-
البث المباشر
دروس الخارج لسماحة الشيخ عبدالله الدقاق حفظه الله
-
المحاضرات
20
نوفمبر | 202407 - التفكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين،
التفكر
سماحة الشيخ السؤال: ما هو المقصود من التفكر؟
تحية طيبة لك وللمشاهدين الأعزاء عظم الله أجورنا وأجوركم جميعا بشهادة الصديقة الكبرى السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، ونسأل الله أن يتغمدنا برحمته، وأن يرزقنا شفاعتها، وأن يجعلنا من محبيها ومواليها.
من أهم مفاتيح الفلاح مفتاح التفكر، فقد ورد في الرواية «التفكر حياة قلب البصير»، وجاء في رواية أخرى «تفكر ساعة خير من عبادة سنة»، وجاء في نص آخر «تفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة»، وجاء في نقل آخر «تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة»، وليس المراد بالساعة هي الساعة المتداولة اليوم ستين دقيقة، بل المراد لحظة التفكر تفكر ساعة أي لحظة التفكر، وليس المراد خصوص السنة أو الستين سنة أو السبعين سنة يعني هذه كناية عن العمر؛ لأنه تأمل وتفكر في ساعة، وفي لحظة واحدة قد تغير مسارك في العمر كله كما غيرت مسار الحر بن يزيد الرياح حينما وقف في جيش عمر بن سعد، وهو يرتعد، فقال له أحد أهل الكوفة: لو سألوني من أشجع أهل الكوفة لما عدوتك، فلماذا ترتعد؟ فقال: ويحك إني أخير نفسي بين الجنة والنار وهيهات أن أقدم النار على الجنة فالتحق بمعسكر الحسين.
ما هو معنى التفكر؟
هو عبارة عن التأمل والتدبر والنظر في الأشياء أي شيء يطرأ أمامك فانظر فيه تأمل فيه تدبر فيه انظر إلى عاقبته هذا يقال له تفكير، مأخوذ من الفكر، أي طلب الفكر والتمعن في الأشياء، إذن التفكر بمعنى التدبر.
وبعضهم عرف التفكر بأنه طلب علم غير بديهي من خلال مقدمات توصل إليه، وبعضهم عرف التفكر بأنه السير الباطني من المبادئ إلى المقاصد، لكن هذين التعريفين ليس دقيقين لأن ملاك الانتقال من المبادئ إلى المقاصد وملاك طلب العلم من مقدمات بديهية أو غير بديهية للوصول إلى علم بديهي هو عملية النظر، عملية إمعان الفكر عملية التأمل عملية التدبر عبارات ناشتة وحسنك وحده، وكل إلى ذاك الجمال يشير.
إذن يمكن التعبير عن التفكر بأنه التدبر التأمل التمعن النظر إلى آخر الكلمات التي تشير إلى إنعام الفكر.
هل يوجد فرق بين التفكر والتدبر أو الشيء نفسه؟
لا يوجد فرق التفكر والتدبر يقودان إلى نتيجة واحدة، التدبر والتفكر، التفكر يعني طلب الفكر والتدبر يعني طلب دبر الأشياء يعني عواقب الأشياء وما تؤول إليه.
التفكر والتدبر والتأمل والنظر من واد واحد، وقد حث الإسلام على عملية التفكر عملية التدبر لذلك جاء في الكثير من الآيات لعلهم يعقلون لعلهم يتفكرون أفلا يتدبرون فإذن الآيات الكريمة حثت على التدبر والتعقل والتفكر والنظر في الأشياء، وفي عواقب الأمور.
ولذلك ورد في الرواية «كانت أكثر عبادة أبي ذر التفكر»، وذكر في حياة الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عنه أنه كان في تحصيله اليوم واليوم 24 ساعة كان برنامج العلمي والتحصيلي 20 ساعة يعني أربع ساعات فقط للاستراحة الدنيا فقط أربع ساعات 20 ساعة كما يذكر الشيخ محمد رضا النعماني في كتابه الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار يقول كان الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر مشغولاً بالدرس والتحصيل العلمي 20 ساعة يومياً تدور بين التدريس والقراءة والتأليف والمناظرة، وكان أكثر أوقاته في التفكير في التفكير.
