022 -الشعب وقواه السياسية

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

البحث السابع وقواه السياسية، الأحزاب وقوى الضغط

ويبقى البحث الثامن والأخير وهو الرأي العام وهو أيضا من قوى الشعب وبهما مسك الختام في كتاب علم السياسة.

ظاهرة الأحزاب السياسية من أوضح الظواهر التي حكمت التاريخ السياسي الحديث مع أن أبحاث السياسة لم تتطرق كثيرا إلى الأحزاب السياسية ولكن بحسب الواقع وخصوصا في أوربا فإن الحكم يدور مدار الأحزاب السياسية فلها تأثير كبير في إدارة الحكم والسلطة وكما يقولون بالنسبة إلى الانتخابات هناك انتخابات مباشرة وهناك انتخابات غير مباشرة فتارة يصوت جميع الشعب لانتخاب رئيس الجمهورية مباشرة بالاقتراع الحر المباشر وتارة يصوت الشعب بالاقتراع غير المباشر عن طريق تصويت ممثليهم في مجلس الشعب أو البرلمان فإذا اختار البرلمان رئيسا وكان البرلمان منتخبا فإن هذا الرئيس منتخب للشعب لكن عن طريق غير مباشر عن طريق مجلس النواب أو مجلس الشعب أو مجلس الأمة كذلك العلاقة بين الشعب والسلطة يتوسطها الأحزاب فالأحزاب لها دوران أساسيان الدور الأول إيصال صوت الشعب إلى النظام والحكومة.

الدور الثاني إيصال مقررات الحكومة وتمريرها بين الشعب وبالتالي أضحت الأحزاب السياسية تعبر عن أكثر من بعد فهي من ناحية طريق الشعب للتأثير على الحكومة والأعراب عن الرأي السياسي للشعب تجاه الحكومة ومن ناحية ثانية الأحزاب هي طريق الحكومة للتأثير على الشعب وكسب وده بل لعله الآن في المجتمعات الغربية الأحزاب هي الطريق الوحيد المفتوح للشعب أمام التعبير عن رأيه ومن هنا يتضح أن الأحزاب قوة مؤثرة من قوى الشعب وقوة من قوى ضغط الشعب بل قال البعض إنه لا معنى للديمقراطية من دون تعددية حزبية لأن الأحزاب تمثل مختلف أطياف الشعب وسوف نتناول الأحزاب في ست نقاط الأولى التعريف الثانية أنواع الأحزاب الثالثة النشأة الرابعة عوامل النشوء الخامسة الأحزاب في مختبر التقييم السادسة الأمة بدون أحزاب نشرع في النقطة الأولى التعريف نعرف الحزب في اللغة والحزب في الاصطلاح القرآني والحزب في المصطلح السياسي.

الحزب في اللغة بمعنى جماعة من الناس يجمعهم رأي واحد على موقف واحد إذن ثلاث كلمات جماعة رأي موقف، جماعة لديها رأي واحد وهذا الرأي لا يقتصر على الفكر فقط بل يستتبع موقفا عمليا فيكون لهم موقف في مقام العمل إذن الرأي من ناحية نظرية والموقف من ناحية عملية إذا رجعنا إلى اللغة العربية نجد عدة مفردات قريبة من لفظ الحزب لكنها لا تؤدي دور معنى الحزب مثل كلمة جماعة فرقة جمعية تجمع اتحاد مجمع طائفة حفل لكن جميع هذه الكلمات لا تؤدي دور حزب أو تنظيم إذن هذا التعريف جماعة من الناس يجمعهم رأي واحد على موقف واحد فيه ثلاث مفردات الأولى تجمع إنساني الثاني رأي واحد الثالث موقف واحد وبالتالي الجماعة التي تلتقي صدفة لا على رأي واحد وحدهم موقف واحد كلهم خرجوا لطلب الرزق والله الدولة رفعت أسعار البنزين خرجوا إلى الشارع يطالبون بخفض الأسعار هؤلاء لا يقال لهم حزب هؤلاء وحدهم موقف من دون أن يكون لهم رأي واحد.

