023 - الهزال والمزاح

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

جاء في الرواية الشريفة عن المعصومين عليهم أفضل صلوات المصلين لا يبلغ المرء الايمان ما لم يترك الكذب هزله وجده.

نتكلم عن المزاح والهزال، المزاح يوجد فيه اتجاهان اتجاه التفريط واتجاه الافراط بعض الناس تجده صلف خشن لا يبتسم ولا يمزح بينما الرواية تقول المؤمن هش وبش بشره في وجهه وحزنه في قلبه هذا الاتجاه بعيد عن الدين الإنسان الذي هو دائما مقطب الوجه ولا يبتسم ولا يضحك ولا يمازح اخوانه هذه الروح روح بعيدة عن الدين وللأسف الشديد احيانا الإنسان يتباها ويفتخر أنه لا يمزح ولا يبتسم.

الاتجاه الآخر الاتجاه الذي يكثر من المزاح ويكثر من الضحك بحيث يخرج عن القوانين والمقررات الشرعية دائما بحجة أن المؤمن هش وبش وأنه يريد أن يدخل السرور على قلوب المؤمنين تجده دائما يمزح بحيث هذا المزاح قد يوقعه في السخرية والاستهزاء، قد يوقعه بالكذب قد يوقعه في عدة مخالفات شرعية.

لاحظ النبي صلى الله عليه وآله كان يمزح مع امير المؤمنين كانا في يوم من الأيام على طعام النبي صلى الله عليه وآله كان يأكل التمر ويضع النواة بجوار وبجنب أمير المؤمنين صلوات الله عليه بعد ذلك التفت النبي صلى الله عليه وآله وقال يا علي إنك لأكول يشير إلى النواة فقال علي سلام الله عليه إن الأكول هو من يأكل التمرة بنواتها، هذا نوع من الملاطفة نوع من المزاح فيه ادخال للسرور بعض الروايات يأتي أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله هذه رواية موجودة في كتاب العشرة من البحار وهناك مطلب لطيف إن طالب العلم ينبغي أن يطالع الروايات من المصادر الأساسية يعني ما أبعدنا عن كتاب العشرة وحقوق الاخوان الموجود في أصول الكافي كم منّا طالع هذا الكتاب كتاب العشرة ليعرف حقوق اخوانه في كتاب أصول الكافي، صاحب البحار كتب مجلدين في كتاب العشرة اربعة وسبعين وخمسة وسبعين.

النبي صلى الله عليه وآله في بعض الروايات يأتي الأعرابي ويمازحه يوم من الأيام إذا النبي اغتم قال أينك أيها الاعرابي لماذا لا تأتينا اليوم وتدخل السرور على قلبنا، المزاح مطلوب لكن ضمن الحدود والضوابط الشرعية ولذلك نذكر لكم عدة اقسام للمزاح موجودة في واقعنا الاجتماعي ينبغي أن نسلط الضوء عليها استفدناها من محضر استاذنا المبارك سماحة آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي أيده الله.

الأمر الأول الكذب الذي يكثر من المزاح من أجل المزاح قد يقع في الكذب والرواية تقول جعلت الخبائث في بيت وجعل مفتاحه الكذب، قد تقول كيف المفتاح هو الكذب إن شاء الله نتطرق إلى الكذب في بحوث لاحقة.

جاء رجل إلى الصادق عليه السلام فقال له يابن رسول الله إني ارتكبت جميع الفواحش الزنا شرب الخمر الربا وأريد أن أتوب ولا استطيع قال له لا تكذب وأفعل ما شئت قال هذا سهل يوم من الأيام أراد أن يشرب الخمر تذكر قال إذا سألني الصادق عليه السلام وقال هل شربت الخمر لا استطيع أن أكذب تجنب شرب الخمر، أراد أن يزني قال إن سألني الصادق عليه السلام كيف أجيبه هل أكذب عليه تجنب الكذب وهكذا فترك جميع الفواحش فقال صحيح جمعت الخبائث في بيت وجعل مفتاحه الكذب.

الرواية التي صدرنا بها المجلس تقول لا يبلغ المرء الإيمان حتى يترك الكذب هزله وجده، ؟؟؟ هذه كذبة بيضاء وتلك كذبة سوداء كلها سوداء لا يوجد كذب أبيض وكذب اسود كله اسود في أسود الذي يريد دائما أن يمزح من أجل المزاح قد يقع في اشكالية الكذب هذا الأمر الأول.

الأمر الثاني الذي قد يوجبه المزاح الذي يكون في غير موضعه الفحش من القول والكلام البذيء الركيك، أحيانا هو من أجل أن يضحك الآخرين يأتي بقضية فيها كلام سخيف أو كلام فاحش بحجة ادخال السرور على قلوب المؤمنين وتغيير الجو دائما مطالب علمية ودائما مقولات فكرية فلنغير الجو ببعض الألفاظ يضطر أن يسقط في زاوية الألفاظ النابية والرذيلة فيكون ساقطا.

الأمر الثالث تحريك الغرائز الجنسية والقضايا العاطفية مثلا هو متزوج وفي محضر عزاب يأتي بقضايا وقصص يثير الغريزة الجنسية للآخرين ؟؟؟ يفكرون ويتوهمون يتخيلون هو يريد أن يغير الجو وأن يدخل السرور على القلوب لكنه في نفس الوقت يحرك الغرائز وربما تتحرك الغرائز فتقع في غير موضعها.

الأمر الرابع تصفية الحسابات احيانا أنا بيني وبين فلان احقاد ومآثر لكنني لا اجرأ على مواجهته لكن من خلال اسلوب المزاح استطيع أن أوجه إليه صفعة قوية باسلوب مزاحي فإذا تأذى أقول أنا كنت امزح لا موجب للزعل لا تزعل هذه مزحة أردت أن أدخل السرور على قلبك وكثيرا ما تستخدم وبعض المزاح قد يكون اشد من الجد.

الأمر الخامس كشف الأسرار، احيانا الإنسان يريد أن يمزح فيكشف اسرار نفسه أو اسرار الآخرين مثلا يريد أن يمازح اخوانه ويلاطفهم فيأتي ببعض خصوصيات حياته الزوجية أو حياته الأسرية أو يريد أن يغير الجو فيأتي بقصة لأحد أخوانه أو حادثة هذه الحادثة ينبغي سترها تعد بمثابة السر الذي ينبغي كتمانه فيذكرها من أجل الضحك ومن أجل المزاح وتغيير الجو هذه أمور خمسة قد تلزم من جعل المزاح في غير موضع الكذب هتك الستر وكشف عورات الآخرين وكشف اسرارهم تصفية الحسابات، نسأل الله عز وجل أن يعيننا على انفسنا بما يعين به الصالحين على انفسهم إنه على كل شيء قدير وبالإجابة حقيق جدير وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.