصدق النية» إلى آخر الدعاء الشريف.

نبارك لكم جميعاً ذكرى ولادة الرسول الأعظم _{صلى الله عليه وآله} وحفيده الإمام الصادق _{صلوات الله وسلامه عليهما} الكلام في «موجبات التوفيق».

هناك أمور توجب توفيق الإنسان في الدنيا والآخرة، بعض الأعمال لها أثر تكويني في الدنيا والآخرة، توجب التوفيق، نتطرق إلى بعض الأمور التي توجب التوفيق باختصار:

الأمر الأول برّ الوالدين، من يكون باراً بوالديه يوفق في الدنيا والآخرة.

يقول آية الله أستاذنا مصباح اليزدي: «لا نعرف أحداً كان باراً بوالديه ويحرص على صلة الرحم وساءت عاقبته»، يوجب حسن العاقبة. نعم، لو بر والديه فيما يسخط الله، تسوء عاقبته، كما ينقل المسعودي في مروج الذهب يقول: مرّ علي _{عليه السلام} بعد واقعة الجمال على قتلى الجمل، فرأى محمد بن طلحة، وقال: هذا ممن قتله برّ أبيه.

محمد بن طلحة التفت إلى أبيه: أمقاتل هذا الرجل إنه علي بن أبي طالب.

قال: نعم، فالتحق محمد بن طلحة بأبيه طلحة براً بأبيه فقتله بره بأبيه.

لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لكن من يكون باراً بأبيه وبأمه، وفي طول طاعة الله هذا تكون عاقبته حسنة ويوفق للمزيد من الطاعات والخيرات.

يقول الإمام القائد سماحة آية الله العظمى ولي أمر المسلمين السيد علي الخامنئي _{حفظه الله} : سر توفيقي في جميع الأمور ارجعه إلى بري بأبي، يقول: والدي كان يأنس بي، ذهبت إلى النجف للدراسة، بقيت سنتين فارسل لي لا طاقة لي على فراقك، ارجع.

يقول: رجعت إلى مشهد، بعد مدة جئت إلى قم للدراسة فمرض والدي بمرض في عينيه حتى عمي ولم يبصر، فجاء إلى طهران للعلاج، فارسل لي: يا ولدي! أنا أنس بك، أترك قم وتعال معي إلى طهران لتصحبني.

يقول السيد القائد الخامنئي: كان عندي صديق، قلت له: أنا دنياي قم وآخرتي قم، فكيف أترك دنياي وآخرتي وانتقل من قم إلى طهران، يقول: هذا الصديق قال لي كلام كأني للتو اسمعه.

قال: إن الله عزّ وجل القادر على جعل دنياك وآخرتك قم، أليس بقادر على نقل دنياك وآخرتك من قم إلى طهران؟!

يقول: فأطعت صديقي وذهبت إلى طهران، صحبت الوالد حتى تماثل للشفاء وابصر النور، فرجع إلى مشهد، وقال: يا ولدي ارجع مرة أخرى إلى قم للدراسة.

يقول: سرّ توفيقي في الحياة هو بري بوالدي.

برّ الوالدين من موجبات التوفيق.

الأمر الثاني من موجبات التوفيق صلة الرحم.

صلة الرحم تطيل العمر وتترتب عليها الكثير من الآثار من موجبات التوفيق صلة الرحم، لا يشغلك درسك أو عملك أو غربتك عن صلة رحمك، الإنسان الموفق هو الذي يوفق لبر الوالدين ولصلة الأرحام ولو بمجرد سلام ولو برسالة يتحقق إن شاء الله بر الوالدين وصلة الأرحام.

السبب الثالث من أسباب التوفيق قضاء حوائج المؤمنين.

أحد الإخوة والأحبة ارسل لي رسالة، قال: شيخنا أريد عملاً مختصراً يدخلني الجنة بسرعة، أسرع عمل يدخلني الجنة، فأجبته: «قضاء حوائج المؤمنين».

في الرواية «خصلتان ليس فوقهما من البر شيء: الإيمان بالله والنفع لعباد الله».

لذلك يقول أستاذنا سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الشيخ محمد فاضل اللنكراني _{رحمه الله} يقول: درست الإسلام خمسين سنة وصلت إلى هذه النتيجة، إذا أردت أن تدخل الجنة عليك أن تلتزم بالواجبات وتترك المحرمات وبعد الالتزام بالواجبات كلما رأيت شخص صاحب حاجة اقضي حاجته، وستدخل الجنة، هذا عمل مدخل للجنة.

وإذا قالوا لك يوم القيامة: من قال لك هذا قل الشيخ الفاضل اللنكراني هو الذي قال هذا الكلام يعني اضمن لك.

قضاء حوائج المؤمنين عجيبة غريبة التفت الإمام _{عليه السلام} إلى علي بن يقطين، قال: يا علي بن يقطين ـ وتعرفون علي بن يقطين كان رئيس وزراء هارون الرشيد ـ : يا علي يا بن يقطين اضمن لي واحدة اضمن لك ثلاث، اضمن لي أن لا ترد أحداً من شيعتنا، واضمن لك ثلاث: أن لا تعيش الفقر، الذي يقضي حوائج الناس ما يصير فقير الله يغنيه مثلما أغنى الناس الله يغنيه، وأن لا يظلك سقف سجن ما تنسجن، الثالث «وأن لا تذوق حرارة السيف» يعني لا تعدم لا تقتل هذا ضمان الإمام _{عليه السلام} لعلي بن يقطين اضمن لي واحدة اضمن لك ثلاث اضمن لي أن لا ترد أحداً من شيعتنا اضمن لك أن لا تعيش الفقر وأن لا يظلك سقف سجن وأن لا تذوقه حرارة السيف، إذا الأمر الثالث منه الأمور الموجبة للتوفيق قضاء حوائج الناس، السعيد الذي يوفق لقضاء حوائج الناس ليس كل واحد يوفق لقضاء حوائج الناس.

في رواية حلوة وأنتوا حلوين هذ أيضاً رواية حلوة: «إذا أراد الله بعبد خيراً صير حوائج الناس إليه» الرواية المعروفة «إذا أراد الله بعبد خيراً فقهه في الدين وألهمه اليقين» هذه مشهورة معروفة، توجد رواية أخرى «إذا الله بعبد خيراً صير حوائج الناس إليه» لا تقضى الحوائج إلا على يديه، يده تصير بريكة الله يبارك له في أنفاسه في أمواله في نظراته في روحاته في جياته.

السبب الرابع من موجبات التوفيق الذي هو رزق صدق النية، الإخلاص وصدق النية، الله يدفع عنك الكثير من البلاء ببركة صدق نيتك، الذي يمتلك سوء سريره، وخبث نية، يقع من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، ومن سل سيف البغي قتل به، هذا أمر تكويني هذه كلها رزق، في الدعاء، يقول:

«اللهم ارزقنا توفيق الطاعة» يعني أن توفق للطاعة في واحد يسهر طول الليل وما عنده شي ما يقدر يصلي صلاة الليل، الله لا يوفقه لطاعة، في واحد وهو خارج في مأمورية أو في شغلة يصلي صلاة الليل بإيماء وهو يقود السيارة أو وهو في السيارة الله موفقه يعطيه الرزق، التوفيق للطاعة رزق من الله، البعد عن المعصية رزق من الله، صدق النية والإخلاص أيضا رزق من الله، لذلك يصبح مُخلَصاً.

الأمر الخامس والأخير نقتصر عليه لأنه بعدد أهل الكساء الخمسة الأمر الخامس من موجبات التوفيق خدمة الحسين _{صلوات الله وسلامه عليه} الروايات كثيرة متكاثرة في فضل زيارة الحسين، هناك عدة عناوين:

العنوان الأول زيارة الحسين، لا تدع زيارة الحسين فإنه يدخلك من الحسرة والندامة يوم القيامة لما ترى من الحظوة التي يحظى بها زوار أبي عبد الله الحسين.

في رواية أخرى لا تدع زيارة الحسين لخوف أما تحب في أن يرى الله سوادك في من يدعو له رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين.

العنوان الثاني إقامة العزاء على سيد الشهداء.

العنوان الثالث الإنشاد في سيد الشهداء، من قال: «فينا بيتاً من الشعر بنى الله له بيتاً في الجنة».

