• البث المباشر
  • البث المباشر

    دروس الخارج لسماحة الشيخ عبدالله الدقاق حفظه الله

المحاضرات

10 - المراقبة والمحاسبة

31

ديسمبر | 2024
195

10 - المراقبة والمحاسبة

محاضرات أسبوعية التي تبث كل أسبوع من قناة الولاية الفضائية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين،

(عنوان الحلقة): المراقبة والمحاسبة

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين، والسلام على أئمتنا أئمة الهدى، من مولانا الأول يعسوب الدين إلى مولانا ومقتدانا الحجة بن الحسن المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. ثم السلام عليكم مشاهدين الأكارم ورحمة الله تعالى وبركاته. أهلاً ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجكم الأسبوعي "مفاتيح الفلاح". يسعدني ويشرفني في هذه الحلقة أن أستضيف معي الباحث الإسلامي والأستاذ في الحوزة العلمية، سماحة الشيخ عبد الله الدقاق. سلام عليكم شيخنا، وأتمنى الله أوقاتكم.

عليكم السلام ورحمة الله. مساكم الله بالخير والنور والسعادة، الله يحفظكم ويسلمكم.

مشاهدينا الكرام، إن البحث الأخلاقي يعد من أهم الأبحاث القرآنية والحديثية، ويعتبر من أهم أهداف الأنبياء كذلك؛ إذ لولا الأخلاق لما فهم الناس الدين، ولما استقامت دنياهم. فلا يعتبر الإنسان إنساناً إلا بأخلاقه، وإلا فسوف يصبح حيواناً ضارياً كاثراً، يحطم ويكتسح كل شيء، وخصوصًا وهو يتمتع بالذكاء الخارق، فيثير الحروب الطاحنة لغرض الوصول إلى أهدافه المادية غير المشروعة. ولأجل أن يبيع سلاحه الفتاك، يزرع بذور الفرقة والنفاق، ويقتل الأبرياء.

نعم، يمكن أن يكون متمدناً في الظاهر، إلا أنه لا يقوم له شيء، ولا يميز الحلال من الحرام، ولا يفرق بين الظالم والمظلوم. ومن خلال القرآن الكريم نستطيع أن نرى أن كل فضيلة يتحلى بها الإنسان تؤدي إلى تعميق العلاقة بينه وبين ربه، وتقربه من الذات المقدسة أكثر فأكثر. وحياة المعصومين عليهم السلام كلها تبين هذه المسألة، فإنهم كانوا دائماً يدعون إلى الأخلاق والتحلي بالفضائل، وهم القدوة الحسنة في سلوك هذا الطريق. ويكفي شرفاً للرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن الله تعالى نعته في سورة القلم: "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ".

تحدث لنا سماحة الشيخ في الحلقة السابقة عن الأخلاق وعن الإخلاص والإنسان المخلص، وهذه الميزة التي يتميز بها الإنسان بأخلاقه الرفيعة. ومن هنا، موضوع حلقتنا اليوم هو المراقبة والمحاسبة. أتمنى أن تقضوا معنا أفضل وأنفع الأوقات. حياكم الله سماحة الشيخ، وأهلاً ومرحباً بكم مرة أخرى، إذاً نبدأ هذا الحديث.

سماحة الشيخ، في السؤال الأول الذي يقول: ما هو تعريف المراقبة وما هي علاقتها بالمنظومة الأخلاقية الإسلامية؟ الحديث لكم تفضل.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين. تحية طيبة لك ولبسمتك الحلوة وللمشاهدين الأعزاء.

بحثنا اليوم في المفتاح السادس من مفاتيح الفلاح، وهو المراقبة والمحاسبة. والمراد بالمراقبة هو ملاحظة النية والعمل لحفظهما أو المحاسبة عليهما.

مثلاً، الآن حينما أتكلم معك، لا بد أن ألاحظ نفسي: هل كلامي لله، أو لرضا نفسي، أو لرضاك، أو لرضى المشاهدين؟ إذن، لا بد من ملاحظة ومراقبة النية أولاً.

ثانياً، لا بد من ملاحظة ومراقبة العمل: هل هذا الكلام وهذه الكلمات قبل أن أخرجها في محلها أو في غير محلها؟ تجد الآن في العرف، يقولون: هذا فلان إذا تكلم يؤذيك، لأنه لا يحضر ماذا يريد أن يقول، يعني لا يراقب نفسه عندما يريد أن يتحدث.

