دروس في علم الدراية-اکرم برکات
شیخ الدقاق

010 - اصطلاحات الحديث المختصة بالأحاديث غير المعتبرة {2}

دروس في علم الدراية- أكرم بركات

  • الكتاب: دروس في علم الدراية
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    200

07

2023 | مايو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

المصطلح الثامن المدلس

كان الكلام في الفصل الخامس وهو الفصل الذي عقده المصنف لتناول مصطلحات الحديث المختصة بالأحاديث الضعيفة أخذنا المصطلحات السبع الأول اليوم نبدأ من الثامن وننهي الفصل الخامس.

المصطلح الثامن المدلس مأخوذ من التدليس مدلس اسم مفعول من التدليس والدلس بمعنى الإخفاء وهذا حديث المدلس يذكرنا بالأحاديث الموضوعة والأحاديث المختلقة وسيأتي بحثها مصطلح السادس عشر الموضوع.

إما أن يكون التدليس في الإسناد وإما أن يكون التدليس في المتن التدليس في الإسناد أحيانا مثلا شخص واحد نخفي اسمه نحذف واسطة نظيف واسطة.

ثامنا المدلس

المعنى اللغوي التدليس هو إخفاء العيب وأصله من الدلس وهو الظلمة المعنى الاصطلاحي هو الحديث الذي اخفي عيبه وهو نوعان تدليس ألف تدليس الإسناد باء تدليس الشيوخ، ألف تدليس الإسناد وهو أن يروي عمن لقيه أو عاصره ما لم يسمعه منه ما سمع منه شيء من جيب الصفحة ينسب إليه، على وجه يوهن أنه سمعه منه كأن يقول قال فلان أو عن فلان وهو لم يقل أصلا أو لم يسمعه ومن تدليس الإسناد أن لا يوقع التدليس من أول السند بل يسقط من بعده ـ من بعد أول السند ـ رجلا ضعيفا أو صغير السن ليحسن الحديث بذلك حتى يبين أن جميع رواة الحديث من الأجلاء مثلا يحذف ضعيف من بينهم.

ب تدليس الشيوخ

وهو أن يروي عن شيخ حديثا سمعه منه ولكن لا يحب معرفة ذلك الشيخ لغرض من الأغراض فيطلق عليه اسم أو كنية غير معروف بهما أو بنسبة إلى بلد أو قبيلة غير معروف بهما أو يصفه بما لا يعرف به كي لا يعرف.

وقد ذكر أن الخطيب البغدادي عُرف من بين العامة ـ أهل السنة ـ بتدليس الشيوخ حتى قال عنه أبن الصلاح الشافعي كان لهجا بهذا القسم في مصنفاته عادة يدلس الشيوخ ومما يذكر عنه أنه يروي في كتبه عن أبي القاسم الأزهري وعن عبيد الله بن أبي الفتح الغاسي هنا ذكر الاسم كامل عبيد الله، الثالث وعن عبيد رفع لفظ الجلالة وعن عبيد بن احمد بن عثمان الصيرفي وكلها أسماء لشخص واحد حكم المدلس واضح أنه حرام ومشكل وقوله ليس بحجة إذا واحد مدلس نحن من أنصار هذا القول ما تشمله حجية خبر الثقة أصلا.

حكم حديث المدلس أقوال ثلاثة والمراد أن من عرف بالتدليس ولو مرة واحدة الآن كالخطيب البغدادي، فما هو حكم الأحاديث التي يرويها بصورة عامة من حيث قبولها فيها أقوال:

القول الأول لا يقبل حديثه مطلقا لانتفاء الوثاقة هذا ما نبني عليه سواء علم فيه تدليس أم لا وذلك لخروج المدلس عن العدالة بالتدليس فقط دلس في حكم الله وهو جرح واضح وهذا ما نسبه أبو الصلاح إلى فريق من أهل الحديث والفقهاء.

القول الثاني هذه سمة إلى فعله لا إلى ذاته هو ثقة لكن فعله خطأ فعله فيه تدليس بالتالي تلاحظ الفعل إذا رواية فيها تدليس ما تقبلها إذا رواية ما فيها تدليس تقبلها.

