طلب العلم والمسيرة العلمية والعملية
شیخ الدقاق

019 -طالب العلم والصداقة والأصدقاء

طلب العلم و المسيرة العلمية و العملية

  • الكتاب: طلب العلم والمسيرة العلمية والعملية
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    -

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصل الله على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

(بني الصديق ثم الطريق) هكذا خاطب أمير المؤمنين ابنه عزيزه الحسن بن علي بن أبي طالب "صلوات الله وسلامه عليهما".

موضوع المحاضرة اليوم طالب العلم والصداقة والأصدقاء

قد يتوهم متوهم أن طالب العلم لا يحتاج إلى صديق فصديقه الحق وقد قال أمير المؤمنين "صلوات الله وسلامه عليه" (ما ترك لي الحق من صديق)، وبما أنه أسوته أمير البيان علي بن أبي طالب "صلوات الله وسلامه عليه" قد يدعي البعض أنه لا حاجة إلى الأصدقاء.

الحق والإنصاف أن كلمة الأمير "سلام الله عليه" في مقام بيان قطب المظلومية وإلا أمير المؤمنين كان عنده أصدقاء كان عنده سلمان وعمار بن ياسر ومالك الاشتر هؤلاء الأصحاب كانوا قرة عين علي بن أبي طالب "صلوات الله وسلامه عليه" ومن هنا اشتغلت الحكمة التي تقول عدو واحد كثير وألف صديق قليل، وجاء في رواية أخرى (اعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان واعجز منه من فرط في من ظفر به منه) إذن الصداقة ومبدأ صحبة الأخيار مبدأ سامي حتى أن بعض علمائنا افرد رسالة مستقلة في هذا المطلب.

الشيخ الصدوق "رضوان الله عليه" عنده رسالة مستقلة في الإخوان وإذا تراجع بحار الأنوار مجلدين كتاب العشرة يتكلم عن عشرة الإخوان إذن طالب العلم بحاجة إلى الصديق العزيز الحميم قد يتوهم متوهم أنه فترة العزوبة تنقضي إن شاء الله ويتزوج الإنسان ولا يحتاج إلى صديق فإنه يشبع العواطف من خلال الحياة الزوجية السعيدة الرغيدة لكن من يدعي هذه الدعوى يظهر أنه لم يخبر الحياة جيدا فإنه للزوجة خصوصيتها وللصديق خصوصيته في الزمالة العلمية والعملية أثرها في الحياة الاجتماعية والحياة الفكرية لطالب العلم بالتالي لابد من وجود الصديق من هنا ينبثق السؤال التالي، ما هي الصفات المطلوبة في الصديق لأنه من الملحوظ أن طالب العلم خصوصا في الغربة روايات تقول (إن العلم في الغربة وفي الفقر) إذا تعيش حالة ترف وبذخ ما معلوم تصير عالم قد واحد يصير ولكن في الغالب العلم يطلع في الغربة وفي الفقر لأنه تحكه الحياة زين ولذلك تجد الكثير من علمائنا كانوا أيتام رسول الله "صلى الله عليه وآله" كان يتيما وكثير من علمائنا كانوا أيتام السيد الإمام الخميني يتيم والده الشهيد السيد مصطفى أبو شهيد وابنه شهيد وكليهما اسمهم سيد مصطفى والده قتله والد الشاه رضا خان وكان السيد الإمام يأتي رباه الكبير وبالتالي صار وكيل له السيد مرتضى بسنديدة المدفون في حرم المعصومة الشيخ محمد رضا المظفر يتيم صاحب الميزان يتيم الشهيد الصدر يتيم على العموم ليس بحثنا هذا الكثير من علمائنا كانوا أيتام.