إذن، الإنسان في جميع نواياه أولاً، وفي جميع أعماله ثانياً، يحتاج إلى ملاحظة مسبقة، يعني يلاحظ نفسه قبل أن ينوي، ويلاحظ نفسه قبل أن يعمل: هل هذه النية لله، أو لغيره؟ هل هذا العمل لله، أو لغيره؟ فلو واظب الإنسان على ملاحظة النية والعمل قبل أن ينوي وقبل أن يعمل، فحينئذٍ سيكون هذا الإنسان على الجادة وعلى الصراط المستقيم.

القيمة الأخلاقية للمراقبة تعني أن يضمن الإنسان أنه على الجادة الصحيحة، لأن من يريد أن يتحرك قبل أن يمشي، يسأل: هل هذا الطريق موصل إلى المنطقة التي أريدها أو لا؟ يبحث في جوجل، يبحث في البرامج في الجي بي إس: هل هذا الطريق موصل أم لا؟

فإذن البحث قبل سلوك الطريق يفيد في ضمان سلوك الطريق السليم، وأن يكون المشي على الجادة.

إذن، كيف نضمن أن أخلاقنا صحيحة؟ كيف نضمن أن هذه الأخلاق هي التي يريدها الله؟ بالمراقبة، إذن، لا بد من ملاحظة النية والعمل قبل النية وقبل العمل. فإذن، هذا إجراء وقائي، والوقاية خير من العلاج، يعني حتى لا تضل الطريق كما يقولون: السائر على غير هدى لا تزيده كثرة السير إلا ضلالة. فلكي يكون على هدى، لا بد من مرشد، لا بد من موضح للطريق، لا بد من شخص يميز الطريق الصحيح من غير الصحيح.

كذلك، قبل أن ننوي، وقبل أن نعمل، لا بد من الملاحظة، لا بد من الملاحظة والمراقبة لضمان سلامة النية وسلامة العمل.

إذن، بالمراقبة نضمن سلامة الأخلاق.

هذا بالنسبة للمراقبة، سيدنا الشيخ. ولكن العلاقة بالمنظومة الأخلاقية الإسلامية: كيف يستطيع الإنسان أن يربطها بإسلاميته وبدينه الصحيح؟ في هذا الموضع، المراقبة.

الإسلام الحنيف والدين الكريم، علمتنا مبدأ المراقبة، علمتنا مبدأ المحاسبة، بحيث عندنا في الروايات عن الإمام الكاظم عليه السلام: "ليس من نعم من لم يحاسب نفسه كل يوم". والآيات والروايات الشريفة تشير إلى رقابة الله، إلى رقابة النبي والأئمة، إلى رقابة الملكين: "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".

يعني مثل الآن، إذا كان الشخص في سجن أو في مكان وفيه كاميرات مراقبة، فإنه يتأنى في كلامه، ويتأنى في حركاته لأنه مرصود ومراقب. بخلاف ما إذا لم تكن هناك كاميرات مراقبة أو لم يستشعر المراقبة. يقول الإمام الخميني رضوان الله عليه: "العالم محضر الله، فلا تعصوا الله في محضره". يعني الله حاضر في كل مكان، فكيف تعصي الله أمام حضوره وهو موجود؟ يعني راقب الله في نيتك وعملك.

سبحان الله، هذا جميل. لكن صباحاً، يا جنابكم، ذكرتم المراقبة في القرآن الكريم، فإذا تحدثتم عن أنواع المراقبة الواردة في القرآن الكريم.

القرآن الكريم ذكر عدة أنواع للمراقبة. النوع الأول: رقابة الله عز وجل. الآيات الكريمة أشارت إلى أنه ما من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم، فأول رقابة وأول مراقبة هي مراقبة الله عز وجل.

ثاني مراقبة: رقابة النبي والأئمة عليهم السلام، يوم نأتي من كل أمة بشهيد، وجئنا بك على هؤلاء شهيداً. النبي يشهد علينا، والروايات دلت على أن أعمالنا ترفع إلى الأئمة في الأسبوع مرتين، وبعض الروايات تشير إلى أن أعمالنا ترفع إلى الإمام المهدي كل جمعة، وإنه لتسره حسناتنا، وتسوؤه سيئات أعمالنا، هذا الرقابة الثانية.

المراقبة الثالثة: النوع الثالث من المراقبة هو رقابة الملائكة "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"، منكر وناكير، ملكان على اليمين وعلى الشمال يكتبان هذه الأعمال.

إذن، رقابة الملائكة أيضاً موجودة.

النوع الرابع من أنواع الرقابة: رقابة الأرض التي نمشي عليها. يومئذٍ تحدث أخبارها، الأرض تشهد علينا وعلى أعمالنا وما نقوم به.