القول الثاني عدم الرد بمجرد التدليس بل ما علم فيه التدليس يرد وما لم يعلم فلا يرد لأن المفروض أنه كان ثقة بدونه بدون التدليس والتدليس ليس كذبا بل التدليس تمويها غير قادحا في العدالة إيهام فقط أي إيهام وتمويه هذا تقليل للجرم وقد نسب هذا القول إلى جمهور علماء الزيدية.

القول الثالث التفصيل إن صرح بما يقتضي الاتصال أخذ بكلامه مثلا قال فلان عن فلان قال حدثني قال حدثني فلان فهنا لا يوجد تدليس وأحيانا ما يصرح بما يرفع الإيهام والتدليس فلا يقبل قوله هذا الشهيد الثاني استجوده.

وفيه أنه إذا دلس انتفى الوثوق بكلامه فكيف نفرق بين تفصيله وعدم تفصيله ينتفي الوثوق والاطمئنان.

القول الثالث القول بالقبول لحديثه إن صرح بما يقتضي الاتصال كحدثنا أو أخبرنا وعدم القبول إن أتى بما يحتمل الأمرين يعني الاتصال وعدم الاتصال كقوله فلان عن فلان أو قال فلان وهذا ما استجوده الشهيد الثاني في الرعاية كتابه الرعاية لحال البداية في علم الدراية مرجعا هذا التفصيل إلى أن التدليس غير قادح في العدالة ولكن تحصل الريبة في إسناده يعني يحصل الشك في إسناده فلا يحكم باتصال سنده إلا مع إتيانه بلفظ لا يحتمل التدليس بخلاف غير المدلس فإنه يحكم على سنده بالاتصال عملا بالظاهر من حال الثقة غير المدلس حيث لا معارض له ـ لا معارض لظاهر حاله ـ بخلاف المدلس إذا كان ثقة هناك ما يعارض ظاهر حاله وهو التدليس.

الصحيح هو القول الأول المصنف لم يرجح وإنما يسرد الأقوال.

التاسع المضطرب الاضطراب إما يكون في السند وإما يكون في المتن المعنى اللغوي المضطرب اسم فاعل من الاضطراب وهو الاختلال يقال اضطرب أمره أي اختل المعنى الاصطلاحي هو الحديث الذي اختلف في سنده أو متنه فروي مرة على وجه وأخرى على وجه آخر مخالفا للأول بحيث ما يمكن أن تجمع بينهم يعني تروى رواية مكان في واسطة تذكر مثلا خمس ست سبع وسائط ما يجتمعون مع بعض وقد يقع هذا الاختلاف من رواة متعددين أو من راو واحد وقد يقع من المؤلفين وقد يقع من النساخ بحيث يشتبه الواقع النتيجة اشتباه الواقع.

مثال المضطرب سندا حديث أبي بكر أنه قال (يا رسول الله أراك شبت قال شيبتني هود وأخواتها يعني سورة هود وأخوات سورة هود) قال الدار قطني هذا يعني الحديث مضطرب فإنه لم يروى إلا من طريق أبي إسحاق وقد اختلف فيه ـ طريق أبي إسحاق ـ على نحو عشرة أوجه فمنهم من رواه مرسلا يعني جاء بطريق أبي إسحاق مرسل يعني مقطوع السند ومنهم من رواه موصولا ومنهم من جعله من مسند أبي بكر ومنه من جعله من مسند سعد ومنهم من جعله من مسند عائشة يعني القائل أبو بكر أو سعد أو عائشة وغير ذلك ورواته ثقات لا يمكن ترجيح بعضهم على بعض والجمع متعذر مثال المضطرب متنا كالخبر الوارد في تعيين الدم عند اشتباهه بين الحيض والقرحة إذا اشتبه بعض الروايات تقول إذا خرج من الأيمن فهو حيض وإذا خرج من الأيسر فهو قرحة كما في الكافي رواية التهذيب للشيخ الطوسي إن خرج من الجانب الأيسر فهو وإن خرج من الجانب الأيمن فهو قرحة المصنف يقول يقدم الشيخ الطوسي لأنه أخبر والصحيح أن ثقة الإسلام الكليني أدق وأخبر الشيخ الطوسي أفقه ولكن في الروايات الكليني أدق.

ففي الكافي عن محمد بن يحيى رفعه عن أبان عن الإمام الصادق "عليه السلام" قال (فإن خرج من الدم من الجانب الأيمن فهو من الحيض وإن خرج من الجانب الأيسر فهو من القرحة) هذا في الكافي للكليني.

وفي التهذيب للشيخ الطوسي عن محمد بن يحيى رفعه عن أبان يعني أسنده إلى أبان عن الإمام الصادق "عليه السلام" الرواية فيها مقدمات حذفها المصنف موطن الشاهد فإن خرج الدم من الجانب الأيسر فهو من الحيض وإن خرج من الجانب الأيمن فهو من القرحة فالاضطراب في متن هذه الرواية بنفس السند واضح الآن صار من اليمين حيض أو من اليسار الروايتان مختلفتان مشروعيته الاضطراب في الحديث على نوعين:

الأول يوجب اختلاف الحكم في المتن واختلاف الاعتبار في السند هذا مثل المثالين الذين ذكرهم يصير اختلاف في السند واختلاف في الحكم فلا يقبل.

الثاني لا يوجب ذلك لا يوجد اختلاف في السند ولا في الحكم والنوع الثاني لا مانع من حجيته لعدم وجود الاختلاف في السند والمتن أما النوع الأول الذي يوجب اختلاف الحكم في المتن اختلاف الاعتبار في السند يعني على سند الرواية موثقة وعلى سند آخر الرواية ضعيفة مثلا أما النوع الأول فإن ترجح أحد الحديثين بمرجح معتبر كأن يكون راوي أحدهما أحفظ أو أضبط فالحكم للراجح يعني إعمال المرجحات السندية ويكون الاضطراب بدويا يعني اضطراب أولي يرفع هذا الاضطراب بعد ما يصير مستقر ومثاله ما قيل في الخبر الأخير المروي في الكافي والتهذيب فقد قيل بترجيح رواية الشيخ لأنه اضبط من الكليني وأعرف بوجوه الحديث هذا غير صحيح الكليني هو أضبط وأعرف بوجوه الحديث الشيخ الطوسي أعرف بوجوه الفقه وإن يترجح احدهما بمرجح لزم التوقف ويكون الاضطراب مستقرا.

العاشر المقلوب وهو ما قلب بعض ما في سنده أو متنه إلى بعض آخر مما فيه لا إلى الخارج عنهما مثل أحمد بن محمد يقلبه يصير محمد بن أحمد ما يقلبه من شيء خارج الحديث مثال القلب السندي أن يقال محمد بن أحمد بن عيسى والواقع هو احمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي مثال القلب المتني يعني القلب في المتن ما في حديث السبعة الذين يضلونهم الله تعالى في ضل عرشه إذ فيه ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله عادة يكنى باليمين التي تنفق اليمين وليس الشمال لذلك يقول فهذا مما انقلب من بعض الرواة وإنما هو حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه كما ورد في الأصول المعتبرة.

إحدى عشر المهمل

يقولون المهمل ما أهمل ذكره في الرجال والمجهول ما نص على مجهوليته في الرجال بعضهم قال لا المهمل قد يذكر في الرجال لكن يهمل تعديه وجرحه فإذن المهمل إما أصل الشخص مهمل غير مذكور أو الجرح والتعديل التوثيق والتضعيف فيه مهمل.

أحدى عشر المهمل ـ طبعا هنا الصفة ليس للرجل إلى الحديث ـ وهو ما لم يذكر بعض رواته في كتب الرجال ذاتا ووصفا ذاتا يعني إهمال للشخص والذات وصفا يعني يذكر الشخص لكن من دون تعديله أو جرحه وإن ذكر اسمه في السند فالإهمال بلحاظ عدم ذكره في كتب الرجال لا بلحاظ عدم ذكره في السند إذن الملاك في الإهمال الذكر في كتب الرجال لا كتب الحديث ما أكثر الرجال الموجودين في الأحاديث والكتب الروائية ولم يترجم لهم في الكتب الرجالية المناط في الجهالة والإهمال على كتب الرجال لا كتب الحديث.

وعرفه بعضهم بأنه الحديث المروي بسند فيه راو معنون في كتب الرجال ولكن لم يحكم عليه بشيء من المدح أو الذم إذن هنا الإهمال بلحاظ الوصف لا بلحاظ الذات.

الثاني عشر المجهول وهو ما فيه راو أو أكثر قد ذكر في كتب الرجال ولكن لم يعلم حاله بالنسبة إلى العقيدة هذا التعريف يشمل المهمل من جهة إهمال الوصف يعني ذكر اسمه وأهملت صفته من جهة العقيدة لكن المامقاني يقول لا لابد ينصون على جهالته وقيده بعضهم بأنهم لابد من حكم أئمة الرجال بالجهالة يعني لابد من التنصيص على الجهالة حتى يسمى مجهولا في الاصطلاح لذلك إذا تراجعون الكتب التي الفت كفهارس لمعجم رجال الحديث مثل كتاب المفيد من معجم رجال الحديث إلى الشيخ محمد الجواهري عادة يعبر مجهول مجهول مجهول فمراده من المجهول لم يتضح حكمه فكثيرين ما نصوا على جهالتهم لكن ذكروا في الرجال فيعبر عنه مجهول المهمل الذي لم يذكر في الرجال يصير مهمل لكن تذهب إلى كتب أخرى على معجم الرجال الحديث مثل زبدة المقال وغيره في كتب أخرى ترى يكرر مهمل مهمل مهمل يعني أهمل المدح والذم فيه فهذا يخضع للاعتبار يعني إذا الشخص ذكر وأهمل الجرح والتعديل فيه على مصطلح يكون مهملا لاهمال المدح والذم فيه وعلى مصطلح آخر يكون مجهول إلا على مصطلح المامقاني لابد من النص على مجهوليته ميصير مجهول يصير مهمل لذلك قال وقيده بعضهم الميرداماد في الرواشح السماوية بأنه لابد من حكم أئمة الرجال بالجهالة حتى يسمى مجهولا في الاصطلاح.

مثاله أن يكون في سند الرواية إسماعيل بن قتيبة وهو من أصحاب الإمام الرضا "عليه السلام" فقد ذكروه وحكموا عليه بالمجهولية فيصير مجهول نصوا على مجهوليته وقد عد صاحب أصول الأخيار الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي والد الشيخ البهائي وصول الأخيار إلى أصول الأخبار عد من المجهول ما في سنده عن رجل أو عمن ذكره أو عن غير واحد مع أن هذه تعد من المراسيل ونحوها بناء على أن المجهول لا يشترط أن يكون لراويه اسم مذكور في كتب الرجال يعني يرى أن المجهول يعم حتى المذكورين في الروايات ما يخص الرجال المجهولين بخصوص الرجال الذين لم يذكروا في كتب الرجال بل يعمم كتب الرجال والحديث هذه اصطلاحات بل المعتبر أن يكون راويه غير موثق ولا ممدوح ولا مجروح أو غير معروف أصلا.

الثالث عشر القاصر وهو ما لم يمدح كل رواته أو لم يمدح بعضهم مع كون بقية السند محكوما عليه بالإرسال أو بجهل حال رواته أو بالتوقف فيهم حاشية رقم 6 يقول ويكون التوقف عند تعارض الأقوال في بيان الأحوال وعدم وجود مرجح بينها ما دام ما يوجد مرجح يصير توقف.

الرابع عشر المنكر وهو ما رواه غير ثقة، أولا هو غير ثقة ومخالف للمذهب يقول هذه من المناكير روايات منكرة هو ليس موثق ضعيف له روايات مخالفة، وهو ما رواه غير ثقة مخالفا لما رواه جماعة ولم يكن له إلا إسناد واحد سند حضرت يروي روايات منكرة.

الخامس عشر المتروك وهو ما يرويه المتهم بالكذب مثل أبو الخطاب لعنة الله عليه كان يدس الروايات في كتب الإمام الباقر ولا يعرف الحديث إلا من جهته ويكون مخالفا للقواعد المعلومة ثلاثة شروط ذكر أولا متهم بالكذب ثانيا لا يعرف الحديث إلا من جهته وقبله ثالثا يكون مخالفا للقواعد المعلومة أو ما يرويه من عرف بالكذب في كلامه وإن لم يظهر كذبه في الحديث.

السادس عشر الموضوع هذا البحث مهم في كتب السنة هذه العناوين تارة يقولون رواية موضوعة تارة يقولون رواية مختلقة تارة يقولون رواية مصنوعة تارة يقولون رواية دخيلة أربعة عناوين في كتب معنونة بهذه العناوين الروايات الدخيلة الروايات المختلقة الروايات المصنوعة الروايات الموضوعة.

المعنى اللغوي للموضوع عدة معاني منها:

أولا ألف المسقط يقال وضعت المرأة ولدها أي أسقطته ويقال وضع الشيء عن كاهله أي أسقطه.

ب المفترى والمخترق يقال وضع فلان القصة أي اختلقها.

طبعا في الحاشية رقم 2 ملاحظة ذكر المامقاني في كتابه مقباس الهداية ذكر المتروك في أقسام المشترك وهو اشتباه واضح كما اسمه متروك ضعيف كيف يذكر في الأقسام المشتركة بل يذكر هنا في الأقسام المختصة بالضعيف.

المعنى الاصطلاحي ليس للموضوع اصطلاح خاص يغاير معناه اللغوي بل استعمل في علم الدراية في نفس المعنى الأخير فهو المكذوب المختلق المصنوع هذه كلها عناوين يعني رواية مكذوبة رواية مختلقة رواية مصنوعة رواية موضوعة رواية دخيلة خمسة عناوين هذا كثير عند السنة نحن ما موجود عندنا كثيرا.

جاءني سؤال قال الروايات عن النبي عندنا أكثر أو عند السنة وإذا عند السنة أكثر ألا يضعف مذهبنا؟ أجبته أن الروايات عن النبي عند السنة أكثر من عند الشيعة لأمرين أولا إن عصر النص عند السنة مدته قليلة إما ثلاثة وعشرين سنة من هجرة النبي أو إذا ؟؟ إلى ثلاثة وعشرين سنة أربعين سنة مدة الخلفاء فعصر النص ثلاثة وستين سنة أما عصر النص عند الشيعة الإمامية من هجرة النبي إلى شهادة الإمام العسكري سنة 260 هجرية يعني 260 سنة قرنين ونصف فنحن ما احتجنا يعني الأئمة رووا عن النبي "صلى الله عليه وآله" هذا واحد.

اثنين السنة اضطروا إلى القياس والمصالح المرسلة والأخذ بأقوال التابعي والصحابي وقد ينسب إلى النبي أما الشيعة الإمامة ما اضطروا إلى هذا يرون عن أئمتهم عليهم السلام وأحيانا لا تنسب إلى النبي تنسب إلى الإمام ولكن حديث الإمام حديث النبي.

هنا نذكر وجه ثالث أن هناك روايات مختلقة كثيرة عند السنة ونقرأ في نهاية صفحة 109 يعني البخاري من هكذا ألف رواية استخرج الصحيح لكن نحن ما عندنا هكذا أنه آلاف الروايات وأخذوا منها الصحيح لأنها نقلت إلينا كابر عن كابر فكثرة الرواية عن النبي مو ملاك صحة العقيدة إذا كثير من الروايات مختلقة ومكذوبة عن طريق أبو هرير ووهب بن منبه وقتادة إلى آخره ومجاهد لذلك الروايات الإسرائيلية في التفسير عند السنة كثيرة جدا والروايات التفسيرية خصوصا شأن النزول وأسباب النزول عند الشيعة الإمامية أقل من السنة لأنه الروايات الإسرائيلية فكر بني إسرائيل كثير عندنا، السيد العسكري عنده كتاب خمسون ومائة صحابي مختلق كتاب من مجلدين نحن ما عندنا هذه العناوين المختلقة.

 المعنى الاصطلاحي ليس للموضوع اصطلاح خاص يغاير معناه اللغوي بل استعمل في علم الدراية في نفس المعنى الأخير فهو المكذوب المختلق المصنوع بمعنى أن واضعه اختلقه وصنعه ولا يراد منه حديث الكاذب فإن حديثه قد يصدق في بعض الأحيان قد يكذب الكذبة وهي صحيحة مشروعيته قال الشهيد الثاني لا تحل روايته للعالم بأنه كذب لا يجوز له أن يرويه إلا مبينا لحاله من كونه موضوعا لابد أن يبين أن هذا من الموضوعات والمختلقات.

كيفية معرفته ذكروا لمعرفة الحديث الموضوع طرقا منها الأول إقرار الواضع يوجد شيء عند السنة ما موجود عند الشيعة وهذا من فضل الله علينا أنهم يضعون الأحاديث حسبة تقربا إلى الله تعالى مثلا إذا وجد الناس ما تذهب إلى المسجد أو معرضة عن تلاوة القرآن يجوز أن يهر من نفسه ويكذب على النبي حتى يرغب الناس في عمل الخير.

الطريق الأول إقرار الواضع مثل رواية فضائل القرآن التي رواها أبو عصمة نوح بن أبي مريم المروزي فقيل له من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة هو بكبره عكرمة ربط وسجن ابن عباس لأنه كان يكذب عليه هذا أيضا يكذب على عكرمة كذب في كذب وليس عند أصحاب عكرمة هذا فقال إني رأيت الناس قد اعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمد بن إسحاق فوضعت هذا الحديث حسبة يعني احتساب الأجر من الله "عز وجل" حتى يرغبون في القرآن.

الطريق الثاني ما ينزل منزلة إقراره أحيانا ما يقر أنه اخترق ووضع ولكن يروي عن راوي هو أصلا ما أدركه بحسب الولادة فهذا ينزل منزلة إقراره بالكذب كأن يحدث الراوي بحديث عن شيخ ويسأل عن مولده ـ مولد الشيخ ـ فيذكر تاريخا يعلم وفاة الشيخ قبله بحيث أنه ما أدرك هذا الشيخ وروى عنه هذه الرواية ولا يعرف ذلك الحديث إلا من عنده من عند هذا الشخص الذي يروي يدعي الرواية عن الشيخ فهذا لم يعترف بوضعه ولكن اعترافه بوقت مولده ينزل منزلة إقراره بالوضع لأن ذلك الحديث لا يعرف إلا عن ذلك الشيخ ولا يعرف إلا برواية هذا عنه يعني رواية هذا الواضع عن الشيخ مع صراحة كلامه في السماع عنه ـ عن الشيخ ـ وإلا جرى عليه احتمال الإرسال يعني لو كان هذا الحديث قد نسب إلى الشيخ من غير طريق هذا الراوي يحتمل فعلا إن الشيخ قاله وهناك واسطة مرسلة هناك واسطة ساقطة لكن إذا لم يعلم إلا منه وهو لم يدرك ذلك الشيخ هذا واضح أنه كذب.

الطريق الثالث قرينة في الرواية أو الراوي مثل ركاكة ألفاظها ومعانيها وقد يحصل بمباشرة الروايات مذاق وفهم يميز به الأصيل من الموضوع من قال هذا الكلام مو دائما صاحب الجواهر أعطى واحد قرأ الرواية قال ما شاء الله عليها مسحة من نور قال صاحب الجواهر أنا كتبتها نتيجة  الأنس بالروايات.

ولكن عادة الذي يقرأ الرواية خاصة لحن كلمات أمير المؤمنين إذا يسمع كلام ينسب إليه وركيك يعرف أن هذا ليس من كلام أمير المؤمنين.

الطريق الرابع أن يكون الحديث مخالفا للدليل القطعي بحيث لا يقبل التأويل، التأويل من الأول والرجوع يعني لا يمكن إرجاعه إلى معنى آخر سواء كان الدليل القطعي عقليا أو قرآنا قطعي الدلالة أو سنة متواترة كذلك أو إجماعا قطعيا ويلحق به ما يدفعه الحس يعني الحس لا يقبل هذا المعطى مع المخالف للحس القطعي.

الطريق الخامس أن يكون إخبارا عن أمر جسيم تتوفر الدواعي على نقله بمحضر جمع ثم لا ينقله إلا واحد كمسألة الوصايا لأبي بكر إن النبي وصى بأبي بكر هذا حدث مهم وجسيم ما ينقله إلا واحد لا يقبل هذا الكلام يبين أن موضوع كثرة وجود الأحاديث الموضوعة ذكر بعض المحدثين كمية الأحاديث التي اطلعوا عليها والتي منها انتخبوا أحاديث كتبهم مما لا يتلائم مع الفترة التي عاشها رسول الله "صلى الله عليه وآله" بعد البعثة، النبي ثلاثة عشر سنة بعد البعثة ثلاث سنوات سرية لا توجد أحاديث كثيرة عشر سنوات علنية في مكة كانوا في تشريد ويقتلون أصحابه وعشر سنوات في المدينة  ابتلي بحروب ثلاث وعشرين سنة مليئة بالأحداث هم ينقلون كأن النبي من أول الصبح إلى آخر الليل إذا تحسب في كل دقيقة رواية تجمع هذه الأحاديث أزيد من فترة زمن النبي "صلى الله عليه وآله".

مع الفترة التي عاشها مما لا يتلائم مع الفترة التي عاشها رسول الله "صلى الله عليه وآله" بعد البعثة مع قلة الأنصار خلال السنوات الثلاث عشر الأولى في مكة والانشغال بالحروب والغزوات طيلة العشر سنوات المتبقية وهذا ما يوضح كثرة الروايات الموضوعة التي نسبت إلى حضرته المقدسة "صلى الله عليه وآله" ولتوضيح هذا نعرض نماذج مما ذكره البعض من كمية الأحاديث الحائلة التي اطلعوا عليها.

ألف ذكر أبو داود ـ السجستاني ـ في سننه أربعة آلاف وثمانمائة حديث انتخبها من بين خمسمائة ألف حديث.

ب ذكر البخاري في صحيحه ألفين وسبعمائة وواحد وستين حديثا خالصا بلا تكرار لأن يكرر الأحاديث بحسب الأبواب انتخبها من ستمائة ألف حديث.

جـ ذكر مسلم في صحيحه أربعة آلاف حديث من الأصول الروائية دون المكررات انتخبها من ثلاثمائة ألف حديث.

د ذكر أحمد بن حنبل في مسنده ثلاثين ألف حديث حيث انتخبها من سبعمائة وخمسين ألف حديث وكان يحفظ مليون حديث.

هـ كتب أحمد بن الفرات المتوفى 258 هجرية مليون وخمسمائة ألف حديث فأخذ من ذلك ثلاثمائة ألف حديث في التفسير والأحكام والفوائد وغيرها هذا تحقيق الشيخ عبد الحسين الأميني في كتاب الغدير الجزء الخامس صفحة 292 و293.

أسماء مؤلفات في الموضوعات

هذه مؤلفات مشهورة أشهرها كتاب السيوطي عند السنة وكتاب التستري عند الشيعة.

ألف في الأحاديث الموضوعة عدة كتب منها الأول الدر الملتقط في تبين الغلط للحسن بن محمد الساغاني المتوفى سنة 650 هجرية.

اثنين كتاب الموضوعات هذا مشهور لأبي فرج بن الجوزي المتوفى سنة 597 هجرية.

الثالث هذا أشهر كتاب إنصافا السيوطي عالم في التفسير في الحديث في الرجال اللئالي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة لجلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 هذا أشهر كتاب جدا مهم.

الرابع الأخبار الدخيلة للشيخ محمد تقي التستري، العنوان أيضا يفرق يعني عندنا روايات مصونة دخلت عليها روايات بخلاف كتب السنة أحاديث موضوعة أحاديث غلط أحاديث ملتقطة أحاديث موضوعة، نفس العنوان يختلف هذا تمام الكلام في الفصل الخامس.

الفصل السادس شروط من تقبل روايته يأتي عليها الكلام.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرينن

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 13 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: دروس في علم الدراية
  • الجزء

    01

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
13 الجلسة