نريد أن نشير إلى هذه الحقيقة حقيقة أهمية الصداقة في حياة طالب العلم بالتالي ما هي الصفات المهمة في الصديق إذا أردت أن تصادق فما هي الصفات المطلوبة؟

طبعا طالب العلم في الغربة هو في بلده مشبع عاطفيا الأب موجود الأم موجودة الأخ الأخت الأصدقاء الجيران حينما يسافر يفقد هذا الجو العاطفي بأكمله أول ما يأتي بلد الغربة بلد العلم قم أو النجف يشعر بفراغ عاطفي كبير إذا رأى فراغ عاطفي كبير ربما لا يكون علاقة صداقة على أسس مدروسة فيقع إما في الإفراط وإما في التفريط إما يصير انعزالي ما يصادق أحد وأما يريد يصادق كل أحد وأحيانا تتكون علاقات عاطفية غير طبيعية يعني بعض القضايا ونحن عايشناها ورأيناها أنه زميلين في الغرفة الثاني ما ينام إلا إذا قال له صاحبه تصبح على خير أنا صارت لي سكنت مع واحد في غرفة إذا ما أقول له تصبح على خير ما ينام أنا للإنصاف أعوذ بالله من هذه الكلمة قلت هذا المسكين متوهم كل ما حاولت أن أقنعه ما في فائدة قاطع يقول أنت تتواضع مع مرور الزمن أصبح يبغضني ولا يحب النظر إلي والمكان الذي أنا أكون موجود لا يستطيع أن يجلس فيه وإذا يراني ما يستطيع أن يتكلم وجهه يصير أحمر أصابته ردت فعل فإذا تعرض عنه بعدين يتوهم فيك أنك مغرور هذا البلسم المحظوظ يصير أنه مغرور يصير أنه كذا قلت له يا فلان أنت بالنسبة إلي لن تتغير في الوقت الذي كنت تقول بلسم واليوم تقول حنظل أنت أخي مؤمن أنت لا زلت تعتقد بإيمانك لكنك منذ البداية لن ترتب علاقة الصداقة على أساس عقلي وأمير المؤمنين "صلوات الله وسلامه عليه" يقول (أحببك حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما) أنت هذا صديق تعطيه كل شيء الملفات والفايلات كلها يوم من الأيام يصير عدوك وهذا عدوك تلغي كل الجسور تحطم كل الجسور يوم من الأيام يصير صديقك (أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما).

على العموم قلت له النتيجة أنا لابد أن ابتعد عنك أنا في حجرة وأنت في حجرة ومع مرور الزمن إن شاء الله ترجع العلاقات كما كانت، قال لا ماذا سيقول الطلبة بمجرد يشوفونك يسألوني عنك وهكذا يقولون متزاعلين قلت له أنا ما يهمني هذا الكلام أبقى طبيعي لم يقتنع على العموم ابتعدت عنه قلت له أنا نفسي طويل سنة سنتين ثلاث ومع مرور الزمن رجعت العلاقات كما كانت والآن من أعز أصدقائي ربما نسي هذه القضية لكن كان يعاني من جحيم ما ينام طول الليل أنا أتكلم عن معاينة ما ينام طول الليل واثر علي كثيرا حتى أنه قد سلب النوم من عيني عدة أيام هذا من جراء العلاقات غير المدروسة واللطيف أنه حينما سافرنا إلى الحج بعد الحج ذهبنا إلى بلدان خليجية متفرقة أنا ذهبت إلى بلدة هو ذهب إلى بلدة فرأى بعض الطلبة ينشئون علاقات صداقة وكانت مثلنا حب من طرف واحد فامسكهم من البداية وعلمهم اليوم انتم كنتم في البلد عندكم علاقات عاطفية مشبعة لما خرجتوا حاولت أنت تشبع علاقاتك عواطف الأب والأم والأخ والأخت والصديق والجار كلها جعلتها في هذا الصديق وجعلته البلسم الأوحد قال أنا استفدت من هذه التجربة التي عشتها بالوجدان الذي لا يحتاج إلى برهان.

ما هي الصفات المطلوبة في الصديق؟

أول صفة الورع والتقوى قل لي من تصادق أقل لك من أنت عن المرء لا تسأل وسل عن خليله إذا تمشي مع واحد أكو ناس تحسه يحب يذكر الأسماء يحب يذكر اسمه ويكص فيه تقول الحكمة إذا رأيت المغتاب فأجهد جهدك أن لا يعرفك فإن أشقى الناس به معارفه أنه ما يغتاب إلا واحد عرفه فحاول قدر الإمكان لا يعرفك بالتالي أنت تحاول تلازم الطالب الورع التقي العابد المتهجد.

