علوم القران
شیخ الدقاق

024 - مميزات قراءة عاصم برواية حفص

علوم القرآن

  • الكتاب: علوم القرآن الكريم
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    200

07

2023 | مايو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
اللهم أخرجنا من ظلمات الوهم وأكرمنا بنور الفهم اللهم افتح علينا أبواب رحمتك وانشر علينا خزائن علمك برحمتك يا ارحم الراحمين وصلى اللهم على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
كان الكلام عن القراءات وقد تناولنا القراءات السبع أو العشر أو الأربعة عشر وقلنا إن أول من حصر القراءات في سبع هو الإمام أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس المعروف بابن مجاهد ومن بعده سار الأئمة والدعاة على منواله وأيضا أول من أضاف إلى هذه السبعة ثلاثة فجعل القراء عشرة الإمام شمس الدين أبو الخير أبن الجزري المتوفى سنة 833 هجرية هذا أبن الجزري صنف كتابه الكبير النشر في القراءات العشر ثم بعد ذلك ألف التحذير في قراءات الأئمة العشرة ونظم قصيدة على نفس هذا النمط سماها طيبة النشر في القراءات العشر.
طبعا بعضهم أضاف أربع قراءات شاذة إلى هذه العشرة فأصبحت القراءات أربعة عشر كما في كتاب ادحاض فضلاء البشر في قراءات الأربعة عشر تأليف أحمد بن محمد الدنياطي المتوفى سنة 1117 هجرية.
بعد أن أكملنا النقطة السادسة عن القراءات ننتقل إلى النقطة السابعة أضواء على القراء يعني نريد أن نسلط الأضواء على تراجم القراء والحافظين.
السيد الخوئي "رضوان الله عليه" قد ترجم لهم في تفسير البيان طبعة بيروت طبعة دار الزهراء صفحة 126 ترجم لهم إلى صفحة 147 يعني حوالي 21 صفحة كان بودي أقرأ جميع هذه التراجم لكن قراءة جميع هذه التراجم قد يطول بنا المقام إذا قرأناها والمصدر موجود ومتعارف عليه بمختلف النسخ يمكن مراجعة تفسير البيان تحت عنوان أضواء على القراء لكنني آثار أن أقرأ تراجم ثلاثة هؤلاء الثلاثة ورد بشأنهم أن قراءتهم أقوى القراءات سندا وعبر عن بعضها كقراءة الكسائي بأنها الأفصح هذه القراءات الثلاثة هي قراءة عاصم الكوفي الذي قرآننا اليوم بقراءته.
القراءة الثانية قراءة نافع المدني والقراءة الثالثة قراءة الكسائي طبعا الكسائي وعاصم من المعلوم أنهما من شيعة أمير المؤمنين "سلام الله عليه" وأما نافع المدني فهو غير معلوم الحال لكن لعله شيعي باعتبار أنه ينتسب إلى فارس هذه التراجم الثلاث أحببت أن أقرأها وقد تأملت فيما كتبه السيد الخوئي "رضوان الله عليه" فوجدت فعلا أن هؤلاء الثلاثة الراويان اللذان ذكرهما أبن مجاهد عنهما يرويان بالمباشرة بخلاف الأربعة الباقون من السبعة أبن مجاهد جاء بسبعة قراء ولكل قارئ ذكر راويين هذان الراويان إما يرويان بشكل مباشر عن القارئ أو توجد وسائط واسطة واحدة واسطتين ثلاث يعني بين هذا الراوي وبين صاحب القراءة ربما يكون رجل رجلان ثلاثة وجدت أن القراءات السبع رواتها الذين يرون عن القراء توجد فيها وسائط عدى قراءة نافع المدني وعاصم الكوفي والكسائي الكوفي أنا أقرأ لكم فقط الاسم مع الرواة تعبير السيد الخوئي "رضوان الله عليه" ثم بعد ذلك نترجم الثلاثة فقط نافع وعاصم والكسائي.
الترجمة الأولى عبد الله بن عامر الدمشقي يقول هو أبو عمران اليحصبي قرأ القرآن على المغيرة بن أبي شهاب ثم يقول ولعبد الله راويان رويا قراءته بوسائط يعني توجد بينهم وبين عبد الله بن عامر الدمشقي وسائط وهما هشام وأبن ذكوان يقول أما هشام فهو أبن عمار بن نصير بن ميسرة وأما بن ذكوان فهو عبد الله بن أحمد بن بشير.
القارئ الثاني أبن كثير المكي هو عبد الله بن كثير بن عمر بن عبد الله بن زادان بن فيروزان بن هرمز المكي الداري فارسي الأصل يقول ولعبد الله بن كثير راويان بوسائط إذن هذا أيضا المصحف المكي أو القراءة المكية فيها وسائط هما البزي وقنبل أما البزي فهو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة أسمه بشار فارسي من أهل همدان أسلم على يد السائب بن أبي السائب المخزومي وأما قنبل فهو محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن محمد أبو عمر المخزومي مولاهم المكي.
القارئ الثالث عاصم بن بهذلة الكوفي.
