019 - التقليد

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

قال الله "عز وجل" في محكم كتابه الكريم وخطابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) آمنا بالله صدق الله مولانا العلي العظيم.

الآية المباركة تتكلم عن حجية قول المجتهد والفقيه تقول (فلولا نفر من كل فرقة) النفر معروف فلولا نفر يعني فلولا خرج وذهب من كل فرقة يعني من كل جماعة منهم طائفة يعني من هذه الفرقة تخرج جماعة ما هو هدفها وما هو غرضها؟ الآية تقول ليتفقهوا في الدين غرضهم التفقه في الدين، هل الغرض طلب الفقاهة فقط؟ يعني الفقاهة لذات الفقاهة؟ الجواب ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم يعني غرض هؤلاء الفقهاء المتفقهون غرضهم الانذار بعد أن ينهلوا من العلم ينذروا قومهم.

في اللقاء السابق تكلمنا عن الإسلام عقيدة وشريعة وقلنا إن العقيدة تتمثل في أصول الدين الخمسة والشريعة تتمثل في فروع الدين العشرة وقلنا في العقيدة يجب الاجتهاد ولا يجوز التقليد بينما في الشريعة والاحكام والفقه يجوز الاجتهاد ويجوز التقليد.

لماذا التقليد؟

سؤال يواجه كل شاب بلغ مرحلة البلوغ خصوصا حينما يذهب إلى الحج أو العمرة أو يسأل أحد العلماء فيجيبه سائلا إياه من تقلد؟ البعض قد يأتي باسم والبعض يقول ماذا تقصد من التقليد؟ في هذه الليلة أحببت أن أتعرض لمفهوم التقليد وأن أجيب على التساؤل المطروح المألوف لهذا التقليد.

أصول الدين كما تعلمون خمسة التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد يوم القيامة، هذه الأصول الخمسة يجب على كل مكلف أن يعتقد بها عن بحث ونظر واجتهاد لا عن تقليد.

التوحيد بمعنى أن الله "عز وجل" ذاته واحدة وليست اثنتين الله "عز وجل" واحد لا شريك له وهناك تفاصيل في التوحيد، التوحيد في مقام الذات أن ذاته واحدة التوحيد في مقام الصفات يعني أن صفاته عين ذاته وذاته عين صفاته، التوحيد في مقام العبادة أن لا تعبد إلا الله "عز وجل" هناك أقسام كثيرة للتوحيد يمكن أن ترجعوا إلى كتاب عقائد الإمامية للشيخ محمد رضا المظفر "رضوان الله عليه" فصل بهذه الأمور بشكل موجز.

قبل أن نثبت أن الله واحد لابد أن نثبت أنه موجود، فما هو الدليل على وجود الله؟

الأدلة كثيرة نقيم بعض الادلة الوجدانية التي يلمسها الإنسان بوجدانه ومشاعره.

جاء رجل إلى الإمام الصادق "سلام الله عليه" فقال (له كيف استدل على وجود الله ومن هو الله؟ قال له الإمام "عليه السلام" هل ركبت البحر قط؟ قال نعم قال هل تحطمت بك السفينة؟ قال نعم قال ماذا فعلت؟ قال تشبثت ببعض الخشبات المتحطمة من تلك السفينة سأله الإمام الصادق "سلام الله عليه" ما هو شعورك حينما كنت على تلك الخشبة ولا ملجأ ولا مأوى؟ فقال ذلك الرجل لجأت إلى قوة عظيمة وشعرت أن هناك قوة عظيمة يمكن أن ألجأ إليها فقال له الإمام الصادق "سلام الله عليه" ذلك هو الله "عز وجل"، هذه منبهات وجدانية.

من البراهين التي تقام على وجود الله برهان في المنطق يقال له البرهان الإني يعني الانتقال من المعلول إلى العلة من الأثر إلى المؤثر هذا الذي اجاب عنه الأعرابي قيل له كيف تعبد ربا لم تراه قال ويحك البعرة تدل على البعير وأثر الاقدام تدل على المسير أفأرض ذات أفجاج وسماء ذات أبراج ألا يدلان على الصانع اللطيف الخبير، لاحظ انتقل من المعلول اثر القدم بعرة البعير أثر قدم البعير انتقل إلى العلة وهو البعير الانتقال من المسبب إلى السبب من الأثر إلى المؤثر من المعلول إلى العلة يقال له برهان إني تقول إن المعلول يدل على العلة.

أنت تدخل حجرتك المألوفة كنت واضع كتابك في مكان معين وترى أن مكان الكتاب تغير تقول شخص قد دخل الغرفة في غيابي انتقل من المعلول حركة الكتاب إلى  العلة الذي حرّك الكتاب.

إذا تتأملون في عالم الحيوان عالم النبات، العالم والمحيط الذي نعيش فيه وتتعمقون في هذه العلوم وتجدون تلك الابداعات وتلك الدقائق في هذه الحالة ستدركون أن هناك منظم أن هناك موجد.

إذن انتهينا من الأصل الأول اثبتنا أن الله "عز وجل" موجود ويمكن اثبات أن الله "عز وجل" واحد وليس بمتعدد تفاصيل هذه الأمور يمكن أن ترجعوا إليها بالمباحث العقائدية.

وأيضا الله "عز وجل" الواحد لابد أن يكون عادلاً لو كان ظالما الإنسان بعقله يدرك أن الظالم لا تجب طاعته بوجدانه وبعقله إذن الله واحد وعادل بما أنه واحد عادل بمقتضى عدله ولطفه لابد أن يبصّر الناس وأن يقيم على الناس الحجج الناس تعيش في جهالة الإنسان تعتريه الغفلة يعتريه النسيان فلابد أن يرسل الإله الواحد العادل رسل للناس انبياء توعيهم تبصرهم تبلغهم يوم الحساب ولذلك يقول "عز وجل" (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) إذن بمقتضى لطف الله "عز وجل" بعباده الصالحين مقتضى قاعدة اللطف أن يرسل إلى الناس أنبياء لتبليغ الدعوة وتبليغ الرسالة ولذلك أرسل مئة وأربعة وعشرين ألف نبي بعضهم أنبياء ومرسلون وأبرز الانبياء المرسلين أولوا العزم الخمسة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد "صلى الله عليه وآله".

النبوة قد ختمت بالنبي الأعظم "صلى الله عليه وآله" ومع رحيل الرسول الاعظم إلى الرفيق الأعلى الناس أيضا بحاجة إلى من يبصّرهم في دينهم بمقتضى قاعدة اللطف إذن لابد أن يكون هناك امتداد للنبوة، ما هو امتداد النبوة؟ الإمامة، أنت الآن إذا قمت بمشروع مثلا دخلت في التجارة وأنشأت شركة تجارية كبيرة امتدت إلى الأعماق وإلى مختلف البلدان هل يعقل أنك لا توصي من بعدك شخص يرعى تلك الشركة العقلاء يوصون.

عندنا نصوص كثيرة تدل على أن النبي "صلى الله عليه وآله" قد نص على الائمة الاثني عشر وهذه النصوص موجودة عند العامة والخاصة في كتب أهل السنة والشيعة (الخلفاء من بعدي اثنى عشر وكلهم من قريش) وعندنا روايات كثيرة تنص على إمامة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" من هذه الروايات حديث الغدير (ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وأنصر من نصره وأخذل من خذله).

عندنا حديث المنزلة حينما خرج الرسول إلى خارج المدينة في غزة تبوك والإمام علي "سلام الله عليه" تخلف في هذه الغزوة الوحيدة بأن النبي قد جعله خليفة على المدينة فالإمام "سلام الله عليه" تضجر فقال له (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي).

روايات كثيرة (أقضاكم علي) (علي مع الحق والحق مع علي) (علي مع القرآن والقرآن مع علي)، أنت يجب أن تلقى الله "عز وجل" يوم القيامة وفي عنقك بيعة لإمام لذلك جاء عن النبي "صلى الله عليه وآله" (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) إذن لابد من البيعة للإمام لابد من معرفة الإمام.

الأئمة اثنى عشر أولهم علي بن أبي طالب "عليه السلام" ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين السجاد ثم محمد الباقر ثم جعفر الصادق ثم الإمام موسى الكاظم ثم علي بن موسى الرضا ثم الإمام الجواد ثم الإمام الهادي ثم الإمام العسكري ثم الخلف القائم الحجة المهدي بن الحسن "عجل الله تعالى فرجه".

الإمام الحجة كانت الظروف الأمنية في أواخر أيام الإمام العسكري صعبة للغاية وكان المتوكل العباسي قد علم أن الإمام الثاني عشر سيظهر في ذلك الوقت فكان يفتش ولذلك أخفى الله "عز وجل" الحمل عن نرجس.

نرجس كانت حمل أم الإمام المهدي "عجل الله تعالى فرجه الشريف" لكن لم تظهر عليها علامات الحمل وآثار الحمل وحينما وضعت بولي الله الأعظم الإمام الحجة "عجل الله تعالى فرجه الشريف" الإمام العسكري أخفى الإمام الحجة ولم يطلع أحداً على الإمام الحجة إلا خواص أصحابه وفي الآونة الأخيرة أيام الإمام الهادي الإمام العسكري كانوا يعانون من الإقامة الجبرية في سامراء ولذلك اتخذوا نظام جديد نظام السفراء أو الممثل أو النائب الخاص يعني هناك شخص يلتقي بالإمام مباشرة والناس إذا كانت لديهم أسئلة أو بعض الأمور يتصلون بالإمام عن طريق هذا الشخص مثل عثمان بن سعيد العمري السفير الأول هذا كان نائب الإمام العسكري وأيضا نائب الإمام الحجة المهدي بن الحسن "عجل الله تعالى فرجه الشريف".

الإمام المهدي غاب غيبتان الغيبة الأولى هي الغيبة الصغرى والغيبة الثانية هي الغيبة الكبرى حينما توفي الإمام العسكري واستشهد كان الإمام المهدي "عجل الله تعالى فرجه الشريف" صغير في السن خمس سنوات سبع سنوات وغاب عن الأنظار لكنه ظهر حينما تقدم جعفر الكذاب بالصلاة على الإمام العسكري وإذا بطفل صغير يمسك بطرف رداء جعفر الكذاب يقول له (تنحى يا عم أنا أولى منك بالصلاة على أبي).

الإمام الحجة بعد ذلك غاب في أثناء الغيبة الصغرى أتخذ نواب النائب الأول هو عثمان بن سعيد العمري حينما توفي عثمان بن سعيد العمري جاء السفير الثاني محمد بن عثمان بن سعيد العمري حينما توفي السفير الثاني محمد بن عثمان جاء السفير الثالث الحسين بن روح النوبختي وحينما توفي السفير الثالث جاء السفير الرابع علي بن محمد السمري إذن السفراء الاربعة ليس كانوا سفراء في وقت واحد في عرض واحد في طول واحد بحسب الترتيب كان أول واحد الأب عثمان بن سعيد حينما توفي جاء الأبن محمد بن عثمان حينما توفي جاء الحسين بن روح حينما توفي جاء علي بن محمد السمري الإمام أرسل له رسالة (أما بعد فبينك وبين الموت ستة أيام فاعهد عهدك وأوصي وصيتك ولا توصي إلى أحد من بعدك أما الآن انتهت الغيبة الصغرى وبدأت الغيبة الكبرى فمن أدعى السفارة ومن أدعى الرؤية قبل الصيحة وظهور السفياني فهو مفتر كذاب) وبالتالي غاب الإمام الحجة بن الحسن "عجل الله تعالى فرجه الشريف" عن الأنظار.

سؤال غياب الإمام خلاف قاعدة اللطف، الله "عز وجل" من لطفه على العباد يرسل الأنبياء ومن بعد الانبياء جعل الاوصياء الائمة فبغياب الإمام الحجة ينتفي هذا اللطف.

الجواب اللطف لا ينتفي الفائدة من وجود الإمام لا تتلخص في أنه يعاشر الناس مباشرة سئل الإمام الحجة (ما الفائدة من غيابك قال وأما شيعتي فتستفيد مني فكالشمس وإن ظللها السحاب)، لاحظ الشمس أنت تستفيد من أشعة الشمس يقولون لها اثر على العظام عند الغروب الشمس تقوي العظام عند الغروب لها آثار على الكائنات الحية حتى لو ظللها السحاب فكذلك الإمام الحجة "سلام الله عليه" نحن نستفيد منه وإن غاب عنا ومن ضمن الفوائد.

تقول الروايات أن الله "عز وجل" قد خلق هذه الأرض من أجل آل محمد ولولا وجودهم ولو يموت الإمام ولا تبقى الأرض عليها إمام لساخت الأرض بمن عليها يعني من أكبر الثمرات بقاء الأرض ولولا وجود الإمام لساخت الأرض بمن عليها لكن على الرغم من ذلك الإمام "سلام الله عليه" لم يترك شيعته وإنما كتبوا له في تلك الأيام إذا تقرؤون في بعض الكتب يقولون رواية عن الإمام الصادق عن الإمام الكاظم لكن يقولون احيانا صدر التوقيع من الناحية المقدسة ماذا يقصدون بالتوقيع؟

في ذلك الزمان كانت هناك نظرا للظروف الأمنية الشديدة أيام الإمام العسكري والهادي أواخر أيام الجواد أتخذوا أسلوب المكاتبة والمراسلة يسألون الإمام كتابياً ويأتيهم الجواب عن طريق السفراء هذا الكتاب يسمونه التوقيع يعني كتابة الإمام حينما يقولون التوقيع من الناحية المقدسة يقصدون التوقيع الصادر من الإمام المهدي "عجل الله تعالى فرجه الشريف".

