أصول التفسير ـ قديم
شیخ الدقاق

023 - الامر الرابع التأويل في نظريات علماء التفسير

أصول التفسير- (قديم)

  • الكتاب: دروس في المناهج و الاتجاهات التفسيرية للقرآن
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    -

07

2023 | مايو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

الأمر الرابع من النقطة الأولى التأويل في نظريات علماء التفسير وعلوم القرآن والبحث يقع في قسمين:

القسم الأول نظريات معنى التأويل

القسم الثاني نظريات وجود التأويل

كان الكلام في الفصل الثاني الذي يبحث التأويل قلنا إن الفصل الثاني مؤلف من مدخل وأربع نقاط النقطة الأولى مفهوم التأويل هذه النقطة مفهوم التأويل فيها أربعة أمور:

الأول التأويل في اللغة

الثاني التأويل في القرآن الكريم

الثالث معنى التأويل في الأحاديث

الرابع معنى التأويل في نظريات علماء التفسير وعلوم القرآن

أخذنا أربعة معان للتأويل في اللغة العربية وخمسة معان للتأويل في القرآن الكريم وثلاثة معان للتأويل في الأحاديث الشريفة اليوم نشرع في بيان معنى التأويل في نظريات العلماء.

أما القسم الأول وهو نظريات معنى التأويل ففيه ستة معاني وأما القسم الثاني وهو نظريات وجود التأويل ففيه نظريتان.

أما القسم الأول من الأمر الرابع التأويل أو معنى التأويل في نظريات علماء التفسير وعلوم القرآن القسم الأول نظريات معنى التأويل فقد طرح علماء التفسير وعلوم القرآن عدة معاني للتأويل في كتبهم أبرزها ستة:

المعنى الأول للتأويل التفسير والتأويل بمعنى التفسير ورد في اللغة العربية وورد أيضا في القرآن الكريم وهذا المعنى للتأويل وهو التفسير كان شائعا عند المفسرين القداما فمثلا إذا رجعت إلى تفسير جامع البيان لابي جعفر الطبري المتوفى سنة 310 هجرية تجده عند تفسير الآية يقول القول في تأويل الآية أي في تفسير الآية وأحيانا يقول واختلف في تأويل الآية أي اختلف في تفسير الآية وهذا المعنى للتأويل وهو التفسير موافق للمعنى اللغوي والمعنى القرآني بل إن بعض أساتذة التفسير وهو المرجع الكبير الشيخ جعفر السبحاني في كتابه التفسير الصحيح لآيات القرآن المشكلة يرى أن قوله تعالى وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم بمعنى لا يعلم تفسيره ففسر مفردة التأويل بمفردة التفسير، هذا تمام الكلام في المعنى الأول للتأويل وهو نفس التفسير.

المعنى الثاني التأويل بمعنى توجيه المتشابه فالقرآن الكريم فيه آيات محكمات هن أم الكتاب ولها معنى واحد فقط كقوله تعالى ليس كمثله شيء وأخر متشابهات أي أن الآيات المتشابهة تحتمل عدة معاني فالآيات المتشابهات يحتمل في معناها عدة احتمالات فكان هذا سبب وجود الشبهة فيقوم مفسر القرآن بارجاع الآيات المتشابهة التي تحتمل عدة معاني إلى الآيات المحكمة ويوجهها كقوله تعالى يد الله فوق أيديهم، يوم يكشف عن ساق، وجاء ربك والملك صفا صفا يرجعها إلى ليس كمثله شيء فتقول إن الله ليس بجسم لأنه يكون كشيء فليس له ساق وليس له يد وليس له وجه وليس مجيئه كمجيء الناس فتحمل وجاء ربك يعني وجاءت رحمة ربك يد الله فوق أيديهم أي قدرة الله فوق قدرتهم ومن هنا يختلف التفسير عن التأويل بمعنى توجيه المتشابه فالتفسير يراد به بيان وتشخيص مراد الله عز وجل من ظاهر اللفظ وبيان مقصود الله من الآية ولا يلزم المفسر أن يرفع الشبهات أو يوجه الآيات المتشابهة بل يكفي أن يبين معناها بخلاف توجيه المتشابهات فلابد أن يوجه المؤول الآيات المتشابهة ويرجعها إلى الآيات المحكمة ولو بإرجاع المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح فمثلا يد الله هي ظاهرة في اليد الجسمية هذا هو المعنى الراجح وهو المعنى الظاهر من لفظة يد والقدرة معنى مرجوح لكن نظرا لوجود قرينة نقلية وهي قوله تعالى ليس كمثله شيء وقرينة عقلية كاستحالة التجسيم على الله تعالى نقدم المعنى المرجوح بحسب اللفظة وهو قدرة الله على المعنى الراجح وهو اليد الجسمانية، هذا تمام الكلام في المعنى الثاني للتأويل توجيه المتشابه.

