معجم رجال الحديث
شیخ الدقاق

020- تتمة المقدمة الرابعة (التوثيقات العامة)

معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة

  • الكتاب: معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    200

07

2023 | مايو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصل الله على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

التوثيق التاسع من المقدمة الرابعة ترحم أحد الأعلام واستدل على حسن من ترحم عليه كما لو ترحم احد المتقدمين كالشيخ الصدوق "أعلى الله مقامه الشريف" أو الشيخ محمد بن يعقوب الكليني وأضرابهما كالكشي على شخص وقالوا إن ترحم احد أعلام المتقدمين على شخص أمارة على مدحه وحسنه واستدل على ذلك بأن الترحم عناية خاصة بالمترحم عليه فيكشف الترحم عن حسن المترحم عليه لا محاله ثم يناقش السيد الخوئي “رحمه الله” بمناقشتين:

المناقشة الأولى حلا

والمناقشة الثانية نقضا

أما المناقشة الأولى وهي الحل إن الترحم هو عبارة عن طلب الرحمة من الله تعالى فالترحم دعاء مطلوب ومستحب في حق كل مؤمن وقد أمرنا بطلب المغفرة لجميع المؤمنين والمؤمنات وخصوصا الوالدين "رحمة الله عليهما" هذا حلا.

وأما المناقشة الثانية فهي النقض فقد ترحم الإمام الصادق “عليه السلام” على زوار الحسين إذ قال (اللهم ارحم تلك الوجوه التي غيرتها حرارة الشمس) والرواية طويلة ومذكورة في مفاتيح الجنان للمحدث القمي عندما تطرق إلى فضل زيارة الحسين "صلوات الله وسلامه عليه" ومن الواضح أن زوار الحسين هل كلهم ثقات أو يتصفون بالحسن وعلى الرغم من ذلك ترحم عليهم الإمام الصادق “عليه السلام” هذا النقض الأول.

النقض الثاني الإمام "سلام الله عليه" قد ترحم على أشخاص معروفين بالفسق وعلى الرغم من ذلك ترحم عليهم كالسيد إسماعيل الحميري الذي كان معروفا بشرب الخمر ولكنه تاب وانشد الشعر في الأئمة معروفة قصة السيد الحميري عند الاحتضار ظهر في وجهه نكتة سوداء ثم أخذت في الازدياد في الازدياد إلى أن اسود وجهه بأكمله وكان في مجلسه عند الاحتضار بعض العامة والسنة فقالوا هكذا يفعل علي بمواليه فلجأ السيد الحميري وقال توجه إلى أمير المؤمنين أتخذلني في هذه الساعة يا أمير المؤمنين فظهر في وجهه نكتة بيضاء حتى اكتمل البياض فبان كفلقة القمر فأنشد في تلك الساعة وتلك اللحظة كذب العادلون أن عليا لم ينجي محبه من هناتي أنا والله فزت بجنة عدل وعفا لي الإله عن سيئاتي الإمام ترحم عليه صاحب شعر بديع.

النقض الثالث إذا كان ترحم الإمام الصادق على المعلومين والمعروفين بالفسق لا يكشف عن حسنهم لمعروفية فسقهم فمن باب أولى يكون ترحم الصدوق والكليني والنجاشي والشيخ الطوسي فإن الشيخ النجاشي “رحمه الله” قد ترحم على أحد الرواة مع أنه يرى فسقه إذ قال في ترجمته رحمه الله وسامحه هذا تمام الكلام فيما أفاده المحقق الخوئي “رحمه الله” وفيه بعض التأملات تأتي ثم تتمة.

التوثيق التاسع ترحم احد الأعلام في هذه المقدمة يصير رقم 16 لكن في ترتيب السيد الخوئي التوثيق التاسع لأن الخمسة المذكورين الطأطري واحمد بن محمد بن عيسى وغيره إذا رقمناها واستدل على حسن من ترحم عليه احد الأعلام كالشيخ الصدوق ومحمد بن يعقوب واضرابهما أمثالهما كالكشي بأن في الترحم عناية خاصة بالمترحم عليه فيكشف ذلك عن حسنه لا محاله والجواب عنه أولا حلا إن الترحم هو طلب الرحمة من الله تعالى فهو دعاء مطلوب ومستحب في حق كل مؤمن وقد أمرنا بطلب المغفرة لجميع المؤمنين وللوالدين بخصوصهما.

الإشكال الثاني نقضا ونقض بثلاثة وجوه:

الوجه الأول وقد ترحم الصادق “عليه السلام” لكل من زار الحسين “عليه السلام” ويمكن نراجع روايات لابن قولويه في كامل الزيارة صفحة 221 الحديث 336.

النقض الثاني بل إنه "سلام الله عليه" قد ترحم لأشخاص معروفين بالفسق لما فيهم ما يقتضي ذلك يقتضي الفسق شرب الخمر كسيد إسماعيل الحميري وغيره، غيره علي بن ميمون الصائغ يراجع اختيار معرفة الرجال الرقم 680 وأيضا ترجمة السيد إسماعيل بن محمد الحميري اختيار معرفة الرجال رقم الترجمة 505.

