حديث البحرين
شیخ الدقاق

16 - الهجر بين الزوجين

حديث البحرين

  • الكتاب: حديث البحرين
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    100

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

قال الله "عز وجل" في محكم كتابه الكريم وخطابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) صدق الله العلي العظيم.

نتحدث في هذه الليلة عن موضوع مقترح تحت عنوان الهجر بين الزوجين

يلحظ في الآونة الأخيرة وجود هجران كبير بين الزوج والزوجة وللأسف الشديد فإنه قد كثرت حالات الطلاق في الآونة الأخيرة خصوصاً بين اليافعين الذين يمرون في مرحلة الخطوبة، من هنا اقترح البعض أن أتحدث في موضوع الهجر بين الزوجين فأجبت ذلك وأضاف آخرون أنهم يودون أن أتحدث عن العدة فإن سمح المجال إن شاء الله أتحدث عن ذلك.

الهجران إما أن يكون بالطلاق وإما أن لا يكون بالطلاق وإنما يهجر الرجل زوجته فيذرها كالمعلقة ولكي نتحدث حول هذا الموضوع باسهاب وبتفصيل حسب ما يقتضيه الوقت أتحدث حول عدة محاور وحول عدة نقاط:

النقطة الأولى أتحدث فيها عن النظرة الفقهية للواجبات الزوجية.

النكاح عقد كسائر العقود بمجرد أن تقول الزوجة زوجتك نفسي ويقول الزوج قبلت تحققت العلقة الزوجية وإذا تحققت العلقة الزوجية وجب على الزوجة أمور ووجب على الزوج أيضاً أمور وتحبذ أمور للزوجة وتحبذ أمور للزوج لكن يقول الفقهاء الزوجة بمجرد أن يتحقق عقد النكاح يجب عليها أمران فقط:

الأمر الأول التمكين.

والأمر الثاني أن لا تخرج من بيتها إلا بإذنه.

فإذا تحقق عقد الزواج وعقد النكاح يعني جاء الشيخ وأجرى الصيغة نيابة عن الزوجة مع الزوج أصبحت المرأة متزوجة وأصبح الرجل متزوجاً يقولون بمجرد أن تتحقق العلقة الزوجية يجب على الزوجة أمران الأمر الأول لا يجوز لها أن تخرج من بيتها إلا بإذنه لكن نحن في عرفنا عادة لا يحصل العقد والزفاف في ليلة واحدة الآن أصبح في العرف يحصل العقد وبعد سنة أو سنتين أو ثلاثة إذا كونوا أنفسهم أو بعد كم شهر تحصل حفلة الزفاف لكن الزواج الشرعي يتحقق منذ إيقاع العقد إذا أوقع العقد لا يجوز للزوجة أن تخرج من بيتها إلا بإذن الزوج لكن أيضاً اصبح شيء عرفي أن الزوج يرضى بذلك باعتبار في فترة الخطوبة تظل المرأة في كنف والدها فيسمح لها الزوج غالباً لكن مقتضى العقد الشرعي أنه لا يجوز لها الخروج إلا بإذنه والأمر الثاني التمكين يعني تمكنه من نفسها متى ما أراد إلا إذا مثلاً عادة بعضهم يشترط أنه لا يتحقق الدخول إلا عند الزواج أما بعد العقد يشترطون عدم الدخول ذلك شيء آخر، لكن مقتضى العقد الشرعي هذان الأمران يجبان على الزوجة والمرأة.

على الزوج أيضاً يجب أمر واحد إذا المرأة مكنت نفسها للزوج وجب على الزوج النفقة يعني يجب على الزوج أن ينفق على زوجته والمراد من النفقة ليس أن يضع لها راتب شهري كلا المراد من النفقة أن ينفق عليها ما يكفيها من مأكل ومشرب وملبس ومسكن بما يناسبها هذا هو المدار يعني يجوعها ولا يخليها في الطريق إذا حقق هذه الأمور يعني مقدار الكفاية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن قيل في هذه الحالة هذا الرجل قد أنفق على زوجته.

أما إذا امتنعت يقولون هذه المرأة ناشز والمرأة الناشز تسقط نفقتها يعني لا يجب عليه أن ينفق عليها هذه نظرة فقهية سريعة من دون التطرق إلى آراء الكثير من الفقهاء وإنما هذا هو الرأي المعروف.

