اقتصادنا الميسر
شیخ الدقاق

008 - كيف يتحدد ثمن السلعة

اقتصادنا الميسر

  • الكتاب: اقتصادنا الميسر
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    100

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

البحث السابع كيف يتحدد ثمن السلعة

في هذا البحث يشير السيد الشهيد الصدر "أعلى الله في الخلد مقامه" إلى مبحث مهم وهو أن السلعة الاقتصادية على أي أساس وضابط يتم تسعيرها وكيف يحدد ثمن ها خلاف بين النظرية الماركسية والنظرية الإسلامية أما النظرية الماركسية فترى أن الأساس في تعيين ثمنها هو العمل المبذول فيها فلو عمل العامل في صناعة مسجلة أو كآمرة أو سيارة فإذا كان عمل بمقدار ساعة يختلف عن العمل بمقدار ساعتين والعمل بمقدار ساعتين يختلف عن العمل بمقدار عشر ساعات وكلما ازدادت أوقات العمل كلما ارتفع ثمن السلعة وفقا للعمل والوقت المبذول في ذلك العمل.

السيد الشهيد "رحمه الله" يخالفهم ويقول إن أساس تسعير السلعة الرغبة فيها فلو عمل في مشروع مليون سنة والناس لم ترغب فيه فإنهم لن يشروا المشروع بفلس واحد ولو عمل في شيء عمل بسيط لدقائق معدودة والناس كانت لديهم حاجة إلى هذه السلعة وكانت لديهم رغبة فإنهم سيشترونها مهما كلف الثمن وبالتالي ندرة وجود السلعة وتوفرها له مدخلية في ارتفاع ثمنها وقلته لكن الأساس هو الرغبة وبالتالي هناك عوامل تؤكد الرغبة وهناك عوامل تزيل الرغبة مثلا تذهب لشراء سمك يقول هذا سمك صافي من بحر سترة فيرتفع الثمن ويقول هذا سمك صافي من بحر سماهيج أو البدياء ينزل السعر مع أن السمك من نفس النوع السمك الصافي لكن نوعية البحر تختلف هل فيه أعشاب وحشائش أم فيه أحجار وبالتالي نوعية البحر لها اثر في رغبة المشتري وهكذا نوعية الأرض تقول هذا موز الصومال يصير عليه إقبال هذا موز أمريكا الجنوبية ما يصير مثل موز الصومال، إذن نوعية الأرض ليست هي المحدد للسعر وإنما المشجع للرغبة لا تقل إن البحر نوعية البحر أو نوعية الأرض أو ندرة السلعة وكثرتها ووفرتها هي المحدد للسعر المحدد للسعر هو الرغبة الإنسانية هذه الرغبة الإنسانية تزداد في أرض معين وفي بحر معين يزداد الطلب عند ندرة السلعة يقل الطلب عند كثرة السلع فإذن الطبيعة والعمل الإنساني أيضا يؤثر في الرغبة إذا قلت هذا صناعة اليابان ألمانيا تصير رغبة إذا قلت هذا صناعة تايوان الصين تقل الرغبة هذا لا يعني أن عمل العامل في هذه الدول هو المحدد في تسعير السلعة وإنما في الترغيب لذلك في الأسواق يعمل التجار على ترغيب المشتري مثلا يضع مصابيح تنعكس على الفاكهة لكي تجذب المشتري ويشتريها وإلا هي نفس الفاكهة ولكن كيفية العرض لها اثر في تقوية الرغبة.

الخلاصة

إن المحدد لتسعيرة السلعة هو رغبة  المشتري وهناك أمور تزيد في رغبة المشتري وهناك أمور تسهم في عرض المشتري من هذه الأمور نوعية الأرض نوعية البحر من هذه الأمور العمل الإنساني فإذن العمل الإنساني ليس هو المحدد للتسعيرة بل العمل الإنساني هو إما يرغب أو ينفر ولذلك بعض التجار هو مثلا هذه قطع غيار الصين ينزع ملصق الصين يضع ملصق أمريكا أو اليابان ويأتي المشتري ويشتري إذن العامل الأمريكي أو الياباني أو الصيني أو التايواني ليس هو الذي حدد التسعيرة وإنما يرغب والرغبة هي الأساس في التسعير هذا خلاصة البحث.

العمل والقيمة

النظرية السائدة في الاقتصاد الأوروبي أن الذي يحدد التسعيرة العمل البشري فتختلف أسعار السلع بمقدار العمل البشري فيها مثلا هذا الكرسي بدينار لأن النجار لم يعمل فيه كثيرا ربع ساعة هذا الكرسي بمائة دينار لأنه عمل فيه شهر كامل ينحت فيه فبمقدار العمل البشري تتحدد التسعيرة فالسلع التي عمل فيها ساعة قيمتها نصف قيمة السلع التي عمل فيها بمقدار ساعتين وممن قال بهذه النظرية العالم الاقتصادي ريكاردو وسبقه في ذلك جون لوك وآدم سمث وقد بين ركاردو هذه النظرية العمل أساس القيمة لكنه قال هذه النظرية لا تصدق في حالة الاحتكار إذا حصل احتكار القيمة للمحتكر الموجود عند السلع لذلك اشترط ريكاردو شرطين لكي تتم هذه النظرية وهي العمل أساس قيمة السلعة.

الأمر الأول الذي اشترطه قال عدم وجود الاحتكار أن لا يوجد احتكار والأمر الثاني المنافسة الكاملة يعني لابد أن تكون السوق فيها منافسة بين الجميع ولا يمتاز أحد على أحد وثانيا لا يوجد احتكار إذن شرطان أساسيان للعمل بنظرية ريكاردو.

سؤال متى يكون العمل أساس قيمة السلعة؟ الجواب إذا توفر شرطان:

الأول وجود المنافسة الكاملة في السوق

الثاني عدم الاحتكار

وبالتالي يقول ريكاردو الأرض ورأس المال لا أثر لهما في التسعيرة وخالف بذلك بعض الاقتصاديين الغربيين الذين قالوا إن الربح يتحدد بمقدار الأرض وبمقدار رأس المال فبعض الغربيين قال إن تسعيرة السلعة هو نتاج ثلاثة أمور:

الأمر الأول الأرض التي ستزرع عليها أو ستبني عليها المشروع مكان تجاري أو مكان نائي

الثاني رأس المال الذي ستستثمره في هذا المشروع

الثالث العمل الذي ستبذله في هذا المشروع

فقال بعض اقتصادي الغرب إن تسعيرة السلعة يخضع لعوامل ثلاثة:

العامل الأول الأرض

العامل الثاني رأس المال

العامل الثالث العمل

وقد خالفهم ريكاردو وقال إن أساس التسعيرة هو العمل فقط دون الأرض ودون رأس المال طبعا وفقا للنظرية الإسلامية والتي يتبناها الشهيد الصدر الجواب واضح عندكم الأرض تزيد في الرغبة أو تقلل الرغبة رأس المال يزيد في الرغبة أو يقلل الرغبة العمل يزيد في الرغبة أو يقلل الرغبة فهذه العناصر الثلاثة ليست هي المعينة والمحددة للسلعة وقيمتها وإنما تؤثر في حصول الرغبة والرغبة هي الأساس في التسعيرة.

كارل ماركس تبنى نظرية ريكاردو وادخل عليها بعض التعديلات وبعض الاصطلاحات ولكن الروح واحدة، ما هي الروح الواحدة؟ العمل هو المحدد للتسعيرة جاء كارل ماركس وقال يوجد عندنا قيمتان قيمة استعمالية وقيمة تبادلية قيمة استعمالية يعني قيمة نفعية تشتري الخبز تشتري السيارة الكمبيوتر الكامرة الثوب السرير لمنفعة فهناك قيمة استعمالية قيمة نفعية قيمة تبذل لتحقيق هذه السلعة والانتفاع بها هناك قيمة ثانية قيمة تبادلية، ما هي هذه القيمة التبادلية؟ هذا السرير فيه قماش هذا القماش قد يتبدل إلى ثوب فإذن السرير فيه قيمتان فيه قيمة استعمالية تستعمله تنام عليه تنتفع به بالنوم عليه وفيه قيمة تبادلية، ما هي القيمة التبادلية؟ يتبدل إلى منفعة أخرى وهكذا هذه الطاولة فيها خشب فيها قيمة استعمالية استخدامها كطاولة والكتابة عليها وفيها قيمة تبادلية قد تبدل الخشب وتصنع منه مخزن للثياب أو مخزن للأغراض أو تلقي به في النار تستعمله كمادة للاشتعال إذن الأشياء فيها قيمتان بنظر كارل ماركس قيمة استعمالية يعني قيمة نفعية كيف تنتفع بها وقيمة تبادلية قد تتبدل إلى منفعة أخرى.

النتيجة

يقول كل من هاتين القيمتين يشتركان في شيء وهو القيمة التبادلية مع اختلافهما في القيمة الاستعمالية قيمة استعمال السرير تختلف عن قيمة استعمال الثوب إذن الثوب والسرير يتفقان في القيمة التبادلية ويختلفان في القيمة الاستعمالية وثمن السلعة في السوق يخضع لأيهما؟ هل للقيمة التبادلية أو للقيمة الاستعمالية؟ يقول كارل ماركس المعيار هو القيمة التبادلية لا القيمة الاستعمالية لأن القيمة الاستعمالية تخضع لاستعمال المستعملين ونفع الزبائن لكن القيمة التبادلية تعكس مقدار العمل المبذول في السرير والثوب نفس كلام ريكاردو ببيان آخر ريكاردو جاء من الأخير قال الذي يحدد قيمة الثوب والسرير العمل مقدار ما ننفقه ونبذله من عمل العمل أساس القيمة هذا العمل أساس القيمة عبر عنه كارل ماركس بالقيمة التبادلية يعني المقدار الذي ننفقه من وقت في هذه السلع يعني هذا القماش سواء عملناه ثوب أو سرير كم من الوقت نبذل بإزائه هذه القيمة التبادلية هذا الخشب سواء عملناه طاولة أو مخزننا للأغراض كم من الوقت نستغرق هذه هي القيمة التبادلية بخلاف القيمة الاستعمالية والنفعية أنه المستخدم للطاولة غير المستخدم لمخزن الكتب فيقول كارل ماركس إن أساس تسعيرة السلعة هو القيمة التبادلية يعني مقدار العمل الذي أنفق على السلعة لا القيمة الاستعمالية يعني مقدار ما يستعمله ويستفيد منه الزبون والمستخدم هنا اصطدم كارل ماركس بحالات الاحتكار وهو أنه هذه الطاولة انفق عليها ساعة لكن بما أنها احتكرت صار قيمتها مائة دينار وهذه الطاولة انفق عليها ألف ساعة لأنها في المتناول صار قيمتها عشر دينار والاحتكار يتحكم في العرض والطلب كلما زاد العرض قل الطلب وكلما قل العرض زاد الطلب الاحتكار يقلل العرض فيزيد الطلب فترتفع السلعة هذا الإشكال الأول الذي واجه كارل ماركس.

الإشكال الثاني ماذا تقول في ألوان الإنتاج الفني والأثري فإنه في الإعلام تصرف أموال طائلة يأتي الممثل ويحسب بالدقيقة كل دقيقة كذا دولار هو ما بذل جهد زائد وعندنا العامل مثلا عامل القمامة أو الحمال من الصبح إلى الليل في السوق يحمل الأغراض يطلع له في اليوم كله 5 دينار بينما هذا الفنان في التمثيل الدقيقة الواحدة 30 دينار مثلا إذن اصطدم كارل ماركس بأمرين الأمر الأول حالة الاحتكار فإن القيمة التبادلية لا تعين السلعة في حالة الاحتكار الأمر الثاني اصطدم كارل ماركس بالإنتاج الفني والأثري مال آثار فإنه لا يخضع للقيمة التبادلية من هنا اشترطت الماركسية شرطين لتطبيق أن أساس التسعيرة هو القيمة التبادلية الشرط الأول توفر المنافسة التامة وبالتالي دفعوا حالة الاحتكار.

في حالة الاحتكار لا توجد منافسة تامة الشرط الثاني كون السلعة نتاجا اجتماعيا يعني نتاجا عاما وليس نتاجا خاصا فإن الرسم والنحت والرسائل الخطية واللوحات الفنية هذه انتاجات خاصة كلامنا لو المصنع يصنع لوحة هذا مصنع يصنع أواني هذا إنتاج عام أما شخص حداد خاص له عمل خاص بنحت خاص وتزيين خاص هذا لا يخضع لقانون القيمة التبادلية وبذلك أخرجوا العمل الفني والعمل التراثي لأنه عمل خاص وليس عملا عاما.

الخلاصة

يقول كارل ماركس إن أساس تسعيرة السلعة هو القيمة التبادلية للسلعة لا القيمة الاستعمالية ولكن تحدد القيمة التبادلية سعر السلعة بشرط الشرط الأول توفر المنافسة التامة وعدم الاحتكار الشرط الثاني كون السلعة نتاجا اجتماعيا عاما وليست نتاجا خاصا فيخرج بذلك النتاج الأثري والأدبي والفني ولكن هذا الكلام لا يتم وأشكل عليه السيد الشهيد "رحمه الله" بأربعة إشكالات:

الإشكال الأول أنت فرقت الآن بين العمل الأثري والفني قلت هذا خاص وبين العمل الاجتماعي العام وقلت تجري عليه القيمة التبادلية نحن نأتي لك بمثال ننقض عليك لو كان عندنا رسالة خطية فهذا عمل أثري خاص ولكننا لم نبع الرسالة استبدلنا هذه الرسالة بمجلد أو موسوعة الكامل في لتاريخ لابن الأثير أثنى عشر مجلد وجعلنا الرسالة الأثرية في مقابل تفسير كامل أثنى عشر مجلد السؤال هنا أنت تقول إن الأساس هو القيمة التبادلية يعني مقدار ما يبذل من عمل سؤال الكامل في التاريخ الذي مطبوع هذا إنتاج اجتماعي عام أو خاص؟ إنتاج عام مصنع المطبعة تطبع ألف نسخة مليون نسخة، عمل الخاص يعني رسالة خاصة نحت خاص العمل العام يعني مصنع يصنعه هذا الكامل في التاريخ عمل عام صار العمل العام وهو الكامل في التاريخ في مقابل العمل الخاص وهو الرسالة أنت الآن تقول الرسالة ما تجري عليها هذه الضابطة لأنها عمل خاص ما تجري عليها أن تحدد بقيمتها التبادلية لكن هذا العمل العام الكامل في التاريخ وفق مبناك تجري عليه القاعدة لأن أولا باب المنافسة بين المطبعات والمكتبات موجود ما فيه احتكار وثانيا هذا عمل اجتماعي عام وليس عمل اجتماعي خاص بالتالي لازم نلحظ العمال الذين عملوا في المطبعة كم أنفقوا من ساعات وعلى أساسها نحدد قيمة كتاب الكامل في التاريخ والحال نحن في تسعيرة كتاب الكامل في التاريخ ما لاحظنا القيمة التبادلية جعلناها في مقابل عمل خاص رسالة أثرية مما يعني أن المحدد للقيمة الرغبة وليس مقدار العمل يمكن كتاب الكامل أغلى من الرسالة لكن هو راغب في الرسالة فقبل بالمبادلة ويمكن الرسالة التاريخية التراثية أغلى من كتاب الكامل في التاريخ لكن صاحب الرسالة الخاصة الأثرية رغب في كتاب الكامل في التاريخ إذن الذي حدد التسعيرة وحدد المبادلة ليس هو العمل الخاص أو العام الذي حدد التسعيرة هو الرغبة نعم العمل الخاص أو العام قد يزيد في الرغبة وقد يقلل من الرغبة واحد يميل إلى التراث يبحث عن التراثيات يشتريها واحد يحب الأمور الحديثة ما يحب أشياء قديمة ما يشتري الرسالة الأثرية بفلس يشتري الكتاب المطبوع يقول ذلك أنا ما أفهم أن أقراه، هذا تمام الكلام في المناقشة الأولى.

المناقشة الثانية إن الأرض تصلح لإنتاج أنواع مختلفة من المحاصيل الزراعية وهي تختلف هذه الأراضي بعضها يصلح للحنطة بعضها للشعير بعضها للرمان وبالتالي معناه إن إنفاق كمية من العمل في أرض يختلف باختلاف الأرض إذن قد تنفق كمية كبيرة من الوقت على أرض ولا تخرج بنتيجة وقد تنفق كمية قليلة من الوقت على أرض وتخرج بنتيجة بالتالي القيمة التبادلية يعني قيمة الوقت الذي تنفقه على هذه الأرض أو على تلك الأرض ليس هو الذي حدد قيمة المحصول الزراعي الذي يحدد قيمة المحصول الزراعي رغبة المشتري في هذه السلعة.

المناقشة الثالثة هناك ظاهرة لا يمكن تفسيرها بقاعدة إن العمل أساس القيمة وهو انخفاض ثمن السلعة لأمور طارئة مثلا جاء جائحة كورونا الناس جلست في بيوتها ما عادت تشتري كثير من السلع فقدت قيمتها الآن جائحة كورونا زادت لكن الإغلاق الاقتصادي أنهوه وفتحوا البوابة الاقتصادية عاد ثمنها ويمكن بزيادة والطلب عليها أو إعلان حالة حرب وتنطلق صفارات الإنذار الناس تخاف تجلس في بيوتها ما تشتري أو يا جماعة سيأتي قحط الناس تقبل على الحوانيت والدكاكين وتشتري جميع ما فيها للادخار لا دخل للقيمة التبادلية في تحديد سعرات السلع الذي يحدد هنا العرض والطلب كثرة الطلب يعني الرغبة رغبة الناس وعدم رغبتها.

الآن في جائحة كورونا نحن شاهدنا أنه في استراليا وفي أمريكا وأوروبا حصلت عمليات قتل على محار ورق للحمام وسوبر ماركتات بقت فارغة وفي إيران ما حصلت هذه الأمور ما وجدت السوبر ماركتات فارغة وهذا يشير إلى مطلب فلسفي مهم في التغيير السياسي والاجتماعي والمعاملات يقولون في الفلسفة ليس المهم ما هو موجود في ذهنك الشريف إنما المهم كيف يتلقى المخاطب هذا الكلام ما هي ردة فعله يمكن أنت كلامك أنيق ومرتب ومصفوف ما نستطيع أن نصوف مثله لكن الطرف المقابل انفعالي يقتلك ويمكن كلامك كله تجريح لكن الطرف المقابل حليم وواسع الصدر يحتويك فليس المهم ما هو موجود في ذهنك المهم ما هي ردة فعل المجتمع ما هي ردة فعل الطرف الآخر هذا ما يحتاجه القادة والمغيرون في المجتمع إذا تصير مسئول أو قائد وتتخذ قرار لازم تصير فنان في كيفية تسويق القرار بحيث ما يولد ردة فعل ويصير فيها زوال للأمن الاجتماعي.

النقطة الرابعة إن العمل عنصر غير متجانس

هناك العمل البسيط مثل حمال وهناك العمل المعقد مثل العمل الالكتروني والموبايلات الذكية فساعة من عمل الحمال تعدلها بساعة من عمل من يعمل موبايلات ذكية؟

الماركسية حاولت التغلب على هذه المشكلة قسمت العمل إلى عمل بسيط وعمل مركب العمل البسيط الذي لا يحتاج إلا إلى الجهد العضلي مثل الحمال والعمل المركب هو الذي يحتاج بالإضافة إلى العمل العضلي والقوة الطبيعية يحتاج إلى جهد ذهني وفكري فهو عمل مركب من شيئين عمل طبيعي وعضلي وعمل ذهني فكري مثل عمل المهندس وعمل الطبيب وعمل التقني وعمل الإعلامي ونوقش هذا إذا مركب يقتضي تضاعف السلعة أو ثلاثة أضعاف والحال أن الذي يعمل في الإعلام أو في الأمور الالكترونية أو الذي يشتغل في المحاسبة هذا يأخذ في الساعة الواحدة عشرة أضعاف ما يأخذ ضعف أو ضعفين أو ثلاثة فما هو المعيار في تركيب العمل الذي بحيث أحيانا يصير عشرة أضعاف أو عشرين ضعف مثلا الآن الذي يصير باحث في الشؤون الإستراتيجية هذا الدول تعطيه ما شاء الله إذا هو مخطط يرسم الخطط يعطونه ما شاء الله من الأموال فإذن القيمة التبادلية ليست هي الأساس والمعيار وبالتالي أخطأ كارل ماركس ومن جاء قبله في أن العمل هو أساس تحديد السلعة واشتبه عليه هذا الأمر وهو أن القيمة التبادلية والقيمة الاستعمالية يشتركان في صفة نفسية وهي الرغبة الإنسانية واحد يرغب يأخذ سرير وما يرغب يأخذ ثوب وواحد يرغب يأخذ ثوب وما يرغب يأخذ سرير وواحد يرغب في الاثنين معا وبمقدار الرغبة تتحدد السلعة.

النتيجة النهائية

كل ما ذكر ليس بمحدد للسلعة وإنما هو مؤثر في الرغبة نوعية الأرض تؤثر في الرغبة نوعية البحر تؤثر في الرغبة القيمة الاستعمالية تؤثر في الرغبة القيمة التبادلية تؤثر في الرغبة كل ما ذكر الاحتكار يؤثر في الرغبة زيادة العرض يؤثر في الرغبة والرغبة هي التي تحدد التسعيرة.

الخلاصة

أولا يتحدد ثمن السلعة بمقدار الرغبة الإنسانية في الحصول عليها يعني هذا المحدد الوحيد

ثانيا تزداد الرغبة في السلعة كلما ازدادت منفعتها الاستعمالية

ثالثا يزداد ثمن السلعة إذا كانت نادرة ويقل ثمنها إذا كانت متوفرة بكميات كبيرة

رابعا تؤثر الطبيعة والعمل الإنساني في تحديث ثمن السلعة لأنهما من العوامل التي تؤثر في كمية السلعة ونوعيتها يعني يؤثرون في الرغبة، هذا تمام الكلام في البحث السابع، البحث الثامن نظرية توزيع الثروة المنتجة يأتي عليها الكلام.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 17 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: اقتصادنا الميسر
  • الجزء

    -

  • 100

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
17 الجلسة