النقض الثالث فكيف يكون ترحم الشيخ الصدوق أو محمد بن يعقوب وأمثالهما كاشفا عن حسن المترحم عليه هذا الآن النقض الثالث وهذا النجاشي قد ترحم على محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن البهلول بعدما ذكر أنه رأى شيوخه يضعفونه وأنه النجاشي لأجل ذلك لأن الشيوخ يضعفونه لم يروي عنه شيئا وتجنبه وما يفهم من كلام السيد الخوئي “رحمه الله” أن النجاشي قد ترحم على ابن البهلول والصحيح أن هذا سهو من قلمه الشريف وإذا راجعنا ترجمة ابن البهلول من نفس معجم رجال الحديث وهو ينقل ما ذكره المتقدمون والمتأخرون ونراجع رجال النجاشي نجد أنه لم يترحم عليه راجع رجال النجاشي صفحة 396 رقم الترجمة 1059 وراجع معجم رجال الحديث الجزء 17 صفحة 260 رقم الترجمة 11142 وستجد أن النجاشي لم يترحم على ابن البهلول نعم ترحم النجاشي على أحمد بن محمد بن عبيد الله الجوهري حيث قال في ترجمته رحمه الله وسامحه فراجع رجال النجاشي رقم الترجمة 207 ترجمة الجوهري وإذا راجعت النجاشي رقم الترجمة 1059 وهي ترجمة ابن البهلول فإنك لم تجد أن النجاشي قد ترحم عليه هذا تمام الكلام في ذكر ما أفاده المحقق الخوئي “رحمه الله” والتعقيب على هذه الجزئية.

وهناك إضافة وهو أن بعض الأعلام قد فرق بين الترحم والترضي وخصوصا بالنسبة إلى الشيخ الصدوق "أعلى الله مقامه الشريف" فقد ذهب شيخنا الأستاذ آية الله الشيخ مسلم الداوري "حفظه الله" إلى أن ترحم الصدوق على رجل لا يفيد الوثاقة بخلاف ترضي الصدوق على رجل فإنه يفيد الوثاقة وقد ترضى الصدوق على علي بن احمد بن عمران الدقاق والدقاق لم يرد فيه توثيق فيمكن توثيق علي بن احمد بن عمران الدقاق بناء على ترضي الصدوق والسر في هذا المبنى أن الترحم يختلف عن الترضي والترحم عبارة عن دعاء وطلب الرحمة والمغفرة وهي تصح للعادل والفاسق والفاجر معا بخلاف الترضي فإن قول "رضي الله عنه" لا يكون إلا لسليم العقيدة الذي نال حسن العاقبة والخاتمة.

والتحقيق أن هذا يحتاج إلى تتبع كثير لموارد ترضي الصدوق فإن استفدنا منها أنه لا يترضى غالبا إلا على سليم العقيدة حسن الخاتمة الضابط الذي لا يتعمد الكذب فحينئذ يمكن استفادة ما أفاده شيخنا الأستاذ وإلا فلا هذا تمام الكلام في التوثيق التاسع.

التوثيق العاشر كثرة الرواية عن المعصوم “عليه السلام” استدل على اعتبار الشخص بكثرة روايته عن المعصوم سواء روى بواسطة أو روى مباشرة من غير واسطة وقد استدل بثلاث روايات إلا أن هذه الروايات الثلاث مناقشة سندا ودلالة.

أما الروايات الثلاث فالرواية الأولى ضعيفة بمحمد بن سنان والرواية الثانية والثالثة ضعيفتان بالإرسال هذا من ناحية السند وأما المناقشة في الدلالة فقد ورد في الروايات (اعرفوا منازل الرجال على قدر روايتهم عنا) فإن المراد بقدر الرواية عن الأئمة ليس كثرة الرواية فإن الكذابين والوضاعين ربما يكثرون من الرواية عن الأئمة “عليهم السلام” لكي يكون لهم مزيد اعتبار وإنما المراد بقدر الرواية عن الأئمة إنما هو قدر تحمل هؤلاء من علوم وأفكار الأئمة “عليهم السلام” وقدر تحملهم لا يحرز إلا بعد إحراز صدقهم وعدالتهم ووثاقتهم إذن ليس المراد بقدر الرواية عن الأئمة كمية ومقدار ما يروى عن الأئمة وإنما المراد بقدر التحمل عن الأئمة يعني مقدار معرفة وتحمل الحديث واستيعابه وهذا لا يكون إلا في من نحرز صدقه وحجية قوله وإنما يرويه قد صدر عن الأئمة “عليهم السلام” فلا تدل هذه الروايات على المدعى إذن التوثيق العاشر أو سبعة عشر وهو كثرة الرواية عن المعصوم لا يفيد الحسن فضلا عن الوثاقة.

كثرة الرواية عن المعصوم استدل على اعتبار الشخص لكثرة روايته عن المعصوم “عليه السلام” بواسطة أو بلا واسطة يعني مباشرة عن المعصوم لثلاث روايات:

الرواية الأولى حمدويه بن نصير الكشي قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان محمد بن سنان مختلف فيه هناك من يوثقه والأكثر لا يوثقه عن حذيفة بن منصور عن أبي عبد الله “عليه السلام” قال (اعرفوا منازل الرجال منا على قدر روايتهم عنا) هذا لعله يشير إلى الرواية رواية تدريها خير من ألف رواية ترويها ليس المراد بقدر التحمل مقدار الرواية التي يرويها لا مقدار الرواية التي يدريها ومتى يدريها إذا كان قوله حجة ومعتمد عليه في أنه سمع من الأئمة “عليهم السلام”.

الرواية الثانية محمد بن سعد الكشي بن يزيد وأبو جعفر محمد بن أبي عوف البخاري قالا حدثنا أبو علي محمد بن احمد بن حماد المروزي رفعه إذن الرواية مرفوعة مقطوعة السند فيها إرسال هنا موطن الضعف قال قال الصادق “عليه السلام” (اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا فإنا لا نعد الفقيه منهم فقيها حتى يكون محدثا فقيل له أو يكون المؤمن محدثا قال يكون مفهما والمفهم المحدث) هذه كلها روايات في اختيار معرفة الرجال للطوسي الرواية الأولى رقم واحد الثانية رقم اثنين الثالثة رقم ثلاثة.

ثالثا إبراهيم بن محمد بن عباس الختلي قال حدثنا احمد بن إدريس القمي المعلم قال حدثني احمد بن محمد بن يحيى بن عمران قال حدثني سليمان الخطابي قال حدثني محمد بن محمد عن بعض رجاله هنا يوجد إرسال هناك يكون ضعف السند عن محمد بن حمران العجلي عن علي بن حنظلة عن أبي عبد الله “عليه السلام” قال (اعرفوا منازل الناس منا على قدر روايتهم عنا).

والجواب عنها من ناحية السند ومن ناحية الدلالة أولا سندا إن هذه الروايات باجمعها ضعيفة أما الأخيرتان فوجه الضعف فيهما ظاهر الثالثة عن بعض رجاله الثانية رفعه فلمكان الإرسال عبر بأن وجه الضعف فيهما ظاهر واضح الإرسال فيهما فالرواية ضعيفة وأما الأولى فلأن محمد بن سنان ضعيف على الأظهر عادة لفظ الأظهر في الفتاوى تشير إلى وجود خلاف في الرسائل العملية على الأظهر يعني هناك ظاهر وهناك اظهر يعني خلاف بين الفقهاء والعلماء.

ما هو وجه ضعف محمد بن سنان ضعفه ابن عقدة والنجاشي والطوسي والمفيد وابن الغضائري وعده الفضل بن شاذان من الكذابين يراجع تفصيل ذلك معجم رجال الحديث للسيد الخوئي الجزء 16 من صفحة 151 إلى صفحة 163 لكن عده الشيخ الطوسي في نهاية كتاب الغيبة من وكلاء الأئمة الممدوحين والبحث في محمد بن سنان طويل يحتاج إلى بحث خاص بالتطبيقات الرجالية هناك رجال اختلف فيهم مثل جابر بن يزيد الجعفي هناك من جعله في سماء في غاية الجلالة والعظمة وهناك من جعله كذابا مغاليا إلى آخره ومن جملتهم محمد بن سنان الشيخ ميرزا غلامرضا عرفانيان له رسالة خاصة في محمد بن سنان تحت عنوان قاطعة اللبان في وثاقة ابن سنان مدونة مذكورة في كتابه مشايخ الثقات.

ثانيا المناقشة في الدلالة على أنه لو أغمضنا عن ضعف السند فالدلالة فيها أيضا قاصرة دلالة الرواية قاصرة عن المدعى وذلك فإن المراد بجملة قدر روايتهم عنا ليس هو قدر ما يخبر الراوي عنهم “عليهم السلام” يعني كمية الروايات وإن كان لا يعرف صدقه وكذبه فإن ذلك لا يكون مدحا للراوي فربما تكون روايات الكاذب أكثر من روايات الصادق بل المراد بها هو قدر ما تحمله الشخص من رواياتهم “عليهم السلام” وهذا لا يمكن إحرازه إلا بعد ثبوت حجية قول الراوي وأن ما يرويه قد صدر عن المعصوم “عليه السلام”.

التوثيق الحادي عشر أو الثامن عشر والأخير من المقدمة الرابعة ذكر الطريق إلى الشخص في المشيخة.

كما تعلمون الشيخ الصدوق "أعلى الله مقامه الشريف" علق الأسانيد فبدأ أسانيد كتابه من لا يحضره الفقيه بجملة رجال كما لو بدأ بزرارة أو محمد بن مسلم أو الحسين بن سعيد الاهوازي أو أخوه الحسن بن سعيد الاهوازي ثم في خاتمة من لا يحضره الفقيه في الجزء الرابع يذكر أسانيده إلى هؤلاء فيقول وأما ما رويته عن زرارة فقد اخبرني به أبي "رضي الله عنه" ومحمد بن الحسن بن الوليد "رضي الله عنه" وفلان وفلان وفلان عن زرارة فذكر في المشيخة أسماء الرجال الذين ابتدأ بهم السند وقد جعل الشيخ المجلسي صاحب بحار الأنوار في كتابه الوجيزة في الرجال جعل أسماء من ذكروا في المشيخة أمارة على وثاقتهم وحسنهم إن لم نقل بالوثاقة لا أقل نقول إنهم ممدوحين حسن الحال والسر في ذلك ومدرك ذلك هو ما ذكره الشيخ الصدوق "أعلى الله مقامه الشريف" في ديباجة ومقدمة من لا يحضره الفقيه إذ قال وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول وإليها المرجع مثل كتاب حريز بن عبد الله السجستاني وكتاب عبيد الله بن علي الحلبي وكتب علي بن مهزيار الاهوازي وكتب الحسين بن سعيد الاهوازي إلى آخر ما ذكره الصدوق "أعلى الله مقامه الشريف" فقد نص على أن جميع الروايات المذكورة في كتابه من لا يحضره الفقيه إنما قد استخرجت من كتب مشهورة ومعروفة وعليها المعول عند الأصحاب وإليها المرجع والمعتمد وبالتالي كل من يبدأ به السند الشيخ الصدوق أو كل من يرد في المشيخة فهو ممدوح وتشمله شهادة الصدوق "أعلى الله مقامه الشريف".

والتحقيق في ذلك تحقيق المسألة يقع البحث في أن الرجال الذين بدأ بهم الشيخ الطوسي في التهذيبين أسانيده وكذلك الرجال الذين بدأ بهم الصدوق في أسانيد كتابه من لا يحضره الفقيه هل هم أصحاب الكتب أو لا ويقع الكلام في مقامين:

المقام الأول في بحث الأسماء التي بدأ بها الشيخ الطوسي السند في التهذيبين ومن الواضح جدا أن الشيخ الطوسي “رحمه الله” قد صرح في خاتمة تهذيب الأحكام وفي خاتمة الاستبصار في ما اختلف من الأخبار أنه يبدأ السند باسم الرجل الذي أخذ من كتابه الرواية فإذا بدأ الشيخ الطوسي بزرارة علمنا أن الطوسي قد اخذ الرواية من كتاب زرارة وإذا بدأ الشيخ الطوسي السند بمحمد بن مسلم الطائفي علمنا أن الشيخ الطوسي قد أخذ الرواية من كتاب محمد بن مسلم الطائفي لتصريح الشيخ الطوسي بذلك إذن المقام الأول تمامية مبنى أن الشيخ الطوسي يبدأ السند باسم الرجل الذي اخذ الرواية من كتابه أو أصله ويقع الكلام في المقام الثاني وهو أن الصدوق هل يبدأ السند باسم الرجل الذي اخذ الرواية من كتابه أو لا فمثلا لو بدأ السند بزرارة فهل هذا يعني أنه أخذ الرواية من كتاب وأصل زرارة ويحتمل شيء آخر أنه اخذ الرواية من كتابه أبيه أو اخذ الرواية من كتاب أستاذه محمد بن الحسن بن الوليد ولم يذكر سنده منه إلى أبيه أو أستاذه بن الوليد إلى زرارة وإنما بدأ السند بزرارة فكما يحتمل أنه قد اخذ رواية زرارة من كتاب واصل زرارة يحتمل أنه اخذ رواية زرارة من كتاب أبيه أو من كتاب ابن الوليد أو من كتاب غيره.

والتحقيق إن الشيخ الصدوق لم يصرح بأنه يبدأ السند باسم الرجل الذي اخذ الرواية من كتابه فلا يمكن أن نبني على ذلك إذا تم هذا المبنى تكون شهادة الشيخ الصدوق "رضوان الله عليه" لا تفيد حسن الأسماء الواردة في مشيخته لأن الشيخ الصدوق قال وجميع ما فيه يعني ما في من لا يحضره الفقيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول وإليها المرجع فهو يشهد أن جميع الروايات مأخوذة من كتب مشهورة مثل جامع البزنطي مثل جامع محمد بن الحسن بن الوليد لكنه لم ينص على أن الرجل الذي بدأ به سند هو صاحب كتاب مشهور وفرق بين أن يقول الصدوق روايات كتابي هذه بأجمعها مأخوذة من كتب مشهورة وبين أن يقول الأسماء الواردة في المشيخة جميعهم لديهم كتب مشهورة فرق في المطلب استفادة مدح الرجال الواردين في المشيخة إنما تتم إذا كانت عبارة الصدوق تدل على أن كل شخص بدأ به السند أو كل شخص ورد في المشيخة هو صاحب كتاب مشهور وممدوح ولكن هذا لا يستفاد من كلام الصدوق "أعلى الله مقامه الشريف" بل يستفاد من كلام الصدوق أن جميع الروايات موجودة في الكتب المشهورة ومستخرجة من الكتب المشهورة لا أنه يبدأ السند باسم صاحب الكتاب المشهور المعتمد عليه فتكون النتيجة هذا المبنى لا يتم.

نعم بنا شيخنا الأستاذ آية الله الداوري على مبنيين منشأهما تتبعه واستقرائه واطمئنانه فقد بنا على أن الشيخ الصدوق يبدأ باسم الرجل الذي اخذ الرواية من كتابه وأنه يبدأ بصاحب الأصل وصاحب الكتاب وقد سألته في مجلس الدرس شيخنا أنا لك هذا فإن الشيخ الطوسي قد صرح بأنه يبدأ باسم الرجل الذي اخذ الرواية من كتابه إلا أن الصدوق لم يصرح بذلك فقال هذا ما عرفناه بالتتبع واطمئنانه حجة عليه وليس بحجة علينا والرجال يحتاج إلى تتبع.

وأما المبنى الثاني الذي بنا عليه فقال جميع الروايات الفقيه صحيحة ولا يحتاج أن ننظر إلى أسانيدها وإنما ذكرها الصدوق من باب التيمن والتبرك لأن هذه الروايات أخذت من كتب مشهورة عليها المعول وإليها المرجع والصدوق يبدأ السند باسم الرجل الذي اخذ الرواية من كتابه وجميع هذه الكتب مشهورة ومعروفة فلا حاجة إلى دراسة ذلك مثلا إذا ترجع إلى محمد بن مسلم في الفقيه الشيخ الصدوق يبدأ السند بمحمد بن مسلم في المشيخة ما يذكر سنده إلى محمد بن مسلم فتكون جميع روايات محمد بن مسلم في الفقيه مرسلة ولكن يقول الشيخ الداوري لا نحتاج إلى سند ثم يأتي بمنبه وجداني قال شيخنا الشيخ الصدوق هذا المتتبع المدقق المحقق يذكر أكثر من ثلث الفقيه مراسيل وهو الذي يقول واعتقد بصحته وأفتي به واعتقد انه حجة فيما بيني وبين ربي تقدس ذكره أو يقول وجميع ما فيه عموم، عموم استغراقي وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول وإليها المرجع وبعد ما تنتهي الديباجة يذكر أكثر من عشرين رواية مراسيل يعني المفروض يذكر مسانيد أول ما يبدأ بالمراسيل يعني معقولة أنه غفل وهو شيخ المحدثين "رضوان الله عليه" فهذا اطمئنان الشخص.

توثيق الحادي عشر ذكر الطريق إلى الشخص في المشيخة وقد جعل المجلسي "قدس" ذكر الصدوق شخصا في من إليه طريق موجبا للمدح لم يقل للتوثيق للمدح وعده في وجيزته من الممدوحين الوجيزة في الرجال صفحة 252 وأيضا طبع تحت عنوان رجال المجلسي صفحة 409.

والجواب إنه لا يعرف لذلك وجه إلا ما يتخيل لماذا قال ما يتخيل ما هو وجه الخيال؟ الخيال دعوى أن شيخ الصدوق يبدأ السند أو يذكر في المشيخة أسماء الرجال الذين أخذ الرواية من كتبهم والصحيح أنه ليس بتام فإن الصدوق شهد بأن روايات كتبه مستخرجة من كتب مشهورة لكنه لم يشهد أنه يبدأ السند باسم صاحب الكتاب المشهور والجواب انه لا يعرف لذلك وجه إلا ما يتخيل من أن ذكر إليه طريق في المشيخة لابد وأن يكون له كتاب معتمد عليه فإن الصدوق قد التزم في أوله كتابه أن يروي فيه عن الكتب المعتبرة المعتمدة عليها وعليه فيكون صاحب الكتاب ممدوحا لا محاله، لماذا ممدوح؟ لأن كتابه معتمد عليه فيه مدح ولكن هذا تخيل صرف نشأ من قول الصدوق في أوله كتاب هذا مدرك المسألة وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول وإليها المرجع مثل كتاب حريز بن عبد الله السجستاني وكتاب عبيد الله بن علي الحلبي وكتب علي بن مهزيار الاهوازي وكتب الحسين بن سعيد الاهوازي ونوادر احمد بن محمد بن عيسى وكتاب نوادر الحكمة تصنيف محمد بن احمد بن يحيى بن عمران الأشعري وكتاب الرحمة لسعد بن عبد الله وجامع شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد "رضي الله عنه" ونوادر محمد بن أبي عمير وهؤلاء من الأعاظم وكتاب المحاسن لأحمد بن عبد الله البرقي ورسالة أبيه "رضي الله عنه" إلي رسالة أبي إلي أبوه علي بن الحسين بن بابويه.

السيد الخوئي يناقش يذكر خمس مناقشات المناقشة الأولى حلية والمناقشات الأربع الأخر نقضية وما أحلاها من مناقشات.