الرقابة الخامسة: جوارحنا، يوم القيامة تشهد علينا الجلود واللسان وغيرها.

والرقابة السادسة: رقابة الإنسان لنفسه ولأعماله.

أما الرقابة السابعة: فهي رقابة الإنسان لغيره. المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. هذه الولاية الإيمانية، يعني هناك ولاية إيمانية بين المؤمنين والمؤمنات.

هذه سبعة أنواع للمراقبة ذكرت في القرآن الكريم.

ولكن في علم الأخلاق وفي كتب الأخلاق، إذا ذكر مصطلح المراقبة والمحاسبة، فهم يقصدون مراقبة الإنسان لنفسه ومحاسبة الإنسان لنفسه، ولا يقصدون مراقبة الإنسان لغيره أو رقابة الله للإنسان أو الملائكة. نفس مصطلح المراقبة والمحاسبة على وزن مفاعلة يراد به مراقبة الإنسان لنفسه، أي لنوايا النفس وأعمال النفس الإنسانية.

 

سبحان الله، هذا في الدنيا وفي الحياة العملية، سماحة الشيخ. ولكن هناك موضوع المحاسبة، من المقصود الأعمق في موضوع المحاسبة؟ ما هي المحاسبة ومقصودها؟

المحاسبة هي ملاحظة النية والعمل بعد العمل.

سؤال: ما هو الفرق بين المراقبة والمحاسبة؟ فبماذا يشتركان وبماذا يفترقان؟

يشتركان في الملاحظة والمتابعة، ويفترقان في أن المراقبة هي الملاحظة قبل النية والعمل، والمحاسبة هي الملاحظة بعد النية وبعد العمل.

مثال ذلك، أنا الآن أتكلم معك، وأنت تتكلم معي، وأنا أتكلم، وقبل أن أتكلم لابد أن أكون شديد الاحتياط والملاحظة في نيتي: هل نيتي من كلامي لله، أو لغير الله؟ نظرتي لك، نظرتي للشاشة: هل هي لله، أو لحب الشهرة، أو حب الظهور، أو لإرضاءك، أو لإرضاء الآخرين؟ هذا قبل العمل، فإذن هذه المراقبة.

بعد العمل، عندما أخرج من الاستوديو وأذهب إلى البيت، قبل أن أنام أراجع نفسي، حينما قلت في الاستوديو، أنا أراقب نفسي وألاحظ نفسي: هل هذا لله، أو لرضاه؟ أنا حينما قلتها، هل قلتها واقعاً لله، أو قلتها لكي يفهم المشاهدون ويعتقد المشاهدون أن هذا رجل مروض نفسه ولإخلاصه لله قال هذا الكلام؟ ما أحد يعرف إلا رب العالمين، بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذير.

أي عذر أذكر أمامك، أمام السادة المشاهدين، لكن بينه وبين نفسي، هذا واضح.

فإذن هنا المهم في الموضوع وهو الإخلاص في النية لله عز وجل، حتى تتم أمر المحاسبة للنفس بشكل واضح وصريح، إن كان الشخص بينه وبين الناس أم بينه وبين ربه ونفسه.

إذن الفارق بين المراقبة والمحاسبة هو قبل العمل وبعد العمل. يشتركان في الملاحظة والالتفات، لكن هذا الالتفات قبل العمل هو مراقبة، وبعد العمل هو محاسبة.

سؤال: أيهما أهم وأفضل، المراقبة أو المحاسبة؟ جميل، أيهما أفضل؟

الجواب: المراقبة أفضل، لماذا؟ لأن الوقاية خير من العلاج. المراقبة إجراء وقائي، والمحاسبة إجراء علاجي. سبحان الله، والوقاية خير من العلاج كما يقولون: ترك الذنب ولا الاستغفار.

يعني هذا شخص الآن عاصب غضب، أراد أن يرمي كلمة فاحشة أو كلمة في غير موضعها، التفت إلى نفسه، أمسك أعصابه، ولم يتلفظ بتلك الكلمة الساقطة، هذا مراقبة. ثم بعد ذلك في الليل، يدرس نفسه: أنا حينما عصبت وغضبت، رميت كلاماً وسخاً وصاقطاً أم لا؟ فإذا اتضح أنه لم يتكلم بالكلام الفاحش، يشكر الله على هذه النعمة. وإذا تبين أنه تكلم بالكلام الفاحش، يستغفر الله ويستسمح ممن أساء إليه.

إذن، المراقبة إجراء وقائي يقي نفسه من النية غير الحسنة والسيئة، يقي نفسه من العمل السيئ. والمحاسبة هي عبارة عن إجراء علاجي، يعني بعد أن وقع الخطأ، كيف يعالج؟ أو إذا لم يقع الخطأ ووقع الفعل الصحيح، كيف يستمر عليه؟ هذا مهم.

إذن، المراقبة أهم من المحاسبة.

جميل، والاستمرارية في المراقبة أيضاً مهمة. سمعت شيئاً كما تفضلتم، يجب على الإنسان أن يراقب عمله، وإذا كان صحيحاً، يستمر على فعله كي يقي نفسه.

المحاسبة في الموضوع الثاني: هذا جميل، سماحة الشيخ. طيب، سماحة الشيخ، إذا ننتقل إلى أنواع المحاسبة أيضاً في القرآن الكريم وأحاديث أهل البيت عليهم السلام، هناك العديد من الآيات الكريمة التي نزلت على نبينا الأكرم في موضوع المحاسبة. وتحدث أئمتنا الأطهر صلوات الله وسلامه عليهم عن هذا الموضوع المهم، وهو الموضوع العلاجي كما تفضلتم، لموضوع المراقبة.

القرآن الكريم تطرق إلى عدة أنواع للمحاسبة، أهمها ثلاثة:

1. محاسبة الله للناس ومحاسبة الله للناس تتم في الدنيا وفي الآخرة. فإذا الإنسان لا قدر الله ارتكب معصية، أحياناً رب العالمين يبتليه ببعض الأمور، لكي يكفر عن ذنبه، لكي يقبله الله بتوبة خالصة، فيمحصه من الذنوب ويبرئه من العيوب. فهذا أول شيء المحاسبة هذا في الدنيا، وأحياناً في الآخرة يوم القيامة اسمه يوم الحساب الله عزّ وجل يضع الموازين القسط يوم القيامة.

2. محاسبة الإنسان لنفسه: أن يحاسب نفسه. ففي الرواية: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن تزن عليكم." وفي الرواية عن الإمام الكاظم عليه السلام: "ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم."

3. محاسبة الإنسان لغيره: فإذا هو مسؤول/ وظيفته المحاسبة الآن من أهم وظائف المدير، المحاسبة والمراقبة. المدير له عدة وظائف: الأمر والنهي، الثاني المراقبة والمحاسبة. يراقب الموظفين، وبعد ذلك يحاسبهم. فإذا كانوا قد أحسنوا، يكرمهم ويكافئهم، وإذا كانوا قد أخطأوا أو اشتبهوا أو أساءوا، يوجههم ويحاسبهم.

لكن في علم الأخلاق، إذا أطلق لفظ المحاسبة، فيقصد منه محاسبة الإنسان لنفسه. بل علماء الأخلاق ذكروا خمس خطوات، وبعضهم سبع خطوات، وبعضهم أكثر، والأكثر ذكروا ثلاث خطوات، الخطوات الثلاث أو الخمس كما يلي:

1. المشارطة: أول ما يصبح الإنسان من الصبح، يشترط على نفسه أن لا يعص الله ولو مرة واحدة في هذا اليوم. اترك بقية الأيام يعاهد الله. هذا يوم جديد أنعمت علي بنعمة الحياة. اشترط على نفسي أن لا أعص الله في هذا اليوم، أن أتي بالواجبات وأترك المحرمات. هذا أول شيء: المشارطة. ينبه نفسه من الصبح، أول ما يستيقظ يستغفر الله ويتوب إليه وينوي ويشترط على نفسه أن لا يعص الله.

2. المراقبة: يراقب نفسه في الدرس، في العمل، في السوق، في البيت، في أي كلمة أو سلوك يصدر منه أن لا يكون مخالفاً لله تبارك وتعالى.

3. المحاسبة: في الليل، لما يأتي وينام، يضع رأسه على المخدة. يعيد شريط ذكريات هذا اليوم. إذا استعرض ذكريات هذا اليوم، كله أعمال صالحة: تصدقت، صليت، أعنت، يسجد السجدتين شكراً لله. يصلي ركعتين شكراً لله. إذا تبين له في هذا المورد غيبة، في هذا الكلام نميمة، في هذا الكلام سخرية واستهزاء، هذه المعاملة ربوية، هذه المعاملة فيها شبهة، هنا يحاسب نفسه، إذا التفت عنده أخطأ.

