017 - الحب الإلهي في أدعية أهل البيت عليهم السلام

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

 جاء في الدعاء الشريف اللهم إني اسئلك أن تملأ قلبي حبا لك وخشية منك وفرقا منك وشوقا إليك يا ذا الجلال والإكرام.

هذا المقطع المبارك ورد في دعاء أبي حمزة الثمالي وورد ايضا في دعاء السحر الصغير الذي يستحب قراءته في اسحار شهر رمضان المبارك، نتكلم عن الحب الإلهي في أدعية أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام هذا البحث بحث قيم ورائع.

المحب تنتابه حالتان حيال محبه لو افترضنا أن شخصا من الأشخاص عقد على خطيبته وأحبها ووصل إلى درجة الولع والهيام تنتابه حالتان:

الحالة الأولى حالة الأنس

الحالة الثانية حالة الشوق

حينما تكون الزوجة بالقرب تحصل حالة الأنس وحينما يبتعد الخطيب عن خطيبته تحصل حالة الشوق الإنسان المحب الذي أحب الله تبارك وتعالى تنتابه هاتان الحالتان حالة الشوق وحالة الأنس عندما يقترب من الله تبارك وتعالى تحصل حالة الأنس وحينما يبتعد تحصل حالة الشوق، قد تقول الإنسان المؤمن دائما قريب من الله "عز وجل" كيف يبتعد؟ الجواب الله "عز وجل" يتجلى للإنسان عن قرب وعن بعد يتجلى للمؤمن عن قرب وعن بعد.

جاء في دعاء الافتتاح المروي عن إمامنا الحجة ارواحنا لتراب مقدمه الفداء الذي بعد فلا يرى وقرب فشهد النجوى الله "عز وجل" يتجلى للمؤمن عن قرب وعن بعد واقعا هذا البحث دراسة حب الله "عز وجل" بحث عميق وعظيم وموجود في مضامين الكثير من الأدعية  المباركة لأئمة أهل البيت، أنك إذا أحببت الله "عز وجل" فإن هذا القلب لا يجمع حبين حب الله وحب غيره، هناك عتاب في الكثير من الأدعية أن هذا القلب الذي أودع فيه حب الله تبارك وتعالى كيف تمسه النار اتسلط النار على وجوه خرت لعظمتك ساجدة وعلى قلوب اعترفت بإلهيتك محققة.

أنظر إلى سيد شباب أهل الجنة في دعاء عرفة هذا الدعاء العظيم ماذا يقول ؟؟؟ رافعا كفيه يقول أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك عميت عين لا تراك عليها رقيبا وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا.

هذا العبد الذي لم يمن الباري تبارك وتعالى عليه بحبه هذا العبد قد جاء بصفقة خاسرة هذا المضمون موجود في الكثير من الأدعية، أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه في المناجاة الشعبانية يقول يخاطب الله "عز وجل" ولئن أدخلتني النار أعلمت أهلها أني أحبك إذن هناك عدة منازل لاستنزال رحمة الله الفقر إلى الله هذا موطن من مواطن نزول رحمة الله وجود الحاجة موطن من مواطن نزول رحمة الله حب الله موطن من مواطن نزول رحمة الله.

انظروا إلى الطفل الجاني حينما يسيء إلى أمه إنه يرتمي في احضان أمه لأنه يحب أمه ولا يرى عشا دافئا في الوجود غير أمه، الإنسان المؤمن وإن أذنب وإن عصى وإن قصر يرى أن حبه لله تبارك وتعالى يشفع له ولذلك ورد في الأدعية بعض الألفاظ مثل الهيام الوله هذه الحالات تنتاب المحب المؤمن دائما في شوق إلى الله "عز وجل" يعيش حالة الأنس حينما يتجلى الباري تبارك وتعالى له عن قرب ويعيش حالة الشوق والوله عندما يتجلى الباري جل وعلى له عن بعد.

بكى شعيب حتى ذهبت عيناه وعمي أوحى الله تبارك وتعالى إليه يا شعيب إن كان بكائك من ناري فقد اجرتك وإن كان بكاءك لجنتي فقد أدخلتك فاجاب شعيب إلهي وربي وسيدي ومولاي تعلم أني قد بكيت لا خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك وإنما بكيت حبا فيك وشوقا إليك أتاه النداء أما وقد بكيت لحبي فاستخدمك كليمي موسى بن عمران بفضل هذه الخصيصة الله "عز وجل" خصه بأن يخدمه نبي الله موسى وبالتالي موسى تزوج بنت نبي الله شعيب، هذه الحالات أبكت حتى الأعداء.

يدخل ضرارة بن أبي ضمرة على معاوية بن أبي سفيان ويقول له معاوية يا ضرار لازمت عليا صف لي عليا فقال له أعفني فقال معاوية أبيت عليك إلا أن تصفلي عليا فقال ضرار بن أبي ضمرة أما وقد أردت كان والله فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألنا إلى أن يقول أم والله لقد رأيته في ليلة ليلاء ضلماء وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وهو يتململ تململ السليم ويبكي من شدة العويل قاضبا على لحيته وقد جرت دموعه على خده وهو يقول أيهن أيهن يا دنيا إلي تقربتي أم إلي تشوقتي فقد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي فيها فعيشك حقير وزادك قليل وعمرك قصير آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق وعظم المورد يقول الراوي فسالت دموع معاوية على خديه حتى ابتلت لحيته وقال أم والله لقد كان أبا الحسن كذلك والفضل ما شهدت به الأعداء.

وهكذا ينقل الراوي أنه دخل الكعبة فوجدت رجلا متعلقا باستار الكعبة إنه علي بن الحسين السجاد سلام الله عليه وهو يقول مخاطبا ربه إلهي غارت نجوم سماواتك وغفت عيون أنامك اسألك أن تتوب علي وأن تريني وجه جدي رسول الله "صلى الله عليه وآله" في عرصات القيامة.

هذا اللون من الحب والعشق لله تبارك وتعالى هذا اللون الغريب تجد المعصوم عليه السلام يأكل الطعام يذكر الله "عز وجل" يهجئ إلى المنام يذكر الله "عز وجل" يلبس الثياب يذكر الله "عز وجل" من هنا كان وجوده لله "عز وجل".

نسأل الله "عز وجل" أن يمن علينا بقلوب حية تحب الله تخشى الله "عز وجل" إذا سكن حب الله في قلب الإنسان عاش الاطمئنان عاش السكينة هذه الحالة موجودة هنا في قم بعض المراجع وبعض العلماء هذا الأمر جلي وواضح في حياتهم تجلس معه يتكلم تجده وهو يتكلم معك في كلام عادي كله اطمئنان كله وقار كله ايمان لأنه عاش حب الله تبارك وتعالى.

اسأل الله "عز وجل" أن يوفقنا لنيل هذا الحب ولنيل هذه المنزلة العظيمة إنه على كل شيء قدير وبالإجابة حقيق جدير وصل الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.