قواعد تفسير القرآن
شیخ الدقاق

016 - القاعدة الثانية من القواعد المشتركة بين علوم القرآن وقواعد التفسير

قواعد تفسير القرآن

  • الكتاب: منطق تفسیر القرآن
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    200

07

2023 | مايو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
القاعدة الثانية من القواعد المشتركة بين قواعد التفسير وعلوم القرآن قاعدة ارجاع المتشابهات إلى المحكمات.
انتهينا من بيان القاعدة الأولى المشتركة بين علوم القرآن وقواعد التفسير وهي قاعدة النسخ اليوم نشرع في بيان القاعدة الثانية قاعدة ارجاع الآيات المتشابهة إلى الآيات المحكمة واساس هذه القاعدة الآية السابعة من سورة آل عمران وهي قوله تبارك وتعالى (هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب واخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا) إذن الآية الكريمة اشارت إلى وجود الآيات المحكمة والمتشابهة في كتاب الله ومن هنا نجد أن هذا البحث من الأبحاث المهمة في عدة علوم الأول تفسير القرآن، الثاني قواعد تفسير القرآن، الثالث علم الكلام وعلم العقائد ومن هنا نتكلم حول هذه القاعدة في نقاط:
النقطة الأولى مفهوم المحكم والمتشابه ويقع الكلام في بيان المعنى اللغوي والاصطلاحي للمحكم والمتشابه، أولا مفردة المحكم المحكم في اللغة اصلها من الحكم بمعنى المتقن والمحكم والمحكم هو ما لا يعرض فيه شبهة من حيث اللفظ ولا من حيث المعنى مفردات الراغب الاصفهاني مادة حكم وأما في الاصطلاح فقد عرّف الاحكام الشيخ محمد هادي معرفة في كتاب التمهيد في علوم القرآن الجزء الثالث صفحة 6 الاحكام هو الاتقان يوصف به الكلام إذا كان ذا دلالة واضحة بحيث لا يحتمل وجوها من المعاني ولا كان مظنة للريب والتشكيك إذن المحكم ما لا تعرض فيه شبهة لا من حيث اللفظ ولا من حيث المعنى وتذكر امثلة للمحكم منها قوله تعالى (قل هو الله أحد) والاحد هو الذي لا ثاني له قوله تعالى (إن الله بكل شيء عليم) إذن يستفاد من تعريف الشيخ محمد هادي معرفة "رحمه الله" للمحكم أن لفظ المحكم يشمل اللفظ النص والظاهر لأن النص والظاهر كل منهما معناه واحد لا لبس فيه هذا تمام الكلام في بيان مفردة المحكم لغة واصطلاحا.
الثاني مفردة المتشابه
المتشابه في اللغة اصلها شبهة بمعنى المماثلة من جهة الكيفية والمتشابه في القرآن الكريم ما اشكل تفسيره لمشابهته بغيره إما من حيث اللفظ وإما من حيث المعنى مفردات غريب القرآن للراغب الاصفهاني مادة شبهة هذا في اللغة وأما في الاصطلاح قال الشيخ محمد هادي معرفة في كتابه التمهيد في علوم القرآن الجزء الثالث صفحة 6 و7 التشابه هو اللفظ المحتمل لوجوه من المعاني وكان موضع ريب وشبهة إلى أن يقول ومن ثم فهو كما يصلح للتأويل إلى وجه صحيح يصلح للتأويل إلى وجه فاسد ولأجل هذا صار مطمعا لأهل الزيغ والفساد ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله إلى ما يتوافق مع اهدافهم الضالة فالمتشابه محتاج إلى دفع الشبهة عنه فهو أخص من المبهم المفتقر إلى رفع الابهام وعليه فتأويل المتشابه رفع ودفع، رفع للابهام ودفع للشبهة انتهى كلامه "رحمه الله".
مثال الآيات المتشابهة قوله تعالى (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) فالآية الكريمة نسبت الهداية والاضلال إلى الله "عز وجل" وهذا لا يتناسب مع اختيار الانسان فما المراد بالهداية والاضلال المراد بالهداية توفير سبل الهداية واسباب الهداية والمراد بالاضلال أن تكون النتيجة هي الضلال فيما إذا الإنسان وكله الله إلى نفسه فإنه يقع في الضلالة هذا تمام الكلام في النقطة الأولى معنى المحكم والمتشابه والخلاصة المحكم أي المتقن والمراد به الآيات الواضحة المتشابه من التشابه والتماثل والمراد به الآيات التي قد يشتبه فهمها.
النقطة الثانية اقسام الآيات بلحاظ التشابه والاحكام ويمكن تقسيم آيات القرآن الكريم باختلاف جهات ثلاث إلى اقسام ثلاثة:
القسم الأول جميع آيات القرآن محكمة
القسم الثاني جميع آيات القرآن متشابهة
القسم الثالث بعض آيات القرآن محكمة وبعض آيات القرآن متشابهة
هذا التقسيم الثلاثي للانحاء الثلاثة يختلف باختلاف المعنى الملحوظ للاحكام والتشابه، القسم الأول جميع آيات القرآن محكمة قال تعالى (كتاب أحكمت آياته) أي أتقنت آياته فالاحكام بمعنى الاتقان وهي صفة لكل آية آية من كتاب الله "عز وجل" فالمقصود من المحكم في قوله "عز وجل" (كتاب احكمت آياته) هو المعنى اللغوي أي أنه في غاية الاحكام والاتقان وقوة الاتساق كما أن القرآن بالغ إلى الغاية القصوى في الاحكام والاتقان إذ أن أخبار القرآن كلها صدق ولا تناقض فيها ولا اختلاف.
بالنسبة إلى هذا القسم الاول يقول العلامة الطباطبائي في تفسيره الميزان الجزء العاشر صفحة 140 المراد بالاحكام ربط بعض الشيء ببعضه الآخر وارجاع طرف منه إلى طرف آخر بحيث يعود الجميع شيئا واحدا بسيطا غير ذي اجزاء وابعاد ومن المعلوم أن الكتاب إذا اتصف بالاحكام والتفصيل بهذا المعنى الذي مر فإنما يتصف بهما من جهة ما يشتمل عليه المعنى والمضمون لا من جهة الفاظه وغير ذلك في هذا الكلام يشير إلى أنه احكام الحبل فإن الحبل عبارة عن مجموعة خيوط مربوطة وكلما قوي اشتباك هذه الخيوط والعقد بحيث اصبحت هذه الخيوط والعقد المتفرقة امرا واحدا بسيطا وهو الحبل المفتول العروة الوثقى أي العروة الموثقة بوثاق قوي ومحكم كذلك آيات القرآن هي آيات متفرقة لكن لارتباط بعضها ببعض تشكل نسيجا واحدا كما أن الخيوط المتفرقة إذا ارتبط بعضها ببعض واتسق شكل حبلا متينا كذلك القرآن حبل الله المتين.
يقول السيد الطباطبائي في موضع آخر الميزان الجزء الثالث صفحة 20 والمراد ها هنا هو تطرق إلى الآية السابعة من سورة آل عمران هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب واخر متشابهات، يقول الطباطبائي والمراد ها هنا من الاحكام اتقان هذه الآيات من حيث عدم وجود التشابه فيهما كالمتشابهان وإن وصف كتابه باحكام الآيات في قوله تعالى كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير لكن اشتمال الآية على ذكر التفصيل بعد الاحكام دليل على أن المراد بالاحكام حال من حالات الكتاب كان عليها قبل النزول وهي كونه واحدا لم يطرأ عليها التجزي والتبعيض بعد بتكثر الآيات وهو اتقانه قبل وجود التبعيض فهذا الاحكام وصف لتمام الكتاب بخلاف وصف الاحكام والاتقان الذي لبعض الآيات بالنسبة إلى البعض الآخر من جهة امتناعها عن التشابه في مرآة.
هذا المقطع يشير إلى مطلب عميق يبحث في الفرق بين النزول والتنزيل فالقرآن الكريم نزل دفعة واحدة على قلب النبي "صلى الله عليه وآله" ثم تنزّل متفرقا منجما خلال 23 سنة 13 سنة في مكة اول ثلاث سنوات سرية ثم بعدها عشر سنوات علنية ثم عشر سنوات في المدينة فحينما يسأل نجد أن بعض الآيات تشير إلى النزول كتاب أنزلت آياته بعض الآيات تقول نزلنا تنزيلا فهل القرآن منزل دفعة واحدة أو القرآن منزّل على دفعات؟
الجواب القرآن نزل مرتين نزل دفعة واحدة على قلبك لتكون من المنذرين ونزل دفعات منجمة، صاحب الميزان يقول كتاب احكمت آياته يشير إلى القرآن الذي نزل دفعة واحدة على قلب النبي "صلى الله عليه وآله" هذا القرآن وهو مضمون القرآن معارف القرآن لما نزلت على قلب النبي كانت محكمة كلها يعني كلها منسجمة وأما القرآن الذي نزل منجما خلال 23 سنة هذا منه آيات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات بعض الآيات محكمة وبعض الآيات متشابهة، هذا تمام الكلام في التقسيم الأول جميع آيات القرآن محكمة إما أن نقول بما التزم به صاحب الميزان أن المراد باحكام جميع الآيات هو المعنى لا الالفاظ والمعنى يراد به القرآن الذي نزل دفعة واحدة على قلب النبي "صلى الله عليه وآله" وإما أن نقول المراد الأعم من اللفظ والمعنى لأن حتى الآيات المتشابهة في هذا القرآن الظاهري هي آيات متقنة ومحكمة ويوجد ترابط بين الآيات المحكمة والآيات المتشابهة فهي كلها متقنة في غاية الاتساق والاحكام هذا تمام الكلام في القسم الأول جميع آيات القرآن محكمة.
القسم الثاني جميع آيات القرآن متشابهة قال تعالى (الله نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها) والمقصود من التشابه هو التشابه اللغوي والمراد بالتشابه الحسن، التشابه في الحسن والصدق والهدى والنفع وامثالها أنت إذا تريد تمدح الولد أمام أبوه تقول ما شاء الله يشبهك يستأنس الأب والولد أيضا يستأنس يعني لا تريد أن تقول التشابه الظاهري فقط يعني التشابه في الحسن في الصدق في الهدى إذن آيات القرآن كلها متشابهة أي كلها متماثلة في الحسن والجمال.
قال العلامة الطباطبائي في الميزان جزء 17 صفحة 256 كتابا متشابها أي يشبه بعض أجزاءه بعضا وهذا غير التشابه الذي في المتشابه المقابل للمحكم فإنه يعني التشابه المقابل للمحكم، فإنه صفة بعض آيات الكتاب وهذا ـ التشابه بمعنى الحسن ـ صفة للجميع، إذن التشابه الذي هو صفة للجميع يراد به الحسن والجمال.
القسم الثالث بعض آيات القرآن محكمة وبعض آيات القرآن متشابهة وهذا هو موطن بحثنا يعني التشابه والاحكام الاصطلاحي والمراد بالآية المحكمة يعني الآية التي معناها واضح فتشمل النص وتشمل الظاهر والآية المتشابهة الآية التي معناها غير واضح يوجد فيه تشابه فتشمل اللفظ المؤول الذي يؤول إلى غيره ويرجع إلى غيره وتشمل اللفظ المجمل الذي يرجع فيه إلى المبين لكي يتبين معناه، هذا القسم الثالث تشير إليه الآية السابعة من سورة آل عمران أغلب المفسرين بحثوا بحث المحكم والمتشابه في ذيل الآية السابعة من سورة آل عمران وهي قوله تعالى (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات) والمقصود من المحكم والمتشابه في الآية الكريمة ليس هو المعنى اللغوي بل المعنى الاصطلاحي وهو المراد بالاحكام الوضوح والتشابه التباس المعنى وابهام المعنى.
النقطة الثالثة عدد الآيات المتشابهة
يوجد اختلاف في عدد الآيات المتشابهة في القرآن الكريم وتوجد في ذلك ثلاثة أقوال ذكرها ابن حبيب النيشابوري ونقلها عنه جلال الدين السيوطي في الاتقان الجزء الثاني صفحة 2، أقوال الثلاثة كما يلي:
القول الأول اعتبر البعض أن جميع آيات القرآن محكمة واستدل بالآية الأولى من سورة هود (كتاب أحكمت آياته) ومن الواضح أن هذا اشارة إلى المحكم بالمعنى اللغوي.
الثاني اعتبر البعض الآخر أن جميع آيات القرآن متشابهة واستدل بالآية 23 من سورة الزمر (الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها) ومن الواضح أن المراد به المعنى اللغوي يعني الحسن والجمال.
الثالث ذكر أكثر المحققين والعلماء أن بعض الآيات محكمة وبعض الآيات متشابهة وذكر بعض المحققين أن عدد الآيات المتشابهة بعد حذف المكرر هي 130 آية من القرآن يعني أقل من مئتي آية يمكن مراجعة كتاب قواعد التفسير صفحة 661 لخالد بن عثمان السبت وكتاب أصول التفسير وقواعده صفحة 289 لخالد بن عبد الرحمن العك وكتاب القواعد الحسان صفحة 76 و77.
النقطة الرابعة نماذج من الآيات المحكمة والمتشابهة
أولا نماذج الآيات المحكمة وهي عبارة عن عدة مجموعات من آيات القرآن الكريم من جملتها نذكر ثلاث مجموعات:
المجموعة الأولى آيات الأحكام والتشريع كلها محكمة كالآيات المتعلقة بالحدود والقصاص مثل حد الزاني حد السارق آيات الارث آيات الزواج الطلاق الأطعمة المحرمة كلها آيات الأحكام قرابة خمسمائة آية كلها آيات محكمة لا معنى للتشابه فيها يصير اشتباه في الأحكام الشرعية.
القسم الثاني آيات المواعظ والآداب آيات الاخلاقية، بعد في الاخلاق والوعظ إذا الآية متشابهة مشكل لابد أن تكون محكمة، كالآية 58 من سورة النور في موضوع آداب علاقة الاولاد بالأب والأم والآية 53 من سورة الأحزاب حول آداب الضيافة وغيرها مثل سورة الحجرات.
القسم الثالث الآيات المتعلقة بمعرفة الله كقوله تعالى (قل هو الله أحد) (هو الله الذي لا إله إلا هو) (ليس كمثله شيء) الخلاصة الآيات المحكمة هي الآيات الواردة في الأصول الثلاثة وهي العقائد والفقه والأخلاق، جذور واصول الدين وهي العقائد معرفة الله فروع الدين وهو الفقه والاحكام الشرعية وثمار الدين وهي الاخلاق، هذا تمام الكلام في بيان نماذج للآيات المحكمة.
القسم الثاني نماذج للآيات المتشابهة نذكر قسمين:
القسم الأول الآيات المتعلقة بالتقدير والهداية والضلال كقوله "عز وجل" (فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء).
القسم الثاني الآيات المتعلقة بالصفات والأفعال الإلهية كقوله تعالى (يد الله فوق أيديهم)، (وجاء ربك)، (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى).
والخلاصة الآيات المتشابهة تجدها في تفاصيل العقيدة يعني في تفاصيل العدل الإلهي والقضاء الإلهي والتقدير الإلهي تفاصيل الصفات الإلهية هناك تجد الآيات المتشابهة، هذا تمام الكلام في النقطة الرابعة.
النقطة الخامسة الطريق المناسب هو ارجاع المتشابهات إلى المحكمات فالله "عز وجل" وصف الآيات المحكمات بأنها أم الكتاب.
مفردة الأم إذا نراجعها في كتاب مفردات غريب القرآن للراغب الاصفهاني مادة أم يقول أم الكتاب ومفردة أم تطلق على ما كان أصلا لوجود شيء أو تربيته أو اصلاحه أو مبدأه.
قال العلامة الطباطبائي وقد وصف المحكمات بأنها أم الكتاب والأم بحسب أصل معناه ما يرجع إليه الشيء وليس إلا أن الآيات المتشابهة ترجع إليها فالبعض من الكتاب وهي الآيات المتشابهات ترجع إلى بعض آخر وهي المحكمات تفسير الميزان جزء 17 صفحة 256.
الخلاصة
الآيات المحكمة هي بمثابة الأم والآيات المتشابهة ترجع إلى الآيات المحكمة فالآيات المحكمة تتصرف في ظواهر الآيات المتشابهة مثاله الآيات التي يستفاد منها التجسيم والتشبيه كقوله تعالى (يد الله فوق ايديهم) (يوم يكشف عن ساق) (وجاء ربك والملك صفا صفا) هذه كلها آيات متشابهة نرجعها إلى آية محكمة ليس كمثله شيء فالله ليس كمثله شيء ليس جسما فلا نحمل اليد على اليد الظاهرية والساق على الساق الظاهرية والمجيء على المجيء الحسي للأجسام فنقدر يد الله فوق أيديهم نقول اليد كناية على القدرة، قدرة الله فوق قدرتهم.
وجاء ربك يعني وجاء أمر ربك وجاءت رحمة ربك لذلك في هذه الآية وجاء ربك الأقوال متعددة في معنى المجيء بعضهم قال المجيء نسبته إلى الله من المجاز العقلي مثل انبت الربيع البقل فهنا أيضا من المجاز العقلي نسبة المجيء إلى الله "عز وجل" بعضهم قال لا هذا إذا حملنا على المعنى الحقيقي المجيء بالمجاز العقلي، بعضهم قال لا هنا يوجد تقدير وهكذا قوله تعالى (فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يضل به إلا الفاسقين يضل الله الظالمين) تكون النتيجة هكذا أن الضلال هو نتيجة الفسق نتيجة ظلم الإنسان لنفسه هذا تمام الكلام في الآيات المحكمة والمتشابهة، هذا تمام الكلام في القاعدة الثانية من القواعد المشتركة بين علوم القرآن وقواعد التفسير.
القاعدة الثالثة قواعد النزول، النزول أيضا فيه قواعد من هذه القواعد التي تبحث في علوم القرآن بحث العلوم والتنزيل هل نزل القرآن دفعة واحدة أو نزل القرآن دفعات، هذا بحث.
البحث الثاني اسباب النزول وشأن النزول والمراد بسبب النزول الداعي الذي دعا إلى نزول الآية وأما شأن النزول فيراد به الغرض الذي نزلت منه الآية فمثلا سورة الفيل التي ذكرت قضية ابرهة الحبشي حينما جاء بالفيلة لهدم الكعبة المشرفة قال تعالى (بسم الله الرحمن الرحيم الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل* ألم يجعل كيدهم في تضليل* وأرسل عليهم طيرا أبابيل* ترميهم بحجارة من سجيل* فجعلهم كعصف مأكول) هنا ابرهة الذي كان في الحبشة وبنى بيت ويريد الناس تحج إلى بيته وبيته كان في الحبشة وهي اثيوبية حاليا والناس تحج إلى الكعبة أراد أن يهدم الكعبة جاءت الطيور تقول الروايات ترمي الحجرة على رأس المقاتل فتخرج الحجرة من دبره ويموت، هنا ابرهة الحبشي واصحاب الفيل هم سبب نزول الآية لو شأن نزول الآية؟
شأن النزول لأن القضية صارت النبي ولد سنة الفيل فإذن قضية الفيل ليست هي الداعي الذي دعا إلى نزول الآية لكن الآية والسورة نزلت في شأن اصحاب الفيل يعني تبين أن الذي يتجرأ على الله مصيره الهلاك بصورة ذليلة وبئس المصير.
من الأمور التي تذكر المكي والمدني في القرآن الكريم ويذكرون ثلاثة ضوابط للمكي والمدني:
الضابط الأول الضابط الزماني فيقولون الآيات التي نزلت قبل هجرة النبي هي آيات مكية والآيات التي نزلت بعد هجرة النبي إلى المدينة هي آيات مدنية وإن نزلت في مكة لأن النبي فتح مكة ونزلت بعد ذلك (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) بعد حجة الوداع (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) هذه الآيات كلها تعتبر مدنية لأنها نزلت بعد الهجرة، هذا التقسيم الأول هو المشهور الأساس الزماني هو المشهور في تقسيم آيات كتاب الله إلى مكية ومدنية.
الأساس الثاني المكاني يعني ما نزل بمكة فهو مكي وما نزل بالمدينة فهو مدني وما نزل بينهما فهو بينهما لا مكي ولا مدني بعض القرائن تجد هذه الآية نزلت بين مكة والمدينة هذا تقسيم مكاني الأساس الثالث مضموني وموضوعي على أساس الخطاب، فالآيات التي جاء فيها معالجة عبادة الاصنام والشرك بالله وأصل الايمان هي آيات مكية والآيات التي فيها أحكام شرعية وتفاصيل الأحكام الفقهية هي آيات مدنية فإذن آيات العقائد آيات مكية فخطاب (يا أيها الناس) هذا خطاب مكي، خطاب يا أيها الذين آمنوا هذا خطاب مدني.
طبعا المشهور هو التقسيم الزماني الأساس الزماني ما كان قبل الهجرة فهو مكي وما كان بعد الهجرة فهو مدني.
إذا نرجع إلى التفاسير الروائية نجد الكثير منها تطرق إلى شأن النزول وسبب النزول من هذه التفاسير الروائية تفسير الطبري، تفاسير أهل السنة تفسير الطبري تفسير الدر المنثور للسيوطي من التفاسير الروائية الشيعية تفسير العياشي وتفسير البرهان للسيد هاشم التوبلاني وتفسير نور الثقلين لجمعة عبد علي الحويزي.
أيضا من التفاسير الاجتهادية التي اعتنت باسباب النزول تفسير مجمع البيان للطبرسي اهتم كثيرا بشأن النزول وقد تناول جلال الدين السيوطي في كتابه الاتقان في علوم القرآن هذا البحث تحت عنوان معرفة اسباب النزول في النوع التاسع وقد ألفت كتب كثيرة مستقلة في اسباب النزول منها اسباب النزول للواحد النيشابوري لباب النقول للسيوطي كتاب نموذج البينات في شأن نزول الآيات للدكتور محقق بالفارسي، كتاب اسباب النزول للدكتور السيد محمد باقر حجتي بالفارسية حيث تناول المباحث النظرية لاسباب النزول وهكذا الكتب المتأخرة أصول التفسير وقواعده للعك قواعد التفسير للسبت والقواعد الحسان لعبد الرحمن بن ناصر السعدي ونشرع في بيان خمس قواعد للنزول:
القاعدة الأولى ضرورة مراعاة شأن وأسباب النزول في فهم وتفسير الآيات توجد عدة تفاسير لسبب النزول وشأن النزول فقد يعدان شيئا واحدا وقد يختلفان وهكذا قيل في تعريفهما كما في التمهيد في علوم القرآن الجزء الأول صفحة 254.
شأن النزول هو الأمر الذي نزل القرآن آية أو سورة لتعالج شأنه بيانا وشرحا أو اعتبارا بمواضع اعتباره.
سبب النزول فهو يتعلق بخصوص المشكلة الحاضرة سواء كانت حادثة أبهم أمرها أم مسألة خفي وجه صوابها إلى آخر كلامه.
الخلاصة شأن النزول أعم وسبب النزول أخص، سبب النزول الداعي الذي دعا إلى نزول الآية شأن النزول الغرض الذي الآية عالجته هذه القاعدة نشين فيها إلى قرينة سبب النزول في التفسير يعني سبب النزول يشير إلى قرينة، طبعا هناك ملاحظة وهو أن كتب العامة في تفاسيرهم أكثروا من روايات سبب النزول وشأن النزول أكثر من كتب الشيعة بعض التفاسير الأخيرة كتفسير الميزان لم يركز كثيرا على سبب النزول لأن العبرة بعموم اللفظ لا خصوص السبب والمورد لا يخصص الوارد وأكثر روايات سبب وشأن النزول روايات ضعيفة فكيف نفسر القرآن على اساسها والقرآن قطعي وصلنا عن طريق العلم فلا يفسر إلا عن طريق العلم نعم هذه الروايات الواردة في شأن النزول وسبب النزول قد تشكل قرينة اثبات ناقصة لتفسير الآية ولا تشكل قرينة اثبات تامة أي أن هذه الروايات ضعيفة فلا يمكن الاحتجاج بها في التفسير لكنها قد تشكل قرائن إذا ضمت إلى قرائن أخرى يمكن من خلالها أن نفسر القرآن الكريم إذن لابد من الاهتمام بشأن النزول وروايات اسباب النزول لكن لا على أنها هي الروايات الوحيدة التي نفسر بها القرآن وإنما هي جزء علة يعني علة ناقصة لتفسير الآيات.
يقول العلامة الطباطبائي "رحمه الله" في كتابه القرآن في الاسلام صفحة 120 يقول إن الاهداف القرآنية العالية التي هي المعارف العلمية الدائمة لا تحتاج كثيرا أو لا تحتاج أبدا إلى اسباب النزول ويقول أيضا في هذا الكتاب القرآن في الاسلام صفحة 118 هذه القضايا التي سببت نزول السور أو الآية هي المسماة باسباب النزول ومعرفتها تساعد إلى حد كبير في معرفة الآية المباركة وما فيها من المعاني والاسرار إلى أن يقول هذه الأحاديث من طرق اهل السنة كثيرة جدا إلى أن يقول وأما من طرق الشيعة فهي قليلة إلى أن يقول ويلاحظ أن هذه الأحاديث ليست مسندة وصحيحة بل فيها المرسل الضعيف والنظر والتأمل فيها يدعو الإنسان إلى الشك فيها لذلك صاحب الميزان لم يعتني كثيرا به لكن ذكر دائما بحث روائي بعد ما يبين المفردات بحث روائي قال في الدر المنثور يكثر من النقل عن الدر المنثور لأنه جلال السيوطي اكثر من العناية بروايات اسباب وشأن النزول.
نضرب مثال قوله تعالى (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) فلو نظرنا إلى ظاهر الآية لاستفدنا جواز السعي بين الصفا والمروة لا الوجوب لكن إذا رجعنا إلى سبب النزول وهو أنه في العصر الجاهلي قد وضع على الصفا صنم يقال له اساف وعلى المروة وضع صنم يقال له نائلة وكان المشركون يتطوفون بين الصفا والمروة أي بين اساف ونائلة فكره المسلمون ذلك فنزلت الآية قائلة (فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يتطوف بهما) لا يوجد محذور فيه فإذن الآية في مقام دفع هذا المحذور المرتكز في أذهان المسلمين وهذا لا ينافي الوجوب إذن كان لمعرفة سبب النزول اثرا في فهم الآية، هذا تمام الكلام في القاعدة الأولى إن مراعاة شأن وسبب النزول يؤثر في فهم وتفسير الآية.
القاعدة الثانية سبب وشأن النزول لا يوجب حصر معنى الآية في موردها وهنا نتكلم في ثلاثة أقسام:
القسم الأول إن المورد لا يخصص الوارد والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فبعض الآيات نجد أن سبب نزولها وشأن نزولها لا يوجب حصر الآية في خصوص سببها وموردها فإذا ما كان للآية لفظ عام أو مطلق امكن التمسك بعموم اللفظ وبالتالي يكون السبب هو المصداق الأبرز أو المصداق الكامل للآية ولا نحصر الآية بخصوص ذلك السبب.
مثلا آية الظهار نزلت في خولة بنت ثعلبة وزوجها وسبب النزول لا يوجب انحصار حكم الظهار في خولة بن ثعلبة وزوجها وهكذا آيات اللعان نزلت في اتهام هلال بن أمية لزوجته أو لسؤال عومير وهذا أيضا لا يوجب انحصار الحكم بهؤلاء.
في الختام نشير إلى هذه الملاحظة، إذا نراجع الروايات الشيعية والأحاديث التفسيرية في المصادر الشيعية نجد أنها ذكرت الكثير من الآيات وفسرتها بعلي وفاطمة وأهل الكساء أو الائمة عليهم السلام لكن إذا تأملنا فيها نجد أنها لا تدل على الحصر بل إن الائمة هم المصداق البارز والمصداق الأكمل لهذه الآية ولا تدل الآية على الانحصار مثال ذلك قوله تعالى (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) نقلت بعض الآيات أنها نزلت في حق علي عليه السلام أو أهل البيت في حين أن أمير المؤمنين وأهل البيت هم المصداق الكامل والبارز للعمل الصالح وهذه الأوصاف لا تنحصر بعلي عليه السلام والائمة من ولده هذا اللبس دفع بعض الكتاب إلى الظن بأن الآيات منحصرة في علي عليه السلام حتى بعضهم خمن وقال إن اسم علي عليه السلام كرر ألف مرة في القرآن الكريم يراجع كتاب أنوار القرآن صفحة 70 والحال إن الآيات والصفات الخاصة كقوله تعالى أهدنا الصراط المستقيم تطبق على الإمام علي وعلى غير الإمام علي هذا من باب الجري والتطبيق يعني هناك قاعدة نجريها ونطبقها على فرد بارز مثلا (إنا أعطيناك الكوثر) الكوثر في اللغة بمعنى الخير الكثير تأتي بعض الروايات تقول هي فاطمة فإن نسل النبي محمد "صلى الله عليه وآله" من فاطمة تأتي بعض الروايات تقول هو نهر في الجنة هذا من باب الجري والتطبيق يعني عندنا مفهوم وهو الخير الكثير الكوثر له مصاديق بارزة من مصاديقه البارزة النهر الذي في الجنة من مصاديقه البارزة نسل فاطمة، فاطمة سلام الله عليها هي مصداق إلى الكوثر ـ كوثر الرسول ـ هذا تمام الكلام في القسم الأول يعني الآيات التي لا تنحصر في مصاديق معينة.
القسم الثاني الآيات المحصورة في مورد خاص وهذه موارد قليلة مثل آية التطهير (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) خاصة في أهل الكساء الخمسة، آية الولاية إنما وليكم الله خاصة في أمير المؤمنين، آية اكمال الدين (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي) خاصة في ولاية أمير المؤمنين، آية المباهلة (نسائنا ونسائكم وأبنائنا) هذه خاصة في أهل الكساء الخمسة علي وفاطمة والحسن والحسين.
القسم الثالث المورد الذي نشك فيه هل هو منحصر بافراد ومصاديق محددة أو لا، هنا الاصل عدم الانحصار فإذا لم يدل دليل على انحصار الآية بمصاديق وأفراد معينة ومحددة أو حوادث معينة الأصل عدم الانحصار لأن القرآن كتاب عالمي وبمقتضى عالميته لا ينحصر في فرد معين أو حادثة معينة هذا تمام الكلام في القاعدة الثانية إن سبب وشأن النزول لا يوجب حصر معنى الآية في موردها.
القاعدة الثالثة الآيات القرآن بألفاظها ومعانيها من الله ففرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي الحديث النبوي كلام النبي "صلى الله عليه وآله" الحديث القدسي كلام الله لا على نحو الاعجاز الكلام القرآني كلام الله على نحو الاعجاز فنحن لا نعتقد كما يعتقد المسيحيون أن الكتاب المقدس ليس كلام الله وليس كلام عيسى المسيح وإنما كلام الحواريين بل نحن نعتقد إن القرآن كلام الله وليس كلام النبي محمد "صلى الله عليه وآله"، قال تعالى (إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين) إذن هذا الأصل يمكن الاعتماد عليه إن أصل تفسير القرآن هو ذات الألفاظ التي أوحاها الله إلى النبي "صلى الله عليه وآله" وقد وصلتنا بالتواتر، هذا تمام الكلام في القاعدة الثالثة إن الآيات القرآنية بألفاظها ومعانيها من الله والنبي لم يتصرف فيها.
القاعدة الرابعة معرفة ثقافة المعاصرين لنزول الآيات له دور مهم في فهم وتفسير القرآن مثال ذلك كان العرب في الجاهلية إذا يحجون بيت الله الحرام ما يدخلون من الباب يدخلون من فتحة من الطرف فنزل قوله تعالى (وأتوا البيوت من أبوابها) هكذا (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس وللحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى واتوا البيوت من أبوابها) فإذن نفهم الآية من معرفة ثقافة الجاهلية في ذلك الوقت.
المثال الثاني إنما النسيء زيادة في الكفر المعروف إن الأشهر الحرم اربعة وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم، فهم إذا تقاتلوا يقولون نحن نؤجل الآن هذا محرم نؤخره نضعه في صفر ونقاتل، هذا رجب نؤخره ونضعه في شعبان أو رمضان ونقاتل في رجب فهذا نسيء زيادة الله "عز وجل" يقول (إنما النسيء زيادة في الكفر) أنتم محرم يجب عليكم أن تقاتلون في أشهر الحرم تنسؤون وتؤخرون وتؤجلون هذا زيادة في الكفر فتفهم الآية من خلال هذه المعرفة.
ملاحظة
هناك ثلاثة اتجاهات:
الاتجاه الأول النفير كامل لثقافة العرب
الاتجاه الثاني القبول الكامل لثقافة العرب
الاتجاه الثالث رفض العناصر السلبية من ثقافة العرب وامضاء قبول العناصر الايجابية هذا الاتجاه الثالث هو الاتجاه الصحيح وهذه معالجة القرآن الكريم للثقافة العربية.
القاعدة الخامسة زمان ومكان النزول لهما دور مؤثر في تفسير القرآن الكريم فمعرفة المكي والمدني إلى آخره مهم مثلا قوله تعالى (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا) (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قنطريرا)، بعض الحاقدين قال هذه الآية أصلا مكية وليست مدنية فكيف تقولون أنها واردة في حق علي وفاطمة والحسن والحسين لما صاموا والإمام علي اقترض شعير وعجنته فاطمة ثلاثة أيام في اليوم الأول جاء مسكين اليوم الثاني يتيم الثالث اسير وافطروا على الماء القراح ثلاثة أيام، قال هذا ولدا في المدينة الحسن والحسين وهذه الآية مكية.
الجواب قال وأسيرا، الأسير ما كان في مكة الأسير كان في المدينة فيتعين أنها آية مدنية وليست آية مكية، هذا تمام الكلام في القاعدة الخامسة في أن زمان ومكان النزول له دور مؤثر في تفسير القرآن الكريم وبه نختم القسم السابع من أقسام القواعد المشتركة بين قواعد التفسير وعلوم القرآن وبه نختم هذا البحث القواعد المشتركة بين قواعد التفسير والعلوم الأخرى وبه ينتهي الفصل الثاني، الفصل الثالث والأخير القواعد الخاصة بالتفسير غالبا يذكر المصنف ستة عشر قاعدة أول قاعدة أهمها وهي قاعدة السياق.
الفصل الثالث القواعد الخاصة بالتفسير يأتي عليها الكلام.
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 21 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: منطق تفسیر القرآن
  • الجزء

    -

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
21 الجلسة