الآية القرآنية تارة يقول يتدبرون وتارة يقولون يتفكرون ما المقصود منها؟
هناك معادلة مفادها الرأي الصحيح عبارة عن معلومات صحيحة زائد تفكير إذن الرأي الصائب يتقوم بركنين أساسيين:
الركن الأول المعلومات الصحيحة.
الركن الثاني عملية التفكير الصحيحة.
فإذا كانت المعلومات صحيحة، لكن التفكير خاطئ ستكون النتيجة خاطئة، وإذا كانت المعلومات خاطئة، لكن التفكير صحيح ستكون النتيجة أيضا خاطئة؛ لأن المعلومات خاطئة، وإذا كانت أولا المعلومات خاطئة، وثانيا عملية التفكير خاطئة ستكون أيضا النتيجة خاطئة.
يقولون النتيجة تتبع أخس المقدمتين، النتيجة تتبع أضعف المقدمتين، فإذا المعلومات خاطئة ستكون النتيجة خاطئة، وإذا التفكير خاطئ ستكون النتيجة خاطئة.
نعم لو تم كلا الركنين أولاً المعلومات صحيحة، ثانيا التفكير صحيح، ستكون النتيجة صحيحة.
والقرآن الكريم يخاطب الناس، بين يديكم أمور واضحة السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار واختلاف المخلوقات، هذه معلومات واضحة لديكم، ينقصكم الركن الثاني وهو التدبر الصحيح، التفكير الصحيح، عملية التفكير الصحيحة.
والإنسان الناجح في الدنيا والآخرة هو الذي يركز على المعلومات الصحيحة أولاً، والتفكير الصحيح ثانياً، ومن هنا بعث الله الأنبياء والمرسلين والأمة الطاهرين عليهم أفضل صلوات المصلين، فقد جاءوا بالمعلومات الصحيحة، في العقيدة والشريعة والأخلاق، جاءوا فقال النبي: «قولوا لا إله إلا الله تفلحوا»، ثم علمهم المناسك، وقال: «خذوا عني مناسككم وصلوا كما رأيتموني أصلي».
تبقى عملية التفكر والتدبر كل مرتب الإنسان في فكره في تأملاته في نظره كلما ارتفع سقف إيمانه، والله -عز وجل- يثيب الإنسان على إيمانه، والإيمان على قدر معرفته، وكلما ازدادت معرفة الإنسان ازداد إخلاصه، والله -عز وجل- يثيب الإنسان على قدر إخلاصه.
إذاً تبين أن التفكير له دور أساسي في تحقيق المعرفة له دور أساسي في تحقيق الإخلاص لله تبارك وتعالى.
المدبر غير المتدبر، المدبر من التدبير، التدبير نصف المعيشة، يعني عنده إدارة لمعيشته، فإذا يقال هذا شخص مدبر، هذه المرأة ربة بيتاً مدبرة، يعني عندها قدرة إدارية على إدارة اقتصاد العائلة، فمدبر غير متدبر، متدبر يعني متأمل، يعني ينظر في دبر الأشياء، ينظر في عواقب الأشياء.
التدبير غير التدبر، التدبر هو التفكر، وأما التدبير هو عبارة عن الاقتصاد في المعيشة، ولذلك قيل التدبير نصف المعيشة، فلا نريد أن نخلط بين المفردتين بين مفردة التدبير وبين مفردة التدبر، قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) يتدبرون يعني يتفكرون ويتأملون في الآيات القرآنية.
التفكر المشروع والتفكر الغير المشروع.
هناك تفكر مشروع ومحبوب وهناك تفكر غير مشروع، التفكر غير المشروع له عدة أقسام وصور:
الصورة الأولى التفكر في ذات الله، جاء في الرواية «تفكرون في آثار الله ولا تتفكروا في كنه ذات الله».
والسر في ذلك:
أن الله غير محدود ولا متناهي، والإنسان متناه ومحدود، والذات المتناهية والمحدودة والفقيرة أنى لها أن تفهم وأن تدرك وأن تحيط بالذات الغنية اللامتناهية غير المحدودة، لذلك جاء في الرواية «تفكروا في آثار الله» لأن آثار الله هي المخلوقات، والمخلوقات محدودة، والمخلوقات ممكنة، والمخلوقات متناهية، فيمكن أن يحيط الإنسان المتناهي بالمخلوقات المتناهية كالسماوات والأرض والبحار والأنهار والكواكب، هذه مخلوقات ممكنة، متناهية، محدودة، فيمكن لعقل الإنسان المحدود والمتناهي والفقير أن يحيط بهذه الأشياء الفقيرة والمتناهية والمحدودة.
