• البث المباشر
  • البث المباشر

    دروس الخارج لسماحة الشيخ عبدالله الدقاق حفظه الله

المحاضرات

12 - العبادة

19

يناير | 2025
12

12 - العبادة

محاضرات أسبوعية التي تبث كل أسبوع من قناة الولاية الفضائية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين،

 (العبادة)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وأهل بيته الطيبين الطاهرين.

والسلام على أئمتنا، أئمة الهدى، من مولانا الأول يعسوب الدين، إلى مولانا ومقتدانا، الحجة بن الحسن المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف.

ثم السلام عليكم مشاهدين الأكارم ورحمة الله تعالى وبركاته، أسعد الله أوقاتكم بكل خير، أهلاً ومرحبًا بكم في حلقة جديدة من برنامجكم "مفاتيح الفلاح".

يسعدني ويشرفني في هذه الحلقة أن أستضيف معي ضيفي الدائم لهذا البرنامج، الباحث الإسلامي والأستاذ في الحوزة العلمية، سماحة الشيخ عبدالله الدقّا حفظه الله ورعاه.

سلام عليكم شيخنا، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.

عليكم السلام ورحمة الله، الله يبارك فيكم، مساكم الله بالخير والسرور.

مشاهدينا الأكارم، تحدثنا في الحلقة الماضية عن الخوف والرجاء، واليوم وصلنا في هذه الحلقة إلى موضوع العبادة، وسنتعرف مع سماحة الشيخ على العبادة وتعريفها وأنواعها وعناصرها.

أتمنى أن تقضوا معنا أفضل وأنفع الأوقات بإذن الله تعالى.

حياكم الله، سماحة الشيخ، ربي يحفظكم إن شاء الله، بما أن موضوع حلقتنا اليوم هو العبادة، هل تتكرمون علينا بتعريف العبادة وأنواعها؟ لو سمحتم، أخبرونا.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وصل الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

تحية طيبة لك وللإخوة المشاهدين في هذه الليلة، ليلة الجمعة من شهر رجب الأصب الذي تصب فيه الرحمة، ونسأل الله لكم علو الدرجات في الدنيا والآخرة ونيل الفيوضات.

العبادة هي الخضوع للغير على وجه التأليه مع قصد التقرب إليه، إذًا أخذ في تعريف العبادة ثلاثة أمور: الأمر الأول الخضوع، الأمر الثاني التأليه، الأمر الثالث قصد التقرب إلى المعبود، الإله.

أول أمر الخضوع، العبادة فيها خضوع، فيها ذل، فيها خشوع، هذا الخضوع قد يكون في العبادة وقد يكون في غير العبادة، فمثلاً: خضوع الابن لوالده واحترامه لأمه وأبيه يقال له خضوع، ولا يقال له عبادة، لأنه حينما يقبل يد أمه أو أبيه لا يعبدهما، فإذا العبادة ليست هي مطلقة الخضوع، العبادة هي الخضوع بنحو التأليه.

ومن هنا يعلم أن ما يشكل به الوهابية على الشيعة الإيمانية، ويقول للشّيعة أنتم تعبدون القبور، هذا غير صحيح، لأن الشيعي يخضع أمام ضريح الحسين عليه السلام، ويخضع أمام ضريح أمير المؤمنين، لكنه لا يخضع بنحو التأليه، حينما يخضع أمام الضريح، يتوسل بصاحب الضريح إلى الله، فهو يرى أن الإله هو الله، ولا يرى أن الإله هو الضريح.

إذاً، أول عنصر في العبادة هو الخضوع.

ثاني عنصر في العبادة هو التأليه، يعني الخضوع لخصوص الإله.

ثالث عنصر هو قصد التقرب إليه.

أحيانًا يخضع العبد للإله، لكن من دون قصد التقرب إليه، يعتقد أنه عبد، ويعتقد أن الله هو الرب، لكن يصلي لا لرضا الرب، بل يصلي لرضا الحاكم، يصلي بقصد التقرب إلى زعيم القبيلة أو مختار القرية.

فإذاً، ثلاثة أمور تقوم بها العبادة: أول شيء خضوع، ثاني شيء التأليه، ثالث شيء قصد التقرب إلى الله.