القارئ الرابع أبو عمر البصيري، يقول هو زبان بن العلاء بن عمار المازني البصري قيل إنه من فارس ثم يقول ولقراءة أبي عمر راويان بواسطة يحيى بن المبارك اليزيدي يعني هنا واسطة واحدة يعني بين الراويين وهما الدوري والسوسي يعني يروي الدوري عن اليزيدي عن البصيري أما يحيى بن المبارك هذا شخص والشخص الثاني الدوري هو حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري الأزدي البغدادي.
القارئ الخامس حمزة الكوفي هو أبن حبيب بن عمارة بن إسماعيل أبو عمارة الكوفي التميمي أدرك الصحابة بالسن له راويان يقول ولقراءة حمزة راويان بواسطة إذن هنا أيضا توجد واسطة وهما خلف بن هشام وخلاف بن خالد أما خلف فهو أبو محمد الاسدي بن هشام بن سالم البزار البغدادي وأما خلاد بن خالد فهو أبو عيسى الشيباني الكوفي.
السادس نافع المدني والسابع الكسائي الكوفي الآن نقرأ تراجمهم الثلاثة، طبعا أهم ترجمة تهمنا هي ترجمة عاصم بن بهذلة الكوفي باعتبار أن مصحف اليوم هو عبارة عن مصحف عاصم يعني قراءة عاصم القراءة المأثورة عن عاصم بن بهذلة الكوفي.
يقول السيد "رضوان الله عليه" عاصم بن بهذلة الكوفي يقول هو أبن أبي النجود أبو بكر الأسدي مولاهم الكوفي أخذ القراءة عرضا عن زر بن حبيش وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي عمر الشيباني يعني ماذا أخذ القراءة عرضا؟ اخذ القراءة عرضا يعني في عرض بعض يعني درس عندهم ثلاثتهم إذن هذه المعلومة لابد أن نلتفت إليها معلومة مهمة أخذ القراءة عرضا يعني أخذها من ثلاثة في قبال بعض وهم زر بن حبيش هذا الأستاذ الأول الأستاذ الثاني أبو عبد الرحمن السلمي الأستاذ الثالث أبو عمر الشيباني إذن هذه الأسامي لابد أن نلتفت إليها جيدا لأنها ستهمنا في البحوث المقبلة إن شاء الله الأول زر بن حبيش والثاني أبو عبد الرحمن السلمي والثالث أبو عمر الشيباني.
طبعا عاصم بن بهذلة له راويان، الراوي الأول حفص بن سليمان الذي قراءته هي التي موجودة في القرآن اليوم والثاني أبو بكر بن عياش إذن يروي عنه اثنان حفص وأبن عياش، قال حفص قال لي عاصم ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي طبعا هذه الرواية مهمة سنتطرق إليها فيما بعض نذكرها طبعا سيتضح فيما بعد أن عاصم قرأ فقط على أبي عبد الرحمن السلمي يعني أختص بابي عبد الرحمن السلمي لكن حضر عند زر بن حبيش للمقابلة يقابل القراءة التي أخذها من عاصم يقابلها بالقراءة التي هي عند زر بن حبيش لأن زر بن حبيش يروي عن عبد الله بن مسعود وأبو عبد الله السلمي يروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، عاصم من الشيعة المعروفين فعاصم كان يريد قراءة الإمام أمير المؤمنين "سلام الله عليه" فكان يأخذ قراءة علي عن أبي عبد الرحمن السلمي ولذلك لم يخالف عاصم لم يخالف أبو عبد الرحمن السلمي ولا في حركة ولا في حرف لأنه يعتقد أن هذه قراءة الإمام علي "سلام الله عليه" لكن أيضا أخذ هذه القراءة وكان يحضر عند زر بن حبيش يقابلها مع القراءة التي أخذها زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود.
حفص من شيعة أمير المؤمنين "سلام الله عليه" وحفص من أصحاب الإمام الصادق، حفص كان ربيب إلى عاصم يعني أبن زوجته، عاصم خص حفص بخصوص القراءة التي أخذها عن أبي عبد الرحمن السلمي عن الإمام علي لكن الراوي الثاني أبو بكر بن عياش عاصم أعطاه القراءة التي قابلها على ما أخذه من زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود إذن قراءة حفص لها خصوصية ومزية زائدة.
قال لي عاصم من يقول أبو بكر بن عياش يقول هكذا ما أقرأني أحد حرفا إلا أبو عبد الرحمن السلمي يعني ما أخذت إلا من أبو عبد الرحمن السلمي وكنت أرجع من عنده يعني أرجع من أبي عبد الرحمن السلمي فاعرض على زر يعني أذهب إلى زر وأعرض عليه القراءة التي أقابلها مع قراءة زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود وقال حفص قال لي عاصم ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي وما كان من القراءة التي أقرأتها أبا بكر بن عياش فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر بن حبيش عن أبن مسعود، هذا النص صريح موجود في طبقات القراء الجزء الأول صفحة 348.
