حديث البحرين
شیخ الدقاق

18 - صلاة الجمعة و حكمها

حديث البحرين

  • الكتاب: حديث البحرين
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    100

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

قال الله تبارك وتعالى في محكم كتابه المجيد وخطابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله).

نتكلم عن صلاة الجمعة وحكمها.

كما تعلمون يوجد فارق بين صلاة الجمعة وبين صلاة الظهر كلنا نعلم أنه تجب علينا صلاتان في كل يوم صلاة الظهر وصلاة العصر ولكن في يوم الجمعة هل أيضاً يجب علينا أن نصلي صلاة الظهر وهي أربعة ركعات وصلاة العصر وهي أربع ركعات أم أنه لا تجب علينا صلاة الجمعة.

صلاة الجمعة ركعتان كصلاة الصبح لكن الفارق في صلاة الجمعة يوجد قنوتان يعني في الركعة الأولى يوجد قنوة وفي الركعة الثانية أيضاً يوجد قنوة.

في يوم الجمعة وفي ظهيرة الجمعة نحن نعلم أنه تجب علينا صلاة لكن الواجب علينا هل هو صلاة الظهر وهي أربع ركعات أم صلاة الجمعة وهي ركعتان؟ إذا قلنا أن الواجب علينا صلاة الجمعة يعني يوم الجمعة نصلي ركعتين وهما ركعتا صلاة الجمعة ثم بعد ذلك نصلي أربع ركعات صلاة العصر وإذا قلنا إن الواجب علينا هو صلاة الظهر يوم الجمعة يعني نصلي كما نصلي في الأيام العادية أربع ركعات صلاة الظهر وأربع ركعات صلاة العصر ففي يوم الجمعة ما هو الواجب؟ هل صلاة الجمعة وهي ركعتات أم صلاة الظهر وهي أربع ركعات؟

الآية الكريمة تقول (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله) أمرت الآية صيغة أمر أسعوا هذا فعل أمر وفعل الأمر يدل على الوجوب إذن الصلاة واجبة.

فقهائنا "أعلى الله مقامهم" قالوا صلاة الجمعة أحياناً نبحث عنها في عصر حضور الإمام المعصوم وأحياناً في عصر غيبة الإمام المعصوم في عصر حضور المعصوم تجب صلاة الجمعة بلا شك ولا ريب يعني لو كان النبي "صلى الله عليه وآله" موجود وجب عليه أن يصلي الجمعة لا يصلي الظهر، يوم الجمعة يصلي ركعتا الجمعة ثم أربع ركعات صلاة العصر.

وكذلك الأئمة الطاهرين "سلام الله عليهم" أمير المؤمنين حتى الإمام المهدي "عجل الله تعالى فرجه الشريف" ففي عصر حضور الإمام المعصوم تجب إقامة صلاة الجمعة ولا تجب الظهر تجب صلاة الجمعة ولكن في عصر غيبة الإمام المعصوم كما في عصرنا غيبة الإمام المهدي "عجل الله تعالى فرجه الشريف" في عصر غيبة الإمام هل صلاة الجمعة واجبة كما أنها واجبة في عصر حضور الإمام المعصوم أم أنه لا وجوب صلاة الجمعة مختص بحضور الإمام المعصوم أما في عصر الغيبة لا تجب صلاة الجمعة.

فقهائنا قالوا إذا كانت الصلاة في عصر حضور المعصوم تجب صلاة الجمعة إتفاقاً بلا شك ولا ريب لكن في عصر غياب المعصوم اختلفوا في المسألة في هذه المسألة توجد عدة أقوال أبرزها وأهمها أربعة أقوال نذكرها لكم.

القول الأول يقول صلاة الجمعة في عصر الغيبة واجبة عيناً كالصلاة اليومية، الصلاة اليومية واجبة على عين كل واحد منا علي وعليك وعلى فلان وعلى فلان في الفقه يوجد لدينا واجب عيني وواجب كفائي نضرب، لكم مثال لو فرضنا توفي شخص هل يجب على كل واحد منا أن يصلي عليه؟ لا يجب إذا قام به البعض سقط عن الآخرين وإذا الجميع تركوا الصلاة عليه كلهم يستحقون العقاب فالواجب الكفائي هو الواجب الذي إذا قام به البعض سقط عن البعض الآخر وإذا تركه الجميع استحقوا العقاب جميعاً.

تغسيل الميت هل يجب على كل فرد فرد وعين كل واحد أن يغسل الميت؟ كلا إذا تصدى أحدنا بتغسيل الميت وغسله سقط عنا جميعاً وإذا مات الميت ولم يغسله أحد منا كلنا نستحق العقاب.

وهكذا مثلاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يوجد منكر من المناكر يجب علينا جميعاً أن ننكر ذلك المنكر لكن إذا تصدى من به الكفاية سقط عنا لكن إذا لم يتصدى أحد في هذه الحالة نتسحق العقاب هذا يقال له واجب كفائي في قبال الواجب العيني كوجوب الصلاة اليومية ووجوب صوم شهر رمضان هذا واجب عيني وليس كفائي وإلا أقول فلان صام سقط عنا وجوب صوم شهر رمضان أو فلان صلى سقط عنا وجوب الصلاة كلا هذا واجب عيني يعني على عين كل واحد منا تجب الصلاة هذا القول القول الأول يقول صلاة الجمعة تجب عيناً يعني على عين كل فرد وعلى شخص كل فرد صلاة الجمعة واجبة كما أن الصلاة اليومية واجبة يعني كما أن كل فرد مطالب في الأيام العادية أن يصلي الظهر أربع ركعات والعصر أربع ركعات كذلك في يوم الجمعة مطالب أن يأتي بالجمعة والعصر يعني يأتي بركعتين ثم يأتي بأربع ركعات صلاة العصر هذا القول هو رأي صاحب الحدائق الشيخ يوسف البحراني "أعلى الله مقامه الشريف" وصاحب كتاب معتمد السائل الشيخ عبد الله الستري "رحمة الله عليه".

هذان العلمان يقولان إن صلاة الجمعة واجبة عيناً على عين كل واحد فمن يقلد صاحب الحدائق أو شيخ عبد الله الستري يجب عليه في يوم الجمعة أن يصلي صلاة الجمعة هذا هو القول الأول.

القول الثاني رأي العلامة الشيخ حسين العصفور "أعلى الله مقامه الشريف" والشيخ محمد أمين زين الدين صاحب كتاب كلمة التقوى هذان يقولان صلاة الجمعة إن أقامها الفقيه العادل وجب الحضور ووجبت وإن لم يقمها الفقيه العادل غير واجبة، إذن الشيخ حسين والشيخ محمد أمين زين الدين يقولان صلاة الجمعة إذا أقامها الفقيه يعني من وصل إلى درجة استنباط الحكم الشرعي وهو عادل حينئذ تكون واجبة أما إن لم يقمها الفقيه أقامها شخص لكنه غير فقيه في هذه الحالة غير واجبة هذا هو القول الثاني.

القول الثالث رأي السيد محمد رضا الكلبايكاني "أعلى الله مقامه الشريف" يقول أصلاً صلاة الجمعة في عصر الغيبة ليست بواجبة أقامها الفقيه أم لم يقمها الفقيه يعني هذا الرأي مائة وثمانين درجة مع رأي صاحب الحدائق يعني من يقلد السيد محمد رضا الكلبايكاني إذا صلى خلف من يقيم الجمعة يجب عليه أن يعيد صلاة الظهر ومن يقلد صاحب الحدائق إذا صلى  يوم الجمعة ظهر ولم يصلي الجمعة يكون مأثوم إذن الرأي الثالث رأي السيد محمد رضا الكبايكاني يقول صلاة الجمع في عصر الغيبة ليست واجبة أقامها الفقيه أم غير الفقيه هذا هو القول الثالث.

القول الرابع هو القول المشهور بين أعلام العصر رأي السيد الخوئي والسيد السيستاني والسيد الإمام الخميني والسيد القائد الخامنئي هؤلاء الأربعة يقولون بهذا القول وهو أن صلاة الجمعة واجبة تخييراً بينها وبين الظهر يوم الجمعة.

الواجب يقولون أيضاً واجب تعيني وواجب تخييري، الواجب التخييري مثل الكفارة المخيرة أنت تقوم ببعض الأعمال يقولون أنت مخير إما أن تعتق رقبة وإما أن تطعم ستين مسكين وإما أن تصوم شهرين متتابعين أنت مخير بينهما فالواجب هو هؤلاء الثلاثة عتق الرقبة وصوم شهرين متتابعين أو أطعام ستين مسكين إذا أتيت بواحد منهما مثلاً أطعمت ستين مسكين سقطت عنك الكفارة إذا صمت شهرين متتابعين سقطت عنك الكفارة إذا أعتقت رقبة أعتقت عبداً لوجه الله سقطت عنك الكفارة هذا يقال له واجب تخييري يعني هو واجب ولكن مخير في أفراده.

هؤلاء الأعلام الأربعة يقولون صلاة الجمعة واجبة تخييراً يعني أنت يوم الجمعة مخير إما أن تأتي بالجمعة وإما أن تأتي بصلاة الظهر، إذا أتيت بصلاة الجمعة أجزأت عن صلاة الظهر وإذا أتيت بصلاة الظهر أجزأت عن صلاة الجمعة فأنت مخير الوجوب تخييري يعني هو واجب واجبة عليك الصلاة وفي أفرادها أنت مخير إما أن تأتي بالجمعة وإما أن تأتي بالظهر لكن في التفصيلات يختلفون السيد الإمام يقول الجمعة أفضل والظهر أحوط وأحوط منهما الجمع بينهما يعني تأتي أولاً بصلاة الجمعة ثم بعد ذلك تأتي بصلاة الظهر.

السيد الخوئي لا يذكر الأفضلية لكن يقول أنت أبتداء مخير أنت يوم الجمعة كمكلف مخير بين الجمعة وبين الظهر ولكن إذا أقيمت صلاة الجمعة فالأحوط وجوباً الحضور يعني على رأي السيد الخوئي التخيير في الابتداء، أبتداء أنت مخير أنا كإمام جماعة أنا مخيير بين أن أقيم الجمعة وبين أن أقيم الجماعة لكن إذا أقمت الجمعة فالأحوط وجوباً لمقلد السيد الخوئي الحضور هذه أقوال.  

07

مايو | 2023
  • الكتاب: حديث البحرين
  • الجزء

    01

  • 100

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
25 الجلسة