ومن هنا يتضح أن من يعبد الأصنام هو في حالة عبادة، لأنه أولًا يخضع أمام الأصنام، ثانيًا يرى أن الأصنام آلهة، آلهة الخير، آلهة الرزق، آلهة المطر. وثالث شيء يتقرب إلى تلك الأصنام. وفَرْقٌ بين الخضوع للأصنام وبين الخضوع للقبور وزيارة القبور وزيارة المشاهد المشرفة. إذ إنه في زيارة المشاهد المشرفة أولًا يوجد خضوع، لكن ثانيًا لا يوجد تأليه. لا يوجد فيها. وثالثًا لا يوجد قصد القرب إلى صاحب القبر، بل قصد التقرب إلى الله تبارك وتعالى، وجعله وسيلة.

إذاً، إذا أردنا أن نعرف مطلق العبادة، تشمل عبادة الله وعبادة غير الله، نقول العبادة هي أولًا الخضوع للغير، ثانيًا على نحو التأليه، ثالثًا مع قصد التقرب إلى هذا مطلق العبادة، عبادة الله وغير الله.

لكن إذا أردنا أن نعرف خصوص عبادة الله الواحد الأحد، نقول هي خضوع غير المستقل في نفسه للإله المستقل في نفسه مع قصد التقرب إليه، خضوع غير المستقل هو الإنسان، الإنسان ممكن غير مستقل في وجوده، يحتاج إلى الله في استمرار وجوده، يحتاج إلى الله في رزقه، يحتاج إلى الله في صحته، إذاً هذا الإنسان الممكن غير مستقل في وجوده، فالعبد غير مستقل في وجوده، لكن المعبود وهو الله الواحد الأحد مستقل في وجوده، قائم بنفسه، وليس قائمًا بغيره، فنعرّف العبادة هكذا: نقول هي خضوع غير المستقل في نفسه للإله المستقل في نفسه بقصد التقرب إلى الإله، هذا تعريف العبادة.

وأما أنواع العبادة فهي نوعان:

النوع الأول كيفيات خاصة مخصوصة، يعني مراسم خاصة، مثل ماذا؟ الصلاة. الصلاة مؤلفة من أجزاء وشرائط، الأجزاء: تكبيرة الإحرام، قراءة سورة الحمد، الركوع، السجود، القيام، الذكر، التسبيح، هذه كلها أجزاء للصلاة.

وهناك شرائط للصلاة، مثل استقبال القبلة، الوضوء، الطهارة البدن، طهارة لباس المصلي، فالكيفية الخاصة الجامعة للأجزاء والشرائط والتي يشترط فيها قصد القربة، يقال لها عبادة، مثل الصلاة، مثل الصوم، مثل الحج، مثل الخمس، مثل الزكاة، هذه كيفيات خاصة اخترعها الشارع المقدس، يقال لها عبادات.

لذلك تسأل: ما الفرق بين الصلاة اليومية وما الفرق بين صلاة جعفر الطيار وما الفرق بين صلاة الليل؟ وسائر الصلوات والأذكار، هذه عبارة عن عبادات مخترعة، اخترعها وابتكرها الشارع المقدس، هذا هو النوع الأول.

 

 

النوع الثاني: عبادات غير مخترعة، ويراد بها أي عمل خير وصالح يقصد فيه التقرب إلى الله عز وجل. فقد تتحول المباحات إلى عبادات. مثلاً: أكل الطعام مباح، النوم مباح، يعني لا واجب ولا محرم، لا مستحب ولا مكروه، المباح ما تساوى فيه الطرفان والكفتان.

وبإمكان الإنسان المؤمن أن يُحوّل المباحات إلى مستحبات وإلى عبادات. مثلاً، يأكل بقصد التقي على طاعة الله، يشرب بقصد التقي على طاعة الله، ينام من أجل أن يتقوى على صلاة الليل وعلى خدمة المؤمنين وقضاء حوائج الناس، فإذا قصد الإنسان في أي عمل خير أو صالح التقرب إلى الله، أصبح عبادة.

حتى التفكير في الرواية عن كشاف الحقائق، سيدنا ومولانا جعفر بن محمد الصادق أنه قال: كان أكثر عبادة أبي ذر التفكر والاعتبار، التفكر يعني التأمل في الأحداث والتأمل في خلق الله، والاعتبار يعني أخذ العبرة وأخذ النتيجة وأخذ الثمرة من هذه الأحداث، يقول أمير المؤمنين: "ما أكثر العبر وأقل الاعتبار"، العبر كثيرة، لكن المعتبر ومن يستخلص الفكرة قليل جدًا.

إذاً، تفكير أبو ذر عبادة، اعتبار أبو ذر عبادة، وهذا شيء جيد لأن في حياتنا اليومية، الآن إذا أتكلم، إذا قصدت التقرب إلى الله، هذا عبادة، أنت إذا تسألني وتقصد أن تسأل لوجه الله، لا للنفس ولا للمشاهدين ولا للشيطان فقط لله، تقربًا إلى الله، هذا عبادة.