4. المعاتبة: يعاتب نفسه: لماذا ذهبت إلى السوق؟ حينما ذهبت إلى السوق، نظرت النظر المحرم إلى الأجنبية؟ لو لم أذهب، لماذا قمت بالغيبة والاستهزاء؟ لأنني حضرت مجالس البطالين. أنا لو لم أحضر هذا المجلس الباطل العاطل، لم أغتبت ولم أستهزئ. يعاتب نفسه على ذهابه إلى مواطن السوق ومواطن الخطأ.

5. المعاقبة: يعاقب نفسه: ما دام اذهب إلى هذا المجلس، أقع في أعراض الناس وفي الغيبة، إذن أعاقب نفسي. ما أحضر هذا المجلس. إذا ذهبت إلى السوق الفلاني، أبتلى بالنظر إلى الأجنبية أو الكذب أو البخص في الميزان، أجد أنه أبتعد عن الذهاب إلى ذلك السوق، وهذه تعتبر معاقبة للنفس.

بعضهم ينذر نذراً معاقبة، كيف؟ نذر المعاقبة: يقول: "هكذا لله علي، لئن ارتكبت العمل الفلاني، لأتصدق للنبي بألف دولار"، يعني إذا اغتبت فلان، أتصدق ألف دولار. فإذا وقع في الغيبة واغتاب، يجب أن يتصدق بألف دولار. بعد ما يعودها مرة ثانية، اغتابة، راح يتجنبها. فهذا نذر تعزير وتأديب، حتى يؤدي بنفسه.

إذن، المعاقبة مهمة، يعني اتخاذ إجراء لكي لا يعود إلى الذنب مرة أخرى.

حياكم الله مشاهدين الأكارم، أهلاً ومرحبا بكم مرة أخرى. عدنا إليكم بعد فاصل قصير إلى برنامجكم "مفاتيح الفلاح". كما أود أن أذكركم أنه يمكنكم التواصل معنا عبر الأرقام الظاهرة أسفل الشاشة للإدلاء بمشاركاتكم العطرة، فأهلاً ومرحباً بكم.

موضوع حلقتنا لهذه الليلة هو المراقبة والمحاسبة. وتحدث لنا سماحة الشيخ في الفقرة الأولى من هذا البرنامج عن تعريف المراقبة وأنواع المراقبة وما المقصود من المحاسبة. ومن ثم، تطرق سماحة الشيخ إلى موضوع أنواع المحاسبة، وذكر لنا موضوع المشارطة الذي يكون صباحاً بين المرء ونفسه.

المراقبة تكون في كل مكان في هذه الدنيا، وفي الأيام، وفي الأعمال اليومية التي يقوم بها الشخص بحد ذاته. ومن ثم، ذكر لنا نوع المحاسبة، وهو يكون ليلاً عند انتهاء النهار، ليحاسب الإنسان نفسه عما اقترفه في يومه من أفعال جيدة أو من أفعال وأعمال سيئة. فإن كانت جيدة، فحمد الله وشكره، وإن كانت سيئة، فاستغفر الله وعاهده على عدم العودة إليها. ومن ثم تأتي المعاتبة وبعدها تأتي المعاقبة، ولها أهمية كبيرة.

وذكر لنا سماحة الشيخ بأن هناك نوعاً من الأمور أو شيئاً من الأمور يستعمله البعض لمعاقبة أنفسهم على عدم العودة إلى الأمر السيء، وهو مثلاً أن ينذر لله عز وجل مبلغا أو شيئاً يكون صعباً عليه أن يكرره مرة تل والأخرى. فإذا عاد إلى هذا الموضوع، عاقب نفسه وأوفى بنذره الثقيل عليه كي لا يعود إلى هذا الأمر مرة أخرى بعد هذه المرة.

حياكم الله سماحة الشيخ، نعود لخدمتكم إن شاء الله. والسؤال يقول: اذكروا لنا شواهد ونماذج على المراقبة والمحاسبة من أحاديث المعصومين عليهم السلام. ولكن اسمحوا لنا، سماحة الشيخ، قبل الذهاب إلى الإجابة على هذا السؤال، نأخذ اتصالاً من الأخ محمود من العراق.

ألو، سلام عليكم أخي العزيز، حياكم الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومساكم الله بالنور. نكون الله من كل المكبوح. الله يحفظكم. تحياتي إليك أيها المقدم العزيز وإلى الشيخ البارز الجليل. ونشكر الشيخ على هذه النصائح الوضوح، حقيقة مؤثرة. أحب أن أذكر بقول أمير المؤمنين سلام الله عليه: إنما هي نفسي وأروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الفزع الأكبر. جزاكم الله خيرًا على هذه النصائح المفيدة، وعلى هذه البرامج التي هي بالحقيقة تصف في صميم الأخلاق والتهذيب للإنسان. نعم، ولا أريد أن أطيل عليكم، حتى أفتح المجال للآخرين. لحياتي لكم من الأعماق، وأنا من المتابعين لكم ولهذه القناة المباركة. الله يحفظكم.

الله يحفظكم، وعزكم الله. جزاكم الله خيرًا، الجزائر العزيز محمود، على هذه المشاركة، وشكرًا جزيلًا لكم على هذه المداخلة الطيبة. وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى إن شاء الله.

سماحة الشيخ، نعود لخدمتكم في هذا الموضوع، والسؤال الذي طرحته عليكم قبل اتصال الأخ محمود عن الشواهد والنماذج على المراقبة والمحاسبة من أحاديث المعصومين سلام الله عليهم.

في يوم قائظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت ظل شجرة. نعم، بينما النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستظل بظل شجرة، رأى أحد الأنصار قد جاء ونزع ثيابه وملابسه، وأخذ يكوي ظهره وبطنه وجبهته بحر الرمضاء، فمرغ ظهره وبطنه وجبهته بالتراب الحار في ذلك اليوم القائظ.

ويخاطب نفسه قائلاً: "ذوقي أيها النفس، ذوقي في الدنيا قبل الآخرة." ثم بعد ذلك لبس ثيابه ومشى، فأقبل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فسأله النبي: "ماذا صنعت؟ ولم أرى من يصنع كما صنعت؟" فقال هذا الأعرابي: "ذكرت ذنوبي، وأحببت أن أذكر نفسي بعذاب الله وبنيران الله."

فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله ليباهي بك الملائكة." يا الله، لأنه وفق للمراقبة، وفق للمحاسبة، حاسب نفسه قبل أن يفد على الله تبارك وتعالى. إذاً، هذا مطلوب، أن يذكر الإنسان نفسه بعذاب الله عز وجل.

بعض المؤمنين يحضرون الكفن، طبعاً يستحب تحضير الكفن ويستحب إهداء الكفن. الآن إذا تهدي أحداً كفن، يقول: "فالله ولا فالك". فأولاً، أنت بالموت. هذا مجتمعنا. ولكن يطيل العام. بعض الصالحين في اجتماعاته، في مجالسه، الكفن موجود. يا الله، اذكر نفسك، دائماً، أينما تذهب، فالموت معك. إنه الظل الذي لن يدعك. أولياء الله ماتوا، وكذا أعداؤه. أفهل يكتب رب الخلد لك؟ لو ملكت الدر والحرير. نعم، وكان الكون لك بيتك الدائم، قبر ليس في ذلك شك. إنما الأمراض والأحداث للموت الشبك.

يا الله، فلذلك الإنسان ينبغي أن يعدّ عدة، وأن يراقب نفسه، وأن يحاسب نفسه قبل أن يرد على الله تبارك وتعالى.

ولكن الإنسان قد يقع في القنوط، أو الإعراض عن طيبات الله في الدنيا، وهذا ليس بالصحيح.

جاء العلاء بن زياد إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. فقال له: "أدرك أخي عاصم". قال: "وما صنع؟" قال: "لبس العباءة وترك أهله وعياله". فذهب إليه أمير المؤمنين عليه السلام. وقال له: "يا عدي نفسه، لمَ تركت الأهل والعيال؟ ولبست هذا اللباس؟"

فقال: "يا أمير المؤمنين، أنا تركت هذه الأشياء، وأنا أراك في ملبسك هذا".

قال: "لا تقس نفسك بي، إن الله فرض على أئمة العادلين أن يسووا أنفسهم بضعفة الناس، حتى هذا الفقير ما يتأثر لما يرى ولي الأمر هو في هذه الملابس ويواسيه في ملبسه ومأكله."

وأما أنت يا عاصم، قل: "من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق؟" الله عز وجل خلق هذه الطيبات لكي يتمتع بها الكافر ويحرم منها المؤمن. هذا غير صحيح.

لذلك الله عز وجل خلق لنا هذه الطيبات. قل: "من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق". الممنوع هو الانشغال بهذه الطيبات عن الله، والمطلوب هو الوصول من هذه الطيبات إلى الله تبارك وتعالى.

ولنا في سيرة الأئمة وفي سيرة العلماء والصالحين الذين ساروا، وعلى رأسهم مراجع الدين وعلماء المسلمين، صاحب الميزان رضوان الله عليه، سيد محمد حسين الطباطبائي. هناك فيديو، مصور له، وهو يرتعش يده ترتعش وشفتاه ترتعشان في أواخر أيام عمره. الله الله.

