تحقیق المباني الرجالیة
شیخ الدقاق

137 - الفائدة الرابعة في تفسير بعض المصطلحات

تحقيق مباني الرجالية

  • الكتاب: تحقیق مباني الرجالیة
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    500

07

2023 | مايو

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصل الله على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
الفائدة الرابعة في تفسير بعض المصطلحات
واحد يونسي اثنين شرطة الخميس ثلاثة غلام أربعة مولى خمسة اسند عنه ستة الكتاب والتصنيف والأصل والنوادر سبعة قول النجاشي علوا ثم خاتمة في نهاية المطاف.
المصطلح الأول يونسي وردت هذه الكلمة في رجال الشيخ الطوسي "رحمه الله" ولم نجدها في غيره من المصادر الرجالية نعم ذكرها العلامة الحلي في كتابه خلاصة الأقوال في بعض الموارد تبعا للشيخ الطوسي يراجع رجال الشيخ صفحة 361 الرقم 5346 صفحة 369 رقم الترجمة 5484 صفحة 391 رقم الترجمة 5758 صفحة 401 رقم الترجمة 5887 ويراجع أيضا خلاصة الأقوال صفحة 210 رقم الترجمة 681 وقد ذكر العلامة الحلي ذلك في ترجمة العباس بن موسى الوراق الذي استظهر العلامة التفرشي اتحاده مع العباس بن محمد الوراق يراجع نقد الرجال للتفرشي الجزء الثالث صفحة 24 و25 رقم الترجمة 2777 ورقم الترجمة 2779 علما بأن العلامة الحلي لم يذكر هنا لفظ يونسي بل صرح بأنه من أصحاب يونس وبالتالي يصلح قرينة لتفسير المراد بكلمة يونسي يراجع أيضا خلاصة الأقوال صفحة 292 رقم الترجمة 1031 وصفحة 241 الرقم 821 صفحة 292 رقم الترجمة 987.
وإذا تتبعنا كلمات الشيخ الطوسي "أعلى الله مقامه الشريف" نجد أنه ذكر لفظة يونسي في تراجم أربعة من الرجال وهم العباس بن محمد الوراق يحيى بن عمران الهمداني محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني محمد بن أحمد بن مطهر البغدادي ومن الواضح أن المراد بلفظ يونسي هو النسبة إلى يونس بن عبد الرحمن أحد أصحاب الإجماع وكان من أجلاء الطائفة ومقتضى الظاهر أن نسبة هؤلاء إلى يونس كونهم مختصين بيونس بنحو من الأنحاء ومن الواضح ليس الغرض النسبة يعني أنه من انساب وأقارب يونس لأن أحدا من الأربعة لا ينتسب إلى يونس بن عبد الرحمن فبحسب مناسبات الحكم وبحسب مناسبات الموضوع يظهر أن المراد بالاختصاص هنا هو التتلمذ عليه أو الرواية عنه ولو بالإجازة كما هو معروف بالنسبة إلى محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني حيث ذكر البعض أنه اصغر في السن من أن يروي عن يونس بن عبد الرحمن مباشرة فيصلح أن يروي عنه ولو بالإجازة هذا تمام الكلام في بيان المراد بلفظ يونسي واتضح أن المراد أنه من أصحاب يونس بن عبد الرحمن أي من مدرسة يونس بن عبد الرحمن.
يبقى الكلام في دلالة هذه اللفظة هل تفيد المدح أو تفيد الذم أو لا تفيد لا المدح ولا الذم أقوال ثلاثة وسيتضح أن الصحيح أن هذه اللفظة لا تدل لا على المدح لا على الذم وإنما تدل على الاختصاص بيونس بن عبد الرحمن فقط وقد ذهب المحقق التستري في قاموس الرجال الجزء الأول صفحة 81 إلى أن هذه اللفظة تفيد الذم لأن يونس بن عبد الرحمن نسبت له بعض المقالات الفاسدة فإذا قيل فلان يونسي أي أنه مذموم لإتباعه ذلك الرجل الذي نسبت إليه بعض الآراء الفاسدة قال المحقق التستري في قاموس الرجال واختلف أيضا في قول رجال الشيخ في بعضه إنه يونسي هل هو مدح أو ذم فهم العلامة منه المدح فعنون محمد بن أحمد بن مطهر في الأول لذلك يعني في القسم الأول من الخلاصة وهو للممدوحين القسم الأول لذلك لأنه اختص بيونس، يونس رجل جليل من أصحاب الإجماع فإن العلامة منه المدح فعنون محمد بن احمد بن مطهر في الأول لذلك والأظهر أنه ذم بدليل أن الشيخ كان معتقدا بضعف محمد بن عيسى العبيدي ضعفه في فهرسته وفي رجاله في أصحاب الهادي "عليه السلام" وفي من لم يروي وقال يعني وذكره في من لم يروي وقال في أصحاب العسكري "عليه السلام" أنه يونسي ويبعد رجوعه عن عقيدته في الوسيط فالظاهر يعني لم يتراجع يونس بن عبد الرحمن عن عقيدته من البعيد ويبعد رجوعه عن عقيدته في الوسيط فالظاهر أن المراد به أنه من أصحاب يونس فيما نسب إليه من المقالات الفاسدة إذن إلى هنا أخذنا قولين القول الأول العلامة الحلي وهو أن قول يونسي يفيد المدح القول الثاني قول المحقق التستري أنه يفيد الذم لأن يونس بن عبد الرحمن نسبت له بعض الآراء الفاسدة.
وفيه إن ذكر العلامة الحلي ليونس بن عبد الرحمن في القسم الأول وهو المخصص لممدوحين لا يعني أن العلامة الحلي استفاد من لفظ يونسي المدح فلعل العلامة الحلي اعتمد على كون يونس بن عبد الرحمن من أصحاب الإجماع أو أن العلامة الحلي حصل على بعض الروايات والأقوال في الكتب الرجالية التي تثبت وثاقة وجلالة ومدح يونس بن عبد الرحمن إذن لا دلالة في جعل العلامة الحلي ليونس بن عبد الرحمن في القسم الأول أنه جعل ابن مطهر في القسم الأول استفاد أنه ممدوح لأنه يونسي قد يكون العلامة الحلي استفاد ما يفيد توثيق ابن مطهر يعني من خلال الروايات أو من خلال كلمات أئمة الرجال استفاد من ما يفيد توثيق أو مدح محمد بن أحمد بن مطهر البغدادي ولا يوجد تصريح للعلامة الحلي في أنه استفاد من لفظ يونسي الوارد في حق ابن المطهر أنه يفيد المدح خصوصا أن كتاب خلاصة الأقوال للعلامة الحلي مبني على الاختصار وبيان النتيجة الرجالية أو إن صح التعبير الفتوى الرجالية.
والأمر الثاني في المناقشة من الغريب جدا استفادة المحقق التستري من تضعيف الشيخ لمحمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني في رجاله تبعا لبعض القميين أن كلمة يونسي تدل على الذم ولا نكاد نفهم وجها لذلك فإن مجرد تضعيف اليقطيني لا يعني أن لفظة يونسي هي التي دلت على الذم والجرح فيه خصوصا إذا رجعنا إلى اليقطيني نجد أن السيرافي ومحمد بن الحسن بن الوليد وتبعهما الشيخ الصدوق قد استثنوه من أسانيد روايات نوادر الحكمة وإذا دققنا في تعبير السيرافي أو محمد بن الحسن بن الوليد نجد أنه قد عبر هكذا أو ما رواه عن محمد بن عيسى بن عبيد بإسناد منقطع فكأن الاستثناء لوجود الانقطاع في السند لا لشخص العبيدي اليقطيني وبالتالي قد يقال أن اليقطيني ليس بضعيف وإنما استثنيت خصوص الروايات المروية عنه بسند منقطع فالاستثناء لوجود الانقطاع والسقط والإرسال في الرواية.
إلى هنا اتضح أن لفظة يونسي لا تدل على المدح كما نسبه المحقق التستري العلامة الحلي ولا تدل على الذم كما ادعاه المحقق التستري وإنما تدل على الاختصاص بيونس بن عبد الرحمن وإن هذه الكلمة قيلت في حق تلامذة يونس بن عبد الرحمن ومن روى رواياته أو كتبه ولا تدل على أكثر من ذلك هذا تمام الكلام في المصطلح الأول يونسي.
المصطلح الثاني شرطة الخميس ورد هذا المصطلح في كتب التاريخ والرجال بشكل متكرر ولابد من البحث حوله لأنه قد استخدم في حق رجال بأعيانهم ونص على أنهم من شرطة الخميس فلابد من معرفة معنى شرطة الخميس أولا وثانيا هل تدل هذه اللفظة على التوثيق أو التضعيف أو لا وهذا ما يستدعي مزيد البحث في كتب التاريخ والرجال حول هذه اللفظة وإذا تتبعنا كتب التاريخ والرجال نجد أن هذا التعبير لم يستخدم إلا في حق شخصيات محددة متشخصة كانت في زمان أمير المؤمنين "عليه أفضل صلوات المصلين" وزمان الإمام الحسن "عليه السلام" وهؤلاء قد كانوا في زمن الإمام علي قد بلغوا ستة آلاف رجل وصاروا عند الإمام الحسن في أواخر خلافة الإمام علي صاروا اثني عشر ألفا كما يظهر من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر الجزء اثنين وعشرين صفحة 262 وتهذيب الكمال للمزي الجزء السادس صفحة 224 وقد ورد في بعض المصادر أن قائد هذه الشرطة كان الاصبغ بن نباتة أعيان الشيعة الجزء الثالث صفحة 464 وفي بعض المصادر أنه كان قائد هذه المجموعة قيس بن سعد بن عبادة يراجع تاريخ الطبري الجزء الرابع صفحة 125 رجال الكشي صفحة 110 رقم الترجمة 177 وقد يرفع التنافي بين القولين بتعاقبهما على رئاسة شرطة الخميس بأن يقال رأسها الاصبغ بن نباتة ثم صار إلى قيس بن سعد بن عبادة الذي كان احد قادة جيش الإمام حسن المجتبى "عليه السلام" وإذا راجعنا المصادر يظهر أن المراد بهم نخبة الجيش والصفوة من جيش أمير المؤمنين "عليه أفضل صلوات المصلين" وهو ما يعبر عنه في زماننا هذا القوات الخاصة أو الفدائيين أو الحرس الخاص وهذا يوافق ما ورد في معنى كلمة شرطة في بعض كتب اللغة فقد ذكر الخليل بن احمد الفراهيدي في كتاب العين الجزء السادس صفحة 235 وهو أول كتاب في اللغة العربية قال الشرطة نخبة السلطان من جنده هذا بالنسبة إلى لفظ شرطة والخميس يعني الجيش كما هو شائع لأن الجيش يتألف من خمسة أقسام يمين يسار مقدمة مؤخرة وقلب يقول قلب القلب على الجناحين والجناحين على القلب وجعل مؤخرة الجيش مقدمة ومقدمة الجيش مؤخرة فالمراد بالخميس الجيش لأنه يتألف من خمسة أقسام يراجع كتاب العين الجزء الرابع صفحة 25 ويراجع كتب اللغة في مادة خمسة إذن المراد من شرطة الخميس نخبة الجيش شرطة يعني نخبة والخميس جيش فالمراد بشرطة الخميس نخبة الجيش وهذا المعنى اللغوي يوافق ما ورد في الروايات والآثار.
روى الكشي عن أمير المؤمنين "عليه السلام" أنه قال لعبد الله بن يحيى الحضرمي يوم الجمل (ابشر يابن يحيى فأنت وأبوك من شرطة الخميس حقا لقد اخبرني رسول الله باسمك واسمي أبيك في شرطة الخميس والله سماكم شرطة الخميس على لسان نبيه) وذكر الكشي أن شرطة الخميس كانوا ستة آلاف رجل، رجال الكشي صفحة 6 رقم 10.
فهذا يعني أنها نخبة الجيش كانت مصطفاة وأن الله "عز وجل" نص على هذا الاسم وأن رسول الله "صلى الله عليه وآله" بلغ هذا الاسم إلى أمير المؤمنين فيكون عنوان شرطة الخميس يكفي في التوثيق بناء على هذا إذا ثبت أن فلان من شرطة الخميس دل ذلك على الوثاقة بل على الجلالة وعلى مرتبة أعلى من الوثاقة والعدالة والذي يظهر من هذا النص أن أسماء شرطة الخميس كانت معهودة من قبل رسول الله "صلى الله عليه وآله" إلى أمير المؤمنين وأن تسمية شرطة الخميس جاءت على لسان رسول الله وأن الكون من شرطة الخميس يعد مقاما ساميا وعاليا.
روى الكشي بإسناد ينتهي إلى الاصبغ بن نباتة في سبب تسمية شرطة الخميس قال عن رجل عن الاصبغ قال قلت له كيف سميتم شرطة الخميس يا اصبغ قال إنا ضمنا له الذبح وضمن له الفتح يعني أمير المؤمنين "صلوات الله عليه" رجال الكشي صفحة 103 الرقم 165 تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر جزء 49 صفحة 428 وهذا النص يدل على علو مرتبة هؤلاء وأنهم من الفدائيين والمضحين بين يدي أمير المؤمنين "عليه السلام" لأنهم ضمنوا لأمير المؤمنين أن يذبحوا بين يديه فهؤلاء هم الفدائيون وقد ضمن لأمير المؤمنين الفتح على يد هؤلاء الفدائيين.
طبعا إلى هنا نحن بحثنا انتهى عرفنا معنى شرطة الخميس نخبة الجيش وعرفنا أن هذه اللفظة تدل على علو المرتبة فضلا عن الوثاقة فهي تدل على الجلالة والعظمة لكن نذكر بعض الروايات لإثلاج الصدور الخواطر لاحظ الآن هذه الرواية تدل على مبدأ الطاعة والانقياد للإمام المعصوم، هذه الرواية تقول دخل قيس بن سعد بن عبادة على معاوية وإلى جنبه الإمام الحسن فقال معاوية بايعني يا قيس فالتفت قيس إلى الإمام الحسن قال هل بايعت الإمام الحسن قال لقيس بايع يا سعد فبايع لاحظ مبدأ الانقياد يعني سأل الإمام ليس اعتراضا وإنما تسليما بما يأمر الإمام المعصوم المفترض الطاعة رواية جميلة.
عن ضريح قال سمعت أبا عبد الله "عليه السلام" يقول (دخل قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري صاحب شرطة الخميس صاحب شرطة الخميس يعني رئيس شرطة الخميس ـ على معاوية فقال له معاوية بايع فنظر قيس إلى الحسن "عليه السلام" فقال أبا محمد بايعت فقال له معاوية أما تنتهي أم والله إني فقال له قيس ما نسأت ما نسأت يعني ما نسيت وفي لفظة في نسخة ما شأت أم والله يعني قال له ما نسأت أو ما نسيت أم والله لأن شئت لتناقصن وفي نسخة لتناقضن فقال ـ معاوية ـ وكان مثل البعير جسيما يعني كان ضخم معاوية مثل البعير لأنه كان يأكل ولا يشبع النبي دعا عليه لا اشبع الله له بطنا فكان يأكل يقول والله لقد كلت أسناني وما شبعت، فقال وكان مثل البعير جسيما وكان خفيف اللحية قال فقام إليه الحسن "عليه السلام" فقال له بايع يا قيس فبايع)، رجال الكشي صفحة 110 الرقم 177.
هذه الرواية تدل على مقام قيس بن سعد بن عبادة وأنه كان رئيس شرطة الخميس لأن التعبير بصاحب شرطة الخميس يدل على الرئاسة وفي الكافي بإسناد ينتهي إلى حبابة الوالبية هذه حبابة أدركت أمير المؤمنين إلى الإمام الرضا "عليه السلام" رواية طويلة خلاصتها الإمام "عليه السلام" قال (أتيني بحجر فختم على ذلك الحجر يعني ختمه ينحفظ في الحجر قال هذه علامة الإمام المعصوم فجاءت إلى الأئمة إمام بعد إمام واثبتوا لها إمامتهم فآمنت بهم.
في الكافي بسند ينتهي إلى حبابة الوالبية رأيت أمير المؤمنين "عليه السلام" في شرطة الخميس ومعه درة لها سبابتان يضرب بها بياع الجري والمار ماهي والزمار هذه أنواع من السمك المحرم ويقول لهم يا بياع مسوخ بني إسرائيل وجند بني مروان فقام إليه فرات بن أحنف فقال يا أمير المؤمنين وما جند بني مروان قال فقال له أقوام حلقوا اللحى وفتلوا الشوارب فمسخوا فلم أرى ناطقا أحسن نطقا منه ثم اتبعته فلم أزل أغف أثره حتى قعد في رحبة المسجد فقلت له يا أمير المؤمنين ما دلالة الإمامة يرحمك الله قالت فقال أتيني بتلك الحصا وأشار بيده إلى حصا فأتيته بها فطبع لي بها في خاتمه ثم قال لي يا حبابة إذا ادعى مدعي الإمامة فقدر أن يطبع كما رأيتي فعلمي أنه إمام مفترض الطاعة والإمام لا يعزب شيء يريده قالت ثم انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين فجئت إلى الحسن "عليه السلام" فهو في مجلس أمير المؤمنين "عليه السلام" والناس يسألونه فقال يا حبابة الوالبية فقلت نعم يا مولاي فقال هاتي ما معك الإمام اخبره يعرف شغلتها قال فأعطيته فطبع فيها كما طبع أمير المؤمنين "عليه السلام" قالت ثم أتيت الحسين وهو في مسجد رسول الله "صلى الله عليه وآله" فقرب ورحب ثم قال لي إن في الدلالة دليلا على ما تريدين أفتريدين دلالة الإمام فقلت نعم يا سيدي قال هاتي ما معك فناولته الحصا فطبع لي فيها قالت ثم أتيت علي بن الحسين "عليه السلام" وقد بلغ بي الكبر إلى أن أرعشت صارت ترتعش وأنا أعد يومئذ 110 سنة فرأيته راكعا وساجدا ومشغولا بالعبادة فيئست من الدلالة فأومئ إلي بالسبابة فعاد إلي شبابي قالت فقلت يا سيدي كم مضى من الدنيا وكم بقي فقال أما ما مضى فنعم وأما ما بقي فلا قالت ثم قال لي هاتي ما معك فأعطيته الحصاة فطبع لي فيها ثم أتيت أبا جعفر "عليه السلام" فطبع لي فيها ثم أتيت أبا عبد الله "عليه السلام" فطبع لي فيها ثم أتيت أبا الحسن موسى "عليه السلام" فطبع لي فيها ثم أتيت الرضا "عليه السلام" فطبع لي فيها وعاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر على ما ذكر محمد بن هشام الكافي الجزء الأول صفحة 346 الحديث الثالث.
في رواية أخرى عن الإمام الصادق "عليه السلام" قال (أتي أمير المؤمنين "صلوات الله عليه" وهو جالس في المسجد بالكوفة بقوم وجدوهم يأكلون بالنهار في شهر رمضان فقال لهم أمير المؤمنين أكلتم وانتم مفطرون؟ قالوا نعم قال يهودون انتم؟ قالوا لا قال فنصارى؟ قالوا لا قال فعلى أي شيء من هذه الأديان مخالفين للإسلام؟ قالوا بل مسلمون قال فسفر أنتم قالوا لا قال فيكم علة استوجبتم الإفطار لا نشعر بها فأنكم أبصر بأنفسكم لأن الله "عز وجل" يقول (بل الإنسان على نفسه بصيرة) قالوا بل أصبحنا ما بنا علة قال فضحك أمير المؤمنين "صلوات الله عليه" ثم قال تشهدون أن لا إله الله وأن محمدا رسول الله قالوا نشهد أن لا إله الله ولا نعرف محمدا قال فإنه رسول الله قالوا لا نعرفه بذلك إنما هو أعرابي دعا إلى نفسه فقال إن أقررتم وإلا لاقتلنكم قالوا وإن فعلت فوكل بهم شرطة الخميس وخرج بهم إلى ظهر الكوفة وأمر أن يحفر حفرتين وحفر إحداهما إلى جنب الأخرى ثم خرق بينهما كوة ضخمة فقال لهم إني واضعكم في إحدى هذين القليبين وأوقد في الأخرى النار فأقتلكم بالدخان قالوا وإن فعلت فإنما تقضي هذه الحياة الدنيا فوضعهم في إحدى الجبين وضعا رفيقا ثم أمر بالنار فأوقدت في الجب الأخر ثم جعل يناديهم مرة بعد مرة ما تقولون فيجيبونه اقضي ما أنت قاضي حتى ماتوا قال ثم انصرفوا فصار بفعله الركبان وتحدث به الناس فبينما هو ذات يوم في المسجد إذ قدم عليه يهودي من أهل يثرب قد اقر له من في يثرب من اليهود أنه أعلمهم وكذلك كانت آبائه من قبل قال وقدم على أمير المؤمنين "صلوات الله عليه" في عدة من أهل بيته فلما انتهوا إلى مسجد الأعظم بالكوفة أناخوا رواحلهم ثم وقفوا على باب المسجد وأرسلوا إلى أمير المؤمنين "صلوات الله عليه" إنا قوم من اليهود قدمنا من الحجاز ولنا إليك حاجة فهل تخرج إلينا أم ندخل إليك قال فخرج إليهم وهو يقول سيدخلون ويستأنفون باليمين فما حاجتكم فقال له عظيمهم يابن أبي طالب ما هذه البدعة التي أحدثت في دين محمد "صلى الله عليه وآله" فقال له أية بدعة؟ فقال له اليهودي زعم قوم من أهل الحجاز أنك عمدت إلى قوم شهدوا أن لا إله إلا الله ولم يقروا أن محمدا رسولهم فقتلتهم بالدخان فقال له أمير المؤمنين "صلوات الله عليه" فنشدتك بتسع الآيات التي نزلت على موسى "عليه السلام" بطور سينا وبحق الكنائس الخمسة القدس وبحق السبت الديان هل تعلم أن يوشع بن نون أتي بقوم بعد وفاة موسى شهدوا أن لا إله إلا الله ولن يقروا أن موسى رسول الله فقتلهم بمثل هذه القتلة؟ فقال له اليهودي نعم أشهد أنك ناموس موسى قال ثم اخرج من قبائه كتابا فدفعه إلى أمير المؤمنين "عليه السلام" ففضه ونظر فيه وبكى فقال له اليهودي ما يبكيك يابن أبي طالب إنما نظرت إلى هذا الكتاب إنما هو كتاب سرياني وأنت رجل عربي فهل تدري ما هو فقال له أمير المؤمنين "صلوات الله عليه" نعم هذا اسمي مثبت فقال له اليهودي فأرني اسمك في هذا الكتاب واخبرني ما اسمك بالسريانية قال فأراه أمير المؤمنين "سلام الله عليه" اسمه في الصحيفة فقال اسمي إيليا فقال اليهودي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأشهد أنك وصي محمد واشهد أنك أولى الناس بالناس من بعد محمد وبايع أمير المؤمنين ودخل المسجد فقال أمير المؤمنين "عليه السلام" الحمد لله الذي لم أكن عنده منسيا الحمد لله الذي أثبتني عنده في صحيفة الأبرار والحمد لله على ذو الجلالة والإكرام) الكافي الجزء الرابع صفحة 181 الحديث 7، فهذه الرواية تشير إلى أن شرطة الخميس كانوا يقيمون الحدود وهذا يشير إلى اعتماد أمير المؤمنين عليهم في المهمات الصعبة.
وهناك روايات كثيرة تشير إلى أنهم كانوا العضد الأيمن لأمير المؤمنين يراجع الكافي الجزء السابع صفحة 371 الحديث الثامن تهذيب الأحكام الجزء السادس صفحة 316 رقم الرواية 82 وسائل الشيعة الجزء 27 صفحة 279 الحديث الأول.
نختم الكلام بعبارة جامعة من كتاب الاختصاص المنسوب إلى الشيخ المفيد الرواية هكذا فيها أسماء شرطة الخميس رفعه إلى أبي عبد الله "عليه السلام" قال كانوا شرطة الخميس ستة آلاف رجل أنصاره محمد بن الحسين عن محمد بن جعفر عن أحمد بن أبي عبد الله قال قال علي "عليه السلام" قال علي بن الحكم أصحاب أمير المؤمنين "عليه السلام" الذين قال لهم تشرطوا فأنا اشارطكم على الجنة ولست اشارطكم على ذهب ولا فضة إن نبينا "صلى الله عليه وآله" فيما مضى قال (لأصحابه تشرطوا فإني لست اشارطكم إلا على الجنة وهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر وأبو ساسان وأبو عمر الأنصاريان وسهل البدري وعثمان بن حنيف الأنصاري وسهل وعثمان بن حنيف الأنصاري وجابر بن عبد الله الأنصاري ومن أصفياء أصحابه عمر بن حمق الخزاعي عربي وميثم التمار وهو ميثم بن يحيى مولى يعني عبد كان من العبيد ورشيد الهجري وحبيب بن مظاهر الاسدي ومحمد بن أبي بكر ومن أوليائه العلم الازدي وسؤيد بن غفلة الجعفي والحارث بن عبد الله الأعور الهمداني وأبو عبد الله الجدلي وأبو يحيى حكيم بن سعد الحنفي وكان من شرطة الخميس أبو الرضي عبد الله بن يحيى الحضرمي وسليم بن قيس الهلالي وعبيد السلماني المرادي عربي) الاختصاص صفحة 2.
عبارة احمد بن محمد بن خالد البرقي في رجال البرقي صفحة 3 قريبة من هذه العبارة والبرقي متقدم على شيخ المفيد ولكن عبارته فيها بعض الإرباك.
إلى هنا انتهينا من المراد من شرطة الخميس وهو أنهم نخبة الجيش وأن هذا التعبير يدل على الجلالة التي هي اسما من الوثاقة، هذا تمام الكلام في بيان مصطلح شرطة الخميس، المصطلح الثالث غلام يأتي عليه الكلام.
وصلى الله على محمد وآله الكرام

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 146 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: تحقیق مباني الرجالیة
  • الجزء

    -

  • 500

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
146 الجلسة