قال أبن سعد الآن لاحظوا كلمات الرجاليين وأهل الحديث كثير منها نوعا ما فيها نوع من الطعن أو نوع من التوهين وإن كان كثير منها طعن في الحديث لا في القراءة لابد أن نفرق بين الحديث وبين القراءة ربما شخص دقيق في القراءة لكن غير دقيق في نقل أحاديث الرسول "صلى الله عليه وآله" هذه أكثر هذه النقولات التي سأذكرها وذكرها السيد الخوئي فيها نوعا ما قدح في الضبط أو في نقل الحديث لا في القراءة لكن سبحان الله لا ادري هل لأنهم شيعة أم لا عندنا أيضا بعد ذلك سأعرض لكم مقولات فيها مدح شديد لكن هنا فيها نوعا ما ذم أو قدح.
قال أبن سعد في الطبقات يعني كان ثقة إلا أنه كان كثير الخطأ في حديثه إذن فيها توثيق يعني لا يكذب لا يتعمد الكذب وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه كان خيرا ثقة والأعمش أحفظ منه أحد القراء الأعمش، الأعمش أيضا شيعي، وقال العدلي كان صاحب سنة وقراءة وكان ثقة رأسا في القراءة وكان عثمانيين، يقول عاصم عثماني الهوى هذا ليس بصحيح عاصم شيعي معروف، وقال يعقوب بن سفيان في حديثه اضطراب وهو ثقة إذن وثقوه في حديثه اضطراب يعني حديثه مضطرب يعني لا يوجد توهم فيه لكنه ثقة لا يكذب وقد تكلم فيه أبن علي فقال كان كل من اسمه عاصم سيء الحفظ وقال النسائي ليس به بأس وقال أبن خراش في حديثه نكرة وقال العقيلي لم يكن فيه إلا سوء الحفظ وقال الدار قطني في حفظه شيء وقال حماد بن سلمة خلط عاصم في آخر عمره مات سنة 127 أو سنة 128.
لعاصم بن بهذلة راويان بغير واسطة يعني مباشرة يرويان إذن هذه أول ترجمة فيها راوي مباشر الراويان يرويان بشكل مباشر وهما حفص وأبو بكر أما حفص فهو أبن سليمان الأسدي كان ربيب عاصم، قال الذهبي وأما القراءة الآن ترجمة حفص، فثقة ثبت ضابط لها بخلاف حاله في الحديث إذن ينص على أنه ضابط القراءة بخلاف الحديث.
وذكر حفص أنه لم يخالف عاصم في شيء من قراءته إلا في حرف الروم في السورة 3 آية 54 (الله الذي خلقكم من ضعف) عاصم قرأها (من ضعف) وحفص قرأها من ضُعف بالضم، إن شاء الله سنتناول هذا هل صحيح أم لا، يقولون فقط في هذا حفص خالف عاصم، عاصم قرأها بالفتح وحفص قرأها بالضم.
قرأ حفص بالضم وقرأ عاصم بالفتح ولد سنة 90 وتوفي سنة 180 وقال أبن أبي حاتم عن عبد الله عن أبيه متروك الحديث وقال عثمان الدارمي وغيره عن أبن معين ليس بثقة وقال أبن المديني ضعيف الحديث لأنه شيعي من أصحاب الإمام الصادق يقول أبن المديني ضعيف الحديث وتركته على عمد، وقال البخاري تركوه وقال مسلم متروك وقال النسائي ليس بثقة ولا يكتب حديثه لكن التفتوا تركوه أو متروك عامة تشمل القراءة وتشمل الحديث لكن بعضهم ليس بثقة ولا يكتب حديثه.
وقال صالح بن محمد لا يكتب حديثه وأحاديثه كلها مناكير وقال أبن خراش كذاب متروك يضع الحديث، وقال أبن حيان الآن أذكر لكم تراجم سنية يذكرها السيد الخوئي في البيان، كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل وحكا أبن الجوزي في الموضوعات عن عبد الرحمن بن مهدي قال والله ما تحل الرواية عنه وقال الدار قطني ضعيف وقال السادي حفص ممن ذهب حديثه عنده مناكير يعني أكثرهم تقريباً ضعفوه، إن كان عاصم بعضهم وثقه يعني كثير منهم وثقه أما حفص وثقه الذهبي قال أما القراءة فثقة ضبط ضابط لها بخلاف حاله في الحديث فصل بين القراءة وبين الحديث.
الآن الراوي الثاني أبو بكر بن عياش، عاصم بن بهذلة بن أبي النجود الأسدي الكوفي يروي عن أبي عبد الرحمن السلمي والذي يروي عن عاصم حفص بن سليمان الأسدي.
الراوي الثاني أبو بكر هو شعبة بن عياش بن سالم الحناط الأسدي الكوفي قال أبن الجزري عرض القرآن على عاصم ثلاث مرات وعلى عطاء أبن السائب وأسلم المنقري يعني ثلاث عرض عليهم يعني درس عندهم وعمر دهرا إلا أنه قطع الإقراء قبل موته بسبع سنين وقيل بأكثر وكان إماما كبيرا عالما عاملا وكان يقول أنا نصف الإسلام وكان من أئمة السنة.