المعنى الثالث ارجاع لفظ الآية من المعنى الراجح ظاهرا إلى المعنى المرجوح لقرينة عقلية أو نقلية وقد ذكرنا هذا في الأمر الثاني وجاء ربك ظاهر المجيء المجيء المادي هذا هو المعنى الراجح من معنى الآية لكنه يتنافى مع قرينة نقلية وهي قوله تعالى ليس كمثله شيء ويتنافى ويتعارض أيضا مع قرينة عقلية وهي استحالة التجسيم لأن الجسم يأخذ حيز من المكان والله لا مكان له ولا يشغل حيز من الفراغ بل هو في كل مكان ولا يشغل حيز من الفراغ فنحمل قوله تعالى وجاء ربك يعني وجاءت رحمة ربك بتقدير حذف مضاف.

الدكتور الذهبي في كتابه التفسير والمفسرون الجزء الأول صفحة 15 يسمي هذه الطريقة تأويل وينسب هذه الطريقة إلى مشهور المتأخرين ارجاع المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لقرينة نقلية أو عقلية وهذا هو المعنى الشائع عند العرف والمصطلح لمعنى التأويل الذي يجعل في مقابل التفسير، التفسير أخذ المعنى من ظاهر اللفظ والتأويل توجيه المعنى المتشابه بارجاع المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لقرينة نقلية أو عقلية.

طبعا هذا المعنى الثالث ارجاع المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لقرينة نقلية أو عقلية ينسجم مع المعنى الثاني توجيه المتشابه هذا توجيه للمتشابه.

المعنى الرابع التأويل بمعنى البطن هذا المعنى للتأويل ورد كثيرا في الروايات الشريفة وذهب سماحة الشيخ محمد هادي معرفة رحمه الله إلى أن أحد معاني التأويل هو البطن حسبما ورد في الروايات الشريفة عن الإمام الباقر ولكنه جاء بمفهوم خاص للبطن فما هو مفهوم البطن؟

قال البطن بمعنى المفهوم العام المنتزع من الآية هذا المفهوم العام المنتزع والمستخرج من الآية قابل للانطباق على ما مضى وقابل للانطباق على ما سيأتي في المستقبل وعهدة هذا المعنى عليه رحمه الله.

المعنى الخامس التأويل بمعنى التفسير الباطني والاشاري وبيان المعاني عن طريق الرموز والإشارات وهذا المصطلح شائع بين العرفاء والصوفية والباطنية هذا المصطلح للتأويل أنه الإشارة الباطنية لا يمكن الوصول إليه من ظواهر الألفاظ بل تحتاج إلى حالة من الكشف والشهود فمثلا يستفاد من قوله تعالى فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى يستفاد ترك الدنيا وعدم التعلق بها والشيخ محمد هادي معرفة رحمه الله في كتابه التفسير الأثر الجامع الجزء الأول صفحة 28 يشير إلى أن التأويل الإشاري من باب تداعي المعاني يعني معنى يستدعي معنى آخر يعني أن يؤتى بمعنى وهذا المعنى يستدعي معنى آخر فهو من باب تداعي المعاني وهذا تفسير يعني كما أن الشيخ محمد هادي معرفة جاء بتفسير خاص للبطن وهو المفهوم العام المنتزع من الآية أيضا جاء بتفسير خاص للتفسير الإشاري وهو عبارة عن تداعي المعاني.

ومن الجدير بالذكر أن العرفاء والمتصوفة قد أفرطوا كثيرا في سلوك هذه الطريقة في آيات كتاب الله وجاءوا بتأويلات باطلة كانت محل اعتراض أهل البيت عليهم السلام بل إن الأئمة عليهم السلام قد تعرضوا للغلاة بشكل صريح وبعض الغلاة اتخذوا هذا الاسلوب الإشاري هذا تمام الكلام في المعنى الخامس.

المعنى السادس التأويل بمعنى مراد المتكلم يقول الدكتور الذهبي في كتابه التفسير والمفسرون وهو رسالة دكتورا للذهبي، طبعا هذا التأويل بمعنى مراد المتكلم نسب للقدماء، يقول الدكتور الذهبي ما يراد من الكلام يعتبر تأويله فإذا طلب شيئا فذلك المطلوب هو تأويل الكلام وإذا أخبر عن شيء فذلك المخبر به تأويله ـ تأويل الكلام ـ هذا تمام الكلام في القسم الأول نظريات معنى التأويل وهي ستة التفسير توجيه المتشابه، ارجاع اللفظ من المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لقرينة، البطن، التفسير الباطني والإشاري، بيان مراد المتكلم.

القسم الثاني نظريات وجود التأويل

هذا التأويل هل هو من قبيل اللفظ أو من قبيل المعنى، هل هو من قبيل الوجود اللفظي أو من قبيل الوجود الكتبي أو من قبيل الوجود الذهني أو من قبيل الوجود الخارجي فأين يوجد التأويل وما هو موقع وجود التأويل؟

نذكر نظريتين:

النظرية الأولى التأويل بمعنى الوجود العيني الخارجي وهي لابن تيمية المتوفى سنة 728 هجرية قمرية في رسالة الاكليل قال إن الوجود الخارجي للكلام هو تأويله ويرى أن هذا الوجود الخارجي هو مقصود القرآن وقام بتوضيح أبعاد نظريته في تفسير سورة الاخلاص قال الكلام إما انشاء وإما إخبار فإن كان انشاء يصير نفس هذا الانشاء في الخارج هو التأويل وإن كان إخبارا فالإخبار إما أن يكون عن شيء قد مضى أو عن شيء سيأتي فيكون التأويل هو نفس الشيء المحكي عنه الذي وقع أو سيأتي وسيقع.

يقول إن الكلام إذا كان جملة انشائية فتأويلها نفس العمل المطلوب يعني نفس العمل المطلوب إنشائه وإذا كان جملة خبرية فتأويلها نفس المخبر عنه الأعم من الذي تحقق في الماضي أو الذي سيتحقق في المستقبل وبعبارة أخرى لكل شيء أربع وجودات وجود لفظي ووجود كتبي ووجود ذهني ووجود خارجي والمراد بالتأويل ليس الوجود اللفظي أو الكتبي أو الذهني وإنما هو خصوص الوجود الخارجي مثلا معرفة النبي صلى الله عليه وآله والإخبار عن صفات النبي موجود في الذهن فهذا وجود ذهني يقال له تفسير كيف تفسر وجود النبي وصفات النبي فالتفسير عبارة عن المعنى الذهني وليس التفسير هو عبارة عن الوجود اللفظي أو الكتبي للآية وإنما المعنى الذهني للآية الكريمة هذا هو التفسير فتفسير الآية يعني المعنى الموجود في أذهاننا لألفاظ الآية هذا صحيح وأما تأويل الآية فلا يراد به المعنى الموجود في أذهاننا بل المعنى الذي تحقق في الخارج ووجد في الخارج فالوجود الخارجي للنبي المبعوث هو تأويل الآية إذن الآية كقوله تعالى لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم لها تفسير وتأويل أما التفسير فهو المعنى الذهني للفظ الرسول والعنت ورؤوف ورحيم وأما تأويل الآية فهو وجود النبي المبعوث خارجا وتجلي عطفه ورحمته وإزالة العنت والمشقة عن الناس خارجا ولو تأملنا في هذا المعنى لم نجد دليلا يدل عليه نعم توجد شواهد قد تؤيد هذا المعنى شاهد لغوي وشاهد قرآني أما الشاهد اللغوي وهو ما أورده الراغب الاصفهاني إذ عبر عن التأويل بالهدف والهدف يتحقق في الخارج وأما الشاهد القرآني فإن بعض المعاني التي ذكرت للتأويل في القرآن هي بمعنى تحقق الشيء وتحقق الشيء قد يكون في الخارج فمعنى الهدف للراغب الاصفهاني ومعنى تحقق الشيء من المعاني القرآنية ينسجم مع ما ذهب إليه أبن تيمية من أن التأويل بمعنى الوجود الخارجي العيني، عين الأشياء الخارجية، هذا تمام الكلام في النظرية الأولى من القسم الثاني نظريات وجود التأويل.

النظرية الثانية لصاحب الميزان الجزء الثالث صفحة 49 وما بعدها التأويل بمعنى الحقيقة العينية الخارجية فليس التأويل هو اللفظ ولا الوجود الكتبي ولا الوجود الذهني فهنا يتفق صاحب الميزان مع أبن تيمية في أن التأويل ليس وجودا لفظيا ولا كتبيا ولا ذهنيا ويتفق أيضا مع أبن تيمية في أن التأويل إنما يكون خارجيا ولكن يختلف معه في هذه النقطة وهو أن ابن تيمية يرى أن التأويل هو نفس الوجود الخارجي فكل وجود خارجي هو تأويل بينما يرى صاحب الميزان أن التأويل ليس هو الوجود الخارجي بل حقيقة الوجود الخارجي فالحقيقة العينية الحقيقة الخارجية لا نفس العين الخارجية ولا نفس الوجود الخارجي بل الحقيقة حقيقة العين الخارجية حقيقة الوجود الخارجي هي التأويل فالعلامة الطباطبائي يرى أن التأويل هو الحقيقة العينية التي ليست من سنخ الألفاظ والمعاني فقال إن الحق في تفسير التأويل أنه الحقيقة الواقعية التي تستند إليها البيانات القرآنية من حكم أو موعظة أو حكمة وأنه موجود بجميع الآيات القرآنية محكمها ومتشابهها وأنه ليس من قبيل المفاهيم المدلول عليها بالألفاظ بل هي من الأمور العينية المتعالية من أن تحيط بها شبكات الألفاظ وبالجملة هذا نص كلام صاحب الميزان الجزء الثاني صفحة 49 وما بعدها، يقول صاحب الميزان وبالجملة فالمحصل من الآيات الشريفة إن وراء ما نقرأه ونعقله من القرآن أمرا هو من القرآن بمنزلة الروح من الجسد وهو الذي يسميه تعالى بالكتاب الحكيم وليس من سنخ الالفاظ المقطعة ولا المعاني المدلول عليها بها وهذا بعينه هو التأويل ومنه يظهر سبب ابتعاد التأويل عن إن تمسه الأفهام العادية والنفوس غير المطهرة، إذن يشترك صاحب الميزان مع ابن تيمية في أن التأويل لا يختص بالآيات المتشابهة كما قال به بعض اللغويين أو بعض المفسرين كما في التفسير والمفسرون للذهبي والبرهان للزركشي حيث خص البعض التأويل بخصوص الألفاظ المتشابهة في القرآن بل يرى صاحب الميزان وأبن تيمية أن التأويل يشمل جميع القرآن من آيات محكمة ومتشابهة هذا أولاً.

وثانيا يشتركان في أن التأويل ليس ناظرا إلى الألفاظ أو الكتابة أو المعاني الذهنية بل هو ناظر إلى الخارج يختلفان في هذه الحيثية ابن تيمية يرى أن التأويل هو نفس الوجود الخارجي وصاحب الميزان يرى أن التأويل هو الحقيقة الواقعية للموجود الخارجي إذن التفاوت بين رأي العلامة الطباطبائي وأبن تيمية في أن ابن تيمية يرى التأويل فقط عين الوجود الخارجي المحض ولكن العلامة يرد على هذا الرأي قائلا فإنه يعني ابن تيمية وإن أصاب في القول بأن التأويل ليس من سنخ المدلول اللفظي بل هو أمر خارجي يبتني عليه الكلام لكن أخطأ في عد كل أمر خارجي مرتبط بمضمون الكلام حتى مصاديق الأخبار الحاكية عن الحوادث الماضية والمستقبلية تأويلا للكلام وفي مقام التعليق على هذا الرأي يقول المرحوم الشيخ محمد هادي معرفة في كتابه التمهيد في علوم القرآن الجزء الثالث صفحة 250 يقول في خصوص الحقيقة العينية يقول إنه معنى عرفاني لطيف للتأويل ولكنا لم نعثر له على دليل هذا معنى عرفاني يحتاج إلى فهم ولا ندري فهمناه أو لم نفهمه ولكن يشترك هو مع النظرية الأولى لابن تيمية في أنه لا يوجد دليل يدل عليهما.

طبعا هنا النظر إلى التأويل بهذا المعنى وإلا وردت لفظة التأويل في سورة يوسف بمعنى تعبير الرؤيا والمنام وهذا لا يختلفان فيه ووردت أيضا مفردة التأويل بمعان اخر كما في أعمال الخضر عليه السلام يعني تفسير ما حصل هذا تمام الكلام في القسم الثاني.

الخلاصة

معنى التأويل في نظريات علماء التفسير وعلوم القرآن نطرح سبعة معاني بعض هذه المعاني ينسجم أكثر مع اللغة أو القرآن بعض هذه المعاني ينسجم أكثر مع الأحاديث بعض هذه المعاني عليه دليل بعض هذه المعاني ليس عليه دليل جمع واستنتاج إذا التفتنا إلى المعاني اللغوية للتأويل والمعاني القرآنية والروائية وفي نظر العلماء يمكن أن نقول إن مفردة التأويل بمثابة المشترك اللفظي أي لفظ واحد له عدة معاني ونشأ تعدد المعاني بالوضع التعيني نتيجة لكثرة الاستعمال في معنا من المعاني فهذه المفردة التأويل هي من النظائر القرآنية أي مفردة لها عدة معان وإذا تأملنا في هذه المعاني السبعة لا نجد معنا يضم ويجمع جميع هذه المعاني بحيث يشكل معنى جامع للمعاني السبعة فهي معاني مختلفة وليس لها وجه مشترك او يصعب أن تجد لها معنا مشتركا أو لفظا مشتركا وقد يحصل تكلف في ايجاد جامع لها هذه المعاني السبعة كما يلي:

المعنى الأول التأويل بمعنى التفسير وهذا المعنى كان شائعا بين قدماء المفسرين كالطبري.

المعنى الثاني التأويل بمعنى ارجاع اللفظ الظاهر من المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لقرينة عقلية أو نقلية.

طبعا المعنى الأول والثاني يتوافق مع اللغة العربية.

المعنى الثالث التأويل بمعنى البطن وهذا ورد كثيرا في الروايات الشريفة.

المعنى الرابع التأويل بمعنى تعبير الرؤيا وقد ورد في القرآن الكريم كثيرا.

المعنى الخامس التأويل بمعنى عاقبة ونهاية الشيء وقد ورد في القرآن وإذا لاحظنا المعنى الأول والثاني والرابع والخامس قد وردت في القرآن الكريم يعني المعنى الأول والثاني ورد في اللغة والمعنى الأول والثاني والرابع والخامس قد ورد في القرآن والمعنى الثالث بمعنى البطن ورد في الروايات الشريفة.

المعنى السادس التأويل بمعنى الحقيقة العينية الذي ذهب إليه صاحب الميزان وابن تيمية على تفاوت بينهما في بعض الجوانب وهذا المعنى السابع الحقيقة العينية أو الوجود الخارجي لا دليل عليه طبعا المعاني اللغوية تنسجم اكثر مع المعنى الأول التفسير والمعنى الثاني ارجاع اللفظ الراجح إلى المرجوح لقرينة وهناك معاني أخرى في اللغة مثل السياسة ولكن غير مقصودة هنا، هذا تمام الكلام في النقطة الأولى من الفصل الثاني التأويل، النقطة الأولى مفهوم التأويل إلى هنا أخذنا النقطة الأولى وعرفنا مفهوم التأويل في اللغة والقرآن والحديث وكلمات العلماء يبقى الكلام في النقطة الثانية جواز التأويل وضوابطه، هل يجوز التأويل أو لا وبالتالي تأتي هذه المعاني السبعة فبحسب المعنى هل يجوز أو لا يجوز؟

النقطة الثانية جواز التأويل وضوابطه يأتي عليها الكلام.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 28 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: دروس في المناهج و الاتجاهات التفسيرية للقرآن
  • الجزء

    -

  • -

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
28 الجلسة