المشاهدون الأعزاء، إذا استمعوا إلى هذه المحاضرة أو هذا الحوار تقربًا إلى الله من أجل الوصول إلى الله، هذا عبادة.

اسمحوا لي سماحة الشيخ، إن المقصود أن نية الإنسان تكون قربة إلى الله تعالى في كل عمل خير يقوم به، تكون نية قربة إلى الله تعالى.

ليس المقصود خصوص النية، المقصود العمل الصالح الذي فيه نية التقرب، فنية التقرب جزءٌ مُكوّمٌ للعبادة، فالعبادة ليست مجرد النية، والعبادة ليست مجرد العمل، العبادة هي العمل المُقوّم بنية التقرب إلى الله تعالى، فليس العبادة مجرد النية.

إذا العبادة مجرد النية، شخص ما يصلي ولا يصوم، يقول: "أنا بس نيتي أن أصوم وأصلي"، نيتي اتقترب إلى الله ويقعد مكانه"،هذا لا يقال له عبادة، العبادة عمل يُفعل فيه قصد التقرب إلى الله تبارك وتعالى.

طيب، سماحة الشيخ، عندما أتحدث عن العبادة لابد أن العبادة لها عناصر. فما هي عناصر العبادة نفسها؟

عناصر العبادة ثلاثة أركان: الأول النية، الثاني الإتيان بالعمل التام الأجزاء والشرائط، والثالث حضور القلب، هذه العناصر الثلاثة مؤثرة جدًا في تحقق عنوان العبادة.

نأخذ هذه العناصر واحدًا واحدًا.

العنصر الأول النية.

النية تُحَتّاج ثلاثة أشياء:

الأمر الأول قصد التقرب إلى الله.

الأمر الثاني الإخلاص لله.

الأمر الثالث قصد الوجه من استحباب أو كراهة.

هذه العناصر الثلاثة منها ما هو إيجابي، ومنها ما هو سلبي.

لاحظ الآن كيف الإيجابي والسلبي؟

أول واحد يُؤخذ في النية هو قصد التقرب إلى الله، هذا أمر إيجابي، يعني لابد أن تُوجِب وتُحقق في نفسك التقرب إلى الله.

الثاني الإخلاص لله، هذا أُخذ فيه أمر سلبي، يعني تقصد الله ولا تقصد ما سواه، فأخذ في الإخلاص نفيًا لما سوى الله وسلبًا ما عدا الله. إذن، الإخلاص فيه جانب سلبي. وإلا قد شخص يقصد التقرب إلى الله ويقصد التقرب لغير الله، ويقول: "دين وتين" وبالفارسي "هم خدا هم خرما". فيقول: "أنا أصلي خضوعًا لله وتقربًا إلى الله وتقربًا إلى الناس لكسب الشهرة". هنا جاء بالعنصر الأول التقرب إلى الله، لكن العنصر الثاني، الإخلاص لله، ما تحقق، لأنه قصد التقرب إلى الناس، قصد التقرب إلى السلطان.

إذن، أول أمر يُؤخذ فيه هو أمر إيجابي، وهو إيجاد التقرب إلى الله.

الأمر الثاني وهو الإخلاص، أُخذ فيه أمر سلبي، وهو نفي التقرب إلى ما سوى الله، وحصر التقرب بخصوص الذات الإلهية، الله عز وجل يقول: "إنَّا خير الشريكين، فالعمل الذي جئت به لي ولغيري فهو لغيري" الله عز وجل لا يريد إلا العمل الخالص له.

إذن، النية أُخذ فيها ثلاثة أشياء:

أولاً، التوجه إلى الله وقصد التقرب إليه.

ثانيًا، الإخلاص لله وحده لا شريك له.

