معجم رجال الحديث
شیخ الدقاق

023 - المقدمة السادسة: الأصول الرجالية

023 - almuqadimat alsaadisat al'usul alrijalia

  • الكتاب: معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    200

07

2023 | مايو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصل الله على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

المقدمة السادسة الأصول الرجالية استعراض الأصول الرجالية المعتمدة التشكيك في نسبة الرجال إلى الغضائري الحكم عليه بالوضع والاختلاق.

الأصول الرجالية خمسة الأول رجال البرقي وهو مفيد في طبقات الرجال إذ أن البرقي قلما وثق أو ضعف ولكن رجال البرقي لم تتداوله الأيدي كالكتب الأربعة الآتية في الرجال وهي رجال الكشي ورجال الشيخ الطوسي وفهرست الطوسي ورجال النجاشي فإن هذه الكتب الأربعة رجال الكشي ورجال الطوسي وفهرست الطوسي وفهرست النجاشي وتناولتها أيدي الطائفة الشيعية طبقة بعد طبقة ولا تحتاج في ثبوتها إلى شيء فأنت لا تحتاج إلى سند منك إلى أحد أصحاب هذه الكتب الأربعة الرجالية لكي تثبت أن الطوسي كتب فهرستا أو رجالا أو أن الكشي كتب رجالا أو أن النجاشي كتب رجالا بخلاف رجال البرقي فقد وقع الخلاف أنه للأب محمد بن خالد البرقي أو للابن احمد بن محمد بن خالد البرقي وهل هو يختلف عن كتاب المحاسن للبرقي الذي هو كتاب روايات أو أنه موجود كملحق لكتاب المحاسن للبرقي.

والكلام في هذه الأصول الرجالية الخمسة طويل الذيل والسيد الخوئي "رحمه الله" قد التزم في جميع الرواة من أول راو في باب الهمزة من المجلد الأول إلى آخر راو من باب الياء أو باب الكنى والألقاب في المجلد الرابع والعشرين بذكر جميع ما يقولوه أصحاب هذه الكتب الخمسة في حقه فإذا ترجم لجابر بن عبد الله الأنصاري مثلا يقول قال النجاشي كذا قال الشيخ في رجاله قال الشيخ في فهرسته قال الكشي قال البرقي ولا يعتمد على كتاب الغضائري لأن السيد الخوئي "رحمه الله" يرى أن كتاب الغضائري مختلق وموضوع فهو غير قابل للاعتماد وهذه الكتب الرجالية الخمسة بل الستة تحتاج إلى بحث طويل فيها إلا أن السيد الخوئي لم يبحثها نظرا لأن مقدمات معجم رجال الحديث مبنية على الاختصار ونحن نذكر شيئا يسيرا عنها أما بالنسبة إلى رجال البرقي فهو مطبوع كملحق للمحاسن وقد حقق مؤخرا بشكل مستقل في حوالي أربعمائة صفحة وكانت الحاشية أكثر من المتن لأنه عبارة عن كتاب رجال لم يترجم فيه يعني كتاب طبقات الرجال وقد اعتنى العلامة الحلي في كتابه خلاصة الأقوال في علم الرجال برجال البرقي وذكره في إجازته الكبيرة إلى بني زهرة إذ أن العلامة الحلي ذكر طرقه إلى جميع ما روي في فهرست الشيخ الطوسي فذكر  العلامة الحلي طرقه إلى فهرست الشيخ الطوسي والشيخ الطوسي قد تطرق إلى رجال البرقي إذن يثبت للعلامة الحلي طرقا إلى طبقات الرجال للبرقي والصحيح أنه لأحمد بن محمد بن خالد البرقي الابن وليس لمحمد بن خالد البرقي الأب وهناك من ذهب إلى قول ثالث أنه لأحد أحفادهما وهو قول المحقق التستري في قاموس الرجال وتفصيل ذلك في الدورات الرجالية الموسعة فلا نطيل ولا توجد ثمرة كبيرة في بحثه إلا فيما يتصل بطبقات الرجال التي تنفع في تمييز المشتركات هذا أول كتاب بحسب القدم رجال البرقي.

الرجال الثاني رجال الكشي وهذا الكتاب لم يصل إلى العلامة الحلي ومن تأخر عنه وإنما وصل إلى العلامة وإلينا اختيار الشيخ الطوسي مختارات من كتاب الكشي فكتاب الكشي أسمه معرفة الرجال الناقلين عن الأئمة الصادقين واختار الشيخ الطوسي منه مختارات واسماها اختيار معرفة الرجال الناقلين عن الأئمة الصادقين لكن الشيخ الطوسي لم يغير في كلمات الكشي وإنما وضع نص عبارات الشيخ الكشي وقد وقع الكلام في كيفية تهذيب الشيخ الطوسي لكتاب الكشي فقال البعض أنه حذف تراجم العامة وأبقى تراجم الخاصة وقال البعض إنه قد حذف روايات لا دخل لها في التوثيق والتضعيف وأبقا ما يتصل بالجرح والتعديل وغيرها من الوجوه والخلاصة رجال الكشي كتاب مهم في الجرح والتعديل وميزته أنه يعتمد على الروايات فغالبا لا يوثق الكشي مباشرة وإنما يذكر الروايات التي تفيد مدح الراوي أو حسنه أو توثيقه أو تضعيفه وجرحه.

الكتاب الثالث رجال الشيخ الطوسي والشيخ الطوسي وضع كتابه في ثلاثة عشر فصلا أثنى عشر فصلا فيمن روى عن الأئمة "عليهم السلام" من النبي "صلى الله عليه وآله" إلى أصحاب الإمام العسكري يصيرون أثنى عشر من روى عن النبي من روى عن علي من روى عن الحسين والحسين إلى الإمام العسكري وأما الباب الثالث العشر فقد ذكره لمن لم يروي عن الأئمة إما أنه عاصر الأئمة ولم يروي عنهم أو أنه لم يعاصرهم وبالتالي لم يروي عنهم وقلما وثق أو ضعف الشيخ للرجال الذين ترجم لهم وكتاب رجال الشيخ ينفع في طبقات الرجال ككتاب البرقي.

الكتاب الرابع هو فهرست الشيخ الطوسي وهو ينفع في الفهرستات وهذا الكتاب وإن ألفه الشيخ الطوسي رحمه الله لبيان فهرستات وأصحاب الكتب والمصنفات من الشيعة إلا أنه وثق وضعف كثيرا في الفهرست فهو ينفع في الرجال.

الكتاب الخامس والأخير رجال النجاشي واسمه فهرست أسماء مصنفي الشيعة وهو من أهم الكتب الرجالية إذ أن أكثر كتاب وثق وضعف هو كتاب النجاشي "رحمه الله" إذن أهم الكتب الرجالية من ناحية الجرح والتعديل هو رجال النجاشي أولا ثم فهرست الشيخ الطوسي ثانيا ثم رجال الكشي ثالثا ثم رجال الشيخ الطوسي رابعا والأخير رجال البرقي.

وأما رجال أبن الغضائري فسيأتي البحث فيه إذ أنه لم يثبت عنده السيد الخوئي وإن اعتمد عليه المحقق التستري في كتابه قاموس الرجال ومال إليه المرجع الكبير السيد علي السيستاني "حفظه الله" إلا أن هذا الكتاب فيه الكثير من الإشكالات سيأتي بيانها إن شاء الله تعالى.

الأصول الرجالية يعني الكتب الرجالية المعتمدة عند الإمامية فهي بمثابة الأصل في الرجال فهذه الأصول خمسة الأول رجال البرقي المعبر عنه في فهرست الشيخ الطوسي بطبقات الرجال وقد اعتنى العلامة الحلي بهذا الكتاب في خلاصة الأقوال وذكر العلامة الحلي في إجازته الكبيرة إلى بني زهرة وغيرها من الإجازات العلامة ذكر طريقه إلى فهرست الشيخ الطوسي وإلى ما اشتمل عليه الفهرست من الكتب ومن ضمن الكتب التي اشتمل عليها فهرست الشيخ الطوسي كتاب طبقات الرجال للبرقي فيكون للعلامة الحلي طريق إلى كتاب طبقات الرجال للبرقي يمر بالطرق الموجودة في فهرست الشيخ الطوسي.