أو جماعة عندهم رأي واحد لكن كلهم جبناء في مقام العمل ما عدهم شيء لا يقال لهم حزب كلامنا في الحزب اللغوي فالحزب في الاستعمال اللغوي أضيق من سائر المفردات الأخرى تجمع ومجمع وحفل وجماعة الذين خرجوا للمطالبة بخفض الأسعار يصدق عليهم جماعة أو تجمع لكن لا يصدق عليهم أنهم حزب نعم قد يستعمل لفظ الحزب بما هو أوسع من هذا التعريف الذي فيه ثلاث مفردات تجمع ورأي وموقف واحد ونستطيع أن نقول أنه في اللغة استعملت لفظة الحزب بمعنيين الأولى موسعة والثانية مضيقة والأكثر استعمالا هو المصطلح المضيق الحزب جماعة من الناس يجمعهم رأي واحد على موقف واحد.

الحزب في الاستعمال القرآني

جاء الاستعمال القرآني وفقا للمصطلح اللغوي ولاحظ المصطلح اللغوي ليس فيه موقف سياسي لم يؤخذ فيه قيد السياسة في الحزب تجمع إنساني أولا له رأي واحد ثانيا، له موقف واحد ثالثا يمكن موقف اقتصادي يمكن موقف اجتماعي يمكن موقف سياسي يمكن موقف ديني يمكن موقف أخلاقي لذلك حزب الله وحزب الشيطان.

لاحظ الآيات إذا نركز فيها سنلحظ أنها تشير إلى تجمع إنساني وإلى رأي واحد وموقف واحد، الآية أولى فمن يتولى الله من هذه إشارة إلى جمع، من يتولى الله ورسوله والذين آمنوا التولي هذا رأي يتولى الله ورسوله هذا رأي وموقف يتخذ موقف يكون مع الله ومع الرسول فإن حزب الله هم الغالبون.

الآية الثانية لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر، أولا قوما هذا تجمع، يؤمنون بالله واليوم الآخر هذا رأي واحد، يوادون من حاد الله يعني لا يودون من حاد الله هذا موقف عملي، إلى أن يقول أولئك هم حزب الله إلا إن حزب الله هم المفلحون.

الآية الثالثة وأن هذه أمتكم أمة واحدة، أمة هذا تجمع إنساني، وأنا ربكم فاتقون إلى أن يقول فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون،‌ تقطعوا أمرهم يعني كان لهم رأي خاص بهم وموقف خاص بهم فتعددت مواقفهم فصاروا أحزابا.

الآية الرابعة كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب،‌ قوم نوح، قوم تجمع،‌كذبت يعني اتخذت موقف تكذيب، كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوا.

الآية الخامسة استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان إلا إن حزب الشيطان هم الخاسرون، إذن هذه فيها قوم ورأي واحد وموقف واحد.

الآية السادسة إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه أن يكونوا من أصحاب السعير، أولا الخطاب للجمع فهذا إشارة للتجمع،‌ ثانيا فاتخذوه عدوا يعني موقف عملي، عدو لكم هذا رأي، إن الشيطان لكم ـ‌ هذا جمع ـ‌عدو هذا رأي عدوكم هو الشيطان، فاتخذوه عدوا هذا موقف.

الآية السابعة ولا تكونوا من المشركين إلى أن يقول من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون،‌ لا تكونوا هذا نهي للجمع، فرقوا دينهم يعني عندهم رأي تجاه الدين وموقف عملي بحيث أوجب التفرقة.

الآية الأخيرة فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا، أي الحزبين؟ حزب أهل الكهف وحزب الوثنيين جماعة الإمبراطور الروماني هنا أيضا نفس الشيء حزب أهل الكهف جمعهم التوحيد رأي واحد وموقف واحد إذن الحزب في جميع الاستعمالات القرآنية لم يخلو من الدلالة على الرأي والموقف الذي يجمع أبناء الحزب الواحد، هذا تمام الكلام في الحزب القرآني.

الحزب في المصطلح السياسي وقبل أن نشرع في الحزب السياسي لا بأس أن نشير إلى نكتة في انبثاق الثورات وكان بودي أن يطرح المصنف أو غيره بابا خاصا في أسباب نشوء الثورات والحركات السياسية وكيفية قمع هذه الثورات وكيفية سرقة هذه الثورات وعوامل نجاح هذه الثورات فإن هذا البحث وإن لم يكن من صميم الجهاز السياسي للدولة ولكنه يعالج ظاهرة سياسية مهمة والمصنف قد بحث بحث الأمة والمواطنة فكان من المناسب أن يبحث بحث الثورات، أسبابها وعوامل نجاحها وأسباب فشلها وكيفية سرقتها فهذا من الأبحاث الهامة والمهمة جدا وقبل أن نشرع في بيان المصطلح السياسي للحزب نقدم مقدمتين هامتين عامتين ونستفيد منهما في الحزب في المصطلح السياسي.

المقدمة الأولى العنوان إما حقيقي وإما حقوقي فلو ذهبت إلى البنك فتح حساب فإنك إما أن تفتح الحساب باسمك الشخصي فيقال هذا حساب حقيقي وإما أن تفتح الحساب لشركة أو مؤسسة أو جمعية فيقال لمثل هذا الحساب حساب حقوقي هذا في الاقتصاد كذلك في السياسة فإذا بحثت عن ما يؤثر على الحكومة فإما أن تبحث العنوان الحقيقي وإما أن تبحث العنوان الحقوقي،‌العنوان الحقيقي المؤثر على الدولة المواطن لذلك بحث المصنف بحث المواطنة والمواطنة هي عبارة عن عضوية الفرد في بلد من البلدان في دولة من الدول فالمواطنة تشير إلى العنوان الحقيقي ولكن عنوان الحزب التنظيم قوى الضغط اللوبي الرأي العام هذه عناوين حقوقية وليست عناوين حقيقية.

بحثنا في البحث السادس عن المواطنة وهي عنوان حقيقي ونبحث في البحث السادس عن قوى الشعب السياسية من أحزاب ورأي عام وقوى ضغط وهذه عناوين حقوقية.

النقطة الثانية تتعلق بأسباب نشوء الثورات يقولون في الفلسفة وفي السياسة العلة على نحويين علة محدثة وعلة مبقية، علة ابتدائية وعلة استمرارية فمثلا لو أشعلت عود الثقاب وألقيته على الورقة أو المنزل لاحترق فإن العلة المحدثة للاحتراق هي عود الثقاب ولكن لو كانت البيت مشمعا بشمع ضد الاحتراق أو كانت الورقة مبتلة فإنها لن تحترق فإذا احترقت الورقة أو البيت وجاءت سيارة الإطفاء أو تعاون الجيران وسكبوا الماء على البيت فإنه لن يحترق إذن نحن نحتاج لكي يبقى الاحتراق إلى عنصر الأكسيجين ومادة قابلة للاشتعال وعدم وجود الموانع كالرطوبة وإطفاء الجيران وسيارة الإسعاف فيقال لها علة مبقية كذلك الثروات هناك علة محدثة للثورات وهناك علة مبقية للثروة ولذلك قالوا من السهل أن تقيم ثورة لكن من الصعب أن تحافظ على استمرارية الثورة.

من الصعب أن تقيم دولة ومن الأصعب أن تحافظ على استمرارية الدولة من السهل أن تقيم حزبا من الصعب أن تحافظ على استمرارية الحزب وعدم تشظيه وعدم حصول الانشقاقات فيه الإنسان الناجح الذي في مشاريعه يركز على العلة المبقية يركز على الاستمرار مو نايم ويقعد الصبح مشروع ويوم الثاني نجف عليه هذا ليس إنسان ناجح هذا إنسان خيالي الإنسان الذي عقله مؤسساتي نظرته بعيدة يدرس الأمور المبقية العلة المبقية والعلة التي تفيد الاستمرار عند دراسته للعلة المحدثة من هنا قيل من السهل أن تقيم ثورة لكن من الصعب أن تحافظ على استمرارية الثورة هي العلة واحدة اللحاظ يختلف تلحظ حيثية الحدوث أو حيثية البقاء حيثية الابتداء أو حيثية الاستمرار هذا هو المهم والله فلان ما شاء الله عنده مشاريع كثيرة أيها بقاء يقاس النجاح بعلة البقاء لا بعلة الحدوث.

سنذكر لكم ثلاث خصائص مهمة في العلة المحدثة وثلاث خصائص مهمة في العلة المبقية صار بحثنا بحث حركي مو بحث سياسي.

المقام الأول العناصر المؤثرة في انبثاق الثورة ابتداء الثورة أولا الهدف ثانيا الإيمان بالهدف ثالثا الجرأة والإقدام ثم سنذكر ثلاث عناصر مؤثرة في العلة المبقية للثورة وهي أولا وجود القائد، ثانيا كون الحركة شعبية جماهيرية ثالثا الوحدة الوطنية.

أما المقام الأول العلة المحدثة

يقولون لكي تحصل ثورة أولا لابد من وجود هدف، ما هو الهدف؟ تغيير الواقع الموجود،‌واقع اقتصادي سيء واقع سياسي سيء، ظلم لابد من وجود هدف.

الثاني الإيمان بالهدف

أحيانا واحد عنده هدف لكن لا يؤمن به يعني يقول الهدف إسقاط النظام هو ما يؤمن أنه يمكن يسقط النظام فقط يرفع شعار إسقاط النظام أو الهدف إصلاح النظام وهو يعرف هذا النظام ما يصلح لا توجد فائدة، ما عنده إيمان داخلي مجرد شعار يرفعه.

النقطة الثالثة قد يكون الهدف موجود والإيمان بالهدف موجود جرأة وإقدام ما موجودة ما هو الهدف إسقاط النظام،‌ عنده هدف وعنده إيمان بالهدف لكن ما عنده جرأة وإقدام، ما هو الهدف؟‌إصلاح النظام، الثورة لا تحصل بمجرد الهدف والإيمان بالهدف تنبثق الثورة وتنطلق بالجرأة والإقدام لذلك الذين يقومون بالثورة الشهداء والمضحين لا القادة المخمليين الذين يجلسون على الكراسي في الغرف ويتأمرون، الطبقة المنسحقة المحرومة هي التي تقوم بالثورة ولا يشترط لقيام الثورة وجود قائد أصلا الثورة تحصل بحركة عفوية كما في تونس البوعزيزي حرق نفسه وحصلت الثورة أغلب الثورات تحصل بأمور عفوية ومن دون وجود قائد ولكن لكي تنتصر الثورة تحتاج إلى قائد لذلك سماحة آية الله المجاهد الشيخ عيسى أحمد قاسم حفظه الله قال في خطبة الجمعة التي سبقت الرابع عشر من فبراير كان أربعة عشر فبراير يوم الاثنين وحمد بن عيسى آل خليفة وزع ألف دينار على المواطنين فقال الشعب لا ألف ولا ألفين موعدنا يوم الاثنين، الشيخ عيسى حفظه الله في خطبة الجمعة قال هل تحتاج الثورة إلى خميني، قال لا تحتاج الثورة إلى خميني ولكن لكي تنتصر الثورة فإنها بحاجة إلى خميني يعني الثورة لكي تنبثق لا تحتاج إلى قائد الإمام الخميني مثال للقائد الثورة لكي تحصل لا تحتاج إلى قائد لكن لكي تنتصر تحتاج إلى قائد يدير دفة الأمور هذا إشارة إلى العلة المبقية لكي يبقى لهيب الانطلاقة ولهيب الثورة فأنت بحاجة إلى وجود قائد يدير دفة الأمور.

الأمر الثاني أن تكون الحركة شعبية إذا الحركة حزبية فئوية تنخمد الثورة لأن الأحزاب جزء من الشعب التنظيمات والتيارات جزء من الشعب بخلاف الحركة الجماهيرية يقول الشيخ هاشمي رفسنجاني رحمه الله في كتابه هاشمي رفسنجاني دوران مبارزة، هاشمي رفسنجاني أيام النضال، حاولت أن أقنع الإمام الخميني بالحركة الحزبية فلم يقبل وقال أنا أؤمن بالحركة  الجماهيرية حركة الأمة وحركة الشعب والأحزاب ضمنها.