النقطة الثانية بعد أن عرفنا وعرف كل من الزوج والزوجة واجباته بقية الأمور كلها ليست واجبة يعني المرأة لا يجب عليها أن تطبخ لا يجب عليها أن تغسل الملابس لا يجب عليها أن تكنس البيت لا يجب لا يجب لا يجب .... كذلك الزوج أيضاً لا يجب عليه أن ينفق مثلاً سيارة إلى آخره هذه الأشياء كلها لا تجب عليه يجب عليه أن ينفق على زوجته ما فيه الكفاية لكن الحياة ليس قائمة كلها على الواجب علي وفقط يعني الزوج ليس فقط يعطيها سندويجة وحدة ويقول لها هذه التي تحتاجينها وخلص كلا تستحب التوسعة على العيال وكذلك أيضاً بالنسبة إلى الزوجة أيضاً إذا ساعدت زوجها واسعفته إلى آخره.

النقطة الثالثة ما هي الأمور التي يحبها الرجل في المرأة وتحبها المرأة في الرجل؟ يعني إذا شخص كل من الزوج والزوجة أهم الأمور التي يحبذها كل منهما أصبحت الحياة سعيدة ورغيدة أما إذا لم يفهم كل منهما الآخر ففي هذه الحالة سيتم الهجران الأمور المحبذة كثيرة لكن أقتصر على بعضها وأهمها.

أولاً ما يحبه الرجل من المرأة، أهم عنصر يريده الرجل من المرأة الطاعة، في الرواية عن رسول الله "صلى الله عليه وآله" (من سعادة المرئ ثلاث الدار الوسيعة والدابة السريعة والمرأة المطيعة) عنصر الإطاعة جداً مهم في الحياة الزوجية باعتبار أن الرجل بطبيعته يحب أن يدير فإذا وجد أمرأة لجوجة أو عنيدة ستصبح نداً له وبالتالي تنبثق المشاكل في الأسرة وتكون الآثار سيئة والعواقب وخيمة أما إذا كانت المرأة سهلة طيعة طبعاً ليس المراد من أنها طيعة أنها تقبل كل شيء والحق ما يقوله الرجل والباطل ما يعزف عنه الرجل هذا أيضاً ليس بصحيح لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، الكلام ضمن الضوابط والأطر الشرعية إذا حبذ الرجل بعض الأمور التي تدور في دائرة المباحات ووجد أمرأته مطيعة له في هذه الحالة ستكبر في عينيه هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية التي يريدها الرجل في المرأة كلمات الود والاحترام والمحبة يعني مثلاً تجد بعض الزوجات منذ أن تزوجت إلى أن عجزت هي تزوجته محمد أو علي هذا هو يبقى محمد وعلي إلى آخر عمره لا تكنيه تقول له مثلاً أبو علي لم تستخدم معه تلك الكلمات الحلوة إذا جاء مثلاً أهلا بأبي العيال لا تعامل جاف لا يجد الكلمات المريحة يعني ما إن يدخل إلى فناء الدار إلا ويجد الصراخ أو يجد بعض الطلبات أو ما شاكل ذلك أما تجد بعض النساء لا ما إن يدخل الزوج إلى الدار إلا ويجد الابتسامة العريضة والكلمات المريحة إلى آخره هذه الكلمات وهذه المشاعر الصادقة لها أثر كبير في قلب الرجل يعني إذا الرجل لم يوجد من زوجته الاهتمام وطلع إلى الخارج ووجد مثل هذه الكلمات قد يتغير الزوج على زوجته فيهجر زوجته لكن إذا كانت الزوجة قد حصنت زوجها من الناحية العاطفية جعلت البيت له هالة كبيرة من المحبة والمودة والعفو والحنان والتراحم.

لماذا رسول الله "صلى الله عليه وآله" قد بكى على خديجة بكاءً شديداً مع أنها كانت أكبر منه؟ وجد فيها السند القوي.

الأمر الثالث الذي يحبه الزوج في زوجته القناعة وتحمل الوضع المعيشي يعني بعض الرجال قد يكون مستواه الاقتصادي جيد ومتمكن لكن بعض الازواج مستواه جداً ضعيف بالتالي يحتاج إلى زوجة تقف إلى جانبه وتدعمه بقناعتها أما إذا وجد زوجته فاتحة عيونها على الآخرين وما شاء الله قائمة من الطلبات شيء طبيعي سينذعر من زوجته (القناعة كنز لا ينفك ولا يفنا).

الأمر الرابع الظهور بالمظهر الحسن الجميل، تجد بعض الزوجات ما دام هي في البيت يدها دائماً تعطي رائحة البصل والطبخ إلى آخره لكن إذا أرادت أن تذهب إلى حفلة زواج تجد العطور والبخور والمكياج إلى آخره هذا غير صحيح تجد الزوج يعاتب المكياج للآخرين ولي ريحة البصل والعرق بالتالي حينما تظهر المرأة بالمظهر الجميل لزوجها فإنها في الواقع تريح نفسها لأنها إذا أراحت الزوج ستنعكس راحة الزوج عليها وعلى أسرتها أما إذا جعلت الزوج متنفر للأسف الشديد هكذا أو مثلاً الوجه المستبشر تجد الآخرين سبحان الله مع الناس أخلاقهم جيدة في الخارج تسأل فلانة أو فلان يقول لك رجال المؤمن لكن في البيت أخلاقه سيئة هذه فلانة خوش مرة لكن تسأل عن حياتها مع زوجها أو أولادها يقول لك هذه شرية.

وهكذا تجد هذا الشاب يقول لك رجل مؤمن ومتدين لكن في داخل الأسرة تجده نسخة أخرى نتمنى من نسائنا وإن شاء الله أهل لذلك أن تتحقق فيهم ولو بعض هذه الصفات هذا النقطة الأولى من النقطة الثانية.

النقطة الثانية من النقطة الثانية ما تحبه المرأة من الرجل

النقطة الأولى أهم شيء يعني حسب وجهة نظري وقد البعض يختلف معي، أهم شيء تريده المرأة من الرجل المحبة والمعزة والمودة والمشاعر الدفاقة.

عندنا في الروايات عن أئمتنا "سلام الله عليهم" (قول الرجل لزوجته إني أحبك لا يذهب من قلبها أبدا) يعني سبحان الله الزوجة قد تعلم أن زوجها يحبها لكن تتمنى أن يقول لها زوجها ذلك وتأنس بذلك وسبحان الله عندنا في الروايات أنت إذا تحب مؤمن قول له أنا أحبك.

للأسف الشديد تجد بعض الأزواج يعاشر زوجته سنين طويلة ومسكينة خدومة إليه ولا كلمة عاطفية وحدة لا تحصل بالتالي شيء طبيعي تجد هذه الزوجة متذمرة من الزوج لماذا؟ تقول لا يوجد تقدير نشتغل من الصبح إلى الليل نكنس البيت ربينا الأولاد إلى آخره كلمة واحدة فيها أحسان فيها شكر لا توجد وسبحان الله توجد ناس هكذا بعضهم لا يتقصد يعني من النساء والرجال بعضهم لا يتعمد ولا يتقصد لكن طبيعته جافة تجد بعض الشخصيات من النساء والرجال طبيعته عاطفية المحبة تتدفق مثل رسول الله "صلى الله عليه وآله"، رسول الله "صلى الله عليه وآله" (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) يعني كانت الرحمة تتجلى بين جوانحيه.

النقطة الثانية التي تحبها الزوجة من الزوج تلبية الرغبات والاحتياجات يعني بلا شك المرأة لها رغبات ولها احتياجات وخصوصاً مثلاً بعض الفتياة قد تنشأ في أسرة غير متمكنة أو في أسرة تخجل أن تطلب منها بعض الطلبات لكن حينما تتزوج تتمنى أن تتدلل على زوجها لكي يلبي لها بعض الرغبات والاحتياجات من هنا الزوج إذا كان متمكن عندنا في الشريعة يستحب التوسعة على العيال فإذا كان متمكن ويستطيع أن يلبي رغبات واحتياجات المرأة فهنيئاً له لكن ضمن الحدود الشرعية.

للأسف الشديد لاحظت بعض النساء أو الكثير حينما تأخذها للسوق تنسى روحها لو تعطيها ما شاء الله من الأموال تصرفها يعني تلبية الرغبات والاحتياجات قدر الحاجة من دون اسراف يعني وفق الضوابط الشرعية والدينية.

الأمر الثالث رحابة الصدر وطلاقة الوجه

تجد بعض الرجال يأتي إلى البيت وجميع مشاكل العمل وما يواجهها ويصبه على رأس الفقيرة او تجد مثلاً بعض الرجال إذا دخل للبيت تقول داخل الشمر عزرائيل يعني بحيث البيت كلهم يخافون الآن نأمل أن تتغير بعض الإدراكات والأمور السابقة.

هذه الأمور من الطبيعي أنها تؤثر على العلاقة الطبيعية والنفسية بين الزوجين، الإنسان عبد الإحسان يعني أنت إذا أحسنت إلى الآخرين ملكتهم وإن أسأت إلى الآخرين نفرتهم في الأبن في الزوجة هذا شيء فطري وطبيعي حتى في الحيوانات أنت إن أحسنت إلى الحيوان سكن أما إذا واجهته ينفر منك.

