تحقیق المباني الرجالیة
شیخ الدقاق

144- في دلالة السكوت عن مذهب الراوي على كونه إمامياً

تحقيق مباني الرجالية

  • الكتاب: تحقیق مباني الرجالیة
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    500

07

2023 | مايو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصل الله على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
الثامن في دلالة السكوت عن مذهب الراوي على كونه إمامي وقد اشتهر بين المتأخرين أن النجاشي والشيخ الطوسي “رحمه الله” إذا لم يتعرضا لذكر مذهب الراوي فالظاهر كونه إماميا بل أضاف المحقق الاعرجي الكاظمي “رحمه الله” رجالي الشيخ الطوسي والكشي وفهرستي أبن شهر آشوب ومنتجب الدين فقال إن هذه الكتب الستة إذا ذكرت اسم راو ولم يتعرضوا لمذهبه فالظاهر كون الراوي شيعيا إماميا يراجع حاوي الأقوال للمحقق الجزائري الجزء الأول صفحة 107 الرواشح السماوية للمحقق الداماد صفحة 68 منهج المقال الاسترابادي الجزء الأول صفحة 5 تراجع تعليقة الوحيد البهبهاني عدة الرجال للمحقق الكاظمي الاعرجي الجزء الأول صفحة 113 منتهى المقال لأبي علي الحائري الجزء الأول صفحة 83 الفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم الجزء الرابع صفحة 114 مقباس الهداية للشيخ عبد الله المامقاني الجزء الثاني صفحة 148.
وسيتضح إن شاء الله من خلال التحقيق أنه لم يثبت شيء من ذلك وأن أول ما ذكر هذا البحث إنما بحق خصوص الشيخ النجاشي “رحمه الله” فقيل إن النجاشي قد أعد كتابه لحصر فهرستات الشيعة الإمامية فإذا ذكر راو ولم ينص على أنه غير إمامي أثنى عشري فهذا يعني أنه إمامي أثنى عشري ثم عمم بعضهم القول إلى فهرست الشيخ الطوسي وعمم بعضهم إلى رجال الشيخ الطوسي أو رجال الكشي أو فهرست ابن شهر آشوب أو فهرست الشيخ منتجب الدين وسيتضح إن شاء الله من خلال التحقيق أن هذا المبنى ليس بتام فلابد من معرفة مذهب الراوي ولا يمكن تشخيص مذهب الراوي من إطلاق الشيخ النجاشي أو إطلاق الشيخ الطوسي فضلا عن غيرهما ولعل أول من ذهب إلى التصريح بأن سكوت الشيخ عن مذهب الراوي يدل على كونه إماميا هو المحقق الجزائري المتوفى سنة 1021 هجرية فقد قال في كتابه حاوي الأقوال وأعلم أن إطلاق الأصحاب لذكر الرجل يقتضي كونه إماميا فلا يحتاج إلى التقييد إلى كونه من أصحابنا وشبهه ولو صرح به كانت تصريحا بما علم من العادة نعم ربما يقع نادرا خلاف ذلك والعمل على ما ذكرناه عند الإطلاق مع عدم الصارف حاوي الأقوال الجزء الأول صفحة 107 ومن الواضح أن كلام المحقق الجزائري فيه تعميم لجميع كلمات الأصحاب ولا يختص بخصوص فهرست الشيخ النجاشي “رحمه الله” وقد ذكر نظير ذلك المحقق الشيخ محمد حفيد الشهيد الثاني المتوفى سنة 1030 هجرية في استقصاء الاعتبار لكن في خصوص الشيخ الطوسي حيث قال إذا قال النجاشي ثقة ولم يتعرض لفساد المذهب فظاهره أنه عدل إمامي لأن ديدنه التعرض للفساد فعدمه ظاهر في عدم ظفره وهو ظاهر في عدمه لبعد وجوده مع عدم ظفره لشدة بذل جهده وزيادة معرفته وعليه جماعة من المحققين منتهى المقال الجزء الأول صفحة 43.
وإذا رجعنا إلى كتاب استقصاء الاعتبار الذي حقق وطبع اليوم من قبل مؤسسة آل البيت "عليهم السلام" لإحياء التراث فإننا لا نجد نص هذه العبارة فيمكن مراجعة استقصاء الاعتبار الجزء الثالث صفحة 18 ومراجعة مقباس الهداية الجزء الثاني صفحة 148 إذن الشيخ محمد على ما نسب إليه ذهب إلى خصوص كتاب فهرست النجاشي وأيضا ممن ذهب إلى خصوص فهرست النجاشي المحقق الداماد المتوفى سنة 1021 هجرية أستاذ ملا صدرا في كتابه الرواشح السماوية حيث قال بعد كلام له ما نصه قد استبان لك أن من يذكره النجاشي من غير ذم ومدح يكون سليما عنده عن الطعن في مذهبه وعن القدح في روايته الرواشح السماوية صفحة 68 وذهب إلى هذا القول أيضا السيد مهدي بحر العلوم المتوفى سنة 1112 هجرية في فوائده الرجالية ولكنه أضاف إلى فهرست الشيخ الطوسي وفهرست النجاشي كتابي معالم العلماء لابن شهر آشوب وفهرست الشيخ منتجب الدين إلا أن السيد الاعرجي الكاظمي المتوفى سنة 1227 هجرية قد صرح في العدة بأكثر من ذلك فألحق بما ذكر رجال الشيخ الطوسي واختيار الشيخ الطوسي من كتاب الكشي يعني معناه أغلب الكتب الرجالية بناء على مبنى المحقق الاعرجي رجال النجاشي وفهرست الشيخ الطوسي ورجال الشيخ الطوسي ورجال الكشي هذه الكتب الرجالية والأربعة المتقدمة ومعالم العلماء وفهرست الشيخ منتجب الدين هذان اثنان من الكتب الرجالية المتأخرة بقي اثنان فقط وهما خلاصة الأقوال للعلامة الحلي ورجال ابن داود الحلي ولم يتطرق إليهما السيد مهدي بحر العلوم إلا أن كلام المحقق الجزائري في حاوي الأقوال شامل لهما وهذه المسألة من المسائل المهمة جدا وتترتب عليها ثمرات في باب الترجيح بين الروايات إذا قدم الاعدل على غيره أو الأوثق على غيره وبالتالي لابد من تحقيق الصحيح في المسألة وما هي الأدلة وماذا ينبغي أن يقال وسيتضح إن شاء الله تعالى أنه لا شيء من ذلك صحيح فلنبدأ بفهرست الشيخ النجاشي وهو العمدة والأهم في المسألة ثم بعد ذلك نتطرق إلى فهرست الشيخ الطوسي وباقي الكتب التي ادعي إن إطلاق اسم الراوي فيها من دون الإشارة إلى الاختلاف في المذهب يدل على أنه إمامي.
الأول فهرست النجاشي وغاية ما يمكن أن يذكر كدليل على هذه الدعوى هو التمسك بديدن النجاشي فإن ديدنه التعرض لفساد المذهب فعدم ذكر المذهب دليل على العدم.
قال السيد الاعرجي في العدة ما نصه إن غرض النجاشي فيما جمع إنما ذكر المؤلفين من الشيعة ردا على من زعم أن لا سلف لنا ولا مصنف كما تنطق به خطبته فكان ذكره لكل من ذكر دليل على تشيعه والناموسية والفطحية والواقفة ونحوهم وإن كانوا من الشيعة خصوصا وكثير من هؤلاء كانوا سلفا لنا قبل الفساد غير أنه لما كان من شأنه التنصيص على انحراف المنحرف كان عدم التنصيص دليلا على الاستقامة وما كان ليخفى على مثله أرباب الأصول والتصانيف وهم أناس معروف مشهور يعرفهم الإمامية الإثنى عشرية خصوصا وهو إنما ذكر من ظهر بكتابه أتراه يعرفه ويعرف كتابه ويقرأه ثم لا عرف مذهبه عدة الرجال للأعرجي الجزء الأول صفحة 115 .
وقد ذهب إلى ما يشبه هذا الدليل السيد مهدي بحر العلوم بالنسبة إلى الفهرستين فهرست النجاشي وفهرست الشيخ الطوسي معا قائلا ما لفظه كل من ذكر له ترجمة في الكتابين فهو صحيح المذهب ممدوح بمدح عام يقتضيه الوضع لذكر المصنفين العلماء والاعتناء بشأنهم وشأن كتبهم وذكر الطريق إليهم وذكر من روى عنهم ومن رووا عنه ومن هذا يعلن إن إطلاق الجهالة على المذكورين في الفهرست ورجال النجاشي من دون توثيق أو مدح خاص ليس على ما ينبغي الفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم الجزء الرابع صفحة 116.
هذا غاية ما أفيد في المقام ولعله لا يتسنى لأحد الزيادة على هذين المقالين إلا ما يقال عن ما ذكره النجاشي في ترجمة ابن عقدة حيث قال وكان كوفيا زيديا جاروديا على ذلك حتى مات وذكره أصحابنا لاختلاطه ومداخلته إياهم وعظم محله وثقته وأمانته فهرست النجاشي صفحة 94 رقم الترجمة 233 والوجه في ذلك أن النجاشي قد نص على أنه كان زيديا جاروديا وأن أصحابنا أي رواة الشيعة الإمامية وعلمائهم قد ذكروه لاختلاطهم يعني اتضح من خلال هذا التبرير أن النجاشي قد كتب كتابه بخصوص الشيعة الإمامية وذكر ابن عقدة ضمن فهرستات كتب الشيعة الإمامية لأن أبن عقدة الزيدي كان كثير الاختلاط بالشيعة الإمامية وكان كثيرا ما يدخل عليهم ومنزلته كانت محل ثقة وأمانة فمن هذا التبرير يستكشف أن النجاشي إنما وضع كتابه لخصوص الإمامية وحينما ذكر ابن عقدة اضطر أن يذكر هذا التبرير وهكذا في موردين آخرين وهما الأول ما أفاده في ترجمة محمد بن ميمون حيث قال عامي غير أنه روى عن أبي عبد الله نسخة فهرست النجاشي صفحة 355 رقم الترجمة 950.
المورد الثالث الذي هو المورد الثاني من ثلاثة موارد الأول عن ابن عقدة ترجمة ابن عقدة المورد الثاني ترجمة محمد بن ميمون المورد الثالث ما ذكره النجاشي في يعقوب بن شيبة حيث قال صاحب حديث من العامة غير أنه صنف مسند أمير المؤمنين "عليه السلام" فهرست النجاشي صفحة 451 رقم الترجمة 1218 فيستفاد من هذه الموارد الثلاثة أن النجاشي إنما وضع كتابه لفهرست مصنفات خصوص الشيعة الإمامية وحينما خرج عن هذا الأصل وذكر مصنفات بعض العامة أو الزيدية ذكر العلة من خروجه فالعلة في المورد الأول وهي ذكر ابن عقدة أن ابن عقدة كان كثير الاختلاط بالإمامية وكان عظيم الشأن عندهم والعلة في المورد الثاني ترجمة محمد بن ميمون مع أنه عامي لكنه ذكره لأنه روى نسخة عن الإمام الصادق "عليه السلام" والعلة في المورد الثالث يعقوب بن شيبة مع أنه عامي لكنه ذكره لأنه صنف مسند أمير المؤمنين "عليه السلام" .
ولكن سيتضح إن شاء الله تعالى أن جميع ما ذكر وهو أولا مقالة المحقق الاعرجي وثانيا مقالة المحقق بحر العلوم وثالثا التمسك بالموارد الثلاثة جميعها لا تصلح لإثبات ما ذكروه ولا تصلح لتأسيس القاعدة التي ذكروها ومقتضى التحقيق أن نذكر ما يصلح أن يكون دليلا على مدعاهم وسيتضح الخلل فيما أفيد وأهم ما يمكن أن يذكر كدليل غير الأمور التي ذكروها التمسك بديباجة فهرست النجاشي.
قال في مقدمة كتابه “رحمه الله” ما نصه فإني وقفت على ما ذكره السيد الشريف أطال الله بقائه وأدام توفيقه من تعيير قوم من مخالفينا أنه لا سلف لكم ولا مصنف وهذا قول من لا علم له بالناس ولا وقف على أخبارهم ولا عرف منازلهم وتاريخ أخبار أهل العلم ولا لقي أحدا فيعرف منه ولا حجة علينا لمن لم يعلم ولا عرفه فهرست النجاشي صفحة 3 ومن الواضح من ظاهر هذه العبارة أن النجاشي “رحمه الله” قد ألف كتابه الفهرست لهدف كلامي بسبب تعيير قوما من المخالفين للشيعة ومن الواضح أن مصطلح المخالف يطلق على العامة في مقابل الشيعة ومن الواضح أن مصطلح الشيعة يشمل جميع الفرق الشيعية حتى الفرق الشيعية المنحرفة عن مذهب الحق بل إذا نظرنا إلى الغاية التي أرادها النجاشي وهي أن يثبت للمخالفين والعامة وأهل السنة أن الشيعة لديهم مصنفات ومؤلفات فإن هذا الهدف يتحقق بذكر مصنفات الشيعة غير الإمامية أيضا كمؤلفات الزيدية والفطحية وكتب غير الشيعة الإمامية فإنها كتب للشيعة في مقابل كتب العامة والمخالفين وأهل السنة بل إن الكثير من أرباب الكتب والأصول من غير الشيعة الإمامية كانت لهم أصول وكتب مشهورة ومعروفة ولا يخفى أن بعضهم كان شيعيا إماميا ثم انحرف وأن الكثير من أرباب كتب وأصول الفرق الشيعية المنحرفة كانوا من أسلاف الشيعة الإمامية قبل انحرافهم كبني فضال وكثير من الفطحية والواقفية وقضاياهم واضحة ومشهورة لمن راجع التاريخ وكتب الرجال.
إذن عبارة النجاشي إن لم تكن ظاهرة في شمول كتابه لجميع فرق الشيعة إمامية وغير إمامية فلا شك إنها تشعر بذلك وعموما لا ظهور لها في الاختصاص بخصوص الشيعة الإمامية كما هو واضح وكما جرى عليه سياق تراجم كتاب فهرست النجاشي فإذا لم يثبت أن الراوي إذا ذكر بشكل مطلق لا يدل ذلك على أنه إمامي فكيف يستفاد المدح مذهبيا بمجرد أن يسكت النجاشي عن بيان مذهب الراوي هذا الأمر الأول الذي يمكن أن يستدل به على مسألتنا.
الأمر الثاني التمسك بعنوان فهرست النجاشي الذي ذكره بنفسه في بداية الجزء الثاني من كتاب النجاشي فإن النجاشي حينما بدأ الجزء الأول لم يذكر اسم كتابه ولكن في بداية الجزء الثاني نص على اسم كتابه قال “رحمه الله” وهذا نص كلامه الجزء الثاني من كتاب فهرست أسماء مصنفي الشيعة وما أدركنا من مصنفاتهم وذكر طرف من كناهم وألقابهم ومنازلهم وأنسابهم وما قيل في كل رجل منهم من مدح أو ذم فهرست النجاشي صفحة 211 ولا يخفى أن مصطلح الشيعة هو في مقابل مصطلح العامة فيشمل مصطلح الشيعة جميع فرق الشيعة ولا يختص بخصوص الشيعة الإمامية الاثني عشرية خصوصا عند المتقدمين وقرائن ذلك كثيرة في كلام المتقدمين وذيل عبارة النجاشي كالصريح في أنه لا يمتدح أحدا بمدح عام حيث أخذ على نفسه أن يذكر المدح أو الذم كلما عثر عليه في رجل تعرض له ولعل عدم ذكره للمدح أو الذم في جملة من الرجال كان سببه عدم العثور على المدح أو الذم أو عدم اقتناعه وقبوله لما قيل وعلى أي حال فلا شاهد في كلمات النجاشي وعبائره على ما أسس وأفادوا من قاعدة وبذكر ديباجة النجاشي في الجزء الأول وعنوان كتابه في بداية الجزء الثاني ينتفي ما أسس له المحقق الأعرجي في كتابه والمحقق بحر العلوم في كتابه فينتفي الأمر الأول والثاني يبقى الكلام في الموارد الثلاث الأخر التي استدل بها على ذلك فالمورد الأول هو ما ذكره في حق ابن عقدة وتنصيصه على زيديته إنما هو لعظم شأنه ولمعروفيته عند علمائنا فلربما يتوهم متوهم أنه منا فلذلك نص على ذلك لكثرة اختلاطه ولعظم منزلته عند الإمامية لا أنه نص على زيديته لأن الأصل في كتابه أنه للشيعة الإمامية وأما المورد الثاني محمد بن ميمون والمورد الثالث يعقوب بن شيبة فالسبب واضح فيهما لأنه هو من العامة والكتاب هو الفهرستات مطلق الشيعة ومن الواضح أن العامي لا يندرج في فهرستات الشيعة فإذا خصص النجاشي كتابه لفهرستات مطلق الشيعة ثم أورد بعض العامة لزم عليه أن ينص عليهما.
وقد خصص كتابه للشيعة بقوله ما نصه قد ضمنا أن نذكر كل مصنف ينتمي لهذه الطائفة فهرست النجاشي صفحة 403 رقم الترجمة 1069 وبهذا يظهر النظر في توقف بعض الأفاضل في المقام وهو أبو الحسن في فوائده الرجالية صفحة 177 بل يظهر منه في آخر كلامه أنه ارتضى ما أفاده القوم وبنو عليه من أن الأصل في كل راو يذكر في فهرست النجاشي ولا ينص على فساد مذهبه هو أنه شيعي إمامي.
إلى هنا تم الكلام عن ديباجة النجاشي أولا وموارد ثلاثة نص عليها ثانيا يبقى الكلام فيما يحسم المسألة وهو التتبع في فهرست النجاشي فإذا تتبعنا في كلمات النجاشي نجده قد قيد كثيرا من الرواة بأنهم من أصحابنا مع توثيقه لهم أو بدون توثيق مما يعني أن بعضهم من أصحابنا ولعل البعض الآخر ليس من أصحابنا فالتقييد بأصحابنا يدل على أنه شيعي إمامي وأما عدم التقييد فقد يفهم منه أنه ليس من أصحابنا أو أنه مجهول المذهب ولو أنه قد صنف كتابه لخصوص الإمامية فلا داعي إلى كثرة التقييد بقوله أصحابنا في مثل هذا العدد الكبير وإذا راجعنا هذه الأسماء يظهر عدم حجة ما اعتذر به السيد المقدس الاعرجي في كتابه العدة بأن عادة القدماء قد جرت على عدم التنصيص في كل إمامي إلا أن يكون مما يخفى أمره ويتقي بحيث يخفى على الناس فيعرفوه مكانه كما وقع في النجاشي في نوح بن دراج عدة الرجال المحقق الاعرجي الجزء الأول صفحة 114 وهذا الكلام غريب من مثل المقدس الاعرجي الماهر في علم الرجال وكثرة تتبعه للكلمات وإذا صح ما ذكره في ابن دراج لأنه كان يخفي أمره وكان يتقي لأنه كان قاضيا من طرف السلطان يراجع فهرست النجاشي صفحة 101 رقم الترجمة 254 فلا يكاد يصح في الكثير من التراجم التي سنذكر مصادرها وهي كما يلي:
تراجع أرقام التراجم التالية في كتاب النجاشي وقد نص عليها لأنهم من أصحابنا مع أن بعضهم مشهورين ومعروفين تراجع الترجمة رقم 10، 16، 23، 26، 63، 67، 101، 104، 132، 134، 145، 146، 151، 154، 157، 162، 169، 190، 200، 228، 236، 237، 287، 296، 302، 309، 311، 314، 315، 318، 357، 364، 377، 464، 497، 514، 556، 558، 565، 570، 571، 572، 615، 633، 666، 676، 688، 690، 693، 699، 700، 702، 705، 741، 828، 838، 840، 882، 890، 895، 896، 906، 911، 946، 1024، 1027، 1030، 1031، 1032، 1038، 1039، 1047، 1048، 1060، 1061، 1068، 1079، 1096، 1101، 1118، 1125، 1184، 1213، 1231 ففي كل هذه التراجم نص النجاشي “رحمه الله” على أنهم من أصحابنا فلا يمكن التمسك بما ذكره المحقق الاعرجي من أن النجاشي إذا ذكر راو ولم ينص على فساد مذهبه دل سكوته على كونه إماميا وقد ذكروا أن التنصيص على انحراف المنحرف هو من شأن وديدن النجاشي فعدم التنصيص دليل على الاستقامة وهذا ما لا يكاد يقبل مع ما تقدم من عبائر النجاشي ورويته خصوصا مع العثور على عدد غير قليل من الرواة المنحرفين في مذاهبهم في كتابه مع عدم التنصيص على انحرافهم وسنذكر قائمة من أسماء الرواة المنحرفين في مذهبهم فهم من فرق الشيعة المنحرفة قد ذكرهم النجاشي ولم ينص على فساد مذهبهم إلا أن الشيخ الطوسي في رجاله قد ترجم لهم ونص على انحراف مذهبهم فنذكر هذه الأسماء ونشير إلى ما ذكره الشيخ الطوسي في رجاله فيراجع رجال الشيخ.
أما ما ذكره من الواقفة فهم إسحاق بن جرير قد سكت عنه ونص الشيخ في رجاله على وقفه يراجع رجال الشيخ الطوسي صفحة 332 رقم الترجمة 4945 سماعة بن مهران رجال الشيخ الطوسي صفحة 337 رقم الترجمة 5021 داود بن الحسين رجال الشيخ الطوسي صفحة 336 رقم الترجمة 7007 عبد الكريم بن عمر رجال الشيخ الطوسي صفحة 339 رقم الترجمة 5051 أمية بن عمر رجال الشيخ الطوسي صفحة 331 رقم الترجمة 4932 الحسين بن مختار القوانصي رجال الشيخ الطوسي صفحة 334 رقم الترجمة 4972 الحسين بن موسى رجال الشيخ الطوسي صفحة 336 رقم الترجمة 4995 عبد الله بن القاسم الحضرمي وإن قال فيه النجاشي بأنه غال فهرست النجاشي صفحة 226 رقم الترجمة 5093 لكن الشيخ الطوسي نص على وقفه رجال الشيخ الطوسي صفحة 341 رقم الترجمة 5089 الفضل بن يونس الكاتم رجال الشيخ الطوسي صفحة 342 رقم الترجمة 5093 موسى بن بكر الواسطي رجال الشيخ الطوسي صفحة 334 رقم الترجمة 5180 يزيد بن خليفة رجال الشيخ الطوسي صفحة 346 رقم الترجمة 5171 فهؤلاء جميعا هم من الواقفة وقد نص الشيخ الطوسي على وقفهم في رجاله إلا أن النجاشي قد ذكرهم بشكل مطلق وقد سكت عنهم ولم يبين فساد مذهبهم وهناك هذا القسم الأول الواقفة الذين سكت عنهم النجاشي ونص على وقفهم الشيخ الطوسي في رجاله.
القسم الثاني من سكت عنهم النجاشي ووجدنا التنصيص على وقفهم في رجالي الشيخ الطوسي والكشي معا وهم كما يلي:
حنان بن سدير رجال الشيخ صفحة 334 رقم الترجمة 4974 رجال الكشي صفحة 555.
احمد بن فضل الخزاعي رجال الشيخ الطوسي صفحة 332 رقم الترجمة 4949 رجال الكشي صفحة 556.
درست بن أبي منصور رجال الشيخ الطوسي صفحة 336 رقم الترجمة 5005 رجال الكشي صفحة 556.
القاسم بن محمد الجوهري رجال الشيخ الطوسي صفحة 342 رقم الترجمة 595 رجال الكشي صفحة 276.
منصور بن يونس بزرج رجال الشيخ الطوسي صفحة 343 رقم الترجمة 5119 رجال الكشي صفحة 468.
فهؤلاء قد ذكرهم النجاشي وسكت ولم ينص على فساد مذهبهم وقد ذكرهم الشيخ الكشي والشيخ الطوسي في رجاله ونص على وقفهم هذا تتبع بسيط ولا ندعي التتبع التام فلعل من يستقرأ بشكل تام يحصل على موارد أكثر وتثبيتا للمطلب لا بأس بالتعرض إلى جملة من أسماء من فرق الشيعة الأخرى غير الواقفة سكت عنهم النجاشي وصرح غيره بفساد عقيدتهم، هذا القسم الثالث، القسم الثالث من سكت عنهم النجاشي وصرح غيره بفساد مذهبهم.
من الفطحية عبد الله بن بكير الذي صرح الشيخ في الفهرست بأنه من الفطحية فهرست الشيخ الطوسي صفحة 304 رقم الترجمة 464 عمار بن موسى الساباطي الذي صرح الكشي والشيخ في فهرسته بأنه منهم فهرست الطوسي صفحة 335 رقم الترجمة 527 رجال الكشي صفحة 345 محمد بن الوليد رجال الكشي صفحة 563 معاوية بن حكيم رجال الكشي صفحة 345 عمر بن سعيد كما في كتاب رجال الكشي صفحة 612 يونس بن يعقوب كما في مشيخة الفقيه للصدوق من لا يحضره الفقيه تحقيق الغفاري الجزء الرابع صفحة 523 هؤلاء من الفطحية.
وأما الناموسية فمنهم أبان بن عثمان الأحمر رجال الكشي صفحة 352 سعد بن طريف رجال الكشي صفحة 215 ومن الزيدية البترية عمر بن خالد الواسطي رجال الشيخ الطوسي صفحة 142 رقم الترجمة 1534 عمر بن جميع رجال الشيخ الطوسي صفحة 142 رقم الترجمة 1532 غياث بن إبراهيم رجال الشيخ الطوسي صفحة 142 رقم الترجمة 1542 سالم بن أبي حفصة رجال الكشي صفحة 233 مسعدة بن صدقة رجال الكشي صفحة 390 عباد بن صهيب رجال الكشي صفحة 390 ثابت بن هرمز الحداد خلاصة الأقوال للعلامة الحلي صفحة 239 رقم الترجمة 1300 .
كما ذكر النجاشي “رحمه الله” جماعة من الغلاة ساكتا عن بيان مذهبهم وإن كان لا يخفى خروجهم عن فرق الشيعة منهم إبراهيم بن إسحاق الذي صرح الشيخ الطوسي في فهرسته بأنه منهم فهرست الشيخ الطوسي صفحة 16 رقم الترجمة 9 إلا أن النجاشي سكت عن بيان فساد مذهبه الحسن بن علي بن أبي عثمان رجال الشيخ الطوسي صفحة 375 رقم الترجمة 5548 فارس بن حاتم رجال الشيخ الطوسي صفحة 390 رقم الترجمة 5744 بل أعظم من ذلك فإننا وجدنا النجاشي “رحمه الله” قد ذكر جملة من العامة وترجمة لهم وقد سكت عن بيان عاميتهم فلم يشر إلى عاميتهم ولعله اكتفى بما أسلفنا نقله من أنه ضمن أن يذكر كل مصنف ينتمي إلى هذه الطائفة ولو كان مصنف هذا المصنف من غير الطائفة وإن كان الأجدر به بحسب ما عنون به كتابه التنصيص عليهم فقد ذكر بعض العامة لأنهم صنفوا مصنفات للإمامية وصنفوا مصنفات للشيعة ولم ينص على أنهم من العامة ولكن لأنهم صنفوا مصنفات شيعية ذكرهم من دون أن ينص على عاميتهم من هؤلاء حفص بن غياث فهرست الشيخ الطوسي صفحة 158 رقم الترجمة 242 هناك ينص الشيخ الطوسي على أنه من العامة وكل هؤلاء من العامة وهب بن وهب فهرست الشيخ الطوسي صفحة 487 رقم الترجمة 779 عبد السلام بن صالح رجال الشيخ الطوسي صفحة 360 رقم الترجمة 5328 مسعدة بن صدقة رجال الشيخ الطوسي صفحة 146 رقم الترجمة 1609 عباد بن صهيب رجال الشيخ الطوسي صفحة 142 رقم الترجمة 1531 يحيى بن يحيى الحنفي التميمي رجال الشيخ الطوسي صفحة 368 رقم الترجمة 5482 مع أن الشيخ الكشي قد روى أن ابن صدقة من البترية رجال الكشي صفحة 390 والبترية فرقة من فرق الزيدية.
ومن هنا يظهر الخلل في ما ادعاه الكثير من المحققين بل لعله المشهور لمتأخر المتأخرين من الرجاليين من أن ديدن النجاشي وعادته التنصيص على الفساد المذهبي والغريب ما أفاده بعض الأفاضل وهو أبو الحسن في فوائده الرجالية صفحة 178 من أن النجاشي هذا نص كلامه يقول لم يهمل بيان عقيدة من انتحل العقائد الفاسدة ممن ذكرهم في فهرسته والأغرب من ذلك ما قاله السيد المقدس في عدته من أن النجاشي ما كان ليخفى على مثله أرباب الأصول والتصانيف وهم أناس معروفون ومشهورون يعرفهم الإمامية الاثنى عشرية وهو إنما ذكر من ظفر بكتابه أتراه يعرفه ويعرف كتابه ويقرأه ثم لا يعرف مذهبه عدة الرجال للأعرجي الجزء الأول صفحة 115 .
وهذان الكلامان غريبان عجيبان أما كلام المقدس الاعرجي فيتضح فساده من خلال القائمة التي ذكرنا استقرائها وهم مجموعة من الفطحية والواقفة والناموسية والزيدية البترية بل والعامة وقد ذكرهم النجاشي ولم ينص على فساد مذهبهم وأما العجيب الغريب في كلام المحقق السيد مهدي بحر العلوم وهو أن النجاشي ملم بجميع الأصول والمؤلفات وأصحابهم فإننا نجد النجاشي دائما ما يسند يقول ذكره أرباب الأصول ذكره احمد بن الحسين ذكره ابن عقدة فدائما يسند القول إلى القائل حتى لا يتحمل مسؤولية هذا القول فإنه دائما يقول ذكره أبو العباس ذكره بعض أهل العلم ذكره ابن نوح ذكره احمد بن الحسين وغيرهم مما هو ظاهر في أنه ربما لا يعرف شيئا عنهم غير ذلك أو أنه لا يريد أن يتحمل المسؤولية وكيف يصح أن يجزم بحر العلوم بأن جميع الكتب والمصنفات قد وصلت إلى النجاشي وقرأها وهذا مما نقطع بعدم صحته نعم بعضها قد نص على أنه قد قرأه على أستاذه أو مجيزه ولعل هذا هو الذي أوهم المحقق السيد بحر العلوم “رحمه الله” .
ولا ادري لماذا افترض السيد بحر العلوم وغيره كالمقدس الاعرجي من أن ديدن النجاشي النص على مذهب أصحاب الفرق الفاسدة والمنحرفة مع أن ظاهر كتابه أنه فهرست مصنفات الشيعة ولفظ الشيعة مطلق يشمل جميع فرق الشيعة حتى غير الإمامية فيشمل الفرق المنحرفة وبما ذكرنا يتضح فساد ما ذكره المحقق الداماد "رحمه الله" في رواشح السماوية صفحة 68 وتبعه عليه أبو الحسن في فوائده الرجالية صفحة 178 من أن عدم تعرض النجاشي للذم في راو أمارة حسنه في الرواية والظاهر أننا لا نحتاج إلى التعليق بعد بيان قائمة من الموارد التي ذكر النجاشي فيها أرباب الفرق الفاسدة ولم ينص على فساد مذهبهم فإذا كان عدم الذكر لا يستفاد منه أنه شيعي إمامي فكيف يستفاد منه أنه ممدوح وإذا اتضح الحال في هذا المبنى بالنسبة إلى النجاشي وهو هذا المبنى الذي يراه الكثير من المتأخرين يتضح الحال في تعميم هذا المبنى من النجاشي إلى الشيخ الطوسي في فهرسته أو رجاله أو رجال الكشي وما شاكل ذلك كما سيأتي، المورد الثاني فهرست الشيخ الطوسي يأتي عليه الكلام.
وصلى الله على محمد وآله الكرام

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 146 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: تحقیق مباني الرجالیة
  • الجزء

    -

  • 500

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
146 الجلسة