ولما حضرته الوفاة بكت أخته فقال لها ما يبكيك أنظري إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها ثمانية عشر ألف ختمة ولد سنة 95 توفي سنة 193 وقيل 194 هجرية يمكن مراجعة طبقات القراء الجزء الأول صفحة 325.
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه ثقة وربما غلط وقال عثمان الدارمي وليس في الحديث وقال أبن أبي حاتم سألت أبي عن أبي بكر بن عياش وأبي الأحوص فقال ما أقرأهما وقال أبن سعد كان ثقة صدوقا عارفا بالحديث والعلم إلا أنه كثير الغلط وقال يعقوب بن شيبة في حديثه اضطراب وقال أبو نعيم لم يكن في شيوخنا أحد أكثر غلطا منه وقال البزار لم يكن بالحافظ بين مد وجزر بعضهم يوثقه ويطفي عليه سمات وبعضهم.
هذه ترجمة عاصم طبعا تهمنا هذه الترجمة الترجمة الثانية لنافع المدني أيضا سندها قوي طبعا الرجل غير معلوم الحال، نافع المدني هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم قال أبن الجزري أحد القراء السبعة والأعلام ثقة صالح أصله من أصبهان يعني أصفهان أخذ القراءة عرضا عن جماعة من تابعي أهل المدينة يعني من كذا شخص بالعرض في مقابل بعض قال سعيد بن منصور سمعت مالك بن أنس يقول قراءة أهل المدينة سنة قيل له قراءة نافع؟ قال نعم، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي أي القراءة أحب إليك قال قراءة أهل المدينة قلت فإن لم يكن قال عاصم يعني أحمد بن حنبل يأخذ بقراءة نافع إن لم يكن يأخذ بعاصم في نقل آخر أنه يأخذ بقراءة عاصم مات سنة 169 هجرية قال أبو طالب عن أحمد كان يؤخذ عنه القرآن وليس في الحديث بشيء وقال الدوري عن أبن نعيم ثقة وقال النسائي ليس به بأس وذكره أبن حيان في الثقات يعني ذكر نافع من جملة الثقاة وقال الساجي صدوق أختلف فيه أحمد ويحيى فقال أحمد منكر الحديث وقال يحيى ثقة، لقراءة نافع راويان بلا واسطة يعني يرويان بشكل مباشر وهما قالون وورش أما قالون فهو عيسى بن ميناء بن وردان أبو موسى مولى بني زهرة يقال إنه ربيب نافع هذا أيضا الراوي الأول يقال أنه ربيبه قالون وهو الذي سماه قالون لجودة قراءته فإن قالون باللغة الرومية جيد بما أن جيد في القراءة سماه قالون.
قال عبد الله بن علي إنما يكلمه بذلك لأن قالون أصله من الروم كان جد جده عبد الله من سبي الروم أخذ القراءة عرضا عن نافع يعني درس عند نافع وغير نافع، قال أبن أبي حاتم كان أصم لم يسمع، يقرأ القرآن ويفهم خطأهم ولحنهم بالشفة أصم، ولد سنة 120 وتوفي سنة 220 يمكن بعد فترة أصبح أصم لم يذكر هل من البداية أو ماذا.
قال أبن حجر أما في القراءة فثبته وأما في الحديث فيكتب حديثه في الجملة، سأل أحمد بن صالح المصري عن حديثه فضحك وقال تكتبون عن كل أحد، يعني سبحان الله في التوثيق والتضعيف من يرفع الشخص في السماء ومن يدفنه في الأرض.
وأما ورش فهو عثمان بن سعيد قال أبن الجزري انتهت إليه رئاسة الإقراء في الديار المصرية في زمانه وله اختيار خالف فيه نافعا يعني اختار قراءة 197 إذن هذا ورش ولد بمصر سنة 110 وتوفي فيها سنة 197.
القارئ السابع الكسائي، شيعي طبعا الكسائي بعضهم قال إن أفصح القراءات قراءة الكسائي، هو علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي مولاهم من أولاد الفرس عبد لهم كان من الفرس، قال أبن الجزري الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات يعني إمام القراء في الكوفة أخذ القراءة عرضا عن حمزة أربعة مرات وعليه اعتماده يعني حمزة الزيات كان يعتمد على الكسائي فقال أبو عبيد في كتاب القراءات كان الكسائي يتخير القراءات فأخذ من قراءة ببعض وترك بعضا واختلف في تاريخ موته فالصحيح الذي أرخه غير واحد من العلماء والحفاظ سنة 189 هجرية أخذ القراءة عن حمزة الزيات مذاكرة وعن محمد بن عبد الله بن أبي ليلا وعيسى بن عمر الأعمش وأبي بكر بن عياش وسمع منهم الحديث ومن سليمان بن أرقم وجعفر الصادق إذن من تلامذة الإمام الصادق الكسائي والعزرمي وأبن عيني وعلم الرشيد ثم علم ولده الأمين وحدث المرزباني فيما رفعه إلى أبن الإعرابي قال كان الكسائي أعلم الناس على رهق فيه كان يدين شرب النبيذ ويجاهر إلا انه كان ضابطا قارئا عالما بالعربية صدوقا، الآن شاهدنا فقط نقرأ الاسم وأين عاش ومن يروي عنه أما البقية تحتاج إلى دراسة رجالية.
الكسائي له راويان بغير واسطة يعني رواية مباشرة يرون عنه هما الليث بن خالد وحفص بن عمر أما الليث فهو أبو الحارث بن خالد البغدادي قال أبن الجزري ثقة معروف حاذق ضابط عرض على الكسائي وهو من أجلة أصحابه مات سنة 240 هجرية، عرض يعني درس عنده وأما حفص بن عمر الدوري طبعا ترجمته ذكرناها عندما ترجمنا عاصم، هذا تمام الكلام في النقطة السابعة وهي نقطة أضواء على القراء طبعا من أراد المزيد عليه بمراجعة البيان في تفسير القرآن وعليه بمراجعة كتاب طبقات القراء عدة أجزاء عن حياة القراء مذكورة فيه حياتهم ويمكن مراجعة الكتب الرجالية الشيعية والكتب الرجالية السنية لكن نريد أن نتكلم عن مميزات قراءة حفص برواية عاصم نقول لماذا اختار المسلمون قراءة عاصم برواية حفص؟
طبعا أغلب القرائن الموجودة هكذا الآن أنا اقرأ لكم نص عندي القرآن المطبوع بالسعودية عندي القرآن المطبوع بدمشق هذه من القرآئين المنتشرة أقرأ في النهاية ماذا يقولون هذا القرآن الدمشقي يقول في نهايته بسم الله الرحمن الرحيم ـ طبعا مطبوع بدار ابن كثير في دمشق وبيروت ـ بعون الله وتوفيقه وبحقبة تزيد على سنوات خمس وجهود مغنية من الكتابة والمراقبة والضبط والتدقيق تمت كتابة هذه النسخة من القرآن الكريم بما يوافق أصح الأقوال التي أتفق عليها العلماء لرسم المصحف كما أثر عن سيدنا عثمان بن عفان إذن هذا مصحف عثماني يعني رسم وكتب في أيام عثمان كما أثر عن سيدنا عثمان بن عفان وبما تعارف عليه الحفاظ وبرواية حفص عن عاصم وذلك بإشراف هيئة عليا من كبار علماء بلاد الشام ويذكرون أسمائهم، تالي يذكرون أن هناك لجان أذنت بطبعه ومنحت الإذن منها دار الإفتاء العام والتدريس في سورية وزارة الإعلام مديرية الرقابة بسورية إدارة البحوث الإسلامية والنشر في الأزهر في مصر، رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية وزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية في سلطنة عمان.
القرآن المتداول المطبوع في السعودية المعروف المطبوع في مجمع الملك فهد في نهايته هكذا بعد آخر سورة من سورة الناس كتب هكذا بسم الله الرحمن الرحيم رواية هذا المصحف ولاحظوا كلها أسماء شيعية ومصطلحات رسمه وضبطه وعد آية ـ كتب هذا المصحف الكريم وضبط على ما يوافق رواية حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي هذا حفص شيعي من أصحاب الإمام الصادق لقراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي التابعي هذا أيضا من شيعة أمير المؤمنين عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي هذا أيضا شيعي من أصحاب أمير المؤمنين مكتوب هكذا عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأبي بن كعب عن النبي "صلى الله عليه وآله" .
طبعا أمير المؤمنين "سلام الله عليه" أبي بن كعب أيضا يعدون من جملة شيعة معروفون عثمان بن عفان وزيد بن ثابت يراد به الكتابة التي كانت مكتوبة كانت في أيام عثمان كتابة زيد وأبي يقول وأخذ هجائه مما رواه علماء الرسم عن المصاحف التي بعث بها الخليفة الراشد عثمان بن عفان "رضي الله عنه" إلى مكة والبصرة والكوفة والشام إذن ذكر المصاحف الخمسة ذكروا أربعة الآن الخامس والمصحف الذي جعله لأهل المدينة والمصحف الذي اختص به نفسه يعني يظهر عنده مصحف خاص عثمان وعن المصاحف المنتسخة منها وقد روعي في ذلك ما نقله الشيخان أبو عمر الداني وأبو داود سليمان بن نجاح ثم بعد ذلك يذكرون التفاصيل يقولون واتبعت في عد آياته، طبعا عد الآيات اختلف فيه عدد آيات القرآن هذا القرآن المطبوع عدد الآيات التي نص عليها أمير المؤمنين هي التي كتبت، لاحظ ماذا كتب، واتبعت في عد آياته طريقة الكوفيين عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي عن علي بن أبي طالب "رضي الله عنه" وعدد آي القرآن على طريقتهم يعني طريقة الإمام علي طريقة الكوفيين التي أخذوها من أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب ستة آلاف ومائتين وستة وثلاثين آية وبالتالي إذا شخص من هؤلاء يأتي ويقول أنتم الشيعة تقولون القرآن محرف وأن لديكم قرآن علي ومصحف علي نقول صحيح أمير المؤمنين مصحفه لديه مصحف لكن ترتيبه غير هذا الترتيب مرتب حسب ترتيب النزول لكن نفس هذا المصحف لا نقول أنه محرف وهذا المصحف مروي عن أمير المؤمنين "سلام الله عليه".
ثم يفصلون انه أخذت كذا من كذا وأخذت الحركات من الخليل إلى آخره نريد أن نتكلم عن مميزات قراءة عاصم ولماذا في قراءة عاصم أخذ بالخصوص عن حفص ولم يؤخذ بقراءة أبن عياش، طبعا هناك امتيازات بالتالي نشرع في هذه النقطة، النقطة كنا جعلناها النقطة العاشرة الآن نقدمها لا بأس نجعلها النقطة الثامنة مميزات قراءة عاصم برواية حفص نريد أن نبحث عن هذه المميزات طبعا من حسن الحظ هذه القراءة مورد اتفاق بين السنة وبين الشيعة فهي معتمدة لدى الفريقين.
طبعا هذه القراءة ولا زالت هي المعتمدة لماذا؟ لسببين:
السبب الأول قراءة حفص عن عاصم كانت هي قراءة المسلمين العامة لماذا؟ لأن حفص وعاصم كانوا حريصين على الالتزام بما وافق قراءة العامة والرواية الصحيحة المأثورة المتواترة بين المسلمين هذه القراءة هي نفس القراءة التي أخذها عاصم عن شيخه أبي عبد الرحمن السلمي عن الإمام أمير المؤمنين "سلام الله عليه" والإمام علي طبعا لم يكن يقرأ إلا بما وافق الوحي المتواتر بين المسلمين ولذلك قلنا إن عاصم قد خص ربيبه حفص بهذه القراءة إذن نسبة هذه القراءة إلى حفص نسبة رمزية وإلا هي قراءة عامة المسلمين غالبية المسلمين.
السبب الثاني لاشتهار قراءة حفص عاصم من بين القراء كانت له سمات فريدة وخصائص جعلته يشار إليه بالبناء من هذه الصفات الضبط كان عنده ضبط كان عنده إتقان كان شديد الحظر فيمن يأخذ عنه القرآن وكان متثبتا ولذلك عاصم لم يأخذ إلا من أبي عبد الرحمن السلمي وأبو عبد الرحمن السلمي لم يأخذ إلا من الإمام علي "سلام الله عليه" لكن عاصم من شدة ضبطه ودقته أيضا كان يعرض هذه القراءة على زر بن حبيش لأن زر بن حبيش أخذ القراءة عن عبد الله بن مسعود فهذه الرواية قرأناها لكم هذه القضية قال أبن عياش قال لي عاصم ما أقرأني أحد حرفاً إلا أبو عبد الرحمن وكان أبو عبد الرحمن ـ السلمي ـ قد قرأ على علي "عليه السلام" فكنت أرجع من عنده فاعرض على زر وكان زر قد قرأ على عبد الله يعني عبد الله بن مسعود فقلت لعاصم لقد استوثقت فبالتالي هذا الأمر جعل عاصم مشار إليه في القراءات على حد تعبير أبن خلكان في وفيات الأعيان الجزء الثالث صفحة 9 وصفحة 315 يشير إلى أن عاصم كان معروف إذن أصبحت قراءة عاصم هي القراءة المفضلة والرائجة والعامة بين المسلمين واتجهوا إليه بصورة جماعية ولذلك نجد مثل الإمام القاسم بن أحمد الخياط هذا القاسم بن أحمد الخياط الحاذق الثقة المتوفى سنة 292 هجرية هذا كان إمام متخصص في قراءة عاصم وبما أن إمام متخصص في قراءة عاصم أجمع الناس على تفضيله في قراءته يمكن مراجعة الطبقات لابن الجزري الجزء الثاني صفحة 17.
وابن مجاهد في حلقته، ابن مجاهد هو مقرأ بغداد في السنة 400 للهجرة ، كان في هذه الحلقة خمسة عشر رجل متخصص بقراءة عاصم وكان أبن مجاهد يقرأهم فقط لهذه القراءة دون غيرها يقال إن نفطويه إبراهيم بن محمد المتوفى سنة 323 إذا جلس للإفتاء يقال كان جلس أكثر من خمسين سنة للإقراء يقال إنه يبتدئ بشيء من القرآن المجيد بقراءة عاصم فقط ثم بعد ذلك بعد أن يبدأ بقراءة عاصم يقرأ بغيرها.
أيضا الإمام أحمد بن حنبل يقال إنه اختار قراءة عاصم يقول الذهبي قال أحمد بن حنبل كان عاصم ثقة أنا أختار قراءته وبالتالي الكثيرون حاولوا أن يصلوا إلى عاصم عن طريق حفص بالخصوص إذن السند هكذا حفص بن سليمان عن عاصم بن أبي النجود عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي "سلام الله عليه" عن النبي عن جبرائيل عن الله "عز وجل".
