الصحيفة السجادية
شیخ الدقاق

007 - إتمام الكلام في شرح الدعاء الأول

الصحيفة السجادية

  • الكتاب: الصحيفة السجادية
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    200

07

2023 | مايو

بسم الله الرحمن الرحيم

 أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين وصلى اللهم على سيدنا ونبينا محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.

قال الإمام السجاد صلوات الله وسلامه عليه في أواخر الدعاء الأول من الصحيفة السجادية قال عليه السلام (والحمد لله الذي دلنا على التوبة التي لم نَفِدها إلا من فضله أو لم نُفِدها إلا من فضله) إن شاء الله اليوم نحاول أن نختم المقطع الأخير ويكون به مسك الختام في شرح الدعاء الأول من الصحيفة السجادية.

الدعاء الأول في تحميد الله والثناء عليه فكل المقاطع كل مقطع يبدأ بحمد الله ويذكر بنعم الله وآلاءه كل مقطع يبدأ بالحمد لله ثم يذكر النعم التي من الله بها على الإنسان.

هذا المقطع يقول (والحمد لله الذي دلنا على التوبة) التوبة من الأوبة بمعنى الرجوع والتوبة إلى الله بمعنى الرجوع إلى الله عزّ وجل والعزم على ترك الذنب، ثم وصف التوبة قائلاً (التي لم نفدها إلا من فضله) أي أن هذه التوبة لم نحصل عليها إلا بتفضل من الله وكرمه.

إذاً خلاصة شرح المقطع بشكل موجز أن الإمام السجاد عليه السلام يحمد الله عزّ وجل على تفضله على الناس بنعمة التوبة يبقى الكلام في وصفه التوبة (التي لم نفدها) هذه العبارة لم نفدها هذه الكلمة اختلفت النسخ من الصحيفة السجادية في بيان هذه الكلمة وباختلاف هذه الكلمات تختلف المعاني ولكن قبل أن نشرع في تفاصيل النسخ ومعانيها ينبغي أن يكون المعنى واضحاً وهو أن الإمام السجاد صلوات وسلامه عليه يعلم الناس حمد الله عزّ وجل على نعمة التوبة التي لولا فضل الله علينا لما تحققت هذه التوبة وهذه النعمة.

قال عليه السلام (والحمد لله الذي دلنا على التوبة التي لم نُفِدها) القراءة الأولى بضم النون وكسر الفاء وتسكين الدال (لم نُفدها) فما المراد من التوبة التي لم نفدها؟ أي من الفائدة (الحمد لله الذي دلنا على التوبة التي لم نستفدها إلا من فضله) إذاً النسخة الأولى بضم النون وكسر الفاء وتسكين الدال (والحمد لله الذي دلنا على التوبة التي لم نُفِدها) إلا من فضله أي أننا لم نستفد التوبة إلا من فضله.

سؤال: ما المراد من الفائدة هنا؟

الفائدة في اللغة العربية تستعمل في تعبيرين فتارة تتعدى بـ مِن فتقول (أفاد منه) وتارة تتعدى بدون مِن فتقول (أفادني.. أفادني مالاً) أي أعطاني مالاً، (أفاد منه) بمعنى استفاد منه، هنا إن قلت: وإن عديتها من دون مِن (أفادني) بمعنى أعطاني، يقول السيد الدامام ـ رحمه الله ـ (أفاده) أي أغناه لا بمعنى إعطاء الفائدة والفائدة استحداث المال والخير.

إذاً هنا (والحمد لله الذي دلنا على التوبة التي لم نُفِدها إلا من فضله) لم نُفِدها من الفائدة، هنا إما بمعنى هكذا (والحمد لله الذي الذي دلنا على التوبة التي لم نُفِدها إلا من فضله أي لم نعطها إلا من فضله)، (أفادني) يعني أعطاني (لم نُفِدها إلا من فضله) أي لم نعطها إلا من فضله هذا المعنى الأول.

المعنى الثاني بمعنى الغنى التوبة التي لم نُفِدها إلا من فضله يعني التوبة التي لم نستغني بها إلا من فضله.

النسخة الأخرى قال السيد في الإشراق ربما يرى في بعض النسخ (لم تُفْدِها) يعني بضم العين وتسكين الفاء وفتح الدال.

يعني النسخة الأولى (نُفِدها) النسخة الأولى ضم النون وكسر الفاء وتسكين الدال، النسخة الثانية ضم النون وتسكين الفاء وفتح الدال (لم نُفْدَها).

ولكن هذه النسخة يعلق السيد في الإشراق (ولم يبلغنا ذلك فيما روينا وروينا عن المشيخة ولا هو وارد فيما رويناه في مشايخنا أصلاً).

إذا صحت هذه النسخة فهي مبنية للمجهول من الفداء والفدية، يصير المعنى أي التوبة التي لم نُفدَها من عذاب الله إلا من فضله، ولم يكن فدية من المعاصي والآثام وفداء لأنفسنا وأرواحنا من الهلاك في دار الحياة الأبدية إلا من رحمته.

إذاً إن قلنا (نُفِدها) تصير من الفائدة، إن قلنا (لم نُفَدها) تصير مبني للمجهول من الفداء والفدية.

نسخة ثالثة في بعض النسخ بضم النون والسكون الفاء وكسر الداء تصير هكذا (نُفْدِها) فيصير مبني للمعلوم من الفدية أيضاً.

 إذاً إذا قلنا (لم نُفدِها) من الفدية مبنى للمعلوم، (لم نُفْدَها) من الفدية مبنى للمجهول، تصير هكذا النسخة الثالثة سكون الفاء وكسر الدال وضم النون تصير هكذا (لم نُفْدِها) لا تكون التوبة كفارة من عذاب الله أو فداء من نفوسنا من الهلاك أي فداء لنفوسنا من الهلاك الأخروي إلا من فضله.

النسخه الرابعة لم نعتدّها بتشديد الدال من الاعتداد (والحمد لله الذي دلنا على التوبة التي لم نعتدّها إلا من فضله) من الاعتداد، العبارة الأخرى تؤكد هذا المعنى قال عليه السلام (فلو لم نعتدد من فضله إلا بها) هذه النسخة الرابعة (والحمد لله الذي دلنا على التوبة التي لم نعتدّها إلا من فضله، فلو لم نعتدد من فضله إلا بها) يعني نعم الله المعتد علينا بها كثيرة جداً، ولو لم نعتدّ ولم نعد من نِعَمِ الله إلا نعمة التوبة لكفى، لأن نعمة التوبة ليست بنعمة قليلة فالإمام السجاد صلوات الله وسلامه عليه في هذا المقطع يشير إلى أهمية التوبة فمع أن نعم الله على الإنسان كثيرة ولكن يكفي نعمة التوبة التي توجب النجاة.

طبعاً لماذا نعمة التوبة نعمة عظيمة لأن بني إسرائيل كانت عقوبة التوبة أن يقتلوا أنفسهم ثم من الله عليهم ورفع عنهم وجوب قتل التائب وصارت التوبة مشروطة بالإنابة إلى الله والرجوع إليه والاستغفار والعزم على ترك الرجوع إلى الذنب.

قال عليه السلام (لقد حسن بلاؤه عندنا وجل إحسانه إلينا وجَسُمَ فضله علينا فما هكذا سنته في التوبة لمن كان قبلنا هذه إشارة إلى أن سنة التوبة لبني إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم ولم تكن سنة الله في الأمم السابقة مثل سنة وطريقة التوبة في الأمة المرحومة أمة نبينا محمد صلى الله عليه وآله فسنة التوبة في شريعة محمد صلى الله عليه وآله عبارة عن محض الندم عن الذنوب والرجوع وعدم نية العود إلى الذنوب والرجوع إلى الله أما الأمم السابقة كبني إسرائيل قال تعالى (فاقتلوا أنفسكم ذلكم خيرٌ لكم عند بارئكم) لذلك يقول الإمام السجاد (لقد حسن بلاؤه عندنا) يعني امتحانه يعني امتحان الله لنا حسن وسهل ويسير، لقد حسن بلاؤه يعني بلاء الله واختبار الله عندنا (وجل إحسانه إلينا) أي أن إحسان الله إلينا جليلٌ كثيرٌ، (وجسم فضله علينا) جَسُمَ يعني عظم فضل الله علينا وفضله علينا أي فضل الله علينا عظيم، ثم يبين كيف أن فضل الله علينا عظيم وإحسانه علينا جليل وامتحانه لنا حسن فرع بهذا التفريع قال (فما...) هذه فاء النتيجة (فما هكذا كانت سنته في التوبة لمن كان قبلنا) يعني لم تكن سنة الله في التوبة في الأمم السابقة هي عبارة عن مجرد الندم والرجوع إلى الله بل كانت سنته شيء آخر.

ثم قال عليه السلام (لقد وضع عنا ما لا طاقة لنا به) لقد وضع عنا أي أسقط عنا، ما لا طاقة لنا به يعني ما لا قدرة لنا عليه، وهذا شكر لله بأنه حطّ وأبعد عنا كلفة التكليف ومشقة التكليف.

(ولم يكلفنا إلا وسعاً) يعني لم يكلفنا إلا ما وسع قدرتنا وقدرنا عليه، قال تعالى (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) وفي آية أخرى (لا يكلف الله نفساً إلا ما أتاها) يعني الله عزّ وجل كلفنا دون طاقتنا وإلا كان القتل ضمن طاقتهم وقدرتهم، نعم ربّ العالمين أزال المشقة عن هذه الأمة المرحومة بإزالة حكم القتل عن التائب.

قال الإمام السجاد (ولم يجشمنا إلا يسر) لم يجشمنا... يجشمنا الجيم والشين من باب التفعيل التجشيم (لم يجشمنا) أي لم يكلفنا تقول (تجشمت عناء المجيء) يعني تكلفت بمجيئك، تجشمته أي تكلفته وجشمت غيري أي كلفت غيري من الجشمة بمعنى المشقة والكلفة، (ولم يجشمنا إلا يسرا) يعني لم يكلفنا إلا يسرا أي سهلاً.

(ولم يدع لأحد منا حجةً ولا عذرا) يعني لم يترك لنا وجه للاحتجاج فلا توجد لنا لا حجج عقلية ولا نقلية فجميع الحجج العقلية والنقلية قد أتمها علينا (ولم يدع لأحد منا حجةً ولا عذرا) يعني لم يبقى مجال لأي أحد أن يعتذر ويقيم دليلاً أو حجة فلم يبقي للعباد عذر (ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينه لكي لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل).

قال عليه السلام (فالهالك منا من هلك عليه) الهاء تعود على العذر ضمير متصيد، فالهالك منا من هلك عليه يعني من هلك على عدم العذر فضمير عليه ضمير متصيد يرجع إلى المفهوم من الكلام السابق والمفهوم من الكلام السابق أن الله لم يترك لنا حجة ولا عذراً والكلام السابق (ولم يدع لأحد منا حجةً ولا عذراً فالهالك منا من هلك عليه) يعني من هلك على الرغم من وجود العذر والحجة، فعلى الرغم من عدم وجود العذر والحجة فالهالك من يهلك.

(والسعيد منا من رغب إليه) من رغب إلى الله ثم يقول عليه السلام (والحمد لله بكل ما حمده به أدنى ملائكته إليه) الله عزّوجل له ملائكة متعددون أكثرهم قرباً هم الملائكة الكروبيين ومنهم جبرائيل عليهم السلام وإسرافيل الذي ينفخ في الصور وميكائيل والروح القدس بناءً على أن الروح القدس ليس بجبرائيل فبعض الروايات تقول أن روح القدس هو جبرائيل وبعض الروايات تقول أن روح القدس هو ملك أعظم من جبرائيل والصحيح أن أعظم ملائكة الله جبرائيل وهو الروح القدس.

