حديث البحرين
شیخ الدقاق

19 - سيرة زينب عليها السلام

حديث البحرين

  • الكتاب: حديث البحرين
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    100

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

جاء في الرواية الشريفة عن أئمتنا المعصومين "سلام الله عليهم أجمعين" أنهم قالوا (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية).

أزف اسمى آيات التهاني والتبريكات إليكم بمناسبة حلول ذكرى ولادة بطلة كربلاء زينب الكبرى "سلام الله عليها" وبهذه المناسبة الشريفة أحببت أن أتطرق إلى بعض المفاهيم التي تجسدت في الواقع العملي لشخصية زينب "سلام الله عليها".

حينما نتأمل في سيرة زينب "عليها السلام" تنبثق أمامنا الكثير من المفاهيم التي نستلهمها في واقعنا العملي في هذه الليلة أحببت أن أتطرق إلى أحد هذه المفاهيم وهو مفهوم الإمامة.

زينب "سلام الله عليها" عاشت مع أبيها أمير المؤمنين ومع الحسن ومع الحسين ومع أبن أخيها علي بن الحسين، عاشت مع علي بن أبي طالب كأب وكإمام معصوم مفترض الطاعة وعاشت مع الحسن والحسين كأخوين وكإمامين مفترض الطاعة وعاشت مع علي بن الحسين كابن أخ وكإمام مفترض الطاعة.

تجد بعض الخطباء أو بعض الكتاب يصور علاقة زينب "سلام الله عليها" مع الحسين ومع علي بن الحسين كأخ وأخت أو كعمة وأبن أخ فقط زينب "سلام الله عليها" لم تتعامل مع الحسين كأخ فقط تعاملت معه كأخ وتعاملت معه كإمام تنظر إليه أنه قائد وهي مقودة تنظر إليه على أنه إمام مفترض الطاعة وهكذا عاشت مع علي بن الحسين كأبن أخ وكإمام مفترض الطاعة أيضاً.

تماماً كما عاش العباس مع الحسين بن علي بن أبي طالب "سلام الله عليه" العباس كما يذكر بعض المؤرخين لم يقل للحسين يا أخي إلا حينما سقط على رمضاء كربلاء دائماً يقول له سيدي ومولاي ينظر إلى الحسين كإمام مفترض الطاعة لا ينظر إلى الحسين فقط كأخ ولذلك حينما قطعت يمينه قال (والله إن قطعتموا يميني إني أحامي أبداً عن ديني وعن إمام صادق اليقين) لم يقل عن أخي.

وحينما جاء الشمر في تلك الليلة وقال أين بنو أختنا أين العباس وأخوته لما خرج إليه العباس "سلام الله عليه" وقال يا عباس لك الأمان وأترك الحسين ماذا قال "سلام الله عليه"، قال العباس للشمر (ويحك ألنا الأمان وأبن رسول الله لا أمان له) لم يقل وأخي وأبن رسول الله حيثية الإمامة كانت بارزة في شخصية العباس كذلك زينب "سلام الله عليها" عاشت مع الحسين ومع العباس عاشت مع الحسين ومع علي بن الحسين كإمام مفترض الطاعة تماماً كعلي بن جعفر.

يحدثنا التاريخ علي بن جعفر أحد الفقهاء الكبار أبن الإمام جعفر الصادق فعلي بن جعفر يصير أبن الإمام الصادق وأخ الإمام الكاظم موسى بن جعفر وعم الإمام الرضا هذا علي بن جعفر بلغ شأناً كبيراً في الفقه والعلم وهو أبن إمام وهو الإمام الصادق وأخ إمام وهو الإمام الكاظم وأيضاً عاصر الإمام الرضا والإمام الجواد، طبعاً عاصر الإمام الجواد إذن هو كان كبير في السن شيخاً والإمام الجواد كان صبياً.

تقول الرواية إذا دخل الإمام الجواد في المجلس يقوم علي بن ابراهيم بشيخوخته وبشيبته ويقف إجلالاً له ويسلم عليه ويقبله بين عينه ويجلسه مكانه، أحتج الكثيرون أنت أبن إمام أخ إمام علي بن جعفر يصير عم جد الإمام الجواد لأنه عم الإمام الكاظم والإمام الكاظم جد الإمام الجواد لكن حينما احتجوا عليه أنت بلغت شأناً كبيراً من العلم والفقه وأنت كبير السن قال ماذا أقول إذا شاء الله أن تكون الإمامة في هذا ولا تكون في.

زينب "سلام الله عليها" لو تتبعنا سيرتها مع الحسين ومع علي بن الحسين لوجدنا أنها تتحرك معهما على أساس أنهما إمامان مفترض الطاعة مثلاً من هذه الصور حينما ناد ؟؟؟ أحرقوا بيوت الظالمين عادة المرأة قد تصاب بإنفعال أو لا تستطيع أن تتمالك نفسها قد تتصرف تصرفاً ارتجالياً من ذاتها لكن زينب ماذا فعلت لجأت إلى علي بن الحسين وقالت ما العمل يابن أخي لجأت إليك إمام مفترض الطاعة قال إجمع الأطفال والنساء في خيمة واحدة وحينما أحترقت الخيمة قال "سلام الله عليه" عليكن بالفرار.

وهكذا حينما خطب علي بن الحسين في المجلس وأراد أبن زياد أن يقتله حالت زينب دونه، ليس حالت زينب دونه لم تحل دونه لأنه أبن أخيها وفقط يا بقية الباقين كلا حالت دونه لنظرها أنه إمام مفترض الطاعة وهو بقية الله ويجب على الإنسان أن يفدي نفسه دون الإمام المعصوم، إذن زينب "عليها السلام" من سيرتها جسدت مفهوم إطاعة القائد والإمام وما أرغمه من درس هذا الدرس نستفيد منه الكثير في حياتنا العملية.

تجد بعض الأشخاص في قرية أو في عائلة تجد واحد من هذه العائلة له طاقات وله قدرات تجد مثلاً أخوته أو أخواته لا يعيرونه أي أهتمام وإن وصل ما وصل لأنه أخي أو تجد في قرية أو في مدينة شخص لديه طاقات رجل مؤمن متدين فاهم عالم يمكن أن يبدع تجد الكثيرين لمجرد أنه من قريتهم أو من سنهم أو أصغر منهم سناً لا يعيروه أي أهتمام.

زينب "عليها السلام" تقول ما الظير ما دام هو إمام مفترض الطاعة سواء كان أبي أخي أبن أخي أنا ملزمة بطاعته أيضاً حينما أعيش في قرية أو في مدينة أو في دولة إذا وجدت شخص سواء كان عالم دين أو غير عالم دين وبالأخص بالنسبة إلى علماء الدين إذا وجدت شخص على مستوى قريتي أو على مستوى الدولة التي أعيش فيها، عالم كبير ورع تقي واعي ؟؟ أن ألتف حوله وأن أدعو الناس إليه والإلتفاف حوله ليس بالكلام فقط بالعكس ؟؟؟ لجأت إلى الحسين وإلى علي بن الحسين في أحنك الظروف إيماناً منها بوجود خصائص القيادة فيه وبالتالي هذا درس تعطينا إياه زينب "عليها السلام".

يوجد مثلاً في دولتنا شخصيات علمائية كبيرة ومرموقة بها اللياقة من العلم والورع والتقوى والوعي الكافي لماذا لا نلتف حولهم والالتفاف حولهم ليس بالكلام فقط وإنما حينما تحصل بعض القضايا يشاورون يأخذ برأيهم وهكذا.

الكلام عن شخصية زينب "سلام الله عليها" طويل الذيل وهناك مفاهيم ماشاء الله كثيرة عن حياة زينب إن أتسع الوقت إن شاء الله سنتطرق إليها وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

07

مايو | 2023
  • الكتاب: حديث البحرين
  • الجزء

    01

  • 100

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
25 الجلسة