علم الإدارة
شیخ الدقاق

002 -تصرف المدير كقائد

كتاب الإدارة في الأسبوع

  • الكتاب: الإدارة في إسبوع
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    -

07

2023 | مايو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

النقطة الرابعة المدير كقائد

كان الكلام في ماهية الإدارة قلنا إننا سنبحث أربع نقاط وقد تطرقنا إلى النقاط الثلاث الأولى في الدرس السابق وهي أولا تعريف الإدارة ثانيا موارد الإدارة ثالثا التسلسل الإداري اليوم نتطرق إلى النقطة الرابعة والأخيرة من الفصل الأول وهو بحثنا عن ماهية الإدارة.

النقطة الرابعة تصرف المدير كقائد

قلنا فرق بين المدير وبين القائد فيشترك المدير والقائد في أمور الأول الأمر والنهي الثاني  التخطيط الثالث المراقبة الرابع المحاسبة الخامس المعاقبة ولكن يفترق القائد عن المدير في أن المدير لا يشترط أن يرضي الموظفين بل المهم أن تمشي المؤسسة والشركة وفق الأصول الإدارية والمعايير المطلوبة بخلاف القائل فإنه لابد أن يرضي جمهوره ولابد أن يكسب أمته لذلك تجد بالنسبة إلى بعض المدراء تتكرر بعض المواقف من مرؤوسيهم فيقول المرؤوس للرئيس حسنا بما أنك مدير إذن سأوافق على هذا الأمر ولكن ذلك لن يستمر طويلا ثم بعد مدة يقدم استقالته فإذا المدير دائما تصرف كمدير يمشي وفق الضوابط من دون رعاية المشاعر فإنه في نهاية المطاف لن يصح إلا الصحيح فلو كان المدير يرى أن هذه الضابطة صحيحة وفي الواقع لم تكن صحيحة فإن هذه المؤسسة ستفشل وسيخرج منها الكثير من الكفاءات لذلك ينبغي أن يتصرف المدير كقائد وكزعيم يحتوي هموم موظفيه ويحاول أن يطورهم وأن ينميهم وأن يرقيهم.

أكثر الناس يؤمنون بهذه المقولة بأن القياديين ولدوا بالفطرة وهذه المقولة أعتقد بها وهي أن القائد يخرج من رحم أمه وهو قائد ولكنه قائد بالقوة لا قائد بالفعل يعني توجد عنده قابلية القيادة وقد تتفعل وقد لا تتفعل أو رأيت الأطفال عندما يلعبون راقبهم جيدا ستجد أن أحد الأطفال دائما يتقدم المسيرة ويقول فلنذهب إلى هناك ولنلعب هنا ولنعمل كذا وستجد إلى جانبه طفل آخر يقول جيد فلنطبق ما قاله فلان فإن المبادر إلى اللعب هنا وهناك عنده روح قيادية والموافق الأول تنفيذي بدرجة أولى وتجد همج رعاع يميلون مع كل ريح وأكثر الناس هم من العموم والعينات نوادر وينبغي أن تعصر الأمة رحمها عصرا حتى يجود عليها الدهر بقائد فذ وعظيم ولذا ورد في الرواية إن لله "عز وجل" على رأس كل قرن مجدد يجدد هذا الدين يعني كل مائة سنة الله "عز وجل" يبعث شخصية فذة عظيمة تمثل قمة السمو والبطولة فتجري التغيير ولكن قد يكون الإنسان ليست فيه جميع مقومات القيادة ولكن فيه بعض المؤهلات التي يمكن أن ينميها ويقوم بدور قيادي فكيف ينمي الروح القيادة وما هي أهم الأمور التي يقوم بها المدير والقائد أما كيفية تنمية الروح القيادية فهي خارجة عن بحثنا في الإدارة وما يخص بحثنا في الإدارة هو أساليب القيادة ويمكن وصف الطريقة العامة للقيادة من خلال عدة أساليب أهمها خمسة:

الأسلوب الأول الإعلام بالأمر فقط لتنفيذ القرار المتخذ

الأسلوب الثاني الإعلام بالقرار مع تبرير اتخاذه

الأسلوب الثالث الاستشارة

الأسلوب الرابع المشاركة

الأسلوب الخامس التفويض

الأسلوب الأول الإعلام بالأمر فقط لتنفيذ القرار المتخذ وهذا أبسط وأوضح أسلوب فإذا أراد المدير أن يعطي قرار من دون أي مناقشة يقول المدير لموظفه أفعل كذا أفعل هذا لا يحتاج إلى مناقشة وهناك مبدأ عسكري في الجيوش يقول نفذ ثم ناقش في الأمور العسكرية ما في ناقش ثم نفذ أضرب الصاروخ لماذا؟ ما يمشي الأمور، أضرب بالطائرة أضرب الصاروخ مباشرة لابد أن ينفذ ما ينفذ مباشرة محاكمة عسكرية في الأمور العسكرية ما يحسن ملاحظة ومشورة و... في الأمور العسكرية تنفيذ، الأسلوب الأول في القيادة أعطاء الأمر فقط.

