001 -ماهيّة الإدارة

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

نشرع اليوم الأحد 14 من شهر ذي القعدة لعام 1441 هجرية قمرية الموافق 15 من شهر تير أي الشهر الرابع من عام 1399 هجرية شمسية المصادف 5 يوليو أي الشهر السابع من عام 2020 ميلادية ونبدأ بدراسة علم الإدارة في دورة مختصرة مقتضبة جدا في كتاب الإدارة في أسبوع للكاتب مالكم بيل ترجمة فارس السويكري فقد ترجم فارس السويكري كتاب مالكم بل الذي أصدرته الجمعية البريطانية لإدارة الأعمال وهذا الكتاب مؤلف من سبعة فصول بعدد أيام الأسبوع ونأمل أن ننهي هذه الدورة الموجزة في أقصر وقت ممكن لأننا نعتزم أن نقيم ثلاث دورات في العلوم الإنسانية على الأقل دورة موجزة ودورة متوسطة ودورة موسعة ومفصلة وهذه الدورة هي الدورة الأولى والموجزة نبدأها هذه الأيام ولعلنا نوفق لإتمامها ونسأل الله "عز وجل" أن نوفق لإقامة دورات ثلاث في العلوم الإنسانية وهي علم الفلسفة، علم النفس، علم الاجتماع علم السياسة، علم الاقتصاد، علم الإدارة، علم التاريخ وغير ذلك حتى من غير العلوم الإنسانية فإن طالب العلم الحوزوي والجامعي الأكاديمي والمثقف الرسالي بحاجة إلى الإلمام ببعض مبادئ هذه العلوم فنشرع في بيان مباحث هذا الكتاب.

هذا الكتاب أساسا قد كتب لشخص استيقظ من النوم فوجد نفسه في موقع إداري متقدم وأصبح مديرا أو مسئولا لقسم أو مؤسسة أو مركز أو شركة وحينئذ يقع أمام الأمر الواقع فليست لديه الكثير من مبادئ الإدارة فكيف يدير نفسه أولا وكيف يدير الآخرين ثانيا وكيف يدير المال ثالثا وكيف يدير المعلومات رابعا فهذه مباحث مهمة يحتاجها من يتسنم موقعا إداريا من هنا ستكون المحاور والفصول سبعة:

الأول ماهية الإدارة

الثاني إدارة النفس

الثالث إدارة الناس

الرابع إدارة العمليات

الخامس إدارة المال

السادس إدارة المعلومات

السابع البيئة الإدارية

فهذه معلومات أولية في الإدارة يحتاجها كل مسئول ومدير فأولا ما هو معنى الإدارة وثانيا إذا عرفنا معنى الإدارة كيف يدير الإنسان نفسه وذاته وثالثا كيف يدير الآخرين والموارد البشرية ورابعا كيف يدير العمليات الإدارية وخامسا كيف يدير المال الموجود في المركز أو الشركة وسادسا كيف يدير المعلومات التي تتداول في هذا المركز أو المؤسسة أو الشركة وسابعا كيف يهيئ البيئة الإدارية والمناخ الإداري الملائم والمناسب إنها مباحث مهمة وحساسة ويحتاجها كل إنسان حتى في الحسينيات والمساجد بل حتى في البيت، نشرع بعون الله في المحور الأول والفصل الأول وهو ماهية الإدارة وهناك أربعة محاور أساسية سندرسها تباعا في الفصل الأول وهي المحور الأول تعريف الإدارة، المحور الثاني موارد الإدارة، المحور الثالث التسلسل الإداري، المحور الرابع تصرف المدير كقائد.

