حدیث الاطهار
شیخ الدقاق

020 - أهمية الوجود المبارك للإنسان

حديث الأطهار

  • الكتاب: حديث الأطهار
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    100

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

(فاشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أين ما كنت) آمنا بالله صدق الله مولانا العلي العظيم.

الآية المباركة تشير إلى حادثة وقعت في قلب التاريخ فلما جاءت مريم ابنة عمران بوليدها عيسى عليه السلام قالوا يا بنت عمران ما كان أبوك امرء سوء وما كانت أمك بغيا فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله، أول مهمة وأول قضية لابد أن يعيشها الإنسان المؤمن أن يستشعر عبوديته لله تبارك وتعالى، احيانا الإنسان لا يستشعر أنه عبد حينما يدرس درسا أو يحظر درسا أو يدير مدرسة أو يكون له موقع اجتماعي معين ينسى أنه عبد ضعيف من عبيد الله البؤساء الضعفاء هذه نقطة مهمة إن الإنسان يستشعر أنه عبد يقول امير المؤمنين سلام الله عليه كفى بي عزا أن تكون لي ربا وكفى بي فخرا أن أكون لك عبدا.

الأمر الثاني (قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا) أهمية العلم إذا اجتمع في الإنسان المؤمن روح العبودية وتمام وكمال العلم تأتي النتيجة (وجعلني مباركا أين ما كنت) الغرض من هذه الكلمة الوجيزة هو بيان أن الإنسان المؤمن من المهم أن يركز على هذه النقطة أن يكون وجوده وجود مبارك أحيانا الإنسان يرى وجوده وجودا مهملا وجوده كعدمه حتى الكاف زائدة واحيانا لا الإنسان وجوده وجود مبارك يعني إذا دخل مدرسة وتتلمذ فيها انعكس وجوده المبارك في تلك المدرسة.

إذا درس في مدرسة انعكس وجوده المبارك في تلك المدرسة، إذا صلى جماعة في منطقة معين ينعكس وجوده المبارك في تلك المنطقة، إذا قاد حملة سياسية في منطقة ينعكس وجوده المبارك في تلك المنطقة، إذا كتب شيئا ظهرت الفيوضات والبركات على تلك الكتابات إذا القى شيئا لمس الناس البركة هكذا اولياء الله.

أنظروا إلى إمام الأمة السيد روح الله الموسوي الخميني أعلى الله مقامه الشريف وجوده وجود مبارك.

اتذكر أحد اساتذتنا في الأخلاق كان يقول لنا في الدرس الاخلاق ينقل عن الشيخ بهجت حفظه الله يقول الإمام الخميني لا تتعجبوا من تلك البركات التي ظهرت على يديه حينما كان يمشي في ازقة قم أيام شبابه تستشعر أن ملاكا يمشي ويتحرك على تلك الارض.

الإمام رضوان الله عليه وجوده كان وجودا مباركا، انظر إلى كتابات السيد الإمام قدس كتابات موفقة، أنظر إلى دروس السيد الإمام قدس في الحوزة في الفقه والأصول والفلسفة والعرفان والتفسير كانت مباركة ولها آثار كبيرة، حركته السياسية وتشكيله للدولة الإسلامية كانت حركة موفقة ومباركة.

الإنسان دائما يطلب من الله عز وجل أن يكون وجوده وجود مبارك، احيانا الطالب يغفل عن هذه النقطة يأتي إلى الحوزة ويدرس ربما يصل إلى مستوى علمي أو يرقى موقعا اجتماعيا أو سياسيا مرموقا إلا أنه لا يستشعر البركة ولا يجد اللذة المعنوية هنا بعض العلماء إذا تجلس معه تستشعر أنك في عالم آخر تستشعر الروحانية الهدوء، الوقار، الاطمئنان من دون تكلف، هو يمشي على سجيته أنت في تلك اللحظة تحدث نفسك تقول كيف وصل هذا إلى هذه الأمور وأنا سنين في الحوزة ولم اتقدم خطوات بل لم اتقدم خطوة واحدة لو رجعت إلى السر لوجدت أن هذا العالم منذ أوائل شبابه ومنذ بدايات دراسته كان يركز على أن يكون وجوده وجودا مباركا ولا يكون الوجود وجود مبارك إلا إذا اتصل بالله تبارك وتعالى.

الهي هب لي كمال الانقطاع إليك وانر ابصار قلوبنا بضياء نظرها إليك، إلى أن يقول الهي والحقني بنور عزك الابهج فاكون لك عارفا وعن سواك منحرفا ومنك خائفا مراقبا يا ذا الجلال والاكرام.

نسأل الله عز وجل أن يوفقنا وأن يجعل خير أعمالنا خواتيمها إنه على كل شيء قدير وبالإجابة حقيق جدير وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

07

مايو | 2023
  • الكتاب: حديث الأطهار
  • الجزء

    -

  • 100

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
26 الجلسة