الأسلوب الثاني الإعلام بالقرار مع تبرير اتخاذه وهذا يصلح لإقناع المرؤوس المعارض فبعض الموظفين والمرؤوسين عندهم عناد أو مشاكسة فيحتاج إلى الإقناع فتقول له أفعل لأن هذا هو الخيار الأمثل.

الأسلوب الثالث الاستشارة

فأحيانا لا يذكر الرئيس القرار فقط ولا يذكر الرئيس القرار مع تبريره وإنما يشاور المرؤوسين والموظفين ما رأيكم في كذا وكل يدلو بدلوه وبعد أن يدلوا بآرائهم يقول بناء على آرائكم قررت كذا فهذا نوع من الاهتمام بالآخرين وإعطائهم مسؤولية وقيمة.

الأسلوب الرابع المشاركة في الرأي

وهذا يكون بطريقة أن يدعو جميع المؤثرين ومن يتعلق بهم الرأي للاشتراك في إصدار القرار والفرق بين الاستشارة والمشاركة في الرأي أن الذي يقرر في المشاركة هو الرئيس بناء على مشورة الفرد أو الجمع وأما الذي يقرر في الأسلوب الرابع هو المجموع لا الرئيس وفرق كبير بين قرار يتخذه فرد بناء على مشورة وبين قرار يتخذه جمع.

يقول علي "عليه السلام" لابن عباس (لك أن تشير علي ولكن إذا عزمت فتوكل على الله) أنت تشير علي ولكن إذا قرر أمير المؤمنين لابد أن يتوكل الجميع على الله لذلك الآية الكريمة تقول (وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله) لم تقل الآية فإذا عزمتم أو فإذا عزموا فتوكل على الله قالت وشاورهم في الأمر فإذا عزمت أنت يا رسول الله فتوكل على الله ولم تقل الآية وشاورهم في الأمر فإذا عزموا فتوكلوا على الله فإذا عزموا أو عزمتم فتوكلوا على الله.

الأسلوب الخامس أسلوب التفويض

والتفويض إما أن يكون إلى فرد وإما أن يكون إلى جمع وهذا مبحث في الإدارة فيه كتب اسمه أصول تفويض الصلاحيات فتارة يفوض الصلاحيات بشكل مطلق وتارة يفوض الصلاحيات بشكل مؤقت تارة يفوض جميع الصلاحيات وتارة يفوض بعض الصلاحيات فالرئيس أحيانا يحتاج إلى التفويض يعني التخويل يخول فلان في الذهاب يرأس الاجتماع عنه يشارك في المؤتمر نيابة عنه يشارك في المفاوضات نيابة عنه يقرر في بعض الصفقات نيابة عنه هذا ما يقال عنه التفويض يبقى الكلام ما هو الأسلوب المناسب وما هو الأسلوب القيادي الأمثل تختلف طبائع الناس بعض الناس يفضل الأسلوب الأول القرار فقط لأنه يحب الاختصار وليس لديه مزاج للمناقشات فهو يقول هذا هو القرار ونفذ شاء من شاء وأبا من أبا وفي المقابل توجد شخصية أخرى تحاول أن تكسب المرؤوسين وأن تكتسب محبوبية وشعبية بينهم فهي تسعى لمشاورتهم أو إبراز أهميتهم وجعلهم يقررون أو لا أقل يذكر لهم القرار مع تبرير القرار إذن الناس تختلف هي أنماط وأمزجة ولكن السؤال الذي يطرح نفسه أي هذه الأساليب هو الأنسب والأفضل؟

الجواب يختلف الأسلوب باختلاف الظروف فلو كانت السفينة ستغرق أو المبنى يحترق هل يحسن المشورة أو اتخاذ القرار من جمع أو تبرير الموقف فلا شك ولا ريب إن الأسلوب الأول هو الأفضل وهو اتخاذ القرار من دون بيان تبرير وغير ذلك لأن السرعة تقتضي اتخاذ القرار من دون بيان مبرراته ولكن لو كانت المؤسسة تريد أن تعقد صفقة ولها تأثير على المستقبل هذه المؤسسة أو الشركة فإن الأفضل اتخاذ أسلوب المشورة أو القرار الجماعي أو تفويض الصلاحيات إلى جمع إذن اختيار الأسلوب القيادي الأمثل يخضع للظروف والعوامل فينبثق السؤال الآخر ما هي هذه العوامل، أنتم تقولون إن اختيار الأسلوب القيادي الأمثل والمناسب يخضع للظروف المختلفة فما هي هذه الظروف التي تتحكم في صياغة القرار الإداري؟

الجواب أربعة أمور الأول الوضع الحالي

الثاني أشخاص الحدث

الثالث نضج الفريق

الرابع بيئة المؤسسة الإدارية

ونتحدث عن هذه الأمور الأربعة تباعا

الأول الوضع الحالي أول عامل ينبغي أن يوضع في الاعتبار هو الوضع الحالي الذي يحيط بالرئيس والقائد والمدير فلو كان الوضع الحالي طارئ كغرق سفينة أو احتراق مبنى فإن هذا يستدعي إتباع الأسلوب الأول ولو كان الوضع الحالي هو القيام بصفقة لها أثرها على مستقبل المؤسسة الإدارية في المستقبل الطويل وعلى الأمد البعيد فإنه قد يحسن اتخاذ أسلوب المشورة.

العامل الثاني أشخاص الحدث

من الواضح أن الأشخاص مختلفين ومن المعيب أن لا تفرق بين الموظف الجديد والموظف القديم الخبير فإن الموظف الذي عمل سنين متطاولة ولديه خبرة في العمل ينبغي أن تعطيه اعتبارا وقيمة وقد تشركه في صناعة القرار بخلاف الفرد الجديد الذي انظم إلى المؤسسة الإدارية والذي ربما لا يعرف شيئا عنها فلا يحسن إقحامه بقوة بكل شيء وهكذا فإن شخصيات الأفراد تختلف فإن بعض الأشخاص من النوع الحساس جدا الذي يحتاج إلى رعاية مشاعره وعواطفه بينما أشخاص أخر ربما يكون مسلوب العاطفة وهكذا قد يكون هذا الشخص من نوع العنيد والمشاكس وقد يكون من النوع الممتثل والتنفيذي والعقلية عقليتان عقلية تنفيذية وعقلية إبداعية هناك شخص إذا تعطيه مهمة يبدع فيها وهناك شخص يقتصر على القدر المتيقن وينفذ ما تقوله حرفيا ويوجد شخص ثالث لا ينفذ ولا إبداع بل يعدم الإبداع والتنفيذ معا.

العامل الثالث نضج فريق العمل

فإن فريق العمل إذا كان من المخضرمين فإن التعامل معه يختلف عنه إذا كان فريق العمل من المبتدئين والجلسة الأولى للمدير مع مرؤوسه هي التي ترسم العلاقة لأن الموظفين والمرؤوسين من أول جلسة ينتظرون مسؤولياتهم وحدود مسؤولياتهم ووظائفهم فإذا اعتنى بهم المدير وأعطاهم ثقته فإن هذا الوضع يختلف فيما إذا لم يعرهم المدير أي اهتمام.

النقطة الرابعة بيئة المؤسسة الإدارية

ولابد أن نلحظ تجارب المؤسسة الإدارية السابقة فالوضع الحاضر ليس مفصولا عن الماضي والمستقبل مرهون بالحاضر والماضي وبالتالي لابد من ملاحظة التجارب السابقة للمؤسسة الإدارية وملاحظة نظامها واهتمامها وطريقة العمل فيها وأهدافها والبيئة الإدارية تختلف من مؤسسة إلى مؤسسة فالضابط الذي يعمل في الجيش لابد أن يتبنى أسلوبا مختلفا عن مدير في قسم التسويق والبناء الذي اعتاد أن يكون صارما مع عمال البناء يصعب أن يدير مؤسسة إعلامية تحتاج إلى حس مرهف وتعامل حسن مع الإعلاميين.

خلاصة الفصل الأول

الأول الإدارة هي إنجاز الأهداف من خلال الناس وكلامنا في المحور الأول ماهية الإدارة ما أخذناه في هذا الفصل الأول أو المحور الأول أولا تعريف الإدارة هي إنجاز الأهداف من خلال الناس.

الثاني الموارد الأساسية الموجودة للمدراء هي خمسة أمور أنفسهم، الناس، العمليات، المال، والمعلومات.

الثالث تمر كل الإدارات بالتسلسل الآتي أولا التخطيط ثانيا التنظيم ثالثا التطبيق رابعا التحكم.

النقطة الرابعة الاتصال الفعال للمدير وسيلة ضرورية وتواصل المدير مع المدارين والرئيس مع المرؤوسين هو المفتاح الرئيسي لأنشطة أي مؤسسة.

النقطة الخامسة لابد أن يتمتع المدراء بشخصية قيادة قوية وأن يستخدموا الأسلوب المناسب لهم في قيادة الآخرين واتخاذ القرارات وهذه الأساليب ستة:

أولا الإخبار بالأمر لتنفيذ القرار

الثاني الإخبار بالقرار مع تبرير اتخاذه

الثالث الاستشارة

الرابع المشاركة في الرأي

الخامس التفويض

ويختلف الأسلوب القيادي المتبع باختلاف الوضع الحالي الذي يحيط بالمدراء والحدث والأشخاص ونضج الفريق وبيئة  الشركة، هذا تمام الكلام في الفصل الأول ماهية الإدارة.

الفصل الثاني إدارة النفس ونأخذها في الدرس القادم.

نشير إلى هذه النكتة الإدارية المهمة وهي إننا تكلمنا عن المدراء ولم نتكلم عن من يدارون وإننا تكلمنا عن الرئيس وإلى الآن لم نتكلم عن المرؤوسين أفلا نذكر لكم نكتة لا تضحك وإنما ترتبط بالمرؤوسين فالمرؤوس والموظف على ثلاثة أقسام:

قيادي

مستشار

مراسل

ويتضح هذا من خلال المثال التالي إذا حصلت مشكلة في المؤسسة فإن جاء الموظف واقتصر على إخبار المدير بالمشكلة فهذا الموظف مراسل وإن جاء الموظف إلى المدير ونقل له المشكلة مع  اقتراح لحل هذه المشكلة فهذا الموظف مستشار وإن جاء الموظف إلى المدير ونقل المشكلة وقد بادر إلى حل المشكلة فهذا الموظف قيادي.

مثال ذلك لو المدير لم يأتي من أول الصبح والمؤسسة عندها معاملات تجارية عبر البنوك وأقدم البنك على إغلاق حسابات المؤسسة فإن جاء المدير وجاءه الموظف وقال اليوم البنك أغلق جميع حساباتنا فهذا الموظف يراسل ينقل الخبر وإن قال الموظف أيها المدير لقد أغلقوا جميع حساباتنا ومدير هذا الفرع عنيد وأنا أقترح أن تكلم مدير البنك المركزي لكي يفتح الحسابات وأنت عندك علاقة معه فهذا الموظف مستشار وإن قال الموظف لقد أغلقوا اليوم جميع حساباتنا قطعوا التيار الكهربائي عنا ولم أشأ أن أزاحمك وقد ذهبت إلى إدارة الكهرباء وأرجعوا الكهرباء وقد ذهبت إلى مدير البنك وتفاهمت معه وفتحت الحسابات فهذا الموظف قيادي وأنت كمدير لا ينبغي أن تنظر إلى الجميع بالسواسية نعم في الخدمات العامة تنظر إلى جميع الموظفين بالسواسية ولكن في المؤهلات الخاصة ينبغي أن يكون المدير نبيها يشخص القيادي من المستشار من المراسل.

ويوجد البليد الذي ليس بمراسل فضلا عن أن يكون مستشارا أو قياديا هذا تمام الكلام في الفصل الأول في ماهية الإدارة يبقى الكلام في موارد الإدارة أول مورد إدارة النفس قلنا إما تدير نفسك أو الآخرين هذان موردان أو تدير العمليات بينك وبين الآخرين أو تدير المال في المؤسسة أو تدير المعلومات في المؤسسة فهذه خمسة أولا إدارة النفس ثانيا إدارة الآخرين ثالثا إدارة المعلومات رابعا إدارة العمليات خامسا إدارة المال، هذا تمام الكلام في الفصل الأول ماهية الإدارة، الفصل الثاني إدارة النفس يأتي عليها الكلام.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 10 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: الإدارة في إسبوع
  • الجزء

    -

  • -

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
10 الجلسة