ثالثًا، قصد الوجه. ما هو وجه هذا التقرب؟ هل هو بنحو الوجود، كالصلاوات اليومية، أو بنحو الاستحباب كصلاة الليل وصلاة جعفر الطيار؟ الآن، أكثر الفقهاء المعاصرين لا يشترطون في النية قصد الوجه، بعض علمائنا القدامى أو المتأخرين كانوا يرون قصد الوجه، كالشيخ حسين العصفور البحراني، أحد مراجع البحرين، وإلى الآن له مقلدون في البحرين، هذا يشترط قصد الوجه. يعني إذا أنت تأتي بالحاجة، تنوي واجب أو مستحب. تأتي بالصيام، تقصد واجب أو مستحب. تأتي بالصلاة، تقصد واجبة أو مستحبة، أداءً أو قضاءً. لكن الآن، أكثر المراجع المعاصرين لا يشترطون قصد الوجه، يقولون: "تكفي القربة المطلقة" أي إنه يكفي العنصر الأول والعنصر الثاني: العنصر الأول التقرب إلى الله، العنصر الثاني الإخلاص لله وحده. وأما العنصر الثالث، وهو قصد الوجه من استحباب أو وجوب من أداء أو قضاء، فهذا الله يعلمه ما يشترط يكفي أن تقصد مطلق التقرب إلى الله تبارك وتعالى، هذا بيان العنصر الأول.

الركن الأول من أركان العبادات، وهو النية، "ما قوي شيء كما قويت عليه النية" كما في الرواية الشريفة.

العنصر الثاني هو العمل، أن يكون تام الأجزاء والشرائط، يطلق في الفقه على الصلاة والحج، يقولون: "هذه مركبات اعتبارية"، يعني لدينا مركب خارجي مثل الكرسي، مركب من قوائم، أو الطاولة وغيرها من المركبات الخارجية، مركبة من الحديد والخشب والمسمار إلى آخره.

وهناك مركبات جعلية، مركبات اعتبارية. الآن، عندما تقول الصلاة مركب، يعني ليس جسمًا خارجيًا فيه مسمار وخشب وحديد، مركب خارجي يعني مركب اعتباري، يعني الشارع اعتبر الركوع والسجود والقيام والقعود مقومًا لمركب الصلاة، فيقال الصلاة مركب اعتباري.

وهكذا الحج يتألف من طواف وسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار والوقوف بعرفات والوقوف بمزدلفة هذا مركب اعتباري، يعني جاء الشارع المقدس واعتبر هذه المناسك أجزاءً لمركب الحج، فيقولون: "تأتي بالحج تام الأجزاء والشرائط"، تأتي بالصلاة أو الصوم أو الحج أو الخمس والزكاة تامة الأجزاء والشرائط.

إذن، أول ركن من أركان العبادة هو النية، نية التقرب إلى الله.

ثاني ركن وعنصر من عناصر العبادة هو الفعل، العمل التام الأجزاء والشرائط.

ثالث عنصر حضور القلب، ألا تأتي بعبادة التقرب إلى الله وتأتي بالصلاة تامة الأجزاء والشرائط، لكن أول ما تكبر، مخك في الدكان والبيع والشراء، إلى أن تقول: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، بعد انتهت الصفقة التجارية التي خططت لها.

في الرواية أن من الصلاة كما تلف السجادة ويضرب بها وجه صاحبه،. في الرواية أن الله لا يقبل دعاء بقلب لاهٍ ساهٍ.

إذن، عناصر العبادة ثلاثة:

أولًا نية التقرب إلى الله.

ثانيًا الفعل التام الأجزاء والشرائط.

ثالثًا حضور القلب.

حياكم الله مشاهدين الأكارم، أهلاً ومرحبًا بكم مرة أخرى. عدنا إليكم بعد فاصل قصير إلى برنامجكم الأسبوعي "مفاتيح الفلاح"، كما أود أن أذكّركم يمكنكم التواصل معنا عبر الأرقام الظاهرة أسفل الشاشة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي للإدلاء بمشاركاتكم العطرة، فأهلا ومرحبًا بكم.

معنا اتصال من الأخ العزيز وسام الزامل من العراق. سلام عليكم ورحمة الله. حياكم الله. السلام عليكم، أستاذ العزيز. وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته. تحية طيبة لكم وإلى جناب الشيخ الفاضل. حياكم الله.

