دروس في علم الدراية-اکرم برکات
شیخ الدقاق

009 - اصطلاحات الحديث المختصة بالأحاديث غير المعتبرةدراية

دروس في علم الدراية- أكرم بركات

  • الكتاب: دروس في علم الدراية
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    200

07

2023 | مايو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

الفصل الخامس اصطلاحات الحديث

ذكرنا إن الاصطلاحات عامة تشمل أصول الحديث الأربعة وهي الصحيح والموثق والحسن والضعيف وهذا ما بحثه المصنف في الفصل الرابع.

القسم الثاني الاصطلاحات المختصة بخصوص الأحاديث الضعيفة وهذا ما بحثه المصنف في الفصل الخامس اصطلاحات الحديث المختصة قال وقد ذكرنا أن المراد من الاصطلاحات المختصة هي ما يختص بالخبر الضعيف، أين ذكر هذا؟ في بداية الفصل الرابع بحيث لا يطلق الاصطلاح على الصحيح والموثق والحسن يعني هذه الأصول الثلاثة التي يجمعها عنوان الحديث المعتبر اليوم في هذا الفصل الخامس ندرس اصطلاحات الأحاديث غير المعتبرة أي الاصطلاحات المختصة بالأحاديث الضعيفة، إذن القسم الأول في الفصل الرابع الاصطلاحات المختصة بالأحاديث الأعم من المعتبرة وغير المعتبرة.

القسم الثاني في الفصل الخامس خصوص الاصطلاحات المختصة بالأحاديث غير المعتبرة.

القسم الثالث الاصطلاحات المختصة وقد ذكروا لهذا القسم عدة اصطلاحات هي أولا المضمر، الحديث المضمر الذي فيه ضمير ولا يعرف مرجع ضميره سألته فقال قلت له فقال كلمته ما هو مرجع الضمير؟ غير معلوم بالتالي الأصل في المضمر عدم الحجية إلا إذا علم المضمر أنه لا يسال إلا المعصوم كسماعة بن مهران الواقفي معروف أنه لا يسأل إلا المعصوم فمشهور مضمرات سماعة مشهورة في الروايات ومعروفة وهكذا مضمرات زرارة ومحمد بن مسلم فالرواة الذين اشتهر أنهم لا يرون إلا عن المعصوم عليه السلام فرواياتهم حجة بل يمكن ذكر هذه الدعوى وهو أن الرواة عادة لا يسألون إلا من المعصوم وقت تصديه للإمامة يعني في الوقت الذي أمير المؤمنين موجود يسألون أمير المؤمنين لا الحسن والحسين وفي الوقت الذي تصدى الإمام الحسن بعد شهادة أمير المؤمنين يسألون الإمام الحسن وبعد شهادة الإمام الحسن يسألون الإمام الحسين دون زين العابدين في الغالب الرواة يسألون الإمام المتصدي والذي تكون إمامته فعلية نعم أحيانا الإمام يرشد إلى الإمام الآخر الذي إمامته ليست فعلية وإنما شأنية إذن النتيجة التفصيل بين مضمرات المشاهير فتكون حجة ومضمرات غير المشاهير كالمناكير فلا تكون حجة والأصل في الإضمار عدم الحجية.

المصطلح الأول المضمر المعنى اللغوي المضمر له معان منها المخفي تقول أضمرته أي أخفيته ومن هنا سمي الضمير من الأسماء ضميرا لخفائه لأن أسم مخفي في مقابل ظهور الاسم الظاهر محمد غير هو أو له هذا مخفي المعنى الاصطلاحي هو الحديث الذي أسند إلى مجهول ظاهره المعصوم، الحاشية رقم 2 يقول وهذا التعريف للسيد الموسوي في كفايته هذا كتاب خطي نقله عنه الشيخ عبد الله المامقاني في هامش مقباس الهداية الجزء الأول صفحة 333 ونقل عنه أنه قال بعد ذلك ولهذه الحيثية دخلت الرواية في جنس الضعاف للجهل بالمسئول عنه والقائل إذن لماذا ضعيف؟ لأننا نجهل المسئول عنه وقائل الكلام.

وذلك بواسطة ضمير الغائب نحو سألته أو سمعته أو عنه مثاله مضمرة سماعة معروفة مضمرات سماعة عنده روايات كثيرة مضمرة، مثاله مضمرة سماعة التي رواها الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال سألته عن القلس سألته من المسئول لم يذكر في الرواية، سألته عن القلس وهي الجشئة الحاشية ينقل عن المصباح المنير صفحة 102 الجشئة هي صوت مع ريح يحصل من الفم عند حصول الشبع، الرواية عن سماعة قال سألته القلس وهي الجشئة يرتفع الطعام من جوف الرجل من غير أن يكون تقيأ وهو قائم في الصلاة قال لا ينقض ذلك وضوءه ولا يقطع صلاته ولا يفطر صيامه يعني التجشئ لا يوجب نقض الوضوء والصلاة والصيام، سبب الإضمار ذكروا سببين السبب الأول التقية خوفا من التصريح باسم الإمام ما يذكر الإمام السبب الثاني تقطيع الأحاديث يعني رواية طويلة مثلا سماعة في البداية يسأل الإمام قلت لأبي الحسن جعلت فداك ما دية المرأة أول سؤال في الدية قال عليه السلام كذا كذا كذا ثم يقول وسألته عن طهارة كذا وسألته عن الصلاة وسألته قلت له يأتي صاحب الوسائل يقطع الرواية المقطع الأول يخلي في الديات هذا الذي هو بداية الرواية المقطع الثاني يخليه في الطهارة الثالث في الصلاة الرابع في الصيام فحينما نأتي لقراءة كتاب الطهارة أو الصلاة أو الصوم نجد الرواية مضمرة لذلك أمر السيد البروجردي "رحمه الله" بكتابة كتاب جامع أحاديث الشيعة وذكر الرواية كاملة لذلك الروايات المقطعة في الوسائل يمكن معرفتها من خلال الروايات المذكورة بالكامل في كتاب جامع أحاديث الشيعة.

سبب الإضمار ذكروا له سببين الأول التقية الثانية تقطيع الأخبار بأن يكون قد سبق ذكر المعصوم في اللفظ أو في الكتابة ولكن حينما قطعت الأخبار ليفرد كل مقطع حسب بابه لم يعلم مرجع الضمير، مشروعيته الأصل في المضمر هو عدم الحجية لاحتمال أن لا يكون المراد بالضمير هو المعصوم لكن إذا علم إرادة المعصوم من الضمير فهو حجة بلا ريب وقد قال بعض المحققين إن الإضمار إن كان مثل زرارة ومحمد بن مسلم وأضرابهما من الأجلاء يعني الظاهر أنهم لا يرون إلا عن الإمام المعصوم فالأظهر حجيته هذا الإضمار بل الظاهر إن مطلق الموثقين من أصحابنا الإمامية أيضا كذلك يعني لا يرون إلا عن المعصوم لأن ظاهر أصحاب الأئمة "عليهم السلام" أنهم لا يسألون إلا عنهم ولا ينقلون حكما شرعيا يعمل به العباد إلا عنهم عن المعصومين "عليهم السلام".

المصطلح الثاني الموقوف مقابل المرفوع، المرفوع ما رفع إلى المعصوم يعني نسب إلى المعصوم النبي أو الإمام الموقوف ما نسب إلى غير المعصوم بعضهم قال ما نسب إلى خصوص الصحابي وبعضهم قال الأعم من الصحابي والتابعي الخلاصة خبر موقوف يعني روي عن عبد الله بن العباس عبد الله بن مسعود أبي بن كعب ولم يسند إلى النبي أو الإمام "عليه السلام" هذه خلاصة فكرة الموقوف نقرأه بتفاصيله طبعا واضح أنه ليس بحجة لأن الحجية كلام المعصوم.

الثاني الموقوف المعنى اللغوي الوقوف لغة هو السكون ومنه يقال وقف القارئ على الكلمة إذا نطق بها مسكنة الآخر قاطعا لها عما بعدها المعنى الاصطلاحي للموقوف معنيان المعنى الأول ما روي عن مصاحب المعصوم يعني الصحابي من قول أو فعل أو تقرير يعني لمصاحب المعصوم لا للمعصوم مع عدم وصل السند إلى المعصوم سواء كان السند متصلا أم لا مثاله تفسير الصحابي لآيات القرآن من دون أن ينسب مقولته إلى المعصوم كتفسير أبن عباس كما قيل حاشية الرابعة وقد ناقش البعض في هذا المثال بما لم نجد داعيا لذكره والبعض يقصد الشيخ عبد الله المامقاني في مقباس الهداية وقد استعمل الشهيد الثاني اصطلاح الموقوف في كتابه مسالك الأفهام في شرح شرايع الإسلام عدة مرات منها في قوله وأعلم أن جميع ما في الباب من الأخبار معلول السند يعني توجد علة في سنده علة يعني مرض فلان فيه علة يعني مريض معلول السند يعني السند فيه تمريض يعني فيه ضعف سيأتي معنى المعلول.

معلول السند عدى الأخير لأن الأول ما هو وجه علة السند الأول قال موقوف والثاني في طريقه جهالة ومقصوده من الأول الموقوف هو الحديث المروي في الكافي عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن بن محبوب عن أبن رئاب عن زرارة بن أعين قال قلت ما يحل من المتعة قال كم شئت هنا أسند الكلام إلى زرارة يعني المتعة لا حد لها يعني في النكاح الدائم لا يجوز أن تتجوز وأن تجمع بين أكثر من أربع نساء ما يجوز حدك أربعة هذا في النكاح الدائم لكن في ملك اليمين لك أن تتسرع بالآلاف وفي النكاح المنقطع لك أن تجمع بين أكثر من أربع.

سؤال هذه الرواية يوجد فيها احتمالان:

الاحتمال الأول كم شئت يحتمل أنه كلام زرارة ويوجد احتمال ثاني أن هذا كلام الإمام قال يعني هذا كلام المعصوم فتصير هذه من مضمرات زرارة، قلت ما يحل من المتعة قال كم شئت، قال يعني المعصوم هنا مرجع الضمير لم يذكر فيصير من مضمرات زرارة.

يقول ففي هذا الحديث لا يوجد ذكر للمعصوم بل آخر من ذكر فيه هو زرارة لذا اعتبره الشهيد الثاني موقوفا بمعنى المروي عن مصاحب المعصوم لكن قد يقال في مقابل هذا من قال إن هذا موقوف قال هذا مضمر من مضمرات زرارة لكن قد يقال في مقابل هذا إن الحديث مضمر لأن الضمير المستتر في قال الأخيرة لا يرجع إلى زرارة بل إلى مجهول لعله المعصوم هذا المعنى الأول موقوف على مصاحب المعصوم.

المعنى الثاني غير مصاحب المعصوم مثل التابعي، المعنى الثاني ما روي عن غير مصاحب المعصوم مع عدم وصل السند إلى المعصوم أو المصاحب فهو يعم التابعي ومن دونه مثل العلماء مشروعيته هو غير حجة وإن كان كل رواته من العدول الإمامين لأن قول غير المعصوم ليس بحجة لعدم عصمته.

المصطلح الثالث المقطوع ويقال له أيضا المنقطع له معنيان المعنى الأول الموقوف على تابعي مصاحب المعصوم يعني يصير الموقوف ما اسند إلى مصاحب المعصوم والمنقطع ما اسند إلى التابعي المعنى الثاني معنى المقطوع يشمل الموقوف على تابع المعصوم وغير التابعي المعنى الثاني أعم تابعي وغير تابعي.

المصطلح الثالث المقطوع ويقال له المنقطع المعنى الأول هو الموقوف على تابعي مصاحب المعصوم ويعلم مما سبق أن نسبته بهذا المعنى إلى الموقوف هي المقطوع يباين الموقوف بالمعنى الأول لأن الموقوف بالمعنى الأول على خصوص الصحابي بينما المقطوع بهذا المصطلح الأول تابع مصاحب المعصوم صار بينهم تباين ما اسند إلى الصحابي وهو الموقوف غير ما أسند إلى التابعي وهو المقطوع المقطوع اخص من الموقوف بالمعنى الثاني ما هو الموقوف بالمعنى الثاني، الموقوف بالمعنى الثاني هو عبارة عن روي عن غير مصاحب المعصوم مع عدم وصل السند فيعم التابعي وغير التابعي وأما المقطوع مختص بخصوص التابعي فيصير المقطوع بالمعنى الأول خاص بخصوص التابعي فهو أخص من الموقوف بالمعنى الثاني الذي يشمل التابعي وغير التابعي.

المصطلح الثاني للمقطوع وعممه البعض ليشمل الموقوف على تابعي مصاحب المعصوم ومن دونه يشمل التابعي وغير التابعي ويعلم مما سبق أن نسبته بهذا المعنى الثاني نسبة المقطوع بالمعنى الثاني إلى الموقوف هي أولا المقطوع بالمعنى الثاني يباين الموقوف بالمعنى الأول لأن الموقوف بالمعنى الأول يختص بخصوص الصحابي بينما المقطوع بالمعنى الثاني يختص بالتابعي وما دونه فبينهم تباين.

ثانيا المقطوع بالمعنى الثاني يساوي الموقوف بالمعنى الثاني لأن المقطوع بالمعنى الثاني يعم التابعي وما دونه والموقوف بالمعنى الثاني هو لغير مصاحب المعصوم من تابعي ومن دون صار بينهم تساوي.

الخروج عن المصطلح السابق، هو المصطلح المعروف ماذا؟ أن الموقوف ما اسند إلى مصاحب المعصوم خرج الفقهاء في موارد كثيرة عن استعمال اصطلاح المقطوع في المعنيين السابقين المعنى الأول الموقوف على تابع مصاحب المعصوم المعنى الثاني الموقوف على تابع المعصوم ومن دونه.

المعنى الأول فاستعمله المقطوع بالمعنى الموقوف الأول أي ما روي عن مصاحب المعصوم مثاله ما ورد في الروضة البهية للشهيد الثاني في شرح اللمعة الدمشقية للشهيد الأول أي ما روي عن مصاحب المعصوم مثاله ما ورد في الروضة ولو شرط مولى الرق منهما، شرط رقيته جاز هذا الذي بين القوسين كلام اللمعة الدمشقية للشهيد الأول وما بينهما كلام الروضة البهية للشهيد الثاني ولو شرط مولى الرق منهما رقيته أن يكون رقا جاز وصار رقا على قول مشهور بين الأصحاب ضعيف المأخذ يعني ضعيف المستند لأنه رواية مقطوعة ومراد الشهيد الثاني من الرواية المقطوعة هو ما ورد في التهذيب عن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن أبي جعفر عن أبي سعيد عن أبي بصير قال لو أن رجلا دبر جارية يعني قال لها أنت حرة دورة وفاتي يعني بعد ما أتوفى أنت حرة ثم زوجها من رجل فوطأها هذا الرجل كانت جاريته وولدها منه مدبرين يعني هذه الجارية هي تبقى جاريته وأولادها تبعها في التدبير يعني بعد وفاته دبر حياته يصيرون أحرار فسمى صاحب الروضة الشهيد الثاني هذه الرواية مقطوعة لأنها موقوفة على أبي بصير صاحب الإمام الصادق عليه السلام.

الاصطلاح الثاني وقد استعملوا اصطلاح المقطوع بمعنى المضمر المتقدم مثاله قال الشهيد الثاني، طبعا الشهيد الثاني هو استخدمه الآن أكثر الكتب الفقهية ما يستخدمون هذه الاصطلاحات موجودة في كتب العامة ونسب في الدروس يعني ونسب الشهيد الأول في كتاب الدروس الشرعية قتله في الثالثة إلى مقطوعة سماعة يعني قتله في المرة الثالثة إلى مقطوعة سماعة، ما هي مقطوعة سماعة المراد منها مضمرة سماعة والمراد منها مضمرة سماعة وهي التالية عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال سألته هذه من مضمرات سماعة، سألته عن رجل وجد في شهر رمضان وقد أفطر ثلاث مرات وقد رفع إلى الإمام ثلاث مرات قال يقتل من الثالثة لأن هذا متجاهر هذا محارب لله ثلاث مرات يصيدونه وهو جهارا نهارا قال يقتل من الثلاثة، مشروعيته ليس بحجة لعدم حجية قول التابعي ومن دونه على المعنيين الأول والثاني وكذا قول مصاحب المعصوم ليس بحجة كما مر على ما مر في المعنيين الأخيرين الذي هو المقطوع هذا المعنى والذي قبله موقوف.

الرابع المنقطع وله أطلاقات بمعاني عديدة في ألسنة المحدثين بحيث لم يستقر له إطلاق شائع ومن المعاني التي أطلق عليها الأول معنى المقطوع السابق هذا أول معنى ألف، باء ما سقط من وسط سنده واحد يعني واسطة واحدة، جيم ما سقط من وسط إسناده واحد أو أكثر، دال ما سقط من إسناده رجل أو ذكر فيه رجل مبهم من دون تقييد بوقوع الحد في وسط السند وينسب هذا المعنى إلى مشهور العامة.

الخامس المعضل يقولون هذا فيه داء عضال، باء عضال هنا حديث معضل يعني فيه مشكلة عويصة، المعنى اللغوي الشديد يقال داء عضال أي شديد وهو الذي يعي الأطباء علاجه.

المعنى الاصطلاحي هو الحديث الذي حذف من سنده اثنان فأكثر فلو حذف أقل من اثنين لم يكن من المعضل مشروعيته بعد واضح إذا محذوف منه واسطتين اقرأ "عليه السلام"، مشروعيته هو غير حجة إلا مع إحراز وثاقة المحذوف إذا أحرزنا الوثاقة كما لو كان الشخص لا يرسل ولا يحذف إلا عن ثقة.

السادس المرسل له أطلاقان إطلاق عام وإطلاق خاص والمشهور هو الإطلاق العام الإطلاق الخاص عند السنة مشهور، الأول المرسل بالمعنى العام وهو ما حذف جميع رواته أو بعضهم واحدا أو أكثر وإن ذكر الساقط بلفظ مبهم كرجل وبعض أصحابنا يعني عن بعض أصحابنا عن بعض رجاله عن رجل عن من حدثه عن من أخبره هذا غير عن غير واحد، عن غير واحد ما يسبب الإرسال عن غير واحد كناية عن الكثرة بعد ما يحتاج نذكر لك واحد عن غير واحد من الثقاة غير إذا قال عن بعض رجاله عمن حدثه عن رجل وبهذا المعنى استعمل المرسل عامة الفقهاء من أصحابنا يعني أغلب الفقهاء من الشيعة الإمامية مثاله ما رواه الصدوق عن محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن أبن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله "عليه السلام" قال قال رسول الله "صلى الله عليه وآله" (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة).

الثاني المرسل بالمعنى الخاص، ما المراد بالمعنى الخاص؟ ما أسنده التابعي نحن في رواياتنا لا عبرة بكلام التابعي بل بكلام الصحابي لا عبرة، لأن الشيعة الإمامية عصر النص يزيد على مائتي وستين سنة قبل هجرة النبي، النبي بعث ثلاثة عشر سنة في مكة ثلاث سنوات سرية وعشر سنوات علنية وبعد ذلك هاجر إلى المدينة عشر سنوات ففترة تبليغ النبي ثلاث وعشرين سنة التاريخ يبدأ من الهجرة والنبي السنة العاشرة للهجرة  انتقل إلى الرفيق الأعلى نأتي إلى سنة ولادة الإمام الحجة سنة 255 هجرية ثم شهادة الإمام العسكري سنة 260 هجرية وغياب الإمام الحجة  الغيبة الصغرى من 260 هجرية إلى 329 هجرية يعني 69 سنة مدة الغيبة الصغرى ثم من سنة 329 هجرية سنة وفاة السفير الثالث علي بن محمد السمري وسنة وفاة الكليني إلى يومنا هذا الغيبة الكبرى عصر النص عندنا من بعثة النبي إلى شهادة الإمام العسكري سنة 260 هجرية لذلك السيد القائد له كتاب إنسان بعمر مائتين وخمسين سنة كلهم واحد هذا كله عصر نص لكن السنة عصر النص عندهم فقط فترة النبي "صلى الله عليه وآله" وبعضهم يقول الخلفاء الراشدين يذكر الخلفاء الأربعة ثلاثين سنة من خلافة أبي بكر إلى أمير المؤمنين أربعين سنة، أربعين سنة والنبي ثلاثة وعشرين سنة ثلاثة وستين سنة فرق بين مائتين وستين سنة وبين ثلاثة وستين سنة فأخذوا يرون عن الصحابي والتابعي وأخذوا بالقول بالقياس والمصالح المرسلة فشاء عندهم هذا مصطلح الموقوف وغيره أما عند الشيعة الإمامية لا نحتاج إلى هذا كله نحن أغنياء بثروة أهل البيت ومعارفهم "سلام الله عليهم".

الثانية المرسل بالمعنى الخاص ما أسنده التابعي إلى النبي من غير ذكر الواسطة كقول سعيد أبن المسيب قال رسول الله "صلى الله عليه وآله" وهذا المعنى هو الأشهر عند جمهور أهل السنة، وجه التسمية فيه احتمالات منها لماذا سمي المرسل مرسلا الآن تقول هذه السبحة متسلسلة فإذا قطعت السبحة تقول أرسلت السلسلة أرسلت القلادة أي فصلت حلقة من حلقاتها كذلك تقول أرسلت السند يعني فقدت حلقة من حلقات السند وجهة التسمية فيه احتمالات منها ألف مأخوذ من إرسال الدابة أي رفع القيد والربط عن الدابة فكأنه بإسقاط الراوي رفع الربط الذي بين رجال السند لأن كل واحد يربط الثاني فإذا غابت الواسطة غاب الربط.

ب ـ مأخوذ من قولهم ناقة مرسال أي سريعة السير كأن المرسل أسرع فيه عجلا فحذف بعض إسناده.

جـ ـ مأخوذ من قولهم جاء القوم إرسالا أي متفرقين لانقطاع بعض الأسناد عن الباقيين.

مشروعيته اختلفت الآراء في حجية المرسل فمنها القول الأول أنه حجة مطلقا إذا كان المرسل ثقة يعني جميع المراسيل حجة المهم إن المرسل ثقة وهو المنسوب إلى محمد بن خالد البرقي وأبنه أحمد من أصحابنا احمد بن محمد بن خالد البرقي صاحب كتاب المحاسن كان يعتمد المراسيل لذلك طرده أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي من قم لأنه يعتمد المراسيل ويروي عن الضعفاء. وجمع من العامة كالآمدي ومالك بن أنس وأحمد بن حنبل الآمدي عنده درر الحكم والكلم للآمدي كلمات الإمام علي كلها مرسلة لم يذكر فيها سند ومالك بن أنس إمام المذهب المالكي وأحمد بن حنبل إمام المذهب الحنبلي ومن أدلتهم بعد إذا الراوي ثقة نحرز وثاقة المحذوف.

ومن أدلتهم إننا نحرز وثاقة المحذوف لأن المرسل عدل والعدل لا يروي إلا عن العدل، من أين هذا الكلام يمكن مبنى أنه يبني عن الضعيف تبركا والعدل لا يروي إلا عن العدل وإلا لم يكن عدلا بل كان مدلسا وغاشا وهو مناف للعدالة.

القول الثاني المراسيل أنه غير حجة مطلقا وهو المنسوب إلى جمع من أصحابنا كالعلامة في التهذيب في أحد قوليه وآخرين من العامة هذا مذهب السيد الخوئي جميع المراسيل ليست حجة.

ومن أدلتهم إن شرط جواز قبول الرواية معرفة عدالة الراوي ولم تثبت لعدم دلالة العدل رواية العدل عليه إذ مجرد رواية الثقة عنه ليس تعديلا له عليه فالمرسل غير حجة.

الثالث التفصيل نقبل مراسيل أبن أبي عمير وغيره إذا أحرزنا أنهم لا يرون إلا عن ثقة ولا نقبل مراسيل غيرهم إذا لم نحرز أنهم لا يرون إلا عن ثقة وهو مبنى شيخنا الأستاذ الداوري ومبنى الشهيد السيد محمد باقر الصدر ونحن نبي على حجية مراسيل الثلاثة لقول الشيخ الطوسي في العدة.

الثالث إنه غير حجة إلا إذا علم أن مرسله العدل لا يرسل إلا عن ثقة كابن أبي عمير من أصحابنا على ما ذكروه ثلاثة لا يرون ولا يرسلون إلا عن ثقة محمد بن زياد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى بياع السابوري وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي وسعيد بن المسيب عند الشافعي، الشافعي يرى أن سعيد بن المسيب لا يروي إلا عن ثقة وهذا القول أن الثلاثة لا يرون إلا عن ثقة منسوب إلى الشيخ الطوسي في كتاب العدة قال لهذا سوت الطائفة بينما ما يرويه محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى بياع السابوري وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي وبينما أسنده غيرهم وغيرهم ممن علم أنه يروي ولا يرسل إلا عن ثقة والعلامة الحلي في نهاية الأحكام والشهيد الأول في ذكرى الشيعة وغيرهم.

تنبيهان:

التنبيه الأول إن طريق معرفة الإرسال على صورتين يوجد إرسال واضح يصرح عن بعض أصحابنا عمن حدثه الثاني خفي عن عن عن ظاهرا العنعنة والاتصال لكن توجد واسطة ساقطة إذا تلحظ طبقات الرواة تعرف هناك سقط في الرواية:

التنبيه الأول إن طريق معرفة الإرسال على صورتين ألف طريق واضح كأن يعلم عدم التلاقي بين الراوي والمروي عنه إما لكونه لم يدرك عصره أو أدركه لكن لم يجتمعان ومن ثم احتيج إلى التاريخ لتضمنه مواليد الرواة ووفياتهم وأوقات طلبهم ـ طلبهم للرواية ـ وارتحالهم وقد أتضح أقوام أدعو الرواية عن شيوخ ظهر بالتأريخ كذبوا دعواهم كعثمان بن خطاب الذي قال عنه الذهبي حدث بقلة حياء بعد الثلاثمائة عن علي بن أبي طالب فافتضح بذلك وكذبه النقال.

ب ـ طريق خفي كأن تأتي الرواية بصيغة يحتمل منها لقاء الراوي مع المروي عنه وعدم اللقاء كفلان عن فلان فإذا ظهر بالتنقيب كونه غير راو عنه تبين الإرسال.

التنبيه الثاني الشيخ الصدوق طلبوا منه رسالة عملية قالوا له جاء الطبيب الرازي فحينما مضى ألف لنا كتاب من لا يحضره الطبيب أنت سترحل عنا فألف لنا رسالة عملية فكتب لهم كتاب من لا يحضره الفقيه كتب في ديباجة الكتاب أنا أفتي بما فيه فيما بيني وبين ربي تقدس ذكره ثم قال في نهاية الديباجة وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول وإليها المرجع ككتاب حريز بن عبد الله السجستاني إلى آخر الكتب أول ما يبدأ أول عشرين رواية كلها مراسيل الآن يقول أفتي به فيما بيني وبين ربي تقدس ذكره وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول وإليها المرجع وأكثر من ثلث روايات الفقيه روايات مرسلة من هنا ذهب شيخنا الأستاذ سماحة آية الله الشيخ المسلم الداوري إلى صحة جميع روايات من لا يحضره الفقيه ولم يلتزم بذلك في الكافي فلم يقل بصحة جميع روايات الكافي لكن التزم بذلك في كتاب الفقيه لأن شهادة الصدوق أصرح لكننا لا نقبل هذا المبنى لأننا نحمل الصحة في كلام الصدوق على الصحة عند المتقدمين وهي اعتضاد الخبر بقرائن توجب الوثوق والاطمئنان ولو وصلتنا هذه القرائن لربما لو تورثنا الوثوق والاطمئنان ولا نحمل لفظ الصحة في كلام الصدوق على الصحة عند المتأخرين أن يكون جميع الرواة الواردين في سلسلة السند عدولا إمامية، إذن مبنيان هناك من يقول بصحة جميع مراسيل الصدوق كما عليه شيخنا الأستاذ الداوري وهناك من لا يقول، الأقوال في مراسيل الصدوق ثلاثة القول الأول حجية جميع مراسيل الصدوق وهو لشيخنا الأستاذ الداوري.

القول الثاني عدم حجية جميع مراسيل الصدوق وهو قول سيدنا الخوئي "رحمه الله".

القول الثالث التفصيل بين مراسيل الصدوق الجازمة ومراسيله غير الجازمة وهو قول الإمام الخميني رضوان الله عليه أحيانا الصدوق يجزم يقول قال النبي قال الصادق عليه السلام يجزم في النسبة أحيانا لا يجزم يقول روي عن النبي في رواية عن النبي في كتاب عن النبي فذهب الإمام الخميني "رضوان الله عليه" إلى حجية مراسيل الصدوق الجازمة وعدم حجية مراسيل الصدوق غير الجازمة أقوال ثلاثة.

التنبيه اثنين احتوى كتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق على مراسيل كثيرة وعلى حسب إحصاء الشيخ البهائي فهي تبلغ ألفين وخمسمائة حديثا مرسلا بينما عدد مسانيده ـ مسانيد من لا يحضره الفقيه ـ ثلاثة آلاف وثلاثمائة وثلاثة عشر حديثا إذن النسبة أكثر من الثلث مراسيل وقد اختلفت الآراء في مراسيل الصدوق هذه فنشأت الأقوال التالية:

ألف إن مراسيل الصدوق كالمسانيد المعتمدة وهو ما نسب إلى الحر العاملي وهو رأي الشيخ الأستاذ الداوري والفاضل السبزواري والشيخ البهائي يعني حجية مطلق مراسيل الصدوق جازمة أو غير جازمة.

ب قول الإمام الخميني التفصيل بينما أرسله الصدوق ونسبه إلى المعصوم على نحو الجزم كقوله قال الصادق فهو كالمسند المعتمد حجة وبينما أرسله لا بنحو الجزم كقوله روي عن أمير المؤمنين فليس كذلك يعني ليس بحجة وقد نسب الشيخ البهائي هذا القول إلى جماعة من الأصوليين وممن قال بهم الإمام الخميني "رضوان الله عليه" في كتاب البيع.

ج القول الثالث إن مراسيله ليست بمستوى مراسيل أبن أبي عمير بأي تعبير وردت فلذا فلا تكون كالمسانيد المعتمدة أصلا وقد جرت مناقشات عديدة لمعرفة الرأي الصواب من بين هذه الآراء مما لا يتلائم بيانه مع الهدف المنشود من وضع هذا الكتاب تفصيله في علم الرجال.

السابع المعلل، المعلل عادة يستخدم يعني ما ذكرت فيه علة لكن في اصطلاح السنة ليس المراد به ذلك.

السابع المعلل وهو في اصطلاح علماء الدراية الحديث الذي ظاهره السلامة بينما واقعه أنه يشتمل على سبب خفي يضعفه إما في سنده أو في متنه.

وجه التسمية أنه مأخوذ من العلة بمعنى المرض، مثل واحد تقول ما شاء الله صاير جميل قال واحد لا يغرك شكله هذا في الخارج حلو داخل كل شيء تعبان مريض هذا هو المعلل ظاهر الحديث تام سندا ودلالة باطنه وواقعه فيه علة.

مثال العلة في السند أن يكون الراوي مشتركا بين الثقة وغيره ويكون ظاهره أن الراوي هو الثقة بينما الواقع أنه غير الثقة كأن يكون في سند الحديث أبو عبيدة فيتوهم أنه الحذاء الثقة لكثرة وقوعه في الأسانيد بينما هو أبو عبيدة المدائني المجهول ومثال آخر للمعلل سندا أن يكون ظاهر السند الاتصال برواة كلهم ثقاة بينما واقعه وجود راو ضعيف قد اسقط من السند ومنه ما ذكره السبزواري في الذخيرة وهو رواية الشيخ عن محمد بن علي بن محبوب عن العمركي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام قال سألته عن رجل قطع عليه أو غرق إلى آخره قال صاحب الذخيرة وإنما عددنا هذه الرواية من الصحاح جريا على المشهور وقد يتوقف في ذلك بناء على أن الشيخ نقلها عن محمد بن علي بن محبوب عن العمركي عن علي بن جعفر والشائع المتعارف وجود الواسطة بين أبن محبوب والعمركي ابن محبوب ما يروي مباشرة عن العمركي فلا يبعد سقوط الواسطة سهوا وهذا من عادة الشيخ يعني هناك سقط سهوا يعني في التهذيب تحصل وسائط ساقطة سهوا وهذا من عادة الشيخ والواسطة بينهما في الأكثر بين أبن محبوب والعمركي هو محمد بن أحمد العلوي وهو مجهول فإذن الحديث معلل ومن هنا يعلم أن معرفة المعلل بحاجة إلى فهم ثاقب وخبرة واسعة في الرجال ودراية الحديث.

مثال العلة في المتن أن يكون المتن ركيكا من حيث تركيبه أو مخالفا لقواعد اللغة العربية أو لدليل قطعي ونحو ذلك.

تنبيه أطلق الفقهاء المعلل على معنى آخر هذا الذي الآن يستخدمونه هذا الذي أخذناه استخدام السنة معلل يعني فيه علة في متنه أو سنده خفية لكن المعلل بالمصطلح الثاني يعني فيه تعليل مثل لا تشرب الخمر لأنه مسكر هذا معلل.

تنبيه أطلق الفقهاء المعلل على معنى آخر هو الحديث المشتمل على علة الحكم كأن يرد لا تشرب الخمر لأنه مسكر وفي مثل هذا يتعدى الحكم عندهم إلى غير موضوع الحديث لوجود علة، العلة تعمم وتخصص، لوجود العلة فيه فيحكمون بحرمة كل مسكر و؟؟ تسميته بالمعلل باصطلاح الفقهاء هو أخذه من العلة بمعنى السبب يعني ذكر فيه السبب، هذا تمام الكلام في المصطلحات السبعة الأول المصطلح الثامن المدلس من التدليس يأتي عليه الكلام.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 13 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: دروس في علم الدراية
  • الجزء

    01

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
13 الجلسة