اقتصادنا الميسر
شیخ الدقاق

012 -النظام الإسلامي لتوزيع الثروة

اقتصادنا الميسر

  • الكتاب: اقتصادنا الميسر
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    100

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

البحث الثاني عشر النظام الإسلامي لتوزيع الثروة،‌ أسئلة تمهيدية

ما هي القاعدة الأساسية في نظام توزيع الإنتاج في الإشتراكية؟

الجواب:‌العمل.

السؤال الثاني ما هي القاعدة الأساسية في نظام توزيع الانتاج في الشيوعية؟

الجواب الحاجة.

السؤال الثالث ما هي القاعدة الأساسية في نظام توزيع الإنتاج في الرأسمالية؟

الجواب الملكية الخاصة.

السؤال الرابع هل تعرف شيئا عن نظام التوزيع في الاقتصادي الإسلامي؟

الجواب المدار على العمل والحاجة بشكل أساسي والملكية بشكل فرعي.

نظام التوزيع الإسلامي

إن أكثر ما اشتكت البشرية هو الظلم وعدم تحقق العدالة الاجتماعية فعلى امتداد مسيرة المجتمع الإنساني تعرضت الإنسانية عبر التاريخ إلى الوان من الظلم الاقتصادي إما لقيام التوزيع على أساس فردي وإما لقيام التوزيع على أساس جماعي ولكل منهما آفته الخاصة أما التوزيع الفردي واستئثار شخص بالثروة وتوزيع هذه الثورة على مزاجه الخاص كالملك أو الرئيس فلما في هذه الطريقة من التعدي على حقوق الجماعة وحقوق المجتمع فيقدم أفراد ويقصي ويلغي أفرادا أخر وأما آفة الحالة الثانية التوزيع على أساس جماعي فهي عبارة عن مصادرة حقوق الفرد فمهما عمل الفرد من عمل يتساوى مع غيره فيتساوى الكسول والخمول مع النشيط والمثابر فما هو رأي الإسلام في نظام توزيع الثروة لقد وضع الإسلام والنظام الاقتصادي الإسلامي نظاما لتوزيع الثروة على المجتمع الإنساني بحيث يضمن حقوق الفرد والمجتمع معا فلا يجحف بحق الفرد من جهة ولا يجحف بحق المجتمع من جهة أخرى فأعطى الإسلام المجتمع حقوقه كاملة متكاملة كما لم يمنع الفرد من اشباع ميوله الطبيعية ولم يسلب الجماعة حقها ولم يحدث الضرر بحياتها وبهذا امتاز الإسلام عن الماركسية والشيوعية والرأسمالية من خلال برامج التوزيع المختلفة التي جربها الإنسان على مر التاريخ وضاق ألوان الظلم والاضطهاد والبؤس ولم يجد العدالة إلا في الإسلام العظيم إذن ما هي الأدوات الرئيسية والأساسية للتوزيع في الإسلام وما هي الأدوات الفرعية؟

الجواب أساس توزيع الثروة في الإسلام يرتكز على أساسين مهمين وهما العمل والحاجة ويتفرع على ذلك الملكية فالملكية أداة ثانوية تتفرع على العمل ولتوضيح المسألة أكثر نقول يوجد عندنا ثلاثة أصناف في المجتمع الصنف الأول هو الذي يعمل ويستطيع أن يوفر دخلا يفوق حاجته فمن يعمل في عمل البرامج الكمبيوترية أو المحاسبات المالية أو يعمل في تجارة ربحية كبيرة فإنه سيحقق دخلا زائدا عن حاجته هذا الصنف الأول.

الصنف الثاني هو الذي يعمل ويوفر مقدارا من المال والدخل بحيث يستطيع أن يعيش على حد الكفاف والعفاف فلا يزيد ماله ولا ينقص فهو يحصل على حد الحد.

الصنف الثالث من لا يستطيع العمل كالمقعد والعاجز والمجنون والشيخ الكبير السن فإنه لا يستطيع أن يعمل ولا يستطيع أن يوفر مالا ولكنه بحاجة إلى المعيشة،‌هذه أصناف ثلاثة كيف تعامل معها الإسلام؟

الجواب أما الفرد الأول وهو الذي عنده تجارة وعمل يستطيع أن يوفر له ما يغنيه وزيادة فهو بسبب العمل يملك فإذا قام بعمل مشروع ملك نتيجة عمله ولا يصادر الإسلام أملاكه لأنه قد حصل عليها بكسب وعمل مشروع وكذلك بالنسبة إلى الفئة الثانية فإنها تعمل وتحصل على حد الكفاف ولكن قد تعتريها حالات كما لو أصيب بمرض وأحتاج إلى عملية جراحية ولا يوجد عنده مال فهذه الفئة الثانية تحتاج إلى شيء من مصادر توزيع الثروة الأول العمل فبعملها تعيش المعيشة اليومية وبطروء الحاجة الآنية تستحق من بيت المال أن يدفع لها فتوزع الثروة للفئة الثانية على أساسين الأساس الأول أساس العمل والأساس الثاني أساس الحاجة بخلاف الفئة الأولى تاجر عنده افلوس هذا لا يعطى من بيت المال وإنما يكون المصدر الأساسي لدخله عمله.

وأما الفئة الثالثة الشيخ الكبير والمقعد ومن لا يستطيع أن يعمل فإنه لا يكون العمل هو أساس توزيع الثروة عليه لأنه لا يستطيع أن يعمل فينحصر في خصوص الحاجة إذن المصدر الأساسي لتوزيع الثروة أمران وهما العمل والحاجة ويتفرع على المال الذي يحصل عليه من العمل الملكية ويتفرع على المال الذي يعطى له من بيت المال لسد حاجته أيضا الملكية وبالتالي إذا ملك شيئا كما لو ملك عمارة أو عقارا يستطيع أن يؤجرها ويعيش منها هذا التاجر فصار مصادر دخل التاجر شيئان أولا العمل وثانيا الملكية لكن في الأساس العمل طبعا قد يحصل على أرث ما يكون بعد عمل حصل على أرث وملك ومن خلال هذا المال شغل هذه الأموال والله فتح عليه ويسر إليه إذن أساس توزيع الثروة في النظام الاقتصادي الإسلامي هو العمل والحاجة بشكل أساسي، العمل لمن يعيش برفاهية ولمن يعيش حد الكفاف والحاجة لمن يعيش حد الكفاف إذا طرأ عليه طارئ ولمن لا يستطيع أن يعمل ويترتب على العمل ويتفرع عليه الملكية، هذا تمام الكلام في توزيع الثروة في الإسلام.

وأما الاقتصادي الشيوعي فهو يرى انقطاع الصلة بين العمل والثروة المنتجة أن تعمل لكن ما تملك نتيجة عملك لو تشتغل من الصبح إلى الليل أنت تعمل للمجتمع إنك تعمل للمجتمع الشيوعي لا للمصالح الفردية والآنية وبالتالي كل ما تحصل عليه من نتيجة عملك يعود إلى المجتمع والملكية الجماعية وتعطى بقدر حاجتك فلو كنت تاجرا كبيرا وعملت وعندك ولد واحد تعطى بمقدار زوجة وولد ولو كنت عاملا بسيطا وعندك عشرة أولاد تعطى بمقدار عشرة أولاد إذن لا تحصل على الثروة بسبب العمل ليس أساس توزيع الثروة هو العمل أساس توزيع الثروة هو الحاجة إذن الاقتصاد الشيوعي يرى وجود انقطاع ولا توجد علاقة بين العمل وبين الثروة المنتجة فليس للعامل من حق إلا اشباع حاجته مهما كان عمله لأن العمل وظيفة اجتماعية يؤديها الفرد إلى المجتمع والمجتمع يكافئ هذا العامل بضمان حاجته إذن توجد قاعدة في الشيوعية مفادها العمل من الكلي حسب طاقته والتوزيع لكل حسب حاجته فنختصرها ونقول من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته من تشير إلى العمل لكل تشير إلى التوزيع من كل حسب طاقته يعمل كل واحد حسب طاقته ولكل يعني لكل فرد حسب حاجته بناء على هذا الأساس في المفهوم الشيوعي يكون العمل أداة انتاج للسلعة وليس أداة توزيع للسلعة سبب التوزيع هو الحاجة وليس العمل العمل أداة انتاج وليس سبب توزيع مهما عملت أنت تنتج إلى المجتمع عملك اداة انتاج ولكن هذا العمل ليس سبب للتوزيع سبب التوزيع هو الحاجة والحاجة لوحدها هي التي تقرر طريقة توزيع الثروة على أفراد المجتمع ولهذا يختلف نصيب أفراد المجتمع في توزيع الثروة المنتجة عليهم بحسب اختلاف حاجاتهم لا اختلاف أعمالهم، العامل ما يصير مجد يقول أنا أكدح من أول الصبح إلى آخر الليل وعندي ولد واحد وأحصل أقل من هذا الذي يعمل قليل ويعطونه لأنه عنده عشرة أولاد أنا سوف اجلس في البيت وأأتي بالأولاد وسوف يعطوني حسب حاجتي هذا يتنافى مع الرغبة الفردية هذه النظرة الشيوعية تتنافى مع الرغبة الفردية للأفراد.

إلى هنا أخذنا نظرة الاقتصاد الشيوعي الذي ما تحقق الشيوعية ما تحققت لأن المجتمع الشيوعي يأتي بعد زوال المجتمع الاشتراكي يعني بعد الغاء الملكية الفردية وإحلال الملكية الجماعية مكانها ثم إلغاء الدولة هذه أمور خيالية، هذا تمام الكلام في نظرة الاقتصاد الشيوعي لتوزيع الثروة فالعمل أداة انتاج وليست أداة توزيع وأما الاقتصاد الاشتراكي الماركسي فهو يحدد صلة العامل بنتيجة عمله لأنه يرى أن العامل هو الذي يصنع وهو الذي ينتج القيمة التبادلية للأشياء، هذا المعدن ذهب خام لما يأتي العامل ويصنع منه سلسلة ذهبية أو قرط أو خاتم يصنع قيمة تبادلية لهذا الخاتم هذا الخياط لما يخيط القماش ويجعله شرشف لسرير يعطيه قيمة ثم هذا الشرشف السرير لما يحوله إلى قميص يعطيه قيمة فالذي يصنع وينتج القيمة التبادلية هو العامل وبالتالي العمل ليس أداة توزيع كما يقولون العمل أداة انتاج العمل أداة انتاج كما تقول الشيوعية وأداة توزيع على أساسه يتم التوزيع فالعامل هو الذي يخلق القيمة التبادلية للجماعة وللمادة التي ينفقه عمله فيها النتيجة العامل يملك نتيجة عمله ويملك المادة التي انفق عمله عليها لأن المادة أصبحت ذات قيمة بسبب عمله فتصير القاعدة في التوزيع من كل حسب قدرته ولكل حسب عمله إذن ما الفرق بين الشيوعية والاشتراكية في توزيع الثروة بالنسبة إلى العمل؟‌الشيوعية ترى أن العمل أداة انتاج وليست أداة توزيع والماركسية ترى أن العمل أداة توزيع بالإضافة إلى كونها أداة انتاج يعني هذا العامل إذا انتج تقول الشيوعية ليست لك نتيجة انتاجك لك حاجتك فقط فعملك أداة انتاج فقط وليست أداة توزيع الماركسية تقول عملك أداة انتاج وأيضا أداة توزيع يعني نعطيك بحسب عملك من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله وأما الشيوعية تقول من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته إذن أداة التوزيع في الشيوعية هي الحاجة وأداة التوزيع الأساسية في المجتمع الأشتراكي هو العمل.

ما رأي الإسلام هل هو مع الاقتصاد الاشتراكي أو مع الاقتصاد الشيوعي؟‌ الجواب لا هذا ولا ذاك فالإسلام يخالف الشيوعية في قطعها الصلة بين العمل ونتائج العمل من قال إن العمل لا يوجب ملكية نتائج العمل وأنه يستحق فقط ما يحتاج ولا يستحق نتيجة عمله، كلا كما أن الإسلام لا يقول إن ما يعمله الفرد يملكه المجتمع أنت تعمل في شركة المجتمع هو يعمل من الصبح لليل والذي يملك المجتمع ليس صحيحا أن المجتمع هو المالك الوحيد لعمل الأفراد كما يقول الاقتصاد الاشتراكي والشيوعي بل يرى الإسلام، الإسلام يسأل هذا السؤال ما هو المجتمع؟ الجواب مجموعة أفراد، هؤلاء الأفراد لهم حاجات أو لا؟‌ نعم لهم حاجات وبالتالي يرسم الإسلام حاجات المجتمع وينظر إلى المجتمع نظرة واقعية وينظر إليهم بشر يتحركون ويعملون عندهم حاجات ولا يقطع الإسلام الصلة بين العامل ونتيجة عمله إذن أولا الإسلام والاقتصاد الإسلامي يختلف مع الشيوعية إذ أن الشيوعية ترى أن العمل أداة انتاج وليست أداة توزيع فتقطع الشيوعية الصلة بين العمل ونتيجة العمل بين العامل ونتيجة عمله تقول من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته الإسلام يقول لا العامل يملك نتيجة عمله خلافا للشيوعية.

إلى هنا بينا اختلاف الاقتصاد الإسلامي عن الاقتصاد الشيوعي وأما اختلاف الإسلام والاقتصاد الإسلامي عن الاقتصاد الاشتراكي فإن الاقتصاد الاشتراكي يقول إن الذي يمنح السلعة قيمتها هو العمل فالعامل بمهارته وحذاقته يوجد القيمة التبادلية للسلعة فعمل العامل سبب وقيمة السلعة التبادلية مسبب ومعلول هذا بحسب الاقتصاد الاشتراكي وأما الاقتصاد الإسلامي فهو يقول إن السلعة تحددها الرغبة الاجتماعية لا حرفية العامل يمكن العامل ينحت منحوتة يستغرق فيها أربع سنوات ولكن هو في مجتمع لا يرغب في المنحوتات يشتري هذه المنحوتة بأبخس الاثمان وربما العامل يعمل في بضاعة ساعة واحدة لكن هذه البضاعة مرغوبة في هذه المجتمع يشتريها المجتمع بأرفع الاثمان فالذي يحدد قيمة السلعة هو الرغبة الاجتماعية رغبة المجتمع وليس الحرفية أصلا التجارة قائمة على هذا الأساس تشتري بضاعة من إيران هنا رخيصة تبيعها في دولة ثانية هذه البضاعة ما موجودة ومرغوبة هناك تبيعها غالية، التجارة قائمة التفاوت الحاصل في السلع بناء على اختلاف الرغبات وليس بناء على مقدار العمل الذي يصرف على السلعة إذن كما اختلف الاقتصاد الإسلامي مع الاقتصاد الشيوعي في أن العمل أداة انتاج وليس اداة توزيع الإسلام قال العمل اداة انتاج وأداة توزيع يعني موافق للاشتراكية إن قلت الإسلام يطابق الاشتراكية تماما الجواب يوجد أيضا فارق الاشتراكية تقول إن عمل العامل هو الذي يحدد القيمة التبادلية للسلعة والاقتصاد الإسلامي يقول إن عمل العامل لا يحقق الرغبة التبادلية للسلعة لكن له تأثير الذي يحدد هو الرغبة ربما عمل العامل يزيد الرغبة أو يقلل الرغبة فمثلا هذه السجادة اليدوية تزيد الرغبة وهذه السجادة التي بالمكينة تقلل الرغبة لا أن عمل العامل هو الذي حدد السعر الذي يحدد السعر الرغبة لكن عمل العامل له تأثير في حصول الرغبة إذن لا نسلم أن الفرد هو الذي يصنع القيمة التبادلية للسلعة كما يقول الاقتصاد الاشتراكي فالمواد الطبيعية لا تستمد قيمتها في رأي الإسلام من العمل بل قيمة كل مادة تنتج عن الرغبة والاجتماعية العامة في الحصول عليها وبالتالي يكون أساس نظام توزيع الثروة في الإسلام هو الملكية القائمة على أساس العمل يبقى الكلام في الرأسمالية ما أشار إليها إلا شيء عابر لازم تنتزعه ما صرح به ما هو أساس التوزيع في الرأسمالية الملكية الخاصة المطلقة يعني ما دام تملك أنت تستطيع أن تحصل على أي شيء يرتبط بملكك تملك مال يمكن تتاجر به وتحصل على الربح ويمكن تراضي به يعني تأجره وتحصل على المال فأساس توزيع الثروة في الرأسمالية الغربية الملكية الفردية المطلقة غير محددة والأساس هو الملكية الإسلام لا يقول الأساس هو الملكية يقول الأساس هو العمل والملكية تترتب على العمل وبالتالي هذا المال ملكك إذا تاجرت به يعني قمت بعمل تستحق الربح وأما إذا لم تتاجر بالمال لم تعمل به اقرضت ما تستحق الربح المترتب على الاقراض لأن الإقراض ليس عملا فالرأس مالية تقول تستحق الربح الربوي للقرض لأن الأساس عندهم الملكية وأنت تملك رأس المال وكلما يرجع إلى رأس المال مطلقا فهو لك الإسلام يقول كل ما يرجع إلى رأس المال من عمل لا مطلقا من عمل فهو لك.

واحد عنده مليون دينار تاجر به ربح نص مليون دينار الإسلام يقول مليون ونصف لك وليس لغيرك ولكن واحد عنده مليون دينار لم يتاجر به أعطاه قرض ربوي على أن يعطونه نص مليون بحيث يرجعون له مليون ونص دينار الإسلام يقول فقط مليون لك والنص مليون إلى غيرك لأن النص مليون وإن قلت إنها ترتبت على ملكك للمليون لكن ليس أساس التوزيع هو الملكية أساس التوزيع هو العمل والملكية تترتب على العمل.

أولا القاعدة الشيوعية العمل سبب لتملك المجتمع لا الفرد يعني العمل يوجب ملكية المجتمع لنتيجة العمل والفرد لا يملك نتيجة العمل الفرد يملك خصوص حاجته.

الثاني القاعدة الاشتراكية العمل سبب لقيمة المادة وبالتالي سبب لتملك العامل للمادة.

ثالثا القاعدة الإسلامية العمل سبب لتملك العامل للمادة وليس سببا لقيمتها لأن القيمة تأتي من سبب آخر وهي الرغبة الاجتماعية في المادة فالغواص بغوصه وحيازته للؤلؤ يملك اللؤلؤ ولا يحدد قيمة اللؤلؤ الذي يحدد قيمة اللؤلؤ الرغبة كان اللؤلؤ الصناعي كان اللؤلؤ الطبيعي مرغوب لما اليابان صنعت اللؤلؤ الصناعي سقطت قيمة اللؤلؤ الطبيعي.

الرابع القاعدة الرأسمالية الملكية سبب لتملك الفرد مطلقا فالفرد يملك ما يتفرع على رأس ماله سواء عمل به أو لم يعمل.

دور الحاجة في التوزيع شرحناه حينما ذكرنا ثلاث فئات الفئة الأولى المرفهة الفئة الثانية حد الكفاءة الفئة الثالثة الفقيرة، قلنا إن العمل أساس توزيع للفئة المرفهة والكفاف والحاجة أساس التوزيع للفئة الفقيرة وللحاجات الطارئة لفئة الكفاف،‌الحاجة في نظر الإسلام والشيوعية والاشتراكية.

الحاجة بالنسبة إلى الشيوعية هي القاعدة الوحيدة لتوزيع الثروة لا توجد قاعدة أخرى لتوزيع الثروة والإسلام يرى أن كما أن الحاجة أساس لتوزيع الثروة كذلك العمل وأما الاشتراكية الماركسية فالأساس الوحيد لتوزيع الثروة هو العمل لا الحاجة لكن عمليا الاشتراكية لو واحد يحتاج وما يعمل لا يتركونه يموت جوعا الدولة تعطيه مقعد إلى آخره ثم يشير المصنف إلى التفاتة حينما اقتحمت جائحة كرونا العالم وأصبح جهاز التنفس في المستشفيات قليلا جدا نادى البعض في أوربا وأمريكا بأن انزعوا جهاز التنفس الاصطناعي من كبار السن والمقعدين والمرضى ووفروه للشباب قال لأن هؤلاء عبئ على المجتمع يأخذون من ميزانية الدولة كبار السن والمجانين والذين عندهم امراض والمقعدين هؤلاء عبئ على المجتمع لأنهم لا يعملون الدولة تصرف عليهم ولا يعملون فهؤلاء عبئ على الدولة والمجتمع بخلاف الشاب الذي يحي المجتمع بعمله المصنف يقول لعل هؤلاء المتشددين وجهة نظرهم إن أساس التوزيع هو العمل فقط لا الحاجة أنت تأخذ وفق عملك ما تعمل تموت جوع فهذا كبير السن أو المقعد أو المجنون ما يعمل فليموت عنده حاجة؟ نعم عنده حاجة ما عندنا شغل بها، طبعا هذا أساس فلسفي ذاكره والصحيح هو غير هذا الصحيح أن الغرب قائم على أساس نفع براكماتي وهو أن الفكرة المقدسة والفكرة المطلوبة هي التي تدر علي ربحا ماليا وأي فكرة لا تدر ربحا ماليا فهي عبئ لا نعتني بها فتقول الله موجود الرسول موجود كتاب السماوي موجود يقول الرأسمالي أنا لست معنيا بهذه الأفكار بل هذه الأفكار مضيعة لوقتي لأنها تشكل عبئ تأخذ مني وقت ولا تدر علي ربح متى تصير هذه الأفكار مقبولة إذا درت ربحا إذا فتحنا كنيسة أو مسجدا وأخذنا رسوم ودخلنا فلوس إلى الدولة أو إلى المشروع الخاص نعم هذه فكرة مقدسة وبالتالي كبار السن والقعدين هؤلاء عبئ هذا منطق نفعي منطق مصلحي منطق براكماتي.

دور الملكية في التوزيع

الإسلام يقر أن العمل سبب للملكية وبالتالي انتهى الإسلام إلى أمرين أولا السماح بالملكية الخاصة.

ثانيا تحديد مجال الملكية الخاصة وهو العمل بها وهو أنه يحق لك أن تستثمرها وأن تأكل من عملها ولا يحق أن تأكل من مالك من دون عمل كأن تدفعه كقرض ربوي وبالتالي الإسلام يقسم الثروات إلى ثروات طبيعية وثروات خاصة ثروات الطبيعية مثل الانهار والشلالات والغابات والثروات الخاصة مثل ما يصل إلى الإنسان عن طريق ارث أو عن طريق هبة أو نتيجة عمله وبالتالي الثروات الخاصة العمل البشري الذي يحصل عليه الإنسان مثل الزرع والنساجة العمل المبذول في استخراج الكهرباء العمل المبذول في استخراج النفط وأما الثروات العامة كل ثروة لم يتدخل العمل الإنساني في تحقيقها مثل الغابات الأنهار الشلالات فالإسلام سمح بالملكية الخاصة على أساس العمل وخالف الرأسمالية والاشتراكية في الحقوق التي منحها الإسلام للمالك لم يسمح الإسلام للمالك أن يستخدم ماله في تنمية ثروته تنمية مطلقة حتى بالرباء سمح له أن ينمي ثروته على أساس العمل خلافا للرأسمالية سمحت للإنسان بالملكية الخاصة وتنميتها مطلقا بعمل أو بغير عمل إذن الإسلام يعترف بالربح التجاري لا الربح المجاني فالملكية الخاصة أصبحت أداة للتكسب عن طريق الاتجار وفقا للحدود والضوابط الشرعية وبالتالي الملكية صارت أداة ثانوية للتوزيع والأداة الأولية هي العمل.

الخلاصة

القاعدة الأساسية للتوزيع في الاقتصاد الاشتراكي هي العمل وفي الاقتصاد الشيوعي هي الحاجة في الاقتصاد الإسلامي هناك قاعدتان أساسيتان للتوزيع هما العمل والحاجة وقاعدة ثانوية وهي الملكية.

الأمر الثالث ما ذكره،‌القاعدة الأساسية للتوزيع في الاقتصاد الرأسمالي هو الملكية الخاصة وتنميتها مطلقا بعمل أو بغير عمل،‌هذا تمام الكلام في البحث الثاني عشر البحث الثالث عشر تداول الثروة يأتي عليها التداول.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 17 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: اقتصادنا الميسر
  • الجزء

    -

  • 100

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
17 الجلسة