أستاذي. أحب أن أدخل في موضوع معنى الإخلاص والعمل الصالح في سبيل الله جل وعلا. الإخلاص هو أن يكون الباعث على عمل العبد هو الامتثال لأمر الله تعالى وطاعته وطلب رضوانه، وأن لا يقصد شيئًا غير ذلك، فلا يكون همه سوى رضى الله تعالى عنه، بل رضى الناس أو مدحهم أو ثنائهم، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: "رضى الله غاية لا تدرك"، وأن لا يبتغي من عمله نفعًا دنيويًا، وأن يكون القلب سليماً من كل الشواغل التي تشغل عن ذكر الله واستحضار مراقبته للعبد. والإخلاص واجب على كل مسلم، فقد أمر الله تعالى به في كتابه العزيز، فقال: "بسم الله الرحمن الرحيم وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويُؤتوا الزكاة، وذلك دين القيمة". إذن، معنى الآية وما أُمروا إلا ليعبدوا الله سبحانه وتعالى يأمر العباد يعني بالإخلاص والعمل الصالح، فلا بد للإنسان أن يُخلص في عمله عمل صالح في سبيل رضا الله. غاية لا تدرك. الأهمية في الإخلاص هي أن نرفع أعمالنا الصالحة إلى الله جل وعلا، وأن تكون لا شك فيها ولا ذرة من ذرات السوء والفساد، ويكون عملنا عمل إخلاص في سبيل الله، ويعد الإخلاص شرطًا من شروط قبول العمل الصالح في وجه الله تعالى، فلا بد لأي عمل من الإخلاص لله جل وعلا، واتباع النبي عليه الصلاة والسلام. فعلى كل مسلم أن يسعى جاهدًا في تصحيح نيته وأن يُخلص عمله لله جل وعلا. خاصة الصلاة. بمعنى "لغة العربية" هي الدعاء.

وكما قال الله تعالى في كتابه المبين: بسم الله الرحمن الرحيم. إذن، الإخلاص لما يتوجه العبد في كل جبر من الصلاة، إذن، هذا يسمى دعاء؛ لأنها أول أمر يسأل الله عنه عبده يوم القيامة هو الصلاة. والصلاة الواجبة، وهناك صلوات مستحبة مثل صلوات أيام الأسبوع. أما الصلاة الواجبة، يجب أن يُحافظ عليها من الضياع، كي يسهل الله أمره إلى الجنة. آخر دعاء نسأل من الله تعالى قبول الأعمال وأن يجعلنا وإياكم من الصالحين. الفلس في سبيل الله تعالى كي ننال رضا الله ورضا الرسول صلى الله عليه وسلم. واجعلنا وإياكم من شيعة أمير المؤمنين بفضله وفضل الصلاة على محمد وآل محمد.

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد. أحسنتم، أخي وسام. تقبل الله أعمالكم. طيب الله أنفاسكم، جزاكم الله خير الجزاء على هذه المداخلة العطرة، ووفقكم الله لما يحب ويرضى إن شاء الله. جزاكم الله عنا كل خير.

أعود لكم، سماحة الشيخ، إن شاء الله في هذه الحلقة. وموضوعنا هو العبادة، وكان موضوعنا في الحلقة الماضية هو الخوف والرجاء، ولكن إذا نبحث في هذه الليلة، ما هي صلة مبحث الخوف والرجاء بمبحث العبادة؟ وما هي كلمات المعصومين، سلام الله عليهم، في هذا المجال؟ ولكم الحديث.

في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام، سلام الله عليه: "المؤمن بين مخافتين بين ذنب قد مضى لا يدري ما الله عز وجل يعمل به، وعمر قد بقى لا يدري كيف يصنع به"، فهذا جانب الخوف، يخاف من الذنوب الماضية ومن الذنوب التي قد تقع في المستقبل.

إذن، لدينا جانب علوي وجانب سفلي، الجانب السفلي هو النظر إلى عمل النفس، الإنسان ما عنده بضاعة، كله سيئات وموبقات وآفات هذا جانب الخوف، الخوف من عمل النفس، من ذنوب النفس. وهناك جانب علوي، وهو الثقة بالله، الثقة بكرم الله، التأمل في سعة رحمة الله، فالمؤمنون بين الخوف والرجاء. بين الرجاء، أي رجاء رحمة الله، ورجاء نيل كرم الله، وبين الخوف من عمله، الخوف من ذنوبه، الخوف من آثامه.

عنصرا الخوف والرجاء يُوجبان التقرب إلى الله وإخلاص النية لله، وهي عنصر مُقوم للعبادة.

إذن نتبين أن الخوف والرجاء يُسهمان في إخلاص النية وقوة التقرب إلى الله، أي إن قوة الخوف والرجاء تسهم في قوة العبادة، يعني إذا كان الإنسان لا يخاف من ذنوبه، فلن يتقرب إلى الله ولن يعبد الله، وإذا كان الإنسان عنده خوف من ذنوبه لكنه في نفس الوقت عنده يأس من رحمة الله، فلن يتقرب إلى الله ولن يقوم بالعبادة.

