تفسير البيان
شیخ الدقاق

082 - العبادة والخضوع والسجود لغير الله

تفسير البيان

  • الكتاب: البيان في تفسير القرآن
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    500

07

2023 | مايو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصل الله على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
العبادة والطاعة
لا شك ولا ريب في أمرين:
أولاً وجوب طاعة الله تبارك وتعالى واستحقاق الثواب على طاعته.
ثانياً حرمة معصية الله "عز وجل" واستحقاق العقاب على مخالفته، العقل يستقل ويحكم باستحقاق المطيع للثواب واستحقاق العاصي للعقاب وقد تكرر في القرآن الكريم وعد الله تبارك وتعالى بالثواب لمن أطاعه ووعيده بالعقاب لمن عصاه هذا بالنسبة إلى طاعة الله "عز وجل" ومعصيته وهو ما يبحث في العقائد تحت عنوان الوعد والوعيد وعد الله للمطيع بالجنة ووعيده للعاصي بالنار وأما إطاعة غير الله تبارك وتعالى فهي على ثلاثة أقسام:
القسم الأول أن تكون إطاعة غير الله بأمر الله وبإذنه كما في طاعة الرسول وأوصيائه الأئمة الطاهرين "عليهم أفضل صلوات المصلين" وهذا في الحقيقة طاعة لله إذ أن طاعة الأئمة في طول طاعة النبي يعني فرع طاعة النبي وطاعة النبي في طول طاعة الله أي فرع طاعة الله تبارك وتعالى فتكون طاعة النبي والأئمة واجبة بحكم العقل والشرع قال تعالى (من يطع الرسول فقد أطاع الله) (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله) ومن أجل ذلك قرن الله تبارك وتعالى طاعة رسوله بطاعته في كل مورد أمر فيه بطاعته سبحانه وتعالى.
قال "عز وجل" (ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) سؤال لماذا كرر لفظ أطيعوا بين طاعة الله وطاعة النبي ولم يكرر لفظ أطيعوا بين طاعة النبي وطاعة أولي الأمر فلم يجعلها لفظة واحدة بأن يقول يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم ولم يجعلها ثلاث بأن يقول يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، لكنه فرّق بين طاعة الله وبين طاعة الرسول وأولي الأمر؟
والجواب إن طاعة الله "عز وجل" واجبة بالأصالة وطاعة النبي وأولي الأمر واجبة بالتبع أي أن طاعتهما فرع طاعة الله تبارك وتعالى لذلك جعلت طاعة الواجبة بالأصالة بمفردها فقال وأطيعوا الله ثم فرع على طاعة الله الطاعتان الواجبتان بالتبع إذ أن طاعة الرسول وأولي الأمر في طول طاعة الله قال وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم هذا تمام الكلام في القسم الأول طاعة غير الله التي هي في طول طاعة الله فرع طاعة الله يعني الواجبة بإذن الله.
القسم الثاني أن تكون طاعة غير الله منهيا عنها كطاعة الشيطان وطاعة كل من أمر بمعاص الله "عز وجل" ولا شك في حرمة هذا القسم شرعا وقبحه عقلا بل تكون هذه الطاعة كفرا وشركا بالله كما لو أمر غير الله بالكفر بالله أو الشرك بالله قال تعالى (يا أيها النبي اتقي الله ولا تطع الكافرين والمنافقين فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا وإن جاهداك على أن تشرك بما ليس لك به علم فلا تطعهما).
القسم الثالث أن تكون طاعة غير الله مجردة فهي ليست مأمورا بها ولا منهيا عنها وحينئذ تكون هذه الطاعة جائزة فليست هي واجبة كما في القسم الأول وليست محرمة كما في القسم الثاني هذا تمام الكلام في بيان العبادة والطاعة.
العبادة والخضوع
لا ينبغي الريب والشك في أنه لابد للمخلوق إلا أن يخضع لخالقه ويتذلل لربه وهذا مما يحكم به العقل ويندب إليه الشرع ولكن هل يجوز الخضوع والتذلل للمخلوق أو لا؟
والجواب إن الخضوع للمخلوق على أقسام:
القسم الأول الخضوع لمخلوق من دون نسبة ذلك وإضافة ذلك المخلوق إلى الله "عز وجل" بإضافة خاصة كخضوع الولد لوالده وخضوع العبد لسيده وخضوع المتعلم لمعلمه وخضوع الخادم لرئيسه وغير ذلك من الخضوع المتداول بين الناس ولا ينبغي الشك في جواز هذا القسم ما لم يرد فيه نهي خاص كالسجود لغير الله فقد ورد النهي عن السجود لغير الله بنحو خاص بل جواز هذا النوع من الخضوع كخضوع الولد لوالده والخادم لسيده مما يقتضيه الضرورة شيء طبيعي أن المُدار يخضع للمدير شيء طبيعي العامل يخضع لمسئوله وليس فيه أدنى شائبة للشك.
قال "عز وجل" بالنسبة للوالدين (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا) أفترا أنه سبحانه وتعالى أمر بعبادة الوالدين حيث أمر بالتذلل لهما مع أنه قبل هذه الآية قد نهى عن عبادة من سواه قال تعالى (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين أحسانا) أم ترى أن خفض الجناح من الذل الوارد في هذه الآية كما تفعله صغار الطير لكبارها والفروخ لأمها هو مصداق من مصاديق الإحسان الذي أمرت به الآية الكريمة وجعلته مقابلا للعبادة إذن لا يكون كل خضوع وتذلل لغير الله شركا بالله هذا تمام الكلام في القسم الأول الخضوع والتذلل لمخلوق من دون نسبة ذلك إلى الله.
القسم الثاني الخضوع للمخلوق باعتقاد أن له إضافة خاصة إلى الله ويستحق من أجلها أن يخضع له مع أن العقيدة باطلة وأن هذا الخضوع بغير إذن من الله كما في خضوع أهل الأديان والمذاهب الفاسدة لرؤسائهم يخضع لمسيلمة الكذاب على أنه نبي والحال أنه أدعى النبوة وليس بنبي أو يخضع لفلان على أنه سفير الإمام الحجة أو نائب الإمام الحجة والحال إنها دعوة باطلة أو أنه يخضع لفلان على أنه هو الإمام المهدي أو أنه نبي جديد أو ولي من أولياء الله والحال أنه مارق من المارقين وفاسد من المفسدين ولا ريب أنه عبارة عن بدعة لأن البدعة عبارة عن إدخال ما ليس في الدين في الدين فهذا تشريع محرم بالأدلة الأربعة الكتاب والسنة والإجماع والعقل وافتراء على الله "عز وجل" (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا).
القسم الثالث الخضوع للمخلوق والتذلل له بأمر الله وإرشاده كما في الخضوع للنبي محمد "صلى الله عليه وآله" ولأوصيائه الأئمة الاثني عشر"سلام الله عليهم" بل الخضوع لكل مؤمن أو كل ما له إضافة ونسبة إلى الله "عز وجل" توجب له المنزلة والحرمة كالخضوع لولي أمر المسلمين الحق أو الخضوع للمسجد القرآن الحجر الأسود وما سواها من الشعائر الإلهية هذا القسم من الخضوع محبوب لله "عز وجل" قال تعالى (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) هذا في الواقع هو خضوع لله وإظهار للعبودية فمن اعتقد بوحدانية الله الخالصة وأعتقد أن الإحياء والإماتة والخلق والرزق والقبض والبسط والمغفرة والعقوبة كلها بيده ثم اعتقد بأن النبي وأوصيائه الكرام "عليهم السلام" عباد مكرم لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون وتوسل بهم إلى الله وجعلهم شفعاء إليه تجليلا لشأنهم وتعظيما لمقامهم لم يخرج بذلك عن حد الإيمان ولم يعبد غير الله "عز وجل" بل تراه خاضعا للإمام الحق وولي أمر المسلمين الذي تجب طاعته لتسيير شؤون الدولة الإسلامية بل تجده من السباقين لطاعة ولي الأمر وقائد الأمة الإسلامية.
وقد علم المسلمون أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" كان يقبل الحجر الأسود ويستلمه بيده إجلالا لشأنه وتعظيما لأمره حتى قال عمر لولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك كان يقبل الحجر الأسود وكان رسول الله "صلى الله عليه وآله" يزور قبور المؤمنين والشهداء والصالحين ويسلم عليهم ويدعوا لهم وهناك روايات كثيرة ذكرها المتقي الهندي في كتابه كنز العمال قرابة ثمانين رواية في جواز زيارة القبور منها ما روي في صحيح البخاري (كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور والآن أمركم بها فإنها ترقق القلب وتذكر بالآخرة).
وعلى هذا جرت سيرة الصحابة والتابعين خلفاً عن سلف فكانوا يزرون قبر النبي "صلى الله عليه وآله" ويتبركون به ويقبلونه ويستشفعون برسول الله "صلى الله عليه وآله" وأولياء الله ولم ينكر أحد من الصحابة ذلك ولا أحد من التابعين أو الأعلام إلى أن ظهر أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الحراني فحرم شد الرحال إلى زيارة القبور وتقبليها ومسحها والاستشفاع بمن دفن فيها حتى أنه شدد النكير على من زار قبر النبي "صلى الله عليه وآله" أو تبرك به بتقبيل أو لمس وجعل ذلك من الشرك الأصغر تارة ومن الشرك الأكبر تارة أخرى والحال أن جده عبد السلام قد ذكر جملة من الروايات الدالة على جواز زيارة القبور.
وهكذا من جاء من بعده محييا لسنته وهو محمد بن عبد الوهاب قد تبرأ منه أبوه عبد الوهاب وردّ عليه أخوه سليمان بن عبد الوهاب في كتاب مطبوع ومتوفر اليوم تحت عنوان الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية.
كما أن ابن تيمية الحراني لما خالف رأي علماء عصره عامة ولما رأوا أنه خالف في رأيه هذا ما ثبت من الدين وضرورة المسلمين لأنهم رووا عن رسول الله حثه على زيارة المؤمنين عامة وعلى زيارته خاصة بقوله (من زارني بعد مماتي كان كمن زارني في حياتي).
فلما رأوا أنه خالف ذلك تبرئوا منه وحكموا بضلاله وأوجبوا عليه التوبة فأمروا بحبسه إما على تقدير أن لا يتوب وإما مطلقا يحبس سواء تاب أو لم يتب وقد مات في سجنه بقلعة دمشق، يمكن مراجعة التعليقة رقم 17 من التعليقات، تعليقة 17 للسيد الخوئي يذكر فيها بعض الروايات من كتب أهل السنة الدالة على جواز زيارة القبور والذي أوقع ابن تيمية في الغلط إن لم يكن متعمدا لتفريق كلمة المسلمين هو تخيله أن هذه الأمور زيارة القبور وغير ذلك شرك بالله وعبادة لغير الله ولم يدرك أن هؤلاء الذين يقومون بزيارة القبور يعتقدون بتوحيد الله وأنه لا خالق غيره ولا رازق سواه وإن لله الخلق والأمر وإنما يقصدون بزيارة القبور تعظيم شعائر الله وأن زيارة أولياء الله وزيارة الأنبياء والأئمة "عليهم السلام" راجعة إلى تعظيم الله والخضوع له والتقرب إليه وأنها تكون خالصة لوجهه الكريم وليس فيها أدنى شائبة شرك لأن الشرك إما أن يؤمن الإنسان بتعدد الآلهة وإما أن يؤمن بوحدة الآلهة إلا أن العباد لا يصل دعائهم إلى الآلهة فيتخذون وسائط لكي يصل صوتهم إلى الآلهة كما يعتقد عبدت الأصنام والشيعة الإمامية لا يؤمنون بهذا الشيء بل يعتقدون أن الله واحد وأن دعائهم يصل إليه ولا يحتاجون في دعائهم إلى وسائط لكي يصل صوتهم نعم هؤلاء الأولياء لهم مقام وجاه عند الله "عز وجل" فإذا ما توسل بهم المؤمن قضا الله حوائج هذا المؤمن ببركة هؤلاء لمقامهم وجاههم ومنزلتهم عند الله "عز وجل" لأنهم عباد مكرمون ولا يعتقد المسلم أنه يعبد النبي أو الوصي فضلا أن يعبد قبورهم.
الخلاصة تقبيل الضريح وزيارة القبر وما يضاهيهما من وجوه التعظيم لا تكن شركا بالله بأي وجه من الوجوه ولو كان كذلك لكان تعظيم الحي أيضا من الشرك بالله خصوصا أنه لا فرق بين الرسول في حياته ومماته فيلزم نسبة الشرك إلى من عظم الرسول "صلى الله عليه وآله" في حياته أو زاره في مماته والرسول بل يلزم نسبة الشرك إلى نفس الرسول الأعظم "صلى الله عليه وآله" وحاشاه ذلك فقد كان يزور القبور ويسلم على أهلها ويقبل الحجر الأسود فيدور الأمر بين أمرين إما أن نلتزم بأن بعض الشرك جائز لا محذور فيه كما في تقبيل النبي للحجر الأسود وزيارة القبور واستغفر الله "عز وجل" وتعالى النبي عن الشرك علوا كبيرا وبين أن يكون التقبيل والتعظيم لا بعنوان العبودية خارجة عن الشرك وحدوده وحيث أنه لا مجال للشق الأول الالتزام بأن الشرك على قسمين منه جائز وهو شرك النبي ومنه ليس بجائز وهو شرك غير النبي فيكون الحق هو الثاني أن تقبيل الضريح وزيارة القبور من الأمور الجائزة بل داخلة في تعظيم الله وشعائره قال تعالى (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) وهناك روايات كثيرة تدل على استحباب زيارة قبر النبي وأولياء الله الصالحين بل ذهب بعض فقهائنا المعاصرين إلى وجوب زيارة النبي في العمر مرة كما أن العمرة تجب في العمر مرة كذلك زيارة النبي "صلى الله عليه وآله" تجب في العمر مرة، فتراجع فتاوى سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم أحد المراجع المعاصرين في النجف الأشرف.
السجود لغير الله
اتضح مما تقدم أن الخضوع لأي مخلوق إذا نهي عنه في الشريعة لم يجز فعله حتى لو لم يكن هذا الخضوع على نحو التأله ومن هذا القبيل السجود لغير الله فقد اجمع المسلمون على حرمة السجود لغير الله ولو لم يكن على وجه التأله والتعبد فلا يجوز السجود للناس وللآخرين ولو من باب الاحترام لا من باب التعبد لا يجوز قال "عز من قائل" (لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون) فإن المستفاد من الآية الكريمة أن السجود مما يختص بالله "عز وجل" فالسجود يختص بالخالق ولا يجوز السجود للمخلوق قال الله تعالى (وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا).
والاستدلال بهذه الآية مبني على أن المقصود بالمساجد فيها والمراد به المساجد السبعة وهي الأعضاء التي يضعها الإنسان على الأرض في سجوده وهي سبعة الجبهة وباطن الكفين وظاهر الركبتين والإبهامين هذه المواطن السبعة التي يضعها المسلم على الأرض في سجوده وهذا هو الظاهر من هذه الآية ويدل عليه المأثور وهو ما ورد في حد السارق كما في الرواية المروية عن إمامنا الجواد "عليه السلام" أنه جيء إلى المتوكل حصلت قضية أنه السارق يعني شخص سرق وأريد أن تقطع يده وكانوا عند المعتصم وليس المتوكل فاختلف الفقهاء والإمام الجواد ساكت لم يتكلم فقال بعضهم تقطع من الذراع وقال بعضهم تقطع من الكف وقال بعضهم إلى أن التفت المعتصم إلى الإمام الجواد "عليه السلام" ماذا تقول يابن رسول الله قال تقطع من رؤوس الأصابع ويبقى على الكف بقوله تعالى (وأن المساجد لله ولا تدعو مع الله أحدا) فلا يجوز قطع يد السارق من الكف لأنه يذهب باطن الكف وباطن الكفين من المساجد السبعة فرجح المعتصم قول الإمام الجواد على أقوال فقهاء السنة في ذلك المجلس.
وكيف كان فلا ريب في هذا الحكم وأنه لا يجوز لنبي أو وصي فضلا عن غيرهما وأما ما ينسب إلى الشيعة الإمامية من أنهم يسجدون لقبور أئمتهم فهو بهتان محض ولسوف يجمع الله بينهم وبين من افترى عليهم وهو أحكم الحاكمين ولقد أفرط بعضهم في الفرية فنسب إلى الشيعة الإمامية ما هو أدها وأمض وادعا أنهم يأخذون التراب من قبور أئمتهم فيسجدون له سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم وهذه تهمة الآلوسي صاحب تفسير روح المعاني وهو سيد لكنه ناصبي وهذه كتب الشيعة قديمها وحديثها مطبوعها ومخطوطها وهي منتشرة في أرجاء العالم متفقة على تحريم السجود لغير الله فمن نسب إليهم جواز السجود للتربة فهو إما مفتر وإما غافل لا يفرق بين السجود على التراب وبين السجود للتراب.
وأما بعض ما يفعله عوام الشيعة يأتي ويسجد للضريح فهذا لا يؤخذ به كثير من الناس هو جاهل غير مطلع على هذا الحكم الشرعي والشيعة يعتبرون في السجود الصلاة أن يكون على أجزاء الأرض الأصلية يجوز السجود على الأرض وما أنبتته من غير المأكول والملبوس فيجوز السجود على أجزاء الأرض الأصلية من حجر أو مدر أو رمل أو تراب ويجوز السجود على نبات الأرض من غير المأكول والملبوس ويرون أن السجود على التراب أفضل من السجود على غيره، السجود على التراب الخالص أفضل من السجود على الحجر كما أن السجود على التربة الحسينية أفضل من السجود على غيرها، بعض الروايات (السجود على تربة الحسين يخرق الحجب السبع) والشيعة الإمامية قد اتبعوا في ذلك الروايات الواردة عن الأئمة المعصومين "عليهم أفضل صلوات المصلين" فكيف يصح نسبة الشرك لهم وأنهم يسجدون لغير الله والتربة الحسينية ليست إلا جزء من أرض الله الواسعة التي جعلها الله "عز وجل" مسجدا للنبي "صلى الله عليه وآله" يقول "صلى الله عليه وآله" (جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا) هذا نص كلام النبي محمد "صلى الله عليه وآله" فكيف بالأرض التي تضمنت ريحانة النبي الحسين بن علي "صلوات الله وسلامه عليه" وبالتالي حتى لو لم يرد نص خاص في فضل تربة الحسين "صلوات الله وسلامه عليه" يكون من الراجح السجود على التربة الحسينية لأن السجود عليها مما يصح السجود عليه إذ أنها أرض وحصة من أرض الله الواسعة ويكون السجود عليها رمزا إلى ما يلازمها وهو تعظيم سيرة الحسين "عليه السلام" وشهادته في سبيل الله ومن أجل إصلاح المسلمين.
من هنا ينبثق بحث وهو السجود لآدم ما دام أنه لا يجوز السجود لغير الله فكيف جاز السجود لآدم آراء حول السجود لآدم يأتي عليها الكلام.
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 84 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: البيان في تفسير القرآن
  • الجزء

    -

  • 500

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
84 الجلسة