لكن أنى لعقل الإنسان المحدود والمتناهي أن يحيط بذات الله غير المتناهية وغير المحدودة، لذلك الأمر الأول مما نهينا عن التفكر فيه التفكر في كنه ذات الله، يعني طبيعة وحقيقة الذات الإلهية، لا يمكن الإحاطة بها بتمامها، لأن الإنسان محدود والله -عز وجل- غير محدود، وأنى للمحدود أن يحيط بغير المحدود.
لذلك جاء في دعاء عرفة لسيد الشهداء: «إلهي! أنا الجاهل في علمي، فكيف لا أكون جهولا في جهلي؟! إلهي أنا الفقير في غنائي، فكيف لا أكون فقيرا في فقري؟! إلهي! مني ما يليق بلوئمي، ومنك ما يليق بكرمك».
الصورة الثانية القسم الثاني التفكر في الأشياء غير الجيدة، كمن يتفكر في المعاصي، يفكر كيف يزني والعياذ بالله، كيف يغتصب، كيف يشرب الخمر، فالتفكر في المعاصي، هذا ماذا؟ هذا ممقوت، وهذا غير مطلوب.
إذن التفكر غير المشروع له صور، أبرزه صورتها:
الصورة الأولى التفكر في كنه ذات الله.
الصورة الثانية التفكر في المعاصي والآثام، يقعد يخطط ويرسم الخطط للسرقة، وللكذب وللقاتل وللخديعة والمكر.
فهذا التفكر من أجل الحيل والغبن والخديعة وارتكاب الآثام من أقسام التفكر غير المشروع.
وأما التفكر المشروع، فله صور:
الصورة الأولى التفكر في الخلق، قال تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)، يقولون هناك آيات النفسية وهناك آيات آفاقية، الآيات الأنفسية يعني العلامات الداخلية في النفس الإنسانية، الآيات الاتفاقية يعني العلامات الخارجية التي يراها في المخلوقات، وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد.
كما سئل ذلك الأعرابي وأيضا جاء في الرواية عن أمير المؤمنين -عليه السلام- مضمون هذا الحديث «البعرة تدل على البعير، وأثر الأقدام تدل على المسير، أفأرض ذات الفجاج، وسماء ذات أبراج، ألا يدلان على الصانع اللطيف الخبير؟!» هذا من خلال التأمل في الآفاق.
هذا في علم الكلام، وفي علم العقائد يسمونه «برهان النظم» إن النظم يكشف عن وجود منظم، برهان النظم عبارة عن عملية انتقال من المعلول إلى العلة، من المسبب إلى السبب، فيقولون: إن المعلول يكشف عن العلة، إن المسبب يكشف عن السبب، إن المنظم يكشف عن وجود منظم، برهان النظم هذا واضح وجلي لعوام الناس.
«وعطفت على قلوب الحواضن» يعني هذه العاطفة الجياشة الموجودة عند الأم وعند الحاضنة، هذا المعلول، والحنان والعطف، يدل على وجود علة أودعت هذا العطف في قلوب الأمهات الحواضن، هذه آيات أفقية.
وهناك آيات النفسية يعني في داخل النفس الإنسانية أيضا هناك علامات، لذلك من يتأمل في ذاته أولاً، وفي المخلوقات ثانياً هذا يصل إلى درجات عالية في الإيمان، قال تعالى: (سنريهم آياتنا) يعني العلامات التي تدل على الله، (في أنفسهم وفي الآفاق حتى يتبين لهم) يعني حتى يتضح لهم أنه الحق، يعني الآيات الأنفسية والآيات الآفاقية هذه معلولات ومسببات تكشف عن وجود سبب وهو الحق تبارك وتعالى.
والمعلول يدل على العلة، كما أن البعرة تدل على البعير، هذا القسم الأول التأمل في الخلق، التأمل في المخلوقات، التفكر في المخلوقات.
القسم الثاني التفكر في القرآن الكريم، قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفاله)، وجاء في آية أخرى (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجد فيه اختلافاً كثيراً) إذن القرآن أمر بالتدبر في آياته، فكلما يتدبر ويتفكر الإنسان في الآيات القرآنية تزداد معرفته، ويزداد إيمانه.