سؤال، سيدنا، نريد نصيحة، هي خلاصة عمرك. وأهم نصيحة لك للمؤمنين. نعم، قال: "مراقبت، مراقبت". يعني المراقبة، المراقبة. يا الله.

وهذه سيرة علمائنا، ينقلون أن السيد البروجردي رضوان الله عليه، أستاذ السيد الإمام الخميني والسيد والمراجع وباني المسجد الأعظم بقم.

السيد البروجردي، رحمه الله، في يوم من الأيام جاء إلى مجلس الدرس، وفي طريقه إلى مجلس الدرس، قبل أن يلقي الدرس، أحد الطلبة طلب منه مساعدة. نعم، فقال له: "إن شاء الله، أدرس الموضوع وأخبركم".

لما صعد المنبر للدرس، هذا الطالب أشكل بإشكال، إشكال علمي. السيد البروجردي، رحمه الله، كان ثقيل السمع في أواخر عمره. والله تعالى، فلم يسمع كلام السائل، وظن أنه كرر طلب المساعدة. نعم، فقال له: "قلت لك قبل الدرس، أنا سأدرس الموضوع وأرد عليك".

ففهم الطلبة أن هذا الطالب طلب مساعدة.

بعد انتهاء الدرس، قال بعض مرافق السيد البروجردي له: "سيدنا، هذا الطالب تكلم، لم يكرر طلب المساعدة، وإنما طرح سؤالاً علمياً" هنا تأذى السيد البروجردي، فقال: "من كسر مؤمنًا، فعليه جبره."

فالسيد البروجردي قال لهم: "خذوني إلى بيت هذا الطالب." يا الله. السيد البروجردي كان المرجع الأعلى للطائفة، رضوان الله تعالى. وكان لديه حوزات في قم والنجف الأشرف. وكان كبير السن، أخذوه حاملين على اليمين واليسار، بشيخوخته وعصاه. طرقوا الباب. خرج هذا الطالب، تفاجأ أن الذي أمامه هو السيد البروجردي. عفواً، سيدنا. تزاحمتهم. قال: "أنا جئت أعتذر".

قال سيدنا: "ممن أعتذر؟" قال: "أنا أعتذر، أنا أسأت إليك، أنا لم أسمع"، وتوهمت أنك كرر طلب المساعدة، فأنا أطلب السماح والأذر منك. هذه أخلاق العلماء، رضوان الله عليهم. هذه أخلاق المراجع.

لذلك، يا أخي، أنت في البيت، يوم من الأيام تخرج منك كلمة إلى زوجتك، أو إلى ابنك، أو الزوجة تخرج منها كلمة غير لائقة إلى زوجها أو ابنها، أو الابن قد يسيء إلى والده، لا منع من الاعتذار، هذا مرجع الطائفة، والله تعالى. هكذا أدبنا أهل البيت.

علي بن يقطين كان رئيس وزراء هارون الرشيد. نعم، يعني رئيس وزراء الدولة العباسية، في يوم من الأيام جاء إلى الإمام الكاظم عليه السلام، فأعرض عنه. فقال له: "سيدي ومولاي، لما تعرض عنه؟" فقال له: "يأتيك فلان من موالينا، فتعرض عنه، وأنا أعرض عنه." يا الله. فقال له: "أنا أريد أن أعتذر إليه، ولكن هو في المدائن، وأنا في بغداد بعيد عني". فقال له الإمام الكاظم عليه السلام: "أنا من خلال طي الارض أوصلك إليه".

لحظات، وإذا علي بن يقطين، رئيس الوزراء، أمام بيت هذا الموالي، ولعله في المدائن، طرق الباب، خرج هذا الموالي، تفاجأ أن علي بن يقطين موجود. تفضل، قال: "لا، أنا عندي طلب واحد"، قال: "وما هو؟" قال: "أريد أن أضع خدي على التراب وتضع رجلك على خدي، أريد أن أربي نفسي وأروض نفسي أن لا أعامل شيعة أمير المؤمنين بهذه المعاملة"، هكذا أدبنا أهل البيت عليهم السلام.

لذلك الإمام عليه السلام يلتفت إلى علي بن يقطين، قال له: "يا علي بن يقطين، أضمنني واحدة، أضمن لك ثلاثة. أضمنني أن لا ترد أحدًا من شيعتنا، أضمن لك ثلاثة: الأولى، أن لا تذوق الفقر أبداً. الثانية، أن لا يضلك سقف سجنه. الثالثة، أن لا تذوق حرارة السيف".

وهذه أمور، عادةً، الذي يعمل الخير هو أولاً سيكون بخير، الله عز وجل يغنيه، ثانياً لا يسجن، ثالثاً لا يذوق حرارة السيف، يعني لا يعدم ولا يقتل، هذه الأمور ضمنها الإمام لخصوص علي بن يقطين، وكان مأوى للشيعة، وملاذاً للمؤمنين.

لذلك، ما أحوجنا إلى المراقبة، مراقبة أقوالنا وتصرفاتنا! كثير من الأمور التي تحصل نتيجة عدم المراقبة. الآن منشأ الكثير من الأحقاد والعدوات هو عدم مراقبة النفس والسلوك، أحياناً الإنسان قد يكون غير مقصود، غير قاصد.

مثال ذلك: نعم، ربما شخص يتكلم، أنت تتكلم الآن، وأنا أبتسم، فتفهم من ابتسامتي أنني أسخر منك. أنا ربما غير قاصد. ربما أنا بطبيعتي مبتسم. هذا الذي دائماً طبيعته يبتسم. فليتأمل حينما يختلط بالناس، لا يفهم أن هذه البسمة، أو هذا الضحك، استهزاء به.

وهكذا الذي طبيعته مقطبة، كأنما هموم الدنيا كلها على رأسه، فهذا حينما يختلط بالآخرين، ينبغي أن يلاحظ نفسه، ويلاحظ تصرفاته بحيث لا يساء فهمه، هذا مطلوب.

النبي يوماً من الأيام كان واقفاً مع عمته صفية، فمرَّ أحد المسلمين، فقال النبي: "إنها عمتي"، رحم الله من جبَّ الغيبة عن نفسه حتى لا يتهم.

لذلك نحن ما أحوجنا إلى مراقبة الله ومراقبة أنفسنا في النية والعمل والتصرفات. الذي يوفق لمراقبة نفسه، هذا قد يصل إلى درجة العصمة العملية.

هناك عصمة إلهية، نعم، يعني الله عز وجل عصمهم، كأئمة أهل البيت، صلوات الله وسلامه عليهم.

هناك عصمة عملية، يعني في مقام العمل لم يرتكب ذنباً. مثل المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد أحمد الخونساري، صاحب كتاب "جامع المدارك"، المتوفى في حرم السيدة المعصومة بجوار قبر السيد محمد حسين الطباطبائي، صاحب الميزان. نعم، قبره لصيق إليه. هذا عمره مئة وخمس سنوات. يقال إنه وصل إلى درجة العصمة العملية.

لذلك بعضهم سأل الإمام الخميني عن عدالته. نعم، فقال الإمام الخميني: "تسألوني عن عدالته؟ اسألوني عن عصمته"، يعني في مقام العمل لم يرتكب ذنباً، وهذا مهم جداً.

ويحدثنا التاريخ أن والدة الشريف الرضي والمرتضى خلفت قلادة ذهبية لهما. وقالت: "هذه القلادة يأخذها من لم يرتكب ذنبًا".

فقال الشريف الرضي، صاحب نهج البلاغة، جامع خطب أمير المؤمنين في كتاب نهج البلاغة: "أنا لم ارتكب ذنباً في حياتي." وقال الشريف المرتضى: "أنا لم أهم بذنب في حياتي." فأخذ القلادة.

واقعا سير علمائنا، هناك جامع في النجف الأشرف، في سوق الحويش، يسمونه جامع الهندي، معروف. عند جامع الترك، جامع الشيخ الأنصاري، لماذا سمي جامع الهندي بجامع الهندي؟ نسبة إلى الفاضل الهندي، والفاضل الهندي هو من أصفهان، صاحب كتاب "كشف اللثام".

هذا المحقق الأصفهاني ذهب إلى الهند في يوم من الأيام، فلما رجع لقب بالهندي. هذا الجامع في النجف الأشرف بناه أحد المحسنين وأهل الخير، وقال اشترط في إمام جماعته أنه لم يصلي صلاة قضاء قط في حياته، ولا مرة واحدة صلى صلاة قضاء. فقال الفاضل الهندي: "أنا لم أصلي صلاة قضاء قط في حياتي"، فصلى في الجامع فسمي الجامع باسمه "جامع الهندي" رضوان الله تعالى عليهم.

أحسنتم سماحة الشيخ، مع الأسف الوقت تداركنا، وصراحة كلامكم وحديثكم اللطيف والجميل لا يمل منه والله يعلم. جزاكم الله عنا كل خير، رب يحفظكم إن شاء الله. يسلمكم ويكون في خدمتكم في حلقات مقبلة بإذن الله تعالى.