علم السياسة
شیخ الدقاق

023 -أنواع الأحزاب

علم السياسة

  • الكتاب: علم السياسة ؛ تجديد من وجهة نظر إسلامية
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    -

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

ثانيا انواع الأحزاب

شرعنا في البحث السابع الشعب وقواه السياسية ومنها الأحزاب قلنا سنتعرض إلى ست نقاط انتهينا من النقطة الأولى تعريف الحزب والأحزاب في اللغة والقرآن والمصطلح السياسي نشرع اليوم في النقطة الثانية أنواع الأحزاب.

تتنوع الأحزاب وفقا للأساس الملحوظ في تأسيس الحزب ومن هنا نذكر أربعة أنواع للأحزاب والأنواع أكثر وهذا الحصر ليس إلا استقرائي:

النوع الأول أحزاب نخبة وأحزاب الجمهور فبعض الأحزاب لا يهتم بعدد المنتمين إلى الحزب بل تسعى لانتخاب واختيار نخبة متخصصة محترفة مخضرمة في السياسة تمتلك كفاءة عالية في السياسة والاقتصاد والاجتماع بحيث تؤثر في عالم السياسة ولا حاجة لها إلى مزيد شخصيات لا تحل ولا تربط فهذه الأحزاب تعتقد أن النخبة المحترفة هي التي تؤثر في الرأي العام وهي التي تغير المعادلات والتوازنات وهذه الأحزاب يطلق عليها أحزاب النخبة وغالبا الأحزاب الاشتراكية والشيوعية والقومية هي من أحزاب النخبة تركز على النخبة التي تتبنى فكرهم الأيدلوجي.

في المقابل هناك أحزاب تسعى لزيادة عدد المنتسبين سواء كانوا كفاءات أو كانوا من عموم الناس لأن زيادة العدد يؤدي إلى كسب مزيد من الأصوات في الانتخابات لذلك تكون العضوية مفتوحة للجميع حتى يكون الحزب لديه عدد كبير من الأعضاء ويستطيعون التصويت للحزب ويؤثرون على الآخرين ويفوز الحزب في الانتخابات فيقال له حزب الجمهور أو هذه أحزاب الجماهير إذن الأساس الأول حزب النخبة أو حزب الجمهور.

النوع الثاني الأحزاب الرسالية والأحزاب الانتهازية بعض الأحزاب تحاول أن تكون مبدئية وأن تضع ضوابط ومبادئ ومعايير وتكتب نهجا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتمشي عليه ولا تحيد عنه ما استطاعت وتسعى جاهدة للالتزام الحرفي بالمبادئ والتوصيات فهذه الأحزاب يقال لها أحزاب رسالية أحزاب مبدئية فهي تبقى على مبادئها وإن خرجت على السلطة فإن المبادئ والقيم مقدمة على استلام السلطة والرئاسة وقليل ما هم.

القسم الثاني الأحزاب الانتهازية وهي التي ترفع شعارات براقة وتركز على الشعارات المعيشية والخدمية كرفع اجور المواطنين والعمال وإقامة حياة حرة وكريمة وإطلاق الحريات ورفع المستوى المعيشي للشعب والمهم أن تصل إلى موضع المشاركة في الحكم فإذا وصلت إلى سدة الحكم لا يهمها أن الأهداف المعلنة قد تحققت أو لا، الوضع المعيشي للناس أرتفع أو تدنى فالمهم ما تفرضه المرحلة، هذا تمام الكلام في القسم الثاني الأحزاب الرسالية والأحزاب الانتهازية أو أحزاب المساومة.

النوع الثالث الأحزاب القومية والأحزاب الأممية

تقتصر بعض الأحزاب على حدود قومية معينة قومية عربية قومية افريقية قومية عرقية معينة العنصر الآري والأسباب مختلفة فبعض الأحزاب ليست لديها قدرة على التحرك والاتساع فتقتصر على قومها بعض الأحزاب عندها محدودية في الطرح الفكري أو السياسي فتقتصر على هذا الطرح، بعض الأحزاب مبنية على أساس التفوق العرقي فأن العرق الأبيض أفضل من العرق الأسود، وأن العرق الأوروبي أفضل من العرق الآسيوي وأن أوروبا الغربية متفوقة على أوروبا الشرقية وهكذا فهذه أحزاب قومية ترد فضل خلط بالقوميات الأخرى، وهذا تيار اليمين الآن متصاعد في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا يمينيين لذلك في فرنسا مثلا مارين لوبان وغيره يشكلون مظاهرات ضد العرب والمسلمين والأجانب والذين أصولهم افريقية وأصولهم عربية ومسلمين في مقابل الأحزاب القومية الأحزاب الأممية وهي التي لا تقتصر على قومية بل ربما ترحب بالتعدد القومي والتعدد الطائفي وتقول إن الذي يوحدها هو المبدأ لا القومية والعرق والعنصرية هذا تمام الكلام في النوع الرابع.

