حديث الهند
شیخ الدقاق

021 - أهمية محاسبة النفس

حديث الهند

  • الكتاب: حديث الهند
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    -

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

جاء في الرواية الشريفة عن إمامنا الكاظم "سلام الله عليه" أنه قال (ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم).

في هذه الليلة نتكلم عن أهمية محاسبة النفس، الآيات الكريمة والروايات الشريفة قد تضافرت في الحث على تهذيب النفس، الرواية معروفة لديم بعث رسول الله "صلى الله عليه وآله" بسرية للقتال وعندما رجعوا استقبلهم قائلاً (مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر قيل يا رسول الله وما الجهاد الاكبر؟ قال "صلى الله عليه وآله" جهاد النفس) لأن النفس هي ألد عدو للإنسان الرسول "صلى الله عليه وآله" يقول (أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك) حتى أن الشاعر قد أنشد قائلاً:

إبليس والدنيا ونفسي والهوى     كيف الخلاص وكلهم أعدائي.

إذن لا شك ولا ريب أن محاسبة النفس تمتلك أهمية كبيرة في حياتنا العملية وبالتالي نريد أن نسلط الضوء في بحث محاسبة النفس على عدة أمور وعدة نقاط:

النقطة الأولى نتطرق فيها إلى كيفية محاسبة النفس، نسمع كثيراً عن محاسبة النفس وأهمية محاسبة النفس ولكننا ربما نجهل كيفية محاسبة النفس، أذكر لكم طريقة بسيطة لمحاسبة النفس يذكرها علماء الأخلاق هذه الكيفية تتمثل في ثلاث خطوات من يريد أن يحاسب نفسه لابد أن يسلط الضوء على هذه النقاط الثلاث ويشرع فيها في حياته العملية.

الخطوة الأولى هي المشارطة والخطوة الثانية هي المراقبة والخطوة الثالثة هي المحاسبة فما المراد بالمشارطة وما المراد بالمراقبة وما المراد بالمحاسبة؟

المشارطة هي أن يشترط الإنسان على نفسه منذ أن يصبح الصباح أن لا يرتكب ذنباً من الذنوب في اليوم الذي أصبح فيه، أول ما تستيقظ الصبح لا تقول فلان سوف أدمره لا يا أخي أول ما تستيقظ تذكر الله "عز وجل" وتشترط على نفسك أن لا ترتكب ذنباً من الذنوب في هذا اليوم، اليوم الأحد أول ما تستيقظ من الصبح تشترط على نفسك أن لا تعصي الله لا تغتاب أخوك المؤمن لا تسخر ولا تستهزئ بأخيك المؤمن أن لا تنظر إلى الأجنبية أن لا تأكل الأكل النجس والأكل الحرام هذا شرط تشترطه على نفسك من أول الصباح.

الخطوة الثانية هي المراقبة ما هي المراقبة؟ أنت بعد ذلك اشترطت على نفسك تراقب جوارحك أولاً تراقب لسانك قبل تتفوه بأي كلمة أنت تتكلم مع صاحبك وفي أثناء السوالف تريد أن تذكر أسم شخص وأنت تتوقع أنه إذا ذكرت اسم الشخص سوف يتهافت الكلام السيء عليه فاكهة المجالس الغيبة، فتراقب نفسك من البداية لم تذكر اسم الشخص حتى لا تقع في الغيبة أو أنت ذاهب إلى الجامعة وفي الجامعة عدة مباني وتعرف إن المبنى الفلاني قد تنظر فيه نظرات محرمة أو تتكلم فيه كلاماً محرما وأنت لا حاجة إليك في ذلك المبنى الشيطان قد يسودك فيك يقول لك أذهب وتأمل في خلق الله أنت تراقب نفسك تقول كلا، لا أعطي الدنية في ديني.

خلاصة الكلام أن تراقب كافة أفعالك وتصرفاتك قبل أن تتكلم أن تأسر الكلام حينما يخرج الكلام يأسرك ذلك الكلام تراقب أفعالك ترك الذنب ولا الاستغفار تراقب تصرفاتك، أنت تتكلم مع أخوك وتمزح معه لكي تغير الجو تلتفت لا تصير المزحة خشنة ربما تجرحه وتحطم جدار الصداقة المتين الذي كان بينك وبينه عبر عدة سنوات مراقبة النفس أمر ضروري مثل ما أنت تراقب فلان الذي أنت حريص عليه كأخيك أو أي شخص وتراقبه من باب أولى تراقب نفسك.