في التوقيع الصادر عن الناحية المقدسة سئل الإمام ماذا نعمل؟ فقال "عليه السلام" (وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم) إذن الإمام قال أنا لم أترككم هكذا وإنما جعلت لكم نائباً هذا النائب قوله حجة عليكم وقولي أنا حجة على هذا الفقيه وأما الحوادث الواقعة يعني الأمور المستحدثة التي تقع الأمور الطارئة نرجع فيها إلى من؟ فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، رواة الحديث ليس فقط الذين يرون الرواية عندنا في الروايات رواية تدريها خير من ألف رواية ترويها تعرف رواية وحدة أحسن من ألف رواية ترويها وأنت مثل الحمار يحمل أسفارا، الحمار يحمل كتب مكتبة لكنه لم يفهم شيء لا يعقل شيء المراد دراية الحديث فهم الحديث.

فإنهم حجتي عليكم لا تقولون الإمام تركنا ترك لنا حجة قول الفقيه وأيضا قال وأنا حجة الله عليهم أنا ألقيت الحجة على الفقهاء أن يبلغوا أحكام الدين، هذا الفقيه إذن هو نائب الإمام، الإمام "سلام الله عليه" جعله نائباً عنه لكن هذا النائب يسمونه نائب العام إذن الإمام المهدي نائب خاص ونائب عام، النائب الخاص هم السفراء الاربعة لماذا يسمونه النائب الخاص؟ لأن الإمام عينه بخصوصه باسمه بشخصه عين العمري السمري النوبختي الفقيه الإمام "عليه السلام" لم يعينه باسمه لم يقل المرجع الفلاني وذكر اسمه عينه بصفاته قال الذي تنطبق عليه هذه الصفات قلدوه.

في الرواية عن الإمام العسكري "سلام الله عليه" (من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه) إذن الإمام أمر العوام أن يقلدوا الفقيه الجامع للشرائط، إذن عرفنا الآن بعد هذه المقدمات الطويلة أننا لماذا نقلد ولماذا التقليد، لماذا نقلد الفقيه؟ نقلد الفقيه يعني نعمل برأي الفقيه، لماذا نقلد الفقيه؟ لأن الإمام الحجة جعله نائباً عنه وأمرنا باتباعه إذا لم نعمل بكلام الفقيه وبقول الفقيه نكون قد رددنا على الإمام الحجة الراد على الإمام الحجة كالراد على الائمة المعصومين الراد على الأئمة المعصومين كالراد على النبي "صلى الله عليه وآله" والراد على النبي كالراد على الله وهو على حد الشرك بالله إذن اتضحت أهمية التقليد التقليد ليس عمل عبثي واعتباطي التقليد امتداد لخط الإمامة ولذلك في الرسائل العملية وبعض الاستفتاءات تجدون هكذا سماحة آية الله العظمى نائب الإمام الحجة، نائب الإمام الحجة يعني ليس الإمام حجة جاء وعينه بخصوصه كلا الإمام الحجة عينه بصفاته.

سؤال: إذا كان بعض الفقهاء جامعاً للشرائط فلماذا يتحفظ بعض الفقهاء من طرح الرسائل العملية؟

الجواب كل بتكليفه ربما أنت تراه جامع للشرائط هو لا يرى نفسه جامع للشرائط وفقهائنا مشكورون بالورع والتقوى وعندنا رواية عن أمير المؤمنين "سلام الله عليه" (فر من الفتيا كفرارك من الأسد) نحن لا نريد نقلب من نسويها إلى فر إلى الفتيا يعني أركض وأعمل رسالة عملية ولذلك تجد الكثير من الفقهاء يعني الآن هناك في حوزة قم العلمية عندما تمشي في الطريق تجد مئات الفقهاء ما شاء الله فقهاء كبار ولديهم الكفاءة لكن هو يقول لك ما دام موجود العلماء وتصدى من به الكفاية فلماذا أتصدى.