الأمر الثالث وحدة وطنية حول المطالب أما إذا لا توجد وحدة على حق أو على باطل هذا يريد إسقاط النظام وهذا يريد إصلاح النظام ما ينتصرون لابد أن يتحدوا على سقف، سقف معين يتحدون أما هذا رأيه كذا وهذا رأيه كذا ما تنتصر الثورة ببركة جهودهم بشيء آخر ذلك شيء آخر لطف من الله عز وجل إذن لكي تنتصر الثورة فنحن بحاجة إلى قائد واحد إلى حركة شعبية جماهيرية إلى وحدة حول المطالب.

الحزب السياسي في المصطلح الحديث تطور عن الحزب اللغوي والقرآني، الحزب اللغوي والقرآني أخذت فيه ثلاثة عناصر وهي تجمع أنساني رأي واحد وموقف واحد هذا التجمع والرأي الواحد والموقف الواحد قد يكون في جانب اجتماعي قد يكون في جانب اقتصادي قد يكون في جانب ثقافي لا ينحصر في السياسة بينما الحزب في المصطلح السياسي ليس مجرد اجتماع على رأي وموقف كلا له مدلولات حديثة نذكر لكم تعريف الحزب من ناحية ديمقراطية عدة تعاريف ذكرت أفضل تعريف أول واحد لاحظ تعريف الحزب صفحة 186.

الحزب عبارة عن تجمع منظم إذن ليس أي تجمع منظم يهدف للمشاركة في الحياة السياسية إذن حصروا لا تجمع في خصوص السياسة إذا نلاحظ الفارق الأول بين الحزب السياسي والحزب القرآني واللغوي الفارق الأول التنظيم،‌التنظيم معتبر في الحزب السياسي وغير معتبر في الحزب اللغوي والقرآني.

اثنين الاختصاص بالجانب السياسي هذا موجود في الحزب في المصطلح الحديث وغير موجود في الحزب القرآني واللغوي.

الثالث بقصد الاستيلاء على السلطة كليا أو جزئيا إذن هدفه السلطة.

إذن هناك ثلاثة فوارق الفارق الأول التنظيم يعني الحزب السياسي في المصطلح الغربي يأخذ العناصر الثلاثة في المفردة  اللغوية وهي تجمع ورأي واحد وموقف واحد ويزيد عليها ثلاثة عناصر الأول تنظيم الثاني ممارسة سياسية الثالث هدف الوصول إلى السلطة من هنا ذكروا أركان للحزب المشهور أنها ثلاثة وبعضهم أضاف اثنين صاروا خمسة هذه الأركان من مثالنا في الثورة خصوصا العلل المحدثة يصير واضح الركن الأول التنظيم الخاص يعني الحزب له قيادة وله قاعدة وهذه القاعدة تختار وتنتخب القيادة يعني هناك تسلسل هرمي شعاعي بين القيادة وبين قاعدة الحزب يعني الحزب له قيادة منظمة يسمونها مثلا هيئة مركزية الشورى العليا القيادة العليا للتنظيم وهناك أعضاء، لا تقل لي جماهير يعني نظام عضوية تشترك في حزب يعني عضو تسجل عضوية فالقاعدة هي مجموعة الأعضاء الذين انتموا إلى الحزب إذن الركن الأول لا معنى للحزب من دون تنظيم والتنظيم كيف يكون هرمي أو شعاعي إلى آخره هذه كلها تدرس.

الركن الثاني هدف المشاركة في الحكم، التنظيم ليس لعملية اقتصادية أو إصلاح اجتماعي أو تربوي التنظيم هدفه المشاركة في الحكم كلا أو بعضا.

الركن الثالث الديمومة الحزب يراد له الاستمرار ليس هو حركة مطلبية عفوية أو مؤقتة خفض الأسعار ونرجع إلى بيوتنا، إذن هذه أمور ثلاثة مهمة.