النقطة الثالث نحن نسأل سؤال ما هو أهم عنصر في الحياة سواء الحياة الزوجية، الحياة العائلية بين الجيران إلى آخره ما هو أهم عنصر يركز عليه الإسلام لكي ينجح الإنسان في حياة الدنيا والحياة الأخروية؟

هذا العنصر يشير إليه الإمام "سلام الله عليه" حينما جاء أحد الأشخاص يسأله قائلا يابن بنت رسول الله تقدم أحد الأشخاص لخدمة أبنت فممن أزوجها؟ فقال "سلام الله عليه" (زوجها من رجل تقي لماذا؟ لأنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها).

الإنسان المؤمن الإنسان المتقي من هو؟ الذي يخاف الله في كل لحظة في السر والعلن في الظاهر والباطن في كل لحظة وفي كل موقف وفي كل كلام وفي كل سلوك يخاف الله "عز وجل" إذا كان الزوج تقي والزوجة تقية كانت الأسرة أسرة سليمة وصالحة والتقوى ليس هو الكلام أو أمساك السبحة أو تلاوة القرآن أو قراءة الأدعية هذه جزء من التقوى صحيح لكن التقوى هي تلك الحالة النفسية التي يستشعرها الإنسان المؤمن في كل لحظاته سواء كان غاضب أم غير غاضب ساكن أم غير ساكن.

ماذا فعل أمير المؤمنين "سلام الله عليه" حينما جثا على صدر عمر بن ود العامري فبصق اللعين في وجه أمير المؤمنين "سلام الله عليه" قام عن صدره هنيئة ثم عاد مجدداً وجثى على صدره وأحتز رأسه سأل الأمير "سلام الله عليه" (لماذا قمت من على صدره ولم تحتزه؟ قال بصق في وجهي فغضبت فخشيت أن أحتز رأسه لغضب نفسي لا لغضب الله عليه).

أمير المؤمنين حتى في حالة الغضب يخاف الله يخشى ويخاف أن يحتز رأس عمر بن ود من أجل غضب نفسه يريد أن يكون عمله خالص لله كذلك إذا كان الزوج أو الزوجة في كل لحظة ماسك أعصابه أخطأت الزوجة في حق الزوج أو أخطأ الزوج في حق زوجته أخطأ الولد في حق أمه أو العكس هذه الحالة التقوائية ورعاية حدود الله "عز وجل" لا تغيب عن النواظر ولا تغيب عن العين.

النقطة الرابع أتطرق فيه إلى ثقافتين مطلوبتين قد يسأل البعض يقول شيخنا الآن أنت على العين والرأس قلت المفروض الرجل حينما يدخل إلى البيت لا يدخل كأنه عزرائيل ؟؟؟ ماذا نفعل وقلت لنا المرأة يجب عليها أن تتزين إلى زوجها أو يجب عليه أن تعطيه الكلمات الحسنة وهذا الرجل حصل على أمرأة جافة ماذا يفعل؟ يطلقها أو يجعلها معلقة أو يهجرها؟ ماذا يفعل؟

هنا تطرق إلى ثقافتين مطلوبتين دائماً في حياتنا:

الثقافة الأولى هي ثقافة ما أبيض أسنانه.

والثقافة الثانية هي ثقافة أم الولد.

قد واحد يستغرب من هذه العناوين لكن هذه العناوين تعرفونها، الكمال لله "عز وجل" يعني نحن نتكلم الآن عن صورة مثالية على أرض الواقع ليس بالضرورة الزوج يجد الزوجة المثالية والزوجة تجد الزوج المثالي أصلاً من النوادر أن تجد زوجين منسجمين تمام الإنسجام في كل شيء البشر بطبعهم مختلفون لكن لو مثلاً أبتليت الزوجة بزوج من هذا النمط أو أبتلي الزوج بزوجة من هذا النمط فما العمل؟

إليكم هاتان الثقافتان:

الثقافة الأولى ثقافة ما أبيض أسنانه والثقافة الثانية ثقافة أم الولد.

الثقافة الأولى ما أبيض أسنانه

يقولون مر المسيح "عليه السلام" مع جماعة من الحواريين وهم يمشون في الطريق على جيفه فقال أحدهم ما أنتن رائحته قال الثاني ما أقبح منظره قال الثالث ما أكره ريحه فالتفت المسيح "عليه السلام" وقال

07

مايو | 2023
  • الكتاب: حديث البحرين
  • الجزء

    01

  • 100

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
25 الجلسة