021 - طالب العلم وسلطان جائر

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصل الله على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

وقد جاء في الوصية الخالدة لأمير المؤمنين "صلوات الله وسلامه عليه" لولديه الحسن والحسين (كونا للظالم خصما وللمظلوم عونا).

الظالم له مصاديق عديدة نذكر ابرز مصاديق الظالمين ابرز مصداق الظالم سلطان الجائر فقد يبتلى طالب العلم بسلطان جائر وقد يتوهم أن مصلحة العباد والبلاد في توطيد العلاقات مع الظالم لكن هذا الطريق صعب شائك دخول المرء في الشبكة سهل ولكن التفكر في خروجه السمكة حينما تدخل المصيدة تدخلها بسلام ووئام تجد الحشيش والغذاء لكنها تتحير عندما تريد الخروج، كذلك  طالب العلم قد يضع نفسه في الموضع الذي لا يليق به ولا يليق بالعلم الذي يحتويه الكثير من الإخوة قد يقول أنا أريد أن أكون كعلي بن يقطين، علي بن يقطين من أصحاب الكاظم والرضا "صلوات الله وسلامه عليهما" وكان رئيس وزراء هارون الرشيد.

علي بن يقطين يقول الإمام "صلوات الله وسلامه عليه" (أنا أشهد لكم أنه وابنه في الجنة) قد تصل إلى هذا المكان الإمام المعصوم يشهد أنك في الجنة وأيضا علي بن يقطين في يوم من الأيام جاء إلى الإمام "عليه السلام" فاعرض عنه (فقال جعلت فداك يابن رسول لما أعرضت عني قال يأتيك فلان من شيعتنا فلا تقضي حاجته قال يابن رسول الله لم أتعمد ذلك كنت مشغول قال إذن تذهب إليه الآن وتعتذر إليه قال انه في المدائن منطقة بعيدة فإذا بالإمام "صلوات الله وسلامه عليه" قال أنا عن طريق طي الأرض اسخر لك الأرض فاذهب إليه لكي تعتذر عن طريق طي الأرض تطوى الأرض ما هي إلا خطوات وصل إلى بيت ذلك الموالي طرق الباب خرج الشيعي نعم قال أنا عندي طلب واحد ـ علي بن يقطين يقول لذلك الشيعي الموالي ـ قال نعم تفضل قال أنا حينما جئت لي كنت مشغولا وأنا جئت وافدا إليك لكي اعتذر وعندي طلب أريد أن أضع خدي على الأرض وتضع رجلك على خدي قال لا يصير أنت علي بن يقطين رئيس الوزراء قال أريد أن أذل نفسي لكي أروضها لخدمة شيعة آل محمد أصر عليه وضع خده على الأرض ووضع ذلك الموالي قدمه على رئيس الوزراء) ما غرك رئاسة وزراء ما رئاسة وزراء.

سلام الله عليك يا علي بن أبي طالب يغسل نعله قال (يابن عباس كم تسوى هذه؟ قال لا تسوى شيء مركعة قال والله أحب إلي من أمرتك هذه إلا أن أقيم عدلا أو ادفع باطلا) أنت تذهب تتبجح عند الظالمين ويمررون مخططاتهم من خلالك ولذلك تجد العالم الواعي هو الذي يدقق في علاقاته مع الظالمين وفي كل خطواته.

في فترة من الفترات اعتقل والد السيد حسن الكشميري حكم عليه في النجف الاشرف وأيضا اعتقل احد الإيرانيين هناك حكم عليه خمس سنوات دخلت وساطات من السيد الخوئي "رحمه الله" السيد الشاهرودي بقية المراجع حكم عليه ؟؟؟ هذا الذي في المحكمة كان قال تأتون بورقة صغيرة من إمام الخميني نحن نخرجه فورا وجاء هذا الشخص يريد ورقة من السيد الإمام ويقول السيد حسن الكشميري يقول ذهبت إلى الإمام الخميني "رضوان الله عليه" قلت له قالوا إذا تأتي بورقة من الإمام الخميني نحن نخرج أباك فقال السيد الإمام لا، لماذا هذه خدمة مؤمن؟ لأنهم يستفيدون مني ويأخذون مني أكثر مما أن اخذ منهم أنت لا تنظر هذه خدمة مؤمن أنا اكتب له وأخرجه من السجن بكرى يلزموني بأشياء تجاه الشعب الإيراني تجاه الثورة تجاه الحكومة العراقية وأنا لا أريد أن ضده، على العموم من ابرز المصاديق السلطان الجائر بل يا أخي حتى السلطان قدر الإمكان حاول تتجنب السلطان الجائر.

في يوم من الأيام سافر الشاه إلى حرم الرضا "صلوات الله وسلامه عليه" أيام الملا هادي السبزواري صاحب المنظومة فجاء الأعيان والتجار والعلماء لزيارة الشاه يتفقد الملا هادي السبزواري أرسل إليه فقال الملا هادي السبزواري عندنا رواية تقول إذا رأيت العلماء على أبواب السلاطين فبأس العلماء وبأس السلاطين وإذا  رأيت السلاطين على أبواب العلماء فنعم العلماء ونعم السلاطين، القمه حجرا تحرك الشاه إلى الملا هادي السبزواري قال إن هو موجود عنده مزرعة أذهب له إلى مزرعته ذهب إلى المزرعة جلس إلى جوار الملا هادي السبزواري قدم له رغيفين من الخبز تناول الشاه كسرة من الخبز وجد طعمها لذيذ قال مولانا هذا الخبز لذيذ لم أكل منه طول حياتي وإذا بالملا هادي السبزواري بالتأكيد لم تأكل منه هذا الخبز حلال في حلال زرعت القمح في يدي حصدته بيدي طحنته بيدي عجنته بيدي خبزته بيدي فهو حلال من مبدئه إلى منتهاه، لاحظ كيف علمائنا يحافظون على الأمور التي فيها طهارة وفيها مكان في القلب ليس الآن مطعم هذا حلو حتى لو أجنبي لا تسأل سوق المسلمين قاعدة السوق تمشي المهم هو حلو لا تورطنا وتذهب وتسأل لاحظ علمائنا كيف يحافظون على الطهارة والنزاهة.

الإنسان إذا صارت عنده الأموال يتجبر مثل قارون ولذلك الكثير من التجار قد يطغى طبعا هناك سلطان عادل هناك تاجر عادل هناك رئيس قبيلة عادل هناك مختار قرية عادل ليس دائما لكن عادة الإنسان إذا تهيأت له الأموال والسلطة والسلطنة يتجبر ويتكبر ويطغى وهكذا جرى إلى قارون، قارون ابن خالة موسى "عليه السلام" لما أن شرع الله "عز وجل" جزء من أربعين ما كان خمس مثل الآن عشرين في المائة هذا واحد من الأربعين طبعا قارون كان عنده أربعين جمل يرفعوا فقط مفاتيح الخزائن قال له يا ولد الخالة لا بأس بكرى إن شاء الله أمام الناس كما أخرج هذا الشيء قارون اتفق مع واحدة والعياذ بالله عاهرة قال لها إذا أصبح الصباح وجاء موسى يطلب المال قومي وقولي يا موسى تأخذ المال من الناس وأنت ؟؟؟؟ عندي تسقط السمعة فأصبح الصباح جاء موسى إلى قارون يريد المال أين المال وقفت تلك المرأة وإذا بها ترتعب قال موسى ما الخطب؟ قالت ؟؟؟ الله إني قد اتفقت معه على كيت وكيت لكني ارتعب إني أخاف الله رب العالمين فغضب موسى فقال قارون السماح ناشدتك الرحم أوحى الله "عز وجل" إلى موسى قد سخرت لك الأرض فقال موسى يا أرض خذي بلعته الأرض اخذ ينزل شيء فشيء قال قارون ناشدتك الرحم قال يا أرض خذي ناشدتك الرحم قال يا أرض خذي لاحظ رحمة الله "عز وجل" الله "عز وجل" أوحى إلى موسى قال ناشدك الرحم ثلاث مرات لم تجبه لو ناشدني مرة واحدة لغفرت له.

على العموم نحن نريد نتكلم فعلا عن العلاقة بالظالمين الواحد قدر الإمكان لا يفتح له باب للسلطان أحيانا رعاية شؤون العباد فعلا تتوقف على هذا الشيء ولكن الإنسان في الغالب تجبير بالحاجة إلى الذهاب إلى أبواب الظلمة وهذا في الغالب من ضعف الإيمان أنا، انقل لكم قصة كيف ضعف الإيمان.

في يوم من الأيام صاحب الكفاية الآخوند الشيخ محمد كاظم الخراساني "أعلى الله مقامه الشريف" كان جالس مع مجموعة من طلابه تلك الأيام أيام فقر جاء شخص وجاء بحقوق شرعية جاء بالأموال صاحب الكفاية أخذ الأموال وضعها تحت الوسادة فرح الطلبة قالوا الحمد لله الخير جاء ؟؟؟ ثم دنى ذلك الشخص إلى صاحب الكفاية و؟؟؟؟ صاحب الكفاية ما عطل اخذ المبلغ وأعطاه إياه فتغيرت الوجوه مشى ذلك الرجل وإذا بصاحب الكفاية يبكي بكاء شديد عفوا شيخنا لم البكاء؟ الأموال تأتي قال هذا جاء بالخمس ثم قال إن أبني على زواج وليس عندي مال فرجعت المال إليه لكني ابكي عليكم وصلتم إلى هذه المرحلة المتقدمة من الدرس ولا يوجد عندكم توحيد أفعالي مقتضى التوحيد الافعالي أن الرزق من الله "عز وجل" لا من هذا الشخص ولا من ذاك الرزق من الله تبارك وتعالى أنا ابكي عليكم الآن تعبنا عليكم علميا لكن من الناحية الإيمان لا زلتم في البداية.

أحيانا الطالب يصاب بهذا الشيء يعتقد أنه ؟؟؟ إذا ذهب إلى الظالم أو إذا ذهب إلى التاجر الفلاني أو صادق المختار الفلاني طالب العلم لازم يصير نبيه أنا ذهبت إلى بعض المناطق أصلي جماعة كان مختار القرية من معجبيني ؟؟؟؟ لماذا عجيب سألت واحد قال هذا كل طالب حطه في جيسه ؟؟؟؟ يعني هناك أناس الذي عدهم زعامة وعدهم مكانة يريد يسخر الطالب من أجل أغراضه الشخصية فليحذر الطالب أحيانا لا يحس، لاحظ الآية الكريمة (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا) مو قالت اذهب؟؟؟ ولا حتى؟؟؟؟ (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وانتم لا تشعرون) أنت الآن تلمس نار وما تحس حتى الطفل يحس الطفل إذا تعطيه جمرة أو تمرة الجمرة ؟؟؟؟ يحس بها لأن ؟؟؟ من الظالمين ظاهره اللطف ولكن باطنه النار والجحيم، نسأل الله "عز وجل" أن يوفقنا وأن يجنبنا نيران الظالمين إنه على كل شيء قدير وبالإجابة حقيق جدير وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.