النوع الخامس الأحزاب الدينية والأحزاب العلمانية

الأحزاب الدينية هي التي تؤمن بالتداخل بين الدين والسياسة وتدعو إلى أن الدين يحكم جميع شؤون الحياة فالدين يرسم أولا علاقة الإنسان مع نفسه وثانيا علاقة الإنسان مع أسرته وثالثا علاقة الإنسان مع مجتمعه ورابعا علاقة الإنسان مع الكون والطبيعة التي يعيش فيها وخامسا علاقة الإنسان مع أخيه الإنسان أي المجتمع الإنساني فجميع هذه العلاقات الإنسانية تخضع لحكم الله "عز وجل" وللدين في مقابل الأحزاب الدينية الأحزاب العلمانية التي تقول بفصل الدين عن السياسة وما لقيصر لقيصر وما لله لله.

الأحزاب العلمانية على قسمين:

العلمانية على قسمين علمانية ملحدة وعلمانية غير ملحدة، العلمانية الموجودة في أمريكا غير ملحدة أكثر الأمريكان كاثوليك والكاثوليك متدينين نعم يوجد اتجاه مسيحي متصهين في أمريكا ولكن هناك علمانية ملحدة تحارب الدين مثل العلمانية الموجودة في أوروبا، أوروبا أكثرهم بروتستانت والبروتستانت كثير منهم ملحدين، هناك علمانية متشددة مثل العلمانية الفرنسية التي تمنع الحجاب لذلك الاستعمار الفرنسي تدخل في اللغة والثقافة والدين تلاحظ الدول الافريقية التي استعمرتها فرنسا حتى الدول العربية مثل سوريا ولبنان وغيرها استعمار الفرنسي يخرب الهوية لاحظ الآن هوية الشعب التونسي والجزائري أثروا على لغتهم العربية اثروا على دينهم اثروا على ثقافتهم الاستعمار البريطاني ما يتدخل في الهوية تهمه المصالح لذلك تجد أن الدول التي استعمرتها بريطانيا خلقت بينها مشاكل حدودية بحيث إلى اليوم لابد أن ترجع إلى بريطانيا، مشكل حدودية بين إيران والعراق بين العراق والكويت، الكويت والإمارات، الكويت والسعودية، السعودية وقطر، الإمارات وعمان كلها هذه مستعمرات بريطانية خلقت دولة لقيطة في فلسطين المحتلة وهي إسرائيل الغدة السرطانية إذا تلاحظون الاستعمار البريطاني في مستعمراته لم يلغي اللغة أو الدين أو يغير الهوية الثقافية ولكن أحدث نعرات طائفية ومشاكل حدودية عرقية وأقوى استخبارات في العالم في صناعة الفرق الدينية والطائفية هي الاستخبارات البريطانية أم سكستين فالبابية والبهائية وغير ذلك من الفرق نشأت على يد الاستعمار البريطاني وحتى حينما احتلت أمريكا وبريطانيا العراق حينما أسقطت صدام حسين تجد البصرة أخذتها بريطانيا وبقية العراق أخذه الأمريكان وفي البصرة في سجن بوكة ربوا أبو بكر البغدادي الذي تولى قيادة داعش وإلى اليوم خرجوا الكثير من الحركات المنحرفة كأحمد القاطع وغيره ممن ادعى المهدوية وأدعى البابية.

العلمانية على نحويين علمانية ملحدة تحارب الدين متشددة كالعلمانية الفرنسية وهناك علمانية غير متشددة هي تقول تفصل الدين عن الدولة ولكن تريد أن تصبح متدينا فلتصبح متدينا ثم المصنف يشير إلى نكتة يقول الأحزاب الدينية تكاد تنحصر في الأحزاب الإسلامية لأن الدين الإسلامي عقيدة وشريعة ومنهج حياة بخلاف المسيحية واليهودية فإن المسيحية تعاليم أخلاقية وقصص أخلاقية تروى عن المسيح لا شأن لها بإدارة الحكم السياسي والبلاد وكذلك اليهودية ركز على الأمور الاقتصادية والسوق ولم تركز على الأمور السياسية ولكن توجد أحزاب يهودية وأحزاب مسيحية مثلا الآن في إسرائيل المحتلة يوجد حزب إسرائيل بيتنا وهذا من حاخامات يهودية ولعل الآن من أكبر الأحزاب في أوروبا الحزب الألماني المسيحي وفترة كان المستشار هلمت كول وغيره ممن حكموا ألمانيا من الحزب المسيحي فتوجد أحزاب مسيحية لا أنها لا توجد ولكن أكثر الأحزاب الدينية هي أحزاب إسلامية، هذا تمام الكلام في النقطة الثانية النقطة الأولى تعريف الأحزاب النقطة  الثانية انواع الأحزاب.

النقطة الثالثة نشأة الأحزاب وقد أبدع المصنف في هذا البحث، سؤال متى نشأة الأحزاب؟ الجواب الحزب بالمصطلح الحديث لم ينشأ إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر يعني في سنة 1850 ميلادية لم يكن في أي بلد أي حزب سياسي ولم تكن البلدان تعرف معنى الأحزاب السياسية نعم بعد قرن من الزمان سنة 1950 ميلادية بدأت تظهر الأحزاب في غالبية الأمم المتحضرة خصوصا العالم الغربي ولعل أول بلورة لحزبين جاءت في كلمات لينين لأنه صدر بيان شيوعي البيان الشيوعي كتبه لينين وآخرون صدر هذا البيان سنة 1848 ميلادية لم يكن في هذا البيان شيوعي أبان الثورة البلشفية لم يكن هنا إشارة إلى الأحزاب مع أن لينين كان يعتقد أنه لا معنى للدولة من دون حزب لأن الماركسية ترى لابد من القيام بعمل ثوري ويرى لينين أننا لا نستطيع أن نقوم بعمل ثوري إلا من خلال حزب محترف يتفرغ للسياسة وبالتالي يقولون ولادة الأحزاب هي نتاج العملية التاريخية لتقدم الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات الرأسمالية كل الأحزاب بكل أنواعها عندنا حزب ثوري وحزب ديمقراطي وحزب ليبرالي وحزب علماني وحزب برجوازي وحزب برليتاري كلها نمت في عصر النهضة الحديث فالأحزاب نشأة حديثا ولعل أول من أشار إليها هو لينين لكن السيد القبنجي أيده الله أضاف إضافتين لنشأة الأحزاب مهمتين:

الإضافة الأولى إن نشأة الأحزاب في الغرب تزامنت وترافقت مع ظاهرة اجتماعية ثانية وهي سقوط الكنيسة وسقوط الصيغ الكنسية فقد كانت الكنيسة تتحكم بالمشهد السياسي وتعطي صكوك الغفران وكان الموقف السياسي يخرج من الكنيسة والناس ترتبط بالكنيسة وكان رجل الدين هو سيد الموقف أصلا مصطلح رجل دين من مخلفات الكنيسة في الإسلام مصطلح عالم دين فلا تستخدموا مصطلح رجل دين، رجل دين هذا مخلفات الكنيسة مصطلح الإسلامي عالم دين علماء الدين علماء الإسلام، مصطلح كنسي رجال الدين فلما قامت الثورة الفرنسية على الائتلاف الثلاثي للملوك أولا والكنيسة ثانيا وطبقة النبلاء ثالثا كان لابد من وجود بديل للكنيسة ورجال الكنيسة فكانت الأحزاب إذن ليس من الصحيح أنه نشأة الأحزاب لأن الناس تطورت في الغرب وتركت الخمول والكسل والخرافات فجأة تطور فكرها وأسست أحزاب كلا عندما سقطت مكانة الكنيسة كان لابد من وجود مشروع بديل وكان المشروع البديل هو الأحزاب العلمانية التي تفصل الدين عن السياسة إذن الإضافة الأولى نشأة الأحزاب السياسية في الغرب وليد أمرين الأمر الأول تقدم الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الغرب هذا لا ننكره الأمر الثاني إخفاق السياقات الدينية وأفول نجم الكنيسة ورجال الدين فكان لابد من وجود مشروع بديل، هذا تمام الكلام في الإضافة الأولى.

الإضافة الثانية إن الأحزاب السياسية في الغرب كانت نشأتها نشأة علمانية بمعنى قيام الأحزاب العلمانية في الغرب على أساس رفض قيمومة الكنيسة وقيمومة العمل الديني على العمل السياسي والمطالبة بالفصل بين التشكيلات الدينية والتشكيلات السياسية يعني إذا صح التعبير تأميم العمل السياسي يعني تحرير العمل السياسي من سلطة الكنيسة.

الأحزاب في عالمنا العربي والإسلامي امتداد للأحزاب في العالم الغربي تنظيمات والأحزاب السياسية في الوطن العربي والإسلامي هذه ظاهرة حديثة أخذوها من الغرب والغرب هذه الأحزاب ردة فعل على الكنيسة أساسها علماني.

النقطة الأخرى الاحزب هل هي ضرورة أو لا؟ في الماركسية نعم في الرأسمالية نعم في الإسلام كلا.

أول من أعرب عن فكرة الحزب هو لينين يقول في كتابه ما العمل لا يمكن أن توجد أية حركة ثورية وطيدة بدون منظمة ثابتة تحافظ على استمرار الحركات يعني لابد من منظمة وحزب يديم الحركة ويحافظ على الاستمرار ويبني لينين تصوره على أمرين:

الأمر الأول إن الحزب وهو المنظمة  الثورية المحترفة أكثر وعيا من الجماهير والطبقة العمالية فالجماهير تحكمها الغوغاء ويسودها العقل الجمعي وتتأثر بحكم العادة بخلاف الحزب المكون من كفاءات وقيادات ثورية محترفة تمتلك كفاءة وريادة في السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع وتتفرغ للعمل الحزبي والعمل السياسي ومن خلال التجربة فإن قيادة الحزب والتي تكون قيادتها ربما لا تكون من الطبقة العمالية بل ربما تكون الطبقة البرجوازية لكن قيادة الحزب للأمة وللشعب تكون مدروسة ومنظمة ومنسقة وخلاصة النقطة الأولى الحزب أكثر كفاءة ووعيا من الطبقة العمالية والجماهير لأن الحزب نخبة والجماهير فيها النخب وغير النخب والنخبة هي التي تقود الجماهير لا أن الجماهير هي التي تقود النخبة.

النقطة الثانية إن حركة الحزب حركة مدروسة ومنظمة فهي تتحرك عن وعي وبصيرة بخلاف حركة الجمهور فإنها حركة عفوية تلقائية فبالرغم من إيمان الماركسية بالحتمية التاريخية وان التحولات الاجتماعية والسياسية هي تحولات قهرية وحتمية لكن هذه الحتمية التاريخية لا تتحرك ولا تتحقق إلا من خلال منظمة ثورية قوية هي عبارة عن الحزب الطليعي وطلائع الأمة لذلك دائما تجد الشيوعيين واليساريين إذا يرتب جريدة يسميها الطليعة، طلائع الشعب، والبعثيين الرفاق أو شقيق، هذا تمام الكلام في النظرة الرأسمالية للحزب.

والخلاصة سؤال الحزب ضروري في الفكر الماركسي أو لا؟ نعم لأن الحزب يقود عملية التغيير الثوري.

السؤال الثاني هل الحزب ضروري في الفكر الرأسمالي؟ نعم، لماذا؟ لأن الحزب نموذج بارز للممارسة الديمقراطية إذن يلتقي الفكر الرأسمالي والاشتراكي في النتيجة وهي ضرورة تأسيس الحزب وتكوينه ويختلفان في الغاية من تأسيس الحزب فترى الماركسية أن الغاية بين تأسيس الحزب قيادة التحرك الثوري والتغيير في الشعب وترى الرأسمالية أن الديمقراطية لكي تسود لابد من سيادة الروح الديمقراطية والممارسة الديمقراطية وأبرز نموذج بارز للممارسة الديمقراطية هي ممارسة الحزب للعملية الديمقراطية وسيادة الحريات وممارسة الحرية السياسية والاقتصادية فالممارسة الديمقراطية لا معنى لها من دون أحزاب وفي مقابل هاتين النظرتين النظرة  الرأسمالية والنظرة الماركسية توجد نظرة في المقابل تقول وهي متشددة في المقابل إذ أن الماركسية والرأسمالية ترى ضرورة وجود الحزب وهناك نظرة متشددة في المقابل وتقول الأحزاب لا تمثل نضجا ووعيا متكاملا بل الجمهور أوعى كثيرا من الأحزاب بل كثيرا ما تقف الأحزاب دون التحركات العفوية للجماهير والأمة والشعب لأن من يبتلى بالحالة الحزبية يعاني من الروح المصلحية والانتهازية فهذا الحزبي المهم عنده المصلحة أينما مالت مال إليها بخلاف المواطن الذي وضعه مُتعب ومتعِب فإنه يخرج لضرورات معيشية وإنسانية من دون مآرب حزبية فإذن هناك نظرة في المقابل ترى أن حركة الجمهور العفوية أكثر صدقا من حركة الحزب المدروسة وفقا لمصالح فئوية وحزبية ومصلحية تريد أن تجني المال أو السلطة.