المناقشة الأولى ما ذكرناه من أن الصدوق يقول إن جميع روايات كتبي مستخرجة من كتب مشهورة ولم يقل أنا ابدأ السند باسم صاحب الكتاب المشهور وفرق بين المطلبين ولكن من الظاهر هذه المناقشة الأولى حلا أنه يريد بذلك أن الروايات المستخرجة في الفقيه مستخرجة من الكتب المعتبرة ولا يريد أنه استخرجها من كتب من ذكرهم في المشيخة وذكر طريقه إليهم كيف يبدأ في المناقشة النقضية الأولى كيف وقد ذكر في المشيخة عدة أشخاص وذكر طريقه إليهم مثل إبراهيم بن سفيان وإسماعيل بن عيسى وانس بن محمد وجعفر بن القاسم والحسن بن قارن وغيرهم مع أن النجاشي والشيخ الطوسي لم يذكراهم في كتابيهما الموضوعين لخصوص ذكر أرباب الذكر والأصول بل ولم يذكرهم الشيخ الطوسي في رجاله مع أن موضوع رجال الشيخ الطوسي اعم من من له كتاب ومن ليس له كتاب ما ذكرهم الشيخ الطوسي فكيف يمكن أن يدعى أن هؤلاء أرباب وكتب وأن كتبهم من الكتب المشهورة إذا كتبهم مشهورة لا أقل يذكرهم الشيخ الطوسي في فهرسته أو في رجاله أو يذكرهم النجاشي أو لا أقل الشيخ الطوسي في الرجال يذكرهم حتى لو ما عدهم كتب ما ذكرهم هذا النقض الأول.

النقض الثاني بل إن الصدوق ذكر طريقه إلى أسماء بنت عميس افهل يحتمل أنه كان لها كتاب معروف ومن هي أسماء بنت عميس زوجة من؟ تزوجت ثلاثة أسماء بنت عميس تزوجت جعفر بن أبي طالب الطيار "رضوان الله عليه" أخ الإمام علي واستشهد في واقعة موتة ثم بعد استشهاد جعفر بن أبي طالب تزوجها أبو بكر ابن أبي قحافة وأولدها ابنه محمد وبعد وفاة أبي بكر تزوجها أمير المؤمنين "عليه أفضل صلوات المصلين" وربّا محمد بن أبي بكر فمحمد بن أبي بكر نشأ نشأة علوية ربيب بيت النبوة ربيب الإمام علي "صلوات الله وسلامه عليه" من أسماء بنت عميس.

النقض الثالث في بعض الأسانيد في المشيخة ما ذكرها إلى كتاب ذكرها إلى رواية، رواية نفر من اليهود.

النقض الثالث بل إنه قد يذكر في المشيخة طريقه إلى نفس الرواية لا إلى كتاب مثل ذكره طريقه ما جاء نفر من اليهود وعلى الجملة فلا شك في أن الصدوق لم يورد بالعبارة المزبورة أنه استخرج في كتابه الروايات الموجودة في الكتب المعتبرة المعروفة لمن ذكرهم في المشيخة.

النقض الخامس والأخير ومما يؤكد ذلك أن الصدوق لم يروي عن بعض من ذكر طريقه إلى المشيخة إلا رواية واحدة معقولة يعني من كتاب واحد ما يأخذ إلا رواية أو روايتين ـ في كتابه مثل المذكورين الذين تقدموا وأيوب بن نوح وبحر السقا وبزيع المؤذن وبكار بن كردن وغيرهم ومن البعيد جدا أن يكون لهم كتاب معروف ولم يروي الصدوق منه إلا رواية واحدة وعليه فلا يمكن الحسن برجل بمجرد أن للصدوق إليه طريقان.

ثم بعد ذلك يتطرق إلى مبنى الشيخ الداوري واللطيف الشهيد الخوئي أمر الشيخ الداوري أن يشكل لجنة لإعادة النظر في معجم رجال السيد الخوئي والسيد الخوئي يشير إلى مبنى الشيخ الداوري يقول هذا توهم الشيخ الداوري يبني يبني على أنه نحن لا حاجة أن ننظر إلى أسانيد وطرق الصدوق إلى الكتب لأنها كتب مشهورة والصدوق يبدأ السند باسم صاحب الكتاب السيد الخوئي يقول هذا توهم من قال إن الصدوق يبدأ السند باسم صاحب الكتاب الذي يبدأ السند باسم صاحب الكتاب الشيخ الطوسي وقد صرح بذلك وأما الصدوق فلم يصرح يقول وبما ذكرناه من أن الصدوق لا يبدأ السند باسم صاحب الكتاب يظهر بطلان أمر آخر أنه نحن نستغني عن النظر إلى الطرق لأن الرواية مأخوذة من كتب مشهورة وعليها الاعتماد والمعول فلا نحتاج إلى ملاحظة السند إليها الآن أنت بحاجة تلاحظ السند إلى أصول الكافي لأنه ما هي الغاية إلى الطريق إلى الكتاب إثبات صحة استناد الكتاب إلى مؤلفه تريد أن تثبت أن هذه النسخة من الكافي هي الكافي الذي كتبه شيخ محمد بن يعقوب الكليني فمع اشتهار نسخ الكافي ونسبتها إلى الكليني لا تحتاج إلى طريق منك إلى محمد بن يعقوب لا تحتاج كذلك محمد بن يعقوب أو الصدوق بالنسبة إلى الكتب في ذلك الزمان جامع البزنطي ونوادر بن محبوب وغيرها كانت مشهورة لا تحتاج إلى طريق.

يقول بما ذكرناه يظهر بطلان أمر أخر قد توهمه غير واحد ممن لم يتأملوا في عبارة الصدوق بيان ذلك إن جملة من طرق الصدوق ضعيفة على ما تقف عليها وعلى جهة ضعفها في ضمن التراجم إن شاء الله تعالى في معجم رجال الحديث ولكنه مع ذلك توهم بعضهم ذكره المحقق الاردبيلي في آخر كتابه جامع الرواة الجزء الثاني صفحة 548 ذيل الفائدة العاشرة عن السيد مصطفى التفرشي نقل عن السيد مصطفى التفرشي صاحب نقد الرجال أن ضعف الطريق لا يضر بصحة الحديث وهذا مبنى الشيخ الداوري في خصوص من لا يحضره الفقيه فالشيخ الداوري يرى أن جميع أحاديث من لا يحضره الفقيه صحيحة ولا يرى أن جميع أحاديث الكافي صحيحة وأما الميرزا النائيني فهو يرى أن جميع أحاديث الكافي صحيحة وقد نقل عنه السيد الخوئي قوله إن المناقشة في أسانيد الكافي حرفة العاجز ولكنه مع ذلك توهم بعضهم أن ضعف الطريق لا يضر بصحة الحديث بعد ما اخبر الصدوق بأن روايات كتابه مستخرجة من كتب معتبرة معروفة معول عليها فالكتاب إذا كان معروفا ومعولا عليه لن يضره ضعف الطريق الذي ذكره الصدوق في المشيخة تبركا يعني من باب اتصال حلقات سلسلة السند أو لأمر آخر وقد ظهر بطلان هذا التوهم وإن الكتب المعروفة المعتبرة التي اخرج الصدوق روايات كتابه منها ليست هي كتب من بدأ بهم السند في الفقيه وقد ذكر جملة منهم في المشيخة.

لو وصلنا نحن فهرست الصدوق لكان الكثير من هذه المباحث نستغني عنها الصدوق عنده فهرست لكن لم يصل إلينا ككتابه مدينة العلم الذي كان هو خامس الكتب الأربعة لم يصل إلينا وقد ذكر جملة منهم في المشيخة مشيخة الفقيه وإنما هي كتب غيرهم من الأعلام المشهورين التي منها رسالة والده إليه طاب ثراهما هذه من الكتب المشهورة وكتاب شيخه محمد بن الحسن بن الوليد "قدس" فالروايات الموجودة في الفقيه مستخرجة من هذه الكتب وأما أنها صحيحة أو غير صحيحة فهو أمر آخر أجنبي عن ذلك الآن يشير إلى المقام الأول الأشخاص الذين بدأ بهم الشيخ الطوسي السند نعم من بدء به السند في كتابي التهذيب والاستبصار هو صاحب كتاب يروي الشيخ ما رواه فيهما عن كتابه على ما صرح به في آخر كتابيه إلا أن الشيخ الطوسي لم يذكر أن الكتب التي استخرج روايات كتابيه منها هي كتب معتبرة معروفة انقل لكم نص كلام الشيخ الطوسي تهذيب الأحكام الجزء العاشر شرح مشيخة تهذيب الأحكام صفحة 4 .

قال الشيخ الطوسي واقتصرنا من إيراد الخبر على الابتداء بذكر المصنف الذي أخذنا الخبر من كتابه أو صاحب الأصل الذي أخذنا الحديث من أصله وفي الاستبصار الجزء الرابع صفحة 305 في سند الكتاب قال عولت على الابتداء بذكر الراوي الذي أخذت الحديث من كتابه أو أصله.

النتيجة يقول وحاصل ما ذكرناه أن طريق الصدوق أو الشيخ إلى شخص إذا كان ضعيفا حكم بضعف الرواية المروية عن ذلك لا محاله.

في الختام يذكر نظرية تعويض الأسانيد يعني إذا عندنا سند ضعيف فهل يمكن تعويضه واستبداله بسند صحيح أو لا يذكر طريقتين تعويضات كثيرة:

التعويض الأول تعويض أسانيد الشيخ الطوسي في التهذيبين بأسانيده في الفهرست واللطيف أن الشيخ الطوسي في كتابه تهذيب الأحكام أشار أنني أورد بعض الأسانيد ومن أراد الاطلاع على أسانيد أكثر فليراجع الفهرستات ومنها فهرستي وبالتالي يمكن تعويض أسانيد الشيخ الطوسي في التهذيب والاستبصار بأسانيده الأخرى المذكورة في الفهرست.

التعويض الثاني تعويض طريق الشيخ الطوسي بطريق الشيخ النجاشي إذا كان أستاذهما واحدا وكان واسطة في رواية الكتاب فلكان لهما أستاذ واحد تتلمذا عند المفيد تتلمذا عند الحسين بن عبيد الله الغضائري الأب وتتلمذا عند احمد بن عبد الواحد بن عبدون أو ابن الحاشر فإذا الشيخ الطوسي ذكر سنده إلى كتاب وبدأ بابن الحاشر أو بالمفيد ووجدنا الشيخ النجاشي قد بدأ السند بابن الحاشر أو بالمفيد وكان السند صحيحا في هذه الحالة يمكن التعويض والكلام فيه طويل نعم الآن يبين نظرية تعويض الأسانيد هذا الأول هو القدر المتيقن من التعويض تعويض الأسانيد الباقي كل مناقش.

نعم إذا كان طريق الشيخ إلى احد ضعيفا مثل الحسين بن سعيد الاهوازي إذا تراجع سند الشيخ إليه ضعيف في التهذيبيين لكن في الفهرست يذكر ثمانية أسانيد في الفهرست يروي بعض كتب الحسين بن سعيد الاهوازي بالخصوص وبعضها يقول اخبرنا بجميع كتبه ورواياته ومن جملة كتب وروايات الحسين بن سعيد ما رواه الشيخ الطوسي يكفي أن يقول اخبرنا بجميع كتبه فالشيخ الطوسي يبدأ السند باسم الرجل الذي اخذ الرواية من كتابه إذا قال اخبرنا بجميع كتبه ورواياته ومن جملتها الرواية التي يرويها الشيخ الطوسي في التهذيبيين.

تعويض الأول نعم إذا كان طريق الشيخ إلى أحد ضعيفا مثل الحسين بن سعيد الاهوازي فيما يذكره في آخر كتابه التهذيب أو الاستبصار ولكن كان له الشيخ الطوسي إليه إلى الرجل الحسين بن سعيد الاهوازي طريق آخر في الفهرست وكان صحيحا يحكم بصحة الرواية المروية عن ذلك الطريق المذكور في الفهرست والوجه في ذلك أن الشيخ الطوسي ذكر أن ما ذكره في الطريق في آخر كتابه إنما هو بعض طرقه ذكر في خاتمة التهذيب والاستبصار وأحال الباقي على كتابه الفهرست هذا في تهذيب الأحكام فإذا كان طريقه إلى الكتاب الذي روى عنه في كتابيه صحيحا في الفهرست حكم بصحة تلك الرواية المروية في التهذيب أو الاستبصار.

موضع الشاهد هنا تراجعون تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي الجزء العاشر شرح مشيخة تهذيب الأحكام صفحة 88 هذا نص كلامه قال الشيخ الطوسي قد أوردت جملة من الطريق إلى هذه المصنفات والأصول ولتفصيل ذلك شرح يطول هو مذكور في الفهارس المصنفة في هذا الباب للشيوخ "رحمة الله" من أراده أخذه من هناك إن شاء الله وقد ذكرنا نحن مستوفى في كتاب فهرست الشيعة أحال بصراحة.

المورد الثاني للتعويض بل هذا الإضراب عادة في الكتب الفقهية والعلمية لذكر موارد الخلاف بل تقول مثلا غسل الجمعة يجزي عن الوضوء بل عن الجنابة هنا بل عن الجنابة فيه خلاف حينما يقول بل يعني فيه إضراب فيه ارتفاع في السقف يعني هناك خلاف بل لو فرضنا أن طريق الشيخ الطوسي إلى كتاب ضعيف في المشيخة والفهرست معا ولكن طريق النجاشي إلى ذلك الكتاب صحيح وشيخهما واحد حكم بصحة رواية الشيخ الطوسي عن ذلك الكتاب أيضا إذ لا يحتمل أن يكون ما اخبره شخص واحد كالحسين بن عبيد الله الغضائري الأب مثلا للنجاشي مغايرا لما اخبر به الشيخ الطوسي فإذا كان ما اخبرهما به واحدا وهو حسين بن عبيد الله الغضائري وكان طريق النجاشي إليه صحيحا حكم بصحة ما رواه الشيخ الطوسي عن ذلك الكتاب لا محاله ويستكشف من تغاير الطريق أن الكتاب الواحد روي بطريقين قد ذكر الشيخ احدهما وذكر النجاشي الآخر.

وفيه يحتمل اختلاف تعدد النسخ فيكون الحسين بن عبيد الله الغضائري روى نسخة بسند إلى الشيخ الطوسي وروى نسخة أخرى بسند آخر إلى الشيخ النجاشي لذلك اشترط الشهيد الصدر "رضوان الله عليه" بصحة هذا التعويض أن يذكر النجاشي سندين للكتاب السند الأول هو السند الضعيف الذي أورده الشيخ الطوسي السند الثاني هو السند الصحيح فنعلم أن كلا سندي النجاشي الضعيف والصحيح إنما هما سندان إلى نسخة واحدة هي نفس النسخة التي رواها الشيخ الطوسي عن الغضائري يكون رواها النجاشي عن الغضائري وأيضا هذا فيه مناقشة وتفصيله في بحث نظرية تعويض الأسانيد، هذا تمام الكلام في المقدمة الرابعة، المقدمة الخامسة نظرة في روايات الكتب الأربعة يأتي عليها الكلام.

وصلى الله على محمد وآله الكرام

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 24 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة
  • الجزء

    01

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
24 الجلسة