علم السياسة
شیخ الدقاق

026 - الشعب وقواه السياسية (الرأي العام)

علم السياسة

  • الكتاب: علم السياسة ؛ تجديد من وجهة نظر إسلامية
  • الجزء

    -

  • الصفحة  

    -

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلِ اللهم على سيدنا ونبينا محمّد وآله الطيبين الطاهرين.

البحث الثامن الشعب وقواه السياسية الرأي العام

هذا البحث الرأي العام هو البحث الأخير والثامن من كتاب علم السياسة تجديد من وجهة نظر إسلامية لإمام جمعة النجف الأشرف سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبنجي حفظه الله.

تعريف الرأي العام:‌ الرأي العام هو وجهة نظر الجمهور في المسألة السياسية فلو قيل ما هو الرأي العام في البلد الفلاني أي ما هو رأي غالبية الشعب أو غالبية الجمهور في البلد الفلاني ومن هذا التعريف تتضح نقطتان:

النقطة الأولى لا يشترط الإجماع في الرأي العام بل قلما يحصل إجماع على مسألة سياسية واجتماعية إذ أننا عرفنا الرأي العام بأنه رأي غالبية الجمهور في خصوص المسألة السياسية ولم نشترط الإجماع نعم رأي الأقلية لا يمثل الرأي العام أو عند التساوي لا يحصل الرأي العام فالمراد بالرأي العام هو خصوص رأي الغالبية والأكثرية في المسألة السياسية.

النقطة الثانية لا يشترط إبراز الرأي وإظهار الرأي في الرأي العام فقد يقال إن المراد بالرأي العام هو خصوص الرأي المبرز والمظهر والحال إن الرأي العام كما يشمل الرأي المبرز يشمل الرأي الذي لم يبرز فمثلا لو حصلت انتخابات وقاطع ستين في المائة من الشعب ولم يصوت وصوت أربعين في المائة أو ثلاثين في المائة فهل يقال إن الثلاثين أو الأربعين في المائة يمثلون الرأي العام لأنهم أبرزوا أصواتهم؟‌ كلا وبالتالي لو تساوى صوت خمسين وخمسين بالمائة ما صوتوا تقول الرأي العام منقسم إلى قسمين قسم مؤيد للانتخابات وقسم معارض للانتخابات إذن الرأي العام عبارة عن مسح لوجهات النظر ووجهة  النظر السياسية الغالبة هي الرأي العام وغالبا الحكومات تهتم بالرأي العام والأنظمة التي لا تعيير للرأي العام اهتماما فإنها في معرض السقوط لأن الشعب يحمل نظام فإذا أصبح الشعب بعيدا عن النظام فإن النظام يقف بالقوة العسكرية أو بالدعم الخارجي ففي أي لحظة يسقط الدعم الخارجي أو الداخلي يسقط النظام إذن الرأي العام له أهمية لذلك تحرز الأنظمة السياسية والأحزاب والتنظيمات السياسية على تكوين الرأي العام فمثلا إذا أرادوا أن يقوموا بحرب تجد التلفزيون يعرض استعراضات الجيش حتى يشد همم الشعب وأننا قادرون على قمع الأعداء وهكذا لو أرادت الدولة أن تمرر سياسة اقتصادية تقشفية في الميزانية فإن التلفاز ووسائل التواصل تركز على المحنة الاقتصادية والفقر وإن العالم قد يمر بمجاعة والاقتصاد نفس المعيشة ولابد من ترتيب الأمور لذلك دائما الأنظمة الحاكمة والتنظيمات تركز على الرأي العام أحيانا قد تبث إشاعة حتى تمرر مخطط من المخططات مثلا الدولة تريد تعدم واحد تبث إشاعات سيعدمون مئة ، عشرة كذا بعد ذلك يعدمون واحد حتى يهون الخط دائما وهذا بحاجة إلى خبراء نفسيين وخبراء في علم الاجتماع كيف تكون ردة فعل الناس وهذا يدرس في التغيير التدريجي كيف تدرج مع الناس.

مثال قديم حديث كان شخص يشكو من ضيق منزله منزله غرفة واحدة فجعلوا له دجاجة في غرفته قال الوضع ضيق والآن تضيقون علي بالدجاجة فجاءوا بالخروف إلى جانب الدجاجة قال أقول لكم الوضع ضيق تضيقون أكثر فجاءوا ببقرة إلى جانب الخروف فقال أنا لم أعد أتحمل فجاءوا بجمل فأخذ يعيش مع الجمل والبقرة والغنمة والدجاجة قال جزاكم الله خير لا أقل أخرجوه فأخرجوا الجمل لو تفضلتم وتكرمتم وأخرجتم البقرة أيضا أخرجوا البقرة بعد مدة هذه الغنمة إذا تخرجوها أخرجوها هذه الدجاجة لو تخرجوها أخرجوها الحمد لله الآن الدار واسعة لاحظ التأثير النفسي كيف أثروا في نفسيته أحيانا الدول تتخذ الأسلوب تضيق عليك ثم بعد ذلك تسجن الأولاد وتهجر بعد ذلك تخرج المساجين وترجع المبعدين تم الإصلاح ما تغير شيء دائما هكذا تتعامل تؤثر في النفسية تؤثر في الاجتماع العام.

نظريات في السير العلمي في فكر الإنسان

سؤال هل الثقافة والفن والفلسفة والدين بناء أساسي للإنسان بناء داخلي أو لا الثقافة والفن والدين بناء خارجي يعني هل المقوم الأساسي للإنسان أفكاره من دين وفلسفة وفن ومعتقدات أو لا هي لا تشكل شيء وإنما هي أمر اضافي بحيث يكون بناء فوقاني يتأثر؟ الجواب تقول الماركسية العامل الأساسي هو الاقتصاد وترجع الماركسية كل الأشياء والظواهر إلى أساس اقتصادي كما أن فرويد يرجع جميع الظواهر إلى أساس جنسي فالأساس هو الاقتصاد عند كارل ماركس والأساس هو الجنس عند فرويد والدين والثقافة والفن والأفكار والمعتقدات بناء فوقي يتغير لكن الدين الإسلامي يرى أن المعتقدات هي البناء الأساسي الإيمان بوحدانية الله هي الأساس فهي بناء تحتاني أساسي وليست بناء فوقانيا ومن هنا نسأل سؤالين ونجيب على مبنى النظرية الإسلامية وعلى مبنى النظرية الماركسية والرأسمالية.

السؤال الأول هل تخضع أفكار الإنسان لقانون الحتمية الاقتصادية أو الجنسية أو لا؟‌

السؤال الثاني هل أفكار الإنسان دائما تسير بنحو تصاعدي تكاملي أم لا قد تصعد وتهبط؟

جواب السؤال الأول تقول الماركسية تخضع أفكار الإنسان للحتمية الاقتصادية يعني ترى الماركسية هناك صراع حتمي وطبيعي ولا دخل للإنسان فيه الماركسية تقول هناك صراع بين وسائل الانتاج وبين توزيع الثروة هناك صراع بين أدوات الانتاج وملاك أدوات الانتاج الطبقة البرجوازية وبين طبقة توزيع الثروة فيصير صراع بين الطبقة البرجوازية الملاك والأشراف وبين طبقة اللبروليتارية العمال لماذا هذا الصراع؟ لأن طبقة البرجوازيين يستأثرون بوسائل الانتاج والثروة ويوزعون الثروة طبقا لمزاجهم فيظلمون طبقة اللبروليتارية الطبقة العمالية وهذا الصراع لا يخضع للعامل الإنساني وإرادة الإنسان بل يخضع للعامل الطبيعي إذن هذه حتمية اقتصادية طبيعية والإسلام يقول لا توجد حتمية اقتصادية هنا أساس الصراع إرادة الإنسان ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها.

جواب السؤال الثاني تقول الماركسية نعم الإنسان دائما يتطور الاسلام يقول لا قد يتطور وقد يتدمر لأن هذا خاضع إلى إرادته إلى العامل الإنساني فقد يعمر البلد وقد يدمر البلد مثل الآن سورية وليبيا واليمن بلدان تدمر من قال إن دائما مسيرة الإنسان مسيرة تصاعدية ومسيرة تكاملية وهكذا بالنسبة إلى الفلاسفة الغربيين قد اختلفوا ولكن الميل السائد عند علماء الغرب مشابه لرأي الماركسية فهم يقولون بالحتمية الاقتصادية لكن لا بسبب التنافي بين الطبقات وإنما بسبب عوز الطبيعة فالرأسمالية تقول هناك صراع منشأه عوز الطبيعة من جهة ووفرة النسل وكثرة النسل من جهة أخرى وهم يقولون أنه مسيرة الإنسان في تطور وتكامل وتصاعد القرآن الكريم يقر هذه الحقيقة أولا أنه الأمور التي تحصل بإرادة الإنسان وليس أمر حتمي وقهري كما تقول الماركسية والغربية المادية وثانيا قد يحصل تصاعد وقد يحصل تدمر مثلا قوله تعالى إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد يصرح القرآن أن مدينة ذات العماد لم يخلق مثلها في البلاد يعني كانت أرقى من أيامنا هذه بادت هذه الحضارة،‌ الآيات 31 و32 من سورة سبأ هذه تشير إلى دور إرادة الإنسان وأنه قد يدمر العالم وقد يطور العالم قال تعالى ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى عدكم إرادة هذا ليس شيء قهري وجبري أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم قوما مجرمين وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا واسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون.

آية أخرى الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قيل فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قال ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها، الشهيد المطهري عنده كتيب الهجرة والجهاد إذا ضاق عليك المكان في بلدك أرض الله واسعة يمكن أن تهاجر.

نظرية القصور الذاتي

إلى هنا عرفنا أن النظرية الماركسية والنظرية الرأسمالية ترى أن الصراع حتمي وأنه من ناحية العامل الطبيعي لا من ناحية العامل الإنساني وأن الإنسان قادر على تسريع أو تبطئة هذا الصراع لكن الإسلام يرى أن الإنسان هو السبب وهو يمتلك الإرادة إرادة الخير وإرادة الشر والإنسان عنده قصور ذاتي ويحتاج إلى ما يرفع قصوره، ما الذي يرفع قصوره؟ الله عز وجل أعطاه حجتين حجة باطنة وحجة ظاهرة الحجة الباطنة العقل والحجة الظاهرة الأنبياء والمرسلين عليهم أفضل صلوات المصلين والأئمة الطاهرين، إما العقل ففيه مدركات العقل النظري ومدركات العقل العملي مدركات العقل النظري ما ينبغي أن يعلم النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان الكل أعظم من الجزء الواحد نصف الاثنين هذه معلومات نظرية ينبغي أن تعلن ينبغي أن تنظر وأن تعرف وهناك مقولات من مقولة العقل العملي يعني ما ينبغي أن يعمل الكذب قبيح والصدق حسن يعني فقط هذا تعرفه أو تطبقه وما تكذب وتصدق، حسن الأمانة وقبح الخيانة هذا ما ينبغي أن يعمل ما ينبغي أن يفعل إذن يقسم العقل إلى قسمين بلحاظ مدركات العقل بلحاظ متعلق العقل العقل تعلق بما ينبغي أن ينظر ويعرف أو ما ينبغي أن يعمل هذه حجة باطنية للإنسان حتى هذه الحجة الباطنية ما تكفي لأن هذه الحجة الباطنية قد تدفن يدفنها الإنسان بشهواته ونزواته ولذلك ورد في الرواية إنما بعث الله الأنبياء لكي يثيروا في الناس دفائن عقولهم، الناس تدفن عقولها بحاجة إلى يد تمسكها إذن الله عز وجل أعطى الناس حجتين حجة باطنة وحجة ظاهرة ما هي علاقة الماركسية والرأسمالية والاسلام بالرأي العام وكيف تنظر هذه النظريات الثلاثة إلى الراي العام.

التفصيل في ثلاث جمل الجملة الأولى الرأسمالية تقول إن الديمقراطية هي حكومة الرأي العام، الاشتراكية تقول إن الاشتراكية هي حكومة من أجل الرأي العام وليست هي حكومة الرأي العام والإسلام يقول الإسلام حكومة تتوسط بين الأمة والإمام فلا يقول الإسلام إن الحكومة الإسلامية هي حكومة الرأي العام يعني حكومة الأكثرية ولا يقول الإسلام إن الحكومة هي من أجل الرأي العام بل يقول الإسلام أنني أنشأت حكومة تنظم العلاقة بين القائد والأمة بين الأمة والإمام.

الديمقراطية تقول إنها حكومة الرأي العام يعني هي تمثل الأكثرية الرأي العام رأي الغالبية والديمقراطية هي حكم الأكثرية فالديمقراطية الغربية تدعي أنها حكومة الرأي العام لأنها حكومة الأكثرية والأكثرية هي الغالبية لكن تناقش بأن هذه الغالبية تتحكم فيها الأموال والدعاية والأمور النفسية فبالأموال يأتون بخبراء علم النفس والاجتماع ويأثرون على الاجتماع العام والجمهور يحكمه الغوغاء والعفوية فيمرر أصحاب المآرب الخاصة مخططاتهم من خلال الدراسة هذا ما يصلح في كثير من الدول فتدعي أنها حكومة الرأي العام والحال إن اليهود هم الذين يخططون.

مثلا حتى يكونون رأي عام في الأرجنتين تخطط المخابرات الإسرائيلية لتفجير مبنى وتقتل مئة يهودي وتقول إيران فجرت وهي ضدت سامية فيتكون رأيان بينما الرئيس الأرجنتيني كارلوس منعم الذي أصله لبناني يعرف أن الذي قام بالتفجير أمريكا وإسرائيل وتقايض معهم قال بسيطة نحن نمرر هذا ولكن تعطونا قروض وترتبون بعض المصالح ونقطع يد إيران عن أمريكا اللاتينية.

التصور الثاني الحكومة الماركسية تقول الحزب الماركسي الاشتراكي حزب فيه نخب الأمة المطبوخة وفيه الكفاءات المتخصصة المحترفة وليس بالضرورة أن يقبلها الرأي العام ولكنها تعرف مصلحة الرأي العام فالماركسية تنادي بالحزب الحاكم من أجل الرأي العام فرق كبير بين حكومة الرأي العام وبين حكومة من أجل الرأي العام.

وأما الإسلام وقبل أن نطرح رأي الإسلام نقول الرأي العام هل يملك العصمة أو لا؟ يوجد قولان في الاتجاه السني يرون رواية عن النبي "صلى الله عليه وآله" لا تجتمع أمتي على خطأ أو لا تجتمع أمتي على ضلالة فيرون أن الإجماع فيه عصمة وأما رأي الغالبية فليس فيه عصمة.

الاتجاه الثاني الاتجاه الشيعي لم تثبت هذه الرواية لا تجتمع أمتي على خطأ لا تجتمع أمتي على ضلالة الإجماع ليس ملاكا الإجماع إذا كشف عن دخول الإمام المعصوم معهم وإذا لم نحرز دخول الإمام المعصوم مع المجمعين فالإجماع ليس بحجة إذن الإجماع ليس بعصمة فضلا عن رأي الغالبية والرأي العام وبالتالي عندنا روايات إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا بالتالي الإسلام لا يرى حكومة الرأي العام، من قال إن الغالبية دائما، راجع القرآن المعجم المفهرست لفظة كثير وأكثر ولفظة قليل ستجد الذم في الكثير والمدح في القليل كم من فئة قليلة غلبة فئة كثيرة بإذن الله فإذن هنا مدح للقلة وأما الكثرة وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين إذن الغالبية والأكثرية ليست ملاكا الملاك المبدأ الإسلامي الملاك حكم الله "عز وجل" فالإنسان عنده قصور ذاتي هذا القصور يرتفع بمعونة السماء، الشيوعية تقول الوسيط هو الحزب الحاكم حزب الطليعة الكفاءات الإسلام يقول الوسيط هو الأنبياء هؤلاء رسل الله هؤلاء هم الوسيط وليس أناس ليست لديهم عصمة.

الآن نأتي إلى الديمقراطية حكومة الرأي العام، ما هي مبادئها يذكر المصنف خمس مبادئ هذه المبادئ عناوين براقة الأول حرية الاتصال يعني كل فرد يستطيع أن يتواصل مع من يشاء دائما نذكر كلمتين أول وحدة حرية الاتصال الثاني حرية التنظيم له أن يشكل تنظيما أو حزبا مع أي شخص الثالث حرية الحوار له أن يتحاور وأن يناقش مع أي جماعة لحل النزاعات، الرابع اعتماد الأغلبية المهم هو رأي الأكثرية والأغلبية في حسم الخلافات الأمر الخامس هذه الخطوات التي ذكرت يعني حرية الاتصال حرية التنظيم حرية الحوار اعتماد الأغلبية كما يحصل بالنسبة إلى الجماعات المختلفة يحصل داخل الجامعة الواحدة والإنسان بالنسبة إلى ذاته إذا أردنا أن ننقض عليهم.

لو واحد ما يقبل الديمقراطية ولا يقبل النظام الديمقراطي تقبل الديمقراطية ذلك؟ ما تقبل في مقام العمل ما تقبل مع أنه حرية الحوار وحرية التنظيم وحرية الاتصال لو واحد أراد أن يتحاور مع مجموعة لإسقاط النظام الديمقراطي ويكون تنظيم لإسقاط النظام الديمقراطي ينسفونه في قعر بيته إذن هذه مجرد عناوين براقة كل الأنظمة هكذا عندها خط أحمر تصل إلى النظام ما يقبلون وإذا نرجع إلى الدستور الأمريكي نلحظ شرطين الأول الولاء، الثاني الأمن لابد أن يكون لك ولاء للدولة ولابد أن تحقق الأمن للدولة هذا تمام الكلام في حكومة الرأي العام التي تدعى للفكر الديمقراطي والغربي الفكر الثاني الفكر الرأسمالي حكومة من أجل الجماهير يعني الحزب الطليعي هو الذي يرعى مصالح الأمة فهو حزب من أجل الرأي العام.

نلخص آرائهم في أربعة أمور:

الأمر الأول قيمومة الحزب الواحد الديمقراطية ترى تعدد الأحزاب والأفكار والاشتراكية ترى قيمومة الحزب الواحد.

الأمر الثاني قمع الأحزاب الأخرى حزب الشيوعي ديكتاتوري ما يقبل حزب واحد.

الأمر الثالث النقد الذاتي داخل الحزب وليس خارج الحزب خارج الحزب ينسفونك.

الأمر الرابع فردانية القيادة الحزبية ليست القيادة جماعية القيادة لفرد ماوت ستونك هو قائد الحزب الشيوعي الصيني الشيوعية الصينية كانت تنحو نحو عمال الزراعة والفلاحين والشيوعية السوفيتية كانت تنحو نحو عمال المصانع الزعيم السوفيتي والمفكر الشيوعي لينين هو المؤسس ومن بعده ستالين أقوى شخصين بعد ذلك جاء خرتشوف وكربتشوف إلى آخره حزب واحد.

النظرية الثالثة الرأي العام في المنهج الإسلامي

ولاحظوا جيدا الإسلام لم يلغي دور الجماهير تماما عندنا آيات الشورى وأمرهم شورى بينهم، وشاورهم في الأمر، لا إكراه في الدين هذا مطلوب ومن جهة أخرى لم يجعل رأي الأكثرية هو الملاك والمعيار وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين المعيار أمر الله وأمر الله يعرف من أنبياء الله ومن المرسلين ومن الأئمة الطاهرين ويرى الإسلام أن الإنسان هو الذي يغير حياته لا أنه يفرض عليه هذا الشيء فالإسلام يرى حاجة الرأي العام للاتكاء على الأنبياء وهدي السماء وفي زماننا هذا نواب الإمام المعصوم وهو المراجع الجامعين للشرائط، هذا تمام الكلام في الرأي العام.

عوامل تكون الرأي العام كيف يتكون الرأي العام، طبعا سابقا كان بشكل عفوي ولكن الآن الدول تكون الرأي العام بشكل مدروس أجهزة، الآن في قسم خاص أسمه الحرب النفسية دراسة فرع خاص فيستعينون بعلماء النفس وعلماء الاجتماع كيف تتكون الأفكار في ذهن الناس وكيف يلقى في روعهم وفي أذهانهم مثلا النظر إلى آيات شيطانية التي ألفها سلمان رشدي لاحظ دائما حتى يزينون الرذيلة يقال للواط زواج مثلي، سحاق زواج مثلي هؤلاء المثليون لهم حق لا يقول هذه رذيلة لواط سحاق لا يقول زواج مثلي هذا حق إنساني مثلا خمر يخمر العقل يسكر يقول مشروبات روحية حانات بغاء وفجور وفاحشة وقذارة يقول نوادي ليلية لكن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إرهاب فكري أن تسهر على حفظ أعراضك وناموسك تمنع الحرية الشخصية للآخرين هذا تقييد للحريات هذا كله يدخل في تكوين رأي عام وتغيير الأفكار.

العوامل المؤثرة في تكوين الرأي العام

العامل الأول العامل الثقافي فثقافة كل بلد لها تأثيرها بعض البلدان عندهم ثقافة قبلية بعض البلدان ثقافة قومية شكل النظام جمهوري ملكي فالأمور الثقافية تؤثر في تكوين الرأي العام فكل بلد إذا أردت أن تؤثر فيه فلحظ ثقافة البلد.

يقول السيد الخامنئي أيده الله خبراء المخابرات العالمية يعلمون أن الحاجة إلى الثقافة كالحاجة إلى تنفس الهواء كيف الشعوب بحاجة تتنفس الهواء لكي تعيش يعلمون جيدا أن الشعوب بحاجة إلى ثقافة لكي تعيش لذلك يعملون على الغزو الثقافي.

العامل الثاني العامل الاقتصادي فالعامل الاقتصادي يلقي بضلاله على الرأي العام أهم شيء دخل الفرد ومعيشة الفرد لذلك إذا أرادت أمريكا تسقط نظام تسقط عملة ذلك النظام تحاصر هذا النظام حتى الناس تقوم ضد النظام وتتوهم أن هذا النظام نظام فاشل وتريد الرفاهية وبالتالي تحديد الأسعار والمستوى المعيشي للناس هذا كله يلعب دور في تكوين الرأي العام.

الأمر الثالث العامل الجغرافي

البعض قد لا يؤمن بالعامل الجغرافي في تكوين الرأي العام والصحيح إن العامل الجغرافي له دور في تكوين عقلية الناس إذا مجتمع بدوي لا يؤمن بحدود يريد أن يترحل إذا مجتمع قروي ما يقبل تحديد النسل يريد أن ينجب بخلاف مجتمع المدينة وهكذا إذا دولة هي شبه جزيرة يعني تلتقي في اليابسة في طرف واحد فإن أهل شبه الجزيرة يحرصون على بقاء المنفذ الحدودي البري إذا دولة لا يوجد عندها إلا منفذ بحري واحد فإن الناس تحرص على بقاء الميناء هذه كلها تتدخل في صناعة الرأي العام.

الرابع العامل النفسي فالإنسان ليس عقلا محضا وإنما كتلة مشاعر لذلك أنت تلاحظ في الانتخابات لا يركزون كثيرا على كفاءة المرشح يركزون على الأمور النفسية التي تعطي المرشح المقبولية هذا سيد أبن رسول الله هذا عالم هذا دولة شيعية، دولة علمانية هذا عنده خبرة كذا سنة هذا عنده من العائلة الفلانية دائما يركزون على أمور نفسية يأتون بأمور ترغب فالعامل النفسي له أثر في تكوين الرأي العام.

أبو الحسن بني صدر كيف فاز في الانتخابات في إيران هذا الخائن الذي موجود في فرنسا جاء والتقى بالإمام الخميني لما خرج من لقاء الإمام الخميني رفع يده ضمهما إلى بعض ورفعهم ففهم الناس إن الإمام الخميني أيد ترشيحه صوتوا إليه وفاز بالانتخابات، التأثير في الرأي العام.

الأمر الخامس المحيط الاجتماعي

محيط الأسرة محيط المدرسة محيط الحزب محيط الأصدقاء الطبقة القومية العمل هذا كله مؤثر في الرأي العام هذا مهم، مثلا إذا تصير خبير إذا تريد أن تمرر الشيء تعرف كيف تمرر إشاعة تقول فلان مر بهذه الإشاعة تنتشر الإشاعة ويمشي وأنت تضحك يعني تعرف الموضوع هذه أمور تحتاج إلى خبرة.

تقييم وإضافات

هذه العوامل كلها تقبلها النظرية الإسلامية ولكن النظرة الإسلامية نظرة إلهية وليست نظرة مادية تضيف إلى هذه الأمور عامل أهم وهو عامل الهداية الإلهية والقرآن الكريم يركز كثيرا على الهداية الإلهية قال تعالى (والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) وقال مخاطبا رسوله (ولو لا أن ثبتناك لقد ؟؟ إليهم شيئا قليلا) وقال على لسان إبراهيم أبا الأنبياء (فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين) (يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين) لذلك يوميا في الصلاة أهدنا الصراط المستقيم، ربي اشرح لي صدري فمن يريد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام اللهم وفقي إذا اشتكلت علي الأمور لأهداها وكذلك الشياطين يزخرفون إلى أوليائهم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون، ألم تر إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تأزهم إزاء إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم.

وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته، هذا تمام الكلام في هذا الكتاب الكريم علم السياسة تجديد من وجهة نظر إسلامية لإمام جمعة النجف الأشرف سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبنجي هذه الدورة تمثل الدورة المختصرة في علم السياسة ثم تحتاج إلى دورة أكثر تخصصا والأفضل أن تكون دورة في دراسة الأنظمة السياسية مثل كتاب السيد محمد مصطفوي وهو عبارة عن دراسة مقارنة بين الفقه الإسلامي من جهة والقانون الدستوري والوضعي من جهة أخرى كتاب قيم، كتاب السيد محمد المصطفوي نظريات الحكم والدولة، ما هي النظريات للحكم والدولة في الإسلام وما هي النظريات في القانون الوضعي والدستوري هذا مهم جدا ونختم هذا الكتاب وهذه الدورة اليوم الأربعاء 17 من ذي القعدة عام 1441 هجرية قمرية الموافق 18 من شهر تير 1399 هجرية شمسية المصادف 8 يوليو أي الشهر السابع من عام 2020 ميلادية.

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين

00:00

07

2023
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 26 الجلسة

07

مايو | 2023
  • الكتاب: علم السياسة ؛ تجديد من وجهة نظر إسلامية
  • الجزء

    -

  • -

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
26 الجلسة