علم السياسة
شیخ الدقاق

021 - المواطنة

علم السياسة

  • الكتاب: علم السياسة ؛ تجديد من وجهة نظر إسلامية
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    -

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

البحث السادس المواطنة

لفظ المواطنة مشتق من لفظ الوطن ولفظ الوطن في اللغة والشريعة الغراء يختلف معناه عن لفظ الوطن في المصطلح الحديث أما الوطن في اللغة العربية فهو عبارة عن محل إقامة الإنسان وفي الشرع يختص لفظ الوطن بمحل إقامة الإنسان ويشمل مسقط رأسه فإذا ولد الإنسان في مكان قالوا هذا وطنه وإذا أعرض عن هذا المكان واستوطن مكان آخر قالوا هذا بلده ووطنه فالمراد بالوطن في الشريعة واللغة العربية مكان الإقامة الدائمة بخلاف الوطن في المصطلح السياسي الحديث يراد به حدود الدولة التي يقيم فيها الإنسان فلو كانت الدولة صغيرة بصغر البلدة التي يعيش فيها قالوا هذا وطنه فيصير يتحد الوطن الشرعي واللغوي والسياسي.

وإذا كان يقيم في بلدة أو قرية ضمن دولة كبيرة كالصين الشعبية أو الولايات المتحدة الأمريكية قالوا هذه دولته إذن الفرق بين الوطن في المصطلح الشرعي والوطن في المصطلح السياسي أن الوطن في المصطلح الشرعي يختص بخصوص البلدة القرية التي يعيش فيها المحلة التي يعيش فيها لذلك يبدأ‌ حساب المسافة من غياب أذان بلدته أو من خفاء جدران بلدته إذا خفيت الجدران أو غاب الأذان فقصر يبدأ السفر من حدود بلدته، بلدته هي وطنه باصطلاحنا ديرته هذا الوطن اللغوي والوطن الشرعي وأما الوطن في المصطلح الحديث يراد به الحدود الجغرافية للدولة التي تعيش ضمنها فرق كبير بين الوطن في المصطلح السياسي وبين الوطن في المصطلح اللغوي والشرعي لكن يشتركان في شيء وهو إن الوطن ناظر إلى الأرض يختلفان في حدود الأرض حدود الوطن الشرعي حدود البلدة التي ولدت فيها أو اتخذتها موطنا وأما حدود الوطن السياسي فهي الحدود الجغرافية التي حدد للدولة التي تسكن في إحدى محلاتها أو قراها أو مدنها.

بحثنا عن مفهوم المواطنة بلحاظ المفهوم اللغوي أو الشرعي أو السياسي؟ الجواب بحث المواطنة بحث جديد ويمكن أن يبحث مفهوم المواطنة في ثلاث حقب تاريخية، الحقبة الأولى ما قبل ميلاد المسيح عليه السلام فيبحث عن مفهوم الوطن في اليونان واثنا، الحقبة الثانية مرحلة العصور الوسطى فيبحث عن مفهوم الوطن في أوروبا.

المرحلة الثالثة العصر الحديث ويبحث عن مفهوم الوطن في العالم إذن مفهوم الوطن والمواطنة بالمصطلح الحديث من المفاهيم الحديثة.

وهذا البحث عادة يبحث في المذهب السياسي لا في علم السياسة فما هي الرؤيا المعرفية للماركسية والرأسمالية والنظرية الإسلامية للمواطنة ولكن بما أن المواطنة تترتب عليها أحكام وهي الحقوق والواجبات يعني المواطن له حقوق من قبل الدولة وعليه واجبات تجاه الدولة عليه واجبات أن يصوت ينتخب ما يخل بالأمن هذه أمور واجبة على المواطن وله حقوق أن تحفظ الدولة أمنه توفر له فرص العمل والعيش الكريم إذن مصطلح المواطنة ليس مصطلحا إسلاميا بل مصطلح غربي حديث وبالتالي نحن إذا ندرس المواطنة ندرس المواطنة في الفكر الإسلامي أو ندرس المواطنة في العصر الحديث؟

نحن ندرس المواطنة في العصر الحديث ونوضح نظرة الإسلام لها لا أننا ندرس المواطنة في الفكر الإسلامي بحثنا المواطنة في الفكر المعاصر وفي العصر الحديث وما هي نظرة الإسلام لها فما هو تعريف المواطنة.

عرف المصنف سماحة السيد صدر الدين القبنجي المواطنة بأنها العضوية في الأمة فالمواطن المسلم هو الشخص الذي ينتمي إلى الإسلام ويعتبر نفسه عنصرا في الأمة الإسلامية وهكذا المواطن العربي ضمن الأمة العربية والمواطن الفرنسي ضمن الأمة الفرنسية إذن عرف المصنف المواطنة بأنها العضوية في الأمة فحدد المواطنة بأساس فكري ولم يحدد المواطنة بأساس أرضي إلا أن هذا التعريف لا نقبله والصحيح في تعريف المواطنة أنها عبارة عن عضوية الفرد في بلد ما فأخذ في عنوان المواطنة البلد والدولة فلفظ المواطنة مشتق من الوطن والوطن في الفكر الحديث ناظر إلى الحدود الجغرافية للدولة التي تحكم أرضاً معينة فالمراد بالمواطنة عضوية الفرد لوطن من الأوطان لبلد من البلدان وهو ما نعبر عنه اليوم بالجنسية،‌ كيف تعرف المواطنة المشتقة من لفظ الوطن وأنت بنفسك تقر بأن الوطن في المصطلح الحديث ناظر إلى الحدود الجغرافية وتجعل المواطنة عبارة عن العضوية في الأمة ولا تجعل المواطنة عبارة عن العضوية في الوطن هذا غير صحيح بحثنا في مفهوم المواطنة شرعا وإسلاميا أو مفهوم المواطنة في عصر الحديث؟ العصر الحديث.

السيد القبنجي يقول المواطنة في الاصطلاح الحديث عبارة عن العضوية في الأمة لم يذكر المصدر،‌ كل التعاريف ناظرة إلى العضوية في البلد العضوية في الدولة العضوية في الوطن ومفهوم الدولة والوطن النظام ناظر إلى الحدود الجغرافية إلى البلد وللأسف الشديد قد خلط المصنف بين المذهب السياسي وعلم السياسة فبلحاظ المذهب السياسي الإسلام يشير إلى الأمة وتكوين الأمة المسلمة كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير يعني جماعة يدعون إلى الخير وأن هذه امتكم أمت واحدة وأنا ربكم فعبدون، والمسلم عضو في الأمة الواحدة ففرق كبير بين عضوية المسلم في الأمة وعضوية الفرد في البلد والوطن عضوية الفرد في الأمة لا يقال لها مواطنة يقال لها انتماء إلى الدين أو المذهب أو الفكر فكلنا أعضاء في الأمة الإسلامية الرحيبة لكن لا يقال كلنا أعضاء في الوطن الإسلامي يمكن لا نعيش في الوطن الإسلامي نعيش في أوروبا في مكان آخر إذن فرق كبير بين العضوية في الأمة يعني العضوية بلحاظ الانتماء الفكري الانتماء العقائدي وبين العضوية في الوطن والدولة والبلد وهذا ما يصطلح عليه بمصطلح المواطنة وبالتالي هذا البحث من بدايته صفحة 163 إلى نهايته صفحة 181 خلط بين مفهوم الأمة والعضوية في الأمة وبين مفهوم المواطنة ولكن لا يخلو من فائدة.

الواجبات والحقوق

كل مواطن إذا ثبتت له المواطنة تثبت له حقوق وعليه واجبات كل دساتير العالم إذا تفتحها يوجد فصل تحت عنوان الحقوق والواجبات لأن الدستور يبدأ بمبادئ عامة تمهيدية ثم الحقوق والواجبات للمواطن ثم مؤسسات الدولة السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية ثم أحكام ختامية فما هو الواجب على المواطن وما هي الحقوق التي تثبت للمواطن؟

الجواب حقوق المواطن حقوق كثيرة أهمها أمران أساسيان:

الأول أهليته للتصويت إذا وصل للسن القانون والثاني حماية الدولة له في الداخل والخارج، الدولة مسئولة عنه إذا اختطفوه جرى له شيء في الداخل والخارج هذا من مسؤولية الدولة، هو من رعايا هذه الدولة التي ينتمي إليها لذلك تجد الكثيرين يأخذ جنسية بريطانية وجنسية امريكية حتى إذا لحقوه مواطن أمريكي أو مواطن انكليزي.

وأما الواجبات أولا الالتزام بالقانون، ثانيا دفع الضرائب وهناك واجبات أخرى كالخدمة في القوات المسلحة وغيرها إذا كان التجنيد إجباريا.

شروط المواطنة

متى يصبح الفرد مواطنا؟‌ تختلف الدول ولكن تكتسب المواطنة في أغلب الدول بأحد طريقين:

الطريق الأول الولادة في البلد وهذه عضوية قهرية بل بعضهم إذا توضع المرأة بالولد في الطائرة ضمن الحدود الجوية للدولة يعطونه جنسية لأنه ضمن الحدود.

الثاني التجنيس وهي عضوية اكتسابية إذن المواطنة إما قهرية وإما اكتسابية، المواطنة القهرية بالولادة والمواطنة الاكتسابية باختيار الفرد ورغبته وتقديمه للطلب وموافقة الدولة.

كثير من الدول عندها شروط لكي يحصل الإنسان على الجنسية ذكر المصنف ستة شروط أغلب هذه الشروط في مقام العمل كلها نظرية فقط حبر على الورق.

الشرط الأول الإقامة في البلد أنت إذا تريد جنسية تقيم في البلد.

الشرط الثاني معرفة لغة البلاد

الشرط الثالث حسن السلوك

الشرط الرابع تفهم النظم السياسية للدولة

الشرط الخامس عدم تأييد المنظمات المعادية للحكومة الشرعية

الشرط السادس يمين الولاء والإخلاص

الآن أغلب الدول إذا تريد جنسيتها أغلب هذه الشروط ليس معتبرة، لما دخلت سوريا حافظ الأسد في مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي أيام اتفاقات اوسلوا ووادي عربة وشاع في الإعلام أن سوريا سوف تصالح وإذا صالحت سوريا سينقطع السلاح عن حزب الله لبنان لأن الطريق لإيصال السلاح إلى حزب الله إما عن طريق البحر الأبيض المتوسط وإسرائيل المحتلة تحاصر البحر وإما عن طريق سوريا لأن لبنان ليس لها حدود برية إلا مع سوريا ففي مقابلة صحفية سألوا السيد حسن نصر الله أيده الله الأمين العام لحزب الله قالوا لو افترضنا أن حافظ الأسد سيصالح لن يصلكم السلاح الإيراني لأنه يأتي الطائرات من طهران إلى سوريا ومن سوريا عبر البر إلى حزب الله لبنان سينقطع السلاح عنكم وستنخمد المقاومة فما كان الجواب؟‌ السيد حسن قال الذي عنده فلوس وعلاقات سوف يعمل كل شيء، ‌السوق السوداء فيها كل شيء.

المواطنة في المفهوم الإسلامي

للمواطنة مفهوم آخر وعضوية الأمة مفهوم آخر قال تعالى وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا،‌في آية أخرى القرآن الكريم ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا.

المصنف يستفيد هكذا أن المواطنة الإسلامية أعضاؤها ومواطنيها، المواطنون هم المسلمون فقط دون غير المسلمين ولكن هناك واجب أخلاقي على المسلمين هو الدفاع عن المستضعفين.

شروط المواطن في الدولة الإسلامية

أهمها حقان:

الأول حق المساهمة بالحكم بالتصويت والترشيح واستلام المناصب الثاني حق الحماية من قبل الدولة الإسلامية.

المصنف طبق مفهوم المواطنة على الأمة الإسلامية اصطدم بإشكال ماذا تفعل بالمسلمين غير المقيمين في الوطن الإسلامي، عندنا مسلمين في الصين وفي أوروبا وفي الأمريكتين فهل هؤلاء مواطنون في الدولة الإسلامية أو لا يذكر معالجتين:

المعالجة الأولى لأبي الأعلى المودودي وهو المفكر الذي استقت منه داعش وغيرها أفكارهم ولكن مفكر هندي أبو الأعلى المودودي عنده كتاب أسمه تدوين الدستور الإسلامي في صفحة 56 و57 يذكر شرطين للمواطنة الشرط الأول الإسلام الشرط الثاني الهجرة إلى دار الإسلام واتخاذها وطنا له وبالتالي المسلم الموجود في أوروبا وأمريكا واستراليا ينطبق الشرط الأول عليه الإسلام ولا ينطبق الشرط الثاني عليه وهو الهجرة إلى دار الإسلام.

سؤال من أين استفاد الشرط الثاني الهجرة إلى دار الإسلام استفاده من قوله تعالى والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا لكن هذا الاستدلال ليس بصحيح لأن هذه الآية ناظرة إلى حادثة خاصة وهي هجرة المسلمين من مكة إلى المدينة وكانت الهجرة إلزامية وذكرت الآية هناك أمور خاصة مثل انعدام الولاية من قال الآن أن المسلم الذي موجود في أوروبا أو أمريكا أو استراليا إذا لم يرجع إلى البلد الإسلامي تنقطع الولاية بيننا وبينه والمودة تنقطع بيننا وبينه الآية تشير إلى انقطاع الولاية والمودة والرابطة العاطفية لأن الهجرة كانت واجبة وفيها إلزام قال تعالى والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا ولذلك العباس ما هاجر في الأخير هاجر إذن هذه الآية لا تصلح للدليل على اشتراط الهجرة إلى دار الإسلام.

المصنف حفظه الله يتبنى رأي آخر الرأي الثاني يقول توجد ثلاثة شروط:

الشرط الأول الإسلام وهذا صحيح

الشرط الثاني أن يكون المواطنون في البلد الإسلامي ويستفيد هذا من وثيقة المدينة، طبعا وثيقة المدينة سندها ضعيف ومروية تاريخيا في السيرة الحلبية وسيرة أبن هشام ويستفيد أيضا من صلح الحدبية، صلح الحدبية فعلا الاتفاقية صار بين النبي والمشركين أنه الذي يلتحق بالمسلمين على المسلمين أن يردوه على قريش إلا إذا وافقوا قريش وأما الذي يلتحق من المسلمين بقريش فإن قريش لا يردونه وهذا كان مقتضى الاتفاقية أبو جندل بن سهيل هذا خرج من مكة والتحق بالمدينة والنبي رداه قال أنا لا أخون العهد والميثاق اتفقت معهم وتأذى أبو جندل النبي قال له صفحة 174 يا أبا جندل احتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم عقدا وصلحا إلى أن يقول ولا نغدر بهم إذن الشرط الأول في المواطنة الإسلام الشرط الثاني قبول الدولة الإسلامية إعطاء المواطنة.

رد رجع المصنف إلى أن المواطنة راجعة إلى الدولة وليس إلى الأمة هو الآن يلتزم بشيء ما التزم به، هو قال المواطنة العضوية في الأمة هذا الذي موجود في الأمريكتين واستراليا وأوروبا عضو في الأمة ويقول الدولة ما تعطيه المواطنة تعطيه وفق اتفاقياتها إذن هو يلتزم بما نحن نلتزم به أن المواطنة هي عبارة عن عضوية الفرد في البلد والوطن ونحن نلتزم بهذين الشرطين الذين ذكرهما الشرط الأول الإسلام الشرط الثاني قبول الدولة إعطاء العضوية والجنسية والمواطنة للمسلم وفقا للاتفاقات التي تحيط بهذه الدولة.

الشرط الثالث إطاعة الإمام وعدم الخروج عليه ويستدل المصنف بمن خرج على أمير المؤمنين عليه السلام فقال عليه السلام كونوا حيث شئتم وبيننا وبينكم أن لا تسكبوا دما حراما وتقطعوا سبيلا ولا تظلموا أحدا فإن فعلتم نبذت إليكم الحرب يستفيد المصنف من هذه الرواية أن المواطنة تسقط بالخروج على الإمام إلا أن هذا الشرط الثالث لا نقبله غير صحيح يبقى هو مواطن لكن مارق يعني المواطن ما يعدم المواطن إذا زنا ما يعدم ما يرجم فإذا ارتكب المواطن جرما استحق الجرم واستحقاقه للجرم كالرجم أو القتل أو الإعدام أو الحرب لا يلغي المواطنة وبالتالي نحن نلتزم بالشرط الأول والثاني الذين ذكرهما الشرط الأول الإسلام والشرط الثاني إعطاء الدولة الإسلامية للفرد حق الجنسية وحق المواطنة أما الشرط الثالث أنه لو قام على إمام المسلمين هذا لا يسقط الجنسية بل أمير المؤمنين لما قاموا عليه وقال كافرا ما أفقهه الإمام قال ولك عطاءك من بيت المال إلا أن تشق عصى المسلمين يعني إلا أن تقوم بفتنة في الواقع الخارجي في هذه الحالة يختلف التكليف.

يبقى الكلام في الرعاية غير المواطنين يعني يوجد يهود مسيح نصارى هؤلاء على قسمين القسم الأول أهل ذمة وهم أهل الكتاب السماوي اليهود والنصارى وقسم آخر ليسوا أهل ذمة مثل الوثنيين المواطنة في المفهوم الإسلامي تثبت للمسلم ما تثبت لغير المسلم هذا حسب دعوى المصنف نعم أهل الذمة من اليهود والنصارى هم رعايا ويذكر أحاكم أهل الذمة،‌ يذكر أربعة أحكام:

الأول أن يكون أهل الذمة من أهل الكتاب يهود ونصارى بعضهم يدخل المجوس والصابئة كالسيد الخامنئي حفظه الله بعضهم يقصرها على اليهود والنصارى.

الشرط الثاني دفع الجزية والجزية يحددها حاكم المسلمين وولي الأمر.

الشرط الثالث أن يبقى أهل الذمة على دينهم ولكن لا يعمروا كنائسهم ومعابدهم ولا يأثروا على المسلمين.

الشرط الرابع موافقة الدولة الإسلامية وقبولها

طبعا المصنف استدل بوثيقة معروفة صفحة 178 يسمونها وثيقة المدينة هذه الوثيقة استدل بها المرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين على نظريته ولاية الأمة على نفسها، شمس الدين لا يرى أن الولاية للفقيه وإنما يرى أن الولاية للأمة والأمة ولية نفسها وبالتالي قال بمشروعية الدولة المدنية في الفكر السياسي الحديث إذا تم الانتخاب استدل بوثيقة المدينة أولا وثيقة المدينة وردت في كتب التاريخ ولم ترد في كتب الروائية عند الشيعة الإمامية وسندها ضعيف، ثانيا لم يعمل بها لأن اليهود نكثوا طبعا بدايتها هذا كتاب من محمد النبي صلى الله عليه وآله بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهدة معهم إنهم أمة واحدة من دون الناس ثم بعد ذلك يقول في فقرة أخرى وإنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصرين عليهم فيشير إلى أن اليهود تبع وليسوا أمة واحدة.

طبعا هذا ناظر إلى مفهوم الأمة وليس ناظرا إلى مفهوم المواطنة.

الشيخ المرحوم محمد مهدي شمس الدين بحث مفهوم المواطنة في كتبه المختلفة والدكتور الذي كتب كتابين عن شمس الدين أيضا كتب عندما جمعت مقالات طبعوها في بيروت تحت عنوان المواطنة هناك الدراسة أعمق بكثير من هنا حول المواطنة في الفكر الإسلامي.

البحث السابع الشعب وقواه السياسية يعني الأحزاب وقوى الضغط يأتي عليها الكلام.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

 

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 26 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: علم السياسة ؛ تجديد من وجهة نظر إسلامية
  • الجزء

    -

  • -

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
26 الجلسة