قواعد تفسير القرآن
شیخ الدقاق

014 - القواعد المشتركة بين قواعد التفسير وعلم القرآن

قواعد تفسير القرآن

  • الكتاب: منطق تفسیر القرآن
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    200

07

2023 | مايو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبي2نا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
القسم السابع من القواعد المشتركة بين قواعد التفسير والعلوم الأخرى القواعد المشتركة بين قواعد التفسير وعلم القراءات.
نبذة تاريخية
مبحث القراءات واختلاف طرق قراءة القرآن الكريم كان موجودا في عصر النبي صلى الله عليه وآله وقد روى صحيح البخاري وصحيح مسلم قصة اختلاف عمر مع هشام بن الحكيم وتحكيم النبي صلى الله عليه وآله فيما يتعلق بالقراءة وهذه القصة معروفة فالاختلاف في طرق القراءة كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله ومنذ صدر الإسلام وإلى يومنا هذا طرح مبحث القراءات القرآنية ودونت كتب في هذا الموضوع ككتاب القراءات واللهجات لابن الجوزي وكتاب طبقات القراء وكتاب الاتقان للسيوطي وكتاب البيان للسيد الخوئي وكتاب التمهيد في علوم القرآن للشيخ محمد هادي معرفة فقد تطرقت الكثير من الكتب إلى مبحث القراءات القرآنية وهذا البحث القراءات القرآنية بحث في عدة علوم:
العلم الأول علوم القرآن
العلم الثاني علم خاص اسمه القراءات القرآنية
العلم الثالث تاريخ القرآن وهذا أيضا يبحث في علوم القرآن
العلم الرابع علم الفقه
العلم الخامس علم الأصول
العلم السادس علم التفسير
لذلك نجد أن أمين الاسلام الطبرسي في تفسيره مجمع البيان أول ما يبحث الآية يبحث كيفية قراءتها فقد ركز امين الاسلام الطبرسي كثيرا على مبحث القراءات القرآنية مثلا هل تقرأ مالك يوم الدين أو تقرأ ملك يوم الدين هل تقرأ كفوا أو كفوا أو كفوا أو كفؤا أحد أربع قراءات بالتحريك أو التسكين مع الهمزة بدون الهمزة وهذا ما يبحث في الفقه في باب القراءة من الصلاة هل يجوز القراءة بالقراءات السبع أو العشر أو الاربعة عشر أو لا وقد ذكر بعضهم سبعين قراءة هذا تمام الكلام في النبذة التاريخية.
النقطة الثانية مفهوم القراءة
القراءة في اللغة العربية عبارة عن ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيب، القراءة في الاصطلاح تعني وجها من محتملات النص القرآني ولكي يتضح مفهوم القراءة لابد من التمييز والتفرقة بين ثلاثة مفاهيم وعناوين:
العنوان الأول القرآن
العنوان الثاني الرسم القرآني
العنوان الثالث القراءات القرآنية
أما العنوان الأول وهو القرآن فيراد به كلام الله المنزل على رسوله على وجه الاعجاز فإن كلام الله إما أن ينزل على غير وجه الاعجاز كالحديث القدسي وإما أن ينزل على وجه الاعجاز وهو القرآن الكريم الذي وصلنا بالتواتر جيلا بعد جيل إذن أصل القرآن وصل بالتواتر لكن هذا القرآن إما أن يلفظ فتنشأ القراءات القرآنية وإما أن يكتب فينشأ الرسم القرآني.
النقطة الثانية الرسم القرآني أو القرآن المكتوب والمراد به الخط الذي كتب به القرآن في عصر النبي صلى الله عليه وآله ومن ثم في خلافة عثمان بن عفان الذي قام بجمع المصاحف في مصحف واحد واحراق ما عداها وعلى امتداد التاريخ جرت تغييرات في هذا القرآن المخطوط فقد كتب أول ما كتب بالخط الكوفي وكان خاليا من النقاط والتشديد والحركات وتطور تاريخيا فقد ذكروا في التاريخ إن أول من نقط المصحف رجلان من تلامذة أبي الأسود الذوئلي وهما يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم تلميذا أبي الاسود الذوئلي وقد وضعا العلامات والحركات مع النقط بتوجيه من أبي الأسود الذوئلي وفي فترة لاحقة قام الخليل بن أحمد الفراهيدي بضبط الحركات وهؤلاء كلهم شيعة وأول من نوق المصحف وزخرفه خالد بن أبي الهياج يمكن مراجعة كتاب مناهل العرفان الجزء الأول صفحة 339 وكتاب تاريخ القرآن صفحة 68 كتيب صغير لأبي عبد الله الزنجاني تاريخ القرآن لكن مصدر مهم والتمهيد في علوم القرآن صفحة 360 وغيرها من الكتب.
العنوان الثالث القراءات القرآنية وهي الوجوه التي كان القراء يقرأون أساسها القرآن الكريم ونقلت لنا وأشهرها القراءات السبع للقراء السبعة فالقرآن الكريم الذي كتبه وجمعه عثمان بن عفان كان بالخط الكوفي ولم يكن منقط وعثمان كتب خمسة قرائين وقيل سبعة وارسلها إلى الأمصار الإسلامية المهمة وهي مكة والمدينة، البصرة والكوفة، الشام واليمن وقيل السابع مصر فهذه هي الأمصار السبعة التي أرسل عثمان بن عفان إليها نسخة من المصحف الشريف ومصحف أهل المدينة عبر عنه بالمصحف الأم والأساس إذ كانت الخلافة الإسلامية في المدينة ولكن اختلف القراء في قراءة هذا المصحف الذي ليس فيه نقط ولا تشديد ولا حركات ونشأت قراءات عديدة بعد ذلك جاء ابن مجاهد وبسطوة الدولة العباسية حصرت القراءات في سبعة إذن كما أن حصر المذاهب الاسلامية في اربعة وهو من سلطة الدولة العباسية حصروها في أبي حنيفة النعمان المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي كذلك حصر القراءات القرآنية بسبب هيمنة الدولة العباسية وقد أمرت ابن مجاهد وابن مجاهد هو الذي حصرها في سبعة قراء طبعا للمدينة قارئ وللشام قارئ ولمكة قارئ لكن الكوفيين ثلاثة تقريبا أو أربعة من السبعة.
القراء السبعة كما يلي:
الأول نافع بن نعيم المدني المتوفى سنة 169 أو 176 هذا قراءة أهل المدينة.
الثاني عبد الله بن كثير المكي ولد 45 هجرية توفي سنة 110 هذه قراءة أهل مكة.
الثالث عاصم بن أبي نجود الكوفي سنة 127 أو 128 هذه قراءة كوفية وهي القراءة المشهورة قراءة عاصم بن أبي النجود وهذه مروية عن أمير المؤمنين عليه السلام.
الرابع حمزة بن حبيب الزيات الكوفي ولد سنة 80 هجرية توفي سنة 156 هجرية هذه قراءة كوفية.
الخامس علي بن حمزة الكسائي المتوفى سنة 179 أو 189 هجرية إذن ثلاثة من أهل الكوفة عاصم وحمزة والكسائي.
السادس أبو عمر بن العلاء البصري ولد سنة 70 توفي سنة 154 هجرية هذا قراءة أهل البصرة.
السابع عبد الله بن عامر الدمشقي ولد سنة 21 هجرية توفي سنة 118 هجرية هذه قراءة أهل الشام ودمشق، إذن القراءات سبعة ثلاثة منها مكية وواحدة بصرية وواحدة دمشقية هذه خمسة وواحدة مدنية هذه ستة وواحدة مكية سبعة، هذا تمام الكلام في بيان مفهوم القراءة واتضح أن القراءة عبارة عن التلفظ بالقرآن الكريم المكتوب على وجوه اشتهرت القراءات السبع وقيل إن القراءات المشهورة هي العشر وقيل إن القراءات الكثيرة اشهرها سبعون على اختلاف الأقوال يقع الكلام في تواتر القراءات السبع وحجية القراءات السبع وحينما يقال تواتر يقع الكلام في هذه العناوين الثلاثة:
أولا هل أصل القرآن متواتر أو لا؟
ثانيا هل المصحف المكتوب والرسم القرآني الذي كتبه عثمان وصلنا بالتواتر أو لا؟
الثالث هل القراءات القرآنية السبعة وصلتنا بالتواتر أو لا؟
الجواب القدر المتيقن هو الأول وهو أن القرآن الذي نزل على قلب النبي وصلنا بالتواتر وأما الثاني والثالث ففيه كلام من قال إن الرسم القرآني وصلنا بالتواتر ومن قال إن القراءات القرآنية وصلتنا بالتواتر نعم قد يدعى شهرة الرسم العثماني أصبح مشهورا لأن كل مصر من الأمصار الاسلامية اصبح لها مصحف كالكوفة والبصرة ومكة والمدينة والشام واليمن ومصر، قدر المتيقن خمسة مكة والمدينة والبصرة والكوفة والشام هذه خمسة وبعضهم اضاف مصرين وهما مصر واليمن إذن القرآن وصلنا بالتواتر وتفصيله في بحث علوم القرآن ولكن هل القراءات القرآنية وصلتنا بالتواتر أو لا؟ يوجد قولان:
القول الأول يرى أن جميع القراءات القرآنية السبع قد وصلتنا بالتواتر وهي حجة وهذا القول فيه من علماء السنة ومن علماء الشيعة فقد ادعى الزركشي أن جميع القراءات السبع متواترة البرهان في علوم القرآن صفحة 466 وكذلك الزرقاني قال بتواتر القراءات السبع عن النبي صلى الله عليه وآله يراجع مناهل العرفان الجزء الأول صفحة 436.
وهذا ما ذهب إليه المحققون من الأصوليين والقراء كابن السبكي وابن الجزري والنويري بل بعضهم قال بالقراءات العشر ومن علمائنا نجد السيد محمد جواد العاملي في كتابه مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة الجزء الثاني صفحة 434 يقول إن أكثر علمائنا يذهبون إلى وجوب القراءة على أساس ما تواتر من قراءات وهي القراءات السبع وقد نقل الاجماع أو عدم الخلاف على تواتر هذه القراءات السبع، هذا تمام الكلام في القول الأول الذي يرى أن القراءات السبعة متواترة.
القول الثاني ينكر تواتر القراءات السبعة كالسيد الخوئي رحمه الله تفسير البيان صفحة 165 حيث ذكر عشرة أشخاص من الذين ينكرون تواتر القراءات ودرسنا هذا الكتاب بالكامل وموجود على الانترنت ووضحه السيد الخوئي في هذا الكتاب بما لا مزيد عليه أن هذه القراءات ليست متواترة كذلك صاحب تفسير أطيب البيان والسيد أبن طاووس ونجم الائمة والمحدث الكاشاني والسيد الجزائري والوحيد البهبهاني هؤلاء كلهم من الشيعة ينكرون تواتر القراءات من السنة الزمخشري وهو معتزلي والفخر الرازي وهو أشعري والزركشي كلهم هؤلاء ينكرون تواتر القراءات وقالوا على فرض صحتها فإنها مسندة إلى النبي صلى الله عليه وآله بخبر الواحد وهذا هو الرأي المعروف عند علمائنا ومن هنا لا بأس أن نتطرق بشكل سريع إلى أدلة الموافقين ومناقشة المخالفين فما هي الأدلة التي استدل بها على تواتر القراءات السبع.
الدليل الأول دعوى الاجماع ومن الواضح أنه مخدوش لمخالفة الكثيرين لدعوى تواتر القراءة فلا يصح الاستدلال بالاجماع على تواتر القراءات القرآنية.
الدليل الثاني دعوى التواتر وإذا رجعنا إلى القراءات القرآنية نجد أنها فيمن نقل عن القارئ في أول طبقة بعد القارئ لا يوجد تواتر يعني لو أدعي في كل طبقة يوجد تواتر فإن أول شخص أو شخصين أخذوا عن نافع المدني أو عاصم الكوفي أو الشامي أو الكوفي حمزة الكوفي الكسائي الكوفي فإن التواتر ينقطع من بداية السند المتصل بصاحب القراءة، إذن الدليل الثاني غير تام هذه اخبار آحاد هذا البحث كله في علوم القرآن والقراءات القرآنية إلى الآن ما أخذنا قاعدة في التفسير.
الأمر الثالث القراءات السبع أنها مصداق لقوله صلى الله عليه وآله إن القرآن قد نزل على سبعة أحرف أولا هذا الحديث غير تام سندا وعلى فرض صحته سندا لا يراد به القراءات القرآنية قد يراد به سبعة بطون أو غير ذلك وهذا الحديث تام عند السنة وغير موجود عند الشيعة الإمامية بل الموجود عند الشيعة الإمامية تكذيب لهذا الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام وأن القرآن نزل من واحد وهو واحد عن الفضيل بن يسار قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام إن الناس ـ أهل العامة ـ يقولون إن القرآن نزل على سبعة أحرف فقال كذبوا أعداء الله ولكنه نزل على حرف واحد أصول الكافي الجزء الثاني صفحة 631، إذن هذا الحديث ليس بتام سندا ودلالة إذن الأدلة التي أستدل بها على تواتر القراءات السبع ليست تامة.
ثم يقع الكلام في نقطة أخرى وهي ما هي القراءة التي يمكن أن يعتمد عليها المفسر هذه دخيلة في تفسير القرآن يوجد مسلكان:
المسلك الأول جواز تفسير القرآن بكل القراءات بشروط ثلاثة:
الشرط الأول موافقة القراءة للغة العربية ولو لوجه من الوجوه
الشرط الثاني موافقة المصاحف العثمانية ولو على نحو الاحتمال
الشرط الثالث صحة سند القراءة بحيث تكون هذه القراءة صحيحة
فأي قراءة من القراءات إذا ثبت أولا أنها موافقة للغة العربية وثانيا انها موافقة للرسم العثماني وثالثا ثبتت صحتها وصحة نسبتها يجوز القراءة بها هنا الآن ندخل في مسألة في قواعد التفسير بل ذهب البعض إلى أنه مع اختلاف القراءة تعد الآية آيتين مالك يوم الدين آية وملك يوم الدين آية.
مثلا قوله عز وجل (ذو العرش المجيد) وتوجد قراءة بالكسر فقراءة الرفع بناء على قراءة الرفع يعني ذو العرش المجيدُ يعني رفع المجيد يكون المجيد صفة لله عز وجل، الله أولا ذو العرش ثانيا المجيد لكن على الكسر ذو العرش المجيدِ يكون المجيد صفة للعرش وليس صفة لله فتصير آيتين آية تثبت المجد لله والآية الثانية تثبت المجد للعرش وهذا غريب عجيب يمكن مراجعة قواعد التفسير لخالد عثمان السبت الجزء الأول صفحة 88 والحال إن مجرد اختلاف القراءة واللهجة لا يعني تعدد الآية.
المسلك الثاني جواز تفسير القرآن وفقا لخصوص القراءة المشهورة بين المسلمين لا مطلق القراءات التي أدعي تواترها أو توفرت فيها الشروط الثلاثة ومن الواضح أن أشهر قراءة وكانت متداولة هي قراءة حفص عن عاصم بن أبي النجود عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أمير المؤمنين عليه السلام وهذا موجود إذا تراجع المصحف كل المصاحف أنا رأيت المصاحف المطبوعة في مصر والتي مطبوعة في الشام والتي مطبوعة في السعودية والتي مطبوعة في الأردن كلها تنص على هذه القراءة أنها قراءة عاصم والآن كل المصاحف إذا تراجعها حتى في الصفحات متحدة لأنها قراءة بخط عثمان طه، من هو عثمان طه؟ لما يقولون بالرسم العثماني ليس المراد عثمان طه، عثمان طه كاتب سوري إلى الآن موجود في السعودية.