إذاً، اتضح أن الخوف والرجاء يُسهمان في تقوية صفات التقرب إلى الله، وصفة التقرب إلى الله عنصر مُقوم للطاعة والعبادة، لذلك ورد في الدعاء: "اللهم ارزقنا توفيق الطاعة والإقلاع عن المعاصي وصدق النية"، يعني: أولًا تعرف الطاعة والواجبات. ثانيًا تعرف الحرمة وتبتعد عن المعصية. وثالثًا صدق النية، لأن صدق النية لها دور كبير في القيام بالطاعات واجتناب المحرمات.

أحسنتم. نأخذ اتصالاً معنا على الهاتف. الأخ العزيز أبو فاطمة، السلام عليكم ورحمة الله. حياكم الله.

الله يعزك ويعز أباك العزيز. بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم صلِّ على محمد وآل محمد. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته. الله يحفظكم. سماحة الشيخ الفاضل، الباحث الإسلامي عبدالله الدقاق، والأستاذ الفاضل عماد كاب، مقدم الحلقة، جزاكم الله خير الجزاء. رب يحفظكم.

ونقول للشيخ الفاضل: جزاه الله خير الجزاء على هذا التوضيح حول العبادة بأنواعها وشرح كل قصد فيها ومنها حول القصد والإخلاص في النية. وعلينا التزود من هذه المحاضرات القيمة، وهي بحد ذاتها، كما عبر الشيخ الفاضل المشاهد، نوع من الطاعة في العبادة. ومن الله علينا بهذه المحاضرات، وخذها من نوع الفضائل المرتبطة بنهجها من تراث مدرسة محمد وآل محمد.

وأقول: من الله عز وجل علينا بدون مشقة وبدون تكلف مادي. واختصر مداخلتي، وأقول: كل عمل وسعي حسب ما بينه الشيخ الفاضل بحسب الاستطاعة، يرضي الله ورسوله وأولي الأمر عليهم السلام، كعقيدة شيعية، بأولي أمرهم آل محمد. وهذه العبادة خالصة بنهج القرآن الكريم والعترة الطاهرة. ولا يمكن أن نجعل أعمالنا بالقرآن بدون العترة كما يقوم البعض من المخالفين. عزمنا على كتاب الله، وجزاكم الله خير الجزاء، وشكرًا لكم.

حياكم الله. شكرًا جزيلاً لكم، أخي أبو فاطمة. جزاكم الله عنا كل خير. شكرًا جزيلاً على هذه المداخلة العطرة. موفقين لكل خير إن شاء الله.

أعود لكم، سماحة الشيخ، وتحدثنا عن صلة الخوف والرجاء بالعبادة ومبحث العبادة. ولكن، إذا قلنا: ما هي آثار العبادة طبقًا للآيات القرآنية وحديث أهل البيت، سلام الله عليهم؟

أول وأهم أثر للعبادة هو الاطمئنان، قال تعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، العبادة يكون فيها عروج إلى الله تبارك وتعالى، يحصل استقرار، يحصل اطمئنان، هذا أول أثر للعبادة. الإنسان إذا يُغمى عليه أو يُخدر في المستشفى، يهلوس، لا يكون في حالة شعور، يخرج. بعض أرحامنا لما خدر أخذ يسب الظالمين في المستشفى. يسب الظالمين يبدو كان مشغولاً بسب الظلمة.

أحد علمائنا لما خدر أخذ يقرأ سورة يس، يعني كان قد ارتكز في منطقة الشعور عنده قراءة سورة ياسين. أنت الآن، يوميًا، بماذا تشغل نفسك؟ إذا شغلت نفسك بالله، فلن يخرج منك شيء من العبث والكلام السافل، فأول أثر للعبادة هو الاطمئنان.

ثاني أثر للعبادة هو تطهير القلب، في الرواية أن العبادة بمثابة مغتسل تُغتسل خمس مرات في اليوم، يعني إذا كنت تعمل في البناء والحديد، فهذا البدن بحاجة إلى استحمام، ويوجد إلى جانب المعمل أو البيت حمام ودوش ساخن، فتغتسل خمس مرات، فإذن، ثاني أثر للعبادة هو تطهير القلب، وغسل النفس من الأدران.

ثالث أثر للعبادة هو الطهارة والنظافة الظاهرية، فعند الغسل وعند الوضوء توجد طهارة ونظافة ظاهرية.

رابع أثر للعبادة هو أداء حقوق الآخرين؛ إذ لا تجوز الصلاة في المكان المغصوب، ولا يجوز التصرف في ملك الغير من دون إذنه، فعبادة الله عز وجل تعلمنا، كما أننا نؤدي حقوق الله، فإننا نؤدي حقوق الناس لأن البعض يؤدي حقوق الله على حساب حقوق الناس، يصلي في أراضي الناس من دون استئذانهم، ويؤذي المؤمنين، إذن، الأدعية والزيارات والعبادات أيضًا تعلمنا مراعاة حقوق الآخرين.