القسم الثالث التأمل في التاريخ.
يقولون التاريخ يعيد نفسه، والتاريخ له قوانين يسير عليها النظم الإنساني والاجتماع الإنساني، لذلك يقال: من لا يعرف التاريخ لا يعرف السياسة، لأن السياسة هي عبارة عن الإدارة العليا للبشر في بقعة جغرافية معينة، هؤلاء البشر على مرّ التاريخ مروا بسنن ومروا بقوانين، والتأمل في الاجتماع الإنساني والتأمل في التاريخ الإنساني يقود إلى قوانين، بعض الروايات أشارت إلى هذه القوانين، منها قوله -عليه السلام- «من سل سيف البغي قتل به» يعني أي واحد يخرج ويبغي على الناس، ويظلمهم يقتل به كما فعل صدام حسين، قتل الشعب العراقي الله قتله، شرد أبناء الشعب العراقي الله شرده وشرد أبناءه، أذل الشعب العراقي الله أذلة.
وأيضاً من هذه القوانين ما جاء في الرواية «من حفر حفرة لأخيه وقع فيها».
إذن القسم الثالث من التفكر المشروع التفكر في التاريخ.
إلى هنا أخذنا كم قسم؟ ثلاثة أقسام:
القسم الأول التفكر في الخالق والمخلوقات.
القسم الثاني التفكر في القرآن.
القسم الثالث التفكر في التاريخ.
القسم الرابع التفكر في حياة الصالحين، للتأسي بهم.
ماذا كانت دعوة أبي الأنبياء إبراهيم خليل الرحمن؟ قال: (ربي هب لي حكماً وألحقني بالصالحين)، الدعاء المشترك بين جميع الأنبياء أن يلحقوا بالصالحين، ماذا كان دعاء يوسف ـ عليه السلام ـ وقد كان عزيز مصر؟ قال: (توفني مسلماً وألحقني بالصالحين)، ماذا كان دعاء سليمان النبي وهو ملك الأرض؟ ماذا كان جوابه حينما سمع النملة؟ وتأمل نعمة الله عليه أن من عليه، وفهمه حديث النملة؟ قال: (فتبسم ضاحكا من قولها وقال ربي أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليها وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه) المهم العمل الصالح يكون موطن رضى الله عزّ وجل، (وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين).
إذا بحث اليوم مفتاح مهم من مفاتيح الفلاح، ويقود إلى الصلاح، ألا وهو مفتاح التفكر، لذلك ورد في الرواية «التفكر حياة قلب البصير»، وجاء في الرواية «إذا هممت بأمرٍ فتدبر عاقبته».
هذا التفكر يشير إلى قوة الشخصية، الإنسان ضعيف الشخصية هو الذي يتلفظ بأي شيء يخطر في ذهنه، ويعمل بأي شيء يكون في ذهنه، باصطلاحنا بالعامية نقول: الذي في رأسه يسويه، الذي في رأسه يسويه، هذا بالنسبة إلى العمل.
وبالنسبة إلى الألفاظ بعضهم يقول: هذا ما يحضر ماذا يريد أن يقول، الذي يجي في مخه والذي يجري على لسانه يرميه.
وبعضهم للأسف الشديد يقول لك: اسمح لي أنا صريح الذي في قلبي على لساني ولا أبالي، وكأنها مفخرة، وكأنه إنسان يجري على سجيته وهذا خطأ، الإنسان النبيه الإنسان المتزن الذي شخصية قوية يزن الأفكار، يزن الكلام.
وهنا أقول الناس الناس كلهم رهنوا أمرين يدخلان هما في جوفهما:
الأمر الأول أنت رهن ما تدخله في معدتك.
الأمر الثاني أنت رهن ما تدخله في عقلك وذهنك.
الأمر الأول أنت رهن ما تدخله في معدتك، هذا الطعام الذي تأكله قد يصيبك بداء السكري والسمنة والضغط والقولون العصبي والسرطان والعياذ بالله إلى آخر الأمراض يعني هذا الطعام قد يمرض البدن والجسد.
وأيضا هذا الطعام قد يمرض النفسية، يعني بعض الأطعمة تكون ثقيلة على النفس، وبعض الأطعمة تكون خفيفة على النفس، هذا بالنسبة إلى الطعام المادي.
