حديث البحرين
شیخ الدقاق

17 - العلماء و الشهداء

حديث البحرين

  • الكتاب: حديث البحرين
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    100

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

جاء في الرواية الشريفة عن أهل بيت العصمة والطهارة "صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين" هذا الحديث الشريف (مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء).

هذه الرواية تثبت حقيقة لوجودين مباركين في حياة الأمة وهم العلماء والشهداء، هاتان الشريحتان هامتان جداً في وجدان الأمة وفي أطفاء الحياة على الأمة وهما شريحة العلماء وشريحة الشهداء.

لغة العلم تخاطب الفكر العلماء يستطيعوا أن يخاطبوا ذو الثقافة وذو الإدراك النابت والجيد أما لغة الشهادة فهي لغة أوسع من لغة العلم، ثقافة الشهادة يفهمها الشيخ الكبير الأمي والطفل الصغير ثقافة الشهادة تفهمها الفتاة المتعلمة وربة البيت ثقافة الشهادة تسري في وجدان الأمة من الصغير إلى الكبير بخلاف ثقافة العلم.

لغة العلم تختص بذوي الإدراك النابح وذوي الوعي الجيك نعم المستوى العلمي البسيط قد يكون بمتناول العامة أما المستوى العلمي الرفيع فهو ليس بمتناول جميع الناس وإنما هو مختص بذوي الثقافة وذوي الذكاء والامتياز النابع إذن لاحظنا أن لغة الشهادة ولغة الدم أوسع انتشاراً من لغة العلم، إذن كيف اصبح مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء على الرغم من أن لغة الشهادة ولغة الدم يفهمها الجميع بينما لغة العلم قد لا يفهمها الجميع قد يفهمها أفراد مخصوصون بخلاف لغة الدم ولغة الشهادة الكل يفهمها من الصغير إلى الكبير؟

لغة الشهادة لها وطع في النفس أكبر لغة الدم لها وقع في وجدان الإنسان أوسع، إذن كيف أصبح مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء؟

أولاً من دون مداد العلماء لا تتحقق الشهادة الحقيقية، الشهيد يسفك دمه في سبيل الله إذا أتضح له الطريق إذا لم يكن الطريق واضحاً قد يكون شخصاً انتحارياً من الذي يوضح للشهيد الخط الصحيح الذي ينبغي أن يسفك دمه على نهجه وعلى طريقه؟ العالم هذا اولاً.

وثانياً الشهيد اختصر الطريق وقضى نحبه، من يواصل المسيرة العالم إذن خط العلماء له دور في تأسيس خط الشهادة وفي استمرارية خط الشهادة، العالم له دور في تأسيس الاستشهاديين وله دور في إدامة واستمرار خط الاستشهاديين ولكن كون خط العلم أفضل من خط الشهادة لا ينفي الدور الكبير للشهادة قد يتحدث العالم بمفاهيم كثيرة ويخطب خط كثيرة ولكن قطرة دم شهيد قد تغير معادلات جداً كبيرة لا يستطيع العالم أن يغيرها بكلماته، إذن لهاتين الشريحتين دور كبير في حياة الأمة.

طبعاً للكثير الأوار الكبيرة يعني للأطباء لهم دور كبير المهندسون لهم دور كبير ولكن أكبر الأدوار تكون للعالم وللشهيد وحينما نقول للعالم لا نخص العالم فقط برجل الدين وعالم الدين أي عالم يستطيع أن يسخر علمه لخدمة المجتمع ولخدمة الأمة البعض يتصور أننا حينما نقول عالم نخص الذكر فقط بعالم الدين كلا إذا كان هناك عالم بالطب ويفيد المجتمع ويخدم المجتمع هذا أيضاً مصداق للعالم نعم يأتي عالم الدين في أبرز الأمثلة وأبرز المصاديق للعالم إذن كل أمة محتاجة إلى العلماء وإلى الشهداء.

أمة فيها علماء وشهداء هي أمة غنية أمة ليس فيها علماء وليس فيها شهداء هي أمة فقيرة يبقى الكلام أحياناً إنسان لديه ثروة هائلة غني لكن لا يستطيع أن يستثمر هذه الأموال وأن يستثمر هذه الثروة.

يبقى الكلام بالنسبة إلى الأمة، الأمة إما أن تعطي لخط العلماء وخط الشهداء المرتبة الأولى تعطيهم الأحترام تعطيهم الوجود الكامل وأعطائهم الوجود الكامل أولاً باتباع أوامرهم ثانياً باسداءهم النصيحة وثالثاً باحياء ذكرهم والدعاء لهم.

أما الأمة التي تنسى علمائها وتنسى شهدائها فهي أمة ميتة، الأمة التي تحيي ذكرى علمائها وذكرى شهدائها هي أمة حية تنبض بالحياة والأمة التي تنسى أو تتناسى علمائها وشهدائها بسبب تقلب الظروف بمجرد أن تتغير الظروف أو الأوضاع أو أنا مثلاً شأن الداخلي يترتب أحصل على وظيفة أو أحصل على منصب أو أحصل على مكافئة وأنسى كل شيء أنسى العلماء أنسى الشهداء انسى تضحيات المضحين الأمة التي تنسى وتتناسى هذه الأمور هي أمة ميتة ولن تغتنم الفرصة والأمة التي تحيي ذكر العلماء وذكر الشهداء وقلنا إحياء العلماء والشهداء ليس فقط بالترحم عليهم إنما باتباع أوامرهم والسير على خطهم ونهجهم وإذا أحتاج العلماء إلى التقويم بالنصيحة لا نبخل عليهم ومن ثم بعد ذلك الترحم عليهم بإحياء مناسباتهم وذكرياتهم، هذان العنصران في جميع الأمم وفي جميع الدول لو تتبعنا التاريخ الأمم التي أحيت ذكرى علمائها وشهدائها أصبحت من أفضل الأمم والأمة التي تنسى وتتناسى علمائها وشهدائها بمجرد أن تتغير بعض الأوضاع أو تترتب بعض الأمور من هنا وهناك هي أمة جامدة هي أمة ميتة.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا في سجل الذاكرين لعلمائنا وشهدائنا إن شاء الله بمقتضى إيماننا لا نتناسى علمائنا وشهدائنا الأبرار ورحم الله من يقرأ سورة الفاتحة لأرواح علمائنا وشهدائنا تسبقها الصلوات على محمد وآل محمد.

07

مايو | 2023
  • الكتاب: حديث البحرين
  • الجزء

    01

  • 100

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
25 الجلسة