الأثر الخامس للعبادة هو الاستقامة، لأنه كلما أكثر الإنسان من التعبد والتهجد، تحققت الاستقامة لديه.

الأثر السادس للعبادة هو التوفيق والسداد، كلما زاد تعبُّد المؤمن، كلما تقرب إلى الله عز وجل فتح له الطريق، وفتح عليه من الخيرات، "ومن يتق الله يجعل له مخرجا".

الأثر السابع من آثار العبادة تقويم الشخصية والبراءة من الذنوب والعيوب، العبادة تفيد تطليق الآثام والموبقات والعيوب.

إذاً، هناك آثار كثيرة للعبادة، داخلية وخارجية، فالعبادة تؤثر على الداخل، ويسمى بالجوانح، وتؤثر على الخارج، وتسمى بالجوارح، لذلك يقول أمير المؤمنين في دعاء كميل الذي يستحب قراءته هذه الليلة، ليلة الجمعة، وهو دعاء الخضر عليه السلام مخاطبًا ربه قال: "قوي على خدمتك جوارحي" من أيدي وأرجل وأعين والسن، قوي على خدمتك جوارحي.

"واشدد على العزيمة جوانحي"، الجوانح مثل الجوارح، لدينا أما جارحة خارجية كاليد والرجل. وأما جانحة داخلية. هذه العبادة تفيد تقوية الجوارح والجوانح.

هذه مرضوع الآثار الدنيوية، هل هناك آثار في الأخرى على هذه الأمور؟

بلا شك ولا ريب رفع المقام، والفوز بالجنة، ورضوان من الله أكبر وأفضل الأعمال وأفضل العبادات هي الصلاة، قُبِلت قبل ما سواها، وإن رُدَّت رُدَّ ما سواها. الصلاة عمود الدين، لذلك أهل الطاعة يركزون على الصلاة والدعاء.

هذه عن آثار العبادة، ما تحدثتم عنه جناب الشيخ. ولكن الآن، إذا تحدثنا عن مراتب العبادة، والعبادة أيضًا مراتب. فما هي مراتب العبادة؟

مراتب العبادة ثلاثة. عبادة التجار، وعبادة العبيد، وعبادة الأحرار. يقول أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام في خطابه إلى ربه: "إلهي ما عبدتك خوفًا من نارك، ولا طمعًا في جنتك، ولكن وجدتك أهلًا للعبادة فعبدتك".

وقال في بعض كلمات نهج البلاغة: "إن قومًا عبدوا الله رغبةً فتلك عبادة التجار، وإن قومًا عبدوا الله رهبةً فتلك عبادة العبيد، وإن قومًا عبدوا الله شكرًا فتلك عبادة الأحرار".

إذاً، أعلى مرتبة هي عبادة الأحرار، عبادة الشاكرين الذين رأوا الله حقًا يستحق العبادة، فعبدوه شكرًا له، كالنبي محمد صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وآل البيت وجميع الأنبياء، عبادتهم عبادة الأحرار، يعبدون الله شكراً، هذه هي أعلى مرتبة.

نعم، هناك مرتبة دنيا أدنى مرتبة عبادة العبيد تعني تعبد الله خوفًا من النار، يعني حتى لا تدخل النار ولا تؤخذ بسيئاتك تعبد الله، توجد مرتبة أخرى هي مرتبة عبادة التجار، تعبد الله رغبةً وطمعًا في دخول الجنة، إذن مراتب العبادة ثلاثة: عبادة العبيد الذين يعبدون الله خوفًا من نار، وعبادة التجار الذين يعبدون الله طمعًا في جنته، وعبادة الأحرار، وهذه أرفع مرتبة، يعبدون الله لأنهم أهل العبادة، فيشكرونه.

يا الله، طيب سماحة الشيخ. في هذه الحلقة ونهايتها، إذا نذكر بعض الشواهد على عبادة الصالحين، القرآن الكريم وحديث المعصومين، سلام الله عليهم.

كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعبد الله تبارك وتعالى حق عبادته، "يا أيها المدثر قم الليل إلا قليلاً نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلًا إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً" إن ناشئة الليل كانت صلاة الليل واجبة على النبي صلى الله عليه وآله وقد تورمت قدمه فقيل له: "يا رسول الله، لما كل هذا وقد غفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخر؟" فقال صلى الله عليه وآله: "أفلا أكون عبدًا شكورًا؟"

وكان الإمام زين العابدين السجاد يتعبد ويتهجد، ودخل عليه الإمام الباقر عليه السلام فبكى، فقال: "يا أبه، قد أتعبت نفسك في العبادة"، فقال: "يا ولدي، دع عنك هذا وآتني بالصحيفة الموجودة في هذا الموضع"، فجاءه بالصحيفة، ففتحها وقرأ أنها كانت عن جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي كان يصلي في الليل ألف ركعة، فبكى الإمام السجاد عليه السلام وقال: "من منا يقدر على عبادة علي بن أبي طالب؟ دع عنك ذكر أبي وجدي." يقول له: "جدك رسول الله، أبوك الحسين"، فقال له: "دع عنك ذكر جدي وأبي، فقد خلق الله النار لمن عصاه ولو كان سيداً قرشيا، وخلق الله الجنة لمن أطاعه ولو كان عبداً حبشياً."

إذًا، أيها الإخوة، أيها الأحبة، "حي على خير العمل، حي على خير العمل، حي على خير العمل"، علي وبنوه هم خير العمل، لذلك لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير العمل، لقلقة لسان من دون عبادة خالية عن التعبد والتهجد، سيرة المعصومين مليئة بالتعبد والتهجد، وهكذا سيرة الصالحين.

وأختم لكم بهذه القصة عن السيد علي القاضي رضوان الله عليه، السيد علي القاضي أحد المجتهدين والعرفاء كان في النجف الأشرف. وكان شخص من الأشخاص يحبه، كلما يرى السيد علي القاضي يحمل أمتعته، يأتي ويحمل أمتعته ويرافقه إلى باب الدار.

في يوم من الأيام قال له السيد علي القاضي: "أنت رجل جيد ولكن فيك صفة غير جيدة." قال: "وما هي؟" قال: "أنت لا تصلي"، قال: "لما لا تصلي؟" فقال له: "سيدنا، أنا لا أستيقظ لصلاة الصبح، أنا أنام، ما أستطيع استيقظ". فقال له السيد علي القاضي: "لو أوقظتك، هل تعطيني كلمة أن تصلي صلاة الليل؟" قال: "نعم، ولكن أنا لا أستيقظ"، فقال له السيد علي القاضي: "أنا بطريقة خاصة سأوقظك لصلاة الليل، ولكن أعطني كلمة رجال، إذا استيقظت تصلي صلاة الليل"، قال: "نعم، كلمة رجال."

ذهب إلى بيته ونام في الثلث الأخير من الليل استيقظ، بعض العرفاء عندهم طريقة يخاطبون بها الأرواح تستيقظ، لما استيقظ قال: "أنا أعطيت السيد علي القاضي كلمة" فتوضأ ودخل في صلاة الليل، لما دخل في وخضوع وذاق حلاوة، صلاة الليل.

ولاحظ السيد علي القاضي لم يأمر بصلاة الصبح والظهر، بل أمر بالنوافل وهي صلاة الليل، أراد أن يتذوق حلاوة الطاعة والإيمان، ويقولون بعد ذلك أصبح من المداومين على الصلاة، والمرافقين للعلماء وللسيد علي القاضي الطباطبائي وأصبح من أهل الصلاح، فهداه الله ببركة صلاة الليل على يد السيد علي القاضي الطباطبائي رضوان الله عليه.

نعم، أحسنتم، سماحة شيخي. والله أنفاسكم كلام جميل وحلقة مفيدة. جزاكم الله عنها كل خير، إن شاء الله. رب يحفظكم ويسلمكم.

مشاهدينا الكرام، وصلنا وإياكم إلى نهاية حلقتنا لهذه الليلة، وهي ليلة الجمعة وليلة زيارة مولانا سيد الشهداء، أبي عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه. ومن هنا، ومن الاستوديو، من استوديو قناة الولاية الفضائية، نقول: السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين. السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبد الله الحسين، والسلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين، وعلى زينب الحوراء، أخت الحسين، وعلى أبي الفضل العباس، أخ الحسين. ورحمة الله تعالى وبركاته.

ثبّت الله وإياكم على ولاية ومحبة أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب سلام الله عليه. استودعكم في أمان الله وحفظه، وآخر دعوانا: اللهم عجل لوليك الفرج، واجعلنا من شيعته وأنصاره، والذابين عنه. والمستشهدين بين يديه، بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.

استودعكم في أمان الله وحفظه، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته