اقتصادنا الميسر
شیخ الدقاق

013 - تداول الثروة

اقتصادنا الميسر

  • الكتاب: اقتصادنا الميسر
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    100

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

البحث الثالث عشر تداول الثروة

انتهينا من البحوث الاثني عشر المتقدمة وكانت تدور حول أمرين:

الأول الإنتاج

الثاني التوزيع

وهذان المفهومان موجودان وقديمان قدم التفكير الإنساني فمنذ أن خلق الله أبانا آدم عليه السلام وإلى يومنا هذا بدأ الإنسان بالإنتاج وحينما أنتج فكر في كيفية توزيع الثروة المنتجة إذن الإنتاج والتوزيع قديمان قدم التفكير الإنساني ولكن يوجد مفهوم ثالث جديد وهو مفهوم تداور الثروة ففي قديم الزمان كان الإنسان الذي أنتج تمرا يبادل أخاه الإنسان الذي أنتج عنبا فإذا أنتج تمرا زائدا عن حاجته احتفظ بنصف التمر له وبادل النصف الآخر بنصف عنب الآخر فنشأت المعاملة التبادلية مبادلة الثروة مبادلة التمر بالعنب.

وهكذا من أنتج شعيرا فإنه بحاجة أيضا إلى حنطة وبالتالي يحتفظ ببعض الحنطة له ويبادل بعض حنطته بشعير وزبيب وغيرها من خيرات هذه الأرض إذن التبادل هو أحد الأركان الأساسية في الحياة الاقتصادية ولا يقل التبادل أو التداول أهمية عن الإنتاج والتوزيع وإن كان ظهور التبادل والتداول متأخرا عن الإنتاج والتوزيع زمنينا فإن الإنتاج والتوزيع موجودان بوجود المجتمع الإنساني فمتى ما وجد مجتمع إنساني وجد الإنتاج والتوزيع إنتاج الثروة وتوزيع هذه الثروة فلكي يواصل الإنسان حياته ومعيشته لابد أن يمارس الإنتاج إنتاج زراعي إنتاج صناعي إلى آخره ولابد أن يوزع الثروة المنتجة ويوزع هذه الثروة على أفراد النوع الإنساني بطريقة من طرق التوزيع فلا توجد حياة اجتماعية من دون إنتاج وتوزيع ولكن وجدت حياة إنتاجية وجدت حياة إنسانية من دون مبادلة ومن دون تبادل وبالتالي المبادلة ليست ضرورية أن توجد بوجود المجتمع لأن المجتمعات في بداية تكونها البدائي لم تكن تمارس الاقتصاد المتطور القائم على المبادلة بل كانت تمارس الاقتصاد البدائي الذي يعني قيام كل عائلة بالإنتاج والمعيشة وفقا لهذا الإنتاج فهي تنتج ما تحتاج إليه وهذا النوع من الاقتصاد لا يفسح مجالا للمبادلة بل كل منتج يشبع هذه العائلة بإنتاجه جميع الحاجات البسيطة لهذه العائلة البسيطة ويكتفي الإنسان بما ينتجه من سلع وإنما بدأت المبادلة الاقتصادية حين توسعت حاجات الإنسان ونمت وتطورت وتكاثرت وتعددت السلع التي يقتنيها الإنسان ويحتاجها في حياته بحيث يصبح كل فرد عاجزا عن توفير جميع السلع التي يحتاج إليها أنت هل تستطيع أن تكون خياطا وزراعا وبناء وصانعا إلى آخره هذا صعب جدا الإنسان البدائي هو الخياط هو الصانع هو البناء هو يدبر جميع شؤون حياته ولكن إنسان اليوم عاجز عن إنتاج كل ما يحتاج إليه وبالتالي يأخذ كل منتج عن طريق التخصص فكل إنسان متخصص في إنتاج سلعة من السلع ويشبع حاجاته بمبادلة ما ينتجه فإن كان نحاتا أو نجارا أو حدادا فإنه يبادل نجارته وما قام به من نجارة الكرسي والطاولة بما قام به غيره من الحدادة أو النحت أو الحياكة والخياطة فبدأت المبادلة والمعادلة في الحياة الاقتصادية بوصفها وسيلة لإشباع حاجات الإنسان وحاجات المنتجين بدلا من تكليف كل منتج أن يقوم بإنتاج جميع ما يحتاج إليه فهو لا يستطيع أن يباشر إنتاج جميع ما يحتاج إليه من أمور إنتاجية ولكن جشع الإنسان امتد إلى المبادلة وطور المبادلة لمصالحه الخاصة فتحولت المبادلة من وسيلة لإشباع حاجات الإنسان الضرورية إلى أداة ظلم واستغلال ولكي نعرف وجهة نظر الإسلام من المبادلة لابد أن نبين رأي الإسلام في السبب الأساسي الذي جعل من المبادلة أداة ظلم واستغلال ونبين الحلول التي وضعها الإسلام لحل المشاكل الناشئة عن حرف التداول عن وظيفته الأساسية في المجال الاقتصادي فالوظيفة الأساسية للتبادل هي إشباع حاجات الإنسان وقد تحولت إلى وظيفة سوء استغلال حياة الإنسان، إذن هناك شكلان أساسيان للتداول الشكل الأول المبادلة على أساس المقايضة مبادلة عين بعين مبادلة عنب بتمر وتمر بزبيب وزبيب بخروف وهكذا.

المبادلة الثانية المبادلة على أساس النقد فهو يقول لا يوجد عندي مكان أضع فيه هذا الجمل بما حمل ولكن أضع مبلغ نقدي في مقابل الجمل وما حمل إذن كان أساس المبادلة هو المقايضة وليس النقد فأساس المبادلة هو المقايضة مبادلة سلعة بسلعة وهذا الشكل هو أسبق إشكال المبادلة تاريخيا.

كانت السوق هكذا يأتي التمّار إلى السوق ويبيع التمر مقابل الرمان أو العنب أو الحنطة أو الشعير وهكذا يأتي صاحب التفاح ويبادل التفاح بالبرتقال ويأتي صاحب البرتقال ويبادل البرتقال ببقية الفواكه والخضروات هذا هو الأساس التاريخي للمبادلة مبادلة عين بعين مقايضة لكن هذا الشكل من المبادلة أخذ يتلاشى ويتضاءل لأنه يزداد صعوبة على مر الزمن شخص عنده ألف طن من الحنطة كيف يبادلها بألف طن من الشعير هذا يحتاج إلى مخازن وآلات وسيارات فالمقايضة تضطر منتج الحنطة إلى أن يجد حاجته من القطن عند شخص يرغب في الحصول على الحنطة ومن أين أن نجد شخصا يرغب في الحصول على ألف طن من الحنطة هذا صعب وبالتالي نظرا تولد الصعوبات بين حاجة المشتري وحاجة البائع تم التوافق على مبلغ نقدي مقابل للحنطة والقطن وبالتالي هناك مشاكل عديدة في المقايضة الآن من يقايض فرسا بدجاجة أو جملا بديك فإنه يوجد فارق في الثمن بين الديك والجمل وبين الدجاجة والخروف ومن أين يدفع هذا الفارق كما أن هناك صعوبة في تقدير قيم الأشياء المعدة للمبادلة إذ لابد من وجود مقياس لقيم الأشياء حتى نقارن هذا الشيء ببقية الأشياء ونكتشف سعره لهذه الأسباب المتعددة بدأت المجتمعات تفكر في تبديل المقايضة المبادلة بالمقايضة إلى المبادلة بالفلس والفلوس وبالتالي الهم الله "عز وجل" الإنسان فكرة استعمال النقد وصف النقد أداة للمبادلة عن السلعة وظهر الشكل الثاني للمبادلة والمعادلة وهو المبادلة على أساس النقد.

إذن إلى هنا أخذنا يوجد طريقتان للمبادلة والمعادلة المقايضة والنقض والغرض منهما واحد وهو إشباع الحاجة الإنسانية سد الحاجة الإنسانية لا يوجد غرض تجاري الغرض إشباع حاجة الإنسان وسد حاجته إذن النقد حل مشكلة الإنسان وسد حاجته لكن جشع الإنسان امتد إلى النقد ونقله من وسيلة لإشباع حاجته إلى وسيلة لاستغلال حاجة الآخرين، إذن نيابة النقد عن السلعة في عمليات التداول أدى إلى حل جميع مشاكل المقايضة فصعوبة التوافق بين حاجة البائع وحاجة المشتري زالت إذ لم يعد من الضروري للمشتري أن يقدم إلى البائع السلعة التي يحتاجها بل يكفي أن يقدم له النقد الذي يمكنه من شراء السلعة التي يريدها من منتجها بعد ذلك كذلك زالت صعوبة التوافق بين قيم الأشياء لأن قيمة كل سلعة أصبحت تقدر بالنقود وهي قابلة للقسمة وهكذا أدى النقد وظيفته الاجتماعية  التي وجد من أجلها وهي تيسير عمليات التداول وفي زماننا هذا البطاقة ستقضي على النقد الآن قليل من المعاملات بالنقد خصوصا مع جائحة كرونا أكثر المعاملات عن طريق الكارت وهذا الكارت له أيضا استغلال أكثر من النقود والآن عملة جديدة يسمونها العملة الرقمية يراد لها أن تنتشر مكان العملة  الورقية.

أساءت استخدام النقد

هذا النقد الذي جيء به لإشباع حاجة الإنسان والغرض الأساسي من النقد هو سد حاجة الإنسان قام الإنسان باكتنازه وادخاره لأن دخول النقد في مجال التداول حول العملية الواحدة إلى عمليتين سابقا كان الأول يدفع تمر والثاني يدفع حنطة عملية واحدة الأول يدفع حنطة والثاني يدفع قطن عملية واحدة صارت عمليتين الأول يدفع حنطة والثاني يدفع فلوس ثم الأول يدفع قطن والثاني يدفع فلوس صارت العملية الواحدة عمليتين وبالتالي أصبح منتج الحنطة يبيع منتوجه لشخص ثم يشتري الصوف من شخص آخر بعد أن كان يبيع الحنطة ويشتري الصوف في مبادلة واحدة هذا الفصل بين العمليتين عملية بيع الحنطة وبيع القطن أو بيع الحنطة أو بيع الصوف يمكن بائع الحنطة من أن يؤجل شراء الصوف ما يشتري مباشرة الأول يشتريه مباشرة يدفع قطن في مقابل صوف الآن لا يدفع قطن ويخلي الفلوس عنده ثم بعد مدة يشتري الصوف أو الحنطة أو الشعير فالنقد يمكن البائع من أن يؤجل شراء الأشياء الأخرى بل يجعل باستطاعته أن يبيع الحنطة لا ليشتري صوفا بل لأجل أن يحول الحنطة إلى نقد ليس غرضه من البيع الحصول على سلعة أخرى الغرض النقد لذلك بعضهم تقول له مثلا أنا أبيعك هذه السلعة مقابل بيتي يقول لك أنا لا أريد بيتك أنا أريد فلوس أريد نقد لا أريد عقار، العقار متى أبيعه السوق راكد فصار الإنسان لما يشتري نظره إلى النقد وليس نظره إلى ما يقابل النقد.

تحول البيع للشراء إلى بيع لامتصاص النقود وتحولت المبادلة من واسطة بين الإنتاج والاستهلاك إلى واسطة بين الإنتاج والادخار الأول إنتاج واستهلاك أنتج تمر واستهلك حنطة أنتج حنطة واستهلك تمر الآن كلا أنتج حنطة وادخر ثمن الحنطة أنتج تمر وادخر ثمن التمر إذن المبادلة ركنان أساسيان قديمان وهما الإنتاج والاستهلاك كانت المبادلة بالمقايضة أو بالنقض لحصول المبادلة بين الإنتاج والاستهلاك صارت المبادلة لحصول المبادلة بين الإنتاج والادخار واستغل الأقوياء في الحقل الاقتصادي هذه الفرصة فاتجهوا إلى البيع من أجل الادخار واكتناز الفلوس والأموال فأخذ التجار ينتجون ويبيعون ليسحبوا النقد المتداول في مجتمعهم إلى خزائنهم الأمر الذي أدى إلى توقف الاستهلاك بسبب انخفاض المستوى الاقتصادي للجمهور وعجز الناس عن الشراء لقلة نقودهم.

الآن أكثر البلدان كل السلع متوفرة تذهب إلى السوق كل السلع موجودة لكن الناس لا تستطيع الشراء فإذن لا يوجد خلل في الإنتاج الإنتاج موجود ولا يوجد خلل في الرغبة في الاستهلاك الناس ترغب في الاستهلاك يوجد خلل في القوى الشرائية القوة النقدية ما موجودة فيلجأ الكثير من الأولاد إلى المخدرات لكي يحصل على أموال ويرى أبوه غير قادر يذهب إلى السوق ويجد الأموال يرى أمه تطلب من أبيه أحظر الحاجة الفلانية لا يستطيع يتأثر هذا الولد يخرج إلى الطريق يقول له أنت بيع هذه الحبة وأعطيك كذا فهذا الولد المال يسد.

أكبر خلل الآن الموجود في الاقتصاد الرأسمالي هو ضعف القوة الشرائية الإنتاج موجود والحاجة إلى الاستهلاك موجودة قوة شرائية ما موجودة.

وقد أدى عجز الناس عن الشراء لقلة نقودهم أدى إلى توقف حركة الإنتاج بعد ما عدهم فلوس كيف أدى إلى توقف حركة الإنتاج؟ لأن كان سابقا ينتج لكي يستهلك صار ينتج لكي يدخر الآن الفلوس موجودة عنده هذا التاجر جمع الفلوس جمدها كنزها في البنك الناس ما عندها نقود ما عندها ما تعيش به ما عندها ما تنتج به تتوقف حركة التطور والإنتاج لأن انعدام القوة الشرائية عند المستهلكين يجعل الإنتاج بلا ربح ينتج ما يربح منه شيء ونتيجة لذلك يعم الكساد الحياة الاقتصادية كلها.

الآن أكثر الدول التي تريد تنشط البيع والشراء تلغي الفائدة عن القروض إذا ألغت الفائدة عن القروض صاحب رأس المال يضطر ينزل رأس ماله في مشروع يفتح حانوت دكان سوبر ماركت محل تجاري أما إذا رفعت سعر الفائدة نعطيك عشرة في المائة خمسة في المائة ويقول أنا دكان ما اطلع ثم حتى لو طلعت احتمال الخسارة موجود ولكن في القرض الربوي هذه النسبة ثابتة لا توجد فيها خسارة فيسحب رأس ماله وما يعمل ويضعه في البنك والبنك يعطيه أرباح لذلك الدول بمجرد أن تجد حركة السوق ضعيفة تلغي الفائدة أو تخليها أقل من واحد بالمائة هذا التاجر ما يصرف له أن يضع رأس المال ويأخذ عليه ربح أقل من واحد بالمائة فيضطر أن يدخله في مشروع في السوق.

النقد كان أداة للمبادلة لإشباع الحاجات الإنسانية والاستهلاك ثم تحول النقد من أداة لإشباع الحاجات الاستهلاكية إلى أداة للادخار والاكتناز هذا التحول الثاني التحول الثالث تحول النقد إلى أداة للاستثمار في القروض الربوية يدفع النقد كقرض مليون على أن يرجع إليه مليون ومائتين أو مليون ونصف فتحول النقد من أداة استهلاك إلى أداة اكتناز وادخار ومن أداة ادخار واكتناز إلى أداة تنمية للمال عن طريق الفائدة  الربوية التي يأخذها الدائنون من مدينيهم يأخذ أصحاب الأموال من المصارف والبنوك الرأسمالية وأصبح الاكتناز في السوق المالية سببا لتنمية الثروة بدلا عن الإنتاج وبذلك انسحبت رؤوس الأموال الكثيرة من حقول الإنتاج إلى صناديق الادخار في المصارف هذه المشاكل نتجت عن سوء استخدام النقد في مجال التداول وهناك رواية عن رسول الله "صلى الله عليه وآله" تلقي ضوء على هذه المشكلة يقول "صلى الله عليه وآله" (الدنانير الصفر والدراهم البيض مهلكاكم كما اهلكا من كان قبلكم) الدنانير الصفر لأنها من ذهب والدراهم البيض لأنها من فضة.

العلاج الإسلامي للمشاكل الناشئة من النقد

الإسلام عالج هذه المشكلة المال المتراكم عليه ضريبة الزكاة اثنين ونصف في المائة سنويا وعليه ضريبة الخمس للفقراء والمساكين عشرين في المائة في المال الزائد عن الحاجة مالك الخاص ما تنفقه لحاجتك خلال السنة ليس عليه خمس وما يزيد عن حاجتك إذا بقى لمدة سنة كاملة فعليه الخمس فلو ربحت مليون دينار وأنت تحتاج خلال السنة مئة ألف دينار فإن التسعمائة ألف دينار هذه زائدة عن حاجتك تقسمها على خمسة عشرين في المائة من التسعمائة ألف هذه خمس فالشارع المقدس يشترك معك في الخمس ولك الأربعة أخماس، إذن العلاج الإسلامي للمشاكل الناشئة من النقد أعاد الإسلام التداول إلى وضعه الطبيعي عبر التشريعات الآتية:

أولا منع الإسلام من اكتناز النقد وفرض ضريبة الزكاة على النقد المجمد وهذه الضريبة بصورة تتكرر كل عام اثنين ونصف بالمائة وتستوعب النقد المكتنز إذا تكرر اكتنازه وكما فرض ضريبة الخمس وأعطى الحاكم الإسلامي صلاحية أن يفرض ضريبة أخرى مثلا لو عم القحط والفقر له أن يفرض ضريبة على التاجر وأعطاه الحاكم الإسلامي صلاحية أن يفرض الحاكم على التاجر الذي يجمد المال يفرض عليه تشغيل المال ويمنعه من الاحتكار، احتكار البضائع وعدم إخراجها إلى السوق والقرآن الكريم يعتبر اكتناز النقد جريمة يعاقب عليها بالنقد، معنى الاكتناز عدم إخراج ضريبة الزكاة وتجميد الثروة قال تعالى (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جبابهم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون).

الأمر الثاني حرم الإسلام الربا تحريما قاطعا وقضا على الفائدة الربوية ونتائجها الخطيرة في مجال التوزيع ومنع من استعمال النقد بحيث إن النقد هو أداة للاستثمار فقط ورد النقد إلى الوظيفة الطبيعية النقد هو وكيل يعني هو بديل عن السلع وأداة لقياس السلعة الاستهلاكية وتسهيل تداولها.

الأمر الثالث أعطى الإسلام للحكومة صلاحيات الرقابة الكاملة على سير التداول ومراقبة الأسعار لكي تمنع أي تصرف يؤدي إلى الضرر وزعزعة الحياة الاقتصادية أو يؤدي إلى التحكم الفردي غير المشروع في السوق وفي مجال التداول.

الخلاصة

أولا يتم تداول الثروة بطريقتين أولاهما المقايضة وهي مبادلة سلعة بأخرى وثانيا استعمال النقد في مجال البيع والشراء.

الثاني قابلية النقد للاكتناز والادخار تؤدي إلى مشكلة اقتصادية لأنها تسحب الثروة من السوق إلى الخزائن وتؤدي إلى انعدام القدرة الشرائية وكساد الحياة الاقتصادية.

ثالثا عالج الإسلام مشاكل النقد بتحريم الاكتناز والربا والتشجيع على استثمار المال في المشاريع الإنتاجية والتدخل في تحديد الأسعار وحركة التبادل عند اللزوم.

البحث الرابع عشر مسؤولية الدولة في الاقتصاد الإسلامي يأتي عليه الكلام.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 17 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: اقتصادنا الميسر
  • الجزء

    -

  • 100

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
17 الجلسة