تفسير البيان
شیخ الدقاق

077 - البحث الاول حول آية البسملة

تفسير البيان

  • الكتاب: البيان في تفسير القرآن
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    500

07

2023 | مايو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصل الله على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
البحث الأول حول آية البسملة ذكر الرحمة بدء القرآن، ذكر الرحيم بعد الرحمن هل البسملة من القرآن، البحث الأول ذكر الرحمة بدء القرآن انتهينا بحمد لله تبارك وتعالى من بيان معاني مفردات البسملة بسم الله الرحمن الرحيم اليوم إن شاء الله نشرع في بحوث حول البسملة.
من الملاحظ أن الرحمة وردت في مفردتين من البسملة وهما لفظتا الرحمن الرحيم فقد وصف الله تبارك وتعالى نفسه بالرحمة في ابتداء كلامه دون سائر الصفات الكمالية الجمالية للذات الإلهية والسر في ذلك أن القرآن إنما نزل رحمة من الله لعباده فكان من المناسب أن يبدأ رب العالمين كتابه الكريم بذكر الرحمة وهي الصفة اقتضت إرسال الرسول وإنزال الكتاب وقد وصف الله تبارك وتعالى كتابه ونبيه بالرحمة في آيات عديدة قال تعالى (هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة من قوم يؤمنون) (وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين) (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين).
إذن الخلاصة ذكر الرحمة بدء القرآن الكريم لأن القرآن إنما نزل رحمة لعباده وهذا متعارف فلو أردت أن تكتب بيانا مواجها لظالم فمن المناسب أن تقول بسم الله قاصم الجبارين، وأما إذا أردت أن تبدأ الموعظة فمن المناسب أن تقول بسم الله الرحمن الرحيم وإذا أردت ذبح الذبيحة فمن المناسب أن تقول بسم الله الله أكبر من دون أن تقول بسم الله الرحمن الرحيم فإن الرحمانية والرحيمية لا تنسجم مع ذبح الدجاجة أو الشاة أو الذبيحة، هذا تمام الكلام في النقطة الأولى ذكر الرحمة بدء القرآن.
النقطة الثانية ذكر الرحيم بعد الرحمن
قد اتضح أن صيغة فعيل ككريم ولئيم ورحيم تدل هذه الصيغة على أن المبدأ فيها من الغرائز والسجايا فإذا كانت من سجية هذا الرجل الكرم قيل له كريم وإذا كان من سجاياه اللؤم قيل له لئيم وإذا كان من سجاياه الرحمة قيل له رحيم إذن صيغة فعيل تدل على أن المبدأ فيها من الغرائز والسجايا التي لا تنفك عن الذات ومن هنا يتضح السر في مجيء لفظ الرحمن بعد لفظ الرحيم فإن لفظ الرحمن صفة عامة تدل على سعة رحمة الله "عز وجل" وعمومها ولا دلالة على أن الرحمة لازمة للذات الإلهية فأتت بعدها كلمة رحيم للدلالة على أن صفة الرحمن لازمة للذات الإلهية ولا تنفك عنها إذن صفة الرحمن تدل على عموم الرحمة وصفة الرحيم تدل على أن هذه الرحمة لا تنفك عن الذات الإلهية.
وقد اقتضت بلاغة القرآن أن تشير إلى كلتا الصفتين وكلا الهدفين فبلفظ الرحمن دلت الكلمة على أن الله "عز وجل" رحمن قد وسعت رحمته كل شيء وبلفظ الرحيم دلت هذه الكلمة على أن الرحمة لا تنفك عن الله تبارك وتعالى.
وقد خفي هذا الأمر على جملة من المفسرين فتخيلوا أن كلمة الرحمن أوسع من كلمة الرحيم بتوهم أن زيادة مباني تدل على زيادة المعاني أي أن زيادة الألفاظ التي تبني الكلمة تدل على زيادة المعاني فكلما زادت الألفاظ كلما زادت المعاني وهذا التعليل عليل.