يا أيها الرجل المعلم غيره         هل لا لنفسك كان ذا التعليم

تصف الدواء لذي السقام وذي الذنا  كي ما يصح به وأنت سقيم

أبدأ بنفسك فانهها عن غيها        فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

فهناك يسمع ما تقول ويشتفى      بالقول منك وينفع التعليم

الخطوة الثالثة هي المحاسبة

لاحظ التاجر بداية الصباح يكتب ماذا يحتاج المتجر في الليل إذا أراد أن يغلق الدكان يجرد الحسابات بعنا بهذا المقدار واشترينا بهذا المقدار عنده دفتر سجلات حبذا يكون لدينا دفتر لسجلات أعمالنا، هذا الدفتر لا يحتاج أن نكتبه ننقشه بإرادتنا في أعماق قلوبنا حاسب نفسك تجلس وتسترخي وقد أرخى الليل سدوده تتفكر أنا الصبح ماذا فعلت بعدما استيقظت من النوم؟ صليت على النبي؟ قرأت الدعاء؟ أكلت الفطور؟ ذهبت إلى الجامعة؟ فلان كيف كان استقبالي له بجفاء أو بمحبة وعطف أو حنان؟ كلامي مع المدرس كان لائق أم لم يكن فيه احترام؟ تعاملي مع أخي المؤمن كان من منطق الاستعلاء والسخرية والاستهزاء أو من موضع التواضع؟ نظراتي هل كانت نظراتي لها مغزى إلى الاجنبيات أم أنني لا كنت أنسان عفيف أمشي واطئ رأسي بكل أدب ووقار واحترام؟

يا أخوة المراقبة هي نفس المحاسبة مع فارق المراقبة قبل العمل والمحاسبة بعد العمل يعني كالشخص الذي يشغل السيارة قبل أن يمشي بالسيارة يفحصها هل فيها بترول أول لا فيها زيت أو لا وبعد أن مشى معها ورجع يفحصها هل قل زيتها أو لا هل بترولها نقص أو لا هذا الفحص قبل المشي بمثابة المراقبة والفحص بعد الوصول بمثابة المحاسبة.

إمامنا الكاظم "سلام الله عليه" ونحن ندعي أننا من ابناء الكاظم وأننا من يسير على هدي الكاظم يقول (ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم) يومياً يجب عليك هذا البرنامج، برنامج عملي تواظب عليه، يا أخوة في البداية تراه صعباً واظبنا على الصلاة وعلى الكلية، يقول السيد الإمام الخميني "أعلى الله مقامه الشريف" في كتاب الأربعون حديثا أول حديث بحث فيه بحث جهاد النفس يقول جرب ولو مرة واحدة ليوم واحد وحاول تتعب على نفسك فإذا أنتهى اليوم وجاء وقت المحاسبة والحمد لله لا أحد يطلبك فأنت محظوظ وأحمد الله "عز وجل" وأشكر الله وشجع نفسك لليوم الثاني.

في اليوم الثاني نفس الشيء قول فقط اليوم فقط اليوم أشجع نفسي فإذا أنتهى الصباح وأنتهى النهار وأنتهى الليل وأنت على خير فأنت بألف خير واليوم الثالث والرابع والخامس مع مرور الزمن ستصبح لديك ملكة هي النفس ما عودتها تتعود يقول الشاعر:

والنفس كالطفل إن تتركه شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم.

لاحظ الطفل الرضيع لا يترك ثدي أمه يريد أن يرضع مدة سنتين حولين كاملين لكن بعد الحولين والدته تضع له ملح أو.... بحيث يترك الثدي فتفطمه يترك الحليب النفس كذلك.

يقول أمير المؤمنين "سلام الله عليه" (وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنة عند الله يوم الفزع الأكبر).

أخوتي إذا كلنا نواظب على هذا البرنامج يومياً أسبك وتسبني، أذيك وتؤذيني المدرس ينزعج مني الناس تنزعج مني وأنا أنزعج منهم، إذا الكل يواظب لأصبحنا ملائكة.

أئمتنا "عليهم السلام" أرادوا منا ذلك يقول الصادق "عليه السلام" (ليس من شيعتنا من كان في منطقة وكان فيها من هو أحسن منه) (كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا) هذا تمام الكلام في النقطة الأولى من بحث محاسبة النفس، تكلمنا في النقطة الأولى عن كيفية محاسبة النفس.

النقطة الثانية ما هي الأمور التي تساعد على تصفية النفس؟ قد تقول أنا أبذل ما في وسعي لكن بلا فائدة الإمام السجاد "عليه السلام" يقول (ما لي كلما قلت قد صلحت سريرتي وقرب من مجالس التوابين مجلسي عرضت لي خطيئة أزالت قدمي وحالت بيني وبين خدمتك، سيدي لعلك عن بابك طردتني ومن رحمتك آيستني إلى أن يقول أم لعلك وجدتني آلف مجالس البطالين فبيني وبينهم خليتني).

في النقطة الثانية نريد أن نسلط الضوء على أمور لها الأثر الكبير في تصفية النفس:

الأمر الأول قراءة القرآن والمواظبة على قراءة القرآن، حبذا يا أخي المؤمن من الصباح أفتتح يومك بقراءة القرآن، ليس من الضروري أن تقرأ جزء اقرأ صفحة أو حتى سطر واحد، حتى إذا عودتك نفسك يومياً تقرأ سطر واحد من كتاب الله يكفي أيضاً لكن أقرأه بإخلاص كأن الله "عز وجل" يخاطبك أقرأ القرآن كأنه ينزل عليك وينزّل عليك.

الامر الثاني قراءة الأدعية والزيارات ونحن يا أخوة أغنياء بالأدعية، عندنا جار في قم الذي شيعه هو دعاء كميل، سمع دعاء كميل وبكى قال هذا لا يصدر من واحد عادي.

كنت في بيت الله الحرام في الطابق الثاني مواجهاً للكعبة وأقرأ دعاء كميل بصوت مرتفع كان إلى جنبي أحد الأردنيين أنا كلما أقرأ مقطع يترنم وإذا هو يقول آه قال ما أسم هذا الدعاء؟ قلت هذا دعاء كميل قال هذا من أدعية الشيعة؟ قلت له نعم قال لكنه جداً ممتاز يهز القلوب كلمات أهل البيت "سلام الله عليهم" تهز الأعماق.

يا أخوة أنتم في نعمة واظبوا على دعاء التوسل، دعاء كميل، دعاء الندبة، يومية لا أقل التزم بدعاء اليوم وزيارة اليوم يوم السبت له دعاء وله زيارة النبي يوم الأحد له دعاء خاص وله زيارة أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء يوم الاثنين له دعاء وله زيارة تزور الإمام السجاد والباقر والصادق هذه الأدعية كلها موجودة في مفاتيح الجنان، هذا الكتاب الشريف لابد أن يكون عندكم.

الأمر الثالث الذي يساعد على تصفية النفس قراءة الأحاديث والمواعظ، نحن نمتلك كتلة قوية من المواعظ الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة، عندكم كتاب تحف العقول عن آل الرسول هذا كتاب عن وصايا كل إمام يبدأ بالنبي ثم علي ثم الحسن ثم الحسين ؟؟؟ وصية النبي أكبر عظيم إلى علي بن أبي طالب العظيم الذي من بعده كلمات درر ويا أخوة نحن ديننا ومذهبنا مذهب عظيم في أي ساعة تستطيع أن تكلم الله وفي كل ساعة الله يكلمك إذا أردت أن تستمع إلى كلام الله فأقرأ القرآن فإن الله "عز وجل" يخاطبك وإذا أردت أن تناجي الله "عز وجل" ففي أي لحظة الله "عز وجل" تستطيع أن تناجيه.

إمامنا السجاد "سلام الله عليه" كان يتجه إلى الكعبة الشريفة ويرفع يديه بالدعاء في القنوت دعاء أبي حمزة الثمالي (الهي لا تعذبني بعقوبتك ولا تمكر بي في حيلتك من أين لي الخير يا رب ولا يوجد إلا من عندك).

الأمر الرابع الذي يساعد على ترقيق القلب المواظبة على مجالس الذكر ومجالس الوعظ إذا ترى مجلس لأهل العلم لأهل الوعظ إياك أن تتخلف هذه المجالس تحيي القلوب وتصفي النفوس تخرج كيوم ولدتك أمك مجلس من مجالس أهل الذكر ولذلك ورد في الرواية الشريفة (أن رجل العلم مجالسة العلماء).

الأمر الخامس من الأمور التي تفيد زيارة القبور فإنها ترقق القلب وتذكّر بالآخرة.

الأمر السادس تهيئة الكفن يوجد بعض العلماء يجلس وواضع الكفن عنده بجنبه يذكر الله "عز وجل" يقول لا أدري متى ألبس هذا اللباس، ترى المؤمنين إذا تهدي له كفن يقول لك تتفاءل علينا فالله ولا فالك، لكن عندنا في الروايات أن تهيئة الكفن تطيل العمر.

الأمر السابع تجنب الأكل الحرام والأكل النجس لا تقول لا يوجد مشكلة سوف نأكل من أكل مسيحي، مجوسي حتى إذا لو كان لحم حتى لو كان دجاج أو سمك من زمان لم نأكل، لا يا أخي أعطيك مثال إذا شخص أكل سم وهو يعرف بأنه سم ونحن نقول عليه بأنه انتحر ويدخل النار لكن إذا واحد لا يدري بأنه سم يحسبه دواء وأكله ومات هل الله يعاقبه؟ الله لا يعاقبه ليس منتحر هذا الشخص لكن في نفس الوقت السم له أثر تكويني في بدن الإنسان يقتله كذلك الأكل الحرام إذا أنت تعرف أنه حرام وتأكله أنت مأثوم وأثر عليك يبعدك عن الله لكن إذا أنت لا تعرف حرام وأكلته أنت ليس مأثوم الله لا يحاسبك لكن له أثر على نفسيتك.

الأمر الثامن من الأمور التي تصفي النفس قلة الأكل، إذا واحد دائماً يأكل همه بطنه كثرة الأكل تورث قسوة القلب في الرواية الشريفة أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" (ما شبع يوما من أكلة أبدا)، الأمور التي تسهم في تصفية النفس كثيرة لا أريد أن أطيل عليكم نتكلم في النقطة الثالثة التي أريد أن أختم بها هذا المجلس.

النقطة الثالثة أريد أن أتكلم عن أهمية مراقبة النفس ومشكلة الاستدراج أريد أن أتكلم عن استصغار الذنب وعظم الاستدراج، يا أخوة الشيطان إذا أنت متدين وتصلي وتصوم لا يأتي مباشرة ويقول لك اذهب واشرب الخمر لا يأتي مباشرة ويقول لك أذهب وأزني لا لا أنت تستعظمها يأتي في البداية يقول لك اكذب هذه كذبة بيضاء توجد كذبة بيضاء وتوجد كذبة سوداء لا لا يا أخي كلها سوداء حتى إذا مزاح عود نفسك أمزح لكن لا تكذب المزاح جيد ولكن كثرته سيئة.

النبي "صلى الله عليه وآله" كان جالس مع علي بن أبي طالب النبي يأكل التمر ويخلي الطعامة عند علي بن أبي طالب خلص قال النبي "صلى الله عليه وآله" (يا علي أنك لكثير الأكل فقال علي بن أبي طالب "سلام الله عليه" إني كثير الأكل من يأكل التمر بالنواة).

المزاح جيد لكن إذا فيه كذب مشكل تحاول أن تعود نفسك أن لا تكذب، يا أخوة من حام حول الحمى أوشك أن يقع حتى إذا شيء جائز كالذي يدور حول حافة الحفرة يمكن يغفل غفلة واحدة ويسقط فيها كذلك الإنسان الذي يعود نفسه حتى على أمور جائزة مثلا غيبة الفاسق جائز فيقوم يغتاب ويقول لا غيبة للفاسق بعد ذلك ينجر من غيبة الفاسق إلى غيبة المؤمن العادل.

الشيطان يحاول يستدرجك قليلا قليلا ولذلك يجب أن تكون حذر ويقظ وتلتفت من أول وهلة.

نذكر لكم قصة العابد برصيصا أحد عباد بني إسرائيل، هذا العابد برصيصا مستجاب الدعوة يأتونه الناس ودعوته مستجابة في يوم من الأيام مرضت بنت الملك أحضروا الأطباء ولكن لم يستفيدوا قالوا عليكم بالعابد برصيصا جاءوا إلى العابد برصيصا قالوا له البنت مريضة تدعو لها الله "عز وجل" قال جيد لكن أنا لا أستطيع أن أضعها وحدها معي تصير خلوة بيني وبينها قالوا لا أي خلوة أنت عابد أنت من أهل الله أنت من أهل الذكر أصر عليهم وأصروا عليه وأخيراً تنازل وأبقاها في بيته خرجوا أخذ يدعو لها جاءه الشيطان قال أنظر إلى جمالها أنظر إلى مفاتنها أو لا تعجبك؟ هي مريضة ومن أين يعلمون كذا كذا كذا وهو يعيش الصراع أغواه الشيطان فواقعها هذا أول ذنب وضع فيه الشيطان وهو المفروض من البداية لا يقبل لا تضع نفسك في مواضع السوء حتى إذا من تكون لا تختلي بالمرأة الأجنبية، فعل فعلته خاف قال الآن يعرف الملك ومصيري مشكل جاء له الشيطان قال له لا توجد مشكلة اقتلها وتخلص منها وإذا جاءوا قل لهم أنا دعوت لها وقد خرجت إليكم أو لم تصل إليكم؟

استحسن الفكرة وقتلها ـ لاحظ كيف تستصغر الشيطان إلى أين تصل أولاً زنا ثانيا قتل ـ قتلها ودفنها جاء الملك قال أين بنتي؟ قال أنا دعوت لها ألم تأتي إليكم الله شافاها قالوا لا قال أنا دعوت لها وتعافيت وقلت لها أصبري ولكن لم تسمع كلامي وذهبت الشيطان تمثل في صورة رجال خرج الشيطان في صورة رجل خبر الملك قال فعل بها وقتلها ودفنها في الموضع الفلاني أنا سوف أريكم إياه ذهبوا إلى المكان الفلاني فتشوا الأرض فعلا رأوا معتدى عليها ومقتولة قالوا إذن بعد العابد برصيصا ثبت عليه القصاص نصلبه صلبوه وهو على ظهر الصليب جاءه إبليس قال له تريد أن أنجيك أنا أستطيع أن أنزلك تريد أن أنزلك؟ قال نعم قال بسيطة شغلة واحدة وأنا أنزلك قال وما هي؟ قال اسجد لي إذا تسجد لي أنا أطلق سراحك الآن فسجد ذلك العابد لإبليس ثم شهق شهقة ومات لاحظ كيف الاستدراج إبليس يتدرج معك.

يقول أحد تلامذة الشيخ الأنصاري رأى الشيطان عنده حبال كثيرة ورأى حبال متين حاملها الشيطان قال له هذه الحبال لمن قال هذه لأستاذك الشيخ الأنصاري البارحة ربطته وجريته لكن في آخر لحظة قص الحبال قال وأنا أي واحداً منها لي؟ قال أنت لا تحتاج إلى حبال بالإشارة تأتي.

يقال أنه بغي من بغايا بني إسرائيل في يوم من الأيام تزينت وتعطرت وخرجت فأعجبوا بها فقال الناس ما أجملها وما أروعها لو مرت على العابد الفلاني والراهب الفلاني لسحرته هي سمعت هذا الكلام وقالت من هو هذا الراهب الفلاني وسوف أذهب إليه وأغويه، ذهبت إليه وطرقت الباب فتح الباب قال نعم، قالت أيها الراهب إن بني إسرائيل يلاحقوني ويراودوني عن نفسي وإن لم تدخلني إلى دارك فأنت المسئول سيعتدون علي سيغتصبونني قال لها أنا لا أستطيع فعل ذلك لأنها تصير خلوة قالت في ذمتك أخذه الشفقة الدينية وأدخلها ما إن أدخلها ألقت ثيابها هو في هذه اللحظة جاءته الشهوة وضع يده عليها فإذا به يذكر الله "عز وجل" وإذا به يركض كان قد وضع القدر على النار يطهو الطعام وإذا به يضع يده على تلك النيران يحرقها جاءت إليه ماذا تفعل؟ قال كما أضقت يدي حلاوة الشهوة أضيقها حرارة المعصية، حرارة النار، لاحظ كيف خشية الله، فخرجت تلك البغي إلى بني إسرائيل وهي تقول أدركوه أدركوه حتى لا يحرق يده.

يا أخي التفت جيداً نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء من البداية التفت إلى نفسك لا تضع نفسك تسول هذا حب عفيف ليس حب غزير من باب الأخوة الإيمانية ميدانكم الأول أنفسكم.

07

مايو | 2023
  • الكتاب: حديث الهند
  • الجزء

    01

  • -

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
23 الجلسة