علوم القران
شیخ الدقاق

018 - مصاحف الصحابة

علوم القرآن

  • الكتاب: علوم القرآن الكريم
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    200

07

2023 | مايو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
اللهم أخرجنا من ظلمات الوهم وأكرمنا بنور الفهم اللهم افتح علينا أبواب رحمتك وانشر علينا خزائن علمك برحمتك يا ارحم الراحمين وصلى اللهم على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في هذه الليلة نتكلم عن النقطة الثالثة من النقاط التي رتبناها ونتحدث فيها عن مصاحف الصحابة طبعا لا شك ولا ريب أن بحثنا هذا ناظر إلى المصاحف التي كتبها الصحابة ونسبت إليهم وسميت بأسمائهم هذه المصاحف كتبت قبل عصر عثمان مثل مصحف أبي بن كعب عبد الله بن مسعود وغيرهما من المصاحف أما المصاحف التي كتبت في عصر عثمان وبعد عصر عثمان هذه المصاحف هي متوافقة إذ أن عثمان وحد المصاحف وبالتالي لا جدوى من بحثها إذن سنبحث حول المصاحف التي كتبت منذ عهد رسول الله "صلى الله عليه وآله" إلى عهد عثمان نذكر لكم عدة مصاحف:
المصحف الأول هو مصحف أمير المؤمنين "سلام الله عليه" الإمام علي بن أبي طالب "صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين" حول مصحف الإمام علي "سلام الله عليه" سنتكلم في خمس نقاط:
النقطة الأولى نذكر فيها الأحاديث والنصوص التاريخية الدالة على وجود مصحف الإمام علي "سلام الله عليه" هناك عدة نصوص تثبت وجود مصحف للإمام علي "سلام الله عليه" هناك عدة روايات:
الرواية الأولى ما يرويها سليم بن قيس في كتابه صفحة 65 يقول إن علي بعد وفاة النبي "صلى الله عليه وآله" لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه فلم يخرج من بيته حتى جمعه وكان في الصحف والشظاظ والاسيار والرقاع يعني القرآن إلى أن يقول فجمعه في ثوب واحد وختمه، هذه رواية شيعية.
الرواية الأخرى عن ابن شهر آشوب أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" قال (يا علي هذا كتاب الله خذه إليك فجمعه علي بن ثوب ومضى إلى منزله فلما قبض النبي "صلى الله عليه وآله" جلس علي فألفه كما أنزل الله وكان به عالماً).
هناك نصوص كثيرة يمكن مراجعة كتاب التمهيد الجزء الأول صفحة 291 نقل هذه الرواية عن ابن شهر آشوب روايات كثيرة ذكرت بهذا الصدد يروي محمد بن سيرين عن عكرمة قال لما كان بدء خلافة أبي بكر قعد علي بن أبي طالب "عليه السلام" في بيته يجمع القرآن قال قلت لعكرمة هل كان تأليف غيره كما أنزل الأول فالأول قال عكرمة لو أجتمع الأنس والجن على أن يألفوه هذا التأليف ما استطاعوه قال أبن سيرين تطلبت ذلك الكتاب وكتب فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه هذه الرواية مروية في الإتقان الجزء الأول صفحة 57 يمكن مراجعة الطبقات لابن سعد الجزء الثاني صفحة 101.
الكثيرون قد نصوا على ذلك مثلا الكلبي يقول كان القرآن على عهد رسول الله "صلى الله عليه وآله" مفرقا في الصحف وفي صدور الرجال فلما توفي جمعه علي بن أبي طالب على ترتيب نزوله ولو وجد مصحفه لكان فيه علم كبير ولكنه لم يوجد هذا مذكور في التسهيل لعلوم التنزيل الجزء الأول صفحة 4.
في الرواية عن الإمام الباقر "سلام الله عليه" المروية في البحار الجزء 92 صفحة 88 ما من أحد من الناس يقول إنه جمع القرآن كله كما أنزل الله إلا كذاب وما جمعه وحفظه كما أنزل الله إلا علي بن أبي طالب "سلام الله عليه" إذن هذه الرواية الإمام "سلام الله عليه" ينص على أن القرآن لم يكتبه أحد كما انزله الله إلا علي بن أبي طالب "سلام الله عليه" إذن هذا تمام الكلام في النقطة الأولى في مصحف علي التي ذكرنا فيها الأحاديث والنصوص التاريخية الدالة على أن لعلي بن أبي طالب "سلام الله عليه" قرآن ومصحف.
النقطة الثانية نتكلم فيها عن مصحف الإمام علي "سلام الله عليه" فما هي أوصاف هذا المصحف ما هي صفات هذا المصحف الشريف؟ نذكر لكم خمس خصائص لهذا المصحف:
الخصيصة الأولى أمتاز مصحف الإمام علي "سلام الله عليه" بترتيبه الموضوع على ترتيب النزول الأول فالأول في دقة فائقة.
الخصيصة الثانية لمصحف الإمام علي "سلام الله عليه" إثبات نصوص الكتاب كما هي من غير تحوير أو تغيير أو تشذ منه كلمة أو آية يعني جمع جميع نصوص الكتاب الكريم.