نشرع في المحور الأول تعريف الإدارة وبما أن هذه الدورة مبسطة وميسرة فهي سهلة يسيرة لا ترنو إلى التعقيد فإننا نقول لو سألت الناس من هم المدراء لقالوا المدراء هم الذين يأمرون وينهون الموظفين والمثال البارز لدى الكثير من الناس مدير المدرسة هو الذي يدير المدرسين والموظفين في المدرسة ولكن إذا أردنا أن نعرف الإدارة تعريفا ميسرا بسيطا نقول الإدارة هي إنجاز الأهداف من خلال الناس فإذا استطعت أن تنجز الأهداف التي تريدها من خلال الناس والموارد البشرية فأنت ماهر في الإدارة تقول فلان قوي في إدارة بيته يعني الأهداف التي يريدها من أفراد عائلته كزوجته وأولاده يستطيع أن يحققها بسهولة، إذن الإدارة هي عبارة عن إنجاز الأهداف من خلال الناس والإدارة نحتاجها في جميع مجالات الحياة أنت مع ذاتك أنت مع ناسك مع مالك مع معلوماتك مع بيئتك تحتاج إلى الإدارة بل وجدت بعض المتخصصين في الإدارة يغالي فيها ويقول إن مشكلات العالم أساسها الإدارة ويرجع جميع المشكلات في العالم إلى الإدارة فلو تمكن البشر من إدارة أنفسهم إدارة صحيحة لعاش الناس بخير وعبروا إلى بر الأمان إذن الإدارة أمر مهم جدا، هذا تمام الكلام في المحور الأول تعريف الإدارة.

المحور الثاني موارد الإدارة أي أن الإدارة تتعلق بماذا؟ وبأي مورد؟ نذكر خمسة موارد وهي الذات والناس والعمليات والمعلومات والمال خمس كلمات بالتالي عندنا موارد خمسة:

المورد الأول إدارة النفس

المورد الثاني إدارة الناس

المورد الثالث إدارة العمليات

المورد الرابع إدارة المال

المورد الخامس إدارة المعلومات

فمثلا لو كنت مدير مدرسة فأولا تحتاج أن تدير نفسك وترتب ذاتك هذا أولا وثانيا تحتاج أن تدير الناس وهم موظفو المدرسة من مدرسين وإداريين وعمال وثالثا تحتاج أن تدير العمليات داخل المدرسة، العمليات التعليمية ورابعا تحتاج أن تدير المال الذي تمول به المدرسة وخامسا تحتاج أن تدير المعلومات الموجودة داخل المدرسة إذن أنت في أي مركز أي مؤسسة أي مشروع اتحاد مجمع مجمع مدرسة جامعة شركة مؤسسة مركز أي هيئة إدارية تحتاج إلى الموارد الخمسة كل مورد هذا له كتب خاصة.

المورد الأول إدارة النفس

لابد من تنمية المهارات الفردية وتدريب الإنسان نفسه وتطويره على الدوام والإداري الناجح هو الذي يطمح دائما في التطوير ولا يكتفي بالموجود فإن القول بأن هذا كاف هذا بداية الانحدار والتوقف الإداري الناجح لا يقول ما شاء الله أنا وصلت وكذا هذا يكفي الإداري الناجح دائما يرتب أموره وهناك دورات تعقد في المهارات الإدارية والإشرافية من هذه المهارات اللباقة مثلا لو كان موظفك دائما يتأخر وفي يوم من الأيام نظرت إليه نظرة غضب أنت إلى متى دائما تتأخر سوف أقتطع من راتبك وإن تأخرت سأطردك هنا تكسب عداوة هذا الموظف ولكن يمكن أن تخاطب هذا الموظف قائلا عفوا عزيزي هل لديك مشكلة يمكن أن أساعدك فيها فإني أراك تتأخر ولعل هناك مشكلة وأنا استطيع أن أخدمك فيها وأنا أتشرف أن أخدمك فإن مثل هذه اللباقة توجب كسب الموظف إذن الأمر الأول إدارة النفس وتطويرها وتنمية قدراتها والدخول في دورات تعليمية وتدريبية وقراءة الكتب وتثقيف النفس وتعلم تجاب المدراء الناجحين والخبراء، إذن الأمر الأول إدارة النفس إذا تريد أن تصير مدير ناجح لا تكتفي بما أنت عليه لابد أن تطور ذاتك بالقراءة بالدراسة دخول دورات تدريبية الاشتراك في مواقع قراءة الكتب الإدارية التواصل مع المتخصصين في الإدارة بحاجة تنمية دائما ومستداما، هذا تمام الكلام في المورد الأول إدارة النفس.

المورد الثاني إدارة الناس والإدارة لها أهداف ولكي تصل إلى أهدافها لابد من إدارة الناس الذي يعبر عنه بالموارد البشرية والآن في علم الإدارة يوجد قسم خاص ودراسة خاصة وتخصص خاص اسمه الموارد البشرية، ما هي وظيفة هذا القسم وهذا التخصص؟ هذا القسم يرصد الأفراد البشرية ويرصد مؤهلاتهم فلنطبق على الحوزة  العلمية.

كم طالب عندنا في الحوزة من البلد الفلاني؟ مائتين طالب أولا ما هو مستواهم العلمي تخرجوا من الثانوية أو لا ما هي مستوياتهم الجامعية ما هي تخصصاتهم ما هي تخصصات زوجاتهم هل لديهم خبرة في أعمال مارسوها اشتغلوا أشغال أو لا، وظيفة هذا القسم دراسة تفاصيل كفاءات الموارد البشرية لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب والإدارات الناجحة والشركات الناجحة هي التي لديها معرفة تامة بمؤهلات الموارد البشرية أو تعلمون ماذا فعل أستاذ الإدارة حينما قدم دورة في العلاقات العامة وقدم امتحانا للطلاب ماذا تتوقعون كان سؤال الأستاذ؟ سؤال واحد ما اسم حارس المبنى فتعجب الطلاب وأكثرهم كان لا يعرف اسم حارس المبنى فقال له هذا الذي تلتقي به أنت يوميا عند دخولك للجامعة والمعهد وتسلم عليه ويسلم عليك وما تعرف اسمه إذا هذا الذي يومية أنت تراه ما تعرف اسمه كيف تصير عندك خبرة في العلاقات العامة وتعرف الناس فأعطاهم صفر في الامتحان إذن العلاقات العامة مهمة وتنمية الموارد البشرية مهم جدا أنت كيف تدير مجتمع وتدير مؤسسة ما تعرف موظفيها كيف تدير طلاب أنت ما تعرفهم كيف تدير مجتمع أنت ما تعرفه إذن لابد من معرفة الموارد البشرية لم اقل تنمية الموارد البشرية، التنمية هذه بحوث خاصة فيها الأنلبي وغيره من الدورات كلامنا في إدارة الناس، هذا تمام الكلام في المورد الثاني إدارة الناس يعني الإدارة إما لبشر أو لغير بشر إذا البشر إما الذات أو الآخرين إلى هنا انتهينا من إدارة البشر ثم ما يدور بين البشر ما الذي يدور بينهم عمليات معلومات أموال خمسة أركان أنا وأنتم وما يدور بيننا من معلومات وأموال وعمليات بعد صار إدارة الذات وإدارة الناس وإدارة العمليات وإدارة المعلومات وإدارة الأموال، إلى هنا انتهينا من إدارة الذات وإدارة الناس ننطلق إلى الثالث إدارة العمليات والمراد بالعمليات الموارد المادية والأنظمة المعنية مباشرة في عملية الإنتاج أو الخدمة النهائية التي يقوم بها المدير فأنت تحتاج إلى تجهيز المكان وتأثيث المكان وترتيب المكان هذا كله عمليات تحتاج إلى توفير المواصلات إلى ترتيب القوانين الإدارية إلى آخره هذه كلها عمليات فلابد أن يكون المدير خبيرا في هذه العمليات وعادة يؤخذ المدير من الخبراء في العمليات فمثلا إذا إدارة حوزة يكون المدير حوزوي لأنه عنده خبرة في العمليات الدراسية الحوزوية إذا مدير جامعة يكون أستاذ جامعي حتى يكون خبير في الشأن الجامعي إذا كان رئيس حزب سياسي يكون سياسي مخضرم يستطيع إدارة الحزب السياسي إذا كانت شركة تجارية يكون تاجر عنده خبرة فهذه النقطة الثالثة وهي إدارة العمليات تحدد نوع المدير عادة يؤخذ المدير من الخبير بالعمليات وأما إذا أنت في حوزة ويكون مدير الحوزة أفندي أكاديمي أو جامعة ومدير الجامعة حوزوي لا يعرف الجامعة يلقى اعتراضات هذا تمام الكلام في الأمر الثالث إدارة العمليات.

المورد الرابع إدارة المال والبعض يرى أن المال هو كل شيء في الحياة والماديون يقولون إننا بالأموال نستطيع أن نحقق كل شيء وهذه حقيقة باطلة عاطلة فالمال بعض الشيء وليس كل شيء صحيح أنت في الإدارة تحتاج إلى أموال فالمال بعض الشيء لا أنه كل شيء وهذه المقولة جميلة في الإسلام إن الإسلام أنتشر بأخلاق محمد "صلى الله عليه وآله" وسيف علي وأموال خديجة إذن عناصر ثلاثة مهمة في الإدارة الأخلاق والمهارات السلوكية والإشرافية والأموال والقوة والحزم فأنت في الإدارة السياسية الإدارة الاجتماعية الإدارة الأسرية بحاجة إلى العناصر الثلاثة الخلق النبيل والحزم والصرامة والمال والثروة فالمال أحد أضلاع ثلاثة لا أنه الضلع الأوحد هذا تمام الكلام في الأمر أو المورد الرابع إدارة المال.

الأمر الخامس إدارة المعلومات

المعلومات هي خبز المدراء وقوتهم فهي وسيلة مهمة بالنسبة للمدراء وهنا أطرحوا هذه المعادلة التي تفيدكم في مدرسة الحياة في السياسة والاجتماع والاقتصاد والدين وكل شيء وهي إن الرأي الصحيح يساوي معلومات صحيحة زائد تحليل صحيح فإذا كانت المعلومات صحيحة لكن التحليل خاطئ فإن النتيجة ستكون خاطئة وإذا كانت المعلومات خاطئة والتحليل صحيح فإن النتيجة ستكون خاطئة ومن باب أولى لو كان كلاهما خاطئ فكانت المعلومات خاطئة والتحليل خاطئ فإن النتيجة ستكون خاطئة ولن تكون النتيجة صحيحة إلا إذا كانت المعلومات صحيحة أولا والتحليل صحيح ثانيا فإن النتيجة ستكون إن المعلومة صحيحة بالكامل وأكثر الناس يخطئون إما بالركن الأول أو الثاني إما معلوماته غير صحيحة أو تحليله غير صحيح ولقد أعجبني أحد السياسيين المخضرمين حينما سألته عن قضية وقعت في عالم السياسة وقلت له ما هو تحليلك لهذه الظاهرة فقال لا توجد عندي معلومات فكيف أحلل لك أحتاج إلى معلومات صحيحة ولا توجد عندي معلومات صحيحة فلا استطيع الجواب بينما الجاهل يجيب على كل شيء ينافس الله "عز وجل" الذي يجيب على كل شي الله "عز وجل"، إذن المعلومات هي خبز المدراء فهي وسيلة مهمة للمدراء القوة دائما في المعرفة العلم سلاح من صيره صير إليه ومن نبذه صير عليه هذا مفاد رواية مروية عن أمير المؤمنين عليه أفضل صلوات المصلين بالمال والعلم يبني الناس أوطانا الوطن لا يبنى بالمال فقط، بالمال والعلم يبني الناس أوطانا لذلك تجد بعض المدراء لا يبوح لموظفيه ومسئوليه بكل شيء يخشى أن يعطيهم كلما عنده حتى لا يتفوقوا عليه وهذا لا يكون إلا في المدير الضعيف الذي لا يثق بنفسه وأما المدير القوي والذي يثق بقدراته يسعى إلى تنمية قدرات وطاقات الموظفين ومن هم حوله لذلك تجد رؤساء الأحزاب الضعفاء دائما يبقون الكوادر الضعيفة في الحزب حتى تدوم له الرئاسة ويخشى أن يعمل لهم دورات لتنميتهم حتى لا يأخذوا الكرسي منه بخلاف السياسي المخضرم القوي فإنه يأمل في تنمية أبنائه بل يتمنى أن يكونوا أفضل منه ولن يكونوا أفضل منه ما دام يمتلك حسا أبويا معرفيا هذا تمام الكلام في المورد الخامس وبه مسك الختام في النقطة والمحور الثاني موارد الإدارة واتضح أنها خمسة إدارة النفس، إدارة المال، إدارة العمليات، إدارة المعلومات وإدارة المال.

المحور الثالث التسلسل الإداري مهما كانت أعمال المدراء التي يقومون بها فإن من المؤكد وجود تسلسل إداري طبيعي للأنشطة الإدارية وهذا التسلسل وفق أربعة أمور:

الأول التخطيط

الثاني التنظيم

الثالث التطبيق

الرابع التحكم

فما هو المراد بالتخطيط والتنظيم والتطبيق والتحكم وإذا تمت هذه الأمور الأربعة تحقق الخامس وهو الاتصال إذن عندنا تسلسل أولا نخطط ثانيا ننظم ثالثا نطبق رابعا يحصل التحكم وخامسا يحصل الاتصال فما هو المراد بهذه الأمور الخمسة:

الأمر الأول التخطيط

التخطيط هو أساس كل الأنشطة الإدارية رسم الخطة الإدارية والخطط ثلاث خطة تشغيلية مدتها سنة اثنين خطة تكتيكية مدتها سنتين ثالثا خطة إستراتيجية مدتها خمس سنوات فإذا أردت أن تخطط لمشروع أو برنامج فإنك أولا تضع الخطة الإستراتيجية خمس سنوات يقولون الخطة الخمسية ثم الخطة التكتيكية يعني المرحلية لكي تصل إلى هدفك الاستراتيجي ثم الخطة التشغيلية لمدة سنة.

الأمر الثاني التنظيم

والمراد بالتنظيم النشاط الذي يتمثل بتقرير كيف سيتم تنفيذ الخطة الموضوعة ومن سيكون مسئولا عن ذلك هذا واضح مثلا في الحسينيات نخطط في هذه المناسبة سوف نعمل احتفال فيه كلمة وفيه شعر وفيه تواشيح وفيه كذا ثم نقول من سيكلم من سيقول الكلمة من سيكلم صاحب التوشيح من سيقوم بتزيين المكان من سيقوم هذا تنظيم فالمراد بالتنظيم النشاط البشري المنفذ للخطة.

الأمر الثالث التطبيق

التطبيق هو لب المسألة الإدارية والمراد إشراف المدير على تنفيذ الخطة يعني تطبيق الخطة وتنظيمها هل سار على المسار الصحيح أو لا اغلب المدراء يمضون أكثر أوقاتهم في التطبيق وأغلب المدراء ربما يشعرون بالملل والتعب في التطبيق لأن هذه الأمور واضحة عندهم وتتكرر مثلا مدير المدرسة رسمنا الخطة للعملية الدراسية ونظمناها كل واحد مكلف بأي ملف ثم هو يأتي دور التطبيق يلحظ هل نفذ هذا أو لم ينفذ يشرف على سير العملية هذا يقال له تطبيق وبعبارة أخرى التطبيق هو صنع الحدث فالمدير يصنع الحدث ليأتي المؤرخ ليؤرخ للحدث، مثل ماذا التطبيق؟ إذا تلاحظون الرئيس الأمريكي وغيره إذا يقوم بعملية اغتيال لشخص أو غيره وهو في غرفة العمليات ويلحظ ويطالع هذا تطبيق يعني الخطة رسمت ونظمت من الذي سيقوم بالاغتيال ومن الذي سيقود الطائرة يأتي دور التطبيق يعني الإشراف على صناعة الحدث يعني الإشراف على تأدية الأعمال الإدارية ومواجهة المواقف الصعبة.

مثال آخر للتطبيق لما حاصرت قوارب الحرس الثوري ناقلة النفط البريطانية في الخليج اقتربت منهم سفينة حربية بريطانية وسفينة حربية أمريكية فاتصلت البحرية الإيرانية بالسيد القائد الخامنئي "أعزه الله" قالوا له سيدنا نحن اقتحمنا وهذا الكلام نقله لي سماحة آية الله الشيخ علي الأعرافي مدير الحوزات العلمية في إيران قال أنا أمس كنت عند السيد القائد وحدثني بهذا الموضوع قال اتصلوا لي قالوا سيدنا الآن نحن اقتحمنا اقتربت سفينتان حربيتان نواصل أو نتراجع قال واصلوا فتراجعت السفينتان الحربيتان التطبيق يحتاج إلى مواجهة أمور خطرة وحساسة.

