دروس في علم الدراية-اکرم برکات
شیخ الدقاق

008 - اصطلاحات الحديث المشتركة

دروس في علم الدراية- أكرم بركات

  • الكتاب: دروس في علم الدراية
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    200

07

2023 | مايو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

المصطلح السادس عشر المتفق المفترق

كان الكلام في الفصل الرابع وهو الفصل الذي يبحث المصطلحات المشتركة للحديث بالنسبة أصول الحديث الأربعة الصحيح والموثق والحسن والضعيف وصلنا إلى المصطلح السادس عشر نحن اليوم نكمل بقية هذا الفصل الرابع إحدى عشر صفحة نكملها في المصطلحات المشتركة ثم يقع الحديث في الفصل الخامس المصطلحات الخاصة بخصوص الخبر الضعيف فهذه المصطلحات أغلبها مصطلحات ما يحتاج نشرحها ونطيل نقرأ العبارة بعض الأمور التي تحتاج إلى إيضاح نوضحها.

المتفق المفترق

مثل الآن الخليل بن أحمد، الخليل بن أحمد مشترك بين ستة أشخاص اسمهم الخليل بن أحمد بعضهم قال يشترط أن يرد مرتين مثل الآن أحمد بن محمد،‌ أحمد بن محمد مشترك بين أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي وبين أحمد بن محمد بن خالد البرقي فلو ورد في سند مرتين أحمد بن محمد قالوا هذا متفق مفترق، متفق يعني نفس الاسم اتفاقا أحمد بن محمد أحمد بن محمد مفترق يعني الشخصية مختلفة أي أن العنوان متفق والمعنون مفترق بعضهم أتوسع قال لا يكفي اسم واحد أحمد من دون اسم الأب هذا متفق مفترق، متفق يعني العنوان واحد أحمد مفترق يعني المعنون والشخصية مختلفة.

ستة عشر المتفق المفترق

مجموعهما اسم لسند اتفقت أسماء رواته وأسماء آبائهم فصاعدا واختلف اشخاصهم فالاتفاق بالنظر إلى الأسماء يعني العناوين والافتراق بالنظر إلى الأشخاص أي المعنونات مثاله الخليل بن أحمد فإنه اسم لستة أشخاص ولا يعتبر في صدق المتفق المفترق كون تمام السند كذلك يعني الخليل بن احمد عن الخليل بن أحمد عن الخليل و... يكفي واحد بل يكفي أن يكون منه اثنان من رجاله فصاعدا هذا القول الأول واسطتين اسمهم الخليل بن أحمد واسطتين اسمهم أحمد بن محمد.

القول الثاني وقد توسع البعض في هذا الاصطلاح فأطلقه على المتفق في اسم الراوي فقط وإن اختلف أسماء الآباء والأجداد أحمد عن أحمد علي عن علي هذا اصطلاح لا مشاحة فيه.

سبعة عشر العالي سندا ويقابله النازل،‌العالي كلما قلت الوسائط يعني إذا سند إلى الإمام الباقر فيه واسطتين هذا أعلى من الذي فيه ثلاث وسائط والثلاث أعلى من الأربع لأنه كلما قلت الوسائط كلما قلت نسبة احتمال الخطأ.

سبعة عشر العالي سندا ويقابله النازل وهو قليل الواسطة مع اتصاله الشهيد الثاني لم يذكر قيد الاتصال الشهيد ذكر قيد الاتصال الميرداماد في الرواشح السماوية لم يذكر.

يقول في الحاشية رقم 5 يلاحظ أن البعض كالميرداماد في الرواشح السماوية صفحة 126 لم يقيد عالي الإسناد بالاتصال لكن الشهيد الثاني ذكر قيد الاتصال وهو قليل الواسطة مع اتصاله والعلو يبعد السند عن الخلل كما هو واضح ولذا كان طلبه سنة عند أكثر السلف وكانوا يرحلون إلى المشايخ في أقصى البلاد لطلب العلو في السند وقد الفت كتب في علو السند ككتاب قرب الإسناد للحميري من أعلام القرن الثلاث الهجري مطبوع تحقيق مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، مثال عال السند قول الحميري ثلاث وسائط فقط حدثنا محمد بن عيسى هذا الأول عن عبيد بن يقطين اثنين عن نباتة ثلاثة، نباتة بن محمد عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول إن الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيرا وكل به ملكا فأخذ بعضده فأدخله في هذا الأمر، ما المراد هذا الأمر؟‌ مبدأ الإمامة، الأمر يعني أمر الإمامة يعني التشيع لأهل البيت عليهم السلام.