الأصل الثاني رجال الكشي فقد ذكرنا أنه لم يصل إلى العلامة ومن تأخر عنه فيما نعلم ذكر هذا الكلام السيد الخوئي صفحة 29 من هذه النسخة من مجمع الرسائل أي أن السيد الخوئي ذكر هذا الأمر في ذيل بحث الأمر الثالث نص احد الأعلام المتأخرين من طرق ثبوت الوثاقة أو الحسن المقدمة رقم 2 المقدمة الثانية ذكر هذا الكلام حينما قال ومما يؤكد ما ذكرناه من انقطاع السلسلة أن كتاب الكشي الذي هو احد الأصول الرجالية وقد حكا عنه النجاشي في رجاله لم يصل إلى المتأخرين فلم ينقلوا عنه شيئا وقد وصل إليهم هكذا يقول السيد الخوئي رجال الكشي فقد ذكرنا أنه لم يصل إلى العلامة ومن تأخر عنه فيما نعلم وقد وصل إليهم وإلينا اختيار الكشي للشيخ الطوسي وهو الذي اختاره الشيخ الطوسي من أصل كتاب الكشي بعضهم يقول مثلا اختياره لأن كان فيه أغلاط كثيرة فالشيخ حذف الأغلاط وأبقا ما ليس فيه غلط.

الثالث رجال الشيخ الطوسي الرابع فهرست الشيخ الطوسي السيد البروجردي كان يرى أن رجال الشيخ الطوسي كان عبارة عن مسودة والشيخ الطوسي ذكر الطبقات وبعد ذلك كان بصدد أن يوثق ويضعف كل رجل ولكن عاجلته المنية ولم يكمله لذلك رجال الشيخ الطوسي متأخر عن فهرست الشيخ الطوسي.

الخامس رجال النجاشي وهذه الكتب عدى رجال البرقي من الكتب المعروفة التي تناولتها الأيدي طبقة بعد طبقة يعني كالكتب الأربعة في الحديث عندنا كتب أربعة في الحديث وكتب أربعة في الرجال الكتب الأربعة في الحديث كانت خمسة الكافي للكليني من لا يحضره الفقيه للصدوق تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي الاستبصار للشيخ الطوسي هذه الكتب الأربعة والخامس لم يصلنا وهو كتاب مدينة العلم للشيخ الصدوق.

الكتب الرجالية أيضا أربعة رجال النجاشي ورجال الشيخ الطوسي وفهرست الشيخ الطوسي ورجال الكشي وأما الخامس رجال البرقي فالكثير لم يعده من الأصول المعتمدة لأنه لم يصلنا يدا بيد كهذه الكتب الأربعة ولكن السيد الخوئي اعتمده السيد الخوئي يقول وهذه الكتب عدا رجال البرقي من الكتب المعروفة التي تناولتها الأيدي طبقة بعد طبقة ولا يحتاج ثبوتها إلى شيء يعني لا نحتاج إلى طريق وسند لكي نثبت هذا الفهرست للطوسي وأن هذا الفهرست للنجاشي للشهرة اشتهارها وعلى الرغم من عدم حاجتها إلى طريق وإلى شيء لشهرتها بل تواتر بعضها ومع ذلك فقد ذكرها العلامة في إجازته الكبيرة لبني زهرة وذكر طريقه إليها إلى هذه الكتب الأربعة رجال الكشي وفهرست الشيخ الطوسي ورجال الشيخ الطوسي وفهرست النجاشي.

يقع الكلام في كتاب ابن الغضائري وقبل أن نبحث فيه نقدم مقدمة بسيطة واضحة لديكم وهو أن أجزاء العلة ثلاث المقتضي والشرط وعدم المانع فالنار علة لاحتراق الورقة ولكن لابد أولا من توفر المقتضي وهو قابلية النار للإحراق وثانيا لابد من توفر الشرط وهو دنو النار من الورقة وثالثا لابد من انعدام المانع كعدم وجود البلل في الورقة والمهم في هذه المقدمة هو بيان أن مرحلة المقتضي متقدمة على مرحلة المانع فإذا انعدم المقتضي انعدم وجود المانع فإذن مرتبة المقتضي متقدمة على مرتبة المانع فإذا النار ليس بها قابلية للإحراق لا مجال لبحث الرطوبة التي تمنع من إحراق النار إلى الورقة لذلك يقع الكلام بالنسبة إلى رجال الغضائري أو ابن الغضائري تارة في المقتضي وتارة في المانع أما المقتضي فهل كتب ابن الغضائري كتابا في الرجال أو لا إذا توصلنا إلى أن ابن الغضائري قد كتب كتابا في الرجال تصل النوبة إلى مرحلة المانع هل وصل إلينا أم حصل مانع ولم يصل إلينا وأما إذا لم يثبت أن ابن الغضائري قد كتب كتابا في الرجال فإذن انتفى المقتضي لا مجال لبحث المانع والسيد الخوئي "رحمه الله" قد ركز بحثه على مرحلة المقتضي وتوصل إلى أن المقتضي منتفي فلا داعي لبحث وجود المانع.

وتفصيل الكلام الغضائري تارة نبحث عن الغضائري الأب وهو الحسين بن عبيد الله الغضائري أستاذ الشيخ الطوسي والشيخ النجاشي معا وتارة نبحث عن الغضائري الابن احمد بن الحسين زميل الشيخ الطوسي والنجاشي عند أبيه الحسين بن عبيد الله الغضائري وكان رجاليا معروفا والنجاشي يعتمد عليه وكثيرا ما كان ينقل ويقول قال احمد بن الحسين يقع الكلام هل كتاب الغضائري للغضائري الأب أو للغضائري الابن والمشهور أنه للابن لذلك يقال كتاب ابن الغضائري أو كتاب الضعفاء لابن الغضائري لكثرة ما ضعف.

إذا رجعنا إلى النجاشي في فهرسته نجده أنه ترجم للغضائري الأب وللغضائري الابن ولم يذكر أن لأحد منهما كتاب في الرجال مع أنه معاصر لهما بل تلميذهما خصوصا الابن وأما الشيخ الطوسي فقد ترجم لهما ولم يذكر كتاب الرجال للغضائري الأب وأما بالنسبة إلى الابن احمد بن الحسين فقد صرح الشيخ الطوسي في مقدمة الفهرست وهو بصدد بيان الفهرستات وقال لم أجد من كتب فهرستا واستوعب فيه مصنفات الأصحاب إلا احمد بن الحسين الغضائري فقد كتب فهرستين احدهما في الأصول والآخر في المصنفات ولم ينص على أن لأحمد بن الحسين كتابا في الرجال.

ثم صرح الشيخ الطوسي "رحمه الله" وقال إن احمد بن الحسين قد اخترن يعني مات قبل سن الأربعين وعمد بعض ورثته إلى إهلاك الكتابين ولم ينسخهما احد يعني تلف كتاب المصنفات وكتاب الأصول بالتالي لن يثبت أولا أن للغضائري الأبن كتاب في الرجال وثانيا ما كتبه لم يصل إلينا لم يصل إلى الشيخ الطوسي فكيف يصل إلى العلامة والحال إن العلامة الحلي وابن داود ينقلان عن الغضائري.

ثم بعد بيان هذه النقطة المهمة في بيان المقتضي يستشكل السيد الخوئي يقول لو قارنا بينما  نقله العلامة عن ابن الغضائري وبين نسخة كتاب الضعفاء لابن الغضائري المتداولة اليوم نجد هناك اختلاف في النقل ولو قارنا بينما كتبه ابن داود ونقله عن ابن الغضائري وما هو موجود اليوم والآن طبعت نسخة من تحقيق السيد المحقق محمد رضا الجلالي "حفظه الله" وفيها الكثير من الاشتباهات وقد رأيته في مؤتمر جمعني وإياه حول الإمام السجاد في بندر عباس فقلت له أولا تعيد النظر في طباعة الكتاب ففيه اشتباهات فقال إن شاء الله نعيد الطباعة النية موجودة هذا من ناحية المقتضي.

عمدة الكلام إشكالين، الأول لم يثبت أن الغضائري الأب أو الابن له كتاب في الرجال وثانيا هناك تهافت وتناقض بين ما ينقل عنه وبين النسخة الموجودة مما يثبت أو يجعل البعض يجزم بأنه الكتاب موضوع ومختلق وضعه بعض المخالفين ونسبه إلى أبن الغضائري.

وأما المرحلة الثانية مرحلة المانع فهل الكتاب وصل إلينا بطريق صحيح أو لا؟ والجواب لم يصلنا الكتاب بطريق صحيح فإنه أول من صرح بكتاب ابن الغضائري هو السيد احمد بن طاووس أستاذ العلامة الحلي وقال إني وجدت كتابا مكتوب عليه رجال ابن الضغائري وصرح أن طريقه إلى الكتاب بالوجادة ومن الواضح أن وصول الكتاب بالوجادة لا يفيد الاعتبار فالطريق غير معتبر وقد وضعه في كتابه حل الإشكال ومن المعلوم أن العلامة الحلي وابن داود هما من تلامذة السيد احمد بن طاووس فلعلهما ينقلان من نسخة ابن طاووس فهما وإن كان لهما طريق إلى فهرست الشيخ الطوسي إلى رجال الغضائري ولكن هذا الطريق يكون طريق إلى العناوين لا المعنونات فلا يمكن الاعتماد عليه ثم إن كتاب ابن طاووس وهو حل الإشكال لم يصل إلى المتأخرين من بعده وقد عثر صاحب المعالم على نسخة مخرمة وقد ضاعت منها بعض الكلمات فحررها وكتبها تحت عنوان التحرير الطاووسي وهو مكتوب اليوم هذا طريقه إلى ابن طاووس وهذا طريق ليس بتام وهناك طريق آخر وهو طريق المولى عبد الله التستري وقد نقل عنه تلميذه الوفي المولى عناية الله القهبائي في كتابه مجمع الرجال وأيضا المولى عبد الله التستري لا طريق له إلى رجال ابن الغضائري إذن طريق التحرير الطاووسي صاحب المعالم عن حل الإشكال السيد ابن طاووس بالوجادة وأيضا طريق القهبائي عن المولى عبد الله التستري أيضا ليس بتام فيكون هذا الكتاب لم يصل إلينا بطريق صحيح لو فرضنا أن الغضائري قد كتب هذا الكتاب، إذن كتاب رجال ابن الغضائري ليس بتام لا من ناحية المقتضي ولا من ناحية انعدام المانع فإن المقتضي ليس بتام ولم يثبت أن الغضائري كتب كتابا في الرجال وثانيا لو سلمنا أنه قد كتب كتابا في الرجال فلا نسلم أنه قد وصل إلينا بطريق صحيح فلا يمكن الاعتماد عليه.

قال السيد الخوئي "أعلى الله مقامه الشريف" وأما الكتاب المنسوب إلى ابن الغضائري البعض اعتمد عليه مجمع الرجال للقهبائي الكتب الأربعة رجال النجاشي وفهرست الشيخ الطوسي ورجال الشيخ الطوسي ورجال الكشي والخامس رجال ابن الغضائري بدل رجال البرقي، السيد الخوئي عنده خمسة أضاف طبقات البرقي مكان رجال ابن الغضائري وأما الكتاب المنسوب لابن الغضائري كتاب الضعفاء أصلا لم يثبت أنه سمى كتابه باسم الضعفاء ولم يثبت أن لديه كتاب في الرجال ولكن احدهم قال كتاب الضعفاء سماه هكذا لكثرة التضعيفات الواردة فيه وأما الكتاب المنسوب لابن الغضائري فهو لم يثبت ولم يتعرض له العلامة الحلي في إجازاته وذكر طرقه إلى الكتب ما تطرق إليه وحتى لو تطرق إليه فهو ليس بتام بل إن وجود هذا الكتاب في زمان النجاشي والشيخ أيضا مشكوك فيه فإن النجاشي لم يتعرض له مع أنه "قدس" النجاشي بصدد بيان الكتب التي صنفها الإمامية حتى أنه يذكر ما لم يره من الكتب وإنما سمعه من غيره أو رآه من كتابه فكيف لا يذكر كتاب شيخه الحسين بن عبيد الله أو ابنه احمد بن عبيد الله الغضائري وقد تعرض النجاشي "قدس" لترجمة الحسين بن عبيد الله وذكر كتبه ولم يذكر أن له كتاب الرجال.

طبعا كما أنه حكا عن احمد بن الحسين في عدة موارد ولم يذكر أن له كتاب الرجال من هذه الموارد رجال النجاشي صفحة 83 رقم الترجمة 200 تحت عنوان احمد بن الحسين بن عمر رجال النجاشي صفحة 52 رقم الترجمة 117 ترجمة الحسين بن أبي العلاء ولم يذكر أن له كتاب الرجال نعم إن الشيخ الطوسي قد تعرض في مقدمة فهرسته إلى أن احمد بن الحسين كان له كتابان ذكر في احدهما المصنفات وفي الآخر الأصول ومدحهما قال استقصى على غاية ما يمكن من الاستقصاء غير أنه ذكر الشيخ الطوسي عن بعضهم أن بعض ورثته احمد بن الحسين أتلفهما ولم ينسخهما احد مقدمة فهرست الشيخ الطوسي صفحة الأولى والثانية.

والمتحصل من ذلك أن الكتاب المنسوب لابن الغضائري لم يثبت بل جزم بعضهم بأنه موضوع وضعه بعض المخالفين ونسبه إلى ابن الغضائري والعلامة ليس له طريق العلامة يروي جميع ما في الفهرست فهرست النجاشي والشيخ الطوسي وهما لم يذكرا كتاب وحتى لو افترضنا أنه ذكر يصير هذا طريق إلى عناوين الكتب لا إلى المعنونات هذا الأمر الأول أصل الكتاب غير ثابت الآن العنوان الثاني مقارنة بين النسخة المتداولة من رجال ابن الغضائري وبين ما نقل عنه العلامة وابن داود وبيان التهافت ومما يؤكد عدم صحة نسبة هذا الكتاب إلى ابن الغضائري أن النجاشي ذكر في ترجمة الخيبري عن ابن الغضائري أنه ضعيف في مذهبه ولكن في الكتاب المنسوب إليه المتداول اليوم ذكر أنه ضعيف الحديث غال المذهب فلو صح هذا الكتاب لذكر النجاشي ما هو الموجود أيضا بل إن اختلاف في النقل عن هذا الكتاب كما في ترجمة صالح بن عقبة بن قيس وغيرها يؤيد عدم ثبوته، ماذا نقل في ترجمة صالح بن عقبة؟ نقل العلامة في الخلاصة صفحة 68 رقم الترجمة 1419 عن صالح بن عقبة بن قيس قال كذاب غال لا يلتفت إليه لكنه قال عنه ابن داود في رجاله صفحة 250 رقم الترجمة 237 في القسم الثاني من كتاب ابن داود إنه ليس حديثه بشيء كذاب غال كثير المناكيل وما ذكرناه عن العلامة هو الموجود في كتاب الرجال لابن الغضائري صفحة 69 رقم الترجمة 70 .

السيد الخوئي يقول بل إن الاختلاف في النقل عن هذا الكتاب كما في ترجمة صالح بن عقبة بن قيس وغيرها مثل ترجمة جعفر بن محمد بن مالك رجال النجاشي رقم الترجمة 313 وتختلف عبارته مع ترجمة جعفر بن محمد بن مالك في رجال ابن الغضائري صفحة 48 رقم الترجمة 27 بل توجد في عدة موارد ترجمة شخص في نسخة ولا توجد في نسخة أخرى إلى غير ذلك من المؤيدات يعني هناك عدة نسخ لرجال ابن الغضائري في بعضها ترجمة لشخص وفي النسخة الأخرى لا توجد في هذه الترجمة والعمدة هو قصور المقتضي وليس وجود المانع لذلك لم يبحث في طريقة وصول رجال ابن الغضائري إلينا وأن ابن طاووس وجده والعمدة هو قصور المقتضي وعدم ثبوت هذا الكتاب في نفسه وإن كان يظهر من العلامة في الخلاصة أنه يعتمد على هذا الكتاب ويرتضيه العلامة الحلي "رحمه الله" نقل عن ابن الغضائري خمسة وسبعين موردا كلامه في خمسة وسبعين رجل مثلا ترجمة احمد بن محمد بن خالد البرقي تراجعون خلاصة الأقوال في علم الرجال ترجمة احمد بن عبد الله بن احمد بن جلين جابر بن يزيد الجعفي الحسين بن شاذويه حماد السمندري حذيفة بن منصور داود بن كثير الرقي الربيع بن سليمان بن عمر خمسة وسبعين رجلا ذكرهم الشيخ مصطفى الاسكندري في كتابه تراجعون قواعد في علم الرجال لشيخ مصطفى الاسكندري حاشية رقم 3 صفحة 142 و143 ذكر خمسة وأربعين موردا.

وقد تقدم عن الشهيد الثاني والآغا حسين الخوانساري ذكر هذا الكتاب في إجازتيهما ونسبته إلى الحسين بن عبيد الله الغضائري لكنك قد عرفت أن هذا خلاف الواقع من أين قد عرف؟ من أنه الشيخ الطوسي والنجاشي لم يذكرا له كتاب الرجال فراجع صفحة 29 في ذيل الأمر الثالث من المقدمة الثانية حينما قال هذا الكلام "رحمه الله" وهذا الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة لشيخ عبد الصمد والد الشيخ البهائي ويذكر هنا السيد الخوئي "رحمه الله" أكمل الكلام حول الأصول الرجالية الخمسة ثم يتطرق السيد الخوئي إلى ثلاث فوائد رجالية:

الفائدة الأولى الشيخ النجاشي إذا سكت عن مذهب الراوي فهل يستفاد أنه شيعي إمامي أو لا؟ هذه هي الفائدة الأولى إذن الفائدة الأولى سكوت النجاشي عن مذهب من ترجمه يكشف عن كونه شيعيا إماميا.

الفائدة الثانية وجه تكرر بعض أسماء الرجال في القسم الأول والقسم الثاني من كتاب رجال الشيخ الطوسي.

الفائدة الثالثة معنى عبارة اسند عنه المذكورة في رجال الشيخ الطوسي غالبا في أصحاب الإمام الصادق "عليه السلام" اليوم إن شاء الله نتطرق إلى الفائدة الأولى فقد ذهب السيد الخوئي "رحمه الله" تبعا لكثير من المتأخرين كالمحقق الداماد في رواشحه السماوية والسيد مهدي بحر العلوم في فوائده الرجالية والمحقق الكاظمي الاعرجي في كتابه عدة الرجال إلى أن الشيخ النجاشي إذا ذكر رجلا في كتابه الرجال ولم ينص على فساد مذهبه فإن سكوته أمارة على أن الراوي من الشيعة الإمامية بل توسع بعضهم كالمحقق السيد بحر العلوم وتوسع أكثر منه المحقق الاعرجي فادعى هذه الدعوى في ستة كتب فقال في هذه الكتب الخمسة أو الستة إذا لم يذكر اسم الراوي فهو شيعي إمامي وذكر هذه الكتب رجال النجاشي فهرست الشيخ الطوسي رجال الشيخ الطوسي فهرست الشيخ منتجب الدين بن نما معالم العلماء لابن شهر آشوب وبعضهم عدها أيضا إلى رجال الشيخ الطوسي أيضا فقال هذه الكتب الستة إذا لم ينص على فساد مذهب الراوي كشف ذلك عن كونه إماميا والصحيح أن هذا المبنى ليس بتام في النجاشي فضلا عن غيره فإن النجاشي "رحمه الله" قد ذكر عنوان كتابه في بداية المجلد الثاني من فهرسته إذ قال الجزء الثاني من فهرست أسماء مصنفي الشيعة ومن الواضح أن لفظ الشيعة لا ينصرف إلى خصوص الشيعة الإمامية بل يعم ويشمل الشيعة الزيدية والفطحية والواقفة والغلاة وسائر الفرق المنحرفة من الشيعة.

وثانيا إذا رجعنا إلى ديباجة النجاشي فإننا نجد أنه قد نص على الداعي الذي دعاه إلى كتابة فهرسته وهو تعيير قوم من مخالفينا أننا لا حسب لنا ولا مصنف فألف كتاب الفهرست لكي يثبت أن الشيعة لديهم مصنفات ولم ينحصر التصنيف بالعامة ومن الواضح أن إقامة الحجة على الخصم لا تنحصر بذكر خصوص مصنفات الشيعة الإمامية بل يعم ويشمل مصنفات الشيعة غير الإمامية أيضا خصوصا الكثير من رواة الأئمة كانوا من الفطحية والواقفة فمن المناسب أن تطرح ولم ينص النجاشي على أنه يقتصر على ذكر مصنفات الشيعة من أصحابنا وبالتالي سكوت النجاشي عن ذكر فساد مذهب الراوي لا يكتشف عن كونه شيعيا إماميا نعم سكوت النجاشي عن بيان مذهب الراوي يكشف عن كونه شيعيا بالمعنى الأعم لأن اسم كتابه فهرست أسماء مصنفي الشيعة كما أن سكوت الشيخ الطوسي عن بيان مذهب الراوي يكشف عن كونه شيعيا بالمعنى الأعم وإن أصر البعض على أن النجاشي قد التزم بذكر مصنفات خصوص أصحابنا الإمامية فهذا يواجه بالنقم بموارد عديدة فقد ترجم النجاشي والشيخ الطوسي للعديد من الفطحية والواقفة والزيدية والغلاة بل العامة ولم ينص على فساد مذهبهم وهذا نقض كبير يبطل هذه القاعدة وقد بحثنا هذا بشكل مفصل في دورتنا الموسعة تحت عنوان تحقيق المباني الرجالية في مائتين وستة وأربعين درسا وهي موجودة فلا نطيل.

قال السيد الخوئي "رحمه الله" ثم إن النجاشي هنا شروع في فوائد رجالية الفائدة الأولى كون سكوت النجاشي عن بيان مذهب الراوي في فهرسته يكشف عن كون الراوي شيعيا إماميا ثم إن النجاشي قد التزم في أول كتابه رجال النجاشي صفحة 3 أن يذكر فيه أرباب الكتب من أصحابنا "رضوان الله تعالى عليهم" هذا أول الكلام من قال أنه قال من أصحابنا التزم أنه يذكر كتب الشيعة في مقابل العامة الذين عيرونا فلا دليل على أنه من أصحابنا نعم لو قال من أصحابنا يتم الكلام شيعي إمامي فكل من ترجمه في كتابه يحكم عليه بأنه إمامي والصحيح يحكم عليه بأنه شيعي السيد الخوئي ذهب إلى هذا القول تبعا للسيد بحر العلوم والمحقق الداماد في رواشحه السماوية والمحقق الاعرجي إلا أن يصرح النجاشي بخلافه يعني بخلاف كون مذهبه إماميا فإنه النجاشي وإن ذكر جملة من غير أصحابنا أيضا وترجمهم استطرادا إلا أنه صرح بانحرافهم وانتحالهم المذاهب الفاسدة وينقض عليه بأنه ترجم للكثيرين من الشيعة من أصحاب الفرق الفاسدة ولم ينص على فساد مذهبهم هذا بالنسبة إلى النجاشي.

وأما الشيخ الطوسي فلم يلتزم بذلك في فهرسته أنه لا يذكر إلا الشيعة الإمامي وأنه إذا ذكر غير الإمامي ينص على فساد مذهبه بل تصدى لذكر من له كتاب من المصنفين وأرباب الكتب وإن كان اعتقاده مخالفا للحال ومنتحلا لمذهب فاسد فذكره أحدا في كتابه مع عدم التعرض لمذهبه لا يكشف عن كونه إماميا بالمعنى الأخص يعني شيعي إمامي نعم يستكشف منه أنه غير عامي يعني شيعي بالمعنى الأعم قد يكون إماميا وقد يكون غير إمامي كالفطحي أو الزيدي أو الواقفي فإنه الشيخ الطوسي بصدد ذكر كتب الإمامية بالمعنى الأعم الصحيح أنه بصدد ذكر كتب الشيعة بالمعنى الأعم كتب الإمامية قد تنصرف إلى الشيعة الجعفرية الاثنى عشرية ونحن نبني على أنه بالنسبة إلى كتاب فهرست الشيخ الطوسي وفهرست النجاشي الملاك واحد أن يترجم للشيعة مطلقا سواء كانوا إمامية أو غير إمامية وأما في كتاب الرجال الشيخ الطوسي فلا نستفيد حتى أنه شيعي بالمعنى الأعم لأنه يترجم لمن عاصر عن الأئمة وروى أو من لم يروي عنهم سواء عاصر أو لم يعاصر هذا الأمر الثالث وقد تصدى الشيخ الطوسي في رجاله لذكر مطلق الرواة سواء كانوا شيعة أو غير شيعة هذا خلافا للمحقق الكاظمي الأعرجي الذي قال حتى في رجال الشيخ الطوسي فإنه الأصل أن يكون الراوي شيعي إمامي وقد تصدى الشيخ في رجاله لذكر مطلق الرواة ومن كانت لهم رواية عن المعصوم مع الواسطة أو بدونها سواء كان من الإمامية أم لم يكن فليس ذكره أحدا في رجاله كاشفا عن إماميته فضلا عن إيمانه إماميته يعني عن كونه شيعيا فضلا عن إيمانه يعني إيمان بالمعنى الأخص شيعي إمامي أثنى عشري جعفري هذا تمام الكلام في الفائدة الأولى واتضح أنها ليست ثابتة فلم يثبت أن سكوت النجاشي فضلا عن الشيخ الطوسي في فهرسته أو رجاله عن رجل يكشف عن كونه إماميا.

الفائدة الثانية تكرر بعض أسماء الرواة في القسمين لأن الشيخ الطوسي جعل رجاله ثلاثة عشر بابا الأبواب الاثني عشر الأول باب من عاصر المعصومين وروى عنهم الباب الثالث عشر والأخير باب من لم يروي عنهم أو لم يعاصرهم والحال إننا نجد أن الشيخ الطوسي ذكر بعض الأسماء وكررها في البابين باب من روى وباب من لم يروي فما هو الحل وما هي الوجوه المحتملة ثم إن الشيخ قال في أول رجاله يأتي عليه الكلام.

وصلى الله على محمد وآله الكرام

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 24 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة
  • الجزء

    01

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
24 الجلسة