يقول السيد الخوئي "رحمه الله" وهذا التعليل ينبغي أن يعد من المضحكات لأن دلالة الألفاظ على معانيها تتبع كيفية وضعها ولا صلة لها بكثرة الحروف وقلة الحروف فلرب لفظ قليل يدل على معاني كثيرة ولرب لفظ كثير الحروف يدل على معاني قليلة فكلمة حظر تدل على المبالغة لأنها على وزن فعل بينما كلمة حاضر وهي أكثر بلفظ الهمزة، حاضر أكثر من كلمة حضر بلفظ الهمزة، لفظ حاضر لا يدل على المبالغة مع أنه أكثر بالهمزة ولفظ حظر يدل على المبالغة بل إن الكثير من الأفعال المجردة والمزيدة بمعنى واحد مع أن أحدها أكثر من الآخر في الحروف فمثلا برة وأضرة بمعنى واحد مع أن أضرة فيه زيادة للهمزة بخلاف برة أصلها ضررا فمعنى ضرة وأضرة واحد مع أن لفظ أضرة فيه زيادة الهمزة فهو مزيد والمعنى واحد، إذن الدلالة على المعنى تخضع لكيفية الوضع ولا تخضع لكثرة الحروف أو قلتها فهذا المبنى زيادة المباني يدل على زيادة المعاني لا أصل له، زيادة المعاني تخضع لكيفية الوضع هذا الكلام إذا التزمنا أن لفظ الرحمن استعمل استعمالا اشتقاقيا أي أنه اشتققنا من لفظ الرحمة صيغة فعلان وهي صيغة مبالغة تقول زعلان يعني كثير الزعل جوعان يعني كثير الجوع رحمن كثير الرحمة فإذا التزمنا أن كلمة رحمن مشتقة من الرحمة وجيء بها على وزن صيغة المبالغة تكون هذه اللفظة دالة على عموم الرحمة فكثرة الرحمة تدل على عمومها وأما إذا التزمنا أن لفظ الرحمن من أسماء الله تعالى وهي بمنزلة اللقب وقد نقلت عن معناها اللغوي فهذا اللفظ المنقول أصبح علما للذات الإلهية ولقبا للذات الإلهية في هذه الحالة يكون تعقيب لفظ الرحمن بلفظ الرحيم فيه أمران:
الأمر الأول ما ذكرناه من أن لفظ الرحمن يدل على عموم الرحمة ولفظ الرحيم يدل على أن الرحمة لا تنفك عن الذات الإلهية.
والأمر الثاني يكون هذا اللقب لفظ الرحمن فيه إشارة إلى سبب النقل لأنه اسم من أسماء الله ولقب من ألقاب الله "عز وجل" وكان في الأصل لفظا منقولا نقل من معنى إلى معنى فيكون هنا إشارة إلى سبب النقل وسبب النقل الرحمة الواسعة، هذا تمام الكلام في النقطة الثانية.
النقطة الثالثة هل البسملة من القرآن ويوجد بحثان:
البحث الأول هل البسملة جزء من القرآن أو لا؟
البحث الثاني سواء كانت البسملة جزءا من القرآن أو لا ؟هل تجب قراءتها أو لا؟ أقوال في المسألة.
أما السؤال الأول وهو هل البسملة جزء من القرآن أو لا فيه أقوال ثلاثة:
القول الأول اتفقت الشيعة الإمامية على أن البسملة آية من كل سورة بلا فرق بين سورة الفاتحة وبقية سور القرآن الكريم فكل سورة من سور القرآن المائة وأربعة عشر عدا سورة براءة تكون البسملة جزء منها هذا هو قول الإمامية وذهب إليه جمع كبير من المفسرين وأعلام القرآن من السنة والشيعة كابن عباس وابن المبارك وأهل مكة كابن كثير وأهل الكوفة كعاصم والكسائي وغيرهما سوى حمزة، حمزة كوفي لكن لم يقل بجزئية البسملة وذهب إليه أيضا اغلب أصحاب الشافعي وجزم به قراء مكة والكوفة وحكي هذا القول عن أبن عمر وابن الزبير وأبي هريرة وعطا وطاووس وسعيد بن جبير والمكحول والزهري واحمد بن حنبل في رواية عد نسب له قولان احمد بن حنبل، القول الأول الجزئية وإسحاق بن راهويه وأبو عبيد القاسم بن سلام وعن البيهقي نقل هذا القول عن الثوري ومحمد بن كعب واختاره الرازي في تفسيره ونسبه إلى قراء مكة والكوفة وأكثر فقهاء الحجاز وإلى أبن المبارك والثوري واختاره أيضا جلال الدين السيوطي مدعيا تواتر الروايات الدالة عليه معنى على أن البسملة جزء من كل سورة، هذا تمام الكلام في القول الأول البسملة آية من كل سورة بدأت بها سواء كانت سورة الفاتحة أو غيرها من سور القرآن.
القول الثاني قال بعض الشافعية والحمزة الكوفي إن البسملة آية من خصوص سورة فاتحة الكتاب دون غيرها من السور فبقية سور القرآن تكون البسملة مجرد افتتاح للسورة وليست جزء من السورة ونسب هذا القول إلى أحمد بن حنبل، إذن احمد بن حنبل نسب إليه قولان:
القول الأول أن البسملة آية من كل سورة.
القول الثاني أن البسملة آية من خصوص سورة الفاتحة دون غيرها.
القول الثالث ذهب جماعة منهم مالك وأبو عمر ويعقوب إلى أن البسملة آية فذة لكنها ليست جزء لا من فاتحة الكتاب ولا من غيرها من سور القرآن الكريم إذن ما فائدة البسملة؟ فائدتان:
الفائدة الأولى نزلت البسملة لبيان رؤوس السور تيمننا وتبركا.
الفائدة الثانية نزلت البسملة للفصل بين السورتين وهذا هو المشهور بين الحنفية، إذن أقوال ثلاثة، القول الأول البسملة آية من كل سور القرآن الفاتحة وغير الفاتحة، القول الثاني البسملة آية من خصوص سورة الفاتحة دون غيرها.
القول الثالث البسملة ليست جزء لا من الفاتحة ولا من غيرها من سور القرآن.
وأما السؤال الثاني هل تجب قراءة البسملة في الصلاة أو لا وإذا وجبت هل تجب في الفاتحة والسور التي بعدها أو لا قولان:
القول الأول ذهب أكثر الحنفية إلى وجوب قراءة البسملة في الصلاة قبل الفاتحة وذكر الزاهدي عن المجتبى أن وجوب القراءة في كل ركعة هي الرواية الصحيحة عن أبي حنيفة.
القول الثاني ذهب مالك ابن انس إمام المذهب المالكي إلى كراهة قراءة البسملة في حد نفسها يعني بقطع النظر عن أي شيء آخر واستحباب قراءة البسملة من اجل الخروج من الخلاف لأن الحنفية ذهبوا إلى وجوب قراءة السورة فخروجا عن خلاف الحنفية يستحب قراءة البسملة.
وما الشيعة الإمامية فقد ذهبوا إلى وجوب قراءة البسملة في سورة الحمد وفي غيرها من سور القرآن الكريم وهناك سؤال ثالث إذا وجبت قراءة البسملة هل يجهر بها أو يخفت بها.
ذهب الشيعة الإمامية إلى وجوب الجهر بها في الصلاة الجهرية وإلى استحباب الجهر بها في الصلوات الاخفاتية كالظهرين وأما العامة فكثير منهم يرى استحباب الاخفات بالبسملة وعد الجهر بالبسملة من علامات المؤمن في الرواية عن الإمام الحسن العسكري "صلوات الله وسلامه عليه" علامات المؤمن خمس، صلاة أحدى وخمسين وتعفر الجبين والتختم باليمين وزيارة الأربعين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، هذا تمام الكلام في بيان الأمر الثالث وتتفرع عليه مباحث:
المبحث الأول أدلة جزئية البسملة للقرآن وفي هذه البسملة أقوال أخر من أن البسملة ليست جزء لا فائدة للتعرض لها المهم بيان الدليل على المذهب الحق وهو جزئية البسملة لكل سورة ويقع في عدة أمور:
الأمر الأول أحاديث أهل البيت، الأمر الثاني أحاديث أهل السنة الأمر الثالث سيرة المسلمين الأمر الرابع مصاحف التابعين والصحابة كلها تدل على جزئية البسملة للسورة ثم يقع البحث في أدلة نفي جزئية البسملة.
الأمر الأول أحاديث أهل البيت من الأدلة التي أقيمت على جزئية البسملة للسورة روايات كثيرة رويت عن أهل البيت وهي روايات صحيحة مأثورة عن الأئمة "عليهم السلام" صريحة في أن البسملة جزء من السورة مطلقا سواء كانت سورة الحمد أو غيرها وأهل البيت جعلهم النبي "صلى الله عليه وآله" عدلا للقرآن الكريم في قوله (إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تعلموهما فإنهما أعلموا منكم) الرواية الأولى عن معاوية بن عمار قال (قلت لأبي عبد الله "عليه السلام" إذا قمت للصلاة أقرا بسم الله الرحمن الرحيم في فاتحة القرآن قال نعم، قلت فإذا قرأت فاتحة القرآن أقرأ بسم الله الرحمن الرحيم مع السورة قال نعم) الرواية صريحة.
الرواية الثانية عن يحيى بن عمران الهمداني قال (كتبت إلى أبي جعفر "عليه السلام" الإمام الجواد جعلت فداك ما تقول في رجل ابتدأ ببسم الله الرحمن الرحيم في صلاته وحده في أم الكتاب يعني قرأها فقط في أم الكتاب الفاتحة فلما صار إلى غير أم الكتاب من السورة تركها يعني لم يقرأ في السورة التي تلي الفاتحة فقال العباسي يعني فقيه بني العباس ليس بذلك بأس يعني أن تحذف البسملة من السور التي تلي الفاتحة فكتب بخطه "عليه السلام" يعيدها مرتين على رغم أنفه) يعني العباسي يعني غصبا عليه لابد أن يقرأ البسملة مرتين مرة في الفاتحة ومرة في السورة التي تلي الفاتحة.
الرواية الثالثة وفي صحيحة أبن أبي اذنية (فلما فرغ من التكبير والافتتاح أوحى الله إليه سمي باسمي فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في أول السورة ثم أوحى الله إليه إلى النبي "صلى الله عليه وآله" أن أحمدني فلما قال الحمد لله رب العالمين قال النبي "صلى الله عليه وآله" في نفسه شكرا فأوحى الله "عز وجل" إلي قطعت حمدي فسمي باسمي فمن أجل ذلك جعل في الحمد الرحمن الرحيم مرتين فلما بلغ ولا الضالين قال النبي "صلى الله عليه وآله" الحمد لله رب العالمين شكرا فأوحى الله إلي قطعت ذكري فسمي باسمي فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في أول السورة ثم أوحى الله "عز وجل" إلي اقرأ يا محمد نسبة ربك تبارك وتعالى قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) فهذه الرواية تدل على جعل البسملة في سورة الفاتحة وفي السورة التي تلي الفاتحة مما يدل على الوجوب.
القسم الثاني أحاديث أهل السنة هذه الأحاديث ذكر السيد الخوئي ثمانية أحاديث خمسة منها صريحة في جزئية البسملة وفي وجوب قراءتها وثلاث منها ليست صريحة تدل على لزوم قراءة البسملة ولزوم قراءة البسملة أعم من جزئية البسملة السورة أو عدم جزئيتها فهذه الروايات تدل على وجوب قراءة البسملة ولكن قد يكون لأنها افتتاح لا لأنها جزء.
الرواية الأولى ما رواه أنس قال (بينما رسول الله "صلى الله عليه وآله" ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاء ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما أضحكك يا رسول الله قال أنزلت علي آنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر)، هذه الرواية هل تدل على جزئية البسملة أو لا؟ لا تدل على جزئية البسملة تدل على افتتاح السورة بالبسملة لكن هذا الافتتاح هل هو لجزئية البسملة أم لأن البسملة هي افتتاح للسورة وإن لم تكن جزء منها.
الرواية الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والثامنة تدل بالصراحة على جزئية السورة والرواية الأولى والسادسة والسابعة لا تدل بالصراحة.
الرواية الثانية ما أخرجه الدار قطني بسند صحيح عن علي "عليه السلام" (أنه سأل عن السبع المثاني فقال الحمد لله رب العالمين فقيل له إنما هي ست آيات فقال بسم الله الرحمن الرحيم آية) إذن هذه الرواية صريحة في جزئية البسملة للسورة وأنها آية هي الآية السابعة من الفاتحة.
الرواية الثالثة ما أخرجه الدار قطني أيضا بسند صحيح عن أبي هريرة قال (قال رسول الله "صلى الله عليه وآله" إذا قرأتم الحمد فأقروا بسم الله الرحمن الرحيم فإنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني وبسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها) هذه الرواية صريحة لكن الرواية الثانية والثالثة خاصة بخصوص الفاتحة بخلاف الرواية الأولى (إنا أعطيناك الكوثر) يعني تعم غير الفاتحة.
الرواية الرابعة ما أخرجه ابن خزيمة والبيهقي بسند صحيح عن أبن عباس قال (السبع المثاني فاتحة الكتاب قيل فأين السابعة قال بسم الله الرحمن الرحيم) الرواية صريحة في أن البسملة هي الآية السابعة، هذه الرواية أيضا خاصة بالفاتحة.
الرواية الخامسة ما أخرجه ابن خزيمة والبيهقي في المعرفة بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال (استرق الشيطان من الناس أعظم آية من القرآن بسم الله الرحمن الرحيم أي أن الشيطان قد سرقها لأنهم حذفوها) هذه الرواية أولا صريحة وثانيا ليست خاصة بالفاتحة تشمل عموم القرآن الكريم.
الرواية السادسة ما رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس قال (كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل بسم الله الرحمن الرحيم فإذا نزلت بسم الله الرحمن الرحيم علموا أن السورة قد انقضت) هذه الرواية تدل على أن البسملة هي افتتاح للسورة وأن البسملة هي تفصل بين السورة والسورة الأخرى ولكن لا تدل بالصراحة على جزئية البسملة للسورة.
الرواية السابعة ما رواه سعيد بن جبير عن أبن عباس (أن النبي "صلى الله عليه وآله" كان إذا جاءه جبرائيل فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم علم أن ذلك سورة) فهذه الرواية أيضا تدل على أن البسملة افتتاح للسورة ولكنها لا تدل صراحة على أن البسملة جزء من السورة.
الرواية الثامنة ما رواه ابن جريح قال (أخبرني أبي أن سعيد بن جبير أخبره قال ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال هي أم القرآن قال أبي وقرأ علي سعيد بن جبير بسم الله الرحمن الرحيم الآية السابعة هنا الصراحة يصرح بأنها الآية السابعة قال سعيد بن جبير وقرأها علي أبن عباس كما قرأتها عليك ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم الآية السابعة قال ابن عباس فأخرجها الله لكم وما أخرجها لأحد قبلكم) إلى غير ذلك من الروايات روايات كثيرة لكن تلاحظون هذه الرواية ليس فيها نسبة إلى النبي إلى ابن عباس عند العامة أنه رواية الصحابي رواية عند الشيعة الإمامية لا تصدق الرواية إلا على نص النبي والمعصومين الأربعة عشر يعني النبي وبقية المعصومين الإمام أمير المؤمنين والزهراء والأئمة الاثنى عشر.
إلى هنا ذكرنا روايات الخاصة والعامة روايات الشيعة والسنة في جزئية البسملة لسور القرآن يبقى الكلام في الروايات المعارضة هناك روايات عند العامة روايتين تعارضان تدل على أن البسملة ليست جزء من القرآن الكريم، الروايات المعارضة يأتي عليها الكلام.
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 84 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: البيان في تفسير القرآن
  • الجزء

    -

  • 500

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
84 الجلسة