ملاحظات ومناقشات ولقد ابدع سماحة السيد صدر الدين القبنجي في هذه الملاحظات:

الملاحظة الأولى يقول لينين إن الحزب أكثر وعيا من الجمهور وهذه النظرة مصادرة من قال إن الحزب هو أكثر وعيا من الجمهور وإن النخبة أكثر وعيا من عموم الجماهير ومسحة تاريخية للثورات في العالم سنجد أن هذه الثورات لم يقم بها أحزاب ولا هم يحزنون وإنما هي عبارة عن حركات شعبية عفوية منذ قدم التاريخ إلى يومنا هذا بل حتى الأحزاب التي حكمت لا لأنها قامت بل لأن رئيسها مقبول جماهيرا ولأن رئيسها تحرك بشكل فردي لا لأن الحزب خطط نعم قد يكون هو كفرد استعان بأحزاب ومنظمات لكن هذا لا يعني أن المنظمة هي التي قد قامت.

أبرز ثورة في العصر الحديث يقولون الثورة الفرنسية وهي ثورة قام بها الجمهور وكان الجمهور هو صاحب المبادرة ولم يقم بها حزب معين وقطعوا رأس لويس السادس عشر هو وزوجته، الشعب الروسي هو الذي قام بالثورة ضد القياصرة الذين ملكوا وحكموا روسية الاتحادية الشعب هو الذي قام ضدهم ولم يكن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي بقيادة لينين هو صاحب المبادرة في صنع الدولة الاشتراكية بمقدار ما كان لشخص لينين الذي هو بطل الثورة فإن لينين روسي ذهب إلى ألمانيا ومن هناك قاد الثورة  البلشفية ضد البلاشفة الذين كانوا يحكمون روسيا القيصرية فحولها إلى روسيا الاتحادية والاتحاد السوفيتي.

دونك الصين وثورة مالت سي تونك أمير حرب العصابات الثورة الماوية كان في الجبال ويقاتل وأسس الصين الشعبية الشيوعية هو كفرد لا كحزب ثم تشكل الحزب الشيوعي.

ودونك فيدل كاسترو الذي قام بالثورة الكوبية في كوبا وطرد الأمريكان من خليج الخنازير وأسس كوبا الحديثة فهو وإن كان يساري واشتراكي لكن هو كرئيس مجموعة قام بالثورة المسلحة واسقط النظام العميل للولايات المتحدة الأمريكية.

جيكوارا أمير حرب العصابات وجيكوارا الثائر شكل عصابات مسلحة ونجح في كوبا وجعل وزير الزراعة مع فيدل كاسترو وقال أنا لا أتحمل أن أبقى في دولة أنا ثائر فترك كوبا وذهب إلى أفريقيا يقاتل ثم بعد ذلك رجع إلى أمريكا الجنوبية من جديد وذهب إلى البيرو وحوصر وقضي عليه.

إلى هنا تكلمنا عن النقطة الأولى أن الجمهور أكثر وعيا من الأحزاب ونختم بأبي الفتوح السيد روح الله الموسوي الخميني أعلى الله مقامه الشريف فإنه كان يؤمن بحركة الأمة لا حركة الأحزاب وقد حاول المرحوم الشيخ هاشمي رفسنجاني أن يقنع الإمام الخميني بالحركة الحزبية ولكنه لم يستطع إقناعه وكان الشيخ هاشمي رفسنجاني قد خرط الأحزاب والتنظيمات وكان الإمام الخميني يستعين به من خلال معرفته بالتيارات والأحزاب.

السيد الإمام كان يعتقد بحركة الشعب وليس مجاملة لذلك قال ميزان رأي ملت است يعني المعيار الصحيح رأي الأمة ورأي الناس لم يقل رأي الحزب أو رأي الخاصة ركز على الأمة.

ثانيا إن الوعي السياسي للشعب والأمة لا ينفك عن وجود قيادة هذه القيادة قد تكون فرد ومن قال إن هذه القيادة لابد أن تكون هي تنظيم وإننا لو رجعنا إلى التاريخ سنجد أن أغلب القيادات فردية وليست جماعية فرب الأسرة فرد وليس مجلس العائلة أو مجلس الحكم ورب القبيلة فرد شيخ العشيرة والعشيرة مفرقة وهكذا الدول عادة يرأسها واحد ما يرأسها مجلس نعم في فترات مؤقتة يرأسها مجلس عسكري أو مجلس مدني في الغالب يوجد قائد إذن وفقا للفلسفة الدينية في فهم حركة التاريخ إن التقدم نحو الكمال الاجتماعي وتنامي الرشد والوعي الأخلاقي لدى الأمة لا يستغني عن وجود قائد، قائد فرد وليس قائد مجموعة.

الملاحظة الثالثة مقولة إن الديمقراطية هي السبيل للتكامل الاجتماعي مرفوضة من قبل الفلسفة الدينية فإن الدين الإسلامي يرى أن التكامل الاجتماعي يتقوّم بأمرين النهج وتبعية للقيادة الركن الأول الالتزام بالمنهج الإلهي والشرعي الثاني تبعية القيادة الدينية هذا ما تشير إليه الآيات الكريمة قوله تعالى وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله، إشارة إلى الأمر المنهج الصراط.

الآية  الثانية وأن لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدا إشارة أيضا إلى الطريقة والإسلام لم يذكر الطريقة من دون أن يرسل نبيا الله "عز وجل" بين الطريق وبين القائم على الطريق.

المناقشة الرابعة من قال إن الأحزاب هي الطريق الوحيد للممارسة الحرية السياسية كما أن الأحزاب تمارس الحرية السياسية فلتكن الأفراد أيضا تمارس الحرية السياسية كل المواطنين دعهم يمارسون الحرية السياسة لتكوين الرأي العام أما إذا قصرنا الممارسة السياسية على خصوص الأحزاب فإن الأحزاب سيسيطر عليها أصحاب رؤوس الأموال وأصحاب الشركات التجارية والنفوذ أو لم تسمعوا بمصطلح حكومة ظل الآن الكثير من الدول الأوروبية يحكمها التيار المسيحي المتصهين، هم مسيحيين لكن صهاينة أو تحكمها الماسونية العالمية أو ليس من الغريب أنه في أمريكا يوجد حزبان فقط أحيانا يأتي رئيس جمهوري وأحيانا يأتي رئيس ديمقراطي.

أوليس من الغريب أن بريطانيا يحكمها حزبان أحيانا حزب المحافظين وأحيانا حزب العمال وجهان لعملة واحدة تعدد ادوار ووحدة هدف اليهود اليوم بيدهم الأموال والإعلام ووسائل القوة وبالتالي يوجد نظام آخر في الإسلام نظام المحاور الفردية والتجمعات اللا حزبية من قال إن الحزبية هي المصدر الوحيد لتمثيل الأمة هناك محاور فردية وتجمعات غير حزبية مظاهرات العامة وشخصيات نافذة وهذا ما يقودنا إلى بحث مهم نوكله إلى الدرس القادم لأهميته وهو الأحزاب السياسية في التاريخ الإسلامي يعني منذ بعث رسول الله "صلى الله عليه وآله" إلى يومنا هذا هل كانت سيرة النبي والأئمة على صناعة أحزاب في الأمة أو لا نظام الممثليات يبعث ممثلين له "صلى الله عليه وآله" وهذا إلى اليوم موجود في إيران ممثليات الولي الفقيه ما موجود أنه نظام الأحزاب موجود نظام الممثليات وهذا مهم جدا.

الأحزاب السياسية في التاريخ يأتي عليها الكلام.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 26 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: علم السياسة ؛ تجديد من وجهة نظر إسلامية
  • الجزء

    -

  • -

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
26 الجلسة