كان الشهيد مرتضى مطهري "رضوان الله عليه" يسكن مع الشيخ المنتظري في غرفة واحدة في المدرسة الفيضية وكان الشيخ المطهري من أهل صلاة الليل وأهل التعبد والتهجد هذه القصة أيضا مذكورة في كتاب سيناء الصالحين للشيخ رضي مختاري هذه ستة عشر خصلة وعلى كل خصلة قصص للعلماء.

الشهيد المطهري يقول للشيخ منتظري لماذا لا تصلي صلاة الليل هذه أيام الدراسة؟ قال الجو بارد والماء بارد إذا أتوضأ بالماء البارد أتأذى وفي نقل أنه يقول هذا الماء مالح في يوم من الأيام في أحدى الليالي رأى الشيخ المنتظري رؤيا أن أمير المؤمنين "صلوات الله وسلامه عليه" جاء بماء وأيقظه وقال له قم توضأ فقد سخنت لك الماء يقول أنا كنت نائم وإذا الشهيد مطهري يوقظني شيخنا هذا الماء أنت أليس تتأذى من الماء البارد تريد ماء ساخن أنا سخنت لك الماء قم وتهجد وتعبد يقول أنا من هذه الرؤية أدركت عظمة هذا الرجل عظمة الشهيد مطهري.

أنت إذا تحصل على صاحب يعينك على عبادة الله يعينك على طاعة الله هذا مطلوب بعض المؤمنين حتى زوجاتهم تيقظه تقول له قوم ما صليت الليلة يقول لها وأنت تقول لا أنا لا يحتاج ولكن أنت من المواظبين أنا أعرف طلاب هكذا فإذا واحد حصل على صاحب من أهل التعبد والتهجد هذا نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء أول خصلة الورع والتقوى إذا فيه كل الصفات وما فيه ورع وتقوى ما في فائدة عنده علم وما فائدة العلم من دون ورع عنده وعي اجتماعي وسياسي وما الفائدة من دون ورع وتقوى والورع والتقوى هذا أول خصلة.

الخصلة الثانية الجد والاجتهاد إذا أنت طالب علم تمشي مع واحد مؤمن كسول يحب النوم كل الوقت نائم ما يحب يفتح كتاب مع مرور الزمن أنت تتعود حاول تصادق المجد العاشق لدرسه لاحظ كم يفتخر السيد أبو القاسم الخوئي "رضوان الله عليه" يفتخر بملازمة ومزاملة السيد محمد هادي الميلاني كانت عدهم مباحثة بين السيد الخوئي وبين السيد الميلاني ولعلمك علمائنا بعضهم حتى لما يصلوا إلى المرجعية تبقى مباحثتهم موجودة يعني السيد الزنجاني "حفظه الله" مع أنه توصل إلى المرجعية كان مع السيد حميد الروحاني الآن هم أصدقاء أعضاء مكتب استفتاء وبينهم مباحثات.

الطالب إذا لازم المجد يفيد ويستفيد ويقولون المحقق الأصفهاني "رضوان الله عليه" كان أعلام ثلاثة في النجف المدارس الأصولية الثلاث المحقق الأصفهاني والمحقق العراقي والمحقق النائيني طبعا كان البارز بينهم النائيني المحقق العراقي كان عظيم الجثة ومرحا وكان عنده بيان لكن سبحان الله عنده بيان في الإلقاء وما عنده بيان في الكتابة يدوخك إذا يكتب لكن في الإلقاء عنده بيان كان عنده حضور كبير مائتين أربعمائة المحقق الأصفهاني دقيق في الفلسفة دقيق وفي الأصول يحضرون عنده خمسة.

جاء رجل إلى المحقق الأصفهاني قال له شيخنا كيف أنت يحضرون عندك خمسة والمحقق العراقي يحضرون عنده مائتين فقال المحقق الأصفهاني من هؤلاء الخمسة السيد الخوئي بألف والسيد الميلاني يعادل ألف طالب ألفين يكفي إذن ليس العبرة بالكم أحيانا الكيف ذاك الرجل يقول كنا نحضر بحث السيد الخوئي وكان الشهيد الصدر يحضر بحث السيد الخوئي لكن هو في اليوم الواحد يتقدم عنا سنوات اليوم واحد أشكل على الشيخ الوحيد قال له لا تعطل البحث ألف ومائة شخص يحضرون الدرس هؤلاء الألف وخمسمائة شخص يعني قال لهم في مستوى واحد في منهم مجتهدين يباحثون خارج وفيهم ناس اليوم حاضرين على العموم الجد والاجتهاد مطلوب في الصديق.

الخصيصة الثالثة المطلوبة في الصديق الوعي والهم الديني الكبير أحيانا أنت تصادق واحد افقه ضيق همه ضيق وأحيانا تصادق شخصا يعيش هم الدين يعيش هم الإسلام هذا سوف ينعكس عليك إذا تصادق واحد ما يعرف إلا مسنده مجود الكتاب ويعرف المسند له غير تصادق واحد في الوقت الذي يدرس بعمق ودقة يفكر كيف يرقي نفسه ويرقي الأمة هذا ينعكس عليك بالتالي في المستقبل يصير صديقك في الجهاد وتحمل معاه ذكريات عجيبة وهذا تعيشه بعدين إذا تصبح إمام جمعة أو فقيه أو مجتهد أو خطيب وتلتقي تحن إليه وتصير عندك علاقة بينك وبينه علاقة خاصة ولذلك لما استشهد الشهيد باهنر "رضوان الله عليه" رئيس الوزراء كان رئيس الجمهورية السيد محمد علي رجائي ورئيس وزرائه الشيخ محمد باهنر كليهما استشهدا "رضوان الله عليهما" أحد الخونة في اجتماع وضع القنبلة تحت الطاولة وخرج كان قائد الشرطة وتفجرت وكليهما احترقوا بالكامل بحيث لن تتميز الجثتان حتى يميزون الجثتين جابوا الشيخ علي أكبر هاشمي رفسنجاني الشيخ هاشمي رفسنجاني صديق باهنر مدة أربعين سنة طبعا حتى رجائي وباهنر كليهما سبحان الله ولدا في يوم واستشهدا في يوم الشيخ رفسنجاني صديق باهنر أربعين سنة يعرفه تمام المعرفة جابوا الشيخ قالوا له كيف تميز الجثتين المتفحمتين قال باهنر كان عنده ضرس ذهب افتحوا الفم من خلال هذا السن يتشخص فعلا فتحوا الفم عرفوا أن شافوا الضرس الذهبي قالوا هذا باهنر وذاك رجائي، هذه أجواء عصيبة أنت تعيش مع واحد سنين متطاولة يمكن يأتي يوم تتمنى لم تكن موجود أيضا، إذا تصادق طالب علم يشاركك الهم عنده هم خدمة الدين عنده هم العمل الاجتماعي إلى آخره غير إذا تصاحب واحد بس أكل ونام قال الحمد لله ما عنده أي هم آخر هذه ثلاثة أمور هامة بالنسبة إلى صداقة طالب العلم وهناك أمور أخرى لكن أحببت أن أركز على هذه الثلاثة.

وفي الختام أقول لا تقول أنا هذا صاحبي ما عنده هم بس أنا ما أصدقه أو ليس مجد أنا ما أصدقه أنت شنو أحيانا الواحد دائما يلاحظ الآخرين يقيم الآخرين ما يقيم نفسه يقول نعم ذاك اليوم هذا اغتاب أمامي ولكن أنا لم أمشي معه أول نفسك إذا بدأت بنفسك وكملت نفسك ستحصل على الصديق المناسب والصداقة ليس أمر قهري أحيانا شبه قهري غير اختياري يعني أنا أحن اعز أصدقائي أول ما أريد أن أصادقه قلت هذا شكله من المعروفين والمشهورين أحب الشهرة والسمعة وكنت ما أعطيه وجه وما أحب أكون علاقة معه إن شاء الله "عز وجل" يكون اعز صديق عندي أحيانا الاشتراك في الهم وفي المبادئ وفي التوجهات يحقق صداقة قهرية على العموم الواحد يبدأ يعدل في نفسه يحافظ على مستوى الورع والتقوى يحاول يدفع من همه ووعيه الديني وبالتالي إن شاء الله يسأل الله "عز وجل" أن يوفق للحصول على الصديق الحنين كما يوفق على الزوجة الصالحة نسأل الله "عز وجل" أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

 

07

مايو | 2023
  • الكتاب: طلب العلم والمسيرة العلمية والعملية
  • الجزء

    -

  • -

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
24 الجلسة