ويوجد طعام معنوي، وهو الأفكار التي تدخلها في ذهنك، إذا تدخل في ذهنك أفكار سلبية ستكون سلبياً، تعاني الاكتئاب والضغط، وإذا أدخلت في ذهنك أفكار إيجابية،يكون عقلك إيجابي.
سؤال: ما هو أفضل وسيلة لانتقاء الطعام المادي المناسب والطعام المعنوي المناسب؟
الجواب: التفكر والتأمل في كلمات المتخصصين.
سؤال: حول مركزية الأرض؟
هذا البحث خارجاً عن موضوع بحثنا نحن اليوم نتكلم عن التفكر الذي هو آلية، هو جاء بمفرده تفكر فيها وهو محورية الأرض في خلق الله -عز وجل- وهذا يحتاج إلى حلقة أو حلقات طويلة، ولكن بشكل مختصر أول ما خلق الله نور نبينا، ثم اشتق من نور نبينا، نور علي صلى الله وسلامه عليه ثم نور فاطمة ثم بقية الأشباح الخمسة، وهذه عوالم العالم الأنوار أول عالم هو عالم الأنوار ثم يأتي عالم الذر، ثم يأتي عالم الأرواح ثم يأتي عالم الدنيا، ثم يأتي عالم البرزخ ثم يأتي عالم الآخرة هذه عوالم ست.
لا هذا عالم الدنيا، هي ست مراحل، أنا لا أريد أيضا أن أفصل وندخل في بحث آخر، يمكن مراجعة كتاب الإنسان في مراحله الست، للسيد جواد الشاهرودي يفصل، أول عالم هو عالم الأنوار، ثاني عالم الذر، ثالث عالم الأرحام، رابع عالم الدنيا، خامس عالم البرزخ وعالم القبر، سادس عالم الآخرة.
هذا البحث عن محورية الأرض يعني في عالم الدنيا أن المركزية هي إلى الأرض وهذا يحتاج إلى بحث طويل في هذا المجال يعني استحضار الآيات الكريمة والروايات الشريفة، هذا بحث الآن خارج عن هذا الموضوع، وموطن بحثنا أصلاً يعني، نحن كلامنا في مفاتيح الفلاح، ومن أهم مفاتيح فلاح الإنسان الأخلاقية مفردة التفكر والتأمل، وهذه المداخلة تتكلم عن مفردة التفكر وهي التفكر في خصوص الأرض، وأن هذه الأرض هي محور الكون، وهذا بحث طويل، بحث طويل.
هل توجد أرض غير هذه الأرض أو لا؟ ما المراد بالأرض؟ هل المراد بالأرض خصوصاً هذه الأرض التي هي إحدى الكواكب التسعة للمجموع الشمسية؟ كواكب التسعة التي هي «عطارد زهر لأرض ومريخ يشتري زحل وورانس وبلوتو وعطارد جاء في المؤخرة».
هذا الآن بحث آخر بحث طويل وعميق، يعني هل هناك طبعا الأرض تقع في المجموع الشمسية، وتوجد ملايين المجموعات الشمسية في مجرتنا وهي مجرة التبانة، وتوجد ملايين المجرات غير مجرة التبانة، الآن هذه الدعوة التي يطرحها الأخ الكريم يركز على خصوص الأرض التي هي الكوكب الثالث «عطارد زهر لأرض».
وهذا كوكب الأرض له قمر واحد، وفي المجموع الشمسية وله شمس واحدة، والحال أن هناك ملايين المجموعات الشمسية في مجرة التبانة ومجرة التبانة ضمن ملايين المجرات في العالم.
أنت الآن تريد أن تحصر الخلق كله بالأرض، في هذا الأرض، فما هو المراد بالأرض؟ هل المراد خصوصاً هذا الكوكب أو أرض أخرى؟ ولكن البحث طويل وعميق وخارج عن الموضوع.
السؤال: ما هي آثار التفكر في الدنيا والآخرة طبقاً لكلمات المعصومين؟
آثار التفكر:
أولاً قوة معرفة الله.
ثانياً: التمييز بين الحق والباطل والخير والشر.
ثالثاً توقي عواقب الأمور.
رابعاً ضمان السلوك المناسب والصحيح الموصل إلى جنات النعيم، ونعم هذا المفتاح
تعليق