يقول أبو محمد مكي بن أبي طالب واصح القراءات سندا نافع وعاصم وأفصحها أبو عمر الكسائي هذه ذكرناها بالأمس يقول يحيى بن معين الرواية الصحيحة التي رويت من قراءة عاصم هي رواية حفص هناك عدة مميزات أيضا امتازت بها قراءة عاصم نذكر ثلاثة:
الامتياز الأول عاصم لم يقرأ القراءة التامة الكاملة على أحد سوى شيخه أبو عبد الرحمن السلمي وأبو عبد الرحمن أيضا اختص بأمير المؤمنين "سلام الله عليه".
الخصوصية الثانية عاصم لم يخطأ شيخه السلمي في شيء من حروفه لأنه يعلم أن شيخه السلمي أيضا لم يخطأ الإمام علي "سلام الله عليه" في شيء من قراءته، طبعا بعض الرواة يروي الرواية عن القارئ لكن يقول أختلف معه في هذه الكلمة وفي هذه العبارة لكن عاصم لم يخالف السلمي والسلمي لم يخالف الإمام علي يعني رواية عن حس لا عن حدس واجتهاد.
يقول عاصم لم أخالف أبا عبد الرحمن السلمي في شيء من قراءته فإن أبا عبد الرحمن لم يخالف علي في شيء من قراءته هذا موجود في معرفة القراء الكبار للذهبي الجزء الأول صفحة 75.
الخصيصة الثالثة عاصم خص حفص بهذا الإسناد الذهبي لأن حفص بالخصوص وهو الوحيد الذي يروي الرواية عن أمير المؤمنين لأننا قلنا إن أمير المؤمنين أخذ عنه السلمي والسلمي أخذ منه عاصم وعاصم له راويان أبن عياش وحفص، حفص اختص بهذه الميزة أنه لم يقرأ القراءة التي قرأت على زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود وإنما عاصم أعطاه خصوص القراءة التي أخذها عن السلمي عن أمير المؤمنين وهذه أهلته لإقبال المسلمين على قراءته.
يقول حفص قال لي عاصم ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السلمي عن أمير المؤمنين وما كان من القراءة التي أقرأتها أبا بكر بن عياش فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر بن حبيش عن أبن مسعود إذن إلى هنا عرفنا امتياز هذه القراءة.
من هنا نسأل نحن نعلم أن عاصم لم يخالف السلمي والسلمي لم يخالف الإمام علي لكن حفص هل خالف عاصم أم لا ذكر بعضهم كابن الجزري قال وذكر حفص أنه لم يخالف عاصم في شيء من قراءته إلا في حرف الروم، (الله الذي خلقكم من ضعف) قرأه بالضم وعاصم قرأ بالفتح بعضهم ذكر هكذا قال أبو محمد مكي قرأ أبو بكر وحمزة بفتح الضاد وقد ذكر عن حفص أنه رواه عن عاصم واختاره لرواية أبن عمر قال قرأت على رسول الله من ضعف بالفتح قال فرد علي النبي من ضُعف بالضم في الثلاثة لأن هناك مواضع ثلاثة الله خلقكم من ضعف ثم جعل من بعدي ضعفا قوة ثلاث عبارات ثلاث كلمات للضعف، إذن يروي عاصم لماذا حفص خالف عاصم لأنه يروي رواية عن عبد الله بن عمر يقول عبد الله بن عمر يقول عبد الله بن عمر أنا قرأت عند النبي من ضعف النبي رد علي في المواضع الثلاثة قال من ضُعف.
يقول مكي وروي عن حفص أنه قال ما خالفت عاصما في شيء مما قرأت به عليه إلا في ضم هذه الثلاث كلمات، نحن نقول هل هذه المخالفة صحيحة أم لا؟ الجواب أنها ليست بصحيحة لماذا؟ أولا النسبة فيها تشكيك ماذا قالوا؟ قالوا ذكر عن حفص روي عن حفص إذن الإسناد إلى حفص فيه تشكيك إذن هذا أول أمر يؤخذ على هذه العبارات التي قرأناها أنه ذكرت على لفظ التشكيك بصيغة المجهول.
الأمر الآخر الذي يجعلنا نشكك أن حفص خالف عاصم، حفص من أصحاب الإمام الصادق ومن شيعة أمير المؤمنين ويعلم أن أستاذه عاصم قد خصه بالقراءة التي أخذها عن السلمي عن الإمام علي ويعرف أن السلمي لم يخالف الإمام علي ويعرف أيضا أن عاصم لم يخالف السلمي إذن حفص يعرف ويعلم أن هذه عين قراءة أمير المؤمنين "سلام الله عليه" وهو من الشيعة كيف يخالف قراءة أمير المؤمنين ويأخذ برواية يرويها عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمر شأنه معلوم عند الشيعة كيف حفص الذي هو من أصحاب الإمام الصادق وشيعي ويعرف هذه عين قراءة الإمام علي يخالف هذه القراءة ويأخذ بقراءة لرواية يرويها أبن عمر عن النبي هذا الأمر لا يمكن تعقله إذن الرواية غير صحيحة مع أنها أيضا لم تؤكد قالت وروي وقيل إذن نقول الصحيح أن حفص لم يخالف عاصم في قراءة.