الثامن عشر المسلسل هذا المسلسل لا يفيد مزيد وثوق واطمئنان يعني يبقى السند على اعتباره وفق الضوابط الرجالية ولكن فيه شيء من التفصيل.

ثمانية عشر المسلسل وهو ما تتابع فيه رجال السند كلا أو جلا يعني الأغلب على صفة واحدة أو حالة واحدة هذه الصفة والحالة سواء كانت للرواية أو للرواة أمثلته في القول كقوله سمعت فلانا يقول سمعت فلانا يقول سمعت فلانا يقول إلى آخره، في الفعل كمصافحة كل منهم عند الرواية مع من يروي عنه في القول والفعل معا كقوله صافحني فلان وروى لي قال صافحني فلان وروى لي قال صافحني فلان وروى لي.

في صفات الراوي ـ التسلسل في صفات الراوي ـ‌ كقوله حدثنا أبو الحسن قال أخبرنا أبو الحسن قال إلى آخره مشروعيته ليس للتسلسل مدخولية في قبول الحديث غايته إن التسلسل يشتمل على مزيد ضبط في أداء الحديث زيادة ضبط لذا فإن حجية الحديث المسلسل تخضع للبحث في حجية خبر الواحد في علم الأصول فمن يبني على حجية خبر الواحد الثقة وإذا كانوا كلهم ثقاة أمكن قبوله إذا كان فيهم ضعيف حتى لو مليون مسلسل لا توجد فائدة.

التاسع عشر المزيد وهو المشتمل على زيادة في المتن أو السند ليست في غيره:

ألف مثال المزيد متنا الحديث جعلت لنا الأرض مسجدا وطهورا فإنه قد روي جعلت لنا الأرض مسجدا وترابها طهورا الزيادة وترابها مشروعيته يقبل إذا كان الراوي ثقة طالما لم ينافي الأخبار الأخرى.

ب مثال المزيد سندا كما إذا اسند وأرسلوه أو وصل السند وقطعوه أو رفع السند إلى المعصوم ووقفوه على من دونه ـ‌ من دون المعصوم ـ‌ .

سؤال ما الفرق بين الحديث المرفوع والحديث الموقوف؟‌ المرفوع هو المنسوب إلى المعصوم والموقوف هو المنسوب إلى غير المعصوم كالصحابي أو التابعي،‌ هذا ما موجود عندنا هذا اصطلاح عامي قال أبن عباس قال سعيد بن جبير عن عبد الله بن مسعود عن عمر بن الخطاب عن أبي بكر عن عثمان هذا حديث موقوف لكن عن النبي صلى الله عليه وآله هذا حديث مرفوع.

لذلك يقول أو رفعه إلى المعصوم يعني نسب الحديث إلى المعصوم ووقفوه على من دونه يعني وقفوا الحديث على من دون المعصوم كالصحابي أو التابعي.

مشروعيته لا مانع من قبوله إذ يجوز اطلاع المسند والموصل والرافع على ما لم يطلع عليه غيره أو تحريره لما لم يروه، عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود هذا واجد.

عشرين المختلف إن هذا الوصف ـ المختلف ـ‌ هو لصنف الحديث لا لشخص الحديث لأن الحديث الواحد لا يكون مختلفا لكن المراد بالحديث المختلف يعني المتعارض يأتي عنكم الخبران المتعارضان فبأيهما نعمل قال عليه السلام خذ بما اشتهر بين أصاحبك ودع الشاذ النادر قلت فإن كان لكل منهما شاهد من قول مشهور قال خذ بما وافق كتاب الله وما خالف كتاب الله فهو زخرف قلت فإن كان لكل منهما شاهد من كتاب الله قال خذ بما خالف العامة فإن الرشد في خلافهم قلت فإن كان كل منهما مخالف للعامة الإمام قال له أرجعه حتى تلقى إمامك بعد إذا ما حصلت سقط أرجعه وهنا يختلفون الفقهاء القدماء يرون التخيير فبأيهما أخذت من باب التخيير وسعك مثل الكليني لذلك يذكر الأخبار المتعارضة لأنه يرى التخيير في الرواية لكن مشهور المعاصرين التساقط إذا تعارض الخبران تناطحا تساقطا سقط كل منهما عن الحجية.

لذلك تدرس أنت الأصول العملية في علم الأصول، الأصول العملية عددها أربعة وهي الاستصحاب، التخيير، البراءة، والاحتياط هم الذي ذكروا الاستصحاب والبراءة والاحتياط وقد يغفل عن التخيير ـ‌ تخيير في الروايات ـ‌.

عشرين المختلف

إن هذا الوصف هو لصنف الحديث لا لشخصه يعني صنفان حديثان متعارضان متناطحان مختلفان لا لشخص الحديث،‌حديث واحد لا يصدق عليه أنه مختلف يعني عنوان الاختلاف يستلزم الاثنينية ما يصدق على فرد الحديث وشخصه لأن الحديث الواحد لا يكون مختلفا من هنا عرف الحديث المختلف بأن يوجد حديثان متضادان في المعنى ظاهرا يعني تضاد ظاهري يعني تنافي بدوي سواء تضادا واقعا يعني هذا التعارض المستقر ولم يمكن التوفيق بينهما فيصير إما تخيير أو تساقط أم تظاهرا أم تضادا ظاهرا فقط يعني تنافي بدوي وأمكن الجمع بينهما بحمل العام على الخاص والمطلق على المقيد اعمال قواعد الجمع العرفي لأن التعارض إما مستقر ومستحكم فنعمل المرجحات الشهرة أو الأخذ بالكتاب أو مخالفة العامة أو تعارض غير مستقر تعارض بدوي هذا يرتفع إعمال قواعد الجمع العرفي حمل العام على الخاص وحمل المطلق على المقيد.

وعليه فالمختلفان هنا يعني في علم الدراية هما المتعارضان في اصطلاح علماء الأصول، مشروعيته قررت في علم الأصول في مبحث التعادل والتراجيح ذكرنا أن التعارض المستقر نعمل فيه المرجحات من شهرة وموافقة الكتاب مخالفة العامة ويختلفون علماء الأصول بعضهم لا يرى الشهرة وبعضهم يقدم الشهرة على موافقة الكتاب بعضهم يقدم موافقة الكتاب على الشهرة والتعارض غير المستقر اعمال قواعد الجمع العرفي.

مصطلح واحد وعشرين الناسخ مصطلح اثنين وعشرين المنسوخ

المعنى اللغوي النسخ هو الإزالة والنقل يقال نسخت الكتاب أي نقلته واتسخت الشمس الظل أي إزالة الظل.

المعنى الاصطلاحي الناسخ من الحديث ما دل على رفع حكم شرعي سابق، المنسوخ من الحديث هو ما رفع حكمه الشرعي بدليل شرعي يتأخر عنه.

سؤال ما الفرق بين النسخ والبداء؟ الجواب النسخ يكون في التشريع والبداء يكون في التكوين لكن كلاهما يتحد في شيء وهو أن النسخ والبداء هو توقيت إما توقيت للتكوين وإما توقيت للتشريع يعني هناك أمد ووقت إلى التشريع وهناك أمد ووقت إلى الحكم التكويني الذي يقع فيه البداء فإذا لا يلزم نسبة الجهل أنه لما ينسخ حكم يعني ما كان يعرف أن هذا الحكم صالح أو لا، أو ينسخ تقدير تكويني يعني ما كان يعرف لا يا أخي هذا من البداية كان مؤقت لكن لم يظهر هذا التوقيت وهذا شيء عرفي.

المنسوخ من الحديث هو ما رفع حكمه الشرعي بدليل شرعي يتأخر عنه، حكمة النسخ قالوا إن النسخ قد يحصل لأن الحكم المنسوخ كان ذا مصلحة لوقت معين ثم زالت في الزمان الثاني فنسخ الحكم أو كان ينطبق عليه عنوان حسن ثم زال عنه هذا العنوان في الزمان الثاني فنسخ الحكم يعني وجود أمد إلى الحكم فارتفاع أمد الحكم يعبر عنه النسخ.

دائرة النسخ قالوا يختص النسخ بعد القرآن بالأحاديث النبوية أما أحاديث الأئمة فلا نسخ فيها، النسخ يكون في القرآن عندنا آية واحدة منسوخة فقط وهي آية النجوى يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة إذا تناجي رسول الله ادفع فقط واحد الذي طبقه أسد الله الغالب علي بن أبي طالب تصدق وناجى النبي لا أحد دفع فلس بعد ذلك نسخ الحكم أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقة بعد ذلك الله عز وجل في نفس الآية ألغى أنه يمكن أن تناجون من دون صدقة فقط هذا الثابت عند الشيعة الإمامية النسخ وقع في آية واحدة وهي آية النجوى.

أما أحاديث الأئمة فلا نسخ فيها إذ لا نسخ بعد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله يمكن أن تكون أخبارهم واردة في مقام كشف النسخ الوارد على لسان النبي صلى الله عليه وآله يعني أخبار الأئمة كاشفة عن نسخ النبي.

الآراء في النسخ

اتفقوا على إمكانية أولا نسخ القرآن بالقرآن اثنين نسخ القرآن بالسنة القطعية كالسنة المتواترة ثلاثة نسخ السنة بالسنة واختلفوا في جواز نسخ القرآن بخبر الواحد والمشهور عدم جوازه،‌ لماذا لا يجوز؟‌ لأننا علمنا بالقرآن ولا نرفع اليد عنه إلا بالعلم وخبر الواحد يفيد الظن ما يفيد العلم.

طريق معرفة النسخ

ذكر الشهيد الثاني لمعرفة النسخ الطرق التالية:

الطريق الأول النص من النبي صلى الله عليه وآله كقوله كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، الطريق الثاني نص الصحابي كقول جابر الأنصاري كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وآله ترك الوضوء مما مست النار إذا أكلت ما مسته النار هذا يوجب نقض الوضوء لمس المرأة يوجب نقض الوضوء هذا عند السنة إذا درستم شرائع الإسلام يقول هناك صاحب الشرائع ولا ينتقض الوضوء بأكل ما مسته النار أو مس امرأة هذا تعريض بالسنة.

الطريق الثالث التاريخ فإن المتأخر مهما يكون ناسخا للمتقدم كما حكي عن الضحاك قوله نعم بالأحدث فالأحدث.

الطريق الرابع الإجماع كحديث قتل شارب الخمر في المرة الرابعة نسخه الإجماع على خلافه حيث لا يتخلل الحد يعني إذا لم يتخلل الحد ما يقتل وما يراد هنا أن الإجماع بنفسه ينسخ السنة بل إنما ينسخه بما هو كاشف عن السنة كما حقق في محله يعني الإجماع لا موضوعية له الإجماع يكشف عن النسخ كشف المعلول عن العلة فالنسخ علة والإجماع معلول إن المعلول وهو الإجماع يكشف عن العلة عن النسخ من باب البرهان الإني في علم المنطق.

ثلاثة وعشرين المقبول مثل مقبولة عمر بن حنظلة يعني سواء كان صحيح أو ضعيف إذا تلقاه الأصحاب بالقبول.

ثلاثة وعشرين المقبول والحديث الذي عمل الأصحاب بمضمونه من غير التفات إلى صحته وعدمها ووجه كونه من المشترك لا المختص بالضعيف أحد أمرين:

ألف أنه يشمل الصحيح وغيره المهم أنه مقبول سواء صحيح أو ضعيف كما هو ظاهر من التعريف السابق قال عمل بمضمونه من غير التفات إلى صحته وعدمها وإن كان الصحيح مقبولا مطلقا إلا لعارض الحديث الصحيح مقبول إلا لعارض مثل لو أعرض عنه الأصحاب أو قامت القرينة القطعية على أنه صدر على وجه التقية أو أنه مكذوب قام الدليل القطعي على أنه مكذوب كل رجال السند عدول إمامية واحد جاء ركب هذه في السند وألقاها.

إنه يشمل الحسن والموثق هذا المقبول يقبل سواء كان صحيح أو حسن أو موثق عندما يعمل بهما يعني بالحسن والموثق مطلقا يعني لا يرى حجية الخبر الحسن والموثق مثل الشهيد الثاني إذا كان يرى حجية خبر العدل الإمامي فهو من حيث يعمل بالمقبول من الضعيف فمن باب أولى أن يعمل بالمقبول منهما من الموثق والحسن من يرى أن الحجية للعدل الإمامي وقبل هذه الرواية من ضعيف من باب أولى يقبلها في السند الحسن أو الموثق مثاله مقبولة عمر بن حنظلة المستدل على ولاية الفقيه نحن نقبل مقبولة عمر بن حنظلة ونقبل ولاية الفقيه، المطلقة والعامة فإن الأصحاب عملوا بمضمونها مقبولة عمر بن حنظلة،‌ عملوا بمضمونها في كتاب القضاء مع أن في سندها من يلي الأول محمد بن عيسى وقد ضعفه بعضهم كالشيخ والشهيد الثاني لكن البعض الآخر كالنجاشي قد وثقه وقد عقد العلامة المامقاني في كتابه تنقيح المقال بحثا دقيقا عنه أدى إلى توثيقه بحسب نظره وثق محمد بن عيسى.

الثاني داود بن الحسين وهو أيضا قد ضعفه جماعة كالشهيد الثاني بينما وثقه آخرون.

الثالث عمر بن حنظلة وهو لم يرد فيه جرح ولا تعديل يعني خاص اللهم إلا رواية الوقت عن الإمام الصادق عليه السلام،‌ الرواية هكذا فيها جاءكم عنا عمر بن حنظلة بوقت الإمام عليه السلام يقول إذن لا يكذب علينا، لا يكذب عليه شهادة من الإمام يعني ثقة ما يتعمد يكذب،‌ جاءنا عمر بن حنظلة عنكم بوقت قال إذن لا يكذب علينا خب هذا الشخص الذي ينقلها ضعيف التفصيل تراجعون ترجمة عمر بن حنظلة في معجم رجال السيد الخوئي إذ يقول فيها عن عمر بن حنظلة إذن لا يكذب علينا لا يقول فيها يعني الإمام لكن المشكلة في سند هذه الرواية فقد ضعفه بالبعض مما يسقط الاعتماد عليها ـ على هذه الرواية ـ‌ في توثيقه يعني في توثيق عمر بن حنظلة لأن الراوي ضعيف وكيف كان فإن حديث عمر بن حنظلة مع ما في اسناده قد تلقاه الأصحاب بالقبول وعملوا بمضمونه بل جعلوه عمدة التفقه واشتهرت الرواية بمقبولة عمر بن حنظلة القدر المتيقن من العمل بها في القضاء وحكم الحاكم لكن هل تتعدى هذه إلى ولاية الفقيه أو لا هذا ما يختلف فيه الفقهاء.

أربعة وعشرين المعتبر تقول معتبرة فلان يعني المهم هي معتبرة قد تكون صحيحة قد تكون موثقة قد تكون حسنة قال المعتبر وهو ما عمل الجميع أو الأكثر به أو أقيم الدليل على اعتباره لصحة اجتهادية أو وثاقة أو حسن.

الخامس والعشرين المكاتب وله اطلاقان ألف الحديث الحاكي لكتابة المعصوم هذا حاكي الحكم المفروض يقدم الحكم المفروض يقول الحديث الحاكي للحكم وهو يحكي لكتابة المعصوم سواء كان الحكم من المعصوم ابتداء أو في مقام الجواب يعني الإمام مباشرة يكتب يسمونها مكاتبة، مكاتبة الصيقل مكاتبة كذا.

ب ما يشمل المعنى السابق يعني كتابة المعصوم وكتابة غير المعصوم مع كون الإملاء من المعصوم عليه السلام الإمام أملاه وهو كتب مثاله مكاتبة إسحاق بن يعقوب المشهورة وهي بخط صاحب الزمان أما ما سألت عنه من أمر المنكرين لي هذا أيضا نستند عليه في ولاية الفقيه مكاتبة إسحاق بن يعقوب البعض اشتبه قال هذا أخ محمد بن يعقوب الكليني اشتباه هذا يمكن تراجعون قاموس الرجال للشيخ محمد تقي التستري.

ستة وعشرين المشترك وهو ما كان واحدا من رجال سنده أو أكثر مشتركا بين الثقة وغيره مثل محمد بن إسماعيل مشترك بين ثلاثة عشر أبو عبد الأعلى مشترك بين أثنى عشر،‌ أبو بصير مشترك بين أربعة، أحمد بن محمد مشترك بين الأشعري القمي والبرقي وابن الوليد وابن يحيى العطار، مثاله أحمد بن محمد فإنه مشترك بين كثيرين بعضهم ثقاة دون الباقي منهم أحمد بن محمد بن عيسى هذا واحد وأبن الوليد اثنين وأبن يحيى ثلاثة وأبن خالد البرقي أربعة وتمييز المشتركات من الأمور المهمة لتوقف معرفة السند عليه وقد صنفوا فيه كتبا منها كتاب تمييز المشتركات للكاظمي وهو مطبوع باسم هداية المحدثين.

سؤال ما الفرق بين تمييز المشتركات وتوحيد المختلفات؟ تمييز المشتركات العناوين متعددة أحمد بن محمد المعنون واحد توحيد المختلفات بالعكس،‌عندنا عناوين وعندنا معنونات يعني المعنون واحد أحمد بن إدريس العناوين مختلفة أبو علي الأشعري أو أحمد بن إدريس هذا توحيد المختلفات العناوين متعددة والمعنون واحد.

تمييز المشتركات بالعكس العنوان واحد أحمد بن محمد المعنونات مختلفة هل هو البرقي أو الأشعري أو أبن الوليد أو أبن يحيى العطار.

سبعة وعشرين رواية الأقران يعني قرين يعني زميل يروي عن زميلة يعني الطوسي يروي عن المرتضى والمرتضى زميله وأستاذه أيضا.

سبعة وعشرين رواية الأقران وتكون في الراوي والمروي عنه الذين تقارنا في السن أو في الأخذ من المشايخ مثلا الطوسي يروي عن النجاشي كليهما أقران درسوا عند الحسين بن عبيد الله الغضائري ودرسوا كليهما عند المفيد مثالها رواية الشيخ الطوسي المولود سنة 385 المتوفى سنة 460 عن السيد المرتضى المولود سنة 355 المتوفى سنة 436 هجرية فإنهما قرأى معا على الشيخ المفيد، المفيد مدفون عند الإمام الكاظم والشريف المرتضى أيضا في بغداد والشيخ الطوسي في النجف عند أمير المؤمنين.

فائدة معرفتها،‌ فائدة معرفة رواية الأقران إذا كليهما مع بعض متعاصرين قد أنت عن تحولها إلى وا يعني كليهما في عرض واحد وهذا غير صحيح رواية الأقران يعني الطوسي عن المرتضى وليس الطوسي والمرتضى.

فائدة معرفتها هي أن لا يظن الزيادة في الإسناد فقد يتوهم أن القرين لا يروي عن قرينه فيتوهم أن أسم المروي عنه زائد في السند وأن الراوي قد رواه مباشرة عن شيخهما يعني الطوسي روى مباشرة عن المفيد ما روى عن المرتضى عن المفيد أو يتوهم أن عن الواردة في السند هي واو لأنهما قرينان والحال أنها عن صحيحة وليست واو.

ثمانية وعشرين المدبج، المدبج كل منهما يروي عن الآخر إذن الأقران أعم والمدبج أخص، المدبج كل منهما يروي عن الآخر.

ثمانية وعشرين المدبج ويكون في رواية كل من القرينين عن الآخر كأن يروي في المثال السابق الشيخ الطوسي عن السيد المرتضى ويروي السيد المرتضى عن الشيخ الطوسي وبهذا يعرف الفرق بين المدبج ورواية الأقران فالأول المدبج أخص من الثاني من رواية الأقران لماذا أخص‌؟ اشترط الرواية من الطرفين إذ لا يطلق المدبج إلا فيما إذا روى كل من القرينين عن قرينه بينما رواية الإقران تطلق على هذا المورد يعني القرينان يرويان عن بعضهما البعض وعلى ما إذا روى أحدهما فقط عن قرينه ومنه تعرف أن فائدة المدبج نفس الفائدة السابقة لرواية الأقران،‌ ما هي الفائدة السابقة؟‌ أن عن صحيحة وليست واو يعني يروي عن زميله لا عن أستاذه مباشرة وجه تسميته بالمدبج قيل إن فيها وجوها منها أنها مأخوذة من ديباجة الوجه كأن كلا منهما قد بذل ديباجة وجه للآخر عند الأخذ منه يعني صفحة وجهه أراه إياها ومنها أنه بمعنى المزين أن يحصل به تزيين الأسنان يعني السند يتزين برواية كل منهما عن صاحبه.

تسعة وعشرين رواية الأكابر عن الأصاغر يعني الأب يروي عن ولده الأستاذ يروي عن تلميذه، قال وهي رواية ذي المرتبة العليا عمن دون في المرتبة كرواية كبير السن عن صغيره ورواية الأعلم عمن دون في العلم ونحوه ذلك من المراتب كرواية الصحابي عن التابعي ورواية الابن عن الابن مثاله رواية العباس عن أبنه الفضل أن النبي صلى الله عليه وآله جمع بين الصلاتين في المزدلفة.

ثلاثين السابق واللاحق وهو ما اشترك فيه اثنان في الأخذ عن شيخين وتقدم موت أحدهما عن الآخر، قد يصير فرق بينهم ثمانين سنة،‌ مثاله اشترك الشيخ علي بن عبد العال الميسي،‌الشيخ علي بن عبد العال الميسي اشترك مع الشيخ ناصر بن إبراهيم الاحسائي في الرواية عن الشيخ ظهير الدين محمد بن الحسام مع أن الفاضل الميسي توفي بعد الاحسائي بستة وثمانين سنة يعني الفاضل الميسي معمر فالاحسائي توفي سنة 852 والميسي توفي سنة 938.

واحد وثلاثين المطروح وهو ما كان مخالفا للدليل القطعي ولم يقبل التأويل لذلك المطروح قد يكون صحيح السند وقد يكون ضعيف السند.

تنبيه

اعتبر البعض تراجع المامقاني مقباس الهداية، أن وضع المطروح في قسم المشترك ليس في محله لأنه من المختص بالضعيف هذا غير صحيح قد صحيح السند عندنا رواية ومروية في الحدائق أن النبي صلى قضاء رواية صحيحة السند قال لسلمان وعمار أنا أنام وأيقظوني كلهم ناموا لما طلعت الشمس استيقظ النبي قال يا سلمان يا جماعة لماذا لا تيقظوني قال نحن نائمون أيضا، رواية صحيحة السند لكنها مطروحة غير مقبولة النبي لا يصلي قضاء.

لكنا لم نجد مبررا لهذا القول إن المطروح مختص بالضعيف إذ قد يوجد حديث ينطبق عليه تعريف الصحيح كما أن هذه الرواية أن النبي صلى قضاء استغفر الله، من حيث كون سنده متصلا وكل رواته عدول إماميون ومع ذلك يكون مطروحا من حيث الأخذ به لمخالفته للدليل القطعي وعدم قابليته للتأويل ما له مخرج تصرح أن النبي صلى قضاء ما تقبلها هذه تخالف الدليل القطعي ينافي عصمة النبي عند الشيعة الإمامية.

اثنين وثلاثين المشكل يعني فيه ألفاظ مشكلة وصعبة،‌وهو الحديث الذي اشتمل على ألفاظ صعبة لا يعرف معانيها إلا الماهرون أو اشتمل على مطالب غامضة لا يفهمها إلا العارفون وقد الفت في الحديث المشكل كتب منها كتاب مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار مجلدين للسيد عبد الله شبر رحمه الله.

ثلاثة وثلاثين النص وهو ما كان له معنى واحد لا يحتمل غيره ما له معاني متعددة معنى واحد لا شريك له.

أربعة وثلاثين الظاهر وهو ما كان له معنى واحد لكن يحتمل إرادة معنى غيره احتمالا ضعيفا لا يعبئ به،‌الظاهر يعني له عدة معاني لكن أحد المعاني أسرع انسباقا فهذا المعنى الواحد أسرع انسباقا.

خمسة وثلاثين المؤول، المؤول مأخوذ من الأول بمعنى الرجوع، المؤول وهو ما يحتمل فيه معنيان أحدهما راجح والآخر مرجوح وقد حمل هذا المعنى على الثاني يعني على المرجوح لقرينة مقتضية له عقلية أو نقلية يعني قامت القرينة العقلية أو النقلية على رجوع اللفظ إلى المعنى الثاني الضعيف، ما الذي قوى المعنى الضعيف القرينة النقلية أو العقلية.

ستة وثلاثين المجمل وهو ما كان غير ظاهر الدلالة على المقصود كأن يتساوى فيه احتمالان في المعنى المراد.

سبعة وثلاثين المبين، وهو ما كان ظاهر الدلالة على المقصود.

ثمانية وثلاثين المحكم وهو ما كان للفظه معنى راجح سواء كان يحتمل فيه معنى آخر غيره أو لا وعليه فهو يشمل النص والظاهر، المحكم يعني الواضح يشمل النص الذي له معنى واحد والظاهر الذي له عدة معاني لكن هذا المعنى الظاهر وهو أسرع انسباقا.

تسعة وثلاثين المتشابه وهو قسمان الأول المتشابه متنا وهو ما كان للفظه معنى غير راجح ولا يعلم المراد منه إلا بقرينة، الثاني المتشابه سندا وهو ما اتفقت أسماء سنده خطا ونطقا واختلفت أسماء آبائهم نطقا مع الائتلاف خطا نحو محمد بن عقيل أو محمد بن عُقيل فهو بفتح العين محمد بن عقيل اسم للنيسابوري وبضمها العين محمد بن عُقيل للقريابي أو بالعكس أي كان الاتفاق كذلك في أسماء الآباء والاختلاف في أسماء الأبناء نحو شريح بن النعمان فشريح باعجام الأول لشخص تابع يروي عن علي عليه السلام وبإهماله سين يعني سريح لشخص آخر هذا أصلا مصطلح المحكم والمتشابه أصله في القرآن تراجع سورة آل عمران والذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء وابتغاء تاويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون أمناء كل من عند ربنا فيقولون المحكم هو الواضح المتشابه هو الذي يحتمل عدة وجوه، المحكم مثل ليس كمثله شيء هذا محكم، المتشابه وجاء ربك، يوم يكشف عن ساق، يد الله فوق أيديهم، وجاء ربك، هذه متشابهة قد تحمل التجسيم على الذات الإلهية فبقرينة المحكم ليس كمثله شيء، يد الله ليس ليد الجسمية المادية يد الله يعني قدرة الله وجاء ربك يعني وجاءت رحمة ربك.

الحاشية رقم 1 صفحة 83 ملاحظة إن اختلاف عدد الاصطلاحات بين هذا الكتاب كتاب الشيخ أكرم بركات دروس في علم الدراية وكتاب مقباس الهداية سبعة مجلدات للشيخ عبد الله المامقاني خاضع لأمور فنية ميزت أحدهما عن الآخر، مثلا قد ذكر صاحب المقباس مصطلح المحفوظ تحت رقم يخصه يعني رقمه في مقابل غيره من المصطلحات في حين اكتفينا هنا بالإشارة إلى أنه المحفوظ في مقابل الشاذ من إدخاله تحت رقم يخصه، تسعة وثلاثين رقم ولم يسويها أربعين بإدخال المحفوظ جعل المحفوظ مقابلا للشاذ وقد ذكر العلامة المامقاني مصطلح الغريب بقول المطلق يعني من دون أن يقيده من ضمن المصطلحات المرقمة برقم بينما لم يذكرها في هذا الفصل أصلا ما ذكرنا لكن نص عليه في الحاشية بسبب ورود مصطلح الغريب بشكل مطلق في الفصل الثاني حينما ذكر أقسام خبر الواحد قسم إلى مستفيض وعزيز وغريب القسم الثالث، وفي مقابل هذا فإن صاحب المقباس قد جعل الناسخ والمنسوخ كليهما تحت رقم واحد والمصنف جعلهم رقمين واحد وعشرين واثنين وعشرين، هكذا يقول وكذا فعل في المدبج ورواية الأقران جعلهم رقم والمصنف جعلهم رقمين في حين أفردنا في هذا الكتاب كلا منها المدبج والأقران على حدة تحت رقم يخصه لأن المدبج كل منهما يروي عن الآخر والأقران يشمل الواحد والاثنين، ومما أثر في اختلاف العدد بين الكتابين هو أن العلامة المامقاني جعل مصطلح المنكر والمتروك من الاصطلاحات المشتركة وقد وجدنا أن هذا ليس في محله كما سيتضح فجعلناهما من الاصطلاحات المختصة بالضعيف وهو ما يذكر في الفصل الخامس.

الفصل الخامس الاصطلاحات المختصة بالضعيف يأتي عليها الكلام.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين 

 

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 13 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: دروس في علم الدراية
  • الجزء

    01

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
13 الجلسة