الخصيصة الثالثة إثبات قراءته كما قرأه رسول الله "صلى الله عليه وآله" حرفا بحرف.
الخصيصة الرابعة اشتمال مصحف الإمام علي "سلام الله عليه" على توضيحات وبيان المناسبة التي استدعت نزول الآية المكان الذي نزلت فيه الآية الساعة التي نزلت فيها الآية الأشخاص الذين نزلت فيهم الآية هذه الخصيصة الرابعة.
الخصيصة الخامسة اشتماله على الجوانب العامة من الآيات يعني يتكلم عن الآيات بشكل عام بحيث لا تخص زمانا ولا مكانا ولا شخصا خاصا إذن هذه خمس خصائص لمصحف الإمام أمير المؤمنين "سلام الله عليه" من أراد الاطلاع على هذه الخصائص يمكنه مراجعة كتاب تلخيص التمهيد الجزء الأول صفحة 152 هذا تمام الكلام في النقطة الثانية التي تكلمنا فيها عن خصائص مصحف الإمام علي "سلام الله عليه".
النقطة الثالثة نتكلم فيها عن عرض الإمام علي "سلام الله عليه" لهذا المصحف على الخلافة وماذا كان موقف الخلافة من هذا العرض.
سليم بن قيس الهلالي يروي عن سلمان الفارسي "رضوان الله عليه" قال لما رأى أمير المؤمنين "صلوات الله عليه" غدر الناس به لزم بيته واقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه فلم يخرج من بيته حتى جمعه وكان في الصحف والشظاظ والآشار والرقاع، الصحف جمع صحيفة وهي الورقة من كتاب أو قرطاس، الشظاظ خشبة محددة يجمع على اشذة، الآشاء خشبة أو صفحة أو عظمة مرققة مصقولة، الرقاع جمع رقعة وهي القطعة من الورق يكتب عليها يعني أمور مبعثرة يكتب عليها سواء كان حجر أو جلد أو ورق أو قرطاس، وبعث القوم إليه ليبايع فاعتذر يعني الإمام علي "سلام الله عليه" فاعتذر باشتغاله بجمع القرآن فسكتوا عنه أياما حتى جمعه في ثوب واحد وختمه ثم خرج إلى الناس وفي روايات اليعقوبي لأن اليعقوبي أيضا يروي هذه القضية في تاريخ اليعقوبي الجزء الثاني صفحة 113 أيضا الشيخ الطبرسي في الاحتجاج ينقل هذه القضية في الاحتجاج صفحة 82 وسليم بن قيس ينقل هذه القضية أيضا في كتابه صفحة 72 ثم خرج إلى الناس وفي رواية اليعقوبي حمله على جمل وأتى به إلى القوم وهم مجتمعون حول أبي بكر في المسجد وخاطبهم قائلا (إني لم أزل منذ قبض رسول الله "صلى الله عليه وآله" مشغولا بغسله وتجهيزه ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب الواحد ولم ينزل الله على نبيه آية من القرآن إلا وقد جمعتها وليس منه آية إلا وقد اقرأنيها رسول الله وعلمني تأويلها أن تقول غداً إنا كنا عن هذا غافلين) فقام إليه رجل من كبار القوم في رواية أبي ذكر يقول فنظر فيه فلان لعله إشارة إلى عمر وإذا فيه أشياء يعني في قرآن الإمام علي أشياء لان الإمام "سلام الله عليه" كان يدون الحوادث المختصة بنزول القرآن فقال يا علي أردده فلا حاجة لنا فيه ما أغنانا بما معنا من القرآن عما تدعونا إليه فدخل علي بيته.
في رواية التفسير الصافي المذكورة الجزء الأول صفحة 25 قال علي "عليه السلام" (أم والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه) إذن هذه الرواية توضح إعراض القوم عن مصحف الإمام أمير المؤمنين "سلام الله عليه" إذن هذا الكلام حول النقطة الثالثة كيف أن القوم أعرضوا عن مصحف الإمام "سلام الله عليه" لكن نتكلم في النقطة الرابعة عن موقف الإمام من تجاه القرآن الذي جمعوه الإمام كان موقفه أن أمضى وأقر ذلك القرآن يعني الإمام أمير المؤمنين "سلام الله عليه" أمضى القرآن الذي جمعه أبو بكر وعمر ثم وحده عثمان.
الدليل على ذلك هذه الرواية المروية أيضا في كتاب سليم بن قيس صفحة 110 وفي بحار الأنوار الجزء 92 صفحة 42 في عهد عثمان اختلفت المصاحف وصارت ضجة بين المسلمين سأل طلحة الإمام أمير المؤمنين "سلام الله عليه" لو يخرج للناس مصحفه الذي جمعه بعد وفاة رسول الله الذي أتى به إلى القوم فرفضوه هكذا سأل طلحة، طلحة سأل الإمام وما يمنعك يرحمك الله أن تخرج كتاب الله إلى الناس لأنه في تلك الفترة حصل الاختلاف وصارت الضجة فكف أمير المؤمنين "سلام الله عليه" عن الجواب أولا فكرر طلحة السؤال فقال لا أراك يا أبا الحسن أجبتني عما سألتك من أمر القرآن أن لا تظهره للناس قال "عليه السلام" يا طلحة عمدا كففت على جوابك يعني أنا تعمدت أن لا أجيبك قال الإمام "سلام الله عليه" يا طلحة عمدا كففت على جوابك فاخبرني عما كتبه القوم أقرآن كله أم فيه ما ليس بقرآن يعني هذا الموجود عندكم الآن الذي كتبوه كله قرآن أم فيه ما ليس بقرآن قال طلحة بل قرآن كله قال "عليه السلام" إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنة قال طلحة حسبي أما إذا كان قرآنا فحسبي.
إذن أمير المؤمنين "سلام الله عليه" وهكذا أوصيائه حرصوا على حفظ وحدة الأمة وأقروا هذا القرآن باعتبار أن هذا القرآن ليس محرف ليس فيه زيادة ولا نقيصة والدليل الثاني على أن الإمام أمضى هذا القرآن أنه في عهد خلافته لم يخرج ذلك القرآن الذي كتبه على وفق ترتيب النزول بل احتفظ به وأمضى القرآن المعهود المعروف الذي وحد في زمان عثمان، هذا تمام الكلام في النقطة الرابعة التي تكلمنا فيها عن إمضاء الإمام علي "سلام الله عليه" لهذا القرآن.
النقطة الخامسة نتكلم فيها عن مصير مصحف أمير المؤمنين إلى أين هذا المصحف وما هو مصيره؟ طبعا عندنا روايات تشير إلى أن مصحف الإمام أمير المؤمنين "سلام الله عليه" تناقلته أيدي الأئمة يدا بيد إلى أن وصل إلى صاحب العصر والزمان "عجل الله تعالى فرجه الشريف" وسيظهر وسيكون معه مصحف أمير المؤمنين.
إليكم هذه الرواية المروية في الاحتجاج للطبرسي الجزء الأول صفحة 155 هذه الرواية تنص على ذلك في الحديث المروي في الاحتجاج من أن طلحة سأل عليا بعض المسائل ومن جملتها طبعا الرواية طويلة فيها عدة أسئلة طلحة يسأل الإمام من جملة هذه الأسئلة قوله له (اخبرني عما في يدك من القرآن وتأويله وعلم الحلال والحرام إلى من تدفعه ومن صاحبه بعدك قال علي "عليه السلام" إن الذي أمرني رسول الله "صلى الله عليه وآله" أن أدفعه إليه وصيي وأولى الناس من بعدي بالناس أبني الحسن ثم يدفعه أبن الحسن إلى أبن الحسين ثم يصير واحداً بعد واحد من ولد الحسين حتى يرد آخرهم حوضه) إشارة إلى تسلسل الأئمة "سلام الله عليه"م إلى أن يصل إلى الإمام الحجة "عجل الله تعالى فرجه الشريف".
النقطة السادسة نتطرق فيها إلى مصحف الإمام الصادق ومصحف فاطمة "سلام الله عليها" بعض الروايات تنسب إلى الإمام الصادق "سلام الله عليه" مصحفا لكن لعل هذا المصحف الذي تشير إليه هذه الروايات هو نفس مصحف أمير المؤمنين "سلام الله عليه" لا بمعنى أن الإمام الصادق له مصحف مقابل لمصحف الإمام علي.
في بعض الروايات عندنا مصحف فاطمة فما هو المراد من مصحف فاطمة ليس المراد من مصحف فاطمة أنه قرآن فاطمة في قبال قرآن علي "سلام الله عليه" وإنما يذكر التاريخ أن لفاطمة مصحفا تستأنس به ووردت أخبار تدل على أنه لم يكن قرآنا بل هو كتاب فيه علم ما يكون بعدها في ذريتها هناك أخبار موجودة في الكافي تشير إلى هذا الأمر فيمكن مراجعة الكافي الجزء الأول صفحة 241 ننقل لكم الحديث الخامس عن محمد بن يحيى يعني العطار عن احمد بن محمد عن أبن محذور عن أبن رئاب عن أبي عبيدة هؤلاء الرواة من الأجلاء قال سألت أبا عبد الله بعض أصحابنا الرواية طويلة وفي هذه الرواية فمصحف فاطمة يسأله عن مصحف فاطمة، قال "عليه السلام" الإمام الصادق (فسكت طويلا ثم قال إنكم لتبحثون عما تريدون وعما لا تريدون إن فاطمة مكثت بعد رسول الله خمسة وسبعين يوما وكان دخلها حزن شديد على أبيها وكان جبرائيل يأتيها فيحسن عزائها على أبيها ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها وكان علي "عليه السلام" يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة).
هذه الرواية واضحة وصريحة أنه كان جبرائيل يسليها ويأتي ببعض الأخبار الغيبية وكان الإمام علي يكتب هذا يقال له مصحف فاطمة لكن نحن أيضا لا نستطيع أن ننكر أن لفاطمة قرآن خاص مختص بها تقرأه لكن الروايات التي تذكر مصحف فاطمة تشير إلى هذا المصحف يعني الكتاب الذي دون فيه أمير المؤمنين ما سلا به جبرائيل الزهراء "سلام الله عليها" لكن يمكن أن يكون لها كتاب آخر أو مصحف آخر قرآن آخر لكن الروايات التي تشير إلى مصحف فاطمة تشير إلى هذا المصحف الذي ليس بقرآن هذا تمام الكلام في مصحف الإمام علي "سلام الله عليه" وقد تطرقنا فيه إلى نقاط ستة بينا فيها موقف الخلافة من قرآن أمير المؤمنين "سلام الله عليه".
هناك روايات أيضا تذكر هذا الأمر لا بأس نذكر لكم أيضا هذا المقطع من رواية سليم بن قيس أيضا صفحة 100 يروي سليم بن قيس (إن طلحة سأل عليا عن أمور منها قوله لعلي وما يمنعك يرحمك الله أن تخرج ما ألفت للناس وقد شهدت عثمان حين أخذ ما ألف عمر فجمع له الكتّاب وحمل الناس على قراءة واحدة يعني عثمان حمل الناس على قراءة واحدة ومزق مصحف أبي بن كعب وأبن مسعود لأنه أحرق بقية المصاحف وأتلفها واحرقهما فما هذا إلى أن يقول ما أراك يا أبا الحسن أجبتني عما سألتك عنه من القرآن ألا تظهره للناس قال يا طلحة عند كففت عن جوابك قال فأخبرني عما كتب عمر وعثمان أقرآن كله أم فيه ما ليس بقرآن قال طلحة بل قرآن كله قال إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنة فإن فيه حجتنا وبيان حقنا وفرض طاعتنا).
إذن قرآن أمير المؤمنين "سلام الله عليه" يغاير القرآن الموجود بين أيدينا من جهة ترتيب النزول لكن نفس هذه الآيات هي الآيات الموجودة في قرآن علي ونفس هذه السور الموجودة بين أيدينا هي نفس السور الموجودة في مصحف الإمام أمير المؤمنين "سلام الله عليه"، هذا تمام الكلام في المصحف الأول مصحف الإمام أمير المؤمنين "سلام الله عليه".
المصحف الثاني مصحف الخلفاء الثلاثة وحفصة أو كل مصحف زيد بن ثابت فما هي الروايات وما هي الأدلة الدالة على وجود هذا المصحف نتكلم عن مصحف الخلفاء الثلاثة وحفصة أو مصحف زيد بن ثابت في كذا نقطة إن شاء الله أيضا نتكلم في أربع نقاط:
النقطة الأولى نتكلم فيها عن النصوص الدالة على وجود هذا المصحف، ما شاء الله بالأمس ذكرنا اثنين وعشرين رواية تتكلم عن هذا المصحف عن اختلاف في هذه الليلة نذكر لكم رواية واحدة نكتفي بها مروية في صحيح البخاري الجزء السادس صفحة 225 وفي مصاحف السجستاني صفحة 6.
هذه الرواية طويلة تقريبا مفاد هذه الرواية أنه بعد مقتل أهل اليمامة يقول زيد بن ثابت أرسل إلي أبو بكر بعد مقتل أهل اليمامة وعمر جالس عنده قال إن هذا وأشار إلى عمر أتاني وقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وأخاف أن يستحر بهم القتل في سائر المواطن فيذهب كثيرون من القرآن وأشار علي بجمع القرآن فقلت لعمر كيف نفعل ما لم يفعله رسول الله فقال هو والله خير فلم يزل يراجعني عمر حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت الذي رأى عمر قال زيد قبل أبو بكر إنك شاب عاقل لا نتهمك فقد كنت تكتب الوحي لرسول الله فتتبع القرآن وأجمعه قال زيد فو الله لو كلفوني نقل جبل من مكانه لم يكن أثقل علي مما كلفوني به قلت كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله فلم يزل فقمت أتتبع القرآن اجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال.
طبعا هناك علة لماذا عينوا زيد بن ثابت دون غيره؟ لأن زيد بن ثابت كان من الشباب اليافعين بينما هناك كبار الصحابة هناك أمير المؤمنين "سلام الله عليه" والكثير من أصحاب رسول الله "صلى الله عليه وآله" فكان أن يأتوا بشخص من كبار الصحابة يتولى هذا الأمر قد ينازعهم في شؤون الملك وتعرفون هذه الأمور فكان أنسب شخص زيد بن ثابت خصوصا إن زيد بن ثابت كان من كتاب الوحي لرسول الله "صلى الله عليه وآله".
النقطة الثانية نتكلم فيها عن منهج زيد في الجمع ما هو منهجه؟ زيد بن ثابت قام بجمع القرآن من العسب واللخاف والأديم والقراطيس أول عمل قام به وجه نداء عاما إلى الناس قال من كان تلقى من رسول الله "صلى الله عليه وآله" شيئا من القرآن فليأتي به هذه الخطوة الأولى.
الخطوة الثانية ألف لجنة مكونة من خمسة وعشرين عضوا كما في رواية اليعقوبي تاريخ اليعقوبي الجزء اثنين صفحة 113 وكان عمر ابن الخطاب يشرف على هذه اللجنة المكونة من خمسة وعشرين كان يشرف بنفسه والأمر الثالث كان اجتماعهم على باب المسجد يوميا والناس يأتونهم بآيات القرآن وسور القرآن كل حسب ما عنده وكانوا لا يقبلون من أحد شيئا حتى يأتي بشاهدين يشهدان بصحة ما عنده من القرآن ما عدا خزيمة بن ثابت لأن خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين فشهادته تقوم مقام شهادتين أتى بآخر آيتين من سورة براءة قرأناهما بالأمس (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).
النقطة الثالثة حول مصحف زيد أو مصحف الخلفاء نتكلم فيها عن وصف هذه المصاحف فما هي صفة هذا المصحف طبعا المؤرخون أيضا يرون أن عمر جاء بآية الرجم لكن بما أنه لم يكن عنده شاهد آخر لم توضع هذه الآية الآية هذه التي جاء بها عمر وزعم أنها من القرآن، الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله، لكنه وجه بالربط ولم تقبل منه هذه الآية طبعا هذا الكلام مذكور في تفسير ابن كثير الجزء الثالث صفحة 261 ففي البرهان الجزء الثاني صفحة 35 وفي الإتقان الجزء الثاني صفحة 26.
الآن نتكلم في النقطة الثالثة وهي وصف مصحف زيد، مصحف زيد لم ينظم سور القرآن ولم يرتب سور القرآن كمصحف يعني لا أحد يتصور أن مصحف زيد أو مصحف الخلفاء هو عين المصحف الموجود اليوم يعني مرتب من ابتداء بالفاتحة واختتم بسورة الناس لا كان الغرض من ذلك المصحف هو جمع القرآن وحفظ القرآن من الضياع وبالتالي قام زيد بجمع القرآن في صحف أي أنه أودع الآيات والسور في صحف وجعلها في إضبارة يعني مجموعة معينة فهو قد جمع القرآن خشية التفرقة والضياع ولذلك يعني ربما تسميته بالمصحف فيه نوع من المجاز والتجوز يقول المحاسبين ينقل عنه الإتقان الجزء الأول صفحة 59 كان القرآن مفرقا في الرقاع والأكتاف والعسب وإنما أمر الصديق بنسخها من مكان إلى مكان مجتمعا وكان ذلك بمنزلة أوراق فيها القرآن منتشرة فجمعها جامع وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شيء.
يقول ابن الحجر في فتح الباري لشرح صحيح البخاري الجزء التاسع صفحة 16 يقول والفرق بين الصحف والمصحف، الصحف كانت مفرقة ومصحف زيد أن الصحف هي الأوراق المجردة التي جمع فيها القرآن في عهد أبي بكر وكانت سورا مفرقة كل سورة مرتبة بآياتها على حدة لكن لم يرتب بعضها إثر بعض فلما نسخت ورتب بعضها إثر بعض صارت مصحفا أي أنه يعبر عن مصحف زيد أو أبي بكر يعبر عنه صحف وأما مصحف عثمان بما أنه مرتب يعبر عنه مصحف.
النقطة الرابعة في مصحف زيد نتكلم فيها عن مصير هذا المصحف فإلى أين آلت الأمور وإلى أين هذا المصحف طبعا التاريخ يحدثنا إن هذا المصحف بقي عند أبي بكر ومن بعد وفاته بقي عند عمر ومن بعد وفاته بقي عند حفصة بنت عمر وبعد وفاتها بعض الروايات تقول إنه صار إلى عبد الله بن عمر وفي بعض الكتب تشير إلى أن مروان بن الحكم والي معاوية بن سفيان على المدينة أخذ هذا المصحف وانتزعه وشقه إذن النتيجة مصحف الخلفاء وحفصة كان واحدا انتقل من واحد لواحد منهم فلما ماتت حفصة أرسل إلى عبد الله بن عمر في الصحيفة بعزمه فأعطاهم إياها فغسلت غسلا هذا ينقل الرافعي في أعجاز القرآن صفحة 39.
أما صبحي الصالح في علوم القرآن صفحة 83 ينقل عن كتاب المصاحف للسجستاني صفحة 24 يقول أخذها مروان بن الحكم واحرقها كما حكي عن بعض، هذا المصحف بقي عند حفصة هذا تمام الكلام في المصحف الثاني مصحف الخلفاء الثلاثة أو مصحف حفصة أو مصحف زيد بن ثابت.
المصحف الثالث مصحف عبد الله بن مسعود ونتكلم عن هذا المصحف في ثلاث نقاط:
النقطة الأولى النصوص الدالة على هذا المصحف.
النقطة الثانية مصير هذا المصحف.
النقطة الثالثة صفة وخصائص هذا المصحف.
هذه النقاط الثلاث ستتكرر في بقية المصاحف.
النقطة الأولى النصوص التي تدل على أنه يوجد لعبد الله بن مسعود مصحف طبعا المراد من النصوص إما روايات وأحاديث وإما نص بعض الكتب التاريخية طبعا لابد أن نفرق بين المصاحف وبين القراءات عبد الله بن مسعود بلا شك أنه صاحب قراءة ، أبي بن كعب الأنصاري لا شك أنه صاحب قراءة يعني ماذا قراءة؟ يعني لديه طريقة خاصة في قراءة القرآن الكريم إذا كان الشخص له قراءة ليس بالضرورة أن يكون لديه مصحف فرق بين أن يكون عنده مصحف وبين أن تكون له قراءة ربما يكون من حفاظ القرآن الكريم عبد الله بن مسعود حافظ للقرآن بأكمله فربما تكون له قراءة لكن لا يكون عنده مصحف مكتوب بحثنا الآن فعلا في المصاحف بحث القراءات سيأتي فيما بعد كلامنا الآن هل إن عبد الله بن مسعود له مصحف أم لا من المسلم أن له قراءة لكن هل له مصحف أم لا من خلال بعض النقولات نستكشف أن له مصحف أيضا.
قال أبن النديم قال الفضل بن شاذان وجدت في مصحف عبد الله بن مسعود تأليف سور القرآن على هذا الترتيب ثم ذكر ثم قال محمد بن إسحاق رأيت عدة مصاحف ذكر نساخها أنها مصحف ابن مسعود إذن هذا الفهرست لابن النديم صفحة 45 هذا صريح أن ابن مسعود لديه مصحف.
النقل الآخر يذكره السيوطي الجزء الأول في الإتقان صفحة 66 ذكر أبن عشتة في كتابه المصاحف بعد ذكره لسند الرواية تأليف مصحف عبد الله بن مسعود البقرة والنساء إلى آخر ما ذكره.
النقل الثالث قال أبن أبي داود على ما نقله السجستاني في المصاحف صفحة 15 عندما جاء رسول الخليفة إلى الكوفة لأخذ المصاحف قام أبن مسعود خطيبا قائلا أيها الناس إني غال مصحفي ومن أستطاع أن يغل مصحفا فليغلل فإنه من غل يأتي يوم القيامة بما غل ونعم الغل المصحف، إذن هذا واضح أن لعبد الله بن مسعود مصحف، هذا تمام الكلام في النقطة الأولى التي من خلالها أثبتنا أن لعبد الله بن مسعود مصحف.
النقطة الثانية نتكلم فيها عن مصير هذا المصحف وهل هو موجود أم ليس بموجود هذا المصحف؟ طبعا سنتكلم إن شاء الله عثمان بن عفان جمع هذه المصاحف ومنها مصحف أبن مسعود ومصحف أبي بن كعب واحرقها طبعا كل الصحابة سلموا بذلك ما عدا ابن مسعود عبد الله بن مسعود وقف في وجه عثمان بن عفان لكن عثمان بن عفان كسر ضلعيه.
يروي السجستاني في المصاحف قال عندما جاء رسول الخليفة إلى الكوفة لأخذ المصاحف قام ابن مسعود خطيبا قائلا أيها الناس إني غال مصحفي ومن استطاع أن يغل مصحفا فليغلل فإنه من غل يأتي يوم القيامة بما غل ونعم الغل المصحف، إذن من هذه الرواية نفهم أن عبد الله بن مسعود كان يحرض الناس على مخالفة الحكم القائم ومخالفة طريقة عثمان بن عفان.
يروي الواقدي هذه الأمور اغلبها التي سأنقلها يذكرها أبن أبي حديد المعتزلي في شرح النهج الجزء الثالث صفحة 43 و44.
روى الواقدي بإسناده وإسناد غيره أن أبن مسعود لما استقدم المدينة دخلها ليلا طبعا أبن مسعود كان خارج المدينة لعله كان في الكوفة فاستدعاه عثمان استدعاه أن يرجع يقول هذا الآن تتكلم عن رجوع ابن مسعود لما استقدم المدينة دخلها ليلا وكانت ليلة جمعة فلما علم عثمان بدخوله قال أيها الناس إنه قد طرقكم الليلة دويبة حشرة يعني من يمشي على طعامه يقيء ويسلح قال أبن مسعود لست كذلك ولكنني صاحب رسول الله "صلى الله عليه وآله" يوم بدر فصاحبه يوم أحد وصاحبه بيعة الرضوان وصاحبه يوم الخندق وصاحبه يوم حنين إلى آخره فصاحت عائشة يا عثمان أتقول هذا لصاحب رسول الله فقال عثمان اسكتي ثم قال لعبد الله بن ز بن الأسود أخرجه إخراجا عنيفا فأخذه ابن زمعة فاحتمله حتى جاء به باب المسجد فضرب به الأرض فكسر ضلعا من أضلاعه فقال أبن مسعود قتلني أبن زمعة الكافر بأمر عثمان، قال الراوي فكأني أنظر إلى حموشة ساقي عبد الله بن مسعود ورجلاه تختلفان على عنق مولى عثمان حتى أخرج من المسجد وهو يقول أنشدك الله أن لا تخرجني من مسجد خليلي رسول الله "صلى الله عليه وآله".
هذه الإضافة انقلها لكم من تاريخ اليعقوبي الجزء الثاني صفحة 160 قيل واعتل ابن مسعود فاتاه عثمان يعوده فقال له ما كلام بلغني عنك يعني عثمان يقول له يعني تتشكر سمع كلام عني قال عبد الله بن مسعود ذكرت الذي فعلته بي إنك أمرت بي فوطئ جوفي فلم أعقل صلاة الظهر ولا العصر ومنعتني عطائي قال عثمان فإني أقيدك من نفسي ففعل بي مثل الذي فعل بك فهذا عطائك فخذ قال أبن مسعود من اعتنيه وأنا محتاج إليه أنا يوم كنت محتاج إلى العطاء منعتني ـ وتعطيني وأنا غني عنك أنا الآن ما محتاج إليك لا حاجة لي بك فأقام ابن مسعود مغاضبا لعثمان حتى توفي وصلى عليه عمار بن ياسر في ستر من عثمان يعني بحيث لا يدري عثمان ـ وهكذا لما مات المقداد ـ المقداد بن الأسود ـ "صلى الله عليه وآله" عليه عمار بوصية منه فاشتد غضب عثمان على عمار وقال ويلي على ابن السوداء أما لقد كنت به عليما، إذن هذا يبين لنا مصير مصحف أبن مسعود طبعا هناك بعض الروايات تشير إلى أنه ضل إلى فترة يعني مصحف أبن مسعود إلى فترة بقي متداولا إلى أيام متأخرة.
ابن النديم يقول في الفهرست صفحة 46 رأيت عدة مصاحف ذكر نساخها أنها مصحف عبد الله بن مسعود وقد كتب بعضها منذ مأتي سنة طبعا أبن النديم صحاف يعني كانت شغلته يجمع الصحف ويجعلها في مصحف واحد يعني يصلح الكتب وصار خبير في الكتب وألف كتابه الفهرست. لكن بعض الكتب ذكرت أنه أحرق فيما بعد يعني من ضمن المصاحف التي أحرقها عثمان احرق أيضا مصحف عبد الله بن مسعود ومصحف أبي بن كعب لكن بعض النقولات تشير إلى وجود مصحف عبد الله بن مسعود ومصحف أبي بن كعب طبعا اليوم لا أثر لهما أما بالنسبة إلى مصحف أمير المؤمنين "سلام الله عليه" الروايات لا تشير إلى أن عثمان قد احرقه وكذلك بالنسبة إلى مصحف حفصة تشير الروايات إلى أن عثمان جعله وقارن بينه وبين ما نسخه ثم أرجعه إلى حفصة ولم يحرقه إذن مصحفين لم يحرقهما مصحف أمير المؤمنين "سلام الله عليه" ومصحف حفصة وأما بقية المصاحف كان يجمعها ويحرقها.
النقطة الثالثة في هذا المصحف، مصحف عبد الله بن مسعود صفة هذا المصحف نذكر لكم ست صفات أو ست جهات في هذا المصحف:
الجهة الأولى ترتيبه، رتبه على هذا الترتيب ستة ترتيبات ست أمور:
أولا ذكر السبع الطوال، البقرة، النساء، آل عمران، الأعراف، الأنعام، المائدة، يونس.
الترتيب الثاني يعني الآيات الأخرى والذي يريد يراجع هذا موجود بشكل مفصل في تلخيص التمهيد الجزء الأول صفحة 169 ذكر المئيين وهي سورة براءة النحل هود يوسف الكهف الإسراء الأنبياء طه المؤمنون الشعراء الصافات.
ثالثا المثاني الأحزاب طبعا المثاني لماذا سميت بالمثاني؟ لا لأنها نزلت مرتين وإنما لأنها تثنى أي أنها تكرر قراءتها أكثر مما تقرأ غيرها من السور الطوال والسور المئيين السور الطوال والتي تتكون من أكثر من مئة آية عادة لا تقرأ مرتين بينما هذه السور التي هي أقل من مئة آية عادة تثنى ومرتين يعني تقرأ مرتين وهي المثاني الأحزاب الحج القصص النمل النور الأنفال مريم العنكبوت الروم ياسين الفرقان الحجر الرعد سبأ فاطر إبراهيم ص محمد "صلى الله عليه وآله" لقمان الزمر.
رابعا الحواميم تبدأ بحم وهي سورة المؤمن الزخرف فصلت الشورى الإحقاق الجافية الدخان.
خامسا الممتحنات وهي سورة الفتح الحديد الحشر السجدة ق الطلاق القلم الحجرات الملك التغابن المنافقون الجمعة الصاف الجن نوح المجادلة الممتحنة التحريم.
سادسا وأخيرا المفصلات الرحمن، النجم، الطور، إلى التوحيد والانشراح.
هذه مئة وأحد عشر سورة بإسقاط سورة الفاتحة وسورتي المعوذتين لم يذكر في قرآنه ومصحفه الفاتحة ولا المعوذتين إذن هذه الجهة الأولى من الجهات التي سنذكرها في وصف مصحف عبد الله بن مسعود.
الجهة الثانية ابن مسعود أسقط سورة الفاتحة لم يذكر سورة الفاتحة في مصحفه وهذا ليس اعتقادا منه بأن الفاتحة ليست من القرآن وإنما لأن السبت والكتابة كتب القرآن لماذا في المصحف؟ حتى لا يضيع ومن الواضح أن سورة الفاتحة مأمونة عن الضياع بذاتها لأنها تقرأ كل يوم في الصلاة وبالتالي أبن مسعود لم يكتب سورة الفاتحة في مصحفه لأنه من المضمون أنها لا تضييع إما لهذا أو لأن أبن مسعود رأى أن هذه الفاتحة عدل للقرآن تعدل القرآن هذا وليس الله "عز وجل" في سورة الحجر آية 87 يقول مخاطبا الرسول (ولقد آتيناك سبعا من المثاني يعني سورة الفاتحة والقرآن العظيم) إذن جعل السبع المثاني وهي الفاتحة في مقابل القرآن العظيم، إذن الخصيصة الثانية لمصحف أبن مسعود أنه لم يذكر سورة الفاتحة لأنها مضمونة من الضياع.
الجهة الثالثة أبن مسعود اسقط سورتي المعوذتين الفلق والناس (قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس) لماذا؟ كان عبد الله بن مسعود يعتقد أنهما اوذه كان يتعوذ بهما رسول الله "صلى الله عليه وآله" لدفع العين أو السحر يعني وهما ليستا بسورة ليستا سورتين وإنما هما حجاب وتعويذ يستعاذ به من شر العين أو السحر وقد صح الإسناد أن أبن مسعود كان يحك المعوذتين من المصاحف يعني إذا مصحف فيه معوذتين يحكهم يشيلها.
ويقول لا تخلطوا بالقرآن ما ليس منه إنهما ليستا من كتاب الله إنما أمر النبي أن يتعوذ بهما وكان أبن مسعود لا يقرأ بهما في صلاته على ما نقل فتح الباري لابن حجر الجزء الثاني صفحة 571 والدر المنثور الجزء السادس صفحة 416.
طبعا بعضهم أنكر هذه النسبة مثل الرازي وأبن حسن قالوا لا قالوا أبن مسعود يرى أنهما قرآن لكن لم يثبتهما في المصحف لكن هذا خلاف ما نقل عنه، هذا تمام الكلام في الجهة الثالثة.
الجهة الرابعة كانت البسملة ثابتة لسورة براءة في مصحف أبن مسعود يعني ذكرت سورة براءة المنافقين هذه السورة سورة براءة ذكرت بالبسملة مع أنه معروف في القرآن أنها من دون بسملة.
الجهة الخامسة لقرآن أبن مسعود أنه قرآن أبن مسعود قراءته تخالف النص المشهور بين أيدينا في كثير من الآيات وهذا الاختلاف يرجع إلى تبديل كلمة إلى مرادفتها في النص وفي الغالب كان هذا التبديل لغرض الإيضاح والإفهام. طبعا المعروف من مذهب أبن مسعود توسعه في قراءة ألفاظ القرآن الكريم فكان يجوز تبديل كلمة بكلمة أخرى مرادفة لها إذا كانت الثانية أوضح لكن لا تغير من المعنى الأصلي شيئا ولذلك بعض المفسرين القدامى كان إذا أشكلت عليه كلمة غريبة في النص القرآني يرجع إلى قرآن ومصحف عبد الله بن مسعود لأنه بشكل طبيعي سيكون قد أبدل هذه الكلمة بكلمة أخرى هذا التبديل مشكل جدا لكن المعروف من مصحف عبد الله بن مسعود ومصحف أبي بن كعب الأنصاري أنهما يريان جواز التبديل.
الجهة السادسة من صفات مصحف أبن مسعود أنه كان يزيد في لفظ النص زيادات تفسيرية كانت أشبه بالتعليقات الإيضاحية التي أدرجت ضمن النص الأصلي يعني يوجد فيه شيء من التفسير والتبيين والإيضاح وأئمة الفن اعتبروا هذه الزيادات في قراءة أبن مسعود ليست إلا تفسيرات ولم يعتبروها نصا قرآنيا منسوبا إلى أبن مسعود هذا تمام الكلام في مصحف عبد الله بن مسعود وعرفنا مصيره أنه لم يصل إلينا.
طبعا بعض النقولات تشير إلى أنه بقي لفترة طبعا هو الوحيد الذي أعرض عثمان ولم يسلمه قرآنه ومصحفه أما البقية أبي بن كعب وغيرهم سلموا عثمان هذا المصحف إذن في هذه الليلة تطرقنا إلى ثلاثة مصاحف، المصحف الأول مصحف أمير المؤمنين "سلام الله عليه" المصحف الثاني مصحف الخلفاء الثلاثة وحفصة أو مصحف زيد بن ثابت المصحف الثالث مصحف عبد الله بن مسعود تبقى أربعة مصاحف أخرى سنتطرق لها مجموع ما سنتطرق إليه بالتفصيل سبعة مصاحف ثم بعد ذلك نذكر لكم أيضا ستة مصاحف أخرى غير هذه السبعة يكون المجموع ثلاثة عشر مصحف إن شاء الله نذكر لكم ثلاثة عشر مصحف الدرس القادم نشرع في مصحف أبي بن كعب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

07

مايو | 2023
  • الكتاب: علوم القرآن الكريم
  • الجزء

    -

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
27 الجلسة