لاحظ هذا طبع بيروت مركز الغدير للدراسات والنشر والتوزيع بيروت لبنان يقول أما المصحف الشريف نفسه فقد تم اختيار النسخة المكتوبة بخط الخطاط المعروف عثمان طه والتي كتبت بما يوافق أصح الأقوال التي اجمع عليها العلماء لرسم المصحف الشريف وبما تعارف عليه الحفاظ وجرى اعتمادها والمصادقة عليها من قبل العديد من الهيئات المختصة بطبع المصاحف في الدول العربية والإسلامية وهي برواية حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي لقراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي التابعي لم يكموا إذا تراجع القرآن المطبوع في المملكة العربية السعودية يقول عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب هي في الأساس عن علي بن أبي طالب فهذا قرآن علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه لذلك في الروايات عن الإمام الصادق عليه السلام يقول اقرأ كما يقرأ الناس يعني اقرأ بالقراءة المشهورة وليس المراد اقرأ بجميع القراءات المشهورة يعني اقرأ بخصوص القراءة المشهورة المتداولة بين الناس لذلك الفقهاء بعضهم يذكر تجوز القراءة بالقراءات السبع بل العشر تراجع الرسالة الصلاة إلى الشيخ يوسف البحراني فليس المراد أن هناك خصوصية للقراءات السبع أو العشر وأنها متواترة من جوزها بناء على صدق عنوان الشهرة عليها يعني موضوع جواز القراءة في الفقه الإمامي كون القراءة مشهورة لا أنه كون القراءة من القراءات السبع أو العشر يعني حتى لو ثبت قراءة غير القراءات العشر مشهورة ومعروفة يجوز القراءة بها وقول الإمام عليه السلام ليس يراد به التعدد قد يقال هو ناظر إلى خصوص هذه القراءة المتداولة قراءة عاصم خصوصا إن بعض القراءات السبع نشأة بعد الإمام الصادق عليه السلام لأن الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه استشهد سنة 148 هجرية وبعض القراء جاء بعد الإمام الصادق عليه السلام.
الآن مثلا نافع المدني توفي سنة 176 أو 169 هذا بعد الإمام الصادق عليه السلام أو الكسائي توفي سنة 179 أو 189 بعد الإمام الصادق عليه السلام إذن يجوز القراءة إذا ثبت أنها القراءة المتداولة والمعروفة هذه القراءة قراءة عاصم عن حفص هي أكثر القراءات تطابقا مع قراءة المسلمين المتواترة في ذلك الوقت لأن أصل القرآن متواتر لذلك نالت رواجا وشهرة.
أنا لاحظت في كل الدول عدى لما رحت للمغرب العربي في تونس دخلت مسجد فتحت المصحف بقراءة ورش في المغرب العربي موجود بقراءة ورش ولكن في المشرق العربي والعالم الإسلامي قراءة عاصم يعني هذا المصحف الكوفي.
كان أبو عبد الرحمن السلمي ولمدة اربعين عاما في مسجد الكوفة يعلم طلاب القرآن وفقا لقراءة عامة الناس والزم تلميذه عاصم الكوفي بتعلم وتعليم قراءة عامة الناس.
في الرواية عن سالم بن أبي سلمة قال قراءة رجل على أبي عبد الله عليه السلام وانا استمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرأها الناس فقال أبو عبد الله عليه السلام ـ الإمام الصادق ـ كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأ الناس يعني القراءة العامة المتداولة، الإمام الصادق توفي سنة 148 بعض القراء جاءوا بعده مثلا الكسائي توفي سنة 240، نافع توفي سنة 169، حمزة توفي سنة 156 إذن الإمام الصادق عليه السلام والائمة عليهم السلام أمروا بالقراءة وفقا للقراءة العامة وعليه يمكن استخراج هذه النتيجة كقاعدة في التفسير من قال إن القراءات السبع أو العشر أو السبعين مشهورة أو متواترة بناء على مبناه يجوز أن يفسر القرآن وفقا لهذه القراءة وأما من قال أنه لا يصح التفسير إلا بالقراءة المعروفة والمتداولة فإنه لا يجوز التفسير إلا وفقا لها، هذا تمام الكلام في هذا البحث واتضح أن القراءة القرآنية لابد أن تكون موافقة مع قراءة المسلمين المتواترة.
القسم الثامن من القواعد المشتركة القواعد المشتركة بين التفسير وعلوم القرآن يأتي عليها الكلام.
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 21 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: منطق تفسیر القرآن
  • الجزء

    -

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
21 الجلسة