خدمة الحسين من موجبات التوفيق، اعرف الكثيرين الله يرحمها السيد كاظم أبو جواد كان يخدم في الحسينية هذا من صغره إلى كبره ما يراجع المستشفيات هو كان يقول لي، يقول: أنا إذا مرض ولدي أو أنا إذا مرضت أضعه على منبر الحسين وأتوسل بسيدي الشهداء، عجيب عنده عقيدة من صغره من صغره في خدمة الحسين، في واحد آذاه الله انتقم منه، لذلك احذر احذر أن تؤذي خادم الحسين _{عليه السلام} .

مرة زرت أحد المراجع في النجف الأشرف، قالوا: هذا الشيخ جاء ـ ما يعرفني هو ـ هذا الشيخ جاء للتو من كربلاء، فوقف، قال: هذه إجلالاً لزائر الحسين، هذا فقيه يعرف الروايات ما لها دخل بالشخص فلان، هذا صدق عليه عنوان زائر الحسين، هذا إذا قال شعراً في الحسين، هذا إذا رادود هذا إذا خطيب، لا تمسخر الخطيب أو الرادود أو غيره، هؤلاء ليسوا معصومين هؤلاء ليسوا معصومين لكن هؤلاء لهم كرامة عند الله عزّ وجل لهم كرامة.

اختم بهذه الخاطرة والقصة وذكرتها في العام الماضي ولكن مؤثرة فيي، وينقلها سماحة آية الله السيد محمد جواد البروجردي _{حفظه الله} يقول: زرنا صاحب الميزان السيد محمد حسين الطباطبائي _{رحمه الله} يقول: جمع من العلماء، يقول: فدخل صاحب الميزان وهو يحمل صينية الشاي وكانت تتقلقل لأن يده ترتعد، يقول: فقمت وحملت هذه الآنية وقدمت الشاي.

التفت صاحب الميزان رأى من بيننا خطيباً، قال: قم وانعى الحسين _{عليه السلام} ، وهذه القصة أيضاً متلفزة ومصورة الفيديو موجود.

يقول: ارتقى المنبر ونعى علي الأكبر، لما وصل إلى مقتل علي الأكبر، يقول: اجهش صاحب الميزان بالبكاء، ثم قال: أعد ثلاث مرات، يقول: أعد، وصل إلى هذا المقطع أنه هذا الطائر أصبح مكسوراً بعد قتل فرخه، يصور الحسين بعد مقتل علي الأكبر، يقول: بعد أن قتل فرخه أصبح الطائر مكسور الجناحين أخذ، يردد هذه العبارة، ثم قال: لوددت أن صاحب هذا البيت يبدلني ثواب هذا البيت بثواب كتابة الميزان الذي كتبته في عشرين سنة.

يقول: بعد المجلس التفت إليه، قلت له: سيدنا أنت تعرف هذا الشاعر؟! هذا شاعر كان ينشد في الغزليات، وبعض الأمور التي فيها تهتك، أنت تعرف هذا الشاعر؟!

قال: نعم، هذا انظر في المكتبة هذا ديوان شعره، ولكن لا أظن الحسين _{عليه السلام} يتركه في ساعة المحشر، وقد نعى فلذة كبده.

هذا ثواب خدمة الحسين بشعرٍ، خدمة الحسين بنعيٍ.

جهودكم كلها مشكورة وبعين الله السعيد من وفق لخدمة الحسين، السعيد هذا من موجبات التوفيق في الدنيا والآخرة، أن توفق لخدمة سيد الشهداء _{صلوات الله وسلامه عليه} هنيئاً لكم، هنيئاً لكم، هنيئاً لكم، أي واحد أشوفه إذا وفق لخدمة الحسين صار خطيب، شاعر، يخدم في الحسينية، على قولة العراقيين: «خله يتشلب بيها» هذا توفيق عظيم، يوجب التوفيق في الدنيا والآخرة، الله يفتح عليك في الدنيا، ويحسن عاقبتك في الآخرة.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم إنه غفور رحيم وتواب حليم، والحمد لله ربّ العالمين، وصل اللهم على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين