علوم القران
شیخ الدقاق

023 - تدوين القراءات المشهورة

علوم القرآن

  • الكتاب: علوم القرآن الكريم
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    200

07

2023 | مايو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
اللهم أخرجنا من ظلمات الوهم وأكرمنا بنور الفهم اللهم افتح علينا أبواب رحمتك وانشر علينا خزائن علمك برحمتك يا ارحم الراحمين وصلى اللهم على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
تكلمنا بالأمس حول النقطة السادسة وهي القراءات، في القراءات تطرقنا إلى عدة نقاط النقطة الأولى التي تطرقنا إليها تطرقنا إلى معنى القراءة وأسباب نشوء القراءات النقطة الثانية تكلمنا حول أنواع اختلاف القراءات النقطة الثالثة تطرقنا لطبقات القراء اليوم إن شاء الله نتكلم حول النقطة الرابعة وهي تدور حول تدوين القراءات المشهورة.
طبعا قلنا بالأمس أنه توجد خمس طبقات الطبقة الأولى فهي طبقة القراء الأوائل الصحابة كأمير المؤمنين "سلام الله عليه" وعثمان وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأضرابهم والطبقة الثانية هم تلامذة الطبقة الأولى وهم من التابعين، الطبقة الثالثة هم تلامذة الطبقة الثانية تقريباً وهم تقريباً في النصف الأول من القرن الثاني غالبية القراء وغالبية القراءات المشهورة كانت من الطبقة الثالثة فما الفارق بين هذه الطبقة وبين بقية الطبقات؟
طبعا المسلمون الأوائل كانوا يقرؤون القرآن كما تلقوه عن النبي "صلى الله عليه وآله" وبالتالي برع فيهم الكثيرون لكن قراءة القرآن لم تكن سمة تخصصية لهم مثلا عثمان وغير عثمان كانوا من القراء لكن لم تكن قراءة القرآن شغلهم الشاغل بحيث يكونوا متخصصين في قراءة القرآن لكن في الطبقات اللاحقة خصوصا الطبقة الثالثة بعض المسلمين قد تخصصا في القرآن في قراءة القرآن تلفظ القرآن فكان هو شيخ قراءة يدرس ويقرأ على الشيوخ ثم يدرس ويقرأ الطلاب هؤلاء القراء كثروا وتفرقوا في البلاد وهكذا لطلابهم ولطلابهم طلاب ولطلابهم طلاب حتى كثرت هذه القراءات ثم من جاء بعدهم كتبوا كتابات للناس دونوا فيها هذه القراءات أول إمام معتبر قد تصدى لضبط ما صح من القراءات وجمعها في كتاب بشكل مبسط وبتفصيل هو أبو عبيد القاسم أبن سلام الأنصاري المتوفي سنة 224 هجرية هذا أبو عبيد القاسم كان تلميذا للكسائي يقول أبن الجزري في كتاب النشر في القراءات العشر الجزء الأول صفحة 34 يقول وجعلهم فيما أحسب خمسة وعشرين قارئا بما فيهم السبعة الذين اشتهروا فيما بعد إذن أول من كتب دون خمسة وعشرين قراءة.
من بعده جاء أحمد بن جبير بن محمد أبو جعفر الكوفي نزيل أنطاكية المتوفي سنة 258 هذا جمع كتابا في القراءات الخمسة من كل مصر واحداً لأنه معروفة الأمصار الخمسة المدينة ومكة، البصرة والكوفة، والشام هذه الأمصار الخمسة هي قراءتها التي اشتهرت.
ثم من بعده جاء القاضي إسماعيل بن إسحاق المتوفي سنة 282 هجرية ألف كتابا في القراءات جمع فيه قراءة عشرين إمام من بعده جاء الإمام أبو جعفر الطبري المتوفي سنة 310 هجرية جمع كتابا سماه الجامع فيه نيف وعشرون قراءة بعد الطبري بقليل ألف أبو بكر محمد بن أحمد الداجوني المتوفي سنة 324 هجرية كتابا في القراءات أدخل مع القراءات العشر قراءة أبا جعفر فصارت أحد عشر قراءة في أثر الداجوني جاء أبو بكر أحمد بن موسى بن مجاهد المتوفي أيضا سنة 324 هجرية واقتصر على القراءات السبع إذن أول من اقتصر على القراءات السبع هو أبن مجاهد أبو بكر أحمد بن موسى سنتكلم إن شاء الله عن سبب حصر القراءات في سبع.
إذن أول من حصرها هو أبن مجاهد بعد أبن مجاهد قام العلماء وكتبوا واحتذوا بحذوه كتبوا سبع قراءات منهم أحمد بن نصر الشذائي المتوفي سنة 370 وأحمد بن الحسين بن مهران المتوفي سنة 381 لكن هذا أبن مهران زاد على السبعة 3 أشخاص فأصبحوا عشرة أيضا جاء محمد بن جعفر الخزاعي المتوفي سنة 408 ألف كتاب المنتهى وجمع فيه بعض القراءات هذه نبذة بسيطة أيضا يوجد كلام أنه الأندلس وبلاد المغرب هل كان فيها قراءات أم لا؟ طبعا بلاد الأندلس والمغرب لم يكن فيها شيء من هذه القراءات إلى آخر المائة الرابعة الهجرية ثم رحل إليهم من روى بعض القراءات بمصر طبعا أول من أدخل القراءات إلى الأندلس هو مؤلف الروضة أبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي المتوفي سنة 429 ثم تبعه أبو محمد مكي أبن أبي طالب القيسي المتوفي سنة 437 مؤلف كتاب التبصرة وكتاب الكشف عن وجوه القراءات السبع ثم جاء الحافظ أبو عمر عثمان بن سعيد الداني المتوفي سنة 444 هجرية مؤلف كتاب التيسير وجامع البيان من أراد التفصيل أكثر يمكن أن يرجع إلى كتاب تلخيص التمهيد الجزء الأول صفحة 310 ـ 311 إلى آخره هناك ذكر مثلا في دمشق ألف الأستاذ أبو علي الحسن بن علي الأهوازي كتابا في القراءات والطرق إليها طبعا أوسع كتاب كتب في هذه القراءات هو كتاب أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز الاسكندري المتوفي سنة 629 ألف كتابا أسماه الجامع الأكبر والبحر الأسخر يحتوي على سبعة آلاف رواية وطريق طبعا ليس يعني سبعة آلاف قراءة لا سبعة آلاف رواية يعني سبعة آلاف راوي يرون بعض القراءات.
أيضا ألف أبو القاسم يوسف بن علي الهذلي المتوفي سنة 465 هجرية ألف كتاب الكامل جمع فيه خمسين قراءة عن الأئمة المعروفين وألف وأربعمائة وتسعة وخمسين رواية وطريق إلى هذه القراءات الخمسين يعني قرابة ألف وخمسمائة طريق إلى الخمسين قراءة.
أيضا من المؤلفين أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري هذا بمكة المتوفي سنة 478 ألف كتاب التلخيص في القراءات الثمان هو سوق العروس فيه ألف وخمسمائة وخمسين رواية وطريق أكثر الطرق كانت الطرق التي ذكرها أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز الاسكندري يعني عرفنا أن هناك ما يربو على خمسين قراءة هذا كتاب جمع خمسين قراءة وهو كتاب الكامل لأبي القاسم يوسف بن علي الهذلي لكن القراءات كانت أكثر بذلك بكثير هؤلاء يجمعون مثلا المشهور وغير ذلك من هنا نسأل كيف حصرت القراءات في سبع أو عشر، نسمع كثيراً القراءات السبع أو القراءات العشر لماذا اقتصر على القراءات العشر أو السبع ولم يؤخذ بالقراءات الخمسين أو العشرين إلى آخره.
قلنا لكم أن أول من ذكر السبعة هو أبو بكر بن مجاهد يقال إن أبن مجاهد أراد أن يحصر القراءات السبعة باعتبار أن المصاحف المشهورة سبعة طبعا أشهرها الخمسة وهو مصحف المدينة ومصحف مكة هذا مصحفين مصحف البصرة ومصحف الكوفة هذه أربعة مصاحف ومصحف الشام هذا المصحف الخامس هذه أشهر المصاحف ثم من بعدها مصحف البحرين ومصحف اليمن هذه سبعة هذه المشهورة ويقال أنه أيضا أرسل إلى مصر وإلى الجزيرة العربية مصحفين هذه تسعة لكن أشهر المصاحف سبعة.
المصاحف الخمسة الأولى مصحف المدينة ومكة والشام والبصرة والكوفة كان لها عين وأثر أما مصحف البحرين ومصحف اليمن ليس لهما عين ولا أثر وبالتالي أبن مجاهد أراد أن يجعل قراءات سبع على وفق المصاحف السبعة وبالتالي أختار قراءة لأهل الشام وقراءة لأهل الكوفة وقراءة لأهل مكة وقراءة لأهل البصرة وقراءة المدينة لكن حينما جاء إلى مصحف البحرين ومصحف اليمن لم يعثر على قراءة فعوض عن هذين المصحفين بقراءتين لأهل الكوفة أيضا إذن النتيجة من القراء ثلاثة كوفيين وأربعة متفرقين واحد منهم من المدينة وواحد منهم من مكة وواحد من الشام وواحد من البصرة هذه أربعة وثلاثة للكوفة لماذا ثلاثة للكوفة؟ واحد للكوفة وواحد لأهل البحرين والآخر لأهل اليمن بعضهم يقول هكذا يبرر هكذا والله العالم صحيح أم غير صحيح، يقولون أنه كان يريد أن يجعل القراءات على عدد المصاحف ويقال أيضا أنه حصر القراءات في سبع جاء موافقا للحديث القائل أن القران نزل على سبعة أحرف إذن حصر القراءات في سبع موافق لعدد المصاحف السبعة وموافق أيضا للأحرف السبعة التي وردت في الرواية، هل كانت غاية أبن مجاهد هذا أم غيرها الله العالم لكن يقال إن أبن مجاهد لم يكن كثير الدراسة يعني لم يدرس كثيرا ولم يسافر كثيرا لتلقي العلم وبالتالي قلة علمه وقلة أسفاره أسهمت في أن يقتصر على هذه القراءات ولذلك أبن مجاهد له أقران أقوى مثل أبن شمبوذ ومثل أبن مقسم أبن شمبوذ وأبن مقسم أقوى من أبن مجاهد لكن أبن مجاهد كان قريب من السلطة يعني كان قارئ السلطة وكان عالم السلطة فقربته السلطة وهو استغل هذه السلطة وبالتالي الحاكم حصر القراءات في سبع وكان الذي يأتي بقراءات غير القراءات السبع يتعرض إلى العقوبة وبالتالي أسهم أبن مجاهد في محاكمة أبن شمبوذ وأبن مقسم وبالتالي من بعد أبن مجاهد جرت السيرة في الاقتصار على القراءات السبع إذن عرفنا لماذا حصرت القراءات في سبع لأن أبن مجاهد حصرها في سبع وكان قريب من السلطة والسلطة فرضت ذلك وكان بين أبن مجاهد وأبن شمبوذ وأبن مقسم نوعا ما بعض الحزازات.
يقول أبن الجزري وكان قد وقع بين أبن شمبوذ وأبن مجاهد تنافس على عادة الأقران، الأقران عادة يتنافسون حتى كان أبن شمبوذ لا يقرأ من يقرأ على أبن مجاهد وكان يقول هذا العطشي يعني أبن مجاهد لم تغبر قدماه في هذا العلم، كناية لم تغبر القدم يعني لم يسافر كثيرا بحيث غبرت الأقدام في سبيل العلم.
يسمونه العطشي لماذا؟
العطشي هو لقب أبن مجاهد لأن أبن مجاهد ولد بحارة سوق العطش في بغداد فنسب إليها أسموه العطشي، العلاف يقول سألت أبا طاهر أي الرجلين أفضل أبو بكر بن مجاهد أو أبو الحسن بن شمبوذ؟ قال فقال لي أبو طاهر أبو بكر بن مجاهد عقله فوق علمه وأبو الحسن بن شمبوذ علمه فوق عقله هذا موجود في غاية النهاية في طبقات القراء الجزء الثاني صفحة 54 و56 .
أبن مجاهد كان حريص على تقليد السلف فيما قرؤوا ولذلك يقول عبد الواحد بن أبي هاشم سأل رجل أبن مجاهد لمَ لا يختار الشيخ لنفسه حرفاً يحمل الناس عليه؟ يعني لماذا لا يختار قراءة ويجعل الناس تمشي على هذه القراءة فقال نحن أحوج إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمتنا أحوج منا إلى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا.
أبن مجاهد كان قريب من الوزير أبن مقلة وبالتالي جعل الوزير أبن مقلة يفرض القراءات السبع ولذلك أبن مجاهد يقولون هو الذي أشار على الوزير أبن مقلة أن يحضر بن شمبوذ وأبن مقسم، أبن مقسم هو محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن مقسم أحضرهم في مجلسين كل واحد مجلس مختص به ومحاكمة كل واحد منهم بملء من الفقهاء لكي يضرب على يد الاختيار رأساً.
يقول الدكتور صبحي الصالح في كتاب مباحث في علوم القرآن صفحة 251 و252 يقول وقد أنعقد المجلسان بأمر شيخ القراء أبن مجاهد الذي عرفنا أنه أول من جمع القراءات السبع وكان أبن مجاهد قد أخذ القراءة عن أبن شاذان الرازي الذي أخذ عنه أيضا كل من أبن مقسم وأبن شمبوذ يعني أستاذهم واحد أبن شاذان الرازي ولكن اشتراك الثلاثة في التلقي عن شيخ واحد لم يمنع أبن مجاهد من التشدد مع زميليه.
طبعا أبن شمبوذ اعترض على أبن مجاهد أنه لماذا حصرت القراءات في سبع أيضا أبن مقسم اعترض على أبن مجاهد في حصر القراءات في سبع لماذا؟ لأنه يوجد قراء أفضل، يعني بعض القراء السبعة يوجد من هو أفضل منهم فلماذا خصت هذه القراءات بهؤلاء القراء السبعة بالإضافة إلى أنه هذا ليس بوحي منزل أو رواية واردة فيه حتى يتمسك به والدليل على ذلك أن نفس أبن مجاهد جعل السبعة جعل السابع هو يعقوب وبعد فترة غير السابع وجعل السابع الكسائي إذن السبعة كانوا ثابتين ولكن السابع تغير أول ما جعل السبعة جعل السابع يعقوب ثم بعد ذلك غير يعقوب وجعل السابع الكسائي فحصلت بعض الأمور بينه وبين أبن مقسم وبين أبن شمبوذ لكن على كل كان ابن مجاهد مدعوم من قبل الوزير أبن مقلة وبالتالي أبن مجاهد استطاع أن يحصر القراءات في سبع إذن أول من حصر القراءات في سبع هو الإمام أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس المشهور بابن مجاهد هذا أبن مجاهد قام على رأس الثلاثمائة للهجرة بجمع سبع قراءات في بغداد من أئمة الحرمين والعراقين والشام بالتالي عرفت هذه القراءات السبع.
طبعا هناك الكثير من العلماء ومن أهل السنة ومن المتخصصين استنكروا على أبن مجاهد هذا الحصر من هؤلاء أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي من هؤلاء أبو بكر أبن العربي من هؤلاء أثير الدين أبو حيان الأندلسي من هؤلاء الإمام إسماعيل أبن إبراهيم بن القراب من هؤلاء أبو الحسن علي بن محمد شيخ أبي شامة من هؤلاء أبو محمد مكي بن أبي طالب، هؤلاء لهم مواقف ولهم كتابات يمكن مراجعتها في تلخيص التمهيد الجزء الأول صفحة 316 و317 إلى آخره.
أنا أنقل لكم فقط مقطعين، المقطع الأول لأبي بكر بن العربي يقول ليست هذه السبعة متعينة للجواز حتى لا يجوز غيرها يعني قراءات غيرها من القراءات كقراءة أبي جعفر وشيبة والأعمش ونحوهم فإن هؤلاء مثلهم يعني مثل قراء السبعة أو فوقهم.
المقالة الثانية أنقلها لكم عن الإمام إسماعيل بن إبراهيم بن القراب في أول كتابه الشافي يقول ثم التمسك بقراءة سبعة من القراء دون غيرهم ليس فيه أثر ولا سنة وإنما هو من جمع بعض المتأخرين يقصد أبن مجاهد لم يكن قرأ بأكثر من السبع فصنف كتابا وسماه السبعة فانتشر ذلك في العامة وتوهموا أنه لا تجوز الزيادة على ما ذكر في ذلك الكتاب لاشتهار ذكر مصنفه وقد صنف غيره كتابا في القراءات وبعد وذكر لكل إمام من هؤلاء الأئمة روايات كثيرة وأنواعا من الاختلاف ولم يقل أحد إنه لا تجوز القراءة بتلك الروايات من أجل أنها غير مذكورة في كتاب ذلك المصنف يعني يقصد كتاب أبن مجاهد.
إلى هنا عرفنا لماذا اقتصر على القراءات السبع، طبعا سنتكلم موقف الإمامية أنه هل يجوز العمل بجميع هذه القراءات السبع أم لا؟ طبعا رأي الإمامية أن القرآن واحد قراءته واحدة وبالتالي القرآن إذا اطمأننا إن هذه القراءة هي القراءة التي كان يقرأ بها أهل البيت "سلام الله عليهم" نقرأ بها وإلا فلا وبالتالي المدار ليس على هذه القراءات أن جميع هذه القراءات حجة وصحيح وإنما الحجة الذي كان يقرأ به النبي "صلى الله عليه وآله" وكان يقرأه أهل البيت "سلام الله عليهم أجمعين" وبالتالي لا بأس بذكر أسماء القراء.
طبعا أبو بكر بن مجاهد ماذا عمل؟ أبن مجاهد جاء بقراء سبعة وذكر عن كل شخص منهما راويين مع أن القراء ما شاء الله كثيرون بعضهم ألف في خمسين قارئ وكل قارئ إليه رواة كثيرين يرون قراءته يعني ربما القارئ واحد له خمسين راوي مئة راوي أبو بكر بن مجاهد ذكر سبعة قراء ولكل قارئ ذكر راويين يعني ذكر لنا سبعة قراء وأربعة عشر راوي كل قارئ يروي عنه راويان ومن جاء بعد أبن مجاهد بعض المؤلفين جاء بعد أبن مجاهد وأضاف ثلاثة فصار القراء عشرة سار أيضا على هذا المنوال يعني ذكر الثلاثة وذكر لكل واحد من الثلاثة راويين فيصير المجموع قراءات عشر والرواة عشرين.
بعضهم جاء أيضا بعد هذا الثاني وأضاف أربعة لكن من القراءات الشاذة أضاف أربع قراءات شاذة فأصبحت هذه القراءات أربعة عشر إذن سنذكر لكم أربعة عشر قراءة طبعا نفس الشيء هذا الذي ذكر الأربعة القراءات الأربعة الشاذة ذكر لها راويين فتصير ثمانية رواة إن شاء الله نذكر لكم أسماء هؤلاء لكن من الملفت أنه في بعض هؤلاء القراء ذكر لهم رواة غير مباشرين يعني أنت الآن تأتي براوي مثل عاصم، عاصم الذي هو القرآن الموجود بين أيدينا اليوم هو بقراءة عاصم الكوفي، هذا عاصم ذكر أيضا له راويين لكن مباشرة منهم حفص، حفص يروي عن عاصم بشكل مباشر من دون واسطة لا توجد واسطة بين حفص وبين عاصم يعني حفص يروي عن فلان عن عاصم لا حفص يروي عن عاصم مباشرة لكن بعض هؤلاء القراء ذكر لهم أبن مجاهد راويين أصلا ما عاصروهم يعني لابد أن تكون هناك واسطة وأحيانا عدة وسائط نحن إن شاء الله نذكر لكم القراء السبعة طبعا هذه الأسامي يمكن الحصول عليها من كتاب تلخيص التمهيد الجزء الأول صفحة 322 ويمكن الحصول عليها أيضا من كتاب القرآن في الإسلام لصاحب الميزان صفحة 146 وأيضا يمكن الحصول عليها في تفسير البيان للسيد الخوئي "رضوان الله عليه" صفحة 126 طبعة بيروت نقرأ لكم هذه الأسماء ولا بأس بالتركيز عليها خصوصا القرآن الكوفي لأن القرآن الموجود عندنا اليوم بقراءة عاصم الكوفي فيهمنا أن نركز على هذا القرآن، القراء السبعة هم كما يلي، طبعا سنذكر سبعة ثلاثة منهم من الكوفة وأربعة متفرقين قارئ الشام والمدينة ومكة والبصرة.
القارئ الأول عبد الله بن عامر اليحسبي قارئ الشام توفي سنة 118 هجرية يروي عنه اثنان وهما هشام بن عمار وأبن ذكوان طبعا هشام بن عمار وأبن ذكوان أصلا لم يدركا اليحسبي لأن هشام ولد عام 153 هجرية وتوفي سنة 245 هجرية أبن ذكوان ولد سنة 1073 هجرية توفي سنة 242 هجرية وبالتالي لم يعرف السبب في اختيار ابن مجاهد هذين للرواية عن أبن عامر لماذا؟ لم يذكر راويين مباشرين إذن عرفنا أن القرآن الشامل القراءة الشامية لم يذكر فيها الرواة المباشرين طبعاً في كتب أخرى موجود الراوي المباشر لكن بما أن أبن مجاهد كان مدعوم من قبل أبن مقلة وكان له رواد اشتهر هؤلاء القراء واشتهر هؤلاء الرواة.
القارئ الثاني عبد الله بن كثير الداري هذا قارئ مكة توفي سنة 120 هجري يروي عنه اثنان وهما البزي وقنبل طبعاً هما أيضاً لم يدركا أبن كثير لأن البزي ولد سنة 170 هجرية ومات سنة 250 هجرية الثاني قنبل ولد سنة 195 ومات سنة 291 هجرية إذن أيضا قرآن مكة قراءة مكة رواتها غير مباشرين، يعني بوسائط.
القارئ الثالث عاصم بن أبي النجود الأسدي هذا قارئ الكوفة هذا يهمنا، هذا قرآن اليوم قراءة عاصم بن أبي نجود الأسدي قارئ الكوفة المتوفي سنة 128 هجرية يروي عنه اثنان، يروي عنه ربيبه حفص بن سليمان هذا حفص بن سليمان ولد سنة 90 للهجرة وتوفي سنة 180 للهجرة إذن أدرك عاصم يعني يروي رواية مباشرة.
الراوي الثاني أبو بكر شعبة بن عياش هذا أبو بكر بن عياش ولد سنة 95 هجرية وتوفي سنة 193 هجرية طبعا حفص كان أضبط بقراءة عاصم من أبن عياش إذن عاصم له راويان يرويان قراءته حفص وأبن عياش القرآن الموجود عندنا هو قراءة عاصم لكن برواية حفص أم أبن عياش؟ هو برواية حفص يعني القراءة الأضبط.
القارئ الرابع أبو عمر زبان بن العلاء المازني قارئ البصرة المتوفي سنة 154 هجرية له راويان الراوي الأول حفص بن عمر الدوري المتوفي سنة 246 هجرية وصالح بن زياد السوسي المتوفي سنة 261 هجرية طبعا لم يدركاه لكن رويا عن اليزيدي عن أبو عمر زبان بن العلاء إذن رويا بواسطة واحدة الواسطة كان اليزيدي.
القارئ الخامس حمزة بن حبيب الزيات قارئ الكوفة أيضا، هذا القارئ الكوفي حمزة هم ثلاثة وهم عاصم وحمزة والكسائي ثلاثة من الكوفة، حمزة بن حبيب الزيات قارئ الكوفة متوفي سنة 156 هجرية رواته اثنان الأول خلف بن هشام البزار المولود سنة 150 المتوفي سنة 229 هجرية الراوي الثاني خلاد بن خالد الشيباني المتوفي سنة 220 هجرية إذن يرويان عنه بالواسطة لأن حمزة توفي سنة 156 خلف ولد سنة 150 يعني كيف يروي عنه وعمره ست سنوات.
القارئ السادس نافع بن عبد الرحمن الليثي قارئ المدينة المتوفي سنة 169 هجرية يروي عنه اثنان الأول قالون ربيب نافع أسم قالون هذا ربيب نافع أسمه عيسى بن ميناء ولد سنة 120 هجرية توفي سنة 220 هجرية يعني من المعمرين مائة سنة عمر.
الراوي الثاني ورش عثمان بن سعيد المولود سنة 110 هجرية المتوفي سنة 197 هجرية.
القارئ السابع علي بن حمزة الكسائي قارئ الكوفة أيضا متوفي سنة 189 هجرية له راويان الليث بن خالد البغدادي المتوفي سنة 240 هجرية والثاني الدوري حفص بن عمر الدوري المتوفي سنة 246 هجرية هذا أيضا يروي عن أبي عمر المازني.
إذن ذكرنا لكم سبعة قراء ولكل قارئ راويان طبعا لهم عدة رواة أبن مجاهد حصر لكل قارئ راويين المتأخرون جاءوا بثلاثة إكمالا للعشرة هؤلاء الثلاثة هم الثامن خلف بن هشام راوي حمزة الزيات وقارئ بغداد المتوفي سنة 229 هجرية له راويان الأول أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم المروزي المتوفي سنة 286 هجرية هذا أبو يعقوب هو عبارة عن وراق خلف، الثاني أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم المتوفي سنة 292 هجرية.
التاسع يعقوب بن إسحاق الحضرمي قارئ البصرة المتوفي سنة 205 له راويان الأول رويس محمد بن المتوكل اللؤلؤي المتوفي سنة 238، الثاني روح بن عبد المؤمن الهذلي المتوفي سنة 235.
العاشر أبو جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي قارئ المدينة المتوفي سنة 130 هجرية له راويان وهما أبن وردان عيسى الحذاء المتوفي سنة 160 هجرية وأبن جماز سليمان بن مسلم الزهري المتوفي سنة 170 هجرية إذن هؤلاء القراء العشرة بعضهم ألحق بهم أربعة طبعا هذه القراءات الأربع وسمت بأنها قراءات شاذة لكن عامة الناس أقبلت عليها.
القارئ الحادي عشر الحسن بن البصري أبن يسار قارئ البصرة المتوفي سنة 110 هجرية له راويان، الراوي الأول شجاع بن أبي نصر البلخي المولود سنة 120 هجرية المتوفي سنة 190 هجرية.
الراوي الثاني حفص بن عمر الدوري المتوفي سنة 246، طبعا كل منهما يروي عنه بالإسناد يعني غير مباشر.
الثاني عشر أبن محيصن محمد بن عبد الرحمن قارئ مكة مع أبن كثير متوفي سنة 123 هجرية له راويان الأول أحمد بن محمد البزي المولود سنة 170 والمتوفى سنة 225 هجرية.
الراوي الثاني محمد بن أحمد بن أيوب بن شمبوذ المتوفي سنة 328 طبعا يرويان بالإسناد أبن شمبوذ متأخر، أبن شمبوذ معاصر لابن مجاهد.
القارئ الثالث عشر يحيى بن المبارك اليزيدي قارئ البصرة المتوفي سنة 202 هجرية له راويان الأول سليمان بن الحكم الخياط المتوفي سنة 235 الثاني أحمد بن فرج الضرير المتوفي سنة 303 هجرية طبعا روى عن الدوري عن يحيى أبن المبارك اليزدي.
الرابع عشر الأعمش سليمان بن مهران الأسدي قارئ الكوفة المتوفي سنة 148 هجرية له راويان الأول محمد بن أحمد الشمبوذي البغدادي المولود سنة ثلاثمائة هجرية المتوفي سنة 388 هجرية.
الراوي الثاني الحسن بن سعيد المطوري البصري المتوفي سنة 371 طبعا هذان يرويان عن الأعمش بالواسطة يعني رواية غير مباشرة إذن إلى هنا ذكرنا لكم أربعة عشر قارئ و28 راوي تبعاً للقوم.
نحن كلامنا فعلا في القراء السبعة المشهورين العشرة أو ما بعدهم نحن كلامنا في القراءات السبع نذكر بعض الملاحظات عن هؤلاء القراء السبعة، طبعا هذه الملاحظات ذكرها الشيخ محمد هادي معرفة في تلخيص التمهيد الجزء الأول صفحة 324.
الملاحظة الأولى ينقل عن أبو عمر الداني في كتاب التيسير في القراءات السبع صفحة 6 يقول ليس في القراء السبعة من العرب سوى اثنين فقط وهم عبد الله بن عامر اليحصبي قارئ دمشق هذا واحد، الثاني وأبي عمر زبان بن العلاء المازني قارئ البصرة إذن هم سبعة اثنان فقط من العرب الباقي عجم غير عرب خمسة عجم واثنين عرب الشيخ محمد هادي معرفة أيضا حتى في هذين الاثنين يناقش ربما لا يكونوا أيضا من العرب.
يقول أبن عامر كان يزعم أنه من حمير لكن أبن حجر ذكر أنه ممن يغمز في نسبه فإذن هذا غير معلوم لكن لا ندري عربي أو غير عربي.
الثاني أبو عمر زبان بن العلاء قيل إنه من مازن تميم لكن حكا القاضي أسد اليزيدي أنه من فارس من شيراز من قرية يقال له كازرون وهي اليوم معمورة هذا ينقلها عن غاية النهاية في طبقات القراء الجزء الأول صفحة 288 إذن القدر المتيقن إن خمسة ليسوا بعرب أثنين فيهم كلام.
الملاحظة الثانية أربعة من القراء السبعة هم من شيعة آل البيت بالتصريح يعني لا يمكن المناقشة في ذلك أنهم شيعة ومن المحافظين ومن الثقات أيضا عند الشيعة وهم الأول عاصم بن أبي النجود هذا شيعي معروف من شيعة أمير المؤمنين الثاني أبو عمر زبان بن العلاء أيضا هذا شيعي هذا صاحب مصحف قارئ البصرة وحمزة بن حبيب قارئ الكوفة وعلي بن حمزة الكسائي هذا قارئ الكوفة إذن القراء الكوفة الثلاثة شيعة وكذلك قارئ البصرة.
عاصم وحمزة والكسائي هؤلاء شيعة وهم قراء الكوفة وأبو عمر زبان بن العلاء قارئ البصرة وهو أيضا كوفي إذن أربعة من شيعة أمير المؤمنين "سلام الله عليه" واحد من شيعة معاوية وهو أبن عامر، أبن عامر صاحب المصحف الشامي صاحب القراءة الشامية كان لا يتورع الكذب والفسوق، يقولون هكذا كذب في سنة ولادته وكذب في انتسابه إلى حمير وكذب في إسناد قراءته إلى شيوخ لم يلتقي بهم أو إلى أناس لم يكونوا مقرأين مثل عثمان ومعاوية يقول قرأت على معاوية يمكن مراجعة كتاب معرفة القراء الكبار الجزء الأول صفحة 67 حتى يقال أن سليمان بن عبد الملك بعث مهاجرا لينحيه عن إمامة المسجد بدمشق ويقول له تأخر فلن يتقدم منا دعي.
أربعة من الشيعة وواحد من أشياع معاوية هذا خمسة بقوا اثنان، اثنان وهما أبن كثير المكي ونافع المدني مستورا الحال لا نعرف عن حالهم لكن ينسبان إلى فارس وإذا نسبا إلى فارس ربما قد يستشف من ذلك آنذاك أنهم شيعة ربما يستشف على كلام.
إذن لاحظنا أكثر من النصف شيعة، أربعة وهم سبعة أربعة شيعة إذا بعد ما ضمينا لهم هؤلاء الاثنين المكي والمدني نحن لا ندري عنهم شيعة أو غير شيعة ونسبتهم إلى فارس قد تكشف عن تشيعهم يحتاج هذا الكلام إلى إثبات إذن القدر المتيقن أن أبن عامر هذا قدر متيقن أنه من شيعة معاوية فإذن إما أربعة أو ستة شيعة السابع من أتباع معاوية.
الملاحظة الثالثة قال أبو محمد مكي بن أبي طالب أصح القراءات سنداً نافع وعاصم، نافع القرآن المدني وعاصم القرآن الكوفي وأفصحها أبو عمر الكسائي قراءة الكوفة يقول أبن خلكان كان عاصم المشار إليه في القراءات يمكن مراجعة وفيات الأعيان الجزء الثالث صفحة 9 يقول أحمد بن حنبل كان أهل الكوفة يختارون قراءة عاصم وأنا أختارها، قراءة عاصم هي الموجودة وهي المسيطرة كانت.
يقول الخوانساري "رضوان الله عليه" في روضات الجنات الجزء الخامس صفحة 4 يقول وضلت قراءته هي الدارجة بين المسلمين وكانت تكتب بالسواد وباقي القراءة تكتب بألوان أخر للتميز.
يقول يحيى بن معيذ في كتاب النشر في القراءات العشرة الجزء الأول صفحة 156 الرواية الصحيحة التي رويت من قراءة عاصم هي رواية حفص.
إلى هنا أخذنا القراءات السبع أو العشر أو الأربعة عشر إن شاء الله غداً سننطلق إلى النقطة السادسة نحن تكلمنا حول النقطة السادسة القراءات غدا نشرع في النقطة السابعة أضواء على القراء نريد أن ندرس القراء وندرس القراء العشرة عشرة قراء نذكر أسمائهم وندرس حياتهم وندرس حياة رواتهم يعني غداً سنتناول عشرة قراء وعشرين راوي تحت عنوان أضواء على القراء وهو نفس العنوان الذي دون به السيد الخوئي "رضوان الله عليه" حياتهم في تفسير البيان صفحة 126 يأتي عليها الكلام إن شاء الله ومن بعد ذلك سندرس خصوص قراءة حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أمير المؤمنين "سلام الله عليه" هذه القراءة المتداولة اليوم في قرآننا الشريف نريد أن ندرس هذه الخصوصيات ولماذا شاعت هذه القراءة دون غيرها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

07

مايو | 2023
  • الكتاب: علوم القرآن الكريم
  • الجزء

    -

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
27 الجلسة