قال عليه السلام (والحمد لله بكل ما حمده به أدنى ملائكته إليه) يعني أقرب الملائكة إليه وليس المراد بالقرب الزماني أو المكاني وإنما القرب من الله تبارك وتعالى من دون زمان ولا مكان، قوله (أدنى) من فاعل حمده.

قال عليه السلام (وأكرم خليقته عليه وأرضى حامديه إليه) أكرم خليقته عليه يعني أعز مخلوقات الله عليه كالأنبياء وأئمة الهدى عليهم السلام، في حديث الكساء ما خلقت سماءً مبنية ولا أرضاً مدحيه ولا فلكاً يسري ولا ولا إلى آخره إلا لأجل هؤلاء الخمسة الذين هم أهل الكساء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين أعظم المخلوقات ومن بعدهم يأتي الأئمة وبقية الأنبياء.

(وأرضى حامديه لديه) أرضى صفة لحامديه يعني حامدي الله المرضيين أي حامديه الذين هم أرضى عند الله تبارك وتعالى، يعني الحمد لله بكل ما حمده به الحامدون الذين هم موصوفون بزيادة بالرضا عند الله تبارك وتعالى.

(حمداً يفضل سائر الحمد) يعني يزيد على سائر الحمد كفضل ربنا على جميع خلقه، يعني كيف توجد فاصلة كبيرة بين فضل الله الخالق على فضل سائر الخلق أي المخلوقين كذلك هذا الحمد يكون حمداً كبيراً ومتعالياً ليس كأي حمد، في نسخة أخرى جميع الخلق في نسخة (حمداً يفضل جميع الخلق) أي حمداً يزيد على سائر الحمد كمزية الخالق على مخلوقاته.

وبعبارة أخرى: كما أن الخالق ليس بمتناهي كذلك نحمد الله حمداً غير متناهي فمزية الله على المخلوقات أنه غير متناهي والمخلوقات متناهية كذلك الحمد حمدنا لله غير متناهي ويفضل عن سائر الحمد الذي هو متناهي.

ثم قال عليه السلام (ثم له الحمد مكان كل نعمة له علينا وعلى جميع عبادة الماضيين والباقيين) هذا شروع بحمد الله تبارك وتعالى بأسلوب آخر.

الأساليب السابقة تذكر الحمد كحمد الملائكة وحمد الأنبياء وحمد الحامدين وحمد المقربين هذا الأسلوب الآخر الآن هو حمد الله على نعمه وآلاءه التي عمت الماضيين والباقيين، ثم قال عليه السلام ثم له الحمد مكان أي على كل نعمة له علينا وعلى جميع عبادة الماضيين والباقيين يعني الحمد لله إزاء كل نعمة أنعم بها علينا وعلى جميع مخلوقاته من الماضيين والمستقبليين أيضاً.

ثم قال عليه السلام (عدد ما أحاط به علمه من جميع الأشياء) أي له الحمد حمداً بمثابة المفعول المطلق له الحمد حمداً عدد جميع الأشياء التي أحاط بها علمه تعالى يعني كما أن علم الله غير متناهي وكذلك حمدنا لله ينبغي أن يكون غير متناهي.

(ومكان كل واحد منها عددها) يعني الحمد لله مكان كل واحدة من الأشياء بعددها نحمد الله عزّ وجل هذه كلها مبالغة في تحميد الله عزّوجل.

كان المرجع السيد محمود الشاهرودي رحمه الله وهو كبير في السن نيف على المئة ويمسكونه من اليمين وعن الشمال وظهره قد تقوس فإذا سألوه كيف صحتكم سيدنا؟ قال (عاجزٌ عن شكره) يعني لو شكرت الله فأحتاج إلى شكر ولذلك أقول عاجز عن شكره لا أستطيع أداء حقّه وحمده وشكره.

(ومكان كل واحدة منها) أي من جميع الأشياء (عددها أضعافاً مضاعفة) يعني بعدد الأشياء أضعاف مضاعفة أحمد الله عزّوجل حمداً (لا منتهى لحده ولا حساب لعدده) وفي نسخه (ولا حساب لعده ولا مبلغ لغايته ولا انقطاع لأمده) الأمد بمعنى الانتهاء، وليس المراد هنا.

المراد هنا الزمان مجازاً أي لا انقطاع لزمانه لأن الله عزّ وجل ليس له زمان كلامنا عن حمد الله عزّوجل.

قال عليه السلام (له الحمد مكان كل نعمة علينا وعلى جميع عباده الماضيين والسابقيين عدد ما أحاط به علمه من جميع الأشياء ومكان كل واحدة منها عددها أضعافاً مضاعفة حمداً لا منتهى لحده) أي لحدوده ليست له حدود (ولا حساب لعدده) يعني لا يمكن حساب عدد وفي نسخه (لعده) أي لا يمكن عده (ولا مبلغ لغايته) يعني ولا نهاية لغايته لمقصده (ولا انقطاع لآمده) يعني لانقطاع لزمانه.

(حمداً يكون وصلة إلى طاعته وعفوه) أي موصلاً إلى طاعته، (وسبباً إلى رضوانه) أي أن يكون سبباً إلى رضوان الله تبارك وتعالى، (وذريعةً إلى مغفرته) أي وسيلة إلى مغفرته (وطريقاً إلى جنته وخفيراً من نقمته) خفيراً الخفير أي الحامي (خفيراً من نقمته) أي حامياً وحافظاً ومجيراً تقول (هذا شرطي خفير) من هو الشرطي الخفير؟ الذي يداوم في الليل ويحرس الناس، يكون هذا الحمد خفيراً من نقمته يعني حافظاً ومجيراً من نقمته, (وأمناً من غضبه) أي سبب للأمن من غضبه من غضب الله عزّوجل (وظهيراً على طاعته) أي معيناً، (ظهيراً) أي فعيل مأخوذ من الظهر بما أن الظهر هو العامود الفقري الذي يشد البدن يعني العمود والعمدة فهو المعين فـ (ظهيراً على طاعته) يعني معيناً على طاعته.

(وحاجزاً عن معصيته) يعني حاجزاً ومانعاً عن معصيته، (وعوناً على تأديت حقه ووظائفه) عوناً يعني ممداً ومعاوناً على تأديت حقه ووظائفه يعني طاعاته وعباداته (حمداً نسعد به في السعداء من أولياءه) يعني حمداً نصير به سعداء كما كان سبب لسعادة السعداء لأن الحامد هو الذي صار باستكمال القوة العلمية والعملية والقوة العقلية أصبح من السعداء (ونصير به في نظم الشهداء) يعني نكتب بهذا الحمد في عداد الشهداء (نظم الشهداء) أي منظومين في سلك الشهداء أي نصير بسبب ذلك الحمد منظومين في سلك المقتولين في سبيل الله، قال عليه السلام (ونصير به في سلك الشهداء بسيوف أعداءه) أي بسيوف أعداء الله، يعني لاحظ أثر الحمد يجعل الإنسان في مرتبة الشهداء وعداد الشهداء.

(إنه ولي حميد) إنه ولي أي أولى بالتصرف وحميد يعني محمود ومستحق للحمد هذا تمام الكلام في شرح الدعاء الأول من أدعية الصحيفة السجادية الدعاء الأولى الروضة الأولى للإمام السجاد في تحميد الله والثناء عليه يعلمنا كيف نحمد الله ونثني عليه.

الدعاء الثاني أدعية الصحيفة السجادية في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله أولاً تحمده وثانياً تصلي على الرسول فالإمام السجاد يعلمنا في الدعاء الثاني كيفية الصلاة على النبي وآله.

والحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

      

 

 

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 11 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: الصحيفة السجادية
  • الجزء

    01

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
11 الجلسة