التنظيم، الحكم، الديمومة،‌يعني تنظيم للمشاركة في الحكم بشكل دائم هذه عناصر ثلاثة، العنصر الرابع دعم الجمهور هذا ليس كل الأحزاب إلا لازم الجمهوري يدعمها لكن الأحزاب الديمقراطية تقول عندنا قاعدة حزبية مؤلفة من أعضاء نبثها بين جماهير الأمة لكي تكون حركة الحزب هي حركة الحزب ضمن الأمة وفي إطار الجماهير،‌الآن أكثر الأحزاب هكذا.

الركن الخامس الولاء للتنظيم لا إلى القائد التنظيم فالقيادة للتنظيم وليس للأشخاص ولكن في الغالب الذي يسيطر هو الذي يصير صنم يعبد من دون الله ولكن بشكل مبدئي القيادة للتنظيم لكن لما يسيطر على التنظيم صدام حسين يقتّل كل المنافسين له يصير حزب البعث هو صدام وصدام هو حزب البعث لما الحزب الشيوعي يسيطر عليه ستالين يصير الحزب الشيوعي هو ستالين وستالين هو الحزب الشيوعي،‌وصدام عمل ما عمله ستالين، ستالين كان مدير مكتب لينين، لينين هو الذي قام بالثورة البلشفية فكان يعمل مقاص الرقيب الرسالة التي يحتاج يرسلها إلى لينين يرسلها التي يرسلها ما يرسلها،‌ولما مات لينين واستلم ستالين أول مجتمع للحزب أول اجتماع للحزب الحاكم كل المنافسين له اتهمهم بالخيانة والقيام بانقلاب وكلهم أعدمهم أخرجهم واحد واحد صدام حسين كان قدوته ستالين صدام حسين كان رئيس المخابرات وصار نائب لأحمد حسن البكر ثم أمريكا طلبت من البكر أن يهجم على إيران رفض صدام حسين قبل نحي البكر جاء صدام حسين، أول ما صار رئيس عمره 28 سنة كان رئيس المخابرات كل المنافسين له في المؤتمر الحزبي أخرجهم بتهمة الخيانة وأعدمهم في نفس الاجتماع قال خيانة وانقلاب وأعدمهم كلهم صار الحزب هو صدام وصدام هو الحزب.

التعريف الشيوعي للحزب

الشيوعية أضافت ثلاثة عناصر للحزب:

العنصر الأول الاحتراف،‌العنصر الثاني الثورية، العنصر الثالث التعبير الحقيقي عن الشعب.

أول عنصر الاحتراف يرى لينين أن أعضاء الحزب يجب أن يتفرقوا للعمل الحزبي من الصبح إلى الليل شغلته عمل حزبي وليس أنه يشتغل في دكان أو مدرس أو... يتفرغ حتى يكون محترف فإذن القيد الأول في الحزب أنه احترافيا ناس محترفين متفرغين للعمل السياسي.

الأمر الثاني في نظر الماركسية الثورية لأن الماركسية ترى أن التكامل الاجتماعي لا يكون إلا بثورة وأن التغيير الاجتماعي لا يكون إلا بثورة وأما الأمر التعبير الحقيقي عن الشعب فإن الحزب الشيوعي لا يرى أن الانتخابات الديمقراطية تمثل الشعب تمثيل حقيقي بل بالعكس هذه الانتخابات الديمقراطية ظاهرها حرية وباطنها استبداد أصحاب الثروات ورؤوس الأموال هي ديمقراطية الدولار،‌الذي عنده فلوس أكثر هو يشتري أصوات أكثر فظاهرها حرية وباطنها استبدادية، استبداد أصحاب رؤوس الأموال وبالتالي لابد أن يكون أعضاء الحزب الشيوعي والاشتراكي يمثلون الشعب تمثيلا حقيقيا، التعريف الشيوعي لا ينسف التعريف الغربي بل يضيف عليه.

إلى هنا أخذنا تسعة عناصر في الأحزاب،‌ثلاثة لغوية تجمع ورأي واحد وموقف واحد وثلاثة عناصر ديمقراطية وهي تنظيم في السياسة وديمومة وثلاثة عناصر شيوعية أو اشتراكية وهي الاحترافية والثورية والتعبير الحقيقي عن الشعب،‌هذا تمام الكلام في تعريف التنظيم والحزب.

الثاني أنواع الأحزاب يأتي عليه الكلام.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين