دروس في علم الدراية-اکرم برکات
شیخ الدقاق

007 - الاصطلاحات المشتركة بين أصول الحديث الأربعة

دروس في علم الدراية- أكرم بركات

  • الكتاب: دروس في علم الدراية
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    200

07

2023 | مايو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

المصطلح السابع الشاذ أو النادر

كان الكلام في الفصل الرابع وهو البحث في المصطلحات المشتركة بين أصول الحديث الأربعة وصلنا إلى المصطلح السابع وهو بحث الشاذ والنادر.

جاء في الرواية المعروفة بمقبولة عمر بن حنظلة (يا بن رسول يأتي عنكم الخبران المتعارضان فبأيهما نعمل قال عليه السلام خذ بما اشتهر بين اصحابك ودع الشاذ النادر) من هذه الرواية يعرف أن المراد بالمشهور هو كثير التداول بين الأصحاب وليس الموافق للقواعد أو المباني وفي مقابل المشهور الشاذ النادر الذي لم يتداوله الأصحاب إذن المعنى الأول للفظ الشاذ والنادر هو الخبر القليل التداول بين الأصحاب والرواة ثم يذكر المصنف مصطلحين للشاذ والنادر خرجا عن المألوف واحد منهما المراد بالشاذ يعني المخالف للقواعد ولأصول المذهب ليس هذا هو الشاذ المشهور والمعروف أن المراد بالشاذ هو القليل التداول وملاحظة من قول عمر بن حنظلة يأتيك عنكما الخبران المتعارضان فبأيهما نعمل يعني التعارض مستحكم وكلاهما حجة ولو كان واحد منهما حجة والثاني ضعيف لما سأل عمر بن حنظلة الإمام قال خذ بما اشتهر ودع الشاذا النادر يعني المشهور سنده صحيح والشاذ أيضا سنده صحيح لا تتوهم أن الشاذ والنادر سنده ضعيف سنده صحيح من هنا يقع الكلام في مقامين:

المقام الأول بيان معنى الشاذ النادر وقد تحدثنا فيه

المقام الثاني مشروعية العمل به وفيه ثلاثة أقوال:

القول الأول رده مطلقا لشذوذه

القول الثاني قبوله مطلقا لوثاقة رواته

القول الثالث التفصيل بين صفات الراوي فإن كان راوي الحديث الشاذ أعدل وأضبط قدم على غيره وإن كان المخالف للشاذ وراوي المشهور هو الأحفظ والأعدل والأضبط قدم وفي الختام نقول ما هو الفارق بين المفرد والشاذ؟

الجواب الأشياء تعرف باضدادها إذا عرفت الشجاعة تكون قد عرفت الجبن فالشاذ هو ما يقابل المشهور وأما النادر فليس بالضرورة له مقابل.

السابع الشاذ أو النادر

ويقابله المحفوض وهو ما رواه الثقة يعني ثبتت الحجية يعني لولا المعارضة لثبتت له الحجية عند المعارضة يسقط الشاذ وهو ما رواه الثقة مخالفا لما رواه الأكثر إذن المدار على كثرة روايته أو ندرة روايته، مثاله قال الشهيد الثاني في الروضة البهية وقيل إذا شهد معه أي مع الخط بالشهادة وكان المدعي ثقة أقامها بما عرفه من خطه وخاتمه استنادا إلى رواية شاذة، لماذا استند إلى هذه الرواية أن هي شاذة يعني حجة ثقة ومقصوده منها ـ من الرواية الشاذة ـ صحيحة عمر بن يزيد رواية صحيحة السند (قلت لأبي عبد الله "عليه السلام" الرجل يشهدني على شهادتين فاعرف خطي وخاتمي ولا أذكر الباقي قليلا ولا كثيرا أنا كتبت له رسالة ووقعت وختمت ولكن لا أتذكر شيء قال فقال لي إذا كان صاحبك ثقة ومعه رجل ثقة فاشهد له) يعني إذا قامت البينة ثقتين عدلين أشهد له.

الخروج عن المصطلح، ما هو المصطلح؟ الشاذة هي الرواية التي يقل نقلها مما نقلها الثقات، لاحظنا من خلال التتبع أن بعض الأصحاب خرج عن المعنى المصطلح السابق للشاذ والنادر فذكر لهما معنى آخر وإليك هذين القولين في ذلك:

الأول ما ذكره الوحيد البهبهاني "رحمه الله" في فوائده قال إن النادر ما قل روايته وندر العمل به، ما هو الشيء الإضافي هنا؟ ندر العمل به والحال في التعريف ما موجود ندرت العمل به هذا قيد زائد وادعى الوحيد البهبهاني أن الظاهر من كلام الأصحاب وعلق البهبهاني على هذا الكلام بقوله لا يخلو من تأمل إذن القدر المتيقن قلة الرواية لا ندرة العمل إذن التعريف الأول قلة الرواية التعريف الثاني قلة الرواية وندرت العمل بها الثالث الذي هو الثاني هنا ما ذكره الميرداماد شيخ المعقول والمنقول السيد محمد باقر الاسترابادي الميرداماد شارح الصحيفة السجادية وعنده كتاب الرواشح السماوية فوائد رجالية ودرائية وعنده شرح على اختيار معرفة الرجال، رجال الكشي الطبعة القديمة التي طبعتها مؤسسة آل البيت حاشية الميرداماد على الكشي يقول ما ذكره الميرداماد في تعليقته على اختيار معرفة الرجال هو شرح وليس تعليقة مبسوط في شرحه على اختيار معرفة الرجال من أن الرواية الشاذة هي المخالفة لما تقتضيه الأصول والقوانين هذا القيد الأول.

الثاني ويذهب إليه السواد الأعظم من العلماء المراجيح يعني الراجحين يعني العلماء المعتبرين إذن ذكر قيدين جدد القيد الأول مخالفة الرواية للقواعد، الثاني مخالفة الرواية لآراء العلماء المعتبرين والمعتد بهم صارت ثلاثة تعاريف التعريف الأول قلة روايتها، التعريف الثاني قلة روايتها مع ندرة العمل بها التعريف الثالث مخالفة الرواية للقواعد المعتبرة والعلماء المعتبرين فالميرداماد هنا يعني في تعريف الشاذ والنادر لم يعرف الرواية الشاذة بما خالفت ما رواه الأكثر وهي الضابطة الصحيحة بل عرف الشاذ والنادر رواية الشاذة بما خالفت مقتضى القواعد أولا وآراء العلماء المعتبرين ثانيا مشروعيته ـ الخبر النادر ـ اختلف في مشروعيته على أقوال ثلاثة:

القول الأول رده مطلقا لشذوذه لأنه شاذ مردود مطلقا، مطلقا يعني في مقابل التفصيل الثالث، التفصيل الثالث قوة الراوي وعدالته وأضبطيته سواء كان أضبط هذا الراوي الوارد في الخبر الشاذ أو لا؟ مردود مطلقا بشذوذه.

الثاني قبوله مطلقا لوثاقة راويه ما دام هو ثقة نقبله سواء كان أضبط أو غيره أضبط.

الثالث التفصيل بحسب صفات الراوي فإن كان الراوي للشاذ أحفظ للحديث أو أضبط له أو أعدل من غيره من رواة مقابله فلا يرد بل يتعارض مع مقابله وإن كان المخالف له أحفظ أو أضبط أو أعدل من راوي الشاذ فمردود.

الفرق بين المفرد والشاذ

إن شذوذ الرواية فرع وجود رواية مشهورة في قبالها بينما المفرد ليس كذلك ليس في مقابله شيء إضافة إلى أن الوثاقة شرط في راوي الشاذ بخلاف المفرد فلا يشترط فيه الوثاقة.

الثامن المعروف وهو الحديث الشائع الذي في قباله حديث رواه غير ثقة بإسناد واحد في الحاشية ينقل عن المامقاني مقباس الهداية الجزء الأول صفحة 254.

طبعا المعروف يقابله المنكر عادة في كتب الدراية يذكرون المعروف ويذكرون المنكر الشيخ أكرم بركات ذكر هنا المعروف ولم يذكر المنكر لأن المنكر من أقسام الاصطلاحات المختصة بالضعيف والاصطلاحات المختصة بالضعيف سيذكرها في الفصل الخامس لذلك لم يذكرها هنا لذلك يقول في الحاشية ويسمى الحديث الذي في قباله يعني قبال المعروف الحديث المنكر وقد جرت عادتهم يعني مؤلفوا الدراية على إدراجه ـ المنكر ـ ضمن المصطلحات المشتركة يعني هنا في هذا الباب يذكر المعروف ويذكر المنكر مع أنه من الواضح اختصاصه ـ اختصاص المنكر ـ بالضعيف لذا أدرجناه ضمن الاصطلاحات المختصة بالضعيف في الفصل الخامس الآتي.

التاسع المدرج

المدرج أن يدرج ما ليس في الرواية ويضعه فيها هذه خلاصته مثلا إذا ترجع إلى كتاب من لا يحضره الفقيه للصدوق يذكر الرواية ويعلق عليها هو ما قصده يدرج كلامه في نص الرواية ولكن بما أن الكلام متصل قد يتوهم القارئ أن كلام الصدوق ضمن كلام الإمام عليه السلام فهذا حديث مدرج.

الإدراج لا تتوهم أنه دائما الإدراج من كلام الأشخاص كلا قد تدرج متن رواية ثانية في متن رواية أولى قد تدرج سند رواية ثانية في سند رواية أولى قد تأخذ سندين لرواية أو تدرج متنين في رواية إلا يجمع بينها كلها إدراج شيء في شيء لم يكن فيه هذه الخلاصة يعني هذه الرواية لها سند ولها متن أي كلمة تضيفها إلى السند أو إلى المتن هذا إدراج ومن هنا يعلم حكم الإدراج وهو الحرمة، حرام ما يجوز تدرج خصوصا إذا سوف يوجب اللبس والإيهام من هنا ادعى البعض الإجماع على حرمة الإدراج.

التاسع الحديث المدرج

ويأتي مدرج مفعل يعني وقع عليه الإدراج والإدخال ويأتي في عدة صور يجمعها ما أدرج فيه الراوي أمرا في أمر هذا أمرا في أمر، أمرا قد يكون كلام المصنف شاذ قد يكون رواية أخرى متن آخر سند آخر وصوره هي:

الصورة الأولى أن يدرج الراوي في الحديث كلاما منه يعني من الراوي فيظن أنه من الحديث مثل رواية أبي هريرة عن النبي "صلى الله عليه وآله" للعبد المملوك أجران والذي نفسي بيده ـ هنا تتوهم أن هذا كلام النبي ـ لولا الجهاد والحج وبر أمي لأحببت أن أكون مملوكا هذه الإضافة من كلام أبي هريرة يقول فمن الواضح للمتأمل أن بقية الحديث والذي نفسي بيده هو من كلام أبي هريرة هذا حديث مدرج.

الصورة الثانية أن يعتقد الراوي أن فلان الواقع في السند لقبه أو كنيته أو قبيله كذا فيصفه بعد ذكر اسمه بذلك مثلا الرواية فيها حماد هو يعتقد أن هذا حماد بن عيسى غريق الجحفة يقول عن حماد بن عيسى غريق الجحفة هذا كله ما موجود يمكن يطلع حماد بن عثمان ويمكن حماد بن عيسى فهنا إدراج في السند.

الصورة الثالثة أن يكون عنده متنان مختلفان بسندين مختلفين فيتصرف فيها بأحد الأنحاء التالية ويذكر خمسة أنحاء يدرج سند في سند متن في متن متن سند في متن، سند متن إلى آخره.

النحو الأول يروي أحد المتنين خاصة بالسندين صار الإدراج في إضافة سند، عندنا متن واحد له سند واحد يضاف له ويدرج له سند ثاني هذه الصورة الأولى.

الصورة الثانية يروي المتنين معا بسند واحد هنا الإدراج للمتن متن وسند فيدرج المتن الثاني في المتن الأول.

النحو الثالث يروي أحد المتنين بسنده ويزيد فيه من المتن الآخر ما ليس في الأول هنا لا يضيف المتن الثاني كامل بعض المتن الثاني يضيفه إلى المتن الأول فهنا إضافة ببعض الثاني.

النحو الرابع أن يكون عنده متن قد نقص طرف منه بإسناد يعني المتن الأول سنده فيه نقص في بعض الرواة وهذا السند الناقص موجود عنده بإسناد آخر فيروي المتن تاما بالإسناد الأول هنا الإضافة في بعض السند من الرواية الثانية يضيف بعض سند الثانية إلى بعض سند الأولى هذا إدراج.

النحو الخامس أن يسمع من شيخه الحديث إلا طرفا منه لم يسمعه مباشرة فيسمعه بواسطة عن شيخه، الطرف مثلا هو ما كمل الدرس أصابه دم الرعاف وخرج بعد ذلك يسأل زميله ماذا أكمل الأستاذ كذا وكذا تالي يقول حدثني فلان الأستاذ ويذكر كل الحديث ولم يقل إلا هذا المقطع رويته بواسطة فلان، يقول أن يسمع من شيخه الحديث إلا طرفا من حديث شيخه فيسمع هذا البعض الطرب بواسطة عن شيخه فيروي الحديث تاما عن شيخه بحذف الواسطة من دون أن يشير إلى أن طرفا منه رواه بالواسطة.

الصورة الرابعة أن يسمع الحديث من جماعة مختلفين في سنده أو في متنه فيرويه عنهم بالاتفاق، هو سمع الحديث بأنحاء مختلفة كلماته مختلفة يختار متن واحد ويرويه عنهم كلهم هذا إدراج.

ومثال الاختلاف في السند أن يكون بين يديه السندان التاليان:

ألف روى واصل عن بن مسعود عن النبي

ب ـ روى المنصور والأعمش عن أبي وائل عن عمر بن شرحبيل عن أبن مسعود عن النبي ؟؟؟ روى واصل ومنصور والأعمش يجمعهم كلهم من جيب الصفحة، عن أبي وائل عن عمر بن شرحبيل عن أبن مسعود عن النبي هذا مثال لاختلاف في السند.

ومثال الاختلاف في المتن أن يختلفوا في وجود لفظ وعدمه فيسقط اللفظ، يقول القدر المتيقن كلهم يرون بلا هذا اللفظ فيسقط اللفظ ويروي المتن بدون هذا اللفظ يروي عن الجميع من دون الاختلاف، حكمه الشرعي هو صرح جماعة بحرمة تعمد الإدراج بأقسامه التعمد يتعمد أن يدرج هذا حرام، في الحاشية يقول كما صرح به الميرداماد في الرواشح السماوية صفحة 130 وكذا فعل الشهيد الثاني بعد إن ذكر أقساما ثلاثة بالرعاية صفحة 104 وهكذا غيرهما.

بل ادعى ـ في المتن ـ البعض الإجماع عليه ـ على الحرمة ـ من الذي ادعى؟ حاشية 3 ما صرح به جلال الدين السيوطي في تدريب الراوي الجزء واحد صفحة 231 إذ قال وكله أي الإدراج بأقسامه حرام بإجماع أهل الحديث والفقه.

العاشر المشهور وهو ما شاع عند أهل الحديث كحديث إنما الأعمال بالنيات.

الحادي عشر الغريب لفظا.

إذا نرجع إلى كتب الدراية عادة يذكرون الغريب ثم يذكرون الغريب لفظا الشيخ أكرم بركات لم يذكر الغريب لأنه تقدم ذكره حينما قسمنا الخبر إلى متواتر وغير متواتر وقسمنا الخبر المتواتر إلى ثلاثة أقسام القسم الأول الخبر المستفيض القسم الثاني الخبر العزيز والقسم الثالث الخبر الغريب الذي يرويه واحد ذلك الغريب مطلقا هنا يذكر الغريب لفظا.

لاحظ الحاشية رقم 5 يقول جرت عادتهم ـ مؤلفوا الدراية ـ أن يذكروا الغريب بقول مطلقا يعني يقولون الغريب من دون تقييد ليس أنه يقولون الغريب مطلقا يذكرون الغريب من دون تقييد.

أن يذكروا الغريب بقول مطلق قبل الغريب لفظا لكني لم أفعل ذلك لمرور الأول الغريب المطلق في الفصل الثاني، أين ورد؟ نهاية الفصل الثاني في تقسيمات خبر الواحد القسم الثالث هذا الغريب.

الحادي عشر الغريب لفظا

وهو الحديث المشتمل متنه على لفظ غامض بعيد عن الفهم لقلة استعماله في الشائع من اللغة مثاله الحديث المروي عن علي عليه السلام (من يعذرني من هؤلاء الضباطرة) الضباطرة هم الضخام الذين لا غناء عندهم والواحد ضبطار وقد ألفت في غريب الحديث كتب عديدة أشهرها كتاب النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير المتوفى سنة 606 هجرية.

الثاني عشر المصحف

وهو ما غيّر بعض سنده أو متنه بما يقرب منه مثلا بريد تعملها يزيد وهكذا مصحف مفعل من الصحيفة يعني تغير في الصحيفة، وجه التسمية أنه مأخوذ من معناه اللغوي وهو الخطأ في الصحيفة باشتباه الحروف مثاله تغيير في السند، تصحيف مراجم بمزاحم وحريز بجرير وبريد بيزيد وعادة اللفظة الغريبة تكتب باللفظة المأنوسة.

مثال التغير في المتن، الحديث من صام رمضان واتبعه ستا من شوال صحفت واتبعه شيئا من شوال هو أصلا من صام رمضان واتبعه شيئا من شوال شيئا صارت ستة لا توجد نقاط وحروف.

الثالث عشر المحرف

اختلف للمعنى الاصطلاحي للمحرف لاسيما بالنسبة للفرق بينه وبين المصحف فنسب بعضهم إلى الأكثر أنهم لا يفرقون بين التصحيف وبين التحريف من حيث المعنى فكل خطأ في الكتابة أو في قراءة الكلمة هو تصحيف وتحريف إذن لا يوجد فرق  القول الثاني يوجد فرق، وحاول البعض الآخر أن يبدي فرقا بين المصحف والمحرف فقال ما كان فيه تغير حرف أو حروف بتغير النقط يعني النقط فقط مع بقاء صورة الخط سمي مصحفا مثال تصحيف بريد بيزيد وما كان فيه تغير في الشكل أي هيئة الحرف يسمى محرفا مثاله تحريف قال بغال في الحديث المروي بطرق معتبرة عند الفريقين من أن النبي "صلى الله عليه وآله" قال (يا علي يهلكوا فيك اثنان محب غال ومبغض) قال فقد حرّف ذيله بمبغض غال وقد رد هذا التعريف بأنه شكلي لا دليل عليه المتعارف التصحيف بمعنى التحريف والإنصاف أن المتتبع لكلماتهم ـ أهل الدراية ـ يجد صعوبة كبيرة في إبداء فرق بين المعنيين الاصطلاحيين للمصحف والمحرف بل قد يتعذر ذلك مما يشهد أنهما بمعنى واحد.

الرابع عشر المؤتلف والمختلف مثل جرير وحريز هنا جرير وحريز في الكتابة زمن الأول أحيانا توجد نقطة وأحيانا لا توجد فيقولون الحاء المعجمة من تحت يعني جيم والحاء المعجمة من فوق يعني خاء والحاء المهملة يعني لا توجد فيها نقطة لا من فوق ولا من تحت.

يقول الباء المعجمة المفردة من تحت يعني باء، الباء المثناة من فوق يعني تاء، الباء المثلثة من فوق يعني ثاء فهنا يوجد ائتلاف ويوجد اختلاف، يوجد ائتلاف في شكل الحاء يوجد اختلاف في النقطة الآن بريد ويزيد يوجد اتفاق في شكل الخط يوجد اختلاف في أن بريد بالباء المعجمة بنقطة من تحت ويزيد بالياء المعجمة بنقطتين من تحت، بريد تقول بالراء المهملة، يزيد تقول بالراء المعجمة من فوق.

رابعا المؤتلف والمختلف ومجموعهما اسم لسند اتفقا فيه اسمان فما زاد خطا لا توجد زيادة في الخط وشكل الحرف، واختلف نطقا بسبب النقطة.

ومجموعهما اسم لسند اتفق فيه اسمان فما زاد خطا واختلف نطقا مثل جرير وحريز فالأول جرير بن عبد الله البجلي وهو صحابي والثاني حريز بن عبد الله السجستاني وهو أحد الرواة عن الإمام الصادق كليهما أجلاء.

تنبيه نلفت إلى أن العجمة ـ النقطة والتشديد ـ وضع الشدة ـ يعدان خارجا عن أصل الخط لا تشكل تقول اتفقا وائتلفوا بالخط أول من نقط المصحف خليل بن احمد الفراهيدي وأول من نوق المصحف وشكله هو خالد بن أبي الهياج تراجعون كتاب تلخيص التمهيد أو تمهيد التمهيد للشيخ محمد هادي معرفة "رحمه الله"، يعدان خارجين عن أصل الخط وداخلين في النطق لذا فإن جليل وحريز هما واحد خطا وإن اختلفا نطقا.

الخامس عشر المشتبه المقلوب وهو أسم للسند الذي يقع فيه الاشتباه في الذهن لا في الخط مثاله أحمد بن محمد بن يحيى وأحمد بن محمد بن يحيى العطار فقد يقلب بمحمد بن أحمد بن يحيى وهذا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمار صاحب نوادر الحكمة للخلط بين اسم الأب والابن أحمد ومحمد ومثله كثير، السادس عشر المتفق المفترق يأتي عليه الكلام.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 13 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: دروس في علم الدراية
  • الجزء

    01

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
13 الجلسة