طبعا القرآن الموجود عندنا موجودة بالفتح (خلقكم من ضعف) وليس من ضُعف إذن هم أيضا هؤلاء الذين ثبتوا هذه القراءة لا يلتزمون أنه قد خالف أستاذه.
إلى هنا عرفنا الامتياز ولله الحمد هذا القرآن واحد بين المسلمين بين السنة والشيعة مورد اعتمادهما لكن نحب أن نبين هذه النقطة أن الشيعة صلتهم بالقرآن الموجود اليوم جداً وثيقة وجداً عميقة من خلال هذا التسلسل التاريخي الذي قرأناه نبين كيف أن الشيعة كانوا مهتمين بالقرآن وأن هذا المصحف يمكن حتى نطلق عليه المصحف الشيعي لأنه جاء بعمل الشيعة لماذا؟ نذكر عدة أمور:
الأمر الأول أول من جمع المصحف الإمام علي "سلام الله عليه" وإن كان جمعه على حسب ترتيب النزول لكن أول فكرة لجمع القرآن جاء بها الإمام علي لأنه جاء إلى أبي بكر وعمر وعرض عليهم القرآن وهم ردوا هذا القرآن وبالتالي كان الأمر محرج عليهم يحتاجون إلى أن يجمعوا القرآن إذن النقطة الأولى أول من أبدا فكرة جمع القرآن الإمام علي "سلام الله عليه" ثم جاءت بعد ذلك حادثة اليمامة وقضية حذيفة وأسهمت إذن هذا الأمر الأول.
الأمر الثاني المصاحف الرئيسية التي جمع فيها القرآن على ذلك العهد قبل أن تتوحد أغلبها للشيعة مثلا ما جمعه عبد الله بن مسعود أبي بن كعب أبو درداء المقداد بن الأسود هؤلاء عرفوا بالولاء الخالص للبيت النبوي إذن هذا الأمر الثاني.
الامتياز الثالث أول من جاء بفكرة توحيد المصاحف على عهد عثمان هو حذيفة بن اليمان وحذيفة بن اليمان من شيعة أمير المؤمنين وحينما استنسخ القرآن صحيح أن زيد ـ طبعا زيد بن ثابت لم يعد من الشيعة ـ لكن بعد ذلك استعين بأبي بن كعب الذي تصدى لإملاء القرآن على لجنة استنساخ المصاحف الموحدة وهذا أيضا من الشيعة.
الأمر الرابع تشكيل المصحف وتنقيطه على يد أبي الأسود الدوئلي هذا أيضا من الشيعة.
الأمر الخامس من وضع النقاط على الحروف شيعة وهما تلميذي أبو الأسود الدوئلي نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر.
الأمر السادس أول من تنوق في كتابة المصحف وتجويد خط المصحف شيعي هو خالد بن أبي الهيات صاحب الإمام علي "سلام الله عليه".
الأمر السابع ضبط الحركات على الشكل الحاضر كان من ابتكار الأستاذ الكبير الخليل بن أحمد الفراهيدي لأنه أول من وضع الهمز والتشديد والروم والإشمام.
الأمر الثامن القراءات السبع أربع منهم شيعة والشيعة هم الذين درسوا أصولها وأحكموا قواعد القراءات وادعوا في الفنون، والقراء قلنا أربعة واثنين غير معلومين ربما يكونا إذا كانا شيعة يصيرون ستة بالإضافة إلى أن كبار الأئمة، أئمة القراء كبارهم من الشيعة مثل عبد الله بن مسعود أبي بن كعب أبو الدرداء المقداد بن الأسود عبد الله بن عباس أبي الأسود علقمة أبن السائب أبو عبد الرحمن السلمي زر بن حبيش سعيد بن جبير نصر بن عاصم كلهم شيعة يحيى بن يعمر عاصم بن أبي النجود حمران بن أعين أبان بن تغلب الأعمش أبي عمر بن العلاء حمزة الكسائي أبن عياش أبو بكر بن عياش هناك في الترجمة بعضهم قال أنه من السنة هنا في تلخيص التمهيد للشيخ محمد هادي معرفة صفحة 333 يعده من الشيعة، حفص بن سليمان هؤلاء ونظرائهم الذين كانوا من كبار القراء كانوا من الشيعة.
الخلاصة القراءة الموجودة اليوم قراءة شيعية خالصة لأنها قراءة حفص وحفص هو من أصحاب الإمام الصادق الشيخ الطوسي في رجاله جعله من أصحاب الإمام الصادق وشيخه عاصم أيضا كان من أعيان الشيعة ومن أعيان الكوفة الأعلام شيخه السلمي أيضا كان من الشيعة ومن أصحاب الإمام علي "سلام الله عليه" عن الإمام علي عن الرسول "صلى الله عليه وآله" عن الله "عز وجل" هذا تمام الكلام في قراءة عاصم برواية حفص.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

07

مايو | 2023
  • الكتاب: علوم القرآن الكريم
  • الجزء

    -

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
27 الجلسة