الصحيفة السجادية
شیخ الدقاق

008 - شرح الدعاء الثاني

الصحيفة السجادية

  • الكتاب: الصحيفة السجادية
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    200

07

2023 | مايو

بسم الله الرحمن الرحيم

 أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين وصلى اللهم على سيدنا ونبينا محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.

الدعاء الثاني من الصحيفة السجادية المروية عن الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين يقول عليه السلام في بداية الدعاء الثاني: (وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِمُحَمَّد نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ دُونَ الاُمَمِ الْمَاضِيَةِ وَالْقُرُونِ السَّالِفَةِ بِقُدْرَتِهِ الَّتِي لاَ تَعْجِزُ عَنْ شَيْء وَ إنْ عَظُمَ، وَ لا يَفُوتُهَا شَيءٌ وَإنْ لَطُفَ، فَخَتَمَ بِنَا عَلَى جَمِيع مَنْ ذَرَأَ وَ جَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَى مَنْ جَحَدَ وَكَثَّرَنا بِمَنِّهِ عَلَى مَنْ قَلَّ. اللّهمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد أَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ، وَنَجِيبِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَفِيِّكَ مِنْ عِبَادِكَ، إمَامِ الرَّحْمَةِ وَقَائِدِ الْخَيْرِ وَ مِفْتَاحِ الْبَرَكَةِ، كَمَا نَصَبَ لاِمْرِكَ نَفْسَهُ، وَ عَرَّضَ فِيْكَ لِلْمَكْرُوهِ بَدَنَهُ) هذا الدعاء الثاني في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله بينما الدعاء في التحميد والثناء على الله تبارك وتعالى بعض النسخ بدأت الدعاء الثاني بلفظ الواو والحمد لله الذي من علينا بمحمدٍ نبيه فـهذه الواو إما استئنافيه وإما عطف على الدعاء السابق فلو التزمنا أن الواو عاطفة سيكون الدعاء الأول والثاني واحداً فيكون دعاء واحد والمقطع الأول في التحميد والثناء على الله عزّوجل والمقطع الثاني في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا آدبان رفيعان من آداب الدعاء فمن عوامل استجابة الدعاء أن تبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وأما لو اعتبرنا أن الواو استئنافيه أو أخذنا بالنسخة التي فيها الحمد من دون أن تسبع بالواو فسيكون هذا المقطع الثاني هو عبارة عن الدعاء الثاني في الصحيفة السجادية والصحيفة السجادية مؤلفة من أربعة وخمسين دعاءً فيكون الدعاء الأول في الحمد والثناء على الله عزّوجل والدعاء الثاني في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله.

وأما تفاصيل الدعاء وشرح مفردات الدعاء يقول الإمام السجاد عليه السلام (الحمد لله الذي مَن علينا) أي تفضل (بمحمد نبيه صلى الله عليه وآله) هنا التفضل ببعثت النبي صلى الله عليه وآله إما ببعثته نبياً وإما بنفس وجوده لأنه رحمة للعالمين فنفس وجود النبي رحمة وتفضل لأن نفس وجوده رحمة وهنا رحمة أخرى وهي بعثته للعالمين صلى الله عليه وآله.

(دون الأمم الماضية والقرون السالفة) الأمم جمع أمة وهي جماعة من الناس (دون الأمم الماضية) يعني دون الأقوام السابقة (والقرون السالفة) قرون جمع قرن كل مئة عام يسمى قرن، السالفة من السلف المضي أي أن الإمام السجاد عليه السلام يذكر بنعمة الله ويحمد الله على أن الله عزّوجل قد بعث النبي محمد صلى الله عليه وآله إلينا وخصّ الأمة المرحومة بالامتنان عليها بمحمد نبي الرحمة صلى الله عليه وآله دون غيرها من الأمم الماضية.

قال عليه السلام (بقدرته التي لا تعجز عن شيء وإن عظم) أي أن قدرة الله لا تعجز عن الأمر العظيم فما ظنك بالأمر الصغير ولا يفوتها شيءٌ وإن لطف يعني قدرة الله لا يفوتها ولا يغيب عنها شيء وإن لطف فكيف يفوتها شيء إذا كثف (فختم بنا على جميع من ذرأ) ذرأ يعني خلق.

قال ابن الأثير وكان الذرء مختص بخلق الذرية، الذرية اسم لجميع نسل الإنسان من ذكر وأنثى إلى أن يقول (ويجمع على ذريات وذراري مشدداً وقيل أصلها الذر بمعنى التفريق لأن الله تعالى ذرهم في الأرض يعني فرقهم في الأرض) والختم بمعنى الانتهاء فختم بنا على جميع من ذرأ يعني فانتهى بنا يعني الله عزّوجل جعلنا نهاية وآخر الأمم وخاتم الأمم على جميع من خلق يعني جعلنا خاتمة الخلق، فالله عزّوجل كما جعل نبينا خاتم الأنبياء جعل أمة خاتم الأنبياء خاتمة الخلق.

(وجعلنا شهداء على من جحد) أي جعلنا شهود على إنكار الأمم الماضية فالأمم الماضية جاءتهم رسلهم وأنبيائهم فجحدوا والله عزّوجل جعلنا شهوداً على إنكار الأمم الماضية، هذا إشارة إلى قوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيد) ثم قال عليه السلام (وكثرنا بمنه على من قل) أي جعلنا كثيرين ومن علينا بذلك على من قل منا يعني بأن جعلنا كثيرين يعني كنا قليلين في صدر الإسلام فبتفضله جعلنا كثيرين.

كان المحيطين بالنبي قلة وشرذمه يتخطفهم الناس من حولهم فكثرهم بلطفه ومنه، هذه إشارة إلى قوله تعالى مخاطباً رسول الله صلى الله عليه وآله (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) (لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم وإشارة إلى قوله تعالى وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها).

طبعاً هذه (وكثرنا بمنه على من قل) النبي كان يعيب بأنه أبتر ولا عقب له وأبو لهب كان هكذا والآن أين نسل أبو لهب وأين نسل رسول الله صلى الله عليه وآله رسول الله نسله ممتد إلى يومنا هذا.

(اللهم فصلي على محمد أمينك على وحيك) أي حافظٌ لما يوحى إليه والمراد بالوحي الموحى كما يراد من الخلق المخلوق، (ونجيبك من خلقك) والنجيب على وزن نصيب وهو المنتجب، فعيل بمعنى المفعول أو معنى الفاعل مثل كريم بمعنى مكرم، ونجابت النبي صلى الله عليه وآله أظهر من أن تخفى فهو خير الخلق وسيد النجباء.

(وصفيك من عبادك) صفو الشيء خلاصته وزبدته، وصفي من عبادك يعني خلاصة وعصارة عبادك سيد العباد، (إمام الرحمة) الإمام هو الرئيس والمقدم، إمام الرحمة يعني زعيم الرحمة فكيف لا يكون هو إمام الرحمة وهو رحمة للعالمين، (وقائد الخير) فالناقة لها قائد ولها سائق فقائد الناقة هو الذي يمسك باللجام وزمام الناقة فتكون الناقة خلفه، وأما سائق الناقة فهو الذي يكون خلف الناقة ويضرب الناقة بالعصى على عجزها فالفارق بين القائد والسائق أن القائد يكون في الأمام والسائق يكون في الخلف، الإمام عليه السلام هنا يقول وقائد الخير يعني كما أن قائد الناقة يكون في الأمام والناقة خلفه وأينما تحرك تكون الناقة خلفه فرسول الله قائد الخير يعني أينما تحرك يكون الخير خلفه، قائد الخير يعني يجر الخير من خلفه كما يقود القائد الناقة أي أن الخير يتبعه أينما حل وارتحل وحيثما ذهب.

(ومفتاح البركة كما نصب لأمرك نفسه) مفتاح البركة مفتاح كل شيء هو مبدأ الشيء يعني مبدأ البركة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله (كما نصب لأمرك نفسه) أي كما نصب نفسه لأمرك، نصب من النصب والتعب وليس من التنصيب فكما نصب أي كما أتعب نفسه وجعلها في مشقة وتحمل فيك المشاق من أجل إعلاء أمرك، وقد يكون المراد في نصب نفسه أي أقام نفسه لأمرك أي جعل نفسه قائمه لأمرك.

قال عليه السلام (وعرض فيك للمكروه بدنه) يعني وعرض فيك يعني أوقع في سبيلك بدنه الشريف وجسمه اللطيف للمكروه في أين؟ في المعارك والحروب وقد كسرت رباعيته في معركة أحد، (وكاشف في الدعاء إليك) كاشفه بالعداوة أي بادئه بها من البدو والظهور (وكاشف في الدعاء إليك) يعني ابتدأ بالدعوة إليك وظهر بالدعوة إليك أي أظهر الدعوة إليك يا رب العالمين، قال (وكاشف في الدعاء إليك حامته) أي خاصته فحامة الإنسان خاصته ومن يقرب منه والحامة الخيار وحامة الرجل أقرباؤه، جاء في حديث الكساء عن النبي صلى الله عليه وآله بعد أن وضع الكساء اليماني على علي وفاطمة والحسن والحسين قال هؤلاء أهل بيتي وحامتي والمراد بالحامة الأقراب، قال عليه السلام (وكاشف في الدعاء إليك حامته) يعني جعل أقربائه مكشوفين وظاهرين للأعداء يلاحقونهم أينما حلو وارتحلوا.

(وكاشف في الدعاء إليك حامته) أي أظهر العداوة لأجل الدعوة إليك وإلى دينك بالنسبة إلى أقربائه يعني هذا محتمل عادى عمه أبو لهب وعادى قريش، يعني عادى من أجل الدعوة إليك عادى حامته، عادى أقربائه.

(وحارب في رضاك أسرته) أي قبيلته وأقاربه، (وقطع في إحياء دينك رحمه) يعني صلة الرحم مطلوبة ولكن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق يجب برّ الوالدين ولكن (إن جاهداك على ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) فالنبي قطع رحمه من أجل الله ووصل رحمه من أجل الله، فوصل رحمه من باب صلة الرحم وقطع رحمه من أجل إعلاء دين الله فلم يوافقهم على الشرك.

(وأقصى الأدنين) على جحودهم فالأدنين على وزن الأعلون جمع الأدنى وأقصى أي أبعد والأدنين الأقربين (على جحودهم) أي بسبب جحودهم وإنكارهم والجحود يكون بعد العلم (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم) يعني كانوا يعلمون أن هذا النبي الخاتم وأنكروا هذا هو الجحود وهو عبارة عن إنكار بعد العلم (وأقصى الأدنيين على جحودهم) يعني أبعد الأقربين بسبب جحودهم وقرب الأقصيين على استجابتهم له، الأقصيين جمع الأقصى البعيد يعني قرب الأبعدين على استجابتهم لك لأنه استجابوا لله عزّوجل فقرب سلمان الفارسي وقال (سلمان منا أهل البيت) وقرب عمار بن ياسر وقد كان عبداً وقرب المقداد وغيرهم قربهم على عمه أبي لهب وغيره من قريش.

(ووالى فيك الأبعدين وعادى فيك الأقربين) ووالى فيك الأبعدين والى يعني أظهر العداوة وتظاهر عليهم بالعدواة ووالى فيك الأبعدين يعني أظهر العداوة فيك يا الله، وعادى فيك الأقربين أي أن رسول الله دعا الأقربين فولوا مدبرين هاتان الفقرتان تأكيد لهذا المضمون أن رسول الله لم يعرف إلا الله تبارك وتعالى وجعل ضابطة وهي أن ميزان حركة المؤمن الدعوة إلى الله فمن هو مع الله فالمؤمن معه ومن عادى الله فالمؤمن عدوه.

قال عليه السلام (وأدأب نفسه) أي أتعب تقول فلان دؤوب مثابر دأبه كذا أي يتعب نفسه في كذا (وأدأب نفسه في تبليغ رسالته) يعني أتعب نفسه وحملها على المشاق في سبيل تبليغ الرسالة (وأتعبها في الدعاء لملتك) أي حمل نفسه على المشقة والتعب من أجل الدعاء والدعوة إلى ملة الله ملة الإسلام.

(وشغلها بالنصح لأهل دعوتك) يعني جعل نفسه مشغولة بالنصح لأهل الدعوة إلى الله عزّوجل من تقبل الدعوة الإسلامية، (وهاجر إلى بلاد الغربة) وهاجر من مكة إلى المدينة ورمق مكة بطرفه ودمعة عينه الشريفة وقال (مكة يعلم الله أنك أحب البقاع إليك ولولا أن أهلك أخرجوني لما خرجت منك) وهاجر إلى بلاد الغربة هاجر من مكة إلى يثرب أي المدينة المنورة (ومحل النأي) أي البعد (عن موطن رحله) الرحل ما يوضع على ظهر الناقة فموطن رحلة أي المكان فـ مكان رحله كناية عن محل استقرار صلوات الله وسلامه عليه.

(وموضع رجله) والموضع الذي ثبتت رجله فيها فالموطن الأصلي مكة (ومسقط رأسه) فـ مسقط الرأس كناية عن الوطن، لماذا يقال عن البلد الذي يولد فيه الإنسان مسقط الرأس؟ لأن الولد ينزل من بطن أمه بالرأس، فأول محل سقوط الإنسان هو رأس فيقال البلد الفلاني مسقط رأس فمسقط رأس النبي مكة المكرمة قرب بيت الله الحرام ومسقط رأس السيد المسيح قرية الناصرة في فلسطين الآن بيت لحم.

(ومأنس نفسه) طبعاً النبي صلى الله عليه وآله ولد في مكة في شعب أبي طالب ـ زادها شرفاً وتعظيماً ـ أي محل أنس نفسه المباركة، مأنس من الأنس المكان الذي تأنس نفسه بها (إرادة منه لإعزاز دينك) إرادة مفعول لأجله أي من أجل أنه أراد أن يعز دينك يا الله، يعني النبي إنما فعل تلك الأمور الصعبة من أجل إعزاز الدين.

(واستنصاراً على أهل الكفر بك) يعني من أجل الاستنصار فالاستنصار فالهمزة والسين والتاء تفيد الطلب فالاستنصار هو طلب النصرة فالنبي هاجر طلباً للنصرة (واستنصاراً على أهل الكفر بك) لكي يطلب النصر على من كفر بالله تبارك وتعالى.

(حتى استتب له ما حاول في أعداءك) يعني أجهد نفسه حتى تفيد الغاية إلى أن، استتب له أي تهيأ وتيسر لها ما حاول في أعداءك أي هو أراد أن يهديهم ويكسر شوكتهم وهذا قد تحقق بتأسيس الدولة الإسلامية في المدينة المنورة.

(واستتب له ما دبر في أولياءك) يعني وتم له وكمل له ما أراد في حقّ أولياءك (ما دبر) من التدبير.

(فنهد إليهم مستفتحاً بعونك) فنهد أي نهض وتوجه إليهم مستفتحاً بعونك يعني مستفتحاً أي طلب الفتح بعونك يا الله، (ومتقوياً على ضعفه بنصرك) يعني النبي صلى الله عليه وآله لما هاجر إلى الطائف وأمر أهل الطائف نسائهم وأبناءهم أن يرموا النبي بالنار والحجار ولم يؤمن بالنبي أحد فخلد إلى حائط بستاني ونصراني فرمق السماء بطرفه وقال (اللهم إني أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس فأعني يا ارحم الراحمين).

ثم يقول (فغزاهم في عقر ديارهم) بعد أن استنصر وطلب النصر فالنتيجة غزاهم في عقر ديارهم يعني وسط ديارهم، الديار جمع الدار يعني أن النبي قالتهم في معظم بلاد الشرق وأساسها مكة في ذلك الوقت، (وهجم عليهم في بحبوحة قرارهم) يعني غلب عليهم فجأة، هجم عليهم أي الحركة المباغته (في بحبوحة قرارهم) أي في وسط المكان الذي استقروا فيه.

(حتى ظهر أمرك) أي ظهر أمر الله وهو دين الله (وعلت كلمتك) أي علت كلمة الله فالسيد الإمام الخميني دائماً في خلفه يوجد لوحة مكتوب (عليها كلمة الله هي العليا).

(وعلت كلمتك ولو كره المشركون) يعني على الرغم من بغض المشركين وكرههم إلا أن الله تبارك وتعالى أتم نوره ولو كره الكافرون والمشركون.

ثم يقول (اللَهُمَّ فَارْفَعْهُ بِمَا كَدَحَ فِيكَ إلَى الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا مِنْ جَنَّتِكَ،) يعني اجعل له مقاماً رفيعاً وعالياً بسبب كدحه وتعبه في سبيل الله (حَتَّى لاَ يُسَاوَى فِي مَنْزِلَة وَلا يُكَاْفَأَ فِي مَرْتَبَة) بعد أرفع مرتبة مرتبة النبي صلى الله عليه وآله (وَلاَ يُوَازِيَهُ لَدَيْكَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نبيٌّ مُرْسَلٌ، وَعَرِّفْهُ فِي أهْلِهِ الطّاهِرِينَ) يعني عرف النبي في أهله يعني الإنسان يعرف ويكرم في أهل بيته وإكرام الرجل بإكرام ولده، يعني اجعل النبي معروفاً من خلال أهله الطيبين الطاهرين، (قل لا أسألكم عليه من أجر إلا المودة في القربة) (وَاُمَّتِهِ الْمُؤْمِنِينَ) تعرفه في ماذا؟ (مِنْ حُسْنِ الشَّفَاعَةِ أجَلَّ مَا وَعَدْتَهُ) الله عزّوجل وعد النبي بالشفاعة بالناس (يَا نَافِذَ الْعِدَةِ) من باب تقديم الوصف على الموصوف يعني يا صاحب العدة النافذة، يعني يا صاحب العدة والوعد النافذ والتام (يَا وَافِىَ الْقَوْلِ) يعني يا صاحب القول الوافي يعني أنت تفي بما تقول لا خلف لوعدك (يَا مُبَدِّلَ السّيِّئات بِأضْعَافِهَا) إشارة إلى قوله تعالى أولئك الذي يبدل الله سيئاتهم حسنات (مِنَ الْحَسَنَاتِ إنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ الْجَوَادُ اَلْكَرِيمُ).

هذا تمام الكلام في شرح الدعاء الثاني، الدعاء الثالث في الصلاة على حملة العرش وكل ملك مقرب يأتي عليه الكلام وصلى الله على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.

      

 

 

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 11 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: الصحيفة السجادية
  • الجزء

    01

  • 200

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
11 الجلسة