الكثير من المدراء يتوهم أن المدير لابد أن يباشر المدير في الغالب لا يباشر، كل ما يرتفع مستواك الإداري كلما تقل مباشرتك للأمور وتزيد مسؤوليتك كلما يرتفع المستوى الإداري يرتفع الراتب يرتفع حس المسؤولية وتقل الأمور التنفيذية ومباشرة الأمور المدرس يدرس ست سبع حصص، المشرف يمكن يدرس حصة واحدة المدير ما يدرس ولا حصة الأمور التنفيذية لا يباشرها هو يقوم بالأمر والنهي، إذن أولا التخطيط ثانيا التنظيم ثالثا التطبيق يعني الإشراف على المسئولين رابعا التحكم وأساس التحكم وجود معايير وضوابط وبهذه المعايير والضوابط تتوقع ما يمكن أن يحدث وما لا يكون أن يحدث ووفقا لهذه الضوابط يمكن اتخاذ القرار الصحيح.

الأمر الخامس الاتصال والاتصال هو أمر مهم في كل مرحلة من هذه المراحل يعني يوجد تواصل بين الأعضاء أولا في رسم الخطة ثانيا في تنظيم الخطة ثالثا في تطبيق الخطة رابعا في التحكم بالخطة إذن لابد من وجود التواصل وهذا مهم ولذلك حزب الله لبنان منذ تأسيسه سنة 1982 م لم ينزل إلى بيروت ويتحكم فيها حتى أيام الحرب الأهلية إلا حينما قرروا قطع سلاح المقاومة الحساس وهو جهاز الاتصالات وقالوا لابد أن اتصالات حزب الله يعني اتصال القائد بالبقية عبر شبكة من الدولة وممنوع أن تكون لهم شبكة خاصة هنا قال سماحة الأمين العام لحزب الله  السيد حسن الله اليد التي تمتد إلى الجهاز الاتصال ستقطع خلال ربع ساعة  احتلوا بيروت بالكامل وحزب الله احتل بيروت بسلاح المعلومات يعني كان الحريري وكان أيضا القوات اللبنانية عندهم أسلحة ونازلين فيأتي كوادر حزب الله بسماعة أمام العمارة فلان وفلان وفلان وفلان من القوات اللبنانية عندكم أسلحة كذا انزلوا فلان وفلان وفلان من حزب المستقبل وجماعة الحريري أنتم في الطابق الفلاني وعندكم كذا وكذا انزلوا فبقوة الاستخبارات وبقوة المعلومات سيطروا عليهم وأدركوا أنهم في قبضة حزب الله، هذا تمام الكلام في الأمور الخمسة من الأمر الثالث.

الأمر الرابع المدير كقائد

ما هي الأمور التي يشترك فيها المدير مع القائد وما هي الأمور التي يتميز بها القائد على المدير؟

الجواب يشتركان في عدة أمور:

الأول الأمر والنهي

الثاني التخطيط والمتابعة

الثالث المراقبة

الرابع المحاسبة

فالمدير والقائد أولا من جهته تمضى الخطة ثانيا يتابع الخطة ثالثا يراقب أداء عمل الإدارة في هذه الخطة يحاسبهم إذا ما مشوا على الخطة يعاقبهم إذا انحرفوا عن هذه الخطة إذن التخطيط أولا الأمر والنهي ثانيا المراقبة ثالثا المحاسبة رابعا المعاقبة خامسا لكن يفترقان في أن القائد لابد أن يرضي جمهوره وأما المدير فلا يشترط أن يرضي جمهوره المدير يقول قرار إداري تخفيض الرواتب أعجبك أهلا وسهلا ما عجبك تستطيع تقدم استقالتك هذه ظروف المؤسسة يخصم من راتبك كذا هذا قرار إداري لكن القائد والزعيم مما يصير يقول يا شعبي أنا قررت كذا عجبكم أهلا وسهلا ما عجبكم شوفوا لي قائد غيري لا يصير هذا القائد والزعيم لابد أن يكون عنده رابطة عاطفية مع شعبه وبالتالي إذا تصرف المدير كقائد فإنه سيستطيع أن يحتوي أفراد مؤسسته أما إذا تصرف تصرف إداري بحت عجبك عجبك ما عجبك في أمان الله فإنه ربما يفر أبناء المؤسسة.

الخلاصة

نتكلم في بعض الأمور المتعلقة بالمدير كقائد كيف المدير والقائد يدير الأمور ويصدر